صورة للسيد المسيح تنضح زيتاً "أنا معكم حتى انقضاء الدهر"
في بيت من بيوت أحياء حلب المسيحيين الفقراء، وفي حي شعبي متواضع، وعند أسرة بسيطة مؤلفة من أربعة أفراد، وعلى احد جدران غرفة منه معلق صورة لرأس السيد المسيح بإكليل الشوك مرسومة بالألوان المائية منذ نحو أربعين عاماً، كان قد رسمها احد الفنانين السوريين وأهداها لأهل الزوجة صاحبة هذا البيت المتواضع، وبدورهم قدموها لابنتهم إرثاً من والدتها المتوفية.. وأية هدية كانت؟..
ربما لبساطة رسمها وفقر ألوانها قد تدير وجهك عنها غير آبه لها، وربما لحجمها الكبير قد تستغني عنها لأنها ستنال حيزاً لا بأس به من مساحة أي جدار قد تعلقها عليه، ولكن ماذا سيكون موقفك أو رأيك أو شعورك عندما تعلم وتشاهد بأم عينيك أن تلك الصورة التي أدرت وجهك عنها لأحد الأسباب السابقة قد قدَّستْ بيتك، ووهبته البَرَكة والنعمة والقداسة، وملأته بالزيت المقدس الذي ينضح منها، فماذا تفعل أمام هذه الظاهرة التي ستقف أمامها حائراً متعجباً شارداً..فماذا تقول؟..
ومن المعروف أن الألوان المائية المرسومة بها هذه الصورة، تتداخل فيما بينها وتتشوه، إذا ما سكبتَ عليها أي سائل كان ماءً أو زيتاً، إلا أن ألوان الصورة هذه لم تتغير أبداً ولم تتداخل فيما بينها أو تتشوه بل بقيت على حالها تماماً، رغم كثرة الزيت الناضح منها يومياً، وهنا يكمن العجب وتتحقق صحة الظاهرة.
وما مضت أيام قليلة حتى ظهر على الجدار قرب الصور صليب كبير بحجم الصور وكأنه مثبَّتٌ على صخرة، وأصبحت قاعدته تنضح زيتاً كما هو ظاهر في الصورة أسفل المقال كي يتحقق الجميع من صحة حقيقة الظاهرة، وكأن الرب أرسل برسالة للمشكِكين لألا يذهبوا بأذهانهم إلى الشكوك وعدم الإيمان.
ولكن من المؤسف حقاً، أن نسمع بمثل هذه الظواهر العجيبة وقد كثرت في الآونة الأخيرة ونقف منها غير مبالين، أو مستهزئين، أو مشكِكين الآخرين بها، ونحن في قرارة نفوسنا نعلم علم اليقين أن مثل هذه الظاهرة لا يحد حدوثها أي مكان أو زمان، ومع ذلك ننتقد، ونشكِك الآخرين ونرفض، ونتحجج متفلسفين بفلسفات الأبالسة، ونطق بأقوال مبهمة غير مفهومة يخجل منها أبناء العامة والجهلة وأولاد الأزقة، كل ذلك لكي نلفت الأنظار عنها إلينا فقط، وكأننا نحن هم الآلهة أصحاب المعجزات، ونحن مَنْ يستطيع فعل المعجزة وليس أحد سوانا، وإذا ما حدثت معجزة يجب أن تكون بأمرنا نحن وليس سوانا، أليس هذا هو تفكير وتعليم الشيطان بعينه؟.. أليس هذا هو الكفر بمخلصنا وفادينا؟
أفواج وأفواج من البشر، منهم رجال دين مسيحي وإسلامي، ورجال دولة رسميون، وأناس عاديون من مختلف شرائح المجتمع تهافتوا على المكان، منهم المؤمن، ومنهم المعترض، ومنهم الفاحص والمدقق، ومنهم المتفرج، ومنهم المشكِك، ومنهم الناقد سلباً، ولكن المحزن والمؤسف بالأمر عندما تسمع أن بعض رجال الدين المسيحي يخافون من زيارة المكان وكأن عقرباً سيلسعهم إذا ما فعلوا، ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يطالبون الآخرين ويحرضوهم بعدم الزيارة والاكتراث للحدث مهددين ومتوعدين، ويعللون ذلك بعلل تافهة كأنفسهم الضعيفة الجبانة الخائفة وإذا تنازلوا وقاموا بزيارة المكان راحوا يتلفظون بألفاظ خشنة مقرفة كنفوسهم أمام الجمع المحتشد، فينتقدون الظاهرة معللين أن الأمر فيه شيء من الغش أو التلاعب أو الخداع رغم مشاهدتهم لحقيقتها بأم أعينهم التي أعماها الشيطان، ويُسمعون سكان المنزل كلمات تنم عن نفوسهم المريضة، رغم أن الظاهرة حقيقية تماماً وليس هناك من غش فيها وقد تأكد منها كبار الخبراء والفاحصين والمختصين ومنهم رجال رسميون في الدولة، فإن كنتَ تشك مثل توما فاذهب وانظر بعينيك وتفحص بأصابعك ثم قرر إن كنتَ ستُؤمن أو تنتقد، فعوضاً أن يشجعوا الموجودين على تلاوة الصلوات والطلبات خاصة ونحن في هذا الشهر الفضيل المقدس شهر الصيام الكبير، فإنهم يخافون ويهربون ويختفون عن الأنظار مثل خفافيش الليل لأنهم إن فعلوا فهم سيسيئون للشيطان معلمهم المعشش في قلوبهم، والذي يمنعهم من مشاهدة الظاهرة لئلا يعودوا ويؤمنوا بها فيتخلون عنه، فتكون الكارثة قد حلت عليه من جديد، فيا ترى ماذا سيكون موقف هؤلاء من مسيحهم الذي فداهم وسفك دمه المقدس لأجلهم ولخلاصهم أولاً؟.. وموقفهم من نفوسهم المريضة ثانياً، ومن أبناء رعيتهم الذين يعظونهم كل يوم بالإيمان وهم بعيدون عنه ولا يعترفون به، وما هو موقفهم من المجتمع ككل، والحقيقة لا نجد فيهم إلا حكم السيد المسيح عليهم عندما قال:
وليتذكروا أخيراً إذا ما تذكروا !.. قول السيد المسيح الذي قاله لهم:
في بيت من بيوت أحياء حلب المسيحيين الفقراء، وفي حي شعبي متواضع، وعند أسرة بسيطة مؤلفة من أربعة أفراد، وعلى احد جدران غرفة منه معلق صورة لرأس السيد المسيح بإكليل الشوك مرسومة بالألوان المائية منذ نحو أربعين عاماً، كان قد رسمها احد الفنانين السوريين وأهداها لأهل الزوجة صاحبة هذا البيت المتواضع، وبدورهم قدموها لابنتهم إرثاً من والدتها المتوفية.. وأية هدية كانت؟..
ربما لبساطة رسمها وفقر ألوانها قد تدير وجهك عنها غير آبه لها، وربما لحجمها الكبير قد تستغني عنها لأنها ستنال حيزاً لا بأس به من مساحة أي جدار قد تعلقها عليه، ولكن ماذا سيكون موقفك أو رأيك أو شعورك عندما تعلم وتشاهد بأم عينيك أن تلك الصورة التي أدرت وجهك عنها لأحد الأسباب السابقة قد قدَّستْ بيتك، ووهبته البَرَكة والنعمة والقداسة، وملأته بالزيت المقدس الذي ينضح منها، فماذا تفعل أمام هذه الظاهرة التي ستقف أمامها حائراً متعجباً شارداً..فماذا تقول؟..
ومن المعروف أن الألوان المائية المرسومة بها هذه الصورة، تتداخل فيما بينها وتتشوه، إذا ما سكبتَ عليها أي سائل كان ماءً أو زيتاً، إلا أن ألوان الصورة هذه لم تتغير أبداً ولم تتداخل فيما بينها أو تتشوه بل بقيت على حالها تماماً، رغم كثرة الزيت الناضح منها يومياً، وهنا يكمن العجب وتتحقق صحة الظاهرة.
وما مضت أيام قليلة حتى ظهر على الجدار قرب الصور صليب كبير بحجم الصور وكأنه مثبَّتٌ على صخرة، وأصبحت قاعدته تنضح زيتاً كما هو ظاهر في الصورة أسفل المقال كي يتحقق الجميع من صحة حقيقة الظاهرة، وكأن الرب أرسل برسالة للمشكِكين لألا يذهبوا بأذهانهم إلى الشكوك وعدم الإيمان.
ولكن من المؤسف حقاً، أن نسمع بمثل هذه الظواهر العجيبة وقد كثرت في الآونة الأخيرة ونقف منها غير مبالين، أو مستهزئين، أو مشكِكين الآخرين بها، ونحن في قرارة نفوسنا نعلم علم اليقين أن مثل هذه الظاهرة لا يحد حدوثها أي مكان أو زمان، ومع ذلك ننتقد، ونشكِك الآخرين ونرفض، ونتحجج متفلسفين بفلسفات الأبالسة، ونطق بأقوال مبهمة غير مفهومة يخجل منها أبناء العامة والجهلة وأولاد الأزقة، كل ذلك لكي نلفت الأنظار عنها إلينا فقط، وكأننا نحن هم الآلهة أصحاب المعجزات، ونحن مَنْ يستطيع فعل المعجزة وليس أحد سوانا، وإذا ما حدثت معجزة يجب أن تكون بأمرنا نحن وليس سوانا، أليس هذا هو تفكير وتعليم الشيطان بعينه؟.. أليس هذا هو الكفر بمخلصنا وفادينا؟
أفواج وأفواج من البشر، منهم رجال دين مسيحي وإسلامي، ورجال دولة رسميون، وأناس عاديون من مختلف شرائح المجتمع تهافتوا على المكان، منهم المؤمن، ومنهم المعترض، ومنهم الفاحص والمدقق، ومنهم المتفرج، ومنهم المشكِك، ومنهم الناقد سلباً، ولكن المحزن والمؤسف بالأمر عندما تسمع أن بعض رجال الدين المسيحي يخافون من زيارة المكان وكأن عقرباً سيلسعهم إذا ما فعلوا، ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يطالبون الآخرين ويحرضوهم بعدم الزيارة والاكتراث للحدث مهددين ومتوعدين، ويعللون ذلك بعلل تافهة كأنفسهم الضعيفة الجبانة الخائفة وإذا تنازلوا وقاموا بزيارة المكان راحوا يتلفظون بألفاظ خشنة مقرفة كنفوسهم أمام الجمع المحتشد، فينتقدون الظاهرة معللين أن الأمر فيه شيء من الغش أو التلاعب أو الخداع رغم مشاهدتهم لحقيقتها بأم أعينهم التي أعماها الشيطان، ويُسمعون سكان المنزل كلمات تنم عن نفوسهم المريضة، رغم أن الظاهرة حقيقية تماماً وليس هناك من غش فيها وقد تأكد منها كبار الخبراء والفاحصين والمختصين ومنهم رجال رسميون في الدولة، فإن كنتَ تشك مثل توما فاذهب وانظر بعينيك وتفحص بأصابعك ثم قرر إن كنتَ ستُؤمن أو تنتقد، فعوضاً أن يشجعوا الموجودين على تلاوة الصلوات والطلبات خاصة ونحن في هذا الشهر الفضيل المقدس شهر الصيام الكبير، فإنهم يخافون ويهربون ويختفون عن الأنظار مثل خفافيش الليل لأنهم إن فعلوا فهم سيسيئون للشيطان معلمهم المعشش في قلوبهم، والذي يمنعهم من مشاهدة الظاهرة لئلا يعودوا ويؤمنوا بها فيتخلون عنه، فتكون الكارثة قد حلت عليه من جديد، فيا ترى ماذا سيكون موقف هؤلاء من مسيحهم الذي فداهم وسفك دمه المقدس لأجلهم ولخلاصهم أولاً؟.. وموقفهم من نفوسهم المريضة ثانياً، ومن أبناء رعيتهم الذين يعظونهم كل يوم بالإيمان وهم بعيدون عنه ولا يعترفون به، وما هو موقفهم من المجتمع ككل، والحقيقة لا نجد فيهم إلا حكم السيد المسيح عليهم عندما قال:
"الويل للذي سيكون حجر عثرة لأخيه، فالأولى له أن يعلق حجر الرحى في عنقه ويرمي بنفسه في البحر".
هذا هو حكم المشكِك عند الرب يسوع، فيا ترى كيف سيكون الحكم عليهم عند البشر؟..
أبسط الحلول إذا كانوا غير مؤمنين فلا يشكِكوا أخوانهم المؤمنين بإيمانهم على الأقل، وخيرٌ لهم أن يخرسوا ويغلقوا أفواههم النتنة إلى الأبد والأولى بهم أن لا يسمحوا للشيطان المعشش في صدورهم أن يبرز برأسه من بين ضلوعهم المعفنة ليشتم إخوانهم ويشكِكهم بإيمانهم، يا مَنْ يدّعون الإيمان ويكذبون على الله وعلى أنفسهم وعلى الآخرين، لأنهم سمحوا للشيطان أن يتخذهم أفضل مسكن له، وأخلص منفِّذ لأعماله وآرائه وتعاليمه، فالويل كل الويل لهم...وليتذكروا أخيراً إذا ما تذكروا !.. قول السيد المسيح الذي قاله لهم:
"أنـــا معكـــم حتــى انقضـــاء الدهـــر"
وهذا القول يدحضهم ويدحض مَنْ هو من أمثالهم.. فمَنْ لا يرى ضوء الشمس فهو أعمى البصر والبصيرة.
Comment