في احتفال شعبي مهيب في مقر دار الندوة الدولية في بيت لحم يوم 11-12-2009 وبحضور حشد غفير من رجال دين ووزراء وسياسيين وبرلمانيين ورؤساء بلديات وممثلي مؤسسات وطنية وشخصيات فلسطينية مسيحية واسلامية، ولفيف من قادة وممثلي الكنائس في العالم على رأسهم الامين العام لمجلس الكنائس العالمي وممثلي مجالس كنائس امريكا اللاتينية وامريكا الشمالية وافريقيا واوروبا واسيا واستراليا ووفد من جنوب افريقيا وممثل عن رئيس اساقفة جنوب إفريقيا السابق دوزموند توتو وبعض الشخصيات اليهوديه المحبه للسلام، قامت مجموعه من الفلسطينيين المسيحيين باعلان وثيقة الكايروس الفلسطيني "وقفة حق".
هذه الوثيقة التاريخية هي كلمة الفلسطينيّين المسيحييّن للعالم حول ما يجري في فلسطين من ظلم واضطهاد بحق الفلسطينيين على مرآى ومسمع من العالم ومؤسساته مطالبين المجتمع الدولي بوقفة حقّ تجاه ما يواجهونه من ظلم وتشريد ومعاناة وتمييز عنصريّ منذ أكثر من ستة عقود. وثيقة الكايروس الفلسطينيه هذه والتي استغرق اعدادها قرابة السنتين تحاكي في شموليتها وثيقة الكايروس الجنوب افريقية الشهيرة التي اعلنت في العام 1985 والتي شكلت انعطافة هامه في النضال ضد نظام الفصل العنصري هناك وعزله وسقوطه بعد سنوات قليله من اصدارها.
كلمة كايروس مأخوذة من اليونانيه القديمة وتعني هذه اللحظة من الوقت ويقصد بها في سياق الوثيقة أنه حان الوقت للعمل من أجل السلام العادل وانهاء الاحتلال الاسرائيلي المسبب الاساس لمعاناة شعوب المنطقة
يجب القول أيضا أن نضال المسيحيين الفلسطينيين ومشاركتهم في النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي ليس طارئا وليس وليد هذه اللحظه بل هو قديم قدم القضية الفلسطينية نفسها وعليه نقول أن هذه الوثيقة ليست الاولى من نوعها فقد كان هناك الكثير من الوثائق الصادرة عن مؤسسات مسيحية، منفردة ومجتمعة، تعالج وتخاطب الاوضاع السياسية والاقتصادية والتي دعت لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واحلال السلام العادل في المنطقة الا أن ما يميز هذه الوثيقة عن غيرها هو جملة عوامل أجملها بالتالي:
معدو الوثيقة:
ضمت مجموعة مطلقي الوثيقة شخصيات دينية ولاهوتية وعلمانية مسيحية ذات مصداقية لاهوتية واجتماعية عالية في المجتمع الفلسطيني. عنت جميعها بالشأن العام وكتب معظمها في المجال اللاهوتي والفكري والفلسطيني وتدير معظمها مؤسسات مسيحية وعلمانية لها مصداقية عالية في المجتمع.
تنوع واختلاف
فقد تضمنت مجموعة مطلقي الوثيقة افرادا من العديد من الطوائف المسيحية، بحيث تمثل في هذه المجموعة معظم العائلات المسيحية المختلفة بلاهوتها المتميز والمختلف جاءوا من مناطق جغرافية متعددة، وبالرغم من هذا التنوع والاختلاف نجحت هذه المجموعة فيما فشل غيرها في انتاج وثيقة لاهوتية جماهيرية بهذا المستوى والتفصيل.
فقد تضمنت مجموعة مطلقي الوثيقة افرادا من العديد من الطوائف المسيحية، بحيث تمثل في هذه المجموعة معظم العائلات المسيحية المختلفة بلاهوتها المتميز والمختلف جاءوا من مناطق جغرافية متعددة، وبالرغم من هذا التنوع والاختلاف نجحت هذه المجموعة فيما فشل غيرها في انتاج وثيقة لاهوتية جماهيرية بهذا المستوى والتفصيل.
شمولية الوثيقة
تتعدى الوثيقة المجال الوصفي للواقع بل تتعداه لتحليله في محاولة لفهمه من أجل تغييره، وهي تضم العديد من الموضوعات اللاهوتية والسياسية المثيرة للجدل، كما وتحوي بالاضافة للنظرة التاريخية على نظرة مستقبلية وبرنامج عمل شامل.
تتعدى الوثيقة المجال الوصفي للواقع بل تتعداه لتحليله في محاولة لفهمه من أجل تغييره، وهي تضم العديد من الموضوعات اللاهوتية والسياسية المثيرة للجدل، كما وتحوي بالاضافة للنظرة التاريخية على نظرة مستقبلية وبرنامج عمل شامل.
جرأة الوثيقة
تطرح الوثيقة الموضوعات اللاهوتية والسياسية بجرأة عالية، فهي الوثيقة الاولى التي تناقش موضوعات لاهوتية هي أقرب للمحرمات كالوعد في الكتاب المقدس والاختيار والاستخدام السيئ للكتاب المقدس للاغراض سياسية وغيرها من الموضوعات، لتخلص إلى اعتبار الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية خطيئة ضد الله والناس. أما في الجانب السياسي فجرأتها تتجلى في انتقادها لاسرائيل وتحميلها المسؤولية الاولى عما يحدث من ظلم وقتل وتدمير، وانتقادها لامريكا ورئيسها الجديد الذي وإن اختلف في الخطاب فهو متشابه في التطبيق، وإصرارها على حق العودة للاجئين وضرورة الافراج الكامل عن المعتقلين الفلسطينيين دون قيد او شرط، وتنتقد الوثيقة الانقسام الفلسطيني وإن ارجعت المسؤولية الاساس لهذا الانقسام للمجتمع الدولي لمقاطعته للديموقراطية الفلسطينية الا انها لم تتوان عن نقد الذات ونقد مسببي هذا الانقسام العبثي. وتتجلى قمة الجرأة في طلبها من كنائس العالم مقاطعة اسرائيل لاجبارها على الرضوخ للشرعية الدولية.
تطرح الوثيقة الموضوعات اللاهوتية والسياسية بجرأة عالية، فهي الوثيقة الاولى التي تناقش موضوعات لاهوتية هي أقرب للمحرمات كالوعد في الكتاب المقدس والاختيار والاستخدام السيئ للكتاب المقدس للاغراض سياسية وغيرها من الموضوعات، لتخلص إلى اعتبار الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية خطيئة ضد الله والناس. أما في الجانب السياسي فجرأتها تتجلى في انتقادها لاسرائيل وتحميلها المسؤولية الاولى عما يحدث من ظلم وقتل وتدمير، وانتقادها لامريكا ورئيسها الجديد الذي وإن اختلف في الخطاب فهو متشابه في التطبيق، وإصرارها على حق العودة للاجئين وضرورة الافراج الكامل عن المعتقلين الفلسطينيين دون قيد او شرط، وتنتقد الوثيقة الانقسام الفلسطيني وإن ارجعت المسؤولية الاساس لهذا الانقسام للمجتمع الدولي لمقاطعته للديموقراطية الفلسطينية الا انها لم تتوان عن نقد الذات ونقد مسببي هذا الانقسام العبثي. وتتجلى قمة الجرأة في طلبها من كنائس العالم مقاطعة اسرائيل لاجبارها على الرضوخ للشرعية الدولية.
تعدد الجهات المخاطبة
حيث تخاطب الوثيقة الكثيرين، المسيحيين الفلسطينيين والمسلمين واليهود كما وتخاطب القادة الدينيين في العالم والسياسيين المحليين والاجانب والمجتمع الدولي حيث نجحت في صياغة افكارها وتوصياتها لكل منهم في شكل واضح وقابل للتطبيق.
حيث تخاطب الوثيقة الكثيرين، المسيحيين الفلسطينيين والمسلمين واليهود كما وتخاطب القادة الدينيين في العالم والسياسيين المحليين والاجانب والمجتمع الدولي حيث نجحت في صياغة افكارها وتوصياتها لكل منهم في شكل واضح وقابل للتطبيق.
توقيت النشر
المرحلة التي نمر بها حاليا أبسط ما يقال عنها أنها لا تبشر بأي جديد. فالحكومة الإسرائيلية هي حكومة غلاة المستوطنين، والانقسام الفلسطيني على أشده ولا حلول سريعة بالأفق، سلبية المجتمع الدولي وتنصله من مسؤولياته، التهديدات بالحرب على إيران ولبنان وغزه ، وغيرها من العوامل التي أقل ما يقال عنها أنها لا تبشر بحل سريع لوقف شلال الدم.
المرحلة التي نمر بها حاليا أبسط ما يقال عنها أنها لا تبشر بأي جديد. فالحكومة الإسرائيلية هي حكومة غلاة المستوطنين، والانقسام الفلسطيني على أشده ولا حلول سريعة بالأفق، سلبية المجتمع الدولي وتنصله من مسؤولياته، التهديدات بالحرب على إيران ولبنان وغزه ، وغيرها من العوامل التي أقل ما يقال عنها أنها لا تبشر بحل سريع لوقف شلال الدم.
حجم التأييد الداخلي
حظيت هذه الوثيقة ومنذ اللحظة الاولى لنشرها على تأييد رسمي كنسي بتبني كافة رؤساء الكنائس في القدس لها، وعلى تأييد مسيحي مؤسساتي تجلى بتوقيع كافة المؤسسات المسيحية المهمة لها، ومسيحي شعبي تمثل بحملة التواقيع الشعبية المستمرة حتى هذه اللحظة. اما التأييد الرسمي فتجلى بإشادة دولة رئيس الوزراء بها واعتبارها وثيقة الشعب الفلسطيني عامة إضافة الى مجموع الوزراء والنواب الذين وقعوا الوثيقة مباشره بعد اصدارها.
حظيت هذه الوثيقة ومنذ اللحظة الاولى لنشرها على تأييد رسمي كنسي بتبني كافة رؤساء الكنائس في القدس لها، وعلى تأييد مسيحي مؤسساتي تجلى بتوقيع كافة المؤسسات المسيحية المهمة لها، ومسيحي شعبي تمثل بحملة التواقيع الشعبية المستمرة حتى هذه اللحظة. اما التأييد الرسمي فتجلى بإشادة دولة رئيس الوزراء بها واعتبارها وثيقة الشعب الفلسطيني عامة إضافة الى مجموع الوزراء والنواب الذين وقعوا الوثيقة مباشره بعد اصدارها.
حجم التأييد الخارجي
هذا التأييد المستمر من جملة من الكنائس والمؤسسات وعلى رأسها مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الاوسط ومجموع المؤسسات والشخصيات الذين شاركوا في حملة التوقيع المستمرة حتى هذه اللحظة. وبالرغم من هذا التأييد الحاشد لم يخل المناخ من بعض الاصوات الناقضة لها. حيث كان أول المنتقدين هو اللوبي الصهيوني المختبئ خلف ما يسمى بالسفارة المسيحية بالقدس حيث قام مدير هذه السفارة بالتهجم على الوثيقة وبعض كاتبيها، لحقه في هذا بعض المأجورين الذين يدعون تمثيلهم لبعض المؤسسات المسيحية في الهجوم عليها. اما قمة هذا النقد فجاء من الحكومة الكندية بحرمانها مؤسسه كندية تحمل اسم "كايروس كندا" مبلغ سبعة ملايين دولار ظنا منها أنها مرتبطة بكاتبي الوثيقة الفلسطينية.
هذا التأييد المستمر من جملة من الكنائس والمؤسسات وعلى رأسها مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الاوسط ومجموع المؤسسات والشخصيات الذين شاركوا في حملة التوقيع المستمرة حتى هذه اللحظة. وبالرغم من هذا التأييد الحاشد لم يخل المناخ من بعض الاصوات الناقضة لها. حيث كان أول المنتقدين هو اللوبي الصهيوني المختبئ خلف ما يسمى بالسفارة المسيحية بالقدس حيث قام مدير هذه السفارة بالتهجم على الوثيقة وبعض كاتبيها، لحقه في هذا بعض المأجورين الذين يدعون تمثيلهم لبعض المؤسسات المسيحية في الهجوم عليها. اما قمة هذا النقد فجاء من الحكومة الكندية بحرمانها مؤسسه كندية تحمل اسم "كايروس كندا" مبلغ سبعة ملايين دولار ظنا منها أنها مرتبطة بكاتبي الوثيقة الفلسطينية.
قدرتها على مخاطبة المتدينين والعلمانيين في نفس الوقت
بالرغم من أن الوثيقة هي وثيقة مسيحية محلية خالصة الا انها تخاطب ليس فقط المسيحيين المؤمنين بل تتعداها لتخاطب العلمانيين أيضا وكافة حركات التضامن الدولية والاقليمية مع الشعب الفلسطيني. وهذا ما سيعطيها قوة وامكانيات هائلة للتحالف والعمل المشترك مع هذه الحركات لانهاء الاحتلال والمساهمة في بناء السلام العادل في منطقتنا.
بالرغم من أن الوثيقة هي وثيقة مسيحية محلية خالصة الا انها تخاطب ليس فقط المسيحيين المؤمنين بل تتعداها لتخاطب العلمانيين أيضا وكافة حركات التضامن الدولية والاقليمية مع الشعب الفلسطيني. وهذا ما سيعطيها قوة وامكانيات هائلة للتحالف والعمل المشترك مع هذه الحركات لانهاء الاحتلال والمساهمة في بناء السلام العادل في منطقتنا.
واخيرا، ما يميزها عن غيرها من الوثائق السابقة هو التطور التكنولوجي المعلوماتي والذي سمح لها بالانتشار على الصعد المحلية والاقليمية والدولية.
فنظره خاطفه على الشبكة العنكبوتية تعطي القارئ فكرة سريعة عن حجم الاهتمام السلبي والايجابي بالوثيقة والتي ستؤسس لحركة محلية وعالمية خلف هذه الوثيقة والسير بها قدما لاحداث التغيير المنشود كما حصل مع شقيقتها وثيقة الكايروس الجنوب افريقية.
في الختام، المطلوب اليوم هو التفاف كافة المسيحيين حول هذه الوثيقة من أجل تشكيل حركة شعبية حولها للسير بها قدما لتحقيق أهدافها ونشرها دوليا والدفاع عنها واقناع كنائس العالم والرأي العام الدولي بتبنيها وتبني توصياتها والضغط على حكوماتهم من أجل تطوير مواقفهم الرافضة للظلم والاحتلال والداعية للسلام العادل.
نقلا عن الموقع لاتحاد الكاثوليكي للصحافة
نقلا عن الموقع لاتحاد الكاثوليكي للصحافة
Comment