فيكتور اميل فرانكل ، (26 مارس 1905 - سبتمبر ، 1997)
طبيب الأمراض العصبية والنفسية النمساوية ، وكذلك أحد الناجين من المحرقة. فرانكل كان أحد مؤسسي العلاج بالمعنى والعلاج النفسي الوجودي وطريقة العلاج النفسي من العثور على معنى ، حتى في أكثرالبيئات انحطاطا ، وبالتالي يشكل سببا للاستمرار في الحياة. وأهمية العمل والحرية والهدف وتحمل المسؤوليه ومن مؤلفاته الانسان يبحث عن المعنى.
مقاطع أعجبتني من الكتاب ..
لاول مرة في حياتي ارى حقيقة كما يتغنى بها الكثير من الشعراء , وكما ينادي بها الكثير من المفكرين على انها الحكمة النهائية. الحقيقة.. بان الحب هو الهدف الغائي والاسمى الذي ينبغي ان يفصح عنه الشعر الانساني والفكر الانساني والايمان الانساني:ان خلاص الانسان هو من خلال الحب وفي الحب. لقد فهمت كيف ان الانسان , الذي لم يتبق له شيئ في هذه الدنيا , لا يزال يعرف السعادة , ولكن للحظة قصيرة فقط, من خلال التأمل والتفكير في المحبوب.
انني لا اعرف ما إذا كانت لا تزال زوجتي على قيد الحياة, ولكني اعرف شيئا واحدا فقط وهو ما اعرفه الان جيد.. هو ان الحب يذهب الى ما هو ابعد في غايته من الشخص البدني للمحبوب. هذا الحب يجد معناه الاعمق في الوجود الروحي لهذا الشخص المحبوب, أي في ذاته الداخليه .وسواء أكان الشخص بالفعل حاضرا او غير حاضر, وسواء اكان لا يزال على قيد الحياة ام لا فان هذه امور تفقد في ذاتها بعض اهميتها.
لم اكن اعرف ما اذا كانت زوجتي على قيد الحياة ام لا كما انني لم املك الوسائل التي بها يمكن ان اعرف ذلك .. ففي خلال كل حياتي بالسجن انقطعت كل مراسلاتنا ولم يكن هناك بريد يرد الينا خارج السجن كما اننا لم نكن نستطيع ارسال خطابات. ولكن فقد كل ذلك اهميته في تلك اللحظة. فلم تعد بي حاجة الى ان اعرف ما يجري , فليس هناك من شيئ يستطيع ان ينال من قوة حبي , ومن افكاري , ومن صورة محبوبي. ولو كنت قد عرفت عندئذ ان زوجتي قد ماتت, فانني كنت استمر اطلق العنان لنفسي . غغير مضطربة بتلك المعرفة, وكنت استرسل في ذلك التامل في صورتها , وفي التحدث العقلي معها باسلوب يتسم بالحياة والحيوية والاشباع. فالحب هو الخاتم الذي يبصم نفسه على القلب وهو في قوته كالموت.
وقفنا خارج الكوخ, وابصرنا السحب تتقد في الغروب , والسماء كلها تتألق بالسحب التي يتغير اشكالها وانواعها باستمرار , ومن اللون الازرق المشوب بالرمادي الى اللون الاحمر الدموي. اما منظر الطين الكئيب فقد اعطى تناقضا حادا ,حيث كانت المستنقعات المنتشرة على ارض الطينية تعكس السماء المتألقة .وبعد دقائق من الصمت ,قال سجين لآخر . كم يمكن ان تكون الدنيا جميلة!
المعاناة حالة نسبية .. ان محاولة تنمية روح المرح وروؤية الاشياء من منظور مرح يعتبر نوعا من الحيل المتعلمة من خلال التمكن من فن الحياة . إلا انه من الممكن ان يجري التدرب على فن الحياة حتى ولو كان في معسكر الاعتقال, رغم ان المعاناة موجودة في كل مكان. ويمكننا ان نشبه معاناة الانسان بما يفعله الغاز. فلو ان كمية معينةمن الغاز جرى ضخها في حجرة فارغة, فانها سوف تملأ الحجرة كلية بالتساوي, بصرف النظر عن حجم الحجرة. وعلى هذا النحو فان المعاناة تغمر الروح الانسانية كلها والعقل الواعي باكمله , بصرف النظر عما اذا كانت المعاناة كبيرة ام صغيرة. حجم المعاناة الانسانية اذن مسالة نسبية تماما.
رجلا ايرانيا غنيا وجبارا كان يسير ذات مرة في حديقته مع احد خدمه
صاح الخادم بانه يوجه لتوه الموت ,الذي كان يهدده.وتوسل الى سيده ان يعطيه اسرع حصان عنده حتى يستطيع ان يسرع بالفرار الى طهران,التي يمكن ان يصلها في نفس ذلك المساء. وافق السيد وامتطى الخادم صهو الحصان الذي اعطاه اياه,واخذ يعدو به بسرعة .وعند عودته الى المنزل,كان السيد نفسه يواجه الموت,ويساله لماذا ترهب خادمي وتهدده؟ فقال الموت للسيد..اني لم اهدهه,ولكني منهدش فقط من اني لا ازال اجده هنا حينما عزمت على لقائه هذه الليلة في طهران.
اعتقد ان القديسين لم يشغلهم ببساطة امر سوى خدمة الله, واني اشك في ان اذهانهم قد شغلت حينذاك بالرغبة في ان يصحبو قديسين. واذا كان الامر كذلك فانهم يصيرون اشخاصا كماليين اكثر من ان يصيروا قديسين.
اني لاشك فيما اذا كان طبيبا يستطيع الاجابة على هذا السؤال بعبارات عامة.. (معنى الحياة) ويرجع ذلك الى ان معنى الحياة يختلف من شخص لاخر ,وعند الشخص الواحد من يوم ليوم,ومن ساعة الى اخرى. اذن ,فان ما يشغل بالنا ليس هو معنى الحياة بصفة عامة, ولكن الذي يهمنا هو المعنى الخاص للشخص عن الحياة في وقت معين.فوضع السؤال في عبارات عامة اشبه بسؤال نوجهه الى بطل من ابطال الشطرنج حين نطلب منه ان يعين افضل حركة او افضل طريقة في العالم. لنقل قطع الشطرنج .والجواب ببساطة انه لا يوجد مثل ذالك الشيء كحركة افضل او حتى كحركة جيدة دون ان تكون ذات علاقة بموقف معين في مباراة معينة ودون ان تكون ذات علاقة بالشخصية الميزة لللاعب الخصم.يصدق ذلك ايضا على الوجود الانساني لذا ينبغي ألا نبحث عن معنى مجرد للحياة.
فلكل فرد مهنته الخاصة او رسالته الخاصة في الحياة التي تفرض عليه مهاما محدودة عليه ان يقوم بتحقيقها.وفي ذلك لا يمكن ان يحل شخص محل شخص اخر , كما ان حياته لا يمكن ان تتكرر ومن ثم , تعتبر مهمة اي شخص في الحياة مهمة فريدة مثلها تعتبر فرصته الخاصة في تحقيقها فريدة كذلك.
حين نعلن ان الانسان مخلوق مسؤؤل, وينبغي ان يحقق المعنى الكامن لحياته, اود ان اؤكد على ان المعنى الحقيقي للحياة انما يوجد في العالم الخارجي اكثر مما هو في داخل الانسان او في تكوينه النفسي ذاته, كما لو اننا في نظام مغلق. وتعني هذه العبارة ان الهدف الحقيقي للوجود الانساني لا يمكن ان يوجد فيما يسمى بتحقيق الذات . فالوجود الانساني هو بالضرورة تسام بالذات وتجاوز لها اكثر من ان يكون تحقيقا للذات. وتحقيق الذات ليس هدفا ممكنا على الاطلاق,وذلك لسبب بسيط وهو انه بقدر ما يسعى الانسان اليه, بقدر ما يخفق في الوصول اليه. والى الحد الذي يلتزم فيه الانسان بتحقيق معنى لحياته, فانه بهذا الحد ايضا يحقق ذاته. وبعبارة اخرى لا يمكن التوصل الى تحقيق الذات اذا جعله الشخص كغاية في حد ذاته, ولكن يكون هذا ممكنا اذا نظر اليه كأثر جانبي للتسامي بالذات فقط.
ان المعاناة تتوقف عن ان تكون معاناة بشكل ما في اللحظة التي تكتسب فيها المعاناة معنى, مثل معنى التضحية
من المبادئ اساسية للعلاج بالمعنى ان الاهتمام الرئيسي عند الانسان لا يكون هو الحصول على اللذة او تجنب الالم, وانما يكون بان يرى معنى في
حياته . وهذا هو السبب في ان الانسان مستعد للمعاناة ,شريطة ان يكون لمعانته معنى.
سؤال الزملاء كان عل سنبقى احياء بعد المعسكر؟
لان اذا لم يكن الامر كذلك فكل هذه المعاناة بلا معنى . اما السؤال الذي كان يشغلني انا , فهو هل لكل هذه المعاناة ولهذا الموت من حولنا معنى؟ أنه , اذا لم يكن الامر كذلك , فلن يكون هناك معنى للبقاء , لان الحياة التي يتوقف معناها على تلك الاحداث العارضة .. مثل ما اذا كان السجين سوف يفر من المعسكر ام لا .. لا تكون جديرة العيش على الاطلاق.
ذات مرة حولت الى عيادتي سيدة بعد اقدامها على محاولة لللانتحار,وكانت اما لولد توفى عن عمر يناهز الاحدى عشر عاما.دعاها زميلي الدكتور كوكوريك لكي تنضم الى مجموعة علاجية. وحدث اني دخلت الى حجرة العيادة التي يجري فيها علاج بالمسرحيات النفسية .وكانت حينئذ تحكي قصتها ..فقالت انها عند موت ولدها ,تُركت وحيدة مع ولد اخر اكبر منه سنا, وكان كسيحا يعاني من شلل اطفال .وكان هذا الولد المسكين ينتقل علىى كرسي متحرك.و الا ان الام قد تمردتت ضدد هذه المعاناة. ولكنها حين حاولت ان تنتحر مع ابنها كان هذا الابن الكسيح هو الذي منعها من ان تفعل ذلك , ذلك انه احب ان يبقى على قيد الحياة! فلقد ظلت الحياة بالنسبة له, ذات معنى.
ولماذا لم تكن هكذا بالنسبة لامه؟ كيف يمكن ان يظل لحياتها معنى؟ وكيف نستطيع ان نساعدها على ان تصبح واعية بهذا المعنى؟
اشتركت في المناقشة بطريقة ارتجالية, واخذت اسأل سيدة اخرى في المجموعة. سالتها كم عمرها فأجابت .ثلاثين عاما . فقلت لها لا ليس عمرك ثلاثين عاما ولكنه ثمانون عاما ثم انك ترقدين على فراش الموت.
والان عليك ان تعودي بذهنك الى ماضي حياتك ..كانت حياتك رغم انها ذاخرة بالنجاح المادي والمركز الاجتماعي الا انها كانت خالية من اطفال لك. ثم دعوتها الى ان تتخيل شعورها في هذا الموقف . ماذا ستفكر في هذا الموقف ؟ ما الذي ستقوله لنفسها؟ لاقتبس ما قالته بالفعل من واقع شريط جرى تسجيله اثناء تلك الجلسة.
عجبا لقد تزوجت من مليونير وكانت حياتي سهلة ذاخرة بالثروة, واخذت اعب من الحياة !
صرت اداعب الرجال و اعذبهم! لكن عمري الان ثمانون عاما وليس لدي طفل . واني الان انظر الى حياتي الماضية كامراة عجوز , ولا استطيع ان ارى من اجل ماذا كانت كل حياتي , وفي الواقع كما ينبغي ان اقول, حياتي كانت خيبة وفشل.
بعد ذلك دعوت ام الولد الكسيح لكي تتخيل نفسها, كما فعلت السيدة الاولى , وتعود بذاكرتها الى حياتها الماضية. ولنستمع الى ما قالته كما هو مسجل على الشريط.. لقد كنت اتوق الى ان يكون عندي اطفال , وقد تحققت هذه الرغبة لي, ورزقت بولدين , ولكن ولدا منهما قد توفى, وكان الاخر ولدا كسيحا كان ينبغي ان ارسله الى احدى المؤسسات هذا اذا لم اكن قد اهتممت برعايته. ولكن رغم انه كسيح وعاجز , الا انه ولدي قبل كل شيئ لذا كان علي ان اوفر له حياة مكتملة طيبة ملائمة له,وان اجعل منه كائنا انسانيا افضل. عند هذه اللحظة انفجرت السيدة بالدموع والبكاء واستمرت تقول.. بالنسبة لي ,استطيع ان اجول بذاكرتي في حياتي الماضية برضاء وقناعة وسلام ..لاني استطيع ان اقول ان حياتي كانت ذاخرة بالمعنى, واني قد حاولت جاهدة تحقيق هذا المعنى فيها لقت بذلت قصاري جهدي ..لقد بذلت كل ما في جهدي في سبيل ولدي.فلم تكن حياتي فشلا .
كانت تنظر الى حياتها كما لو كانت تنظر اليها من فراش الموت, ولكنها صارت فجأة قادرة على ان ترى معنى في حياتها يتضمن حتى كل معاناتها.
وهاد أروع مقطع عجبني كتييييير
ليس هناك ما يمكن تصوره من حيث تأثيره الحتمي في الانسان اكثر من ان نتركه بدون ابسط درجة من درجات الحرية.
ذلك ان بقية من بقايا الحرية,مهما كانت محدودة,تبقى للانسان في الحالات العصابية وحتى الذهانية
ومعنى ذلك في الواقع, ان المحور الاعمق من شخصية المريض لا يتأثر حتى بالمرض العقلي. وبهذه المناسبة اتذكر شخصا كان يبلغ من العمر ستين عاما وكان يتردد علي طلبا للعلاج بسبب هلوساته السمعية التي استمرت معه لسنوات طويلة. وقد وجدت نفسي حينذاك أمام شخصية محطمة. ذلك ان كل فرد في بيئته كان حينذاك يعتبره معتوها. ومع ذلك فأنه يصعب تصور ما كان يشع من هذا الشخص من فتنة خلابة ومن جمال راق! كان يريد حينما كان طفلا ان يكون قسيسا. ومع ذلك فقد كان راضيا بالبهجة الوحيدة التي كان يخبرها, وهي اشتراكه في فرقة الانشاد الديني بالكنيسة في صباح ايام الآحاد. و الان , تقول اخته التي صاحبته انه في بعض الاحيان كان يصير متهيجا وثائرا للغاية, الا انه في اللحظة الاخيرة كان قادرا دائما على ان يسترد ضبطه لذاته.
وقد صرت مهتما بالديناميات النفسية الكامنة وراء الحالة, لاني اعتقدت ان عند هذا المريض تثبيت قوي على اخته, لذا سألته كيف تأتي له ان يسترد ضبطه لذاته وسألته , (لآجل من تفعل ذلك؟) , هنا كانت وقفة لبضع ثوان ثم أجاب المريض , من أجل الله .
وفي ذلك الوقت, كشف عمق شخصيته عن حقيقتها , وقد اميط اللثام في قاع هذا العمر بصرف النظر عن فقر عطائه الذهني , عن حياة دينية حقيقية اصيلة.
فثمة مريض عقلي غير قابل للشفاء قد يفقد كل ما يرجى منه من نفع وفائدة ,إلا انه لا يزال يحتفظ بعزته وكرامته وقيمته ككائن انساني. وتلك هي فلسفتي في الطب النفسي . وبدونها ينبغي ألا اتصور انه يجدر لي ان اكون طبيبا نفسيا. لاجل من؟ هل يكون هذا فقط من اجل ماكينة العقل المتعطلة التي لا يمكن اصلاحها؟ فاذا لم يكن الانسان بالفعل اكثر واعظم من مجرد هذه الماكينة , لاستحق القتل الرحيم.
تحقيق الذات ليس هو الغاية القصوى عند الانسان, ولاحتى مقصده الاول. ذلك ان تحقيق الذات ,اذا صار غاية في حد ذاته فأنه يتعارض مع خاصية تجاوز الذات او التسامي بالذات وهي الخاصية المميزة للوجود الانساني.وبالاضافة الى ذالك, فأن تحقيق الذات ما هو الا نتيجة او اثر , أي نتيجة او اثر لتحقيق المعنى, وينبغي ان يظل تحقيق الذات هكذا. ذلك أن الانسان لا يحقق ذاته الا بمقدار تحقيقه لمعنى في هذا العالم. وعلى العكس من ذلك, اذا شرع الفرد في تحقيق ذاته بدلا من ان يحقق معنى من المعاني, فان تحقيق الذات سوف يفقد مبرراته في الحال.
لايستطيع الانسان ان يعقد العزم على ان تكون عنده ارادة.
.................................................. .................................................. ....
بأختصار ...مضمون الكتاب مقسم لقسمين تقريبا , أول شي بيحكي الكاتب عن وضعو بالسجن وقت الحرب وكيف كان الوضع مآساوي وتعيس
و بعدين بيحكي وقت خرج من السجن كيف كانت حياتو . ..وبيحكي متل ما شفنا بالمقاطع عن العلاج و عن ردات فعل الانسان باللوقت الي يخسر فيه كل شي حتى الامل .
سامحوني اذا كان في أخطاء املائية أو غيرا بالمقاطع ..بس كتبتا عالسريع
لتحميل الكتاب ..الانسان يبحث عن المعنى
http://www.4shared.com/office/zJ-nwclF/____.htm