عام 1934 كان ميلاد الشاعر محمد الماغوط في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية، نشأ في عائلة شديدة الفقر و كان أبوه فلاحاً بسيطاً عمل أجيرة في أراضي الآخرين طوال حياته، درس بادئ ذي الأمر في الكتّاب ثم انتسب إلى المدرسة الزراعية في سلمية حيث أتم فيها دراسته الإعدادية، انتقل بعدها إلى دمشق ليدرس في الثانوية الزراعية في ثانوية خرابو بالغوطة، يذكر أن والده أرسل رسالة إلى الثانوية يطلب منهم الرأفة بابنه فقاموا بتعليقها على أحد جدران المدرسة مما جعله أضحوكة زملائه؛ الأمر الذي دفعه إلى الهروب من المدرسة و العودة إلى سلمية [1].
قام الماغوط بعد عودته إلى السلمية بدخول الحزب القومي السوري دون أن يقرأ مبادئه، و كان في تلك الفترة حزبان كبيران هما الحزب القومي السوري و حزب البعث السوري ، وهو يذكر أن حزب البعث كان في حارة بعيدة في حين كان القومي بجانب بيته وفيه مدفأة أغرته بالدفء فدخل إليه وانضم إلى صفوفه، لم يدم انتماؤه الحزبي طويلاً و قد سحب عضويتها في الستينات بعد أن سجن و لوحق بسبب انتمائه.
وفي هذه الفترة عمل الماغوط فلاحاً و بدأت بوادر موهبته الشعرية بالتفتح فنشر قصيدة بعنوان "غادة يافا" في مجلة الآداب البيروتية. بعدها قام الماغوط بخدمته العسكرية في الجيش حيث كانت أوائل قصائده النثرية قصيدة "لاجئة بين الرمال" التي نُشِرَت في مجلة الجندي، وكان ينشر فيها أدونيسوخالدة سعيدوسليمان عواد، ونشرت بتاريخ 1 أيار1951، و بعد إنهاء خدمته العسكرية استقر الماغوط في السلمية.[1]
كان اغتيال عدنان المالكي في 22 أبريل1955 نقطة تحول في حياة الماغوط حيث اتُُّهِمَ الحزب القومي السوري باغتياله في ذلك الوقت ، ولوحق أعضاء الحزب، وتم اعتقال الكثيرين منهم، وكان الماغوط ضمنهم، و حُبس الماغوط في سجن المزة، و خلف القضبان بدأت حياة الماغوط الأدبية الحقيقية، تعرف أثناء سجنه على الشاعر علي أحمد سعيد إسبر الملقب بأدونيس الذي كان في الزنزانة المجاورة. [2]
خلال فترة الوحدة بين سوريةومصر كان الماغوط مطلوباً في دمشق، فقرر الهرب إلى بيروت في أواخر الخمسينات، و دخول لبنان بطريقة غير شرعية سيراً على الأقدام، و هناك انضمّ الماغوط إلى جماعة مجلة "شعر" حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال الذي احتضنه في مجلة «شعر» بعد أن قدمه أدونيس للمجموعة[1].
وفي بيروت نشأت بين الماغوط والشاعر بدر شاكر السياب صداقة حميمة فكان كان السياب صديق التسكّع على أرصفة بيروت، وفي بيروت أيضاً تعرّف الماغوط في بيت أدونيس على الشاعرة سنية صالح (التي غدت في ما بعد زوجته)، وهي شقيقة خالدة سعيد زوجة أدونيس، وكان التعارف سببه تنافس على جائزة جريدة «النهار» لأحسن قصيدة نثر.
عاد الماغوط إلى دمشق بعد أن غدا اسماً كبيراً، حيث صدرت مجموعته الأولى "حزن في ضوء القمر" (عن دار مجلة شعر، 1959)، التي ألحقها عن الدار نفسها بعد عام واحد بمجموعته الثانية "غرفة بملايين الجدران" (1960)، و توطدت العلاقة بين الماغوط و سنية صالح بعد فدومها إلى دمشق لاكمال دراستها الجامعية. وفي العام 1961 أدخل الماغوط إلى السجن للمرة الثانية و أمضى الماغوط في السجن ثلاثة أشهر، ووقفت سنية صالح وصديقه الحميم زكريا تامر إلى جانبه خلال فترة السجن، و تزوج الماغوط من سنية صالح عقب خروجه من السجن، و أنجب منها ابنتيه شام وسلافة.
في السبعينات عمل الماغوط في دمشق رئيساً لتحرير مجلة «الشرطة» حيث نشر كثيراً من المقالات الناقدة في صفحة خاصة من المجلة تحت عنوان "الورقة الأخيرة"، و في تلك الفترة بحث الماغوط عن وسائل أخرة للتعبير من أشكال الكتابة تكون أوضح أو أكثر حدة، فكانت مسرحياته المتوالية "ضيعة تشرين" و "غربة"، وفيها أراد الماغوط مخاطبة العامة ببساطة دون تعقيد، و هو واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه جريدة تشرين السورية في نشأتها وصدورها وتطورها في منتصف السبعينيات، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية ، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 وما بعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب «أليس في بلاد العجائب» في مجلة المستقبل الأسبوعية، وكان لمشاركاته دور كبير في انتشار «المستقبل» على نحو بارز وشائع في سورية.
كانت فترة الثمانينات صعبة وقاسية، بدأت بوفاة شقيقته ليلى بالسرطان عام 1984، ثم وفاة والده أحمد عيسى عام 1985، و كانت أصعب ضربة تلقاها هي وفاة زوجته الشاعرة سنية صالح عام 1985 بعد صراع مع المرض في مشفى بضواحي باريس حيث أمضت عشرة أشهر للعلاج من المرض الذي أودى بها، ثم وفاة أمه ناهدة عام 1987، و قد تركت هذه المآسي المتلاحقة الأثر الشديد على نفسه و أعماله و كتاباته.
في ظهيرة يوم الاثنين 3 نيسان2006 رحل محمد الماغوط عن عمر يناهز 72 عاماً وذلك بعد صراع طويل مع السرطان.
يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي، كتب الماغوط الخاطرة والقصيدة النثرية، وكتب الرواية والمسرحية وسيناريو المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي، و امتاز أسلوبه بالبساطة والبراغماتية و بميله إلى الحزن.
الأعمال المسرحية
الأعمال السينمائية
أهم مؤلفات محمد الماغوط
الشعر
المسرح
مسلسلات تلفزيونية
السينما
أعمال أخرى
من أقوال الماغوط
جوائز نالها
الجوائز التي نالها الماغوط خلال حياته:
كتب عنه
قام الماغوط بعد عودته إلى السلمية بدخول الحزب القومي السوري دون أن يقرأ مبادئه، و كان في تلك الفترة حزبان كبيران هما الحزب القومي السوري و حزب البعث السوري ، وهو يذكر أن حزب البعث كان في حارة بعيدة في حين كان القومي بجانب بيته وفيه مدفأة أغرته بالدفء فدخل إليه وانضم إلى صفوفه، لم يدم انتماؤه الحزبي طويلاً و قد سحب عضويتها في الستينات بعد أن سجن و لوحق بسبب انتمائه.
وفي هذه الفترة عمل الماغوط فلاحاً و بدأت بوادر موهبته الشعرية بالتفتح فنشر قصيدة بعنوان "غادة يافا" في مجلة الآداب البيروتية. بعدها قام الماغوط بخدمته العسكرية في الجيش حيث كانت أوائل قصائده النثرية قصيدة "لاجئة بين الرمال" التي نُشِرَت في مجلة الجندي، وكان ينشر فيها أدونيسوخالدة سعيدوسليمان عواد، ونشرت بتاريخ 1 أيار1951، و بعد إنهاء خدمته العسكرية استقر الماغوط في السلمية.[1]
كان اغتيال عدنان المالكي في 22 أبريل1955 نقطة تحول في حياة الماغوط حيث اتُُّهِمَ الحزب القومي السوري باغتياله في ذلك الوقت ، ولوحق أعضاء الحزب، وتم اعتقال الكثيرين منهم، وكان الماغوط ضمنهم، و حُبس الماغوط في سجن المزة، و خلف القضبان بدأت حياة الماغوط الأدبية الحقيقية، تعرف أثناء سجنه على الشاعر علي أحمد سعيد إسبر الملقب بأدونيس الذي كان في الزنزانة المجاورة. [2]
خلال فترة الوحدة بين سوريةومصر كان الماغوط مطلوباً في دمشق، فقرر الهرب إلى بيروت في أواخر الخمسينات، و دخول لبنان بطريقة غير شرعية سيراً على الأقدام، و هناك انضمّ الماغوط إلى جماعة مجلة "شعر" حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال الذي احتضنه في مجلة «شعر» بعد أن قدمه أدونيس للمجموعة[1].
وفي بيروت نشأت بين الماغوط والشاعر بدر شاكر السياب صداقة حميمة فكان كان السياب صديق التسكّع على أرصفة بيروت، وفي بيروت أيضاً تعرّف الماغوط في بيت أدونيس على الشاعرة سنية صالح (التي غدت في ما بعد زوجته)، وهي شقيقة خالدة سعيد زوجة أدونيس، وكان التعارف سببه تنافس على جائزة جريدة «النهار» لأحسن قصيدة نثر.
عاد الماغوط إلى دمشق بعد أن غدا اسماً كبيراً، حيث صدرت مجموعته الأولى "حزن في ضوء القمر" (عن دار مجلة شعر، 1959)، التي ألحقها عن الدار نفسها بعد عام واحد بمجموعته الثانية "غرفة بملايين الجدران" (1960)، و توطدت العلاقة بين الماغوط و سنية صالح بعد فدومها إلى دمشق لاكمال دراستها الجامعية. وفي العام 1961 أدخل الماغوط إلى السجن للمرة الثانية و أمضى الماغوط في السجن ثلاثة أشهر، ووقفت سنية صالح وصديقه الحميم زكريا تامر إلى جانبه خلال فترة السجن، و تزوج الماغوط من سنية صالح عقب خروجه من السجن، و أنجب منها ابنتيه شام وسلافة.
في السبعينات عمل الماغوط في دمشق رئيساً لتحرير مجلة «الشرطة» حيث نشر كثيراً من المقالات الناقدة في صفحة خاصة من المجلة تحت عنوان "الورقة الأخيرة"، و في تلك الفترة بحث الماغوط عن وسائل أخرة للتعبير من أشكال الكتابة تكون أوضح أو أكثر حدة، فكانت مسرحياته المتوالية "ضيعة تشرين" و "غربة"، وفيها أراد الماغوط مخاطبة العامة ببساطة دون تعقيد، و هو واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه جريدة تشرين السورية في نشأتها وصدورها وتطورها في منتصف السبعينيات، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية ، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 وما بعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب «أليس في بلاد العجائب» في مجلة المستقبل الأسبوعية، وكان لمشاركاته دور كبير في انتشار «المستقبل» على نحو بارز وشائع في سورية.
كانت فترة الثمانينات صعبة وقاسية، بدأت بوفاة شقيقته ليلى بالسرطان عام 1984، ثم وفاة والده أحمد عيسى عام 1985، و كانت أصعب ضربة تلقاها هي وفاة زوجته الشاعرة سنية صالح عام 1985 بعد صراع مع المرض في مشفى بضواحي باريس حيث أمضت عشرة أشهر للعلاج من المرض الذي أودى بها، ثم وفاة أمه ناهدة عام 1987، و قد تركت هذه المآسي المتلاحقة الأثر الشديد على نفسه و أعماله و كتاباته.
في ظهيرة يوم الاثنين 3 نيسان2006 رحل محمد الماغوط عن عمر يناهز 72 عاماً وذلك بعد صراع طويل مع السرطان.
يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي، كتب الماغوط الخاطرة والقصيدة النثرية، وكتب الرواية والمسرحية وسيناريو المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي، و امتاز أسلوبه بالبساطة والبراغماتية و بميله إلى الحزن.
الأعمال المسرحية
- ضيعة تشرين - مسرحية ( لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
- شقائق النعمان - مسرحية
- غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976 )
- كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
- خارج السرب - مسرحية ( دار المدى - دمشق 1999 ، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
- العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
- المهرج - مسرحية ( مُثلت على المسرح 1960 ، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
الأعمال السينمائية
أهم مؤلفات محمد الماغوط
الشعر
- حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959 )
- غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
- الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970)
المسرح
- ضيعة تشرين - مسرحية ( لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
- شقائق النعمان - مسرحية
- غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976 )
- كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
- خارج السرب - مسرحية ( دار المدى - دمشق 1999 ، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
- العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
- المهرج - مسرحية ( مُثلت على المسرح 1960 ، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
مسلسلات تلفزيونية
- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني ( من إنتاج التلفزيون السوري )
- وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري )
- وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
السينما
- الحدود - فيلم سينمائي (1984 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام )
- التقرير - فيلم سينمائي (1987 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
أعمال أخرى
- الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991 عن دار رياض الريس للنشر و أعادت دار المدى طباعتها عام 2007)
- سأخون وطني - مجموعة مقالات ( 1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001 )
- سياف الزهور - نصوص ( دار المدى بدمشق 2001)
- شرق عدن غرب الله (دار المدى بدمشق 2005)
- البدوي الأحمر (دار المدى بدمشق 2006)
من أقوال الماغوط
- "لو كانت الحرية ثلجاً لنمت في العراء"
- "عمرها ماكانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع اللي يعتبرون نفسهم بعد الله" من مسرحية شقائق النعمان
- "بدأت وحيداً، وانتهيت وحيداً كتبت كإنسان جريح وليس كصاحب تيار أو مدرسة"
- "لماذا خلقني ؟ وهل كنت أوقظه بسبابتي كي يخلقني ؟"
- "إنني أعد ملفا ضخما عن العذاب البشري لأرفعه إلى الله فور توقيعه بشفاه الجياع وأهداب المنتظرين
- "أنا نبي لاينقصني إلاّ اللحية والعكاز والصحراء "
جوائز نالها
الجوائز التي نالها الماغوط خلال حياته:
- جائزة "احتضار" عام 1958.
- جائزة جريدة النهار اللبنانية لقصيدة النثر عن ديوانه الأول "حزن في ضوء القمر" عام 1961.
- جائزة سعيد عقل.
- صدور مرسوم بمنح وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة للشاعر محمد الماغوط من بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية.
- جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر عام 2005.
كتب عنه
- كتاب "محمد الماغوط، وطن في وطن" للكاتب لؤي آدم عن دار المدى عام 2001.
- كتاب <محمد الماغوط، رسائل الجوع والخوف> تأليف عيسى الماغوط. عن دار المدى للثقافة والنشر إصدار 2009، يتضمن الكتاب رسائل أرسلها محمد الماغوط إلى شقيقه عيسى منذ العام 1953 يصف مراحل من حياته والمعاناة التي مر بها من السجن إلى الفقر الجوع والتشرد·