السيدة اسماء الأسد
(( ا- د: سيمون عساف))
لا أعرفها أصلا، ولا غاية لي في معرفتها، إلا أنني أفتخر بها سيدة ثقيفة لائقة وإنسانة ممَيّزة بالقلب
والقالب. أكتب فيها وعنها لأنها امرأة لافتة، إنها السيّدة أسما الأسد الرئيسة الأولى لسوريا. وأنا أفتح البريد
الألكتروني طالعتني بمشهد استقبالها "جوقة الفرح" مع الأب الياس حلاوه على ما أعتقد. إنها جوقة
مسيحية سورية مُعَدّة للتراتيل الدينية والدنيوية إذا اقتضت الحاجة. لفتتني السيدة أسما وهي تخاطب
الفتيات والفتيان وترحب بأبناء بلادها مسرورة معتزة مغبوطة. إضافة الى الرشاقة في الامتشاق والوقفة في
الرصانة والليونة في المنطق، إنها تُلِم بشوؤن وشجون شعبها الحاملة بحكم موقعها همومه والغموم وعلى
عاتقها تبعة مستقبله. نعم إنها امرأة الدكتور بشّار الأسد رئيس جمهورية سوريا البلد العربي بامتياز. تكلمت
السيّدة أسما الأسد عن الفسيفساء في لوحة الوطن السوري عالمة أن شرائح مجتمعها هي من مُكوِّنات
تركيبة الوطن. لم يزلق لها لسان ولم تتعثر بالحروف أو تبحث عن الكلمات بل بعفوية مطلقة توجهت واثقة في
ما تقول الى أجيال سوريا الطالعة. لا أخفي ذهلي وإعجابي بها وكم تمنيت لو كان عندنا مسؤولات من هذا
الطراز وهذا المستوى. كيف لا تكون موضوع فخر واعتزاز وسؤدد وهي تنتصب مُحاطة بهالة من الوقار تزينها
الطلاقة والطلاوة والحلاوة؟ ليت لنا أن نترقى في لبنان ونحوز على مثل هذه القماشة الأصيلة. "جوقة الفرح"
كَنَسيَّة مؤلفة من عناصر بشرية يافعة، تلتزم بالأيمان المسيحي وتزور رئيسة بلادها مغمورة بالبُشر
والطمأنينة والسلام دون خوف أو قلق على مصير في المسار والمسير الحياتي الواعد. أمام الواقع الملحوظ
الذي ظهرت فيه السيدة السورية العربية الأولى أسما بشّار الأسد في ترحابها ب"جوقة الفرح"، قلبت
المقاييس في ذهني وفرضت احترامها عليَّ وعلى كل سامع وراءٍ من خلال كيفية تعاطيها مع مواطنيها
بصرف النظر عن الانتماء والقومية والمعتقد. خطابها موضوعي رائع يحكي عن الفن المُبردخ شخصية الفرد وعن
الخدمة المتفانية التي تصب في مصلحة الوطن. آه ما أحوجنا نحن اللبنانيين المدعين الحضارة الى هذا العيار
من النساء الفضيلات الفاضلات وهذا الارتقاء المتصاعد حتى بلوغ السمو السويّ. أجل نحن في بلد الأرز
يضربنا المرض الطائفي المتجذر حتى نخاع العظام، وتبلونا غريزة إلغاء الأخرين لنبقى وحدنا فنشنّها حربا
شعواء خابطين خبط عشواء في صحارينا اليابسة.
لا يخدعنّ أحدٌ أحداً فيطمس علّتنا الناشبة في أعاميقنا الرامية الى استئثار المعرفة والفن والعلوم والفلسفة
وحصرها في فئة تعتبر أن لا لغيرها حق في ناموس التقدم والانفتاح وقاموس التطور والازدهار. أليس لكل
مخلوق حق في الحياة فوق هذا الأديم؟ فلماذا إذاً هذا الاستشراس لافتراس بعضنا البعض وقد تستحي من
الضواري في الغابات؟ هل من يتخذ الدروس والعبر من السيّدة أسما الأسد فيرتاد قممها الشامخة ويقوِّم
انفتاحها على فئات وطنها زد على سعة اطلاعها ومعاملة مواطنيها بالحُسنى على قدم المساواة؟ أية
معادلات بعد تضاهيها والسلوك لا غبار عليه والأسلوب ما من سلاسة توازيه؟ هنيئا لنا بها سيّدة عربية
ظريفة نظيفة شريفة تُعد لبلدها الصُلاح بإخلاص للخلاص والإصلاح من مفاسد هذا العصر. وما القول في
الكاهن الجليل الذي يهتم ب"جوقة الفرح" الأب الياس حلاوي وهي تقلّد صدره الوسام تقديرا لنشاطه وجهده
في سبيل الإلفة والتآخي والأمان بين أبناء الأمّة؟ كاهن مخضرم فَطين أنضجته التجاريب فبات يعي خطورة
الانزلاق في متاهات الاوضاع القائمة ويُحسن النطق بلغة التعايش قناعة منه بأن عقد الصِلات بالمسؤولين
بحكم رسالته الكهنوتية الراعوية هو من صميم تعاليم الكنيسة ومشورات الانجيل، فينال الإكرام على مساعيه
المحمودة وموضوعيته المنزّهه. إن الكاهن هو الجدير بخلافة الخالق على الأرض في حين عرف ابتكار التآلف
لملء فراغ التاريخ في المجتمعات المتصارعة. فيا سيدة الأخلاق والثقافة والانفتاح والأدب، أيتها الرئيسة
الهادية إنسانية الإنسان في مشرق غاطس بالعتمات، لك من راهب لبناني ألف تحية على ما تفعلين وبورك
بك. نعم إنك ملاك السلام لا في سوريا وحسب، لكن في مدار المشرق العربي المحتاج الى مثيلاتك رزانة
وروية وحكمة. حفظك الله قدوة حسنة ومثالا يُحتذى، ودمت الرائدة لكل مسترشد ينهد صوب قيامة ذاته
وتجدُّدها وكمالها.
:
المقالة كاملة
السيدة اسماء الأسد
(( ا- د: سيمون عساف))
لا أعرفها أصلا، ولا غاية لي في معرفتها، إلا أنني أفتخر بها سيدة ثقيفة لائقة وإنسانة ممَيّزة بالقلب
والقالب. أكتب فيها وعنها لأنها امرأة لافتة، إنها السيّدة أسما الأسد الرئيسة الأولى لسوريا. وأنا أفتح البريد
الألكتروني طالعتني بمشهد استقبالها "جوقة الفرح" مع الأب الياس حلاوه على ما أعتقد. إنها جوقة
مسيحية سورية مُعَدّة للتراتيل الدينية والدنيوية إذا اقتضت الحاجة. لفتتني السيدة أسما وهي تخاطب
الفتيات والفتيان وترحب بأبناء بلادها مسرورة معتزة مغبوطة. إضافة الى الرشاقة في الامتشاق والوقفة في
الرصانة والليونة في المنطق، إنها تُلِم بشوؤن وشجون شعبها الحاملة بحكم موقعها همومه والغموم وعلى
عاتقها تبعة مستقبله. نعم إنها امرأة الدكتور بشّار الأسد رئيس جمهورية سوريا البلد العربي بامتياز. تكلمت
السيّدة أسما الأسد عن الفسيفساء في لوحة الوطن السوري عالمة أن شرائح مجتمعها هي من مُكوِّنات
تركيبة الوطن. لم يزلق لها لسان ولم تتعثر بالحروف أو تبحث عن الكلمات بل بعفوية مطلقة توجهت واثقة في
ما تقول الى أجيال سوريا الطالعة. لا أخفي ذهلي وإعجابي بها وكم تمنيت لو كان عندنا مسؤولات من هذا
الطراز وهذا المستوى. كيف لا تكون موضوع فخر واعتزاز وسؤدد وهي تنتصب مُحاطة بهالة من الوقار تزينها
الطلاقة والطلاوة والحلاوة؟ ليت لنا أن نترقى في لبنان ونحوز على مثل هذه القماشة الأصيلة. "جوقة الفرح"
كَنَسيَّة مؤلفة من عناصر بشرية يافعة، تلتزم بالأيمان المسيحي وتزور رئيسة بلادها مغمورة بالبُشر
والطمأنينة والسلام دون خوف أو قلق على مصير في المسار والمسير الحياتي الواعد. أمام الواقع الملحوظ
الذي ظهرت فيه السيدة السورية العربية الأولى أسما بشّار الأسد في ترحابها ب"جوقة الفرح"، قلبت
المقاييس في ذهني وفرضت احترامها عليَّ وعلى كل سامع وراءٍ من خلال كيفية تعاطيها مع مواطنيها
بصرف النظر عن الانتماء والقومية والمعتقد. خطابها موضوعي رائع يحكي عن الفن المُبردخ شخصية الفرد وعن
الخدمة المتفانية التي تصب في مصلحة الوطن. آه ما أحوجنا نحن اللبنانيين المدعين الحضارة الى هذا العيار
من النساء الفضيلات الفاضلات وهذا الارتقاء المتصاعد حتى بلوغ السمو السويّ. أجل نحن في بلد الأرز
يضربنا المرض الطائفي المتجذر حتى نخاع العظام، وتبلونا غريزة إلغاء الأخرين لنبقى وحدنا فنشنّها حربا
شعواء خابطين خبط عشواء في صحارينا اليابسة.
لا يخدعنّ أحدٌ أحداً فيطمس علّتنا الناشبة في أعاميقنا الرامية الى استئثار المعرفة والفن والعلوم والفلسفة
وحصرها في فئة تعتبر أن لا لغيرها حق في ناموس التقدم والانفتاح وقاموس التطور والازدهار. أليس لكل
مخلوق حق في الحياة فوق هذا الأديم؟ فلماذا إذاً هذا الاستشراس لافتراس بعضنا البعض وقد تستحي من
الضواري في الغابات؟ هل من يتخذ الدروس والعبر من السيّدة أسما الأسد فيرتاد قممها الشامخة ويقوِّم
انفتاحها على فئات وطنها زد على سعة اطلاعها ومعاملة مواطنيها بالحُسنى على قدم المساواة؟ أية
معادلات بعد تضاهيها والسلوك لا غبار عليه والأسلوب ما من سلاسة توازيه؟ هنيئا لنا بها سيّدة عربية
ظريفة نظيفة شريفة تُعد لبلدها الصُلاح بإخلاص للخلاص والإصلاح من مفاسد هذا العصر. وما القول في
الكاهن الجليل الذي يهتم ب"جوقة الفرح" الأب الياس حلاوي وهي تقلّد صدره الوسام تقديرا لنشاطه وجهده
في سبيل الإلفة والتآخي والأمان بين أبناء الأمّة؟ كاهن مخضرم فَطين أنضجته التجاريب فبات يعي خطورة
الانزلاق في متاهات الاوضاع القائمة ويُحسن النطق بلغة التعايش قناعة منه بأن عقد الصِلات بالمسؤولين
بحكم رسالته الكهنوتية الراعوية هو من صميم تعاليم الكنيسة ومشورات الانجيل، فينال الإكرام على مساعيه
المحمودة وموضوعيته المنزّهه. إن الكاهن هو الجدير بخلافة الخالق على الأرض في حين عرف ابتكار التآلف
لملء فراغ التاريخ في المجتمعات المتصارعة. فيا سيدة الأخلاق والثقافة والانفتاح والأدب، أيتها الرئيسة
الهادية إنسانية الإنسان في مشرق غاطس بالعتمات، لك من راهب لبناني ألف تحية على ما تفعلين وبورك
بك. نعم إنك ملاك السلام لا في سوريا وحسب، لكن في مدار المشرق العربي المحتاج الى مثيلاتك رزانة
وروية وحكمة. حفظك الله قدوة حسنة ومثالا يُحتذى، ودمت الرائدة لكل مسترشد ينهد صوب قيامة ذاته
وتجدُّدها وكمالها.
:
المقالة كاملة
السيدة اسماء الأسد
Comment