عندما يصفها قداسة البابا بأنها كنيسة متحدة وقوية. وتبتهج عند تلقيها ردود فعل السلطة الاورثوذكسية حول المجمع الفاتيكاني الثاني، بقولها: أن الكنيسة الاورثوذكسية كانت حاضرة في هذا المجمع من خلال شخص بطريرك الروم الكاثوليك، المثلث الرحمات مكسيموس الرابع الصائغ. وتهلل لتعبير مفتي الجمهورية حسن خالد الذي الغى احتفالات استقباله على المطار عند بلوغه، وهو على متن الطائرة، نبأ وفات البطريرك الصائغ وقال لقد سقط اليوم رجل عظيم في لبنان. لا أقول هذا من باب المفاخرة بل لالقي الضوء حول دعوة هذه الكنيسة ورسالتها.
أحاول والاباء الذين حضروا هذا الموضوع، أن أعرف بكنيستنا من خلال العناوين التالية: ١ ما معنى كلمة ”ملكيون“، ۲نبذة عن تاريخ الطائفة. ۳ انقسام الكنيسة الانطاكية والشركة مع كنيسة روما، ٤ رسالة كنيسة الروم الكاثوليك ودعوتها، ٥-البطاركة الإحدى والعشرون. ٦- كنيسة الروم الكاثوليك اليوم.
١- ما معنى كلمة ”ملكيون“
كلمة ملكيين هي من أصل سامي تعني ملكيين، المجمع المسكوني الرابع، خلقيدونيا ٤٥١ حيث البابا ليون الاول كان ممثلاً بمبعوثيه، ومدعوم من الامبراطور ماركيانوس. هذالمجمع أدان المونوفيزية، سُمّي من قَبِله بالملكيين، وظلَّ هذا الاسم يُطلق عبر العصور على روما والقسطنطنية. بعد الانقسام في عام ١٠٥٤ فقط الخلقيدونيون من البطريركيات الثلاثة الاسكندرية وانطاكية واورشليم حفِظوا هذا اللقب.
٢- نبذة عن تاريخ الطائفة
أقرمجمع النيقاوي سنة ٣٢٥، سلطة أسقف أنطاكية على بلاد فارس، العراق، كيليكية، الشام، قبرص وفلسطين. وفي مطلع القرن الخامس، توحدت الطقوس الدينية في طقس عُرف نالطقس الانطاكي. وبعدها أتى الفتح العربي على بلاد الشام وتمكن من فتحها إثر موقعة اليرموك سنة ٦٣٦. عاش الملكيون في ظل الاسلام عيشة أمن وسلام، وساهم العديد منهم في بناء الدولة الاسلامية، ومنهم ”سرجون بن منصور“ وزير المالية في عهد معاوية. لكن لم يُسمح للبطريرك بالاقامة في مركز بطريركيته فانتقل مع بطريرك الاسكندرية واورشليم وعدد من الاساقفة والعديد من الملكيين الى القسطنطنية وايطاليا. وهذا ما يُفسر انتشار عدد من الاديار الملكية في روما وظهور عدد من الباباوات الشرقيين في القرن السابع والثامن. كان التجاء البطريرك الى القسطنطنية سبباً لزيادة نفوذ البطريرك القسطنطيني، فاضحى البطاركة الملكيون نوعاً ما تحت سيطرته. ثم جاء في القرن الثامن بعض الخلفاء فسمحوا للبطاركة بأن يُقيموا في اراضي الدولة العربية. وعلى الرغم من هذه الظروف، استمرت الاديار: ومن اشهرها دير القديس سابا، في فلسطين، حيت عاش الراهب اللاهوتي يوحنا الدمشقي، ودير القديس سمعان العامودي بجوار حلب.
في سنة ٩٣٩ سقطت أنطاكية في أيدي البيزنطيين. وبدء انتشار الطقس البيزنطي في الكنيسة الانطاكية الملكية وتتابع ذلك حتى اتخذت كنيسة انطاكية من الطقس البيزنطي طقساً رسمياً لها في أوائل القرن الثاني عشر. حافظ الملكيون في هذه الفترة على اتصالهم الديني بروما وبالقسطنطنية. وشهدت البطريركية الانطاكية نهضة ثقافية أنجبت العديد من النبغاء، كان من بينهم عبد الله ابن الفضل الانطاكي الذي نقل الكتاب المقدس الى العربية، ووضع العديد من المصنفات الدينية والفلسفية وكانت كلها باللغة العربية. لم يُعكر صفو هذه النهضة إلا تدخل الامبراطور البيزنطي في شؤون الكنيسة وبخاصة في انتخاب البطاركة بانتقائه من الاكليروس القسطنطيني وفرضه على الكنيسة الانطاكية.
في سنة ۱٠٥٤حصل ألانشقاق الكبير الذي أدى الى انفصل الكنيسة البيزنطية عن الكنيسة اللاتينية وانفصال البطريركيات الملكية الثلاثة عن روما دون ان تكون قد اتخذت قراراً يقضي بهذا الانشقاق.
في سنة ١٠٨٥ استولى الاتراك على انطاكية. وبعدها قامت الحملة الصليبية الى الشرق وفي سنة ١٠٩٨ دخل الصليبيون الى انطاكية، وما ان استولوا عليها حتى اعترفوا بسلطة اليطريرك يوحنل الخامس وإعادوه الى كرسيه. غير أنهم نصبوا اساقفة لاتين في المناصب الشاغرة. سنة ١١٠٠ اختلف الصليبيون والروم على عدم ايفاء الآخرين بوعدهم بالمساعدة في محاربة المسلمين في القدس فجعلوا انطاكية امارة صليبّية. وقاموا بتنصيب بطريرك لاتيني فاضطر البطريرك يوحنا الخامس ان يغادر انطاكية ويسافر الى القسطنطنية. سمح التقارب السياسي بين الملك البيزنطي وامير انطاكية اللاتيني لبعض البطاركة الملكيين بأن يقيموا بأنطاكية، و كان البطريرك اللاتيني آنذاك ينسحب حفظاً للمبدأ القانوني الذي لا يجيز أن يكون للمدينة الواحدة اسقفان، وكان الروم واللاتين يعتبرون أنفسهم رغم المنافسة السياسية أتباع مذهب واحد ومعتقد واحد. اشتهر بين البطاركة الملكيين في انطاكية آنذاك البطريرك تاودورس بلسامون ۱۱۸٥-۱۱۹٤ وهو من كبار رجال القانون البيزنطي .
سنة ١٢٦٨: استولى المماليك على امارة انطاكية وقاموا بتخريبها وهدم ابنيتها وقتل سكانها مما
جعل البطاركة الانطاكيون يقومون بنقل مقرهم البطريركي الى دمشق سنة ١٢٧٦- ١٢٧٨ فتعزّز بذلك العنصر العربي في البطريركية الانطاكية.
مساعي للاتحاد
بعد الانفصال الذي حصل سنة ١٠٤٥ بين روما والقسطنطنية بُذلت مساعٍ كثيرة لاعادة الوحدة، من اهمها: مجمع ليون سنة ١٢٧٤ ورغم الجهود التي بُذلت خلاله، لم يتم الاتحاد المرجو تحقيقه. مجمع فلورنسا ١٤٣٩: كان الروم في حاجة الى الدعم المادي لدرء خطر الاتراك من جهة، وكان البابا في حاجة لشد ازره للسيطرة على مقاومة بعض ابناء الكنيسة الغربية من جهة اخرى، لذلك فقد رضي الطرفان بعقد مجمع تم فيه الاتفاق على صيغة مشتركة لجميع القضايا المختلفة. لكن الروم نقضوا التوقيع بعد العودة الى القسطنطنية. قبلت الكنيسة الملكية بارتياح عظيم قرار الوحدة، ولكنها تضامناً مع المصف الاسقفي اضطرت الى التصدي لهذا المجمع، ومع هذا فقد ظل مجمع فلورنسا في نظرالتقليد الملكي، هو المجمع المسكوني الثامن.
٣- انقسام الكنيسة الأنطاكية والشركة مع كنيسة روما
1- سنة 1546وبعد معركة مرج دابق سيطر العثمانيون على الأقليم السوري بأكمله ، وضمن سياستهم في السيطرة على الميحيين ، دعموا البطريرك القسطنتيني في توسيع سلطاته الروحية بحيث تخضع له جميع الشعوب ذات الطقس البيزنطي، وكذلك كان بالنسبة للكرسي الأنطاكي،مما ادى اى تدخلات كثيرة في شؤون تنصيب الأساقفة فبعد ان كانوا اساقفة وطنيين اصبح هناك اساقفة يونان، مما ادى على ارغام الكنيسة الأنطاكية في مجاراتها للكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في موقفها اتجاه رومة.
2- في القرن السادس عشر،بدأ الملكيون الأنطاكيون في اتخاذ مواقف مستقلة عن البطاركة اليونان اتجاه كنيسة رومة، وقد لعبت الكنيسة المارونية دورا مهما في ذلك من خلال اتحادها مع رومة، بالأضافة الى ان كثير من من رجال الأكليروس الملكي كانو يدرسون في رومة،فضلا عن الجهود التي كان يقوم بها البابوات عن طريق ارسال وفودالى الشرق لأعادة صلات الوحدة من اهمها والتي قام بها الأسقف المرسل ليونار ابيل سنة 1583-1587.
3- مع بداية القرن السابع وفي عهد البطريرك افتيموس الثاني كرمة 1635 الذي اظهر صراحة ايمانه الكاثوليكي وقدم المساعدات للمرسلين اليسوعيين والكبوشيين والكرمليين.
بعده توالى بطاركة امثال افتيموس الثالث الصاقزي 1635-11647،مكاريوس الثالث الزعيم1647-1672،كيرلس الخامس الزعيم1672-1720الذين تراوحت مواقفهم بين مؤيدين للوحدة مع روما جهارة وسراً خوفا على مناصبهم من اليونانيين الى ان اعتلى السدة البطريركية البطريرك اثناسيوس الثالث الدباس 1720-1724حيث ازدهرت حركة الكثلكة في ايامه في معظم ابرشيات البطريركية الأنطاكية وفي عهده دعيت جماعة الروم انضميين الى روما بطائفة الروم الكاثوليك.
4- الرهبانيتان الجديدتان:
سنة 1710 غادر تسعة من الرهبان ديرهم البلمند واصلحوا ديرمار يوحنا المعمدان في قرية الشوير في كسروان وسكنوه واسسوا الرهبانية الباسيلية الشويرية.
سنة 1711 اسس المطران افتيموس الصيفي الرهبنة الباسيلية المخلصية.
هذا الرهبانيتان ساعدا الكنيسة الكاثوليكية طيلة القرن الثامن مبشرين الناس مشددين ازرهم اثناء الأضطهادات.
٤- رسالة كنيسة الروم الكاثوليك ودعوتها
ما من شعب او كنسية تألم وعانى من الاضطهادات كما عانته كنيسة بلادنا لمدة الفي سنة وبقت على وفائها امؤسسها راسخة في الايمان، ثابتة في المحبة.
- سنة 1724 ولعوامل عدة سياسية وثقافية انقسمت الكنيسة الى كنيستين الواحدة ارثوذوكسية والاخرى رومية ملكية كاثوليكيةن ان الكنيسية الملكية لا تنسى رسالتها اذ انها تنتمي الى العائلة البزنطية الشرقية الارثوذوكسية من جهة، والشركة الرومانية الغربية من جهة اخرى، فلذا لها رسالة مسكونية خاصة.
0- كاثولييكة تريد ان تكون 100% وشرقية تريد ان تكون 100% ايضاً، هذه هي الميزة التي تتمتع بها، فهي تريد ان تبين ان كاثوليكة ليست مفردة للاتينية، ولا ارثوذكسية مفردة للانفصال عن الشركة مع روما، وهنا لا بد من سؤال: الذي كانه مقبولاً في الالف الاول قبل الانقسام، لماذا لا يصبح مجازاً ومعقولاً في الالف الثالث؟
1- هي موجودة اي الكنيسة الملكية في داخل العالم العربي فقد عربت الفكر اللاهوتي والثقافي والليتورجي، من خلال لرسالتها هذه تظهر ان العربية لا تعني بالضرورة الاسلام واننا نستطيع ان نكون 100% عرب وفي نفس الوقت مسيحيين وبهذا نكون جسر الحوار والتفاهم والتعايش بين مسيحين ومسلمين.
2- رسالة الكنيسة الملكية خاصة جداً في الاراضي المقدسة ، اذ انها تعتبر الوجود المسيحي الاكثر عدداً ، بين اليهود والمسيحيين من جهة ومع باقي الاديان، وبنوع خاص بين العرب واليهود. في كل هذه الحوارات صليب وقد اختارت الكنيسة الملكية هذا الصليب بكل فرح ومحبة جاعلة منه جسر عبور الى حياة ثانية، اذ انها تؤمن وتشهد انه بعد الصليب هناك القيامة.
أحاول والاباء الذين حضروا هذا الموضوع، أن أعرف بكنيستنا من خلال العناوين التالية: ١ ما معنى كلمة ”ملكيون“، ۲نبذة عن تاريخ الطائفة. ۳ انقسام الكنيسة الانطاكية والشركة مع كنيسة روما، ٤ رسالة كنيسة الروم الكاثوليك ودعوتها، ٥-البطاركة الإحدى والعشرون. ٦- كنيسة الروم الكاثوليك اليوم.
١- ما معنى كلمة ”ملكيون“
كلمة ملكيين هي من أصل سامي تعني ملكيين، المجمع المسكوني الرابع، خلقيدونيا ٤٥١ حيث البابا ليون الاول كان ممثلاً بمبعوثيه، ومدعوم من الامبراطور ماركيانوس. هذالمجمع أدان المونوفيزية، سُمّي من قَبِله بالملكيين، وظلَّ هذا الاسم يُطلق عبر العصور على روما والقسطنطنية. بعد الانقسام في عام ١٠٥٤ فقط الخلقيدونيون من البطريركيات الثلاثة الاسكندرية وانطاكية واورشليم حفِظوا هذا اللقب.
٢- نبذة عن تاريخ الطائفة
أقرمجمع النيقاوي سنة ٣٢٥، سلطة أسقف أنطاكية على بلاد فارس، العراق، كيليكية، الشام، قبرص وفلسطين. وفي مطلع القرن الخامس، توحدت الطقوس الدينية في طقس عُرف نالطقس الانطاكي. وبعدها أتى الفتح العربي على بلاد الشام وتمكن من فتحها إثر موقعة اليرموك سنة ٦٣٦. عاش الملكيون في ظل الاسلام عيشة أمن وسلام، وساهم العديد منهم في بناء الدولة الاسلامية، ومنهم ”سرجون بن منصور“ وزير المالية في عهد معاوية. لكن لم يُسمح للبطريرك بالاقامة في مركز بطريركيته فانتقل مع بطريرك الاسكندرية واورشليم وعدد من الاساقفة والعديد من الملكيين الى القسطنطنية وايطاليا. وهذا ما يُفسر انتشار عدد من الاديار الملكية في روما وظهور عدد من الباباوات الشرقيين في القرن السابع والثامن. كان التجاء البطريرك الى القسطنطنية سبباً لزيادة نفوذ البطريرك القسطنطيني، فاضحى البطاركة الملكيون نوعاً ما تحت سيطرته. ثم جاء في القرن الثامن بعض الخلفاء فسمحوا للبطاركة بأن يُقيموا في اراضي الدولة العربية. وعلى الرغم من هذه الظروف، استمرت الاديار: ومن اشهرها دير القديس سابا، في فلسطين، حيت عاش الراهب اللاهوتي يوحنا الدمشقي، ودير القديس سمعان العامودي بجوار حلب.
في سنة ٩٣٩ سقطت أنطاكية في أيدي البيزنطيين. وبدء انتشار الطقس البيزنطي في الكنيسة الانطاكية الملكية وتتابع ذلك حتى اتخذت كنيسة انطاكية من الطقس البيزنطي طقساً رسمياً لها في أوائل القرن الثاني عشر. حافظ الملكيون في هذه الفترة على اتصالهم الديني بروما وبالقسطنطنية. وشهدت البطريركية الانطاكية نهضة ثقافية أنجبت العديد من النبغاء، كان من بينهم عبد الله ابن الفضل الانطاكي الذي نقل الكتاب المقدس الى العربية، ووضع العديد من المصنفات الدينية والفلسفية وكانت كلها باللغة العربية. لم يُعكر صفو هذه النهضة إلا تدخل الامبراطور البيزنطي في شؤون الكنيسة وبخاصة في انتخاب البطاركة بانتقائه من الاكليروس القسطنطيني وفرضه على الكنيسة الانطاكية.
في سنة ۱٠٥٤حصل ألانشقاق الكبير الذي أدى الى انفصل الكنيسة البيزنطية عن الكنيسة اللاتينية وانفصال البطريركيات الملكية الثلاثة عن روما دون ان تكون قد اتخذت قراراً يقضي بهذا الانشقاق.
في سنة ١٠٨٥ استولى الاتراك على انطاكية. وبعدها قامت الحملة الصليبية الى الشرق وفي سنة ١٠٩٨ دخل الصليبيون الى انطاكية، وما ان استولوا عليها حتى اعترفوا بسلطة اليطريرك يوحنل الخامس وإعادوه الى كرسيه. غير أنهم نصبوا اساقفة لاتين في المناصب الشاغرة. سنة ١١٠٠ اختلف الصليبيون والروم على عدم ايفاء الآخرين بوعدهم بالمساعدة في محاربة المسلمين في القدس فجعلوا انطاكية امارة صليبّية. وقاموا بتنصيب بطريرك لاتيني فاضطر البطريرك يوحنا الخامس ان يغادر انطاكية ويسافر الى القسطنطنية. سمح التقارب السياسي بين الملك البيزنطي وامير انطاكية اللاتيني لبعض البطاركة الملكيين بأن يقيموا بأنطاكية، و كان البطريرك اللاتيني آنذاك ينسحب حفظاً للمبدأ القانوني الذي لا يجيز أن يكون للمدينة الواحدة اسقفان، وكان الروم واللاتين يعتبرون أنفسهم رغم المنافسة السياسية أتباع مذهب واحد ومعتقد واحد. اشتهر بين البطاركة الملكيين في انطاكية آنذاك البطريرك تاودورس بلسامون ۱۱۸٥-۱۱۹٤ وهو من كبار رجال القانون البيزنطي .
سنة ١٢٦٨: استولى المماليك على امارة انطاكية وقاموا بتخريبها وهدم ابنيتها وقتل سكانها مما
جعل البطاركة الانطاكيون يقومون بنقل مقرهم البطريركي الى دمشق سنة ١٢٧٦- ١٢٧٨ فتعزّز بذلك العنصر العربي في البطريركية الانطاكية.
مساعي للاتحاد
بعد الانفصال الذي حصل سنة ١٠٤٥ بين روما والقسطنطنية بُذلت مساعٍ كثيرة لاعادة الوحدة، من اهمها: مجمع ليون سنة ١٢٧٤ ورغم الجهود التي بُذلت خلاله، لم يتم الاتحاد المرجو تحقيقه. مجمع فلورنسا ١٤٣٩: كان الروم في حاجة الى الدعم المادي لدرء خطر الاتراك من جهة، وكان البابا في حاجة لشد ازره للسيطرة على مقاومة بعض ابناء الكنيسة الغربية من جهة اخرى، لذلك فقد رضي الطرفان بعقد مجمع تم فيه الاتفاق على صيغة مشتركة لجميع القضايا المختلفة. لكن الروم نقضوا التوقيع بعد العودة الى القسطنطنية. قبلت الكنيسة الملكية بارتياح عظيم قرار الوحدة، ولكنها تضامناً مع المصف الاسقفي اضطرت الى التصدي لهذا المجمع، ومع هذا فقد ظل مجمع فلورنسا في نظرالتقليد الملكي، هو المجمع المسكوني الثامن.
٣- انقسام الكنيسة الأنطاكية والشركة مع كنيسة روما
1- سنة 1546وبعد معركة مرج دابق سيطر العثمانيون على الأقليم السوري بأكمله ، وضمن سياستهم في السيطرة على الميحيين ، دعموا البطريرك القسطنتيني في توسيع سلطاته الروحية بحيث تخضع له جميع الشعوب ذات الطقس البيزنطي، وكذلك كان بالنسبة للكرسي الأنطاكي،مما ادى اى تدخلات كثيرة في شؤون تنصيب الأساقفة فبعد ان كانوا اساقفة وطنيين اصبح هناك اساقفة يونان، مما ادى على ارغام الكنيسة الأنطاكية في مجاراتها للكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في موقفها اتجاه رومة.
2- في القرن السادس عشر،بدأ الملكيون الأنطاكيون في اتخاذ مواقف مستقلة عن البطاركة اليونان اتجاه كنيسة رومة، وقد لعبت الكنيسة المارونية دورا مهما في ذلك من خلال اتحادها مع رومة، بالأضافة الى ان كثير من من رجال الأكليروس الملكي كانو يدرسون في رومة،فضلا عن الجهود التي كان يقوم بها البابوات عن طريق ارسال وفودالى الشرق لأعادة صلات الوحدة من اهمها والتي قام بها الأسقف المرسل ليونار ابيل سنة 1583-1587.
3- مع بداية القرن السابع وفي عهد البطريرك افتيموس الثاني كرمة 1635 الذي اظهر صراحة ايمانه الكاثوليكي وقدم المساعدات للمرسلين اليسوعيين والكبوشيين والكرمليين.
بعده توالى بطاركة امثال افتيموس الثالث الصاقزي 1635-11647،مكاريوس الثالث الزعيم1647-1672،كيرلس الخامس الزعيم1672-1720الذين تراوحت مواقفهم بين مؤيدين للوحدة مع روما جهارة وسراً خوفا على مناصبهم من اليونانيين الى ان اعتلى السدة البطريركية البطريرك اثناسيوس الثالث الدباس 1720-1724حيث ازدهرت حركة الكثلكة في ايامه في معظم ابرشيات البطريركية الأنطاكية وفي عهده دعيت جماعة الروم انضميين الى روما بطائفة الروم الكاثوليك.
4- الرهبانيتان الجديدتان:
سنة 1710 غادر تسعة من الرهبان ديرهم البلمند واصلحوا ديرمار يوحنا المعمدان في قرية الشوير في كسروان وسكنوه واسسوا الرهبانية الباسيلية الشويرية.
سنة 1711 اسس المطران افتيموس الصيفي الرهبنة الباسيلية المخلصية.
هذا الرهبانيتان ساعدا الكنيسة الكاثوليكية طيلة القرن الثامن مبشرين الناس مشددين ازرهم اثناء الأضطهادات.
٤- رسالة كنيسة الروم الكاثوليك ودعوتها
ما من شعب او كنسية تألم وعانى من الاضطهادات كما عانته كنيسة بلادنا لمدة الفي سنة وبقت على وفائها امؤسسها راسخة في الايمان، ثابتة في المحبة.
- سنة 1724 ولعوامل عدة سياسية وثقافية انقسمت الكنيسة الى كنيستين الواحدة ارثوذوكسية والاخرى رومية ملكية كاثوليكيةن ان الكنيسية الملكية لا تنسى رسالتها اذ انها تنتمي الى العائلة البزنطية الشرقية الارثوذوكسية من جهة، والشركة الرومانية الغربية من جهة اخرى، فلذا لها رسالة مسكونية خاصة.
0- كاثولييكة تريد ان تكون 100% وشرقية تريد ان تكون 100% ايضاً، هذه هي الميزة التي تتمتع بها، فهي تريد ان تبين ان كاثوليكة ليست مفردة للاتينية، ولا ارثوذكسية مفردة للانفصال عن الشركة مع روما، وهنا لا بد من سؤال: الذي كانه مقبولاً في الالف الاول قبل الانقسام، لماذا لا يصبح مجازاً ومعقولاً في الالف الثالث؟
1- هي موجودة اي الكنيسة الملكية في داخل العالم العربي فقد عربت الفكر اللاهوتي والثقافي والليتورجي، من خلال لرسالتها هذه تظهر ان العربية لا تعني بالضرورة الاسلام واننا نستطيع ان نكون 100% عرب وفي نفس الوقت مسيحيين وبهذا نكون جسر الحوار والتفاهم والتعايش بين مسيحين ومسلمين.
2- رسالة الكنيسة الملكية خاصة جداً في الاراضي المقدسة ، اذ انها تعتبر الوجود المسيحي الاكثر عدداً ، بين اليهود والمسيحيين من جهة ومع باقي الاديان، وبنوع خاص بين العرب واليهود. في كل هذه الحوارات صليب وقد اختارت الكنيسة الملكية هذا الصليب بكل فرح ومحبة جاعلة منه جسر عبور الى حياة ثانية، اذ انها تؤمن وتشهد انه بعد الصليب هناك القيامة.
Comment