جان دارك اسمٌ في تاريخ البطولة
أصغر مقاتلة في التاريخ جان داركـــــ
و كنتُ في مكان إعدامي، وشاهدتُ الزبانية يشعلون النيران التي تلتهب، حين يلقون لها بالأخشاب الجافة، ولو كنتُ وسط اللهيب حتى آنذاك؛ فليس لديّ ما يمكن أن أضيفه من أقوال".
جان دارك، شابة فرنسية ألهمت شعبها، وحركت المشاعر الوطنية في الفرنسيين عندما كانت فرنسا تحت الاحتلال البريطاني، وتلك الفتاة سجلت لها اسما في تاريخ المقاومة النسائية، وطرقت دعائم نبذ الاحتلال والاضطهاد بإيمان الحرية ومن ثم أصبحت جزءاً من التاريخ بأبوابه وتفاصيله المختلفة.
تجمع شخصية جان دارك بين الرمز والحقيقة؛ فهي شخصية مميزة ومتوهجة، حساسة، جذابة، ومحبوبة في فرنسا إلى حد القداسة. وبسبب تميّزها هذا؛ فقد جلبت لنفسها متاعبَ كثيرة، وكثر أعداؤها، وخاصة لأنها كانت من عامة الشعب.
وجان دارك... تلك الفتاة الصغيرة البسيطة، شغلت الكتاب والمؤرخين الأوروبيين. ولفتت انتباه الأديب الألماني الشهير (فريدريش شيللر)، خلال مطالعته لتاريخ العصور الوسطى؛ فكتب عنها مسرحيته التي سماها (عذراءُ أورليانز)، وهي دراما رومانسية إنسانية، لم يقصد بها أمة معينة؛ بل عممها لكل الأمم المفككة، التي تسعى لمواجهة الأطماع الخارجية، عن طريق الوحدة.
إن سيرة حياة هذه (القديسة) تدور حول أحداث حرب المئة عام، بين بريطانيا وفرنسا (1337-1453)، وانتهت بخسارة الإنكليز لكل قطاعاتهم في فرنسا.
ولدت جان دارك في عام 1412 في قرية (دومرمي)، التي كانت جزءاً من (بريغاندي)- الولاية المستقلة عن السلطة الفرنسية في ذلك الوقت، لأبٍ مزارع متوسط الحال، اسمه (جون دارك)، وأمها (إيزابيل) التي لقنتها التعاليم الدينية. كانت اسرتها تعتاش على الزراعة، فنبتت جان دارك في حقل التدين والعمل الجاد، وكانت أعمال الزراعة تقتضي ارتداء ملابس رجالية، و في ذلك الوقت يعتبر هذا كفرا وعصيانا.
كان اسمها الحقيقي (جانيت)، وعندما جاءت إلى باريس نادوها (جان). وبينما كانت مشغولة بأمر الحرب، أبلغتها أمها أن والدها قد حلم بها أكثر من مرة، وهي تهرب مع مجموعة من الجند، وأنه تحدث مع إخوتها منذراً: "لو آمنتُ بأن هذه الأحلام ستتحقق، لطلبت منكم إغراقها، وإذا رفضتم فسأغرقها بنفسي"!. وفعلاً تحقق قوله الأخير؛ لأنها أحرقت ورُميت في نهر السين.
تأخذ حياة (جان دارك) شكل الأسطورة، عند بعض الفرنسيين؛ فعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، كانت تسمع أصواتاً تناديها، وتدعوها إلى تحرير بلدها من الاحتلال الإنكليزي (هذا ما أشارت إليه في مذكراتها)؛ فلبت النداء الداخلي، وعملت على تجميع قوات عسكرية، قادتها بنفسها لدحر القوات الإنكليزية، بعد أن تنكرت بزي الرجال!. واستطاعت بهذه الطريقة أن تحصل على نوع من السلطة، التي كان يصعب لامرأةٍ الوصول إليها في تلك الفترة.
خلال نشأة دارك في المنزل الريفي، كان الاستعمار البريطاني يجثم على الأراضي الفرنسية، وكان ملك فرنسا في ذلك الوقت ملكا ضعيفا متخاذلا، فقد اتفق مع ملك بريطانيا أن يزوجه اميرة فرنسية، وإن توفي الملك من دون وريث يحق لبريطانيا أن تضم فرنسا لحكمها، وبعد وفاة الملك شارل السادس، نفى البريطانيون أن يكون وريث الملك ابنا شرعيا، وانتزعوا عنه العرش.
وهكذا كانت حياة جان دارك في ظلمة الاحتلال، في ذلك الوقت، كان عمر دارك لا يتجاوز السابعة عشرة حين ذهبت إلى ملك فرنسا لتطلب منه ان يمدها بالجيوش لتخليص فرنسا، في البداية كان الملك شارل السابع مترددا، وبعد ان سأل عن نشأة جان دارك وطريقة تربيتها، قرر ان يمنحها ذلك الجيش، وبالفعل انتصرت جان دارك واستطاعت ان تقتحم حصون نيوأورليان في 29 ابريل/نيسان ،1429 واضطر بعدها الانجليز للانسحاب بعد خسائر فادحة خاضوها مع دارك.واستطاعت بذلك ان تعيد ملك فرنسا إلى العرش، وتوج الملك في حفل مهيب حضرته هي ولم تكتف بهذا النصر، فسعت نحو باريس إلا أنها اصيبت بسهم، وهنا طلب الملك المتخاذل ان تنسحب الجيوش، تاركا دارك تقع في أسر القوات البريطانية.واقتيدت دارك إلى حصن "بوريفوار" وظلت هناك 8 أشهر، من أجل محاكمة صورية، الهدف منها إعدامها وفي البداية حكمت المحكمة عليها بالسجن المؤبد، بتهمة الإلحاد والسحر وارتداء ملابس الرجال. وبعد 3 أيام من المحاكمة الأولى عادت دارك لارتداء ملابس الرجال العسكرية، فحكمت عليها المحكمة بالإعدام حرقا، وفي 30 مايو/أيار عام 1431م حيث كانت جان دارك في التاسعة عشرة من عمرها، نفذت فيها عقوبة الإعدام.وهكذا غيرت "جان دارك" تاريخ المقاومة في بلادها، وبعد عشرين عاما حكمت المحكمة الفرنسية ببراءتها من التهم الموجهة إليها، واعتبار المحكمة السابقة غير شرعية، وفي هذا الوقت عاد ضمير ملك فرنسا، وأعلن أن دارك ضحت من أجله ومن أجل بلاده، وعلى مر السنوات التي تلت إعدامها ألهمت دارك بشجاعتها ووطنيتها الفرنسيين، في الأدب والشعر والفن
* كانت جان دارك رحيمة عطوفة؛ فحينما انسحب الإنكليز من المدينة، في الخامس من أيار، قالت لرجالها والرقة تعلو وجهها: "لا تلحقوا بهم أي ضرر...". وبقيادتها أحرز الفرنسيون انتصارات باهرة، ونجحت جان دارك في تحقيق رسالتها، وقادت (تشارلز) إلى (ريمز) وشاهدت تتويجه كملك لفرنسا.
* تم القبض عليها حين كانت تقوم بمهمة سرية إلى مدينة (كامبين)، وأسرها البرغانديون، عملاء الاحتلال البريطاني. اقتادوها إلى (ريون) وباعوها للإنكليز، وبعد أن فكت الحصار البريطاني عن مدينة اورليانز. أخبروها أنها ستحرق، بعد أن تتعرض إلى صنوف العذاب؛ فلم تركع، وتذكرت صلب المسيح لتخفف وتسهّل مصابها، وفضلت الموت السريع على الآلام ومعاناة السجن الطويلة.
* حوكمت في محكمة الكنيسة بتهمة الإلحاد والهرطقة والسحر. وصدر قرار الحكم عليها بالحرق؛ فواجهت الحكم صامدة شامخة الرأس، في 30/5/1431.
* قامت السلطات الإنكليزية، وبمشاركة علماء جامعة باريس، بتقييدها إلى خشبةٍ وحرقها، بعد أن أقتيدت إلى قاعة المحكمة وهي مكبلة بالأصفاد والحديد، وكان الحكم بحقها جائراً وبالغ الوحشية.
* قبل حرقها، قيدوها إلى شجرة ومزقوا جسدها وهي في عمر الورود؛ فقالت لهم: "لو كنتُ في مكان إعدامي، وشاهدتُ الزبانية يشعلون النيران التي تلتهب، حين يلقون لها بالأخشاب الجافة، ولو كنتُ وسط اللهيب حتى آنذاك؛فليس لديّ ما يمكن أن أضيفه من أقوال".
أصغر مقاتلة في التاريخ جان داركـــــ
و كنتُ في مكان إعدامي، وشاهدتُ الزبانية يشعلون النيران التي تلتهب، حين يلقون لها بالأخشاب الجافة، ولو كنتُ وسط اللهيب حتى آنذاك؛ فليس لديّ ما يمكن أن أضيفه من أقوال".
جان دارك، شابة فرنسية ألهمت شعبها، وحركت المشاعر الوطنية في الفرنسيين عندما كانت فرنسا تحت الاحتلال البريطاني، وتلك الفتاة سجلت لها اسما في تاريخ المقاومة النسائية، وطرقت دعائم نبذ الاحتلال والاضطهاد بإيمان الحرية ومن ثم أصبحت جزءاً من التاريخ بأبوابه وتفاصيله المختلفة.
تجمع شخصية جان دارك بين الرمز والحقيقة؛ فهي شخصية مميزة ومتوهجة، حساسة، جذابة، ومحبوبة في فرنسا إلى حد القداسة. وبسبب تميّزها هذا؛ فقد جلبت لنفسها متاعبَ كثيرة، وكثر أعداؤها، وخاصة لأنها كانت من عامة الشعب.
وجان دارك... تلك الفتاة الصغيرة البسيطة، شغلت الكتاب والمؤرخين الأوروبيين. ولفتت انتباه الأديب الألماني الشهير (فريدريش شيللر)، خلال مطالعته لتاريخ العصور الوسطى؛ فكتب عنها مسرحيته التي سماها (عذراءُ أورليانز)، وهي دراما رومانسية إنسانية، لم يقصد بها أمة معينة؛ بل عممها لكل الأمم المفككة، التي تسعى لمواجهة الأطماع الخارجية، عن طريق الوحدة.
إن سيرة حياة هذه (القديسة) تدور حول أحداث حرب المئة عام، بين بريطانيا وفرنسا (1337-1453)، وانتهت بخسارة الإنكليز لكل قطاعاتهم في فرنسا.
ولدت جان دارك في عام 1412 في قرية (دومرمي)، التي كانت جزءاً من (بريغاندي)- الولاية المستقلة عن السلطة الفرنسية في ذلك الوقت، لأبٍ مزارع متوسط الحال، اسمه (جون دارك)، وأمها (إيزابيل) التي لقنتها التعاليم الدينية. كانت اسرتها تعتاش على الزراعة، فنبتت جان دارك في حقل التدين والعمل الجاد، وكانت أعمال الزراعة تقتضي ارتداء ملابس رجالية، و في ذلك الوقت يعتبر هذا كفرا وعصيانا.
كان اسمها الحقيقي (جانيت)، وعندما جاءت إلى باريس نادوها (جان). وبينما كانت مشغولة بأمر الحرب، أبلغتها أمها أن والدها قد حلم بها أكثر من مرة، وهي تهرب مع مجموعة من الجند، وأنه تحدث مع إخوتها منذراً: "لو آمنتُ بأن هذه الأحلام ستتحقق، لطلبت منكم إغراقها، وإذا رفضتم فسأغرقها بنفسي"!. وفعلاً تحقق قوله الأخير؛ لأنها أحرقت ورُميت في نهر السين.
تأخذ حياة (جان دارك) شكل الأسطورة، عند بعض الفرنسيين؛ فعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، كانت تسمع أصواتاً تناديها، وتدعوها إلى تحرير بلدها من الاحتلال الإنكليزي (هذا ما أشارت إليه في مذكراتها)؛ فلبت النداء الداخلي، وعملت على تجميع قوات عسكرية، قادتها بنفسها لدحر القوات الإنكليزية، بعد أن تنكرت بزي الرجال!. واستطاعت بهذه الطريقة أن تحصل على نوع من السلطة، التي كان يصعب لامرأةٍ الوصول إليها في تلك الفترة.
خلال نشأة دارك في المنزل الريفي، كان الاستعمار البريطاني يجثم على الأراضي الفرنسية، وكان ملك فرنسا في ذلك الوقت ملكا ضعيفا متخاذلا، فقد اتفق مع ملك بريطانيا أن يزوجه اميرة فرنسية، وإن توفي الملك من دون وريث يحق لبريطانيا أن تضم فرنسا لحكمها، وبعد وفاة الملك شارل السادس، نفى البريطانيون أن يكون وريث الملك ابنا شرعيا، وانتزعوا عنه العرش.
وهكذا كانت حياة جان دارك في ظلمة الاحتلال، في ذلك الوقت، كان عمر دارك لا يتجاوز السابعة عشرة حين ذهبت إلى ملك فرنسا لتطلب منه ان يمدها بالجيوش لتخليص فرنسا، في البداية كان الملك شارل السابع مترددا، وبعد ان سأل عن نشأة جان دارك وطريقة تربيتها، قرر ان يمنحها ذلك الجيش، وبالفعل انتصرت جان دارك واستطاعت ان تقتحم حصون نيوأورليان في 29 ابريل/نيسان ،1429 واضطر بعدها الانجليز للانسحاب بعد خسائر فادحة خاضوها مع دارك.واستطاعت بذلك ان تعيد ملك فرنسا إلى العرش، وتوج الملك في حفل مهيب حضرته هي ولم تكتف بهذا النصر، فسعت نحو باريس إلا أنها اصيبت بسهم، وهنا طلب الملك المتخاذل ان تنسحب الجيوش، تاركا دارك تقع في أسر القوات البريطانية.واقتيدت دارك إلى حصن "بوريفوار" وظلت هناك 8 أشهر، من أجل محاكمة صورية، الهدف منها إعدامها وفي البداية حكمت المحكمة عليها بالسجن المؤبد، بتهمة الإلحاد والسحر وارتداء ملابس الرجال. وبعد 3 أيام من المحاكمة الأولى عادت دارك لارتداء ملابس الرجال العسكرية، فحكمت عليها المحكمة بالإعدام حرقا، وفي 30 مايو/أيار عام 1431م حيث كانت جان دارك في التاسعة عشرة من عمرها، نفذت فيها عقوبة الإعدام.وهكذا غيرت "جان دارك" تاريخ المقاومة في بلادها، وبعد عشرين عاما حكمت المحكمة الفرنسية ببراءتها من التهم الموجهة إليها، واعتبار المحكمة السابقة غير شرعية، وفي هذا الوقت عاد ضمير ملك فرنسا، وأعلن أن دارك ضحت من أجله ومن أجل بلاده، وعلى مر السنوات التي تلت إعدامها ألهمت دارك بشجاعتها ووطنيتها الفرنسيين، في الأدب والشعر والفن
* كانت جان دارك رحيمة عطوفة؛ فحينما انسحب الإنكليز من المدينة، في الخامس من أيار، قالت لرجالها والرقة تعلو وجهها: "لا تلحقوا بهم أي ضرر...". وبقيادتها أحرز الفرنسيون انتصارات باهرة، ونجحت جان دارك في تحقيق رسالتها، وقادت (تشارلز) إلى (ريمز) وشاهدت تتويجه كملك لفرنسا.
* تم القبض عليها حين كانت تقوم بمهمة سرية إلى مدينة (كامبين)، وأسرها البرغانديون، عملاء الاحتلال البريطاني. اقتادوها إلى (ريون) وباعوها للإنكليز، وبعد أن فكت الحصار البريطاني عن مدينة اورليانز. أخبروها أنها ستحرق، بعد أن تتعرض إلى صنوف العذاب؛ فلم تركع، وتذكرت صلب المسيح لتخفف وتسهّل مصابها، وفضلت الموت السريع على الآلام ومعاناة السجن الطويلة.
* حوكمت في محكمة الكنيسة بتهمة الإلحاد والهرطقة والسحر. وصدر قرار الحكم عليها بالحرق؛ فواجهت الحكم صامدة شامخة الرأس، في 30/5/1431.
* قامت السلطات الإنكليزية، وبمشاركة علماء جامعة باريس، بتقييدها إلى خشبةٍ وحرقها، بعد أن أقتيدت إلى قاعة المحكمة وهي مكبلة بالأصفاد والحديد، وكان الحكم بحقها جائراً وبالغ الوحشية.
* قبل حرقها، قيدوها إلى شجرة ومزقوا جسدها وهي في عمر الورود؛ فقالت لهم: "لو كنتُ في مكان إعدامي، وشاهدتُ الزبانية يشعلون النيران التي تلتهب، حين يلقون لها بالأخشاب الجافة، ولو كنتُ وسط اللهيب حتى آنذاك؛فليس لديّ ما يمكن أن أضيفه من أقوال".
Comment