• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

    فتحت عيني على أيقونة
    والدي ، كان أول من انفتحت عليه عيناي في هذا العالم . إني أشبه الذاكرة بشريط سينمائي تسجل عليه كل صور الحياة ، من المهد إلى اللحد ، والعين بالكاميرا ، تلتقط ن بصورة تلقائية ن كل ما يظهر أمام عدستها ، ولا تحتفظ إلا بالصور و المشاهد التي تروق لها . وما تبقى تطرحه ، مثل شريط معطل ، في حقل النسيان كأن تطرح المهملات .
    فعلى شريط ذاكرتي ، صورة مكبرة ، من فجر حياتي – حفظتها ذاكرتي بورع ، وجملها الزمن بدلا من أن يمحوها - هي صورة والدي .
    من المرجح أنني كنت في السرير آنذاك . وكان والدي منحنيا فوقي . فكنا نتبادل النظرات مندهشين . فخروجي الحديث من اللا وجود ، كان يبرر رغبتي في الاستطلاع ، لأنني لم اكن قد رأيت شيئا لاخر من قبل ، غير والدي . فعدسة عيني كانت لا تزال بكرا . وكل شيء في الوجود كان جديدا بالنسبة لي . ورؤية شخصي الصغير الجديد ، كانت تبرر دهشة والدي أيضا . إذ إنه لم يكن قد اكمل العشرين من عمره بعد ، ولم يكن قد اجتاز مرحلة المراهقة . فجسمه كان لايزال ينمو ويكبر ، وعظامه تقوى . وكان متعجبا من كونه قد أصبح والدا . فكان ينظر إلي كأني سقطت من السماء فجأة .
    فكانت دهشتنا متبادلة .
    فأنا جد فخور ان تكون أولى الصور التي احتفظ بها من عالم الارض ، هي وجه بشري . إذ إنني ، فيما كنت انظر إلى وجه إنسان رأيت الله . ومن ير الله ير الكون بأكمله . فالمسيح تجسد لكي يرينا وجه الله الإنساني ، وقد قال ذلك بوضوح : " من رآني فقد رأى الآب " ( يو14/9)
    فأفضل صورة لله هي إنسان .





    السعادة الحقيقية تكون في قلبك
    لا تبحث عنها خارجا
    \/
    \ /
    \ /






  • #2
    رد: الساعة الخامسة والعشرون

    وأنا فخور كذلك لأن يكون أول ما رأيت على الأرض هو وجه والدي . فعما قريب تنطبق عيناي ، وتتوقفان عن تسجيل صور من الحياة . فالاموات لايرون أشياء الأرض . لذلك تراني أستعد أتم الاستعداد لمغادرة الأرض . لقد عشت القسط الأكبر من سني حياتي . أنفقتها كما تنفق الاوراق النقدية . فما تبقى لي منها ليس بشيء تجاه ما أنفقت ، تجاه ماعشت . وأمانة للحقيقة ، اقول ، إنني لم أر في حياتي قط ، حتى ولا في الحلم ، صورة أجمل من تلك الصورة المرتسمة في ذاكرتي ، وهي صورة والدي ، فلا لوحات مشاهير الفنانين ، ولا روائع الطبيعة ، ولا وجوه النسوة الجميلات المشرقة ، ولا جمال وجوه الاطفال السامي ، تضاهي جمال اول وجه بشري رأيته : وجه والدي .
    والتوضيح واجب : وجه والدي لم يكن صورة مماثلة للصور الأخرى التي التقطتها ذاكرتي كما يفعل الشريط السينمائي . إنها كانت مغايرة : لقد كانت أيقونة .
    ولفظة أيقونة (Icon ) هي يونانية . والقاموس يترجمها بلفظة صورة .
    والايقونة ، في الواقع ، هي صورة ، ولكنها ليست صورة أرضية بحتة . إنها سماوية و أرضية معا ، إنها مختلطة . كما تدل على ذلك اللفظة اليونانية( andriqueَ the) المركبة من لفظة (eosَth ) التي تعني الله . ومن لفظة ( aner ) التي تعني إنسان .
    والصورة الأرضية لا تصلح لن تكون أيقونة ، حتى ولو كانت صورة قديس . والتشريع الأرثوذكسي للأيقونات ، يحرم استخدام الصور تحريما مطلقا . وإذا عثر يوما على رسم أحد القديسين ، فلا يصح ان يوضع محل أيقونة القديس الذي يكرمونه. لن الرسم هو صورة الإنسان الأرضية فقط . و الأيقونة ، على العكس تماما ، هي صورته الكاملة ، الصافية في كل أبعاده الأرضية والسماوية .
    والصورة البشرية في الأيقونة ، هي مجردة من شوائب المادة الثقيلة القابلة للفساد ، والتي تتركب منها وهي في الحياة . وغنه لمن الإنصاف ان تجرد من شوائب المادة ، وأن ترد إلى خطوطها الأصلية . إن القديسين الذين نشاهدهم في الأيقونات هم بشر . ولكن بالرغم من أن جسدهم ترابي ن فقد عاشوا كما يعيش الملائكة المجردون عن المادة . فالوجه البشري والجسد ،
    هما إذا في الأيقونة منقيان ، مطهران ، ومنزهان عن كل ماهو أرضي ، وثقيل ن وزائل . فالوجه البشري يظهر صورة الإنسان النموذجي ، الأصلي ، النقي .





    السعادة الحقيقية تكون في قلبك
    لا تبحث عنها خارجا
    \/
    \ /
    \ /





    Comment


    • #3
      رد: الساعة الخامسة والعشرون

      مهما كانت الاعوام طويلة على الارض فستبقا صورة الله الذي تجسد بالابن
      هكذا الاعوام ستكون طولة ولكن الله هو بداخل القلوب البيضاء التي تشع محبة

      القصة حلوة واحداث جميلة
      شكرا ميرا والرب يسوع معاكي
      يـــــــــــســـوع مـــــــعـــــــي فـــــــمـــــــن عــــــــــــــلـــــــي ...,,
      تـــــــحـــــــيـــــــاتـــــــي
      داريــــن لــحــــدو
      ♰ ܕܐܪܝܢ ܠܚܕܘ ♰



      Comment


      • #4
        رد: الساعة الخامسة والعشرون

        Originally posted by MIRA View Post
        وأنا فخور كذلك لأن يكون أول ما رأيت على الأرض هو وجه والدي . فعما قريب تنطبق عيناي ، وتتوقفان عن تسجيل صور من الحياة . فالاموات لايرون أشياء الأرض . لذلك تراني أستعد أتم الاستعداد لمغادرة الأرض . لقد عشت القسط الأكبر من سني حياتي . أنفقتها كما تنفق الاوراق النقدية . فما تبقى لي منها ليس بشيء تجاه ما أنفقت ، تجاه ماعشت . وأمانة للحقيقة ، اقول ، إنني لم أر في حياتي قط ، حتى ولا في الحلم ، صورة أجمل من تلك الصورة المرتسمة في ذاكرتي ، وهي صورة والدي ، فلا لوحات مشاهير الفنانين ، ولا روائع الطبيعة ، ولا وجوه النسوة الجميلات المشرقة ، ولا جمال وجوه الاطفال السامي ، تضاهي جمال اول وجه بشري رأيته : وجه والدي .
        والتوضيح واجب : وجه والدي لم يكن صورة مماثلة للصور الأخرى التي التقطتها ذاكرتي كما يفعل الشريط السينمائي . إنها كانت مغايرة : لقد كانت أيقونة .
        ولفظة أيقونة (Icon ) هي يونانية . والقاموس يترجمها بلفظة صورة .
        والايقونة ، في الواقع ، هي صورة ، ولكنها ليست صورة أرضية بحتة . إنها سماوية و أرضية معا ، إنها مختلطة . كما تدل على ذلك اللفظة اليونانية( andriqueَ the) المركبة من لفظة (eosَth ) التي تعني الله . ومن لفظة ( aner ) التي تعني إنسان .
        والصورة الأرضية لا تصلح لن تكون أيقونة ، حتى ولو كانت صورة قديس . والتشريع الأرثوذكسي للأيقونات ، يحرم استخدام الصور تحريما مطلقا . وإذا عثر يوما على رسم أحد القديسين ، فلا يصح ان يوضع محل أيقونة القديس الذي يكرمونه. لن الرسم هو صورة الإنسان الأرضية فقط . و الأيقونة ، على العكس تماما ، هي صورته الكاملة ، الصافية في كل أبعاده الأرضية والسماوية .
        والصورة البشرية في الأيقونة ، هي مجردة من شوائب المادة الثقيلة القابلة للفساد ، والتي تتركب منها وهي في الحياة . وغنه لمن الإنصاف ان تجرد من شوائب المادة ، وأن ترد إلى خطوطها الأصلية . إن القديسين الذين نشاهدهم في الأيقونات هم بشر . ولكن بالرغم من أن جسدهم ترابي ن فقد عاشوا كما يعيش الملائكة المجردون عن المادة . فالوجه البشري والجسد ،
        هما إذا في الأيقونة منقيان ، مطهران ، ومنزهان عن كل ماهو أرضي ، وثقيل ن وزائل . فالوجه البشري يظهر صورة الإنسان النموذجي ، الأصلي ، النقي .
        تسجيل متابعة ميرا
        وهكمل معكي البقية
        يـــــــــــســـوع مـــــــعـــــــي فـــــــمـــــــن عــــــــــــــلـــــــي ...,,
        تـــــــحـــــــيـــــــاتـــــــي
        داريــــن لــحــــدو
        ♰ ܕܐܪܝܢ ܠܚܕܘ ♰



        Comment


        • #5
          رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

          شكرا شيري ع ردك الرائع
          وانشالله تنال اعجابكون لانو عن جد متل ماقلتي القصة حلوة
          واحداثها رائعة





          السعادة الحقيقية تكون في قلبك
          لا تبحث عنها خارجا
          \/
          \ /
          \ /





          Comment


          • #6
            رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

            اكيد شيري
            الرب معك





            السعادة الحقيقية تكون في قلبك
            لا تبحث عنها خارجا
            \/
            \ /
            \ /





            Comment


            • #7
              رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

              وكما انه يستحيل وجود ماء كامل النقاء في حالته الطبيعية ، كذلك أيضا ، يستحيل على قديس وهو في الحياة ، أن يكون كما تبرزه الأيقونة . فمهما بلغت درجة نقاء الماء ، يظل ملونا ببعض الأملاح ، والغازات ، والمواد الاخرى . إذ إن الماء النقي كيماويا . المركب حسب الوصفة العلمية ، من الاوكسجين والهيدروجين ، لايوجد إلا نظريا . حتى وإن وجد هذا الماء في الطبيعة ، فإنه لا يصلح للشرب ، فالماء النقي ، الخالص كيماويا ، لايشرب .
              وهكذا الصورة البشرية في حياتها الأرضية . إنها ملوثة ، مثل الماء الصالح للشرب . غنها تحمل كل الشوائب التي دخلت ، فيما بعد ، على طبيعتها الأصلية . ولكن هذه الشوائب ليست من أصلها .
              وفي الأيقونة الأرثوذكسية ، ترسم الصورة البشرية كما هي في الأصل ، كما كانت في بدء الخليقة . فكل أيقونة تمثل النموذج الأصلي للإنسان . فالجسم البشري منزه عن قوانين المادة والزمان والمكان . وصورة بشرية مجردة هكذا ، كما كانت في حالتها الأولى والأصلية هي خالدة . انها تعكس صورة الله الذي خلقت على مثاله .
              فالأيقونة إذن ، لاتمثل حقيقة أرضية . فكل ايقونة هي نافذة على السماء . والصورة التي نراها فيها ، هي حقيقة علوية . ففي الأيقونة نعرف الشخص أو القديس ، أو القديسة الذين عاشوا بيننا على الارض ولكننا لا نعرفهم حسب الجسد فمهمة من يرسم الأيقونات (le Zographos)
              هي غاية في الصعوبة . لانه من المستحيل ان يرسم الإنسان بيده اللحمية ، وبمواد عرضة للتلف – كالحبر والزيت و الألوان- حقائق خالدة لا توجد إلا في السماء . وبتقريب الصورة ما أمكن ، من النموذج الإلهي والسماوي ، يلجأ الفنان إلى وسيلة واحدة : إستخدام الرموز . أي تجسد حقيقة علوية ، بطريقة غير مباشرة . لأن هذه الحقيقة لا تدرك مباشرة .





              السعادة الحقيقية تكون في قلبك
              لا تبحث عنها خارجا
              \/
              \ /
              \ /





              Comment


              • #8
                رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

                وفي الكنيسة توجد أيقونة واحدة ، وحيدة ، كاملة ، لم تصنع بأيد بشرية . إنها وجه المسيح الذي انطبع بأعجوبة ، وبدون تدخل بشري . إنها تعرف باسم " الوجه المقدس "(( la Sainte Face
                وماعدا هذه الصورة التي لم تصنعها يد بشرية ، كل الأيقونات تلجأ إلى الرموز فتقلد الحقائق السماوية بواسطة المواد الأرضية .
                وأجمل أيقونة ، في نظري ، هي وجه والدي ، كما طبع في ذاكرتي لما فتحت عيني لأول مرة على العالم ، وأنا لا أزال في السرير . لقد تحققت فيما بعد إنها كانت مطابقة كل المطابقة لقوانين وقواعد علم الأيقونات البيزنطية الصارمة . وانفتاح عيني الأول على أيقونة بهذا الرونق، هو الذي حدد خط حياتي بدقة تامة .
                إن الأيقونة تشبه ، بوجه من الوجوه ، الملصقات الدعائية التي تعرضها مكاتب السفريات ، والتي تقدم لنا صورة رائعة عن بلد تدعونا لزيارته . فكما إن كل ملصقة هي بطاقة دعوة للسفر إلى بلد الروائع ، هكذا الأيقونة هي أيضا دعوة للسفر إلى بلد الروائع ، هكذا الأيقونة هي أيضا دعوة إلى فوق ، إلى السماء ، فالأيقونة كالملصقات السياحية ، ترينا صورة : صورة الحقائق السماوية . هكذا ، وأنا أفتح عيني ، تلقيت دعوة إلى السماء . ومن الممكن أنه ، بسبب هذه الدعوة ، كان سفري إلى السماء موضوع اهتمامي الأوحد .وثقة مني بأنني مدعو إلى خارج العالم الأرضي ، قبلت ، بدون أي تفضيل ، كل المراكز التي أعطيتها هنا على هذه الأرض .
                كنت أراها رديئة و مؤقتة . كنت اعرف أن " السماء عرشي ، و الأرض موطئ قدمي " (أعمال 7/49 ) .
                و إذا ما عرفنا جزءا صغيرا من الحقيقة السماوية من خلال زاوية من نافذة الأيقونة ، نرى أن الأرض صغيرة فعلا ، وحقيرة . وندرك أن الأرض لا تصلح إلا موطئ قدم للوصول إلى السماء . فهذا كان قرار عملي ، وهكذا عملت دائما . لقد عشت وأنا أغني : " إلتحق بموكب الملائكة ... ومر الأبواب أن ترفع أعتابها وتعليها " . وهكذا حصلت الأشياء . فكما أن أشخاصا يصبحون بحارة ، لأنهم في صغرهم كانوا ينظرون إلى صور البحر ، هكذا أنا استذقت طعم السماء ، فأصبحت السماء هدف رحلتي بعد هذه الحياة . لن صورة والدي التي فتحت عيني عليها ، كانت مشهدا عن الأعالي . كانت مشهدا عن السماء . فقررت وجهة حياتي.
                واختياري لهذا الاتجاه ، أورثني عذابات كثيرة لن تنتهي إلا بالموت ، ومعاصريّ – رجال عصر العلم والمادة ، الذين يقيسون كل شيء ويدققون بكل شيء ، ويضبطون كل شيء – حاولوا أن يضبطوا ، بطريقة علمية ، اتجاه حياتي ، وأفكاري ، و آرائي ، وأعمالي كما يفعلون مع كل مواطن .
                وزيادة في التدقيق في اتجاهات المواطنين ، إنهم يستخدمون البوصلة . ولكن المؤسف هو أن البوصلة لا تشير إلا إلى الاتجاهات على هذه الأرض . فلاحظ معاصريّ ، والبوصلة في يدهم أنني لا أتجه لا يمينا ولا غربا ، لا شمالا ولا شرقا ، لا إلى الأمام ولا إلى الوراء . فاستنادا إلى علمهم ، استنتجوا أن لا اتجاه لي . إنني مثل الريح أسير في كل الاتجاهات . وبدا لهم وضعي مشبوها وخطرا ، فأنزلوا بي عذابات فظيعة . إنني في الواقع أقر لهم بهذا الحق . إنهم يريدون أن يعرفوا موقف كل فرد و اتجاهه لكي يراقبوه . فإذا كان على الخط الذي تنهجه السلطة ، يساعدونه . وإذا كان على خط آخر ، يقتلونه . وبما ان بوصلتهم تعجز عن ضبط خطواتي ، فلا يمكن أن يساعدوني ، فيزيد عدد مؤيديهم واحدا ، ولا ان يقتلوني ، فينقص عدد مناهضيهم واحدا . فكانت حياتي مبعث ضيق وإحراج لهم ، لأنني كنت دائما ، حاضرا ، حيث لم يكونوا في انتظاري . فكانت البوصلة تعجز عن تحديد اتجاهي . ولكن رغم كل المضايقات التي سببتها لمعاصريّ ن فإني مرتاح الضمير . فالخطأ يقع عليهم وحدهم . لماذا يستعملون أجهزة ، كالبوصلة مثلا ، لاتشير إلا إلى الجهات الأربع ، ولا تشير إطلاقا إلى السماء ؟ فبما أن أجهزتهم لا تشير إلى السماء ، استنتجوا أن لاوجود للسماء ن بئس الأمر أمرهم ! فالسماء هي وجهتي . وزيادة في الطيبة ن لقد كان بإمكاني أن أعدل عن السماء . إرضاء لمعاصريّ . ولكن الأمر غير وارد . بإمكاني أن أتنازل عن كل شيء ، إلا عن السماء . فأنا مدعو إليها . غنها أول دعوة تلقيتها من خلال أيقونة والدي ن لما فتحت عيني لأول مرة . وهذه هي الدعوة الوحيدة التي أصر على تلبيتها مهم كلف الأمر .





                السعادة الحقيقية تكون في قلبك
                لا تبحث عنها خارجا
                \/
                \ /
                \ /





                Comment


                • #9
                  رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

                  نبذة تاريخية وجغرافية
                  ما الذي كان يميز والدي عن باقي الرجال حتى أجرؤ فأقول إنه أيقونة ؟
                  لا شيء ؟
                  فالمسيحيون لا يتميزون عن غير المسيحيين ، لا بالأوطان و لا باللغة ، ولا بنمط حياة خاص . لأنهم لا يحتكرون مدنا ، ولا لغة . إنهم يسكنون في مدن إما متحضرة وإما متخلفة . كما شاء حظهم أن يكونوا . إنهم يشابهون اهل بلادهم في المأكل والملبس ، وفي ممارسة كل العادات والتقاليد . يعيشون حياة مدهشة ، يعتبرها الكل معجزة . يعيشون في أوطانهم وكأنهم غرباء . يشاركون في كل شيء كمواطنين . ويعانون صعوبات من ليسوا من أبناء البلد . كل أرض غريبة هي وطنهم . وكل وطن هو غريب عليهم ... إنهم في الجسد يعيشون وكأنهم ليسوا في الجسد . يعيشون على الأرض والسماء موطنهم . يعيشون في العالم ، وكأنهم ليسوا في العالم . ووالدي كان مسيحيا . إذن ، لم يكن ينتسب إلى الأرض إلا مؤقتا ، كما يقول (diognete ) في هذه الرسالة التي ترجع إلى القرن الثاني للميلاد .
                  كان والدي كاهنا في قرية ريفية تضم مئتي نسمة . وكان هؤلاء المؤمنون يعيشون في بيوت من خشب ، صغيرة ، متفرقة ، تنتشر على جبل قاحل على مسافة ثلاثين كيلو مترا . تقع رعية والدي ، هذه ، في ضاحية أوروبا ، شرقي مولدافيا . على المنحدر الشرقي لجبال الكاربات : إني لا امل من وصف هذا المشهد في كل رواياتي . وأجدادي الذين كانوا يعيشون في منطقة بيترودافا هذه ، كانوا يسمون أنفسهم " الخالدون " .
                  كانوا يسمون أنفسهم : شعب الخالدين ، لأنهم وإن كانوا قد عاشوا قبل المسيح بزمن بعيد ، فقد كانوا على يقين من أنهم لا يموتون . إذ إن الموت الجسدي بنظرهم ، هو انتقال من هنا ، من الأرض إلى فوق ، إلى السماء . فكانوا ينتظرون الموت بفارغ صير ، لأن أجدادي الخالدين سكان بيترودافا ، كانوا يزدرون الأرض والمادة لأنها تدوم زائلة وقابلة للفساد . أجدادي الخالدون الموقرون ، الذين كان اليونانيون والشعوب القديمة يسمونهم ( Daces ) و ( Getes ) لم يعلقوا قلوبهم قط بأشياء الأرض . مثلهم مثل السياح الذين لا تتعلق قلوبهم بالأرض التي تدوسها أقدامهم ، لانهم كانوا يعرفون أنهم سيوجدون غدا في بلد آخر . وقد حارب الخالدون ثلاثة قرون ضد الرومان الغزاة . ونحو السنة المئة هزموا واستولت عليهم جحافل الأمبراطورية الرومانية .
                  وكان من عادات الخالدين أن يفضلوا الموت دائما على العبودية . ولهذا السبب انتحروا قبل أن يفعلوا في قبضة المنتصرين . إنتحروا قبل أن يقعوا في قبضة المنتصرين . إنتحروا جميعا . الشعب والملك . نحروا قلوبهم بحطام خناجرهم .
                  ولما وصل الرومان المنتصرون ، لم يجدوا في وطن الخالدين إلا العجزة والنساء والأطفال مع أمهاتهم ومع الشيوخ فمع هذه الفئة من الشعب بدأ الرومان الاستعمار .





                  السعادة الحقيقية تكون في قلبك
                  لا تبحث عنها خارجا
                  \/
                  \ /
                  \ /





                  Comment


                  • #10
                    رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

                    ميرسي إلك مرمر
                    عنجد القصة الموضوع حلو
                    و بالأخص هالتعريف للمسيحين
                    فالمسيحيون لا يتميزون عن غير المسيحيين ، لا بالأوطان و لا باللغة ، ولا بنمط حياة خاص . لأنهم لا يحتكرون مدنا ، ولا لغة . إنهم يسكنون في مدن إما متحضرة وإما متخلفة . كما شاء حظهم أن يكونوا . إنهم يشابهون اهل بلادهم في المأكل والملبس ، وفي ممارسة كل العادات والتقاليد . يعيشون حياة مدهشة ، يعتبرها الكل معجزة . يعيشون في أوطانهم وكأنهم غرباء . يشاركون في كل شيء كمواطنين . ويعانون صعوبات من ليسوا من أبناء البلد . كل أرض غريبة هي وطنهم . وكل وطن هو غريب عليهم ... إنهم في الجسد يعيشون وكأنهم ليسوا في الجسد . يعيشون على الأرض والسماء موطنهم . يعيشون في العالم ، وكأنهم ليسوا في العالم
                    بتعرفي ليش المسيحي بيعيش في وطنه كأنه غريب
                    لأنه وطنه الحقيقي هو أورشليم السماوية
                    ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه
                    خِسرتُ كل الأشياءِ و أنا أَحسبها نفاية لكي أربح المسيح
                    http://www.christian-guys.net/vb/showthread.php?t=86580

                    Comment


                    • #11
                      رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

                      نشكر الرب على كل شيء
                      علمتني الحياة أن جرحى لايؤلم احد ف الكون غيري


                      وان أثمن الدموع وأصدقها هي التي تنزل بصمت ..دون أن يراها احد


                      وان افرح مع الناس وان احزنوحدي


                      وان دواء جراحي الوحيد هورضائي بقدري


                      وان أعظم نجاح هو أن انجح فالتوفيق بين رغباتي ورغبات من حولي

                      Comment


                      • #12
                        رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

                        Originally posted by ninos View Post
                        ميرسي إلك مرمر
                        عنجد القصة الموضوع حلو
                        و بالأخص هالتعريف للمسيحين
                        فالمسيحيون لا يتميزون عن غير المسيحيين ، لا بالأوطان و لا باللغة ، ولا بنمط حياة خاص . لأنهم لا يحتكرون مدنا ، ولا لغة . إنهم يسكنون في مدن إما متحضرة وإما متخلفة . كما شاء حظهم أن يكونوا . إنهم يشابهون اهل بلادهم في المأكل والملبس ، وفي ممارسة كل العادات والتقاليد . يعيشون حياة مدهشة ، يعتبرها الكل معجزة . يعيشون في أوطانهم وكأنهم غرباء . يشاركون في كل شيء كمواطنين . ويعانون صعوبات من ليسوا من أبناء البلد . كل أرض غريبة هي وطنهم . وكل وطن هو غريب عليهم ... إنهم في الجسد يعيشون وكأنهم ليسوا في الجسد . يعيشون على الأرض والسماء موطنهم . يعيشون في العالم ، وكأنهم ليسوا في العالم
                        بتعرفي ليش المسيحي بيعيش في وطنه كأنه غريب
                        لأنه وطنه الحقيقي هو أورشليم السماوية

                        شكرا نينوس ع مشاركتك اكيد المسيحي الحقيقي مابيفكر بمكان او زمان
                        تفكير محصور بملكوت الله هو بيقدم كلشي للمكان وللزمان الموجود فيه


                        Originally posted by بنت النور View Post
                        نشكر الرب على كل شيء
                        هلا بنت النور
                        اكيد منشكر الله ع كلشي





                        السعادة الحقيقية تكون في قلبك
                        لا تبحث عنها خارجا
                        \/
                        \ /
                        \ /





                        Comment


                        • #13
                          رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

                          وكان الخالدون يملكون مناجم ذهب غنية . فلاستخراج هذا الذهب من مناجم جبال الكاربات ، أرسلت روما خلال قرنين ، رجالا يؤمنون بيسوع المسيح . أرسلت مسيحييّ الأمبراطورية الرومانية . فهذه كانت طريقة ذاك العصر في معاقبة المسيحيين : أن يرسلوهم إلى المناجم للأشغال الشاقة : الأساقفة والكهنة والشهداء ،
                          والمعترفون الذين أتوا إلى بلادي مقيدين بالسلاسل ، ومكويين بالحديد المحمى بالنار ، حملوا كلمة الأنجيل معهم ، وعمدوا من كان على قيد الحياة من الخالدين مع أولادهم . وأنا فخور لأن يكون أجدادي قد تعمدوا على أيدي الأساقفة القديسين المحكومين بالأشغال الشاقة . إذ إن السلاسل لم تكن يوما متعارضة مع الكهنوت ، بل على العكس . فآثار الحديد المحمى على جبهة الكاهن هي علامة تتناسب مع خاتم الروح القدس .
                          فبفضل الكهنة المحكومين بالأشغال الشاقة - معاصري القديس كليمنضوس الروماني – تنصرت بلاد الخالدين نحو السنة المئة . وتعمد الخالدون على أيدي أفضل الكهنة في الكنيسة . لأن روما لم ترسل إلى الأشغال الشاقة في المناجم لا الفاترين ولا من هم دون الوسط . فمن هم دون الوسط لم يضطهدوا ولن يضطهدوا فالصاعقة لا تنقض إطلاقا على الأماكن المنخفضة . ألكبير وحده يتلقى الصاعقة على رأسه . فالقديسون المحكومون بالأشغال الشاقة ، الذين بشروا أبناء وطني ، كانوا نخبة كنيسة المسيح . واحد من أقدم المصلوبين ( Crucifix ) في العالم ، يرجع إلى القرن الثاني ، قد وجد في وطن أجدادي الخالدين ، في ( Tomis ) .
                          فصلبان ذاك العصر نادرة الوجود . إذ إنه لفرط حبهم للمخلص ، كان يشق على إخوتنا القديسين الذين عاشوا في القرون الأولى للمسيحية ، أن يرسموا المصلوب . كان ذلك يفطر أكبادهم . لذلك كانوا يمتنعون عن نحت المصلوب .
                          إذا تحدثت هنا عن آبائي الخالدين ، فليس لأنهم أسلافي ، ولا للافتخار بهم ، مع إني فخور بأصلي ، وإنما لكي أوفر على البعض الوقوع في خطأ التفتيش عن وطني على الخريطة الجغرافية فقط .
                          طبعا إن رومانيا ، بلادي الجميلة ، المحبوبة والتعيسة ، تظهر على كل الخرائط الجغرافية ، مثل كل بلد آخر في العالم ، وتذكر في كل دليل سياحي . إنها تبعد ثلاثة آلاف كيلومتر عن باريس شرقا . توجد في جبال الكاربات شمالي نهر الدانوب . وتبرز على الخريطة بشكل دائري كالقمر وكالشمس . ولكن بما أن الخالدين كانوا ومازالوا يسكنونها ، فلا يصح التفتيش عنها على الخريطة الجغرافية فقط . إن جزءا منها فقط يوجد على مثل هذه الخرائط . لأن الخالدين الذين عاشوا قبل المسيحية ، لا يسلخون إلا قسطا صغيرا من حياتهم في هذا الوطن الأرضي . فموطني الحقيقي هو شبيه بالأيقونات ، كموطن أجدادي . إنه إلهي وإنساني Theandrique )) . قسم منه يوجد هنا في الكربات ، والقسم الآخر هو فوق ، في السماء . فالوطن الحقيقي هو في السماء ، كالأيقونة والكنيسة تماما ، هنا نسخة عن صورة ماهو فوق .
                          فمن أراد أن يستكشف وطني ، رومانيا، وأن يفهم سكانه وأعمالهم ، لايكفيه أن يتزود بخريطة جغرافية فقط ، وإنما عليه أن يتزود أيضا بمعرفة أمور السماء والأشياء العلوية .





                          السعادة الحقيقية تكون في قلبك
                          لا تبحث عنها خارجا
                          \/
                          \ /
                          \ /





                          Comment


                          • #14
                            رد: من الساعة الخامسة والعشرون الى الابدية

                            أبي الخادم في السماوات
                            لقد سبق أن قلت إن والدي كان كاهنا في قرية توازي مدينة باريس بمساحتها ولا يقطنها أكثر من مئتي نسمة .
                            أدركت فيما بعد أن الأب الجليل ، والدي ، كان نحيلا جدا . منتصب القامة ، فارعها مثل شجرة صنوبر فتية . فكان أقرب إلى مراهق ، شمخ قبل الأوان . منه إلى والد.
                            كان منظره يوحي إلي بأنه سريع العطب ، لدرجة أنني كنت أتصور أن ريحا ، أقوى من المعتاد بقليل ، كفيلة بأن تحمله وتنقله من الأرض إلى السماء . وكنت أتخيل ثنايا غنباره تنفتح كأجنحة السارافيم الكثيرة . وكنت دائم الخوف على فقده بهذه الطريقة ، فأصبح يتيم الأب .
                            شيئا فشيئا توضح لي لماذا كنت أشبه والدي بأيقونة – أي بإحدى المخلوقات السماوية – أكثر منه بأحد الأرضيين .
                            تفسير ذلك غاية البساطة . فالكل يعرف أن الخدام الأمناء الأصليين ، الذين يخدمون في قصور الملوك ، ويقضون حياتهم في صحبة الأسياد العظام ، يتوصلون لأن يقلدوا أسيادهم .
                            فكل الخدام في القصور وفي بيوت الأمراء الكبيرة ، يقلدون معلميهم في أصواتهم ، وتعابيرهم ، وحركاتهم وفي عاداتهم . وكل خادم أمين ، يتوصل في النهاية ، وبدون فعل إرادة منه ، لأن يقلد سيده بصورة عفوية . يقلده في كل شيء . كل خادم أمين يطابق بين شخصيته وشخصية معلمه ، لدرجة أنه يصبح ظله . يشابهه في كل شيء ، ويتبعه حيث يمضي .
                            هذا ماحصل لوالدي المسكين الذي كان خادما امينا لله . نظرته ملائكية وصوته سماوي رقيق ، ومشيته منزهة ، تشبه طيران الملائكة . فكل هذه الأشياء تجعل منه خليقة سماوية أكثر منها أرضية ، كلها من خصائص الله ، سيده . لأن والدي كان يقضي يومه بصحبة معلمه . همه الوحيد ، كان خدمة معلمه . فلم يكن له مشاريع خاصة به ، ولا آراء شخصية ، ولا مؤسسات باسمه . فآراؤه وأفكاره كانت آراء الله وأفكاره . ولم يعمل إلا ما يأمره به الله . وهذا أمر طبيعي فكل خادم أمين لا يحتفظ بآراء خاصة . إنه يعمل فقط لمصلحة سيده .
                            ولما تعرفت إلى والدي ، كان لا يزال في شرخ الشباب . فرغم حبه لسيده وتفانيه في سبيله ، لم تكن حداثة عمره لتسمح له بان يشابهه كل المشابهة ، مثل الخدام الشيوخ . ومع ذلك كان يطابق حياته على حياة سيده ، كما لو انه كان في خدمته من سنوات طويلة . فهذا يعني أن والدي قد ولد في خدمة الله . فجدي لأبي كان ايضا خادما لله . ووالده كذلك . وكل اسلافه الذكور كانوا كهنة في خدمة الله . ومنذ ان تنصروا لم يشد واحد عن هذه الخدمة ففي عائلتنا كنا دائما كهنة ابا عن جد مثل اللاويين اليهود . وكانوا كلهم كهنة رعايا في الريف ، في قرى جبلية ، على المنحدر الشرقي لجبال الكاربات .





                            السعادة الحقيقية تكون في قلبك
                            لا تبحث عنها خارجا
                            \/
                            \ /
                            \ /





                            Comment

                            Working...
                            X