س: ما معنى هذه الآية "لا تدينوا لكي لا تُدانوا. لأنكم بالدينونة التي بها تَدينون تُدانون. وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم."
ج: معناها أن المسيح يمنع الإنسان من إدانة أخيه ويحذره أنه بهذه الدينونة سيدينه الله.
س: لكن ألم يعطنا الله عقلاً لكي نقيِّم به أعمال الآخرين ونمتحنها وندينها؟
ج: الحقيقة أن الله لم يعطنا عقلاً لندين به الآخرين بل أعطانا عقلاً لنستأسر "كل فكرٍ إلى طاعة المسيح" حتى نتقدم "في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" لكن الإنسان الذي يُنصِّب نفسه ديَّاناً للآخرين فهو يتصور أن سلوك الآخرين سيئ وسلوكه هو حسَن، ومكتوب عن هذا الإنسان في رسالة رومية "لذلك أنت بلا عذرٍ أيها الإنسان كلُّ مَنْ يدين. لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها."
س: لكن إذا افترضنا جدلاً أنه لا يفعل هذه الأمور التي يدين بها غيره فهل يحكم على نفسهِ أيضاً؟
ج: نعم لأنه إن لم يفعلها هي بالذات فهو يفعل مثلها، ومكتوب "ونحن نعلم أن دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه." فالخطية خطية وإن كنت أرى غيري خاطئاً خطية معيّنة وأدينه عليها، وفي نفس الوقت أنا أرتكب أي خطية مثلها فأنا أدين نفسي لأن دينونة الله هي حسب الحق، فمن أنا لأدين غيري لأنه يكسر الحق بحسب رأيي، وفي نفس الوقت أنا كاسر للحق، لذلك فإني سأُدان بنفس الدينونة التي بها أدين غيري.
س: هل معنى هذا أن الإنسان لا يمكن أن يدين الإنسان؟
ج: نعم لأن كل البشر عبيد لله ومن يعرف خبايا القلوب إلاَّ الله، فالله يدين "سرائر الناس" وأيضاً الرب يسوع المسيح هو وحده "العتيد أن يدين الأحياءَ والأموات" أما الإنسان فمكتوب عنه "مَنْ أنت الذي تدين عبد غيرك. هو لمولاهُ يثبت أو يسقط. ولكنه سيُثَبّت لأن الله قادر أن يثبّتهُ." فحينما يدين الإنسان أخيه الإنسان لا يستطيع أن يفيده بشيء من هذه الإدانة بل بالعكس سيعثّره ومكتوب "فلا نحاكم أيضاً بعضنا بعضاً بل بالحري أحكموا بهذا أن لا يوضَع للأخ مصدمةٌ أو معثرةٌ." "فإذا كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضاً فانظروا لئلاّ تُفنُوا بعضكم بعضاً" لكن الله يتعامل مع أولاده بالمحبة الإلهية فهو يعالج الإنسان ويتعامل معه حتى يُثبته، الله أب "وهولا يشاءُ أن يهلك أناس بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة." ومكتوب "لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحقّ يقبلون." فالله يعرف كيف يتعامل مع البشر لعلهم يتوبون فيخلصون، أيضاً الله هو الذي أعطى الوصية وهو يرى ويُقيّم تماماً الموقف الحقيقي للإنسان من الوصية، فمن يدين أخيه يُعيّن نفسه قاضياً على أخيهِ ويعطِّل عمل الله لبنيانه وبنيان أخيه، أما الإنسان المُتضع والمنكسر أمام الله فهو يضع نفسه تحت فحص الله وتحت يد الله القوية فيرفعه الله في حينه وبذلك يصبح قدوة لأخيهِ فيعمل مع الله لخلاص ولرفعة أخيه، لذلك يُحذِّرنا الله جداً من أن نذُم بعض أو ندين بعض. مكتوب "لا يذُمََّ بعضكم بعضاً أيها الإخوة. الذي يذمُّ أخاه ويدين أخاه يذُمُّ الناموس ويدين الناموس. وإن كنت تدين الناموس فلست عاملاً بالناموس بل ديَّاناً له. واحدٌ هو واضع الناموس القادر أن يخلِّص ويهلك. فمن أنت يا من تدين غيرك."
س: لكن هل يدينني الله أيضاً لو أدنت إنساناً أخطأ إلىَّ خطأً مباشراً؟
ج: نعم لأنك بذلك تسلك ضد طبيعة الله "فإنه مُنعمٌ على غير الشاكرين والأشرار." لعل نعمته تقودهم للخلاص، ورحمته تقودهم للتوبة كما هو مكتوب في رسالة رومية "أم تستهين بغنى لطفِهِ وإمهالهِ وطول أناتهِ غير عالمٍ أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة." لذلك قال المسيح "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم. ولا تدينوا فلا تُدانوا. لا تقضوا على أحد فلا يُقضَى عليكم. اغفروا يُغفَر لكم."
س:لكن ألا يساعد هذا الأسلوب على انتشار الشر في العالم؟
ج: ربما كان هذا صحيحاً لو كان الله ميت، لكن الله حي إلى الأبد وهو "حاملٌ كلَّ الأشياءِ بكلمة قدرتهِ" وهو الذي يدير كل هذا الكون للخير لمحبيه وحافظي وصاياه، وهو الذي أعطانا الوصية لكي نتشبَّه به في تعاملاته مع البشر وهو في النهاية "أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل" فيأخذ الأبرار إلى الحياة الأبدية ويُهلك الأشرار في النار الأبدية، فما أحلى أن أومن بالله الحي الموجود وأطيع كلمته وأنتظر يوم مجيئه وحينئذ سأعرف كل شئ، لكن الآن يُحذّرنا الله من أن نحكم على غيرنا ومكتوب " إذاً لا تحكموا في شئٍ قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب. وحينئذٍ يكون المدح لكل واحدٍ من الله" ومكتوب أيضاً "لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن. لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات. وأما أنت فلماذا تدين أخاك. أو أنت أيضاً لماذا تزدري بأخيك. لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح. لأنه مكتوبٌ أنا حيٌ يقول الرب إنه لي ستجثو كل ركبةٍ وكل لسانٍٍ سيحمد الله. فإذاً كل واحد منَّا سيعطي عن نفسه حساباً لله. فلا نحاكم أيضاً بعضنا بعضاً بل بالحري أحكموا بهذا أن لا يُوضع للأخ مصدمةٌ أو معثرةٌ."
س: هل توجد أمثلة في الكتاب توضح خطورة الإدانة؟
ج: الكتاب المقدس غني بالتوضيحات، فمن الأمثلة التي توضح هذا الأمر، عندما وجد فيلبس نثنائيل "وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع بن يوسف الذي من الناصرة." بماذا ردَّ عليه نثنائيل؟ قال "أَمن الناصرة يمكن أن يكون شئٌ صالحٌ." وهنا نرى أن نثنائيل دان الناصرة وهو مقتنع أنه على حق لكن الله أخرج لنا من الناصرة مريم ويوسف بل أن ابن الله المخلص يسوع المسيح تَربّى في الناصرة، وشكراً للرب أن فيلبس عندما قال لنثنائيل تعال وانظر، أطاع نثنائيل فأتى ونظر وآمن وخلص بالرب يسوع المسيح، لكن لو كان نثنائيل اعتّدْ برأيه ورفض دعوة فيلبس له لما كان استمتع بنعمة المسيح المخلص. وهذا ما حدث عند آخرين حينما "قالوا ألعل المسيح من الجليل يأتي"! أو كما قال الفريسيون لنيقوديموس "ألعلك أنت أيضاً من الجليل. فتّش وانظر. إنه لم يقم نبيٌّ من الجليل." فقادتهم دينونتهم للناصرة والجليل إلى رفض المخلص الذي من ناصرة الجليل.
نأخذ أيضاً مثلاً آخر من سفر أعمال الرسل حينما نجا بولس الرسول ومن معه من السفينة التي تحطمت مكتوب"ولما نجوا وجدوا أن الجزيرة تُدعَى مليطة. فقدَّم أهلها البرابرة لنا احساناً غير المعتاد لأنهم أوقدوا ناراً وقبلوا جميعنا من أجل المطر الذي أصابنا ومن أجل البَرْد فجمع بولس كثيراً من القضبان ووضعها على النار فخرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يدهِ. فلما رأَى البرابرة الوحش معلَّقاً بيدهِ قال بعضهم لبعضٍ لابدَّ أن هذا الإنسان قاتلٌ لم يدعهُ العدل يحيا ولو نجا من البحر." وهكذا دان البرابرة بولس الرسول ولولا رحمة الله وإرشادهِِ لبولس "فنفض هو الوحش إلى النار ولم يتضرَّر بشيءٍ رديّ." لتخمرت الإدانة داخل قلوب البرابرة لهلاك أنفسهم ولجلب دينونة الرب عليهم.
فالإدانة تُشعل أعمال الجسد "التي منها يحصل الحسد والخصام والافتراءُ والظنون الرديّة ومنازعات أناسٍ فاسدي الذهن وعادمي الحقّ يظنُّون أن التقوى تجارةٌ. تجنَّب مثل هؤُلاءِ."
وفي الختام لنستمع إلى ما قاله المسيح "ولماذا تنظر القَذَى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أم كيف تقول لأخيك دعني أُخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك. يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيداً أن ُتخرج القذى من عين أخيك." ليقوينا الله ويهبنا نعمة لنتبع "البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة." فلا ندين لكي لا نُدان. ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين
منقول للفائدة
ج: معناها أن المسيح يمنع الإنسان من إدانة أخيه ويحذره أنه بهذه الدينونة سيدينه الله.
س: لكن ألم يعطنا الله عقلاً لكي نقيِّم به أعمال الآخرين ونمتحنها وندينها؟
ج: الحقيقة أن الله لم يعطنا عقلاً لندين به الآخرين بل أعطانا عقلاً لنستأسر "كل فكرٍ إلى طاعة المسيح" حتى نتقدم "في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" لكن الإنسان الذي يُنصِّب نفسه ديَّاناً للآخرين فهو يتصور أن سلوك الآخرين سيئ وسلوكه هو حسَن، ومكتوب عن هذا الإنسان في رسالة رومية "لذلك أنت بلا عذرٍ أيها الإنسان كلُّ مَنْ يدين. لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها."
س: لكن إذا افترضنا جدلاً أنه لا يفعل هذه الأمور التي يدين بها غيره فهل يحكم على نفسهِ أيضاً؟
ج: نعم لأنه إن لم يفعلها هي بالذات فهو يفعل مثلها، ومكتوب "ونحن نعلم أن دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه." فالخطية خطية وإن كنت أرى غيري خاطئاً خطية معيّنة وأدينه عليها، وفي نفس الوقت أنا أرتكب أي خطية مثلها فأنا أدين نفسي لأن دينونة الله هي حسب الحق، فمن أنا لأدين غيري لأنه يكسر الحق بحسب رأيي، وفي نفس الوقت أنا كاسر للحق، لذلك فإني سأُدان بنفس الدينونة التي بها أدين غيري.
س: هل معنى هذا أن الإنسان لا يمكن أن يدين الإنسان؟
ج: نعم لأن كل البشر عبيد لله ومن يعرف خبايا القلوب إلاَّ الله، فالله يدين "سرائر الناس" وأيضاً الرب يسوع المسيح هو وحده "العتيد أن يدين الأحياءَ والأموات" أما الإنسان فمكتوب عنه "مَنْ أنت الذي تدين عبد غيرك. هو لمولاهُ يثبت أو يسقط. ولكنه سيُثَبّت لأن الله قادر أن يثبّتهُ." فحينما يدين الإنسان أخيه الإنسان لا يستطيع أن يفيده بشيء من هذه الإدانة بل بالعكس سيعثّره ومكتوب "فلا نحاكم أيضاً بعضنا بعضاً بل بالحري أحكموا بهذا أن لا يوضَع للأخ مصدمةٌ أو معثرةٌ." "فإذا كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضاً فانظروا لئلاّ تُفنُوا بعضكم بعضاً" لكن الله يتعامل مع أولاده بالمحبة الإلهية فهو يعالج الإنسان ويتعامل معه حتى يُثبته، الله أب "وهولا يشاءُ أن يهلك أناس بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة." ومكتوب "لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحقّ يقبلون." فالله يعرف كيف يتعامل مع البشر لعلهم يتوبون فيخلصون، أيضاً الله هو الذي أعطى الوصية وهو يرى ويُقيّم تماماً الموقف الحقيقي للإنسان من الوصية، فمن يدين أخيه يُعيّن نفسه قاضياً على أخيهِ ويعطِّل عمل الله لبنيانه وبنيان أخيه، أما الإنسان المُتضع والمنكسر أمام الله فهو يضع نفسه تحت فحص الله وتحت يد الله القوية فيرفعه الله في حينه وبذلك يصبح قدوة لأخيهِ فيعمل مع الله لخلاص ولرفعة أخيه، لذلك يُحذِّرنا الله جداً من أن نذُم بعض أو ندين بعض. مكتوب "لا يذُمََّ بعضكم بعضاً أيها الإخوة. الذي يذمُّ أخاه ويدين أخاه يذُمُّ الناموس ويدين الناموس. وإن كنت تدين الناموس فلست عاملاً بالناموس بل ديَّاناً له. واحدٌ هو واضع الناموس القادر أن يخلِّص ويهلك. فمن أنت يا من تدين غيرك."
س: لكن هل يدينني الله أيضاً لو أدنت إنساناً أخطأ إلىَّ خطأً مباشراً؟
ج: نعم لأنك بذلك تسلك ضد طبيعة الله "فإنه مُنعمٌ على غير الشاكرين والأشرار." لعل نعمته تقودهم للخلاص، ورحمته تقودهم للتوبة كما هو مكتوب في رسالة رومية "أم تستهين بغنى لطفِهِ وإمهالهِ وطول أناتهِ غير عالمٍ أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة." لذلك قال المسيح "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم. ولا تدينوا فلا تُدانوا. لا تقضوا على أحد فلا يُقضَى عليكم. اغفروا يُغفَر لكم."
س:لكن ألا يساعد هذا الأسلوب على انتشار الشر في العالم؟
ج: ربما كان هذا صحيحاً لو كان الله ميت، لكن الله حي إلى الأبد وهو "حاملٌ كلَّ الأشياءِ بكلمة قدرتهِ" وهو الذي يدير كل هذا الكون للخير لمحبيه وحافظي وصاياه، وهو الذي أعطانا الوصية لكي نتشبَّه به في تعاملاته مع البشر وهو في النهاية "أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل" فيأخذ الأبرار إلى الحياة الأبدية ويُهلك الأشرار في النار الأبدية، فما أحلى أن أومن بالله الحي الموجود وأطيع كلمته وأنتظر يوم مجيئه وحينئذ سأعرف كل شئ، لكن الآن يُحذّرنا الله من أن نحكم على غيرنا ومكتوب " إذاً لا تحكموا في شئٍ قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب. وحينئذٍ يكون المدح لكل واحدٍ من الله" ومكتوب أيضاً "لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن. لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات. وأما أنت فلماذا تدين أخاك. أو أنت أيضاً لماذا تزدري بأخيك. لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح. لأنه مكتوبٌ أنا حيٌ يقول الرب إنه لي ستجثو كل ركبةٍ وكل لسانٍٍ سيحمد الله. فإذاً كل واحد منَّا سيعطي عن نفسه حساباً لله. فلا نحاكم أيضاً بعضنا بعضاً بل بالحري أحكموا بهذا أن لا يُوضع للأخ مصدمةٌ أو معثرةٌ."
س: هل توجد أمثلة في الكتاب توضح خطورة الإدانة؟
ج: الكتاب المقدس غني بالتوضيحات، فمن الأمثلة التي توضح هذا الأمر، عندما وجد فيلبس نثنائيل "وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع بن يوسف الذي من الناصرة." بماذا ردَّ عليه نثنائيل؟ قال "أَمن الناصرة يمكن أن يكون شئٌ صالحٌ." وهنا نرى أن نثنائيل دان الناصرة وهو مقتنع أنه على حق لكن الله أخرج لنا من الناصرة مريم ويوسف بل أن ابن الله المخلص يسوع المسيح تَربّى في الناصرة، وشكراً للرب أن فيلبس عندما قال لنثنائيل تعال وانظر، أطاع نثنائيل فأتى ونظر وآمن وخلص بالرب يسوع المسيح، لكن لو كان نثنائيل اعتّدْ برأيه ورفض دعوة فيلبس له لما كان استمتع بنعمة المسيح المخلص. وهذا ما حدث عند آخرين حينما "قالوا ألعل المسيح من الجليل يأتي"! أو كما قال الفريسيون لنيقوديموس "ألعلك أنت أيضاً من الجليل. فتّش وانظر. إنه لم يقم نبيٌّ من الجليل." فقادتهم دينونتهم للناصرة والجليل إلى رفض المخلص الذي من ناصرة الجليل.
نأخذ أيضاً مثلاً آخر من سفر أعمال الرسل حينما نجا بولس الرسول ومن معه من السفينة التي تحطمت مكتوب"ولما نجوا وجدوا أن الجزيرة تُدعَى مليطة. فقدَّم أهلها البرابرة لنا احساناً غير المعتاد لأنهم أوقدوا ناراً وقبلوا جميعنا من أجل المطر الذي أصابنا ومن أجل البَرْد فجمع بولس كثيراً من القضبان ووضعها على النار فخرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يدهِ. فلما رأَى البرابرة الوحش معلَّقاً بيدهِ قال بعضهم لبعضٍ لابدَّ أن هذا الإنسان قاتلٌ لم يدعهُ العدل يحيا ولو نجا من البحر." وهكذا دان البرابرة بولس الرسول ولولا رحمة الله وإرشادهِِ لبولس "فنفض هو الوحش إلى النار ولم يتضرَّر بشيءٍ رديّ." لتخمرت الإدانة داخل قلوب البرابرة لهلاك أنفسهم ولجلب دينونة الرب عليهم.
فالإدانة تُشعل أعمال الجسد "التي منها يحصل الحسد والخصام والافتراءُ والظنون الرديّة ومنازعات أناسٍ فاسدي الذهن وعادمي الحقّ يظنُّون أن التقوى تجارةٌ. تجنَّب مثل هؤُلاءِ."
وفي الختام لنستمع إلى ما قاله المسيح "ولماذا تنظر القَذَى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أم كيف تقول لأخيك دعني أُخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك. يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيداً أن ُتخرج القذى من عين أخيك." ليقوينا الله ويهبنا نعمة لنتبع "البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة." فلا ندين لكي لا نُدان. ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين
منقول للفائدة
Comment