انا كتير بنط من مكان لمكان بالانترنت... وبضل بخبص هون وهون...
مبارحة وقعت بايدي مقالة لكاتب سعودي اسمو مهيار... عجبتني كتير
قلت بتقروها معي.... طبعا مو القصد ذم حدا، بس هيك مقالة تستاهل التفكير
ومتل ماهو كتير من رفقاتو مسيحيين... انا كمان كتير من رفقاتي مسلمات وبحبهن
انا اللي يهمني انسانية الانسان وبمشي على طريق ربي يسوع وبس
اقرؤوا معي واعطوني رأيكن...
لم يخطر لي أن أحصي عدد أصدقائي الذين ولدوا في عائلات مسيحية، ولكن اكتشفت على الرغم من البيئة المسلمة تماماً التي تحيط بي أن نسبة لا بأس بها مسيحيون، أعادني هذا الأمر إلى حدث مر بي أيام الدراسة، إذ كان لدي صديق مسيحي، التبس عليه اسمي، وكنت في زيارة له في منزله، وكانت والدته من أطيب خلق الله لطفاً وكرماً، انعرج الحديث إلى مسائل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، فأسهب صديقي في ذم المسلمين وطبائعهم وعاداتهم وضوضائهم إلى درجة فهمت منها أنه يظن أني مسيحي، لم أعترض عليه، ولكن كنت أخفف من بعض ما أجده مبالغاً فيه، طال بنا الحديث ولأكثر من مرة عاد صديقي إلى ذم المسلمين، وعندما أذن المؤذن لصلاة المغرب، اهتز بيتهم مع انه لا يجاور المسجد مباشرة، فكان مناسبة أخرى للتحدث عن (تخلف) المسلمين. بعد الأذان طلبت منه أن يحضر لي بساطا صغيراً، استغرب الأمر ولكن اتى ببطانية صغيرة، وضعتها على الارض وبدأت أصلي، كانت ملامحه مثل ملامح مفجوع، أنهيت صلاتي، وجلست مكاني، والشاب غير مصدق ووجهه يحتار بين الصفرة والحمرة، تلعثم قائلاً: أنا أسف.. لقد...، قاطعته: لا تتأسف يا عزيزي، معظم ما قلته عن المسلمين صحيح، ظن أني أسخر منه، فتابعت: بل إني أؤمن بأن على كل مسلم يسمع قولك أن يشكرك فعلاً إذا كان مؤمناً فعلا بالقول المأثور: (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي)، ثم تابعنا حديثنا في أمور أخرى، هذا الشاب الذي بقي على صلة معي إلى اليوم، وهو من الكتاب الجيدين، لم يصدر منه فعل طائفي أو عنصري واحد، ولم يتعلم مني، إنما تعلم من نفسه، من تجربته...
خلال تجوالي واغتراباتي المتعددة تعرضت للكثير من غمط حقوقي ونهبها، وتعرضت للكثير من الاجحاف وقلة الانصاف، الشيء الغريب والذي لم أعد أستغربه، أني لم أتعرض لمظلمة واحدة أو حالة سلب واحدة أو أي شكل من أشكال الاعتداء من مسيحي واحد، إنما كان كلهم أحمدا ومحمدا وعمراً وحسنا وعلياً ومما عبد وحمد من الأسماء...
لاحظت في بيروت ودمشق وعمان والمدن العربية الأخرى أن الأحياء التي يسكنها غالبية من المسيحيين تكون أسعار العقار والإيجار أغلى بكثير من بقية المناطق، لما يتميز به المسيحيون من ترتيب ونظافة وهدوء ولطف، وعدم تدخل في شؤون غيرهم، بينما أحياء المسلمين حافلة بالحسد والبغضاء والأذى والقاذورات والضوضاء....
أحد معارفي يدير داراً للنشر مالكها من أسرة توصف بأنها أكثر الاسر ورعاً وتقى، مرض مرضاً أقعده شهرين ونيف، أرسل المالك له راتبه منقوصاً أسبوعاً كاملاً لأنه انقطع قبل نهاية الشهر باسبوع، ومع أن إصابته تعد إصابة عمل، لم يراع ذلك، زرته أثناء مرضه صحبة ناشر مسيحي، صديقنا الناشر (المسيحي) سلمه مظروفاً فيه مبلغ لا يستهان به، قائلاً هذا مبلغ تتركه عندك قد تحتاجه، ومع رفض صاحبنا، أصر ذلك الناشر على الامر مع أن ما يجمعهما لا يزيد عن معرفة ابناء الكار.
شخصياً عملت مع مؤسسة دينية مستشاراً للقضايا النفسية، بقيت تماطل في دفع أجوري إلى أن انقضت اشهر طوال بحجج تتعلق بالبنوك والتحويلات، وإلى اليوم لم أقبض ثمن تعبي ومراجعي وتكاليف القيام بعملي... ناهيكم عن عشرات الحالات مع الصحف والمجلات (المسلمة) تحديداً، ومع ذلك إذ تقتطع (le monde journal) الفرنسية جزءاً من دراسة لي نشرت في (foreign affairs) ، تفاجئني بمكافأة تزيد عن مكافأة عشرين دراسة، وأنا لا علم لي بنشرها اصلاً، هذا الغرب المسيحي الذي نتهمه بكل ما في جعبتنا من اتهامات ومع ذلك لا نطمئن إلا له فتستقر حصيلة شقاء العمر في مصارفه واستثماراته...كثيرون من أصدقائنا يشترون من الباعة المسيحيين دون جدال أو تردد، ولسان حالهم يقول: هذا لن يغشني لا في سعر ولا في جودة...
منذ فترة انتشرت في الايميلات صورة كنيسة بنيت من عظام الموتى، زعم مروج الايميل انها بنيت من عظام المسلمين أثناء الحروب الصليبية، بداية استغربت موقع الكنيسة، إذ لم تكن في أرض شهدت صراعا بين الاسلام والمسيحية، ثم تقصيت الأمر لأجد انها بنيت من عظام حرب طاحنة بين طوائف مسيحية، لكن المهم في الأمر أني اكتشفت بلدة قريبة من ذلك الموقع، فيها مسجد شامخ يتوسط افضل احياء البلدة، روى لي أحد بناة المسجد قصته، إذ طلبوا من الجهة المسؤولة الاذن لبناء مسجد في ضواحي البلدة، وبعد دراسة الأمر قررت الكنيسة المسؤولة عن المرافق الدينية، اهداء ارض تابعة للكنيسة في أفضل احياء المدينة لإقامة المسجد، مع تبرع سخي بمبلغ لا يستهان به، إضافة إلى تخصيص صالة الأفراح في الكنيسة المركزية بعد فرشها بطريقة مناسبة ليؤدي المسلمون عباداتهم فيها ريثما يتم بناء المسجد، إلا أنهم اشترطوا بعض الشروط تتعلق بشفافية التبرعات وسرعة البناء ومنع مكبرات الصوت...حرصا على الحي الوادع... قال لي هذا الشخص الذي أشرف مع اخرين على بناء الجامع أن اثنين من لجنته من مسلمي شمال افريقيا قالا بعد خروجهما من عند المسؤول الكنسي: قاتلهم الله انهم لا يطيقون سماع جملة (الله أكبر)...!
تحضرني هذه الأفكار والذكريات أمهد بها للحديث عن المسيحيين وحضورهم في مجتمعاتنا الإسلامية.. وهجرتهم منها...
مبارحة وقعت بايدي مقالة لكاتب سعودي اسمو مهيار... عجبتني كتير
قلت بتقروها معي.... طبعا مو القصد ذم حدا، بس هيك مقالة تستاهل التفكير
ومتل ماهو كتير من رفقاتو مسيحيين... انا كمان كتير من رفقاتي مسلمات وبحبهن
انا اللي يهمني انسانية الانسان وبمشي على طريق ربي يسوع وبس
اقرؤوا معي واعطوني رأيكن...
صديقي المسيحي طوبى لك
لم يخطر لي أن أحصي عدد أصدقائي الذين ولدوا في عائلات مسيحية، ولكن اكتشفت على الرغم من البيئة المسلمة تماماً التي تحيط بي أن نسبة لا بأس بها مسيحيون، أعادني هذا الأمر إلى حدث مر بي أيام الدراسة، إذ كان لدي صديق مسيحي، التبس عليه اسمي، وكنت في زيارة له في منزله، وكانت والدته من أطيب خلق الله لطفاً وكرماً، انعرج الحديث إلى مسائل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، فأسهب صديقي في ذم المسلمين وطبائعهم وعاداتهم وضوضائهم إلى درجة فهمت منها أنه يظن أني مسيحي، لم أعترض عليه، ولكن كنت أخفف من بعض ما أجده مبالغاً فيه، طال بنا الحديث ولأكثر من مرة عاد صديقي إلى ذم المسلمين، وعندما أذن المؤذن لصلاة المغرب، اهتز بيتهم مع انه لا يجاور المسجد مباشرة، فكان مناسبة أخرى للتحدث عن (تخلف) المسلمين. بعد الأذان طلبت منه أن يحضر لي بساطا صغيراً، استغرب الأمر ولكن اتى ببطانية صغيرة، وضعتها على الارض وبدأت أصلي، كانت ملامحه مثل ملامح مفجوع، أنهيت صلاتي، وجلست مكاني، والشاب غير مصدق ووجهه يحتار بين الصفرة والحمرة، تلعثم قائلاً: أنا أسف.. لقد...، قاطعته: لا تتأسف يا عزيزي، معظم ما قلته عن المسلمين صحيح، ظن أني أسخر منه، فتابعت: بل إني أؤمن بأن على كل مسلم يسمع قولك أن يشكرك فعلاً إذا كان مؤمناً فعلا بالقول المأثور: (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي)، ثم تابعنا حديثنا في أمور أخرى، هذا الشاب الذي بقي على صلة معي إلى اليوم، وهو من الكتاب الجيدين، لم يصدر منه فعل طائفي أو عنصري واحد، ولم يتعلم مني، إنما تعلم من نفسه، من تجربته...
خلال تجوالي واغتراباتي المتعددة تعرضت للكثير من غمط حقوقي ونهبها، وتعرضت للكثير من الاجحاف وقلة الانصاف، الشيء الغريب والذي لم أعد أستغربه، أني لم أتعرض لمظلمة واحدة أو حالة سلب واحدة أو أي شكل من أشكال الاعتداء من مسيحي واحد، إنما كان كلهم أحمدا ومحمدا وعمراً وحسنا وعلياً ومما عبد وحمد من الأسماء...
لاحظت في بيروت ودمشق وعمان والمدن العربية الأخرى أن الأحياء التي يسكنها غالبية من المسيحيين تكون أسعار العقار والإيجار أغلى بكثير من بقية المناطق، لما يتميز به المسيحيون من ترتيب ونظافة وهدوء ولطف، وعدم تدخل في شؤون غيرهم، بينما أحياء المسلمين حافلة بالحسد والبغضاء والأذى والقاذورات والضوضاء....
أحد معارفي يدير داراً للنشر مالكها من أسرة توصف بأنها أكثر الاسر ورعاً وتقى، مرض مرضاً أقعده شهرين ونيف، أرسل المالك له راتبه منقوصاً أسبوعاً كاملاً لأنه انقطع قبل نهاية الشهر باسبوع، ومع أن إصابته تعد إصابة عمل، لم يراع ذلك، زرته أثناء مرضه صحبة ناشر مسيحي، صديقنا الناشر (المسيحي) سلمه مظروفاً فيه مبلغ لا يستهان به، قائلاً هذا مبلغ تتركه عندك قد تحتاجه، ومع رفض صاحبنا، أصر ذلك الناشر على الامر مع أن ما يجمعهما لا يزيد عن معرفة ابناء الكار.
شخصياً عملت مع مؤسسة دينية مستشاراً للقضايا النفسية، بقيت تماطل في دفع أجوري إلى أن انقضت اشهر طوال بحجج تتعلق بالبنوك والتحويلات، وإلى اليوم لم أقبض ثمن تعبي ومراجعي وتكاليف القيام بعملي... ناهيكم عن عشرات الحالات مع الصحف والمجلات (المسلمة) تحديداً، ومع ذلك إذ تقتطع (le monde journal) الفرنسية جزءاً من دراسة لي نشرت في (foreign affairs) ، تفاجئني بمكافأة تزيد عن مكافأة عشرين دراسة، وأنا لا علم لي بنشرها اصلاً، هذا الغرب المسيحي الذي نتهمه بكل ما في جعبتنا من اتهامات ومع ذلك لا نطمئن إلا له فتستقر حصيلة شقاء العمر في مصارفه واستثماراته...كثيرون من أصدقائنا يشترون من الباعة المسيحيين دون جدال أو تردد، ولسان حالهم يقول: هذا لن يغشني لا في سعر ولا في جودة...
منذ فترة انتشرت في الايميلات صورة كنيسة بنيت من عظام الموتى، زعم مروج الايميل انها بنيت من عظام المسلمين أثناء الحروب الصليبية، بداية استغربت موقع الكنيسة، إذ لم تكن في أرض شهدت صراعا بين الاسلام والمسيحية، ثم تقصيت الأمر لأجد انها بنيت من عظام حرب طاحنة بين طوائف مسيحية، لكن المهم في الأمر أني اكتشفت بلدة قريبة من ذلك الموقع، فيها مسجد شامخ يتوسط افضل احياء البلدة، روى لي أحد بناة المسجد قصته، إذ طلبوا من الجهة المسؤولة الاذن لبناء مسجد في ضواحي البلدة، وبعد دراسة الأمر قررت الكنيسة المسؤولة عن المرافق الدينية، اهداء ارض تابعة للكنيسة في أفضل احياء المدينة لإقامة المسجد، مع تبرع سخي بمبلغ لا يستهان به، إضافة إلى تخصيص صالة الأفراح في الكنيسة المركزية بعد فرشها بطريقة مناسبة ليؤدي المسلمون عباداتهم فيها ريثما يتم بناء المسجد، إلا أنهم اشترطوا بعض الشروط تتعلق بشفافية التبرعات وسرعة البناء ومنع مكبرات الصوت...حرصا على الحي الوادع... قال لي هذا الشخص الذي أشرف مع اخرين على بناء الجامع أن اثنين من لجنته من مسلمي شمال افريقيا قالا بعد خروجهما من عند المسؤول الكنسي: قاتلهم الله انهم لا يطيقون سماع جملة (الله أكبر)...!
تحضرني هذه الأفكار والذكريات أمهد بها للحديث عن المسيحيين وحضورهم في مجتمعاتنا الإسلامية.. وهجرتهم منها...
Comment