رسالة مفتوحة من كاهن عربي إلى الشيخ يوسف القرضاوي - بقلم الأب الياس زحلاوي
أحييك تحية إيمانية في الله الواحد الأحد، الذي تَدين الأكوان كلها، بوجودها لكلمته المُبدعة، والذي سيقف كل حيّ عاقل بين يديه المباركتين، للحساب، في اللحظة الحاسمة التي لا مفرّ منها.
سيدي: قد يكون لنا الكثير نتبادل الخواطر والدعاء بشأنه، أنت بوصفك رئيساً لرابطة علماء المسلمين في العالم، وأنا بوصفي كاهناً عربياً من سورية. إلا أني أرى اليوم، أن أترك كل ذلك لمن بيده كل شيء، الله عز وجل، لأطرح عليك سؤالاً واحداً فرضَ نفسه عليّ ـ وعلى الكثيرين، دون شك، من العرب والمسلمين في العالم ـ إذ سمعتك تتحدث مرتين، منذ يومين وبالأمس، عبر فضائية الجزيرة، حول ما جرى ويجري في وطني سورية. ذلك بأني وجدت في كلامك عن سورية، تناقضاً صارخاً مع وقفتك الرائعة، منذ شهر ونيّف، في ميدان التحرير، وسط الملايين من أبناء مصر العظيمة. يومذاك، لم تتردد في توجيه الشكر لأبناء مصر من الأقباط المسيحيين، لوقوفهم صفاً واحداً مع إخوانهم المسلمين، في هذه الثورة العظيمة التي لم يشهد لها تاريخ الشعوب مثيلاً، في تنظيمها ووحدتها وسلميّتها ونُبلها وأهدافها.. ولكم كنتَ كبيراً عندما خصصت أبناء مصر من الأقباط المسيحيين،بالشكر، لأنهم قاموا بحماية إخوانهم المسلمين، إذ كانوا يؤدّون الصلاة في ميدان التحرير، حتى كان يوماً مشهوداً، رفعوا فيه الصلوات في آن واحد، وقد تقدم صفوفهم الموحّدة، القرآن الكريم والصليب المقدس، مرفوعين بأيدٍ متشابكة ومؤمنة... ويا لروعة ما جرى يومها، وما قلتَ أنت بالذات!. تُرى، ما الأمر الذي جعلك تتخذ من الأحداث الجارية في سورية، موقفاً مغايراً بالكلّية؟. لِمَ كنت في مصر داعية عظيماً لوحدة القلوب والصفوف والأهداف، بينما أنت، في حديثك عن سورية، تدعو وتكرر الدعوة، لإثارة الفتنة بين المسلمين أنفسهم؟.
سيدي: أتدعو إلى الفتنة بين المسلمين في سورية، وأنت أعلم الناس بما ورد مطلع القرآن الكريم، في سورة البقرة بالذات، من تحذير متكرر بشأن الفتنة، على أنها }أشد من القتل{ (الآية 191)، و}أكبر من القتل{ (الآية 216)؟. أتدعو إلى الفتنة بين المسلمين في سورية، وأنت أدرى الناس بما كان بين المسلمين الفاتحين، يوم بلغوا دمشق، وبين أصحابها المسيحيين، من عهدة عظيمة وفريدة، أقرّت أسساً للعيش المشترك، أتاحت لهم أن يُرسوا قواعد البناء المشترك في نطاق الخلافة والدولة، فانطلقوا من دمشق يفتحون الآفاق، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً؟. أتدعو إلى الفتنة بين المسلمين في سورية، وأنت أدرى الناس بما جاء في العهدة العمرية، تلك الوثيقة الفريدة التي جعلت بعض مؤرخي الغرب أنفسهم، يصفون المسلمين على أنهم (أرحم الفاتحين)؟. أتدعو إلى الفتنة، وأنت ترى ما يحدث من عدوان سافر ومدمّر على العالم الإسلامي كله، من قِبل غرب طغى وتجبّر، وداس جميع الشرائع الإلهية والبشرية؟. أتدعو إلى الفتنة، وأنت ترى الانهيارات المروّعة، التي حدثت وتحدث في العالم العربي كله، بفعل عوامل داخلية وخارجية، من أهمها الصهيونية التي هيمنت على الغرب كله، بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية، فكانت ضحيتها الأولى والكبرى فلسطين، ومن ثم العراق، بينما هي تواصل السعي لتدمير سورية، لأن سورية باتت القلعة العربية الوحيدة الواقفة بكل إباء وشجاعة، في وجه هذا (الطاغوت)؟.
سيدي: هل لك أن تقول لنا ما الذي حدث، فغيّر موقفك السابق والمشرّف، وأنت المسؤول الأعلى بين علماء المسلمين جميعاً؟. ما أجمل ما كنتَ تقول، وسط الملايين من أبناء مصر العظيمة!. وما أبشع ما طلعت علينا به في سورية، يوم غادرت مصر!.
سيدي: سبق لك أن زرت سورية، فهل لي بدعوتك لزيارتها، في هذه الأيام بالذات؟. ستجد سورية، كما كانت دائماً، واسعة القلب والروح، تعيش إخاءً دينياً وإنسانياً، فريداً من نوعه، يشهد لها به كل مَنْ أتاها مؤمناً، إنساناً.. فهلاّ أتيتها، أنت الداعية الأول في الإسلام، عساك تُطلق، من دمشق، دعوة جديدة ومُلحة، إلى جميع الناس، مسلمين ومسيحيين وسواهم، لوقفة حق وعدل ومحبة، تنبع من قلب الله الواحد الأحد، في وجه طغيان منفلت، فقدَ عقله ومرجعيته الإنسانية والروحية، فبات يهدد العالم كله، عاجلاً أم آجلاً، بخراب محتوم!. وإني، إذ أرجو استجابتك لدعوتي هذه، أهديك من دمشق، صادق محبتي واحترامي، وأنا أسأل مَنْ هو وحده الرحمن الرحيم، جلّ جلاله، أن يهدينا جميعاً الصراط المستقيم.
أحييك تحية إيمانية في الله الواحد الأحد، الذي تَدين الأكوان كلها، بوجودها لكلمته المُبدعة، والذي سيقف كل حيّ عاقل بين يديه المباركتين، للحساب، في اللحظة الحاسمة التي لا مفرّ منها.
سيدي: قد يكون لنا الكثير نتبادل الخواطر والدعاء بشأنه، أنت بوصفك رئيساً لرابطة علماء المسلمين في العالم، وأنا بوصفي كاهناً عربياً من سورية. إلا أني أرى اليوم، أن أترك كل ذلك لمن بيده كل شيء، الله عز وجل، لأطرح عليك سؤالاً واحداً فرضَ نفسه عليّ ـ وعلى الكثيرين، دون شك، من العرب والمسلمين في العالم ـ إذ سمعتك تتحدث مرتين، منذ يومين وبالأمس، عبر فضائية الجزيرة، حول ما جرى ويجري في وطني سورية. ذلك بأني وجدت في كلامك عن سورية، تناقضاً صارخاً مع وقفتك الرائعة، منذ شهر ونيّف، في ميدان التحرير، وسط الملايين من أبناء مصر العظيمة. يومذاك، لم تتردد في توجيه الشكر لأبناء مصر من الأقباط المسيحيين، لوقوفهم صفاً واحداً مع إخوانهم المسلمين، في هذه الثورة العظيمة التي لم يشهد لها تاريخ الشعوب مثيلاً، في تنظيمها ووحدتها وسلميّتها ونُبلها وأهدافها.. ولكم كنتَ كبيراً عندما خصصت أبناء مصر من الأقباط المسيحيين،بالشكر، لأنهم قاموا بحماية إخوانهم المسلمين، إذ كانوا يؤدّون الصلاة في ميدان التحرير، حتى كان يوماً مشهوداً، رفعوا فيه الصلوات في آن واحد، وقد تقدم صفوفهم الموحّدة، القرآن الكريم والصليب المقدس، مرفوعين بأيدٍ متشابكة ومؤمنة... ويا لروعة ما جرى يومها، وما قلتَ أنت بالذات!. تُرى، ما الأمر الذي جعلك تتخذ من الأحداث الجارية في سورية، موقفاً مغايراً بالكلّية؟. لِمَ كنت في مصر داعية عظيماً لوحدة القلوب والصفوف والأهداف، بينما أنت، في حديثك عن سورية، تدعو وتكرر الدعوة، لإثارة الفتنة بين المسلمين أنفسهم؟.
سيدي: أتدعو إلى الفتنة بين المسلمين في سورية، وأنت أعلم الناس بما ورد مطلع القرآن الكريم، في سورة البقرة بالذات، من تحذير متكرر بشأن الفتنة، على أنها }أشد من القتل{ (الآية 191)، و}أكبر من القتل{ (الآية 216)؟. أتدعو إلى الفتنة بين المسلمين في سورية، وأنت أدرى الناس بما كان بين المسلمين الفاتحين، يوم بلغوا دمشق، وبين أصحابها المسيحيين، من عهدة عظيمة وفريدة، أقرّت أسساً للعيش المشترك، أتاحت لهم أن يُرسوا قواعد البناء المشترك في نطاق الخلافة والدولة، فانطلقوا من دمشق يفتحون الآفاق، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً؟. أتدعو إلى الفتنة بين المسلمين في سورية، وأنت أدرى الناس بما جاء في العهدة العمرية، تلك الوثيقة الفريدة التي جعلت بعض مؤرخي الغرب أنفسهم، يصفون المسلمين على أنهم (أرحم الفاتحين)؟. أتدعو إلى الفتنة، وأنت ترى ما يحدث من عدوان سافر ومدمّر على العالم الإسلامي كله، من قِبل غرب طغى وتجبّر، وداس جميع الشرائع الإلهية والبشرية؟. أتدعو إلى الفتنة، وأنت ترى الانهيارات المروّعة، التي حدثت وتحدث في العالم العربي كله، بفعل عوامل داخلية وخارجية، من أهمها الصهيونية التي هيمنت على الغرب كله، بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية، فكانت ضحيتها الأولى والكبرى فلسطين، ومن ثم العراق، بينما هي تواصل السعي لتدمير سورية، لأن سورية باتت القلعة العربية الوحيدة الواقفة بكل إباء وشجاعة، في وجه هذا (الطاغوت)؟.
سيدي: هل لك أن تقول لنا ما الذي حدث، فغيّر موقفك السابق والمشرّف، وأنت المسؤول الأعلى بين علماء المسلمين جميعاً؟. ما أجمل ما كنتَ تقول، وسط الملايين من أبناء مصر العظيمة!. وما أبشع ما طلعت علينا به في سورية، يوم غادرت مصر!.
سيدي: سبق لك أن زرت سورية، فهل لي بدعوتك لزيارتها، في هذه الأيام بالذات؟. ستجد سورية، كما كانت دائماً، واسعة القلب والروح، تعيش إخاءً دينياً وإنسانياً، فريداً من نوعه، يشهد لها به كل مَنْ أتاها مؤمناً، إنساناً.. فهلاّ أتيتها، أنت الداعية الأول في الإسلام، عساك تُطلق، من دمشق، دعوة جديدة ومُلحة، إلى جميع الناس، مسلمين ومسيحيين وسواهم، لوقفة حق وعدل ومحبة، تنبع من قلب الله الواحد الأحد، في وجه طغيان منفلت، فقدَ عقله ومرجعيته الإنسانية والروحية، فبات يهدد العالم كله، عاجلاً أم آجلاً، بخراب محتوم!. وإني، إذ أرجو استجابتك لدعوتي هذه، أهديك من دمشق، صادق محبتي واحترامي، وأنا أسأل مَنْ هو وحده الرحمن الرحيم، جلّ جلاله، أن يهدينا جميعاً الصراط المستقيم.
Comment