نشرت مجلة "القربان" الحلبية لصاحبها القس أغناطيوس سعد بتاريخ 1930 مقالة منقولة عن جريدة التقدم الحلبية تصف فيها زيارة ملكة رومانيا " ماري " لحلب .
نص المقالة
شرفت جلالة ملكة رومانيا وكريمتها الأميرة اليانا مدينة حلب بزيارتها، وقد حلت ضيفة كريمة على أسرة السري الأمثل السيد ألبير حمصي قنصل حكومتها بحلب، حيث بالغ مع السيدة عقيلته الفاضلة في القيام بواجب الضيافة، مما أطلق لسان الملكة وكريمتها بالثناء.
وصلت في قطار يوم الجمعة الواقع في 4 نيسان 1930 جلالة ملكة رومانيا، وإبنتها الأميرة اليانا وحاشيتها، ومع أن الطقس كان بارداً ممطراً والظلام مخيماً فقد كانت الطريق المؤدية إلى محطة السكة الحديدية غاصة بالناس الذين خرجوا لمشاهدة قدوم الملكة .
وقد كان على رصيف المحطة جمهوركبير ينتظرون وصول القطار وفي مقدمتهم المسيو لافاستر مندوب المفوض السامي بحلب، والسيد نبيه المارتيني والي الولاية، والجنرال بيشو ديكلو قائد جيوش المنطقة الشمالية، والسيد غالب إبراهيم باشا رئيس البلدية، والسيد ألبير حمصي قنصل دولة رومانيا بحلب، والسيدة عقيلته وجميع قناصل الدول .
ولما وصل القطار وأطلت جلالة الملكة من الصالون الخاص دوت الأرجاء بالتصفيق.
وعند نزولها صافحها الموسيو لافاستر ورحب بها باسم الحكومة الفرنسية ورجا لها طيب الإقامة في هذه المدينة، فأجابته شاكرة على ما لقيته من الحفاوة وأبدت سرورها بزيارة هذه البلاد، ثم تقدم الوالي وقائد الجيش ورئيس البلدية والقناصل وصافحوها.
وقدمت لها عقيلة قنصل رومانيا طاقة من الزهر، ثم ركبت مع ابنتها السيارة المعدة لها وتبعتها سيارات المستقبلين إلى دار السيد ألبير حمصي التي كانت ترفل بأبهى زينة.
وكانت جلالة الملكة لابسة بالطو من الفرو يغطي بقية ملابسها وفي عنقها قلادة من اللؤلؤ.
وهي في ملامحها وعينها وبشرتها ولهجتها انكليزية لا ريب فيها، وأما ابنتها فتختلف عنها في المنظر وفيها من الحلاوة أكثر مما فيها من الحسن، وكانت لابسة بالطو مطوقة أطرافه بالفرو وفي عنقها قلادة من اللؤلؤ، وهي تتكلم الإنكليزية أيضاً.
الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي خرجت الملكة وابنتها من المنزل، وعند الباب أخذت صورتهما الفوتوغرافية مع أسرة ألبير حمصي .
بعد زيارة الأسواق ذهبوا إلى الجامع الأموي الكبير حيث استقبلهم القاضي والمفتي والشيخ كامل الغازي والخوري جبرائيل رباط .
وكانت أرض الجامع مفروشة بالسجاد وأخذوا يتجولون في أقسام الجامع، وكان حضرة الأب رباط يفسر للملكة وحاشيتها المشاهد ويروي تاريخها.
وقد أبصروا السجادة الثمينة القديمة المشهورة في الحضرة النبوية، والمصحف القديم الجميل الصنع الذي يرتقي إلى ثماني مئة سنة، والمصحف الذي كتب عليه انه من خط المغيرة بن شعبة .
ثم دخلوا إلى الحضرة النبوية في الجامع، وهذه أول مرة تفتح الحضرة للأغراب، وقد دخلتها الملكة وابنتها وسفير مصر وقرينته والكولونيل الذي يرافق الملكة و الخوري رباط.
ثم زارت الملكة وحاشيتها جامع الحلوية الذي كان قديما كنيسة القديسة هيلانة، وكانت أرض الجامع مفروشة بالطنافس فاستقبلهم شيخ الجامع الشيخ عبد الوهاب طلس.
وزاروا المحراب القديم الذي هو من أثار نور الدين الزنكي، فأعجبت به الملكة كما أعجبت بالقبلية والعواميد الجميلة التي هي من أثار كنيسة القديسة هيلانة وجذوع التوت التي هي في قاعدة العواميد الباقية سالمة من ذلك التاريخ .
ثم خرج الزوار إلى إيوان الجامع حيث ألقى ابن الشيخ عبد الوهاب طلس خطابا باللغة الفرنسية .
ثم قدمت بنت الشيخ الصغيرة طاقتي أزهار إلى الملكة فقبلت الفتاة وأجابت على الخطاب بكلمة قالت فيها: أنها لن تنسى زيارة حلب عمرها كله.
ثم أديرت أكواب الشاي وأطباق الحلوى وأهدى شيخ الجامع إلى الملكة مجموعة صور تاريخية وصورة محراب جامع الحلوية .
وقد ذهبت بعد ظهر اليوم نفسه مع ابنتها وحاشيتها لزيارة قلعة حلب.
ثم زارت محلة الشيخ أبي بكر وبعض البيوت القديمة الأثرية في المدينة وتجولت في أسواق حلب واشترت من بعض المخازن الوطنية من مصنوعات حلب وقد أعجبت بظرافتها وإتقان صنعها، وابتاعت أيضا من عند أحد تجار العاديات بعض الآثار القديمة.
بعد الاستعراض قدمت أكواب الشمبانيا واهدي إلى جلالة الملكة معطفان مزركشان من معاطف الفرسان السباهية، وقد أعد المسيو لافاستر في قلعة جبل سمعان مأدبة بستانية لطيفة .
ثم مر الموكب بقربة جبرين حيث قدم للملكة خبز قروي فأكلت منه مسرورة.
وقد استقبلت جلالة الملكة وفداً من السيدات مؤلفاً من عقائل والي الولاية ورئيس البلدية وبعض أعضائها، وقد قدم إليها هذا الوفد النسائي هدية ظريفة من مصنوعات حلب.
وكان مساء الأحد موعد سفر جلالة الملكة بقطار الشرق السريع، وقد اجتمع أمام قصر آل الحمصي جمهور غفير من الشعب، فخرجت جلالة الملكة إلى الشرفة وحيت الجمهور، فارتفع الهتاف والتصفيق.
ونحو الساعة الثامنة ركبت السيارة، وسار أمامها فرقة من فرسان السباهي إلى محطة بغداد حيث حضر لوداعها مندوب المفوض السامي ووالي الولاية ورئيس البلدية وغيرهم من كبار الموظفين وكانت المحطة غاصة بحشد كبير من الأهالي، وحين سار القطار أطلت الملكة من النافذة وحيت الجماهير.
وقبل سفر جلالة الملكة أهدت صورتها إلى أسرة الحمصي مضيفتها مكتوبا عليها بخط يدها .
![](http://i.aksalser.com/u100811/43711248.jpg)
ماري عندما كانت شابة
و هي حفيدة الملكة الانكليزية فيكتوريا و ابنة دوق ادنبرة التي تزوجت من الامير فرديناند ولي عهد رومانيا عام 1897 و في عام 1922 نصب ملكا على رومانيا .![](http://i.aksalser.com/u100811/257329982.jpg)
![](http://i.aksalser.com/u100811/264080035.jpg)
الملكة ماري
ولدت الملكة ماري عام 1875 و توفيت عام 1938 . ![](http://i.aksalser.com/u100811/30689701.jpg)
شرفت جلالة ملكة رومانيا وكريمتها الأميرة اليانا مدينة حلب بزيارتها، وقد حلت ضيفة كريمة على أسرة السري الأمثل السيد ألبير حمصي قنصل حكومتها بحلب، حيث بالغ مع السيدة عقيلته الفاضلة في القيام بواجب الضيافة، مما أطلق لسان الملكة وكريمتها بالثناء.
زارت الملكة أثناء إقامتها أسرة أرملة المرحوم جورج مركوبولي وأماكن أخرى .
![](http://i.aksalser.com/u100811/975880292.jpg)
بهو بيت القنصل ماركوبولي في خان العلبية
وها نحن ننشر نقلاً عن جريدة التقدم الغراء ما جرى لجلالتها أثناء إقامتها بحلب .وصلت في قطار يوم الجمعة الواقع في 4 نيسان 1930 جلالة ملكة رومانيا، وإبنتها الأميرة اليانا وحاشيتها، ومع أن الطقس كان بارداً ممطراً والظلام مخيماً فقد كانت الطريق المؤدية إلى محطة السكة الحديدية غاصة بالناس الذين خرجوا لمشاهدة قدوم الملكة .
![](http://i.aksalser.com/u100811/383469215.jpg)
ولما وصل القطار وأطلت جلالة الملكة من الصالون الخاص دوت الأرجاء بالتصفيق.
وعند نزولها صافحها الموسيو لافاستر ورحب بها باسم الحكومة الفرنسية ورجا لها طيب الإقامة في هذه المدينة، فأجابته شاكرة على ما لقيته من الحفاوة وأبدت سرورها بزيارة هذه البلاد، ثم تقدم الوالي وقائد الجيش ورئيس البلدية والقناصل وصافحوها.
وقدمت لها عقيلة قنصل رومانيا طاقة من الزهر، ثم ركبت مع ابنتها السيارة المعدة لها وتبعتها سيارات المستقبلين إلى دار السيد ألبير حمصي التي كانت ترفل بأبهى زينة.
وكانت جلالة الملكة لابسة بالطو من الفرو يغطي بقية ملابسها وفي عنقها قلادة من اللؤلؤ.
وهي في ملامحها وعينها وبشرتها ولهجتها انكليزية لا ريب فيها، وأما ابنتها فتختلف عنها في المنظر وفيها من الحلاوة أكثر مما فيها من الحسن، وكانت لابسة بالطو مطوقة أطرافه بالفرو وفي عنقها قلادة من اللؤلؤ، وهي تتكلم الإنكليزية أيضاً.
الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي خرجت الملكة وابنتها من المنزل، وعند الباب أخذت صورتهما الفوتوغرافية مع أسرة ألبير حمصي .
![](http://i.aksalser.com/u100811/675657520.jpg)
بيت الخواجة ألبير حمصي الذي نزلت فيه الملكة في حي العزيزية ( أمام المخفر )
ثم ذهب الموكب لزيارة أسواق حلب يصحبه مندوب المفوض السامي ووالي الولاية.بعد زيارة الأسواق ذهبوا إلى الجامع الأموي الكبير حيث استقبلهم القاضي والمفتي والشيخ كامل الغازي والخوري جبرائيل رباط .
![](http://i.aksalser.com/u100811/898051631.jpg)
وقد أبصروا السجادة الثمينة القديمة المشهورة في الحضرة النبوية، والمصحف القديم الجميل الصنع الذي يرتقي إلى ثماني مئة سنة، والمصحف الذي كتب عليه انه من خط المغيرة بن شعبة .
ثم دخلوا إلى الحضرة النبوية في الجامع، وهذه أول مرة تفتح الحضرة للأغراب، وقد دخلتها الملكة وابنتها وسفير مصر وقرينته والكولونيل الذي يرافق الملكة و الخوري رباط.
![](http://i.aksalser.com/u100811/623338541.jpg)
باحة الجامع الاموي الكبير
ولما خرجوا إلى باحة الجامع أُخذت صورتان شمسيتان احدهما وقفت فيها الملكة وابنتها والشيخ كامل الغزي، والثانية صورت فيها الملكة مع ابنتها مع المفتي و الخوري جبرائيل رباط.![](http://i.aksalser.com/u100811/1792185.jpg)
الأب الخوري جبرائيل رباط
ووقف الزائرون عند مئذنة الجامع في المكان الذي كان سابقاً معبدا للنار، ثم حول إلى هيكل مسيحي، ثم أصبح مكانا للعبادة الإسلامية، وكان الأب رباط يعطي الشروح والتفاسير عن هذه المحلات.ثم زارت الملكة وحاشيتها جامع الحلوية الذي كان قديما كنيسة القديسة هيلانة، وكانت أرض الجامع مفروشة بالطنافس فاستقبلهم شيخ الجامع الشيخ عبد الوهاب طلس.
وزاروا المحراب القديم الذي هو من أثار نور الدين الزنكي، فأعجبت به الملكة كما أعجبت بالقبلية والعواميد الجميلة التي هي من أثار كنيسة القديسة هيلانة وجذوع التوت التي هي في قاعدة العواميد الباقية سالمة من ذلك التاريخ .
![](http://i.aksalser.com/u100811/137549884.jpg)
المحراب النادر لجامع الحلوية ( من آثار نور الدين الزنكي )
وقد بدأت الملكة أسفها لطلاء العواميد بدهان مما يذهب بروعة قدمها.ثم خرج الزوار إلى إيوان الجامع حيث ألقى ابن الشيخ عبد الوهاب طلس خطابا باللغة الفرنسية .
ثم قدمت بنت الشيخ الصغيرة طاقتي أزهار إلى الملكة فقبلت الفتاة وأجابت على الخطاب بكلمة قالت فيها: أنها لن تنسى زيارة حلب عمرها كله.
ثم أديرت أكواب الشاي وأطباق الحلوى وأهدى شيخ الجامع إلى الملكة مجموعة صور تاريخية وصورة محراب جامع الحلوية .
وقد ذهبت بعد ظهر اليوم نفسه مع ابنتها وحاشيتها لزيارة قلعة حلب.
![](http://i.aksalser.com/u100811/208418514.jpg)
![](http://i.aksalser.com/u100811/376483891.jpg)
صورة نادرة لتكية الشيخ بكر التي كانت لها أهمية تاريخية كبيرة
وفي صباح يوم الأحد الساعة التاسعة والنصف ذهبت لزيارة قلعة جبل سمعان بدعوة من قبل المسيو لافاستر المفوض السامي بحلب، وفي أثناء الطريق عند مرور الموكب بالثكنة العسكرية استعرضت جلالة الملكة فرقة فرسان السباهي، وكانت الفرسان أثناء مرورهم يطلقون البنادق تحية للملكة التي لها رتبة جنرال في الجيش.بعد الاستعراض قدمت أكواب الشمبانيا واهدي إلى جلالة الملكة معطفان مزركشان من معاطف الفرسان السباهية، وقد أعد المسيو لافاستر في قلعة جبل سمعان مأدبة بستانية لطيفة .
ثم مر الموكب بقربة جبرين حيث قدم للملكة خبز قروي فأكلت منه مسرورة.
وقد استقبلت جلالة الملكة وفداً من السيدات مؤلفاً من عقائل والي الولاية ورئيس البلدية وبعض أعضائها، وقد قدم إليها هذا الوفد النسائي هدية ظريفة من مصنوعات حلب.
وكان مساء الأحد موعد سفر جلالة الملكة بقطار الشرق السريع، وقد اجتمع أمام قصر آل الحمصي جمهور غفير من الشعب، فخرجت جلالة الملكة إلى الشرفة وحيت الجمهور، فارتفع الهتاف والتصفيق.
ونحو الساعة الثامنة ركبت السيارة، وسار أمامها فرقة من فرسان السباهي إلى محطة بغداد حيث حضر لوداعها مندوب المفوض السامي ووالي الولاية ورئيس البلدية وغيرهم من كبار الموظفين وكانت المحطة غاصة بحشد كبير من الأهالي، وحين سار القطار أطلت الملكة من النافذة وحيت الجماهير.
وقبل سفر جلالة الملكة أهدت صورتها إلى أسرة الحمصي مضيفتها مكتوبا عليها بخط يدها .
المحامي علاء السيد - عكس السير
Comment