27/09/2010
في مقابلة مع "وجهة نظر"
أكد قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الاحد أنه يتفق مع ما صدر عن الأزهر الشريف من أن الحوار حول المسائل العقائدية خط أحمر لا ينبغى التطرق اليه، معربا عن أسفه لما أثير مؤخرا بشأن تصريحات نسبت للانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس وجرحت مشاعر المسلمين، خاصة أن المحبة بين الأقباط والمسلمين لا تسمح بالانقسام وبالأخص في النواحى الدينية .
وأكد أن مصر بلد سلام، وهي الداعية للسلام في الشرق الأوسط ومن غير المقبول ألا تنعم بالسلام في داخلها، مشددا على أن المسيحيين والمسلمين أبناء وطن واحد ولا يوجد أحد غريب عن الأخر .
وقال البابا شنودة - في مقابلة مع برنامج "وجهة نظر" الذي يقدمه الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس مركز أخبار مصر، وبثتها القناة الأولى بالتلفزيون المصري مساء الأحد: إن المعروف عن مصر أنها بلد سلام، بل هى داعية للسلام فى الشرق الأوسط، وإذا لم يكن يوجد سلام داخلها بيننا وبين بعضنا فأنه أمر غير مقبول، خاصة أننا نمثل السلام فى المنطقة" .
وأضاف "نحن نحتاج دائما إلى تهدئة لهذا التوتر الموجود، والتهدئة لن تأتى بالاثارة، والنار لا تطفئها نار ولكن يطفئها الماء وهذا التوتر لا يعالج بالتوتر وإنما يعالجه السلام والمحبة والهدوء والتفاهم".
وشدد على أن التصريحات التى أدلى بها الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس بشأن أن المسلمين ضيوف على المسيحيين ربما كتبت بغير فهمها أو بغير قصدها، مشيرا إلى "أن الأرض ملك الله وكلنا ضيوف عليه، ولا نستطيع أن نقول أن المسلمين ضيوف للأقباط، أننى مستعد أن أقول أننا نحن المسيحيين ضيوف على أخوتنا المسلمين، فهم الأغلبية".
وقال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إنه عندما نريد أن نتطرق إلى حوارات عقائدية يجب أن نتحدث عن إثبات وجود الله للملحدين، فإن ذلك يعتبر حاجة دينية مشتركة بيننا وبين المسلمين، ونتحدث عن صفات الله التى نحن نؤمن بها، ونتحدث عن القيم والمبادىء التى كلنا يؤمن بها، فضلا عن التطرق إلى قضايانا الوطنية التى نؤمن بها، حيث أن نقاط العقائد التى بها خلاف ليست خطا أحمر فقط بل هى خط أحمر عميق".
وأضاف "ليس كل ما ينشر فى الصحف نصدقه بتسليم كامل، ربما كتبت كلمة بغير فهمها أو بغير قصدها، وربما أخذت عبارة من حديث طويل وهذه العبارة أخذت لوحدها، نحن فى أرض يملكها الله، ونحن ضيوف على الله في أرضه، ولا نستطيع أن نقول المسلمين ضيوف الأقباط . أننى مستعد أن أقول اننا نحن المسيحيين ضيوف على أخوتنا المسلمين فهم الأغلبية" .
وتابع قائلا "إن العبارات التى تؤخذ بحساسية وبفهم متعب تثير الأجواء .. وهل العبارة قيلت أم لا، وفي أى مجال قيلت، وما المقصود .. إلى آخره .. اعتبارا في نفس الوقت أن الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس ذكى جدا والمفروض أن يراعى رد الفعل لأى كلمة يقولها".
وردا على سؤال: لماذا لا يتم تطوير لغة الحوار بالحديث عن المصريين ولا يتم الحديث عن أن هناك ضيفا على آخر، خاصة أن المصريين أقباطا ومسلمين هم أصحاب هذا البلد بشتى عقائدهم، قال البابا شنودة "إن ذلك هو الوضع السليم وكلنا أهل بلد واحد وأخوة وأبناء لهذا الوطن وجيران ولا نستطيع أن نقول أن أحدا ضيف على الأخر، ولا أعرف كيف دخلت هذه العبارة، وأرجو أن تكون كتبت بطريقة صحفية غير مضبوطة".
وأشار قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الانبا بيشوى قال فى أحاديثه أنه يدافع عن الجو الاسلامى من كل ناحية سواء فى مصر أو الهيئات الاعلامية مثل مجلس كنائس العالم أو غيره.
وقال البابا شنوده "إننا كلنا أبناء لمصر ولا يوجد أحد فينا غريب عن الثانى, وكلنا أسرة واحدة داخل مصر, وأن مجرد إثارة هذا الموضوع أمر غير لائق على الإطلاق, وتصعيده أيضا غير لائق".
وردا على سؤال حول من يصعد ذلك الأمر, قال البابا شنودة: "إن الصحافة أعطيت حرية البعض يتجاوزها, وأن المفروض أن تكون رسالة الصحافة من أجل خير البلد, فأن الاصرار على عرض مشاكل تحدث توتر داخل البلد ليس من واجب الصحافة لانه المفروض على الصحفى قبل أن يكتب المقال يفكر في ردود الفعل جراء هذا المقال, وهل من الصالح ما يكتب أم من غير الصالح؟.. حتى لو كان له حوار مع شخص والشخص تحدث بكلمة والصحفى وجد أنها غير صالحة فمن الأصول أن يحذفها".
قداسة البابا: الحوار الدينى يجب أن يكون فى النقاط المشتركة بيننا
وحول محاضرة الانبا بيشوي فى مؤتمر تثبيت العقيدة والتى ثار فيها جدل وحوار حول مسألة آيات من القرآن ومدى دقتها، قال البابا شنوده:"الذي أفهمه من جهة الانبا بيشوى أن الآية التى ذكرت كانت آية ليس من الأصول أن نتدخل في مفهومها، وأنا أقول دائما أن الحوار الدينى بيننا يجب أن يكون فى النقاط المشتركة بيننا وبين أخوتنا، ويكون الحوار مجرد تعاون من أجل خير البلد ونشر الفضيلة، ومن أجل قضايا وطنية، ولكن ليس من الأصول أن تدخل الخلافات الدينيه الدينية في هذا الحوار".
وأضاف "أن كل شخص له إيمانه الذى يعتز به ولا يصح إطلاقا أن نجرح إنسانا في أموره الايمانية، وهذا الأمر لا نتعرض له إطلاقا لأن نفسية كل إنسان نتحدث له هى أمانة في اعناقنا وواجب روحى لدينا بأن لا نجرح أى انسان، ولا أعرف حصل سرد لمثل هذه الاحداث، وربما كان المقصود أن يعرضوا آيات لكى يصلوا إلى حل فى الخلاف الذى فيها، لكن عموما ليس من الأصول أن تعرض هذه الآيات.
وتابع البابا شنودة قائلا:" إنهم كان لديهم الظن بأن المؤتمر المنعقد للكهنة فقط، فكأن ناس يفحصوا بعض أمور داخل البيت وليس للخارج، لكن بعض الصحفيين حضروا وأخذوا بعض التصريحات وبدأوا فى النشر".
واستطرد قداسة البابا شنودة فى حديثه قائلا "أنا أسف جدا أن يحدث جرح لشعور أخواننا المسلمين، ومستعدون لترضيتهم بأى طريقة، لكن كون أن نشعر أنهم مستاءون من شىء فهذا أمر يؤسفنا، لاننا باستمرار علاقاتنا مع المسلمين علاقة طيبة، وعلاقاتنا مع القادة المسلمين علاقة طيبة وصلت إلى الصداقة والأخوة، وعندما توفي فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، الناس جاءوا ليقدموا لي واجب العزاء فيه، وليس أنا الذي ذهبت لأعزيهم".
وردا على سؤال حول عدم صدور رد فعل مباشر وحاسم حول هذه القضية بشكل بيان أو تصريح من قبلكم، قال البابا شنودة:"إننا لم نعلم أن الأمور سوف تتطور بهذا الوضع الخطير، ولم نتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر".
وأضاف "أن اسم "مؤتمر تثبيت العقيدة" كنت انتقد الاسم نفسه، لأن العقيدة ليست بحاجة الى تثبيت في نظرى، وممكن أن يكون مؤتمر لشرح العقيدة وليس لتثبيتها".
وتابع قائلا :"إن كل إنسان ايمانه عزيز عليه، ولا يصح جرحه في إيمانه، ولا نقبل بذلك إطلاقا، ولو أعلم أن ذلك المؤتمر سوف يسبب جرح أى انسان في إيمانه كنت أصدرت أمرا بوقف ذلك المؤتمر فورا".
كاميليا نفت إسلامها
وحول الاجواء التى أدت إلى حالة الاحتقان والتحفز المتبادل بين المسلمين والمسيحيين، أكد البابا شنودة أن الأزمة بدأت من مشكلة السيدة كاميليا التى اعتبر البعض أنها أسلمت بينما هى لم تسلم على الاطلاق وصدر شريط فيديو أكدت فيه أنها مسيحية ونفت إسلامها.
واستنكر البابا شنودة أن تؤدى مشكلة كهذه إلى إيجاد خلاف على مستوى البلد كما استنكر الضجيج الذى أثير من أجل موضوع شخصى خاص بهذه السيدة وزوجها.
وحول رأيه فى تحول شخص من مسيحى إلى مسلم..أو مسلم إلى مسيحى وهل ينقص هذا من هذا الدين أو ذاك، قال قداسة البابا شنودة الثالث:"إن هذا الامر لا ينقص ولا يزيد إلا أن حماس أى إنسان لدينه يجعله ينصح هذا الشخص لتثبيته على دينه غير إنه قال إن مسألة السيدة كاميليا تحولت إلى هياج شديد استخدمت فيه الشتائم".
وبالنسبة للمظاهرات التى سارت وتحدث البعض خلالها عن حادث اختطاف بينما تحدث الطرف الاخر عن إجبار شخص على الدخول فى دين آخر، قال البابا شنودة إن مظاهرات سارت فى القاهرة والاسكندرية وكانت تؤذى شعور كل مسيحى.. ولم تقابل بمظاهرات من جانب المسيحيين .
وأشارالبابا إلى أنه حدث تجمع فى الكاتدرائية يطالب باعادة السيدة كاميليا، ولم يحدث فيه أى شتائم أو أعمال عنف.
وردا على سؤال عما إذا كان الخطأ الذى حدث بالنسبة لموضوع السيدة كاميليا يدعو إلى إتخاذ الاجراءات القانونية العادية مع أى رجل دين أخطأ سواء اكان مسلما أو مسيحيا، أشار البابا شنودة إلى أن بعض الكهنة وقعوا فى أخطاء شديدة وقامت الكنيسة بمحاكمتهم كنسيا ومعاقبتهم وفقا لقوانين الكنيسة إلا أنه لا يعلن عن ذلك حتى لا يجرى فضحهم.
وعما إذا كان يعتقد بضرورة تطبيق قوانين الدولة على أى رجل دين يخطئ سواء اكان مسيحيا أو مسلما، قال البابا شنودة "إذا وقعت جريمة ضد الدولة فينبغى أن تحاكمه الدولة أما إذا كان خطأ داخل البيت فلا حاجة لأن يصل الأمر للدولة".
وحول تعريض الوحدة الوطنية لمخاطر نتيجة معلومات خاطئة وهل يحاكم هذا الشخص داخل البيت أم تحاكمه الدولة، قال البابا شنودة:"فى هذه الحالة يحاكم الكل كل المتظاهرين وكل المحرضين وكل الذين أثاروا الجو، وفى هذه الحالة سيدخل ألاف فى المحاكمة وهذه ليست مسألة سهلة".
وردا على سؤال بشأن قوانين منع التظاهر داخل دور العبادة وعما إذا كان يعتقد أن ما يحدث داخل بعض الكنائس يعتبر ضد هذه القوانين, وعما إذا كان يوافق على تطبيق القانون على كافة المصريين مسلمين ومسيحيين بالنسبة للمظاهرات, قال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية :"ينبغى التفريق بين التظاهر والتجمع, أنه تم الاسبوع الماضى على سبيل المثال منع تجمع قبل دخول الافراد الكاتدرائية".
وأشار إلى وجود بعض الاتهامات الموجهة للمسيحيين مثل أنهم "دولة داخل الدولة ", وأضاف "أنه فى كثير من الاحيان لا وجود لنا فى كثير من منظمات الدولة, ولا فى البرلمان أو النقابات أو تشكيلات مجالس القرى والمدن..
وقال البابا شنودة إن هناك اتهاما بأن "المسيحيين يستقوون بالخارج, وهذا الاتهام يأتى عندما تحدث حادثة مؤلمة مما يثير بعض الأولاد المسيحييين فى الخارج, فيعتبر ذلك استقواء بالخارج, ومثال على ذلك عندما قتل ستة مسيحيين فى نجع حمادى , وحدث تأجيل طويل فى محاكمة القاتل لقد ترك ذلك تأثيرا سلبيا لديهم ".
وحول عدم السماح للسيدة كاميليا بالالتقاء مع الإعلاميين المحايدين بشكل مباشر بدلا من التسجيل الذي أذيع لها, وثارت حوله العديد من الروايات والقصص, قال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية :" اود ان اشير الى واقعة اخرى , عندما قالوا إن الفتاة مريان أعلنت إسلامها في تسجيل.. هل قلنا فى ذلك الحين أننا نشكك في التسجيل?, لم يحدث إطلاقا.. إذا بدأ مبدأ الشك يسود فى أى حالة أخرى سيصدر الشك أيضا لأن الناس يريدون الوصول إلى نتيجة عكس الموجود فيبقى كل ما يسجل شىء يشككون فيه لو جاء تسجيل اخر يشككون فيه أيضا .. وبهذا فأن الشك لا ينتهى لأن وراؤه أسبابا أخرى تدعو إليه".
وردا على سؤال بشأن قصة هذا التسجيل - تسجيل كاميليا- , قال البابا شنودة :"لا أعرف ولكنى رأيته, وأطلعونى علية , ولكن لا أعرف كيف تم".وهل عرض عليكم أن تظهر فى الاعلام وانتم رفضتم, قال البابا شنوده :"طلب
الاعلام, فكان النتيجة هذا التسجيل"- تسجيل كاميليا.
وردا على سؤال لماذا لم يتم التسجيل بشكل أكثر إعلانا بدلا أن يكون تسجيلا مجهلا ويتم بثه عبر مواقع "الانترنت", قال البابا شنودة : "لماذا يسمى مجهلا ويتم التشكيك فيه, أنه أمر لا يهم لأن نفس الشخصية ونفس الصوت تتكلم وتقول إنها مسيحية وتقول إنهم يتعرضوا لحياتى الخاصة ولزوجى ولا أحد منهم جالس معى وهو الذى سمعته وكانت تتحدث بلهجتها الصعيدية".
وسوف يستكمل حوارالبابا شنودة مع برنامج "وجهة نظر" الذي يقدمه الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار مساء اليوم "الاثنين", حيث يذاع على القناة الأولى بالتلفزيون المصري .
في مقابلة مع "وجهة نظر"
أكد قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الاحد أنه يتفق مع ما صدر عن الأزهر الشريف من أن الحوار حول المسائل العقائدية خط أحمر لا ينبغى التطرق اليه، معربا عن أسفه لما أثير مؤخرا بشأن تصريحات نسبت للانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس وجرحت مشاعر المسلمين، خاصة أن المحبة بين الأقباط والمسلمين لا تسمح بالانقسام وبالأخص في النواحى الدينية .
وأكد أن مصر بلد سلام، وهي الداعية للسلام في الشرق الأوسط ومن غير المقبول ألا تنعم بالسلام في داخلها، مشددا على أن المسيحيين والمسلمين أبناء وطن واحد ولا يوجد أحد غريب عن الأخر .
وقال البابا شنودة - في مقابلة مع برنامج "وجهة نظر" الذي يقدمه الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس مركز أخبار مصر، وبثتها القناة الأولى بالتلفزيون المصري مساء الأحد: إن المعروف عن مصر أنها بلد سلام، بل هى داعية للسلام فى الشرق الأوسط، وإذا لم يكن يوجد سلام داخلها بيننا وبين بعضنا فأنه أمر غير مقبول، خاصة أننا نمثل السلام فى المنطقة" .
وأضاف "نحن نحتاج دائما إلى تهدئة لهذا التوتر الموجود، والتهدئة لن تأتى بالاثارة، والنار لا تطفئها نار ولكن يطفئها الماء وهذا التوتر لا يعالج بالتوتر وإنما يعالجه السلام والمحبة والهدوء والتفاهم".
وشدد على أن التصريحات التى أدلى بها الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس بشأن أن المسلمين ضيوف على المسيحيين ربما كتبت بغير فهمها أو بغير قصدها، مشيرا إلى "أن الأرض ملك الله وكلنا ضيوف عليه، ولا نستطيع أن نقول أن المسلمين ضيوف للأقباط، أننى مستعد أن أقول أننا نحن المسيحيين ضيوف على أخوتنا المسلمين، فهم الأغلبية".
وقال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إنه عندما نريد أن نتطرق إلى حوارات عقائدية يجب أن نتحدث عن إثبات وجود الله للملحدين، فإن ذلك يعتبر حاجة دينية مشتركة بيننا وبين المسلمين، ونتحدث عن صفات الله التى نحن نؤمن بها، ونتحدث عن القيم والمبادىء التى كلنا يؤمن بها، فضلا عن التطرق إلى قضايانا الوطنية التى نؤمن بها، حيث أن نقاط العقائد التى بها خلاف ليست خطا أحمر فقط بل هى خط أحمر عميق".
وأضاف "ليس كل ما ينشر فى الصحف نصدقه بتسليم كامل، ربما كتبت كلمة بغير فهمها أو بغير قصدها، وربما أخذت عبارة من حديث طويل وهذه العبارة أخذت لوحدها، نحن فى أرض يملكها الله، ونحن ضيوف على الله في أرضه، ولا نستطيع أن نقول المسلمين ضيوف الأقباط . أننى مستعد أن أقول اننا نحن المسيحيين ضيوف على أخوتنا المسلمين فهم الأغلبية" .
وتابع قائلا "إن العبارات التى تؤخذ بحساسية وبفهم متعب تثير الأجواء .. وهل العبارة قيلت أم لا، وفي أى مجال قيلت، وما المقصود .. إلى آخره .. اعتبارا في نفس الوقت أن الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس ذكى جدا والمفروض أن يراعى رد الفعل لأى كلمة يقولها".
وردا على سؤال: لماذا لا يتم تطوير لغة الحوار بالحديث عن المصريين ولا يتم الحديث عن أن هناك ضيفا على آخر، خاصة أن المصريين أقباطا ومسلمين هم أصحاب هذا البلد بشتى عقائدهم، قال البابا شنودة "إن ذلك هو الوضع السليم وكلنا أهل بلد واحد وأخوة وأبناء لهذا الوطن وجيران ولا نستطيع أن نقول أن أحدا ضيف على الأخر، ولا أعرف كيف دخلت هذه العبارة، وأرجو أن تكون كتبت بطريقة صحفية غير مضبوطة".
وأشار قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الانبا بيشوى قال فى أحاديثه أنه يدافع عن الجو الاسلامى من كل ناحية سواء فى مصر أو الهيئات الاعلامية مثل مجلس كنائس العالم أو غيره.
وقال البابا شنوده "إننا كلنا أبناء لمصر ولا يوجد أحد فينا غريب عن الثانى, وكلنا أسرة واحدة داخل مصر, وأن مجرد إثارة هذا الموضوع أمر غير لائق على الإطلاق, وتصعيده أيضا غير لائق".
وردا على سؤال حول من يصعد ذلك الأمر, قال البابا شنودة: "إن الصحافة أعطيت حرية البعض يتجاوزها, وأن المفروض أن تكون رسالة الصحافة من أجل خير البلد, فأن الاصرار على عرض مشاكل تحدث توتر داخل البلد ليس من واجب الصحافة لانه المفروض على الصحفى قبل أن يكتب المقال يفكر في ردود الفعل جراء هذا المقال, وهل من الصالح ما يكتب أم من غير الصالح؟.. حتى لو كان له حوار مع شخص والشخص تحدث بكلمة والصحفى وجد أنها غير صالحة فمن الأصول أن يحذفها".
قداسة البابا: الحوار الدينى يجب أن يكون فى النقاط المشتركة بيننا
وحول محاضرة الانبا بيشوي فى مؤتمر تثبيت العقيدة والتى ثار فيها جدل وحوار حول مسألة آيات من القرآن ومدى دقتها، قال البابا شنوده:"الذي أفهمه من جهة الانبا بيشوى أن الآية التى ذكرت كانت آية ليس من الأصول أن نتدخل في مفهومها، وأنا أقول دائما أن الحوار الدينى بيننا يجب أن يكون فى النقاط المشتركة بيننا وبين أخوتنا، ويكون الحوار مجرد تعاون من أجل خير البلد ونشر الفضيلة، ومن أجل قضايا وطنية، ولكن ليس من الأصول أن تدخل الخلافات الدينيه الدينية في هذا الحوار".
وأضاف "أن كل شخص له إيمانه الذى يعتز به ولا يصح إطلاقا أن نجرح إنسانا في أموره الايمانية، وهذا الأمر لا نتعرض له إطلاقا لأن نفسية كل إنسان نتحدث له هى أمانة في اعناقنا وواجب روحى لدينا بأن لا نجرح أى انسان، ولا أعرف حصل سرد لمثل هذه الاحداث، وربما كان المقصود أن يعرضوا آيات لكى يصلوا إلى حل فى الخلاف الذى فيها، لكن عموما ليس من الأصول أن تعرض هذه الآيات.
وتابع البابا شنودة قائلا:" إنهم كان لديهم الظن بأن المؤتمر المنعقد للكهنة فقط، فكأن ناس يفحصوا بعض أمور داخل البيت وليس للخارج، لكن بعض الصحفيين حضروا وأخذوا بعض التصريحات وبدأوا فى النشر".
واستطرد قداسة البابا شنودة فى حديثه قائلا "أنا أسف جدا أن يحدث جرح لشعور أخواننا المسلمين، ومستعدون لترضيتهم بأى طريقة، لكن كون أن نشعر أنهم مستاءون من شىء فهذا أمر يؤسفنا، لاننا باستمرار علاقاتنا مع المسلمين علاقة طيبة، وعلاقاتنا مع القادة المسلمين علاقة طيبة وصلت إلى الصداقة والأخوة، وعندما توفي فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، الناس جاءوا ليقدموا لي واجب العزاء فيه، وليس أنا الذي ذهبت لأعزيهم".
وردا على سؤال حول عدم صدور رد فعل مباشر وحاسم حول هذه القضية بشكل بيان أو تصريح من قبلكم، قال البابا شنودة:"إننا لم نعلم أن الأمور سوف تتطور بهذا الوضع الخطير، ولم نتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر".
وأضاف "أن اسم "مؤتمر تثبيت العقيدة" كنت انتقد الاسم نفسه، لأن العقيدة ليست بحاجة الى تثبيت في نظرى، وممكن أن يكون مؤتمر لشرح العقيدة وليس لتثبيتها".
وتابع قائلا :"إن كل إنسان ايمانه عزيز عليه، ولا يصح جرحه في إيمانه، ولا نقبل بذلك إطلاقا، ولو أعلم أن ذلك المؤتمر سوف يسبب جرح أى انسان في إيمانه كنت أصدرت أمرا بوقف ذلك المؤتمر فورا".
كاميليا نفت إسلامها
وحول الاجواء التى أدت إلى حالة الاحتقان والتحفز المتبادل بين المسلمين والمسيحيين، أكد البابا شنودة أن الأزمة بدأت من مشكلة السيدة كاميليا التى اعتبر البعض أنها أسلمت بينما هى لم تسلم على الاطلاق وصدر شريط فيديو أكدت فيه أنها مسيحية ونفت إسلامها.
واستنكر البابا شنودة أن تؤدى مشكلة كهذه إلى إيجاد خلاف على مستوى البلد كما استنكر الضجيج الذى أثير من أجل موضوع شخصى خاص بهذه السيدة وزوجها.
وحول رأيه فى تحول شخص من مسيحى إلى مسلم..أو مسلم إلى مسيحى وهل ينقص هذا من هذا الدين أو ذاك، قال قداسة البابا شنودة الثالث:"إن هذا الامر لا ينقص ولا يزيد إلا أن حماس أى إنسان لدينه يجعله ينصح هذا الشخص لتثبيته على دينه غير إنه قال إن مسألة السيدة كاميليا تحولت إلى هياج شديد استخدمت فيه الشتائم".
وبالنسبة للمظاهرات التى سارت وتحدث البعض خلالها عن حادث اختطاف بينما تحدث الطرف الاخر عن إجبار شخص على الدخول فى دين آخر، قال البابا شنودة إن مظاهرات سارت فى القاهرة والاسكندرية وكانت تؤذى شعور كل مسيحى.. ولم تقابل بمظاهرات من جانب المسيحيين .
وأشارالبابا إلى أنه حدث تجمع فى الكاتدرائية يطالب باعادة السيدة كاميليا، ولم يحدث فيه أى شتائم أو أعمال عنف.
وردا على سؤال عما إذا كان الخطأ الذى حدث بالنسبة لموضوع السيدة كاميليا يدعو إلى إتخاذ الاجراءات القانونية العادية مع أى رجل دين أخطأ سواء اكان مسلما أو مسيحيا، أشار البابا شنودة إلى أن بعض الكهنة وقعوا فى أخطاء شديدة وقامت الكنيسة بمحاكمتهم كنسيا ومعاقبتهم وفقا لقوانين الكنيسة إلا أنه لا يعلن عن ذلك حتى لا يجرى فضحهم.
وعما إذا كان يعتقد بضرورة تطبيق قوانين الدولة على أى رجل دين يخطئ سواء اكان مسيحيا أو مسلما، قال البابا شنودة "إذا وقعت جريمة ضد الدولة فينبغى أن تحاكمه الدولة أما إذا كان خطأ داخل البيت فلا حاجة لأن يصل الأمر للدولة".
وحول تعريض الوحدة الوطنية لمخاطر نتيجة معلومات خاطئة وهل يحاكم هذا الشخص داخل البيت أم تحاكمه الدولة، قال البابا شنودة:"فى هذه الحالة يحاكم الكل كل المتظاهرين وكل المحرضين وكل الذين أثاروا الجو، وفى هذه الحالة سيدخل ألاف فى المحاكمة وهذه ليست مسألة سهلة".
وردا على سؤال بشأن قوانين منع التظاهر داخل دور العبادة وعما إذا كان يعتقد أن ما يحدث داخل بعض الكنائس يعتبر ضد هذه القوانين, وعما إذا كان يوافق على تطبيق القانون على كافة المصريين مسلمين ومسيحيين بالنسبة للمظاهرات, قال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية :"ينبغى التفريق بين التظاهر والتجمع, أنه تم الاسبوع الماضى على سبيل المثال منع تجمع قبل دخول الافراد الكاتدرائية".
وأشار إلى وجود بعض الاتهامات الموجهة للمسيحيين مثل أنهم "دولة داخل الدولة ", وأضاف "أنه فى كثير من الاحيان لا وجود لنا فى كثير من منظمات الدولة, ولا فى البرلمان أو النقابات أو تشكيلات مجالس القرى والمدن..
وقال البابا شنودة إن هناك اتهاما بأن "المسيحيين يستقوون بالخارج, وهذا الاتهام يأتى عندما تحدث حادثة مؤلمة مما يثير بعض الأولاد المسيحييين فى الخارج, فيعتبر ذلك استقواء بالخارج, ومثال على ذلك عندما قتل ستة مسيحيين فى نجع حمادى , وحدث تأجيل طويل فى محاكمة القاتل لقد ترك ذلك تأثيرا سلبيا لديهم ".
وحول عدم السماح للسيدة كاميليا بالالتقاء مع الإعلاميين المحايدين بشكل مباشر بدلا من التسجيل الذي أذيع لها, وثارت حوله العديد من الروايات والقصص, قال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية :" اود ان اشير الى واقعة اخرى , عندما قالوا إن الفتاة مريان أعلنت إسلامها في تسجيل.. هل قلنا فى ذلك الحين أننا نشكك في التسجيل?, لم يحدث إطلاقا.. إذا بدأ مبدأ الشك يسود فى أى حالة أخرى سيصدر الشك أيضا لأن الناس يريدون الوصول إلى نتيجة عكس الموجود فيبقى كل ما يسجل شىء يشككون فيه لو جاء تسجيل اخر يشككون فيه أيضا .. وبهذا فأن الشك لا ينتهى لأن وراؤه أسبابا أخرى تدعو إليه".
وردا على سؤال بشأن قصة هذا التسجيل - تسجيل كاميليا- , قال البابا شنودة :"لا أعرف ولكنى رأيته, وأطلعونى علية , ولكن لا أعرف كيف تم".وهل عرض عليكم أن تظهر فى الاعلام وانتم رفضتم, قال البابا شنوده :"طلب
الاعلام, فكان النتيجة هذا التسجيل"- تسجيل كاميليا.
وردا على سؤال لماذا لم يتم التسجيل بشكل أكثر إعلانا بدلا أن يكون تسجيلا مجهلا ويتم بثه عبر مواقع "الانترنت", قال البابا شنودة : "لماذا يسمى مجهلا ويتم التشكيك فيه, أنه أمر لا يهم لأن نفس الشخصية ونفس الصوت تتكلم وتقول إنها مسيحية وتقول إنهم يتعرضوا لحياتى الخاصة ولزوجى ولا أحد منهم جالس معى وهو الذى سمعته وكانت تتحدث بلهجتها الصعيدية".
وسوف يستكمل حوارالبابا شنودة مع برنامج "وجهة نظر" الذي يقدمه الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار مساء اليوم "الاثنين", حيث يذاع على القناة الأولى بالتلفزيون المصري .
Comment