بعدما سمعت وقرأت عمَّا صدر عن بعض الكهنة من تحرُّش جنسيٍّ بالصغار، انتابني ما انتاب قداسة البابا من قرف وخجل وأسف. كيف لا وانا أنتمي إلى السِّلك عينه ولا بدَّ لي أن أتحمَّل وأحتمل انتقادات النَّاس، لأنِّي في رأيهم، مسؤول نوعًا ما عمَّا حصل، كما أنَّ كلَّ إنسان يحمل عبء خطيئة الإنسان الأوَّل: آدم.
بالطبع صلَّيت وسجدت وبكيت سرًّا ليس فقط من أجل الضحايا البريئة، ولكن من أجل الشكِّ الَّذي أصاب بهاء كنيسة المسيح عند العديد من النَّاس. لذلك، وبكلِّ صراحة وتواضع وجرأة ومسؤوليَّة أطرح بعض الأسئلة عسى ان تساعدنا جميعنا على التفكير مليًّا في المجريات فنضع الأمور في نصابها.
1- لا ريب أنَّ ما نُسب إلى بعض الكهنة، عمل مخزٍ، ذليل، دنيء، مهين، مشكِّك، مقلق. فالمسيح أقسى من أيِّ قاضٍ في حكمه: "الويل لمَن يشكِّك أحد هؤلاء الصغار فالأجدى له أن يعلَّق في عنقه رحى الحمار ويرمى في أعماق البحر". قال هذا عن كلِّ مَن تجرَّأ وتحرَّش في أحد الصغار لا عن الكهنة وحدهم. إذا كان المسيح على هذه القساوة في الحكم فلا يحقُّ لي أن أكون "طريًّا".
2- الكاهن هو فرد من المجتمع, وفي المجتمع أناس مرضى. والمرض لا يميِّز بين شخص وآخر. فالكهنة المتحرِّشون هم مرضى قبل أن ينخرطوا في سلك الكهنوت وكون نسبة المتَّهمين هي أقلّ من واحد في المئة، بينما في باقي المجتمعات الدِّينيَّة والثَّقافيَّة والرِّياضيَّة والمدرسيَّة تراوح بين 32 و64 في المئة، لا يعذرهم. وعلى الدولة والكنيسة أن تطبقا في حقهم أقسى القوانين كما في حقِّ سواهم من بني البشر الهابطين إلى هذا الدرك.
3- ولكن أن توجَّه السِّهام إلى الكنيسة أو إلى رئيسها كأنَّه المسؤول عن خطيئة قرَّر الخاطئ ارتكابها، فهذا تجنٍّ فاضح. هل يلام المسيح لأنَّ يوضاس (يهوذا) باعه؟ أو لأنَّ بطرس أنكره؟ أو لأنَّ توما شكَّ فيه؟ هل نقضي على الزواج لأنَّ بعض المتزوِّجين تخاصموا وافترقوا؟ هل نكره موسيقى موزار لأنَّ عازفًا ما لم يحسن عزفها؟ هل أمنع الماء عن العطاش لأنَّ واحدًا "تشردق" وهو يشرب؟ هل أُمنَع من التنفس لأنَّ في الفضاء غيمًا ساما؟ هل أستطيع أن أفرض بالقوَّة على الإنسان تصرُّفًا لا يقبله؟ هل أنَّ تمرُّد ولدٍ على أبيه يؤول إلى الاستغناء عن العائلة؟ هل أنَّ جريمة ارتكبها أحدهم في بلده تقودنا إلى ان نطلب من رئيس البلاد ان يستقيل؟
4- بهدوء ورويَّة وصدق وأمانة للتاريخ، دعوني أذكِّر بما يلي:
ليست هي المرَّة الأولى الَّتي تتعرَّض فيها الكنيسة للهجوم والانتقاد اللاَّذع لا بل الاضطهاد. فهي والاضطهاد توأمان... هي عروس المسيح، فمن واجبها أن تكون شبيهة به في كلِّ شيء. وعليه أقول: في حياته الأرضيَّة تعرَّض المسيح لاضطهاد متواصل من هيرودس ويوضاس، من قيافا وبيلاطس، من الفرِّيسيِّين والكتبة. لم يتغيَّر شيء مع عروسه سوى التَّواريخ والأمكنة والأسماء.
واليوم تعاد المسرحيَّة عينها: حكَّام، وبدع، وأيديولوجيَّات تصرخ الصرخة ذاتها: "لا نريد أن يملك علينا. اصلبوه".
فالكنيسة لا ترضى إلاَّ أن يصيبها ما أصاب عريسها. ما أن ترك المسيح هذه الأرض صاعدًا إلى أبيه طالبًا من رسله أن يكونوا شهودًا له حتى أقاصي الأرض، حتى هبَّت عاصفة هوجاء من الاضطهاد وسوف تستمرُّ ما دامت الكنيسة موجودة وما دام هناك ناس على الأرض.
وكان أوَّل المضطهدين الرَّافضون من اليهود رسالة المسيح. كانوا يريدونه زعيمًا سياسيًّا يقهر أعداءه بالسيف ويبسط ملكًا دنيويًّا، كما يفكر الصهاينة اليوم. أمَّا القسم الآخر من اليهود الذين آمنوا ومنهم الرسل ومريم العذراء، فقد برز من منهم رجل صدِّيق اسمه جمالئيل قال للجميع: اتركوا هؤلاء وشأنهم، فإن كانت رسالتهم من الله فسوف تستمرُّ وإن كانت من الناس فسوف تضمحل. ومع ذلك لم يصغوا اليه وكان أول الشهداء على ايديهم اسطفانس.
وكرَّت "المسبحة" في العهد الروماني مدة 300 سنة فصار دم الشهداء زرعًا للمسيحيِّين. وحيث كان دم المسيحيِّين يسفك، صار اليوم مركز كنيسة اللاَّتران ومار بطرس. واضمحلَّ الطغاة. وماتت الوثنيَّة. فجاء بعدها شرٌّ أخبث هو الانقسام الداخليُّ، فعمَّت البدع والهرطقات، ثمَّ جاء عهد النهضة الَّذي أصاب بعض رجال الكنيسة، ثمَّ الفلسفة الملحدة، ثمَّ المحافل الَّتي ترفض للكنيسة سلطتها الأدبيَّة والروحيَّة ودورها التَّعليميَّ والتَّثقيفيَّ.
أمَّا لماذا هذا الهجوم العنيف على البابا وهو من أقدس البابوات وأعمقهم فكرًا؟
فلأنه "مزعج". المسيح كان قد نبَّهنا الى أنَّنا في العالم ولسنا من العالم. وأنَّ العالم سيكرهنا ويضطهدنا ويفتري علينا.
البابا اليوم ضدَّ كلِّ ما تشرِّعه بعض الدول الغربيَّة، المفروض أن تكون مطعَّمة بتعاليم سامية إنجيليَّة، من سماح بالإجهاض والموت الرَّحيم وزواج المثليِّين.
وفي عهد هذا البابا بالذَّات زاد عدد الكاثوليك مئات الآلاف. المسلمون استقبلوه بحفاوة بالغة في اسطنبول وعمَّان والضفَّة الغربيَّة. وأعاد إلى حضن الكنيسة عددًا كبيرًا من الكنيسة الأنغليكانيَّة.
كلُّ ذلك يزعج الشرِّير. والشِّرِّير لا يرتاح. ولا يأخذ "فرصة". فنبش أعداء البابا في ماضٍ مرير ورموا سهامهم نحوه علَّه يستقيل "فيرتاح ويُريح".
هؤلاء يريدون كنيسة على ذوقهم. كأن تكون على شكل مطعم يأكل منه الإنسان ما يحلو له، يريدون "بوفيه"، buffet. أمَّا البابا فلا يلين، لا لأنَّ طبعه صلب بل لأنَّه مؤتمن على رسالة ليس حرًّا في أن يغيِّر محتواها، فاللَّوم على المسيح لا عليه.
نحن نعرف أنَّنا، كما يقول بولس، أوانٍ من خزف نحمل اللآلئ. كلُّنا سريعو العطب. واحد ظهر على الأرض بغير خطيئة وهو المسيح. ومن منَّا معصوم عن الخطأ فليمسك حجرًا ليرمي به خاطئا.
ونحن كرجال كنيسة في حاجة إلى صلاة مستمرَّة من شعبنا كي نصبح قدِّيسين كما أصبح الآلاف وهم الَّذين صنعوا المدنيَّة. ولنتذكَّر أنَّ المسيح وعدنا بأن يكون معنا وأن ينتشلنا من الشرِّ إذا مددنا له يدنا مثلما فعل بطرس حين أشرف على الغرق وانتشله المسيح قائلاً له: "يا قليل الإيمان لماذا شككت؟". وكان بطرس يمشي على المياه أيْ أنَّه كان وهو ينظر إلى المسيح يجترح المستحيل. أمَّا عندما شكَّ في قلبه، "شكَّ في الماء". وهذه حالنا عندما لا تكون عيوننا مرتفعة إلى العلى. إذا بقيت ناظرة إلى الأسفل، فسوف نحصد ما لا تحمد عقباه.
يبقى أنَّ الشرَّ يضجُّ أكثر من الخير. فشجرة تقع على الأرض تسبِّب ضجَّة كبيرة بينما الأشجار الَّتي ترتفع وتعلو "معها معها" لتصبح غابة، تفعل ذلك "عالسكت". عندما "يفلت مجرور" في حيٍّ، نهرب من الرائحة الكريهة من أجل مجرور واحد بينما باقي البيوت معطَّرة بالأزهار.
نرى كلَّ شيء أصفر لأنَّنا مصابون بمرض "الصفيرة".
كلا! الكنيسة ليست ممثَّلة بالكهنة الَّذين أساؤوا إليها مع أنَّهم من جسمها، كما الطغاة الكبار مثل هتلر وستالين ولينين، وَهم معمَّدون. فهل هم الَّذين جعلوا الكنيسة صانعة الحضارة ومدنيَّة المحبَّة أم هم قدِّيسون امثال بندكتس وفرنسيس الأسيزي واغناطيوس دي لويولا وأنطونيوس الكبير وتريزيا وبرناديت وخوري آرس وشربل وأبونا يعقوب وملايين من عمالقة القداسة الَّذين لولاهم لما رنَّ جرس ولا فتحت أبواب السَّماء.
نصلِّي معًا من أجل مَن شوَّه وجه الكنيسة ومعًا أيضًا نرفع آيات الحمد والشكران من أجل الَّذين لولاهم لما ذقنا طعم السَّماء على الأرض.( منقول )
بالطبع صلَّيت وسجدت وبكيت سرًّا ليس فقط من أجل الضحايا البريئة، ولكن من أجل الشكِّ الَّذي أصاب بهاء كنيسة المسيح عند العديد من النَّاس. لذلك، وبكلِّ صراحة وتواضع وجرأة ومسؤوليَّة أطرح بعض الأسئلة عسى ان تساعدنا جميعنا على التفكير مليًّا في المجريات فنضع الأمور في نصابها.
1- لا ريب أنَّ ما نُسب إلى بعض الكهنة، عمل مخزٍ، ذليل، دنيء، مهين، مشكِّك، مقلق. فالمسيح أقسى من أيِّ قاضٍ في حكمه: "الويل لمَن يشكِّك أحد هؤلاء الصغار فالأجدى له أن يعلَّق في عنقه رحى الحمار ويرمى في أعماق البحر". قال هذا عن كلِّ مَن تجرَّأ وتحرَّش في أحد الصغار لا عن الكهنة وحدهم. إذا كان المسيح على هذه القساوة في الحكم فلا يحقُّ لي أن أكون "طريًّا".
2- الكاهن هو فرد من المجتمع, وفي المجتمع أناس مرضى. والمرض لا يميِّز بين شخص وآخر. فالكهنة المتحرِّشون هم مرضى قبل أن ينخرطوا في سلك الكهنوت وكون نسبة المتَّهمين هي أقلّ من واحد في المئة، بينما في باقي المجتمعات الدِّينيَّة والثَّقافيَّة والرِّياضيَّة والمدرسيَّة تراوح بين 32 و64 في المئة، لا يعذرهم. وعلى الدولة والكنيسة أن تطبقا في حقهم أقسى القوانين كما في حقِّ سواهم من بني البشر الهابطين إلى هذا الدرك.
3- ولكن أن توجَّه السِّهام إلى الكنيسة أو إلى رئيسها كأنَّه المسؤول عن خطيئة قرَّر الخاطئ ارتكابها، فهذا تجنٍّ فاضح. هل يلام المسيح لأنَّ يوضاس (يهوذا) باعه؟ أو لأنَّ بطرس أنكره؟ أو لأنَّ توما شكَّ فيه؟ هل نقضي على الزواج لأنَّ بعض المتزوِّجين تخاصموا وافترقوا؟ هل نكره موسيقى موزار لأنَّ عازفًا ما لم يحسن عزفها؟ هل أمنع الماء عن العطاش لأنَّ واحدًا "تشردق" وهو يشرب؟ هل أُمنَع من التنفس لأنَّ في الفضاء غيمًا ساما؟ هل أستطيع أن أفرض بالقوَّة على الإنسان تصرُّفًا لا يقبله؟ هل أنَّ تمرُّد ولدٍ على أبيه يؤول إلى الاستغناء عن العائلة؟ هل أنَّ جريمة ارتكبها أحدهم في بلده تقودنا إلى ان نطلب من رئيس البلاد ان يستقيل؟
4- بهدوء ورويَّة وصدق وأمانة للتاريخ، دعوني أذكِّر بما يلي:
ليست هي المرَّة الأولى الَّتي تتعرَّض فيها الكنيسة للهجوم والانتقاد اللاَّذع لا بل الاضطهاد. فهي والاضطهاد توأمان... هي عروس المسيح، فمن واجبها أن تكون شبيهة به في كلِّ شيء. وعليه أقول: في حياته الأرضيَّة تعرَّض المسيح لاضطهاد متواصل من هيرودس ويوضاس، من قيافا وبيلاطس، من الفرِّيسيِّين والكتبة. لم يتغيَّر شيء مع عروسه سوى التَّواريخ والأمكنة والأسماء.
واليوم تعاد المسرحيَّة عينها: حكَّام، وبدع، وأيديولوجيَّات تصرخ الصرخة ذاتها: "لا نريد أن يملك علينا. اصلبوه".
فالكنيسة لا ترضى إلاَّ أن يصيبها ما أصاب عريسها. ما أن ترك المسيح هذه الأرض صاعدًا إلى أبيه طالبًا من رسله أن يكونوا شهودًا له حتى أقاصي الأرض، حتى هبَّت عاصفة هوجاء من الاضطهاد وسوف تستمرُّ ما دامت الكنيسة موجودة وما دام هناك ناس على الأرض.
وكان أوَّل المضطهدين الرَّافضون من اليهود رسالة المسيح. كانوا يريدونه زعيمًا سياسيًّا يقهر أعداءه بالسيف ويبسط ملكًا دنيويًّا، كما يفكر الصهاينة اليوم. أمَّا القسم الآخر من اليهود الذين آمنوا ومنهم الرسل ومريم العذراء، فقد برز من منهم رجل صدِّيق اسمه جمالئيل قال للجميع: اتركوا هؤلاء وشأنهم، فإن كانت رسالتهم من الله فسوف تستمرُّ وإن كانت من الناس فسوف تضمحل. ومع ذلك لم يصغوا اليه وكان أول الشهداء على ايديهم اسطفانس.
وكرَّت "المسبحة" في العهد الروماني مدة 300 سنة فصار دم الشهداء زرعًا للمسيحيِّين. وحيث كان دم المسيحيِّين يسفك، صار اليوم مركز كنيسة اللاَّتران ومار بطرس. واضمحلَّ الطغاة. وماتت الوثنيَّة. فجاء بعدها شرٌّ أخبث هو الانقسام الداخليُّ، فعمَّت البدع والهرطقات، ثمَّ جاء عهد النهضة الَّذي أصاب بعض رجال الكنيسة، ثمَّ الفلسفة الملحدة، ثمَّ المحافل الَّتي ترفض للكنيسة سلطتها الأدبيَّة والروحيَّة ودورها التَّعليميَّ والتَّثقيفيَّ.
أمَّا لماذا هذا الهجوم العنيف على البابا وهو من أقدس البابوات وأعمقهم فكرًا؟
فلأنه "مزعج". المسيح كان قد نبَّهنا الى أنَّنا في العالم ولسنا من العالم. وأنَّ العالم سيكرهنا ويضطهدنا ويفتري علينا.
البابا اليوم ضدَّ كلِّ ما تشرِّعه بعض الدول الغربيَّة، المفروض أن تكون مطعَّمة بتعاليم سامية إنجيليَّة، من سماح بالإجهاض والموت الرَّحيم وزواج المثليِّين.
وفي عهد هذا البابا بالذَّات زاد عدد الكاثوليك مئات الآلاف. المسلمون استقبلوه بحفاوة بالغة في اسطنبول وعمَّان والضفَّة الغربيَّة. وأعاد إلى حضن الكنيسة عددًا كبيرًا من الكنيسة الأنغليكانيَّة.
كلُّ ذلك يزعج الشرِّير. والشِّرِّير لا يرتاح. ولا يأخذ "فرصة". فنبش أعداء البابا في ماضٍ مرير ورموا سهامهم نحوه علَّه يستقيل "فيرتاح ويُريح".
هؤلاء يريدون كنيسة على ذوقهم. كأن تكون على شكل مطعم يأكل منه الإنسان ما يحلو له، يريدون "بوفيه"، buffet. أمَّا البابا فلا يلين، لا لأنَّ طبعه صلب بل لأنَّه مؤتمن على رسالة ليس حرًّا في أن يغيِّر محتواها، فاللَّوم على المسيح لا عليه.
نحن نعرف أنَّنا، كما يقول بولس، أوانٍ من خزف نحمل اللآلئ. كلُّنا سريعو العطب. واحد ظهر على الأرض بغير خطيئة وهو المسيح. ومن منَّا معصوم عن الخطأ فليمسك حجرًا ليرمي به خاطئا.
ونحن كرجال كنيسة في حاجة إلى صلاة مستمرَّة من شعبنا كي نصبح قدِّيسين كما أصبح الآلاف وهم الَّذين صنعوا المدنيَّة. ولنتذكَّر أنَّ المسيح وعدنا بأن يكون معنا وأن ينتشلنا من الشرِّ إذا مددنا له يدنا مثلما فعل بطرس حين أشرف على الغرق وانتشله المسيح قائلاً له: "يا قليل الإيمان لماذا شككت؟". وكان بطرس يمشي على المياه أيْ أنَّه كان وهو ينظر إلى المسيح يجترح المستحيل. أمَّا عندما شكَّ في قلبه، "شكَّ في الماء". وهذه حالنا عندما لا تكون عيوننا مرتفعة إلى العلى. إذا بقيت ناظرة إلى الأسفل، فسوف نحصد ما لا تحمد عقباه.
يبقى أنَّ الشرَّ يضجُّ أكثر من الخير. فشجرة تقع على الأرض تسبِّب ضجَّة كبيرة بينما الأشجار الَّتي ترتفع وتعلو "معها معها" لتصبح غابة، تفعل ذلك "عالسكت". عندما "يفلت مجرور" في حيٍّ، نهرب من الرائحة الكريهة من أجل مجرور واحد بينما باقي البيوت معطَّرة بالأزهار.
نرى كلَّ شيء أصفر لأنَّنا مصابون بمرض "الصفيرة".
كلا! الكنيسة ليست ممثَّلة بالكهنة الَّذين أساؤوا إليها مع أنَّهم من جسمها، كما الطغاة الكبار مثل هتلر وستالين ولينين، وَهم معمَّدون. فهل هم الَّذين جعلوا الكنيسة صانعة الحضارة ومدنيَّة المحبَّة أم هم قدِّيسون امثال بندكتس وفرنسيس الأسيزي واغناطيوس دي لويولا وأنطونيوس الكبير وتريزيا وبرناديت وخوري آرس وشربل وأبونا يعقوب وملايين من عمالقة القداسة الَّذين لولاهم لما رنَّ جرس ولا فتحت أبواب السَّماء.
نصلِّي معًا من أجل مَن شوَّه وجه الكنيسة ومعًا أيضًا نرفع آيات الحمد والشكران من أجل الَّذين لولاهم لما ذقنا طعم السَّماء على الأرض.( منقول )
Comment