• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

مواويل الأمة العراقية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مواويل الأمة العراقية

    كتابات - عبد الجبارالبياتي

    الى صديقي العراقي / مثال جمال حسين الآلوسي

    جسدٌ من ترابٍ بللهّ نثيثُ ماء الوردْ ، يعبق برائحةِ الهيل ِوالسِعدْ، يشرب إكسيره من دم الفراتين ، ممددٌ هنا مذ خلق الله كونه ... إسمه العراق .
    جسدٌ إفترشته الحواضر شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ، آشور وأكد وبابل وسومر وآنة , موغلة ٌ في الزمن ِالسحيق ِولم تزلْ ، توارثتْ وتعانقتْ وتشابكتْ ، ومن ثم أنفرطت مثل عقد ماس على تفاصيل هذا الجسد ، مثل حبات بَرَدْ رُشت فوق ثناياه ، مثل إكليل غار تناثرت أعواده المزّهرة فوق بساطه المخضّب بالحناء .
    عراقيّ غنىّ هنا ، وعراقيون شنفت أسماعهم ( من تهب أنسام عذبة من الشمال , على أطراف الهور تتفتح قلوبْ ، لو عزف عالناي راعي بالجبال، عالربابة يجاوبه راعي الجنوب).
    ملمحٌ هنا وملمحٌ هناك لا يخطئها راءٍ ، مزدانات بألوان قوس قزح ، فعندما تجد نفسك بين هامات الجبال المتدثرّة بالثلج شتاءا وبغابات الجوز والبلوط صيفا يجولُ بَصَرُكَ بين تلك الوجوه ذات العمائم المزركشة , وجوهَ عراقيون كرد لا يكسرعنفوانها وحّدتها الا إختلاطاتٌ رؤومة تمتد من خللها أيادٍ حنوّة تدعوك لتتذوق اللبن المعطر بالدخان على صوت نايٍّ تصدحُ نغماته على إيقاع خرير الماء المّساقط من الينابيع العالية لتمتزج بتغريدِ وشدو وزقزقة ِوصفير ِوهديل ِكل طيور الله .....
    وإذ تقودك النياسم من واد ٍ مفروش ٍبالأزاهير البرية لوادٍ تتشابك فيه أشجارالصفصاف والقوَقْ صوبَ الغرب ، يمتد بصرك مع سهول وتلال خضراء مرّصعةٍ بالبرقوق ِالاحمر ِفتلوحُ لك من بعيد كنائس ٌوأديرة ٌإحتفظت بعبق تاريخها وكأنها تقول ان يسوع المُخلِص مرّ من هنا ، غناء ٌودبكات يصحبها رنين البزُقْ ، أزياء معتقة بألوان ٍفاقعة ٍونزقةٍ كلها تجتمع هنا , رجالٌ ونساء يوزعون الحلوى والنبيذ المعتق من الصباح حتى المساء ، رجالٌ ونساء كلدوآشوريين سريان مشتبكي الأيادي يرقصون من فرحة إنتماءهم لأرضهم وعشقهم للحب والخير والسلام (فالمجد لله في العلا يقول سيدنا المسيح وعلى الارض السلام , والرجاء الصالح في قلوب البشر) ، آشور وسنحاريب سيدي كانا ومازالا هنا .....
    وفوق مكان ليس ببعيد جنوب غرب هؤلاء تلتأم مجموعة عراقية أخرى عُرفتْ بالأزيدية ترسّختْ جذور ثقافاتهم وتراثهم رسوخ جبل سنجار وشموخه ، تتدفأ بدثار من التسامح والحياء تمد أياديها لكل قادم ، فالبشاشة سمتهم فأنت مَبْشر خير ومودة لهم ، مُرْ بهم سيدي وتغدى معهم طبق (الرشدة) .......
    وأذ تهبط جنوبا تنبسط أمامك سهوب بطحاء متموجة ، أذا وضعت آذانك على أي مكان من أرضها فإنك تتسّمع لابد دبيب دبكات (الجوبي) وصوت الطبل والمزمار على إيقاع النايل يحتفون بك ، حلقات من رجال معقوفي الإنوف من أنفٍ وتأصل ٍوإباءْ فموقد نارهم لا يطفأهُ هزيع شتاء ولا قيظ صيف، ودخانه في كل مكان من بادية الجزيرة حتى أعالي الفرات وحوله ، وعلى إمتداد الليل تسمع صرير نواعيره الدائرة في حضن الفرات مختلطا بصوت نباح الكلاب الدائرة حول قطعان المواشي الغافية ، من غَسَق ٍالى غلس ٍالى غَبَشْ ، فيما تظل نسائم الليل محملة ٌ برائحة القهوة ، حتى الغبار هناك له رائحة قهوة ......
    ويتوسّط شرق هذا المكان أرضٌ نارها أزلية ٌ، وأزلية مكونها الإنساني السعيد أستعصى على كل أدعية التفريق والتشكيك، أنت في كركوك، وإذا ما أختلفتَ الى مجلس ٍوحيّيت جالسيه تأتيك تحايا الترحيب بأربع لغات ، كردية تركمانية عربية سريانية ، وبلهجات ٍمتعددة ٍ، فكل إثنية منهم تركت بصماتها على زقاق أو حي أو حتى جدار ، والأرض هناك سيدي مليئة بأخاديد حفرتها مواسم الأمطار حتى لكأنها تجاعيد لوجهِ شيخ ٍإبتليَ بحب الله ..
    وأذا إخترتَ أن تلتفتَ الى الجنوبِ مرة أخرى يغمُركَ عبقُ القداح وأزاهير الجلنار فغابات البرتقال مشتبكة من شرق سُرّ من رأى حتى رافد ديالى ، هناك يتمسّى عراقيون في مقاهٍ تحفُ الجداول ، سمارُ ليل ٍعلى ضوء ِالقمر متدثرين بالألفةِ والنخوةِ ، يدفئون صدورهم بأقداح الشاي حتى ساعات الصباح الاولى يراقبون ريَ بساتينهم ويتبادلون حكايا عمرها عمرالعراق ، أولائي فسيفساء من العشائر، من عروق ٍوأصول ٍمنوّعةٍ ، عربٌ وكرد فيليين وتركمان من مختلف المذاهب تصاهروا و(تطاعموا) كما يطعّمون (بيشات) البرتقال ، فبستان عائشة كان ومازال هناك يعج بالفخاتي والبلابل والعصافير....
    جسدٌ من ترابٍ ظللهّ سَعفُ النخيل، يعبقُ برائحةِ المطر والسمك المسكوف ممدٌد هنا مذ خلق الله كونه ، قلبه بغداد ، حاضرة الدنيا وقبلة محبي الحياة ، فأخبارآدابها وعلومها شاهدة ٌالى اليوم على أصالةِ تراثها الثر وفنها الغر، جامعة ٌلكنوز كل ثقافات الكون ، باسطة اليد حتى بزوغ الشمس هَفهافة ٌرَقراقة، تتلوى طربا على إيقاع الجورجينا ونغمات الميانة ومقامات الصبا والنهاوند والبيات والحجازكار، طباعٌ على تنوعها ، أصولٌ على إختلافها ، أثنيات وقوميات ، أديانٌ وطوائفٌ ومذاهبٌ ، كلها عاشت هنا ، مَرّ العصور، كان الحُبْ والحُبّ دائما يتوزع هنا مثل رغيف خبز حارعلى كل البيوتات، سطوح ٌمتشابكة ٌوشناشيل متعانقة ٌوفوق كلّ زقاق من أزقتها سحابة من أسراب الحمائم ، حمائم السلام البيضاء ، فعيون المها الحوراءَ لم تزل ترنو بين الرصافة والجسر، جالبات الهوى كل الهوى من حيث تدري ولا تدري ......
    وكلما رافقتَ نسائم (الغربي) وهبطتَ من وسطٍ الى جنوبْ، خطوة في الغرب حيث الفرات وخطوة في الشرق حيث دجلة ، تستوقفك مواويل (حمد) ، حمد الذي ترك بصمات عشقه في كل محطة من محطات (الريل) وستسمع في كل مكان (دك كهوة) وتشم أنى ذهبت رائحة هيل ، تفطرعلى ( قيمر السّدة ) ، وتتغدى على تمن العنبر والطيورالمشوية ، وتتعشى على الطابك والسمك واللبن الخاثر، فبين كل مضيف ومضيف هناك مضيف ، يتزاحمون على إستضافتك ، لا يتفرّدون ولا يتفاخرون الا بعشقهم المتوارث في إكرام الضَيفْ ، ملامحهم مسكونة ٌبالبشاشة والبساطة ، وعلائم المودة والنقاء والصفاء جبلوا عليها ، فجذورهم السحيقة كما البردي ممدودةٌ في غرين هذه الارض ، دفعتهم ليس إعتباطا أن يوشموا (الكوفية) التي تغطي الرؤوس بشكل ٍمن أشكال الحروف السومرية ، أطوارٌ من الغناء أغنتْ العراق كله ، يحملها طائرٌ من المِجرّة حتى الغراف حتى نخيل السماوة الذي تلوّع من الحبيبة السمراء التي (طرته) على حين غرة ..
    وبَعدُ ، هل قادكم الهوى سيدي يوما الى البصرة ، فأهلها ما زالوا يغنون من فوق مراكبهم العشارية على إمتداد شط العرب ( أحيا وأموت عالبصرة ، خلت بقلبي حسرهْ ، البصرة بيها الزبير، بيها النخل بيها الخير)، ثغرالعراق كل العراق فيحاء هذه ، وموطأ القادمين والغادين من والى البحر، فلسان حال أهلها لا ينفك يقول ( أهلا بك من تكون ومن أي مكان جئت ، وطأت أهلا وحللت سهلا ، فسعف نخيلنا إن لم يظللك فرموش أهدابنا ظلٌ لك )، كل العاشقين هناك ينتظرون عند تخوم البحر ، فعيون الحبيبة البصرية لما تزل غابتا نخيل ساعة السحر...
    جسدٌ له طعم سكر النبات ، ورائحة قصب الهور، ولون عيون عسلية ، ممددٌ هنا مذ خلق الله كونه ،عاشت على أرضه أمة عراقية ، ولد أبنائها على أديمها معا وشبوا عن الطوق معا ، يتقاسمون الحب والحزن والفرح والموت والميلاد والشقاء والهناء ، جاءوا الى دنيا الله سوية ، وهم مصرون على ألا يغادروها وألا يحشروا أمام خالقهم إلا وهم سوية .
    Hovanoov
    هكذا هم الناس وهذا هو القدر ......
    يسيرون بكل ثقةٍ, يقولون:

    إننا أسياد النجوم .
    إننا اسياد الكواكب والغيوم
    وهم لا يعلمون ......
    انهم انفسهم يعبدون .
    ويدنسون ما وَهبوا وما يهبون....
    Know God...No Pain
    NO God...Know Pain

  • #2
    ما أجملها
    وأرقاها
    وكأن بلد الحظارات
    تعطي ايضا كلام يبني الحضارات
    رائع

    أيها الآخر تحلى بالصبر في تعاملك معي،، فإن الله لم ينتهي بعد من تقوّيم ما أعوّج فيّ...
    **********************
    أشتقتلكن كثييييييييييير
    *******************
    أخوة حتى الموت

    Comment

    Working...
    X