ماهو علم الفلك ؟
• هو العلم الذي يهتم بدراسة الكون المحيط بنا ، كما أنه يهتم بدراسة الأرض كواحدة من الكواكب ، غير أنه لا يختص بدراسة الطقس حيث أنها مهمة علم الأرصاد الجوية ، ولكنه يدرس طبقات الغلاف الجوي لفهم الحياة على الأرض ومقارنتها بالكواكب الأخرى . كما أنه يقوم بدراسة الأجرام السماوية والنجوم والمجرات ومادة ما بين النجوم وذلك من حيث تركيبها وحركتها وأبعادها وكل ما يهمنا من معلومات (إذن فهو علم دراسة المادة في الكون)
• إنه من أشرف العلوم منزلة وأحسنها حلية وأعقلها بالقلب وألمعها بالنفوس وأشدها تجديدا للفكر والنظر وتزكية للفهم ورياضة للعقل بعد العلم بما لا يسع الإنسان جهله .
الفلك في الحضارات المختلفة
• يعتبر علم الفلك من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان ، ففي عدم وجود التلوث الناتج عن الإضاءة الصناعية ، كان الليل مظلما لا يضيئه إلا القمر وتلألؤ النجوم ، وكان الإنسان يحدد طريقه في الليل عن طريق النجوم .
والتاريخ ذكر أن قدماء المصريين كانوا على دراية كبيرة بالفلك ، وقد استخدموه في بناء المعابد و الأهرامات وقياس طول العام الذي بواسطته يتم تحديد فيضان النيل .
أما حضارات بابل و أشور فإنها كانت غنية بمعلوماتها الفلكية حيث سجلوا خسوف القمر وقاسوا دورته وعرفوا حركته الظاهرية وعبدوا الكواكب السبعة .... وحيث أن الكواكب تظهر للمشاهد متحركة بين النجوم لذا أطلق عليها الأقدمون (النجوم السيارة) وأطلقوا على النجوم أيضا (النجوم الثوابت) ليفرقوا بينها وبين الكواكب . كما أن حضارات الصين والهند والعرب قبل الإسلام سجل لهم التاريخ أعمالا فلكية متعددة .
• أما الحضارة اليونانية تميزت بالطابع الفلسفي حيث وضعت بعض الأفكار عن دوران الأجسام في السماء وهل الشمس مركز الكون أم الأرض ؟ وغيره من أن الكون أكبر من العالم المعروف بمرات كثيرة وأن النجوم والشمس يقعان في وسط السماء .
• وعندما جاء الإسلام حصل تطورا هائلا في فترة ازدهار الدولة الإسلامية وذلك لارتباط الفلك بالدين من حيث العبادات لحساب مواقيت الصلاة وتحديد أوائل الشهور العربية أو لفهم بعض الآيات الكونية حيث حث الله المؤمنين في مواضع شتى للنظر إلى السماء والتفكر في آياتها ، قال تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ............) .
• كما قام المسلمون بترجمة الكتب وتنقيحها وتصحيحها ، ووضعوا ذلك في كتب تضمنت جداول ومعلومات أسموها (الأزياج) ، ووضعوا الكثير من الأسس والقواعد الفلكية المهمة ، بل برهنوا على دوران الأرض والكواكب حول الشمس ، وقد بذلوا جهدا كبيرا في وضع قواعد لضبط مواقيت الصلاة ، كما استنتجوا طرقا لحساب بداية الشهور العربية وضبط التقويم الهجري ، كما أجروا التجارب العلمية لحساب خطوط الطول والعرض لشتى المدن الإسلامية وغير ذلك الكثير .
• وحيث يقول (جورج سارتن) في كتابه (المدخل لتاريخ العلوم) : إن البحوث التي قام بها العرب والمسلمين في حقل الفلك كانت مفيدة للغاية ، إذ أنها هي بالحقيقة التي مهدت الطريق للنهضة الفلكية الكبرى التي ازدهرت في عهد (كبلر) و(كوبرنيك) ، ويقول (شكات) في كتابه (تاريخ الرياضيات) : كانت قياسات علماء العرب والمسلمين في الفلك إلى حدّ كبير أصح من قياسات اليونان .
• وكوننا متأثرون لغويّا وحضاريّا بما لدى الغرب من تقدم علمي ، حيث أدخلنا بعض الألفاظ الأجنبية في لغتنا ، وهو نفس الحال والإحساس الذي كان يتملك الغرب في العصور الوسطى نحو المسلمين ، حيث اهتموا باللغة العربية وأدخلوا بعض المسميات العربية في ترجماتهم .
• وفي الحضارة الحديثة استطاع الإنسان أن يطور طرق الرصد حتى أصبحت لديه القدرة على رصد المجرات والتعرف عليها ، فقد تم النجاح في التعمق في دراسة الكون للتعرف على ما فيه حتى استطاع ارتياد الفضاء ، وجعل المركبات الفضائية تتجول في الفضاء بين كواكب المجموعة الشمسية.
الكون ؟
• الكون معظمه فارغ ذو ليل أبدي مظلم بارد تسبح فيه المجرات. ولا يمكن قياس المسافة بينها بالمقاييس المألوفة لدينا ، ولكن يستخدم مقياس المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة واحدة ؛ فهو يقطع مسافة تقارب مليون مليون كيلومتر ، ويدعى ذلك المقياس بالسنة الضوئية وهي لا تقيس الزمن بل تقيس المسافات الكبيرة جداً .
• فإذا وقفنا على نقطة مرتفعة من سطح كوكبنا (الأرض) لنتطلع بأوسع أفق للرؤية بين أرجاء كوننا فسوف نرى أجزاء متناثرة من الضوء لا تحصى، وهي تلك المجرات فرادى وجماعات منتظمة في عناقيد مجرية تتحرك كلها سابحة ومندفعة بتباعد إلى ما لا نهاية عبر الظلام الكوني الكبير في جميع الاتجاهات بالنسبة لنا. وكأننا في منتصف المسافة بين حافتي الكون المعروفتين حالياً التي تبعد عنا إحداها عشرة بيليون سنة ضوئية .
• الكون كلمة من الكلمات التي كثيراً ما نسمع بها ونقرأها ونتداولها في أحاديثنا، ولكنها من حيث المعنى والدلالة لا يفوقها شيء ، فهي تحتوي كل شيء في طياتها ؛ فالكون أكبر وأوسع مما نفكر به أو نتخيله. فهل أحد يعلم أبعاده، ويدرك حجمه ، ويستطيع أن يدلنا على محتواه الغني بالتجمعات النجمية والسحب الغازية والغبارية ( السديم ) التي تشكل معاً ما يدعى باسم المجرات التي يفصل بين بعضها مسافات هائلة من الفراغ ( الفضاء الكوني )
مكونات الكون ..
أولا المجرات
إن المجرات هي الوحدات الأساسية في البناء الكوني ، وهي تتجمع مع بعضها ، كما يتجمع الأفراد لتشكيل المجتمع . وكل مجرة مفصولة عن الأخرى بفضاء فارغ تماماً ، إلا من بعض ذرات الهيدروجين . وتعد المجرات بمثابة أقاليم مستقرة نسبياً في السماء وهي تدخل ضمن دورة حياتية من الولادة والتطور والتلاشي ، بحيث أن حياتها تنتهي بانفجار ينجم عنه تبعثر شديد وتطاير كبير للمادة الأساسية فيها لتعود على ما يشبه ما قبل مرحلة نشأتها الأولى .
وتتكون المجرة عموماً من أعداد كبيرة من النجوم والسحب الغازية – الغبارية (السديم) . ويوجد في الكون أكثر من مئة بليون مجرة، كل واحدة تضم بين 100 – 1000 بليون نجماً ، وأعداد كبيرة من السدم. وتتخذ المجرات في الكون أحجاماً وأشكالاً مختلفة ومتعددة.
وعلى الرغم من أمكانية العلماء تحديد الأشكال التي تنتظم فيها تلك المجرات، إلا أنهم ما زالوا بعد غير قادرين على الاجابة عن كثير من الأسئلة ، مثل كيفية تغير شكل المجرة ، ولمعانها ، وبريقها خلال مجرى حياتها.
تصنيف المجرات :
قام العلم الفلكي الامريكي (( هوبل E.Hubble )) في عام 1925 بتصنيف المجرات إلى أربعة مجموعات رئيسة تبعاً لشكلها وبنيتها ، هي :
المجرات اللولبية ( الحلزونية )
المجرات غير المنتظمة
المجرات الاهليلجية
أمثلة على المجرات :
1/ مجرّة أندر وميدا قرص مستدير ذو هيئة لولبية, ولها ذرعان يتكونان من مليارات النجوم, يدوران على تلك الهيئة.. ولها تابعين صغار مثلها , كأقمار للمجرّة .
2 / مجرة M100
3/ إحدى أضخم وألمع المجرّات المعروفة .. تسمى مجرّةM101 أو مجرّة المروحة نسبة لشكلها العام. تمتد على قطر يبلغ مائتين ألف سنة ضوئية , وتقع على مسافة عشرين مليون سنة ضوئية .
4/ مجرّة M 104 تبعد عنا 40 مليون سنة ضوئية.
5/ مجرة درب التبانة :
إن مجرَّتنا واحدة من بين ملايين المجرَّات!! والتي يقدر عددها ب 100,000 مليون مجرّة . بعض هذه المجرّات فيها من النجوم أكثر من مجرتنا ب (13) مرَّة!!. لقد قدر قطر درب التبانة بمئة ألف سنة ضوئية وسماكته حوالي ألفين سنة ضوئية , وَحُسِبَ موقع نجمنا الشمس فيه على بعد ثلاثين سنة ضوئية من المركز .
ان كوكبنا الأرضى يقع في منظومة الشمس , وشمسنا هي واحدة من بين ملايين النجوم الموجودة في مجرتنا , والنظام الشمسي يعتبر قرية صغيرة جداً, تضم الشمس كمركز وعشرة كواكب معروفة حتى الآن وكما شكلت شمسنا المجموعة الشمسية ’ فإن ملايين النجوم الموجودة في مجرتنا يعتقد أنها تشكل ملايين المجموعات النجمية "إن صح التعبير" مجرتنا تحتوي على ألوف الملايين من ”المجموعات الشمسية “ .
ثانيا النجوم
• النجم جسم سماوي ضخم يتكون من غازات ساخنة تقع داخل مجال جاذبيته ويصدر إشعاعا كهرومغناطيسيا خاصة الضوء نتيجة للتفاعلات النووية داخل النجم. وتظهر النجوم على أنها ثابتة ومحتفظة بنفس مكانها في السماء عاما بعد آخر، ولكن في الحقيقة، فإن النجوم في حركة مستمرة ولكن المسافات التي تقطعها ضخمة جدا بحيث إن التغيرات النسبية في موقعها تظهر على مدار قرون فقط.
• ويبلغ عدد النجوم التي يمكن للعين المجردة رؤيتها حوالي (8000) نجم، منها (4000) نجم يمكن رؤيتها من نصف الكرة الشمالي والأربعة آلاف الأخرى من نصف الكرة الجنوبي. كما يمكن رؤية ألفي نجم فقط في أي وقت من الأوقات في نصف الكرة الشمالي أو الجنوبي، أما الألفان الأخريان فتوجدان في السماء في ضوء النهار. ويؤدي ضوء الشمس الساطع إلى عدم ظهورها أثناء النهار.
• وقد حسب علماء الفلك أن عدد النجوم في درب التبانة وهي المجرة التي تنتمي إليها الشمس يبلغ مئات الملايين. أما درب اللبانة نفسها فهي واحدة فقط من عدة مئات من بلايين المجرات التي يمكن لأجهزة التليسكوب الحديثة أن تراها. وبالنسبة للنجوم التي تظهر في السماء فهي تلك القريبة من النظام الشمسي في درب التبانة.
قصة حياة النجوم
1. تولد النجوم جميعها ضمن سحب هائلة من الغازات و الغبار تدعى السحب السديمية ، يلتف الغبار و الغاز معاَ و يشكلان كتلة تكبر شيئاَ فشيئاَ ثم تتقلص و تصبح حارة جداَ و كثيفة جداَ و يبدو التفاعل الكيماوي الحادث داخل الكتلة بالإضاءة ، لقد تكونت نجوم جديدة .
2. تلمع النجوم بلون ابيض او ازرق و تكون شديدة اللمعان بداية ، و بعد ذلك تهدأ قليلاَ و تبدأ باللمعان الثابت المتوسط لزمن طويل الامد و يرتبط هذا الزمن بحجم النجم . شمسنا مثلا تقارب 100000مليون سنة . اما النجوم العملاقة و العملاقة جداَ فهي ذات حياة اقصر تبدأ ببضع ملايين السنين .
3. تحرق النجوم في مرحلتها الحياتية المتوسطة الهيدروجين في تفاعل نووي يحدث في مركزها . تفقد النجوم طاقتها بالتدريج و تصبح غير مستقرة ، تنخفض حرارتها ، و تتحول الى نجوم عملاقة حمراء بعد ان تنتفخ . و ما يحدث بعد هذا يعتمد على الحجم الاصلي للنجم.
4. بعد مرحلة العملاق الاحمر تنكمش بعض النجوم متحولة الى نجوم قزمة بيضاء بينما ينفجر بعضها الاخر و يتحول الى نجوم نيوترونية او ثقوب سوداء و فيما يلي شرح كل مرحلة .
النجوم النابضة :
• النجوم النابضة هي نجوم صغيرة جداً وكثيفة إلى درجة كبيرة وتعرف باسم النجوم النيوترونية ، وقد يصل قطرها إلى 20 كم فقط
• ويمكننا أن نقيس نبضات دورية منتظمة من الأشعة الكهرومغناطيسية التي ترسلها تلك النجوم أثناء دورانها المغزلي .
• ان بعضها يدور بسرعة مغزلية عالية جداً ، تصل إلى 1000 دورة في الثانية . (الحركة المغزلية هي أن يدور الجسم حول نفسه مثل المغزل) .
ثالثا الكويكبات
• ونحن نمر في رحلتنا خلال المجموعة الشمسية وبعد أن نغادر المريخ في طريقنا إلى كوكب المشتري نقف بمنطقة تنتشر فيها مجموعة كبيرة من الصخور المختلفة الأشكال والأحجام تسمى بمنطقة حزام الكويكبات , فما هي هذه الكويكبات ؟
• الكويكبات عبارة عن صخور تسبح في الفضاء بأحجام وأشكال مختلفة تتراوح أقطارها ما بين بضعة مئات من الأمتار إلى اضخمها ويسمى سيريس وقطره حوالي 940 كيلو مترا .
• ويمكن تقسيم الكويكبات بحسب المواد المكونة لها وإن كانت على العموم مكونة من صخور بعضها ناري متحول وبعضها حديدي وآخر كربوني وهكذا أنها تكونت من السحابة الكونية التي شكلت الكواكب ولكن السؤال يبقى مطروحا : لماذا لم يتم تلاحمها في جسم واحد كما حصل لباقي الكواكب ؟ وتقول النظرية الاخرى بأن : حزام الكويكبات تكون بعد أن تفجر كوكب عند اصطدامه بجسم آخر وتحطم الى اجزاء صغيرة إلا ان هذه المقولة يردها القول بأنه لو جمعنا كل الكويكبات الموجودة في الحزام فإنها لن تشلك الا جسما صغيرا لا يبلغ حجمه حجم قمر كتلته معقولة عدا ان يكون كوكبا .
رابعا النيازك
• النيازك كويكبات تخرج عن مدارها القائم بين كوكبي المريخ والمشتري بفعل جاذبية المشتري الكبيرة من جهة وبفعل جاذبية المريخ من جهة ثانية.
• وبعد أن تتخلص النيازك من جاذبية الكوكبين المذكورين فانها تهيم في الفضاء فتقع في جاذبية بعض الكواكب والأقمار ومن بينها قمرنا وأرضنا , والجزء الأكبر بسقط على سطح القمر فيعمل القمر كدرع لحماية كوكبنا الأرض من تلك الكويكبات واذا ما اقترب من كوكب الأرض وخضع لجاذبيتها فانه يهوي باتجاه سطحها بسرعة متوسطة قدرها 20 كلم , ويؤدي احتكاك تلك الكويكبات بغازات جو الأرض وغباره الى احتراق السطح الخارجي لها وتبخره تاركة وراءها رمادا دقيقا وساحبة خلفها ذيلا طويلا من اللهب الساطع .
• وعندما يصل ما تبقى منها الى سطح الأرض , فانه يرتطم به ارتطاما شديدا مخلفا في مكان سقوطه حفرة يختلف عمقها واتساعها باختلاف حجم ذلك النيزك الساقط .
خامسا المذنبات ( اجسام تتجول بين الكواكب )
المذنبات وتدعى أيضا كرة الثلج المغيرة , فهي في صلبها ثلج جاف والنواة صخر غير متجانس الشكل فمثلا وجد أن النواة في مذنب هالي كان لها شكل حبة البطاطا وطولها لا يتجاوز التسعة أميال وعرضها خمسة أميال فقط ويعتقد أن النواة تكونت منذ بدء الخليقة بدون تغير أو تبديل ولا تزال تحتفظ في طياتها أسرار خلق الكون وعند اقتراب المذنب إلى وسط المجموعة الشمسية فان لهيب الشمس يبخر نواة هذا المذنب ناتجا عن الهالة والذنب - الهالة رأس المذنب – وهي كالذنب تتكون من غازات متأينة وذرات غبار .
وقد وجدت السفينة الفضائية التي انطلقت لتقابل مذنب هالي بأن المادة التي تتبخر من النواة تندفع بقوة قبل أن تتبخر بشكل طبيعي وأهم ما يلفت النظر في المذنب هو الذنب نفسه .
والمذنب في بعض الأحيان يكون له ذنبان , وربما أحدهما مكون من غبار والآخر من غاز انفصل عن النواة بانحراف بسيط وذلك ناتج عن اختلاف في درجات الضغط الإشعاعي على المادة الثابتة
وقد يكون الذنب في بعض الحالات طويلا جدا , فمثلا المذنب الذي ظهر في عام 1843 كان له ذيل يبلغ في طوله المسافة ما بين الشمس والمريخ والتي تقدر بـــ 228 مليون كيلو مترا لكن عندما يبتعد المذنب عن المجموعة الشمسية فهذا الذنب يتلاشى قليلا قليلا حتى يختفي تماما ..
ولا يمكن ان ننسى الشمس والكواكب
منقوللللللللللللللللللللل للافادة
• هو العلم الذي يهتم بدراسة الكون المحيط بنا ، كما أنه يهتم بدراسة الأرض كواحدة من الكواكب ، غير أنه لا يختص بدراسة الطقس حيث أنها مهمة علم الأرصاد الجوية ، ولكنه يدرس طبقات الغلاف الجوي لفهم الحياة على الأرض ومقارنتها بالكواكب الأخرى . كما أنه يقوم بدراسة الأجرام السماوية والنجوم والمجرات ومادة ما بين النجوم وذلك من حيث تركيبها وحركتها وأبعادها وكل ما يهمنا من معلومات (إذن فهو علم دراسة المادة في الكون)
• إنه من أشرف العلوم منزلة وأحسنها حلية وأعقلها بالقلب وألمعها بالنفوس وأشدها تجديدا للفكر والنظر وتزكية للفهم ورياضة للعقل بعد العلم بما لا يسع الإنسان جهله .
الفلك في الحضارات المختلفة
• يعتبر علم الفلك من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان ، ففي عدم وجود التلوث الناتج عن الإضاءة الصناعية ، كان الليل مظلما لا يضيئه إلا القمر وتلألؤ النجوم ، وكان الإنسان يحدد طريقه في الليل عن طريق النجوم .
والتاريخ ذكر أن قدماء المصريين كانوا على دراية كبيرة بالفلك ، وقد استخدموه في بناء المعابد و الأهرامات وقياس طول العام الذي بواسطته يتم تحديد فيضان النيل .
أما حضارات بابل و أشور فإنها كانت غنية بمعلوماتها الفلكية حيث سجلوا خسوف القمر وقاسوا دورته وعرفوا حركته الظاهرية وعبدوا الكواكب السبعة .... وحيث أن الكواكب تظهر للمشاهد متحركة بين النجوم لذا أطلق عليها الأقدمون (النجوم السيارة) وأطلقوا على النجوم أيضا (النجوم الثوابت) ليفرقوا بينها وبين الكواكب . كما أن حضارات الصين والهند والعرب قبل الإسلام سجل لهم التاريخ أعمالا فلكية متعددة .
• أما الحضارة اليونانية تميزت بالطابع الفلسفي حيث وضعت بعض الأفكار عن دوران الأجسام في السماء وهل الشمس مركز الكون أم الأرض ؟ وغيره من أن الكون أكبر من العالم المعروف بمرات كثيرة وأن النجوم والشمس يقعان في وسط السماء .
• وعندما جاء الإسلام حصل تطورا هائلا في فترة ازدهار الدولة الإسلامية وذلك لارتباط الفلك بالدين من حيث العبادات لحساب مواقيت الصلاة وتحديد أوائل الشهور العربية أو لفهم بعض الآيات الكونية حيث حث الله المؤمنين في مواضع شتى للنظر إلى السماء والتفكر في آياتها ، قال تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ............) .
• كما قام المسلمون بترجمة الكتب وتنقيحها وتصحيحها ، ووضعوا ذلك في كتب تضمنت جداول ومعلومات أسموها (الأزياج) ، ووضعوا الكثير من الأسس والقواعد الفلكية المهمة ، بل برهنوا على دوران الأرض والكواكب حول الشمس ، وقد بذلوا جهدا كبيرا في وضع قواعد لضبط مواقيت الصلاة ، كما استنتجوا طرقا لحساب بداية الشهور العربية وضبط التقويم الهجري ، كما أجروا التجارب العلمية لحساب خطوط الطول والعرض لشتى المدن الإسلامية وغير ذلك الكثير .
• وحيث يقول (جورج سارتن) في كتابه (المدخل لتاريخ العلوم) : إن البحوث التي قام بها العرب والمسلمين في حقل الفلك كانت مفيدة للغاية ، إذ أنها هي بالحقيقة التي مهدت الطريق للنهضة الفلكية الكبرى التي ازدهرت في عهد (كبلر) و(كوبرنيك) ، ويقول (شكات) في كتابه (تاريخ الرياضيات) : كانت قياسات علماء العرب والمسلمين في الفلك إلى حدّ كبير أصح من قياسات اليونان .
• وكوننا متأثرون لغويّا وحضاريّا بما لدى الغرب من تقدم علمي ، حيث أدخلنا بعض الألفاظ الأجنبية في لغتنا ، وهو نفس الحال والإحساس الذي كان يتملك الغرب في العصور الوسطى نحو المسلمين ، حيث اهتموا باللغة العربية وأدخلوا بعض المسميات العربية في ترجماتهم .
• وفي الحضارة الحديثة استطاع الإنسان أن يطور طرق الرصد حتى أصبحت لديه القدرة على رصد المجرات والتعرف عليها ، فقد تم النجاح في التعمق في دراسة الكون للتعرف على ما فيه حتى استطاع ارتياد الفضاء ، وجعل المركبات الفضائية تتجول في الفضاء بين كواكب المجموعة الشمسية.
الكون ؟
• الكون معظمه فارغ ذو ليل أبدي مظلم بارد تسبح فيه المجرات. ولا يمكن قياس المسافة بينها بالمقاييس المألوفة لدينا ، ولكن يستخدم مقياس المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة واحدة ؛ فهو يقطع مسافة تقارب مليون مليون كيلومتر ، ويدعى ذلك المقياس بالسنة الضوئية وهي لا تقيس الزمن بل تقيس المسافات الكبيرة جداً .
• فإذا وقفنا على نقطة مرتفعة من سطح كوكبنا (الأرض) لنتطلع بأوسع أفق للرؤية بين أرجاء كوننا فسوف نرى أجزاء متناثرة من الضوء لا تحصى، وهي تلك المجرات فرادى وجماعات منتظمة في عناقيد مجرية تتحرك كلها سابحة ومندفعة بتباعد إلى ما لا نهاية عبر الظلام الكوني الكبير في جميع الاتجاهات بالنسبة لنا. وكأننا في منتصف المسافة بين حافتي الكون المعروفتين حالياً التي تبعد عنا إحداها عشرة بيليون سنة ضوئية .
• الكون كلمة من الكلمات التي كثيراً ما نسمع بها ونقرأها ونتداولها في أحاديثنا، ولكنها من حيث المعنى والدلالة لا يفوقها شيء ، فهي تحتوي كل شيء في طياتها ؛ فالكون أكبر وأوسع مما نفكر به أو نتخيله. فهل أحد يعلم أبعاده، ويدرك حجمه ، ويستطيع أن يدلنا على محتواه الغني بالتجمعات النجمية والسحب الغازية والغبارية ( السديم ) التي تشكل معاً ما يدعى باسم المجرات التي يفصل بين بعضها مسافات هائلة من الفراغ ( الفضاء الكوني )
مكونات الكون ..
أولا المجرات
إن المجرات هي الوحدات الأساسية في البناء الكوني ، وهي تتجمع مع بعضها ، كما يتجمع الأفراد لتشكيل المجتمع . وكل مجرة مفصولة عن الأخرى بفضاء فارغ تماماً ، إلا من بعض ذرات الهيدروجين . وتعد المجرات بمثابة أقاليم مستقرة نسبياً في السماء وهي تدخل ضمن دورة حياتية من الولادة والتطور والتلاشي ، بحيث أن حياتها تنتهي بانفجار ينجم عنه تبعثر شديد وتطاير كبير للمادة الأساسية فيها لتعود على ما يشبه ما قبل مرحلة نشأتها الأولى .
وتتكون المجرة عموماً من أعداد كبيرة من النجوم والسحب الغازية – الغبارية (السديم) . ويوجد في الكون أكثر من مئة بليون مجرة، كل واحدة تضم بين 100 – 1000 بليون نجماً ، وأعداد كبيرة من السدم. وتتخذ المجرات في الكون أحجاماً وأشكالاً مختلفة ومتعددة.
وعلى الرغم من أمكانية العلماء تحديد الأشكال التي تنتظم فيها تلك المجرات، إلا أنهم ما زالوا بعد غير قادرين على الاجابة عن كثير من الأسئلة ، مثل كيفية تغير شكل المجرة ، ولمعانها ، وبريقها خلال مجرى حياتها.
تصنيف المجرات :
قام العلم الفلكي الامريكي (( هوبل E.Hubble )) في عام 1925 بتصنيف المجرات إلى أربعة مجموعات رئيسة تبعاً لشكلها وبنيتها ، هي :
المجرات اللولبية ( الحلزونية )
المجرات غير المنتظمة
المجرات الاهليلجية
أمثلة على المجرات :
1/ مجرّة أندر وميدا قرص مستدير ذو هيئة لولبية, ولها ذرعان يتكونان من مليارات النجوم, يدوران على تلك الهيئة.. ولها تابعين صغار مثلها , كأقمار للمجرّة .
2 / مجرة M100
3/ إحدى أضخم وألمع المجرّات المعروفة .. تسمى مجرّةM101 أو مجرّة المروحة نسبة لشكلها العام. تمتد على قطر يبلغ مائتين ألف سنة ضوئية , وتقع على مسافة عشرين مليون سنة ضوئية .
4/ مجرّة M 104 تبعد عنا 40 مليون سنة ضوئية.
5/ مجرة درب التبانة :
إن مجرَّتنا واحدة من بين ملايين المجرَّات!! والتي يقدر عددها ب 100,000 مليون مجرّة . بعض هذه المجرّات فيها من النجوم أكثر من مجرتنا ب (13) مرَّة!!. لقد قدر قطر درب التبانة بمئة ألف سنة ضوئية وسماكته حوالي ألفين سنة ضوئية , وَحُسِبَ موقع نجمنا الشمس فيه على بعد ثلاثين سنة ضوئية من المركز .
ان كوكبنا الأرضى يقع في منظومة الشمس , وشمسنا هي واحدة من بين ملايين النجوم الموجودة في مجرتنا , والنظام الشمسي يعتبر قرية صغيرة جداً, تضم الشمس كمركز وعشرة كواكب معروفة حتى الآن وكما شكلت شمسنا المجموعة الشمسية ’ فإن ملايين النجوم الموجودة في مجرتنا يعتقد أنها تشكل ملايين المجموعات النجمية "إن صح التعبير" مجرتنا تحتوي على ألوف الملايين من ”المجموعات الشمسية “ .
ثانيا النجوم
• النجم جسم سماوي ضخم يتكون من غازات ساخنة تقع داخل مجال جاذبيته ويصدر إشعاعا كهرومغناطيسيا خاصة الضوء نتيجة للتفاعلات النووية داخل النجم. وتظهر النجوم على أنها ثابتة ومحتفظة بنفس مكانها في السماء عاما بعد آخر، ولكن في الحقيقة، فإن النجوم في حركة مستمرة ولكن المسافات التي تقطعها ضخمة جدا بحيث إن التغيرات النسبية في موقعها تظهر على مدار قرون فقط.
• ويبلغ عدد النجوم التي يمكن للعين المجردة رؤيتها حوالي (8000) نجم، منها (4000) نجم يمكن رؤيتها من نصف الكرة الشمالي والأربعة آلاف الأخرى من نصف الكرة الجنوبي. كما يمكن رؤية ألفي نجم فقط في أي وقت من الأوقات في نصف الكرة الشمالي أو الجنوبي، أما الألفان الأخريان فتوجدان في السماء في ضوء النهار. ويؤدي ضوء الشمس الساطع إلى عدم ظهورها أثناء النهار.
• وقد حسب علماء الفلك أن عدد النجوم في درب التبانة وهي المجرة التي تنتمي إليها الشمس يبلغ مئات الملايين. أما درب اللبانة نفسها فهي واحدة فقط من عدة مئات من بلايين المجرات التي يمكن لأجهزة التليسكوب الحديثة أن تراها. وبالنسبة للنجوم التي تظهر في السماء فهي تلك القريبة من النظام الشمسي في درب التبانة.
قصة حياة النجوم
1. تولد النجوم جميعها ضمن سحب هائلة من الغازات و الغبار تدعى السحب السديمية ، يلتف الغبار و الغاز معاَ و يشكلان كتلة تكبر شيئاَ فشيئاَ ثم تتقلص و تصبح حارة جداَ و كثيفة جداَ و يبدو التفاعل الكيماوي الحادث داخل الكتلة بالإضاءة ، لقد تكونت نجوم جديدة .
2. تلمع النجوم بلون ابيض او ازرق و تكون شديدة اللمعان بداية ، و بعد ذلك تهدأ قليلاَ و تبدأ باللمعان الثابت المتوسط لزمن طويل الامد و يرتبط هذا الزمن بحجم النجم . شمسنا مثلا تقارب 100000مليون سنة . اما النجوم العملاقة و العملاقة جداَ فهي ذات حياة اقصر تبدأ ببضع ملايين السنين .
3. تحرق النجوم في مرحلتها الحياتية المتوسطة الهيدروجين في تفاعل نووي يحدث في مركزها . تفقد النجوم طاقتها بالتدريج و تصبح غير مستقرة ، تنخفض حرارتها ، و تتحول الى نجوم عملاقة حمراء بعد ان تنتفخ . و ما يحدث بعد هذا يعتمد على الحجم الاصلي للنجم.
4. بعد مرحلة العملاق الاحمر تنكمش بعض النجوم متحولة الى نجوم قزمة بيضاء بينما ينفجر بعضها الاخر و يتحول الى نجوم نيوترونية او ثقوب سوداء و فيما يلي شرح كل مرحلة .
النجوم النابضة :
• النجوم النابضة هي نجوم صغيرة جداً وكثيفة إلى درجة كبيرة وتعرف باسم النجوم النيوترونية ، وقد يصل قطرها إلى 20 كم فقط
• ويمكننا أن نقيس نبضات دورية منتظمة من الأشعة الكهرومغناطيسية التي ترسلها تلك النجوم أثناء دورانها المغزلي .
• ان بعضها يدور بسرعة مغزلية عالية جداً ، تصل إلى 1000 دورة في الثانية . (الحركة المغزلية هي أن يدور الجسم حول نفسه مثل المغزل) .
ثالثا الكويكبات
• ونحن نمر في رحلتنا خلال المجموعة الشمسية وبعد أن نغادر المريخ في طريقنا إلى كوكب المشتري نقف بمنطقة تنتشر فيها مجموعة كبيرة من الصخور المختلفة الأشكال والأحجام تسمى بمنطقة حزام الكويكبات , فما هي هذه الكويكبات ؟
• الكويكبات عبارة عن صخور تسبح في الفضاء بأحجام وأشكال مختلفة تتراوح أقطارها ما بين بضعة مئات من الأمتار إلى اضخمها ويسمى سيريس وقطره حوالي 940 كيلو مترا .
• ويمكن تقسيم الكويكبات بحسب المواد المكونة لها وإن كانت على العموم مكونة من صخور بعضها ناري متحول وبعضها حديدي وآخر كربوني وهكذا أنها تكونت من السحابة الكونية التي شكلت الكواكب ولكن السؤال يبقى مطروحا : لماذا لم يتم تلاحمها في جسم واحد كما حصل لباقي الكواكب ؟ وتقول النظرية الاخرى بأن : حزام الكويكبات تكون بعد أن تفجر كوكب عند اصطدامه بجسم آخر وتحطم الى اجزاء صغيرة إلا ان هذه المقولة يردها القول بأنه لو جمعنا كل الكويكبات الموجودة في الحزام فإنها لن تشلك الا جسما صغيرا لا يبلغ حجمه حجم قمر كتلته معقولة عدا ان يكون كوكبا .
رابعا النيازك
• النيازك كويكبات تخرج عن مدارها القائم بين كوكبي المريخ والمشتري بفعل جاذبية المشتري الكبيرة من جهة وبفعل جاذبية المريخ من جهة ثانية.
• وبعد أن تتخلص النيازك من جاذبية الكوكبين المذكورين فانها تهيم في الفضاء فتقع في جاذبية بعض الكواكب والأقمار ومن بينها قمرنا وأرضنا , والجزء الأكبر بسقط على سطح القمر فيعمل القمر كدرع لحماية كوكبنا الأرض من تلك الكويكبات واذا ما اقترب من كوكب الأرض وخضع لجاذبيتها فانه يهوي باتجاه سطحها بسرعة متوسطة قدرها 20 كلم , ويؤدي احتكاك تلك الكويكبات بغازات جو الأرض وغباره الى احتراق السطح الخارجي لها وتبخره تاركة وراءها رمادا دقيقا وساحبة خلفها ذيلا طويلا من اللهب الساطع .
• وعندما يصل ما تبقى منها الى سطح الأرض , فانه يرتطم به ارتطاما شديدا مخلفا في مكان سقوطه حفرة يختلف عمقها واتساعها باختلاف حجم ذلك النيزك الساقط .
خامسا المذنبات ( اجسام تتجول بين الكواكب )
المذنبات وتدعى أيضا كرة الثلج المغيرة , فهي في صلبها ثلج جاف والنواة صخر غير متجانس الشكل فمثلا وجد أن النواة في مذنب هالي كان لها شكل حبة البطاطا وطولها لا يتجاوز التسعة أميال وعرضها خمسة أميال فقط ويعتقد أن النواة تكونت منذ بدء الخليقة بدون تغير أو تبديل ولا تزال تحتفظ في طياتها أسرار خلق الكون وعند اقتراب المذنب إلى وسط المجموعة الشمسية فان لهيب الشمس يبخر نواة هذا المذنب ناتجا عن الهالة والذنب - الهالة رأس المذنب – وهي كالذنب تتكون من غازات متأينة وذرات غبار .
وقد وجدت السفينة الفضائية التي انطلقت لتقابل مذنب هالي بأن المادة التي تتبخر من النواة تندفع بقوة قبل أن تتبخر بشكل طبيعي وأهم ما يلفت النظر في المذنب هو الذنب نفسه .
والمذنب في بعض الأحيان يكون له ذنبان , وربما أحدهما مكون من غبار والآخر من غاز انفصل عن النواة بانحراف بسيط وذلك ناتج عن اختلاف في درجات الضغط الإشعاعي على المادة الثابتة
وقد يكون الذنب في بعض الحالات طويلا جدا , فمثلا المذنب الذي ظهر في عام 1843 كان له ذيل يبلغ في طوله المسافة ما بين الشمس والمريخ والتي تقدر بـــ 228 مليون كيلو مترا لكن عندما يبتعد المذنب عن المجموعة الشمسية فهذا الذنب يتلاشى قليلا قليلا حتى يختفي تماما ..
ولا يمكن ان ننسى الشمس والكواكب
منقوللللللللللللللللللللل للافادة
Comment