شارك المسيحيون الفلسطينيون في كافة مراحل العمل الوطني الفلسطيني منذ العام 1917 حيث وجهوا في العام 1936 نداء الى العالم المسيحي لإنقاذ فلسطين والأماكن المقدسة فيها من الخطر الصهيوني. كما شاركوا في الهيئات والمؤسسات الوطنية التي شكلت لمواجهة الحركة الصهيونية وإسرائيل لاحقاً.
ولعل ممارسات الاحتلال هي السبب الأهم في دفع المسيحيين الفلسطينيين نحو الهجرة، الذين تعرضوا منذ عام 1948، للقمع والقتل والتدمير، وقد حاول الصهاينة أن يلعبوا على وتر الطائفية لإثارة المشاكل بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين. واستخدم الصهاينة أساليب عدة بغية إثارة الطائفية، خصوصاً بين المسلمين والمسيحيين ومن هذه الأساليب تشويه صورة موقف الإسلام من النصرانية، ومنها أيضاً موضوع الأقلية والأكثرية وأن الأكثرية المسلمة تريد أن تلتهم الطائفة.
وقد عمل المسيحيون الفلسطينيون أخيراً في مواجهة الممارسات الصهيونية بحقهم على إصدار وثيقة لاهوتية، تعد الأولى من نوعها، وتدعو إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة. وتحمل الوثيقة العنوان الآتي: "وقفة حق: كلمة إيمان ورجاء ومحبة من قلب معاناة الشعب الفلسطيني". وتشدد على القيم المسيحية والإنسانية، وتناشد المجتمع الدولي الوقوف الى جانب المظلومين من أجل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية المنتهكة وتحرير "الإسرائيليين" من عنف احتلالهم.
وتدعو الوثيقة المسيحيين في جميع أنحاء العالم "لإعاة النظر في تفسيرات الكتاب المقدس، وعدم إعطاء الشرعية التوراتية واللاهوتية للتعدي على حقوق الإنسان".
ويؤكد المسيحيون في الوثيقة على ضرورة تعايش المسيحيين والمسلمين واليهود على هذه الأرض باحترام متبادل، كما تحث المسيحيين المحليين على الصمود والثبات والرجاء والعمل. وتدعو الكنائس والحكومات والأفراد والمجتمع الدولي الى وضع نظام للعقوبات الاقتصادية ومقاطعة إسرائيل.
ويلاحظ أنه ومنذ نهايات القرن التاسع عشر ولأسباب مختلفة انحسرت نسبة المسيحيين في فلسطين الى 13% من مجموع السكان، ومع بداية الانتداب الريطاني لفلسطين هبطت نسبتهم الى 9,6% وفي العام 1931 صارت 8,8% وفي العام 1948 أصبحت نحو 8%.
وكانت أولى الكنائس الإنجيلية ظهرت في فلسطين في القدس في سنة 1831. وقبل سنة 1534 كانت الكنيسة الأرثوذكسية عربية تماماً من قمة الهرم الإكليركي حتى الراهب العادي. ولكن، في تلك السنة، صعد الى السدة البطريركية كاهن يوناني شديد التعصب لليونان مع أنه نشأ في فلسطين وعاش في ربوعها وبين أهلها المتسامحين، وتمكن هذا البطريرك الذي يدعى جرمانوس، خلال وجوده الطويل على رأس الكنيسة، من إقصاء رجال الدين العرب عن الوظائف الكنسية العليا وحصرها في أبناء جنسه اليونانيين. ولا زال الأمر على هذا النحو حتى اليوم.
وتوجد الى جانب الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية كنائس أرثوذكسية أخرى هي: الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الأرثوذكسية الرومانية.
أما الكنائس غير الخلقدونية فتضم الأرمن والأقباط والأثيوبيين والسريان، وهي الكنائس التي تعترض على تعاليم مجمع غير خلقدونية حول الطبيعة المزدوجة لمسيح الناصرة حيث تؤمن بالطبيعة الواحدة له. ويرجع تواجد الأرمن الأرثوذكس في القدس الى القرن الخامس الميلادي، وقد أعطى الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب صفة رسمية لرئيسهم ابراهام عام 638. وأسست هذه الكنيسة بطريركية لها في القدس عام 1311 للميلاد. وخلال القرن التاسع عشر وأثناء وبعد الحرب العالمية الأولى نمت التجمعات الأرمينية في القدس بشكل غير مسبوق نتيجة للمذابح التي تعرض لها الأرمن خلال هذه الحرب في أرمينيا. حيث وصل عددهم قبل عام 1939 الى ما يزيد عن 15 ألف شخص. وكانت تعتبر ثالث أكبر تجمع مسيحي في فلسطين، إلا أن عدد المسيحيين الأرمن الأرثوذكس في إسرائيل حالياً لا يزيد عن 4 آلاف شخص فقط.
وتتبع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا القبطي الأنبا شنودة في مصر. ويرجع تأسيس هذه الكنيسة في مصر الى القرن الأول الميلادي. واليوم يضم التجمع القبطي الأرثوذكسي في إسرائيل نحو 1000 شخص.
وتأسست الكنيسة الأرثوذكسية في القدس في أوائل القرن الرابع الميلادي. وتمتعت هذه الكنيسة بوضعية متميزة بالنسبة للخدمة في الأماكن المقدسة المسيحية خلال فترة الحكم العثماني. وتضم هذه الكنيسة حالياً عشرات الأشخاص يعملون في الأماكن المقدسة في القدس. ومنذ إعادة العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل واثيوبيا يزور نحو 1000 اثيوبي سنوياً الأماكن المقدسة خلال أسبوع الآلام وعيد يوم القيامة.
ويعتبر العام 937 ميلادي عام تأسيس الكنيسة الأرثوذكسية السورية في القدس، وأصبح لها مقر ورئيس (بابا) في القدس منذ العام 1471. وتضم حالياً نحو 2000 شخص يعيش معظمهم في القدس وبيت ساليم.
ويقيم في إسرائيل حالياً 20 ألف شخص من أتباع الكنيسة اللاتينية الى جانب 10 آلاف شخص يتواجدون في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وهناك أيضاً الكنيسة اليونانية والتي تضم حالياً أبرشية في الجليل وأخرى في القدس. ويبلغ إجمالي عدد أتباعها نحو 3000 شخص.
ويعود ظهور التجمعات المسيحية البروتستانتية في الشرق الأوسط الى أوائل القرن التاسع عشر، وكان لها بعثة تبشيرية في القدس. وكانت مهمتها إقناع اليهود وبعض المسلمين بالمسيحية إلا أنها لم تستطع سوى جذب بعض الأرثوذكس. وقد أنشئت الكنيسة الانغليكانية في القدس عام 1841 وتم انتخاب أول رئيس عربي لها عام 1976 وتضم حالياً نحو 4500 شخص. وتعد أكبر تجمع بروتستانتي في فلسطين.
وحسب معطيات رسمية نشرها مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي يعيش 98% من المسيحيين في المدن، وغالبيتهم في منطقة الشمال. ومن بينهم نحو 20,000 في الناصرة. كذلك فإن من بين المناطق التي يقطن فيها عدد كبير من المسيحيين نذكر مدينة حيفا 16,500 والقدس أكثر من 11,000 وشفاعمرو 8,000. وفي نهاية عام 2003 وصل عدد السكان المسيحيين (لا يشمل العمّال الأجانب) الى أكثر من 142,000 فرد، وهو ما يعادل نسبته 2,1% من مجمل السكان في إسرائيل.
وغالبية السكان المسيحيين هم من العرب (115,400 نسمة)، إضافة الى نحو 27 ألف نسمة من المسيحيين الذين قدموا الى الكيان الصهيوني في إطار قانون العودة. وقد وصلت غالبيتهم مع موجة القادمين الجدد الذين هاجروا من الاتحاد السوفياتي السابق واثيوبيا في سنوات التسعينات. ونحو 5,000 هاجروا الى البلاد مع موجة القادمين في سنوات السبعينات والثمانينات من رومانيا وبولندا.
وحسب التوقعات التي نشرها مكتب الإحصاءات المركزي فإنه حتى نهاية عام 2010 سيكون عدد السكان المسيحيين 154,000 فرد، أي ارتفاع نسبة 1,5% سنوياً، مع نهاية عام 2020 سيزداد عدد المسيحيين ليصل الى 174,000 فرد، نسبة معدل التزايد السنوي بين السنوات 2010-2020 ستنخفض الى 1%.
ولعل ممارسات الاحتلال هي السبب الأهم في دفع المسيحيين الفلسطينيين نحو الهجرة، الذين تعرضوا منذ عام 1948، للقمع والقتل والتدمير، وقد حاول الصهاينة أن يلعبوا على وتر الطائفية لإثارة المشاكل بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين. واستخدم الصهاينة أساليب عدة بغية إثارة الطائفية، خصوصاً بين المسلمين والمسيحيين ومن هذه الأساليب تشويه صورة موقف الإسلام من النصرانية، ومنها أيضاً موضوع الأقلية والأكثرية وأن الأكثرية المسلمة تريد أن تلتهم الطائفة.
وقد عمل المسيحيون الفلسطينيون أخيراً في مواجهة الممارسات الصهيونية بحقهم على إصدار وثيقة لاهوتية، تعد الأولى من نوعها، وتدعو إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة. وتحمل الوثيقة العنوان الآتي: "وقفة حق: كلمة إيمان ورجاء ومحبة من قلب معاناة الشعب الفلسطيني". وتشدد على القيم المسيحية والإنسانية، وتناشد المجتمع الدولي الوقوف الى جانب المظلومين من أجل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية المنتهكة وتحرير "الإسرائيليين" من عنف احتلالهم.
وتدعو الوثيقة المسيحيين في جميع أنحاء العالم "لإعاة النظر في تفسيرات الكتاب المقدس، وعدم إعطاء الشرعية التوراتية واللاهوتية للتعدي على حقوق الإنسان".
ويؤكد المسيحيون في الوثيقة على ضرورة تعايش المسيحيين والمسلمين واليهود على هذه الأرض باحترام متبادل، كما تحث المسيحيين المحليين على الصمود والثبات والرجاء والعمل. وتدعو الكنائس والحكومات والأفراد والمجتمع الدولي الى وضع نظام للعقوبات الاقتصادية ومقاطعة إسرائيل.
ويلاحظ أنه ومنذ نهايات القرن التاسع عشر ولأسباب مختلفة انحسرت نسبة المسيحيين في فلسطين الى 13% من مجموع السكان، ومع بداية الانتداب الريطاني لفلسطين هبطت نسبتهم الى 9,6% وفي العام 1931 صارت 8,8% وفي العام 1948 أصبحت نحو 8%.
وكانت أولى الكنائس الإنجيلية ظهرت في فلسطين في القدس في سنة 1831. وقبل سنة 1534 كانت الكنيسة الأرثوذكسية عربية تماماً من قمة الهرم الإكليركي حتى الراهب العادي. ولكن، في تلك السنة، صعد الى السدة البطريركية كاهن يوناني شديد التعصب لليونان مع أنه نشأ في فلسطين وعاش في ربوعها وبين أهلها المتسامحين، وتمكن هذا البطريرك الذي يدعى جرمانوس، خلال وجوده الطويل على رأس الكنيسة، من إقصاء رجال الدين العرب عن الوظائف الكنسية العليا وحصرها في أبناء جنسه اليونانيين. ولا زال الأمر على هذا النحو حتى اليوم.
وتوجد الى جانب الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية كنائس أرثوذكسية أخرى هي: الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الأرثوذكسية الرومانية.
أما الكنائس غير الخلقدونية فتضم الأرمن والأقباط والأثيوبيين والسريان، وهي الكنائس التي تعترض على تعاليم مجمع غير خلقدونية حول الطبيعة المزدوجة لمسيح الناصرة حيث تؤمن بالطبيعة الواحدة له. ويرجع تواجد الأرمن الأرثوذكس في القدس الى القرن الخامس الميلادي، وقد أعطى الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب صفة رسمية لرئيسهم ابراهام عام 638. وأسست هذه الكنيسة بطريركية لها في القدس عام 1311 للميلاد. وخلال القرن التاسع عشر وأثناء وبعد الحرب العالمية الأولى نمت التجمعات الأرمينية في القدس بشكل غير مسبوق نتيجة للمذابح التي تعرض لها الأرمن خلال هذه الحرب في أرمينيا. حيث وصل عددهم قبل عام 1939 الى ما يزيد عن 15 ألف شخص. وكانت تعتبر ثالث أكبر تجمع مسيحي في فلسطين، إلا أن عدد المسيحيين الأرمن الأرثوذكس في إسرائيل حالياً لا يزيد عن 4 آلاف شخص فقط.
وتتبع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا القبطي الأنبا شنودة في مصر. ويرجع تأسيس هذه الكنيسة في مصر الى القرن الأول الميلادي. واليوم يضم التجمع القبطي الأرثوذكسي في إسرائيل نحو 1000 شخص.
وتأسست الكنيسة الأرثوذكسية في القدس في أوائل القرن الرابع الميلادي. وتمتعت هذه الكنيسة بوضعية متميزة بالنسبة للخدمة في الأماكن المقدسة المسيحية خلال فترة الحكم العثماني. وتضم هذه الكنيسة حالياً عشرات الأشخاص يعملون في الأماكن المقدسة في القدس. ومنذ إعادة العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل واثيوبيا يزور نحو 1000 اثيوبي سنوياً الأماكن المقدسة خلال أسبوع الآلام وعيد يوم القيامة.
ويعتبر العام 937 ميلادي عام تأسيس الكنيسة الأرثوذكسية السورية في القدس، وأصبح لها مقر ورئيس (بابا) في القدس منذ العام 1471. وتضم حالياً نحو 2000 شخص يعيش معظمهم في القدس وبيت ساليم.
ويقيم في إسرائيل حالياً 20 ألف شخص من أتباع الكنيسة اللاتينية الى جانب 10 آلاف شخص يتواجدون في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وهناك أيضاً الكنيسة اليونانية والتي تضم حالياً أبرشية في الجليل وأخرى في القدس. ويبلغ إجمالي عدد أتباعها نحو 3000 شخص.
ويعود ظهور التجمعات المسيحية البروتستانتية في الشرق الأوسط الى أوائل القرن التاسع عشر، وكان لها بعثة تبشيرية في القدس. وكانت مهمتها إقناع اليهود وبعض المسلمين بالمسيحية إلا أنها لم تستطع سوى جذب بعض الأرثوذكس. وقد أنشئت الكنيسة الانغليكانية في القدس عام 1841 وتم انتخاب أول رئيس عربي لها عام 1976 وتضم حالياً نحو 4500 شخص. وتعد أكبر تجمع بروتستانتي في فلسطين.
وحسب معطيات رسمية نشرها مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي يعيش 98% من المسيحيين في المدن، وغالبيتهم في منطقة الشمال. ومن بينهم نحو 20,000 في الناصرة. كذلك فإن من بين المناطق التي يقطن فيها عدد كبير من المسيحيين نذكر مدينة حيفا 16,500 والقدس أكثر من 11,000 وشفاعمرو 8,000. وفي نهاية عام 2003 وصل عدد السكان المسيحيين (لا يشمل العمّال الأجانب) الى أكثر من 142,000 فرد، وهو ما يعادل نسبته 2,1% من مجمل السكان في إسرائيل.
وغالبية السكان المسيحيين هم من العرب (115,400 نسمة)، إضافة الى نحو 27 ألف نسمة من المسيحيين الذين قدموا الى الكيان الصهيوني في إطار قانون العودة. وقد وصلت غالبيتهم مع موجة القادمين الجدد الذين هاجروا من الاتحاد السوفياتي السابق واثيوبيا في سنوات التسعينات. ونحو 5,000 هاجروا الى البلاد مع موجة القادمين في سنوات السبعينات والثمانينات من رومانيا وبولندا.
وحسب التوقعات التي نشرها مكتب الإحصاءات المركزي فإنه حتى نهاية عام 2010 سيكون عدد السكان المسيحيين 154,000 فرد، أي ارتفاع نسبة 1,5% سنوياً، مع نهاية عام 2020 سيزداد عدد المسيحيين ليصل الى 174,000 فرد، نسبة معدل التزايد السنوي بين السنوات 2010-2020 ستنخفض الى 1%.
</SPAN>
Comment