هيلين كيلر
- انظر إلي طفلتنا كم هي جميلة - وذكية ؟؟هذا ظاهر في بريقعينيها- نعم إنها ذكية جداً وتتابع كل شئ حولها في الغرفة بشغف شديد- أعتقد أنهاستبدأ في التحدث إلينا قبل أن تستكمل عامها الثاني - ها ها ها بل قولي عامهاالأوللم يكن مستر ومسز كيلر يتصوران ما تخبئه الأقدار من مفاجآت حين دار بينهما هذاالحوار ...فبعده بثلاث أيام ارتفعت حرارة الصغيرة وبدأت أمها في إعطائها العلاج مثلكل الأطفال حتى بدأت الحمى تزول بالتدريج وتحسنت أحوالها- لقد أصبحت كثيرة النوم ياعزيزي- إنها محمومة ومنهكة لا تتعجلي حركتها- أشتاق لخطواتها المتعثرة ونغمات صوتهاالصغير- صبراً .... صبراًدوت صرخة السيدة( كيلر )في حجرة صغيرتها فشقت جدران المنزلوجاء زوجها مسرعاً- مالك يا عزيزتي ماذا حدث ؟- إنها لا تراني .... أن ابنتنا لاترى - ربما ...ربما هي نائمة .... وأنت .... إنها ...... هيلين ...ردى على حبيبتي ..استيقظي بابا يريد أن يلعب معك- هيلين- هيلينعلا صوت الأبوين حتى أصبح صراخاًولكن (هيلين) لم تلتفت ولم يبدر منها أى رد فعل .. لقد شفيت من الحمى ولكنها تركتفي جسدها الصغير ذكرى لا تُنْسَى .. لقد أصبحت صمَّاء ..عمياء وبالتالي بكماءبعدأيام من الصدمة الأولى التفت الأم إلي ما تبقى من ابنتها ا لملقى إلي جوارها علىالأريكة وصممت بينها وبين نفسها أن تهز هذا الذكاء حتى تستخرج منه كل ما يمكن أنيعطيه .. لم تكن تدرى أين البداية حتى واتتها فكرة يوماً وهى تستعد لتطعم صغيرتها ..لقد بدأت الصغيرة تشير إلي كف يدها بأحد أصابعها راسمة شكل الفطيرة الصغيرة .. فاستغلت الأم الفرصة أعادت رسمها على الكف الصغيرة وكأنَّها تسأل ... فهزت الصغيرةرأسها بالموافقة ...... وكانت البداية ....بدأت (هيلين) تتحدث مع العالم ببعضالإشارات البسيطة ... .بدأت الأم تبحث عن مدرسة للصغيرة ورشحت لهامديرة أحد مراكزالمكفوفين السيدة( آن سوليفان) وهى سيدة أصابها العمى لفترة طويلة ثم عاد إليها جزءبسيط من الإبصار .... وكانت السيدة(سوليفان) قريبة من المكفوفين ولكنَّها تتعايش معالمبصرين بهذا البصيص الذي أضاء أحد أركان عينيهاحين بدأت علاقة المعلمة بتلميذتهاكان عمر الصغيرة 6 سنوات .... وقد شعرت (آن) بذكاء(هيلين) المتقد وأملت خيراً فيهولكن الزهرة الصغيرة كانت قد اعتادت التدليل واللعب ... وكلما كانت تشرد وتتعمدألاَّ تطيع معلمتها كلما تأكدت السيدة (سوليفان) أنها تفهم وتعرف ما يراد منهابالضبط... وفكرت (آن) أن تُحَوِل المسألة إلي لعبة فبدأت بعمل ماكيتات لحروف بارزةولخرائط على أرض الحديقة في تكسميا بولاية الاباما .. وبدأ اهتمام الصغيرة ينجذبتجاه هذه الملامسات الجديدة وفى عام واحد حفظت تسعمائة كلمة وأصبحت قادرة على تكوينجمل بالكتابة على كف يدها..... . وظهر التحدي الأكبر(لآن) حين قررت أن تساعد(هيلين) في النطق ...إن(هيلين) كانت فعلاً تنطق بعض مقاطع وليس لديها أي مشكلة مع الكلامسوى أنَّها لا تسمعه ..... وبمساعدة (سارة فولر) وهى مدرسة متخصصة في تعليم الصمبدأت رحلة البحث الأم :هذا يكفى يا ميس (آن).. الأب : نحن سعداء جداً بهذهالنتيجةالأم: لقد أصبحت (هيلين) طفلة رائعة ..ما تصورت ذلك أبداًآن : ولكنى أطمع فيأكثر من ذلك ..إنَّها تستطيع ... وخرحت (آن) مسرعة إلي حيث تجلس (هيلين) صامتة ..كانت أحياناً تُصْدِرُ أصواتِ همهماتٍ ..وهذه الهمهمات كانت تُشَجِّع (آن) علىمحاولة استخراج كلمات من فم الصغيرة .... هزت (هيلين) رأسها ورسمت علامة الشراب علىيديها ..ولكن (آن) كانت منهمكة في التفكير فلم تلحظ الإشارة ..واشتدت عصبية (هيلين) وهى ترسم الإشارة وبدأت تمد يدها الصغيرة باحثة عمن حولها حتى اصطدمت (بآن) ... فبدأت تشدها بعصبية .. والتفت (آن) إليها - اوه يا (هيلين) أنا متعبة ولا أستطيعالعودة للمنزل لإحضار كوب ماء - ألا يوجد صنبور ماء في هذه الحديقة ؟- هذا هو هناكتعالى يا (هيلين) أوقفت (آن) هيلين بعد أن تأكدت أنَّها قريبة من الصنبور لدرجةتجعلها قادرة على الوصول للماء- انتظرى يا صغيرتى حتى أفتحه.. - واوا .... واوا.. - انتظرى يا (هيلين) .. - واوا.. - ماذا ؟؟ ماذا قلت ؟؟ واوا ..نعم واوا ...ماء .... انتظرىأخذت (آن) تُكَرر كلمة (واوا) وهى تضع يد (هيلين) على حنجرتها وشفتيها ..ثمعلى فم الصغيرة ورقبتها وأخذت تُكَرر ذلك أكثر مِنْ مرة .... حتى التقطت (هيلين) ماتريده المدرسة ..... لقد كان صوت خرير الماء هو ما حَرَّك ذاكرة الطفلة .... لهذاالمقطع الذي استعملته رضيعة للتعبير عن الماء ... - سيدة سوليفان ... إنك رائعة ... - كانت (هيلين) إذا شعرت بالماء على وجهها تقول (واوا) أي ماء- ماذا كانت تقول أيضا؟ومن واوا ...بابا ....دادا ...ماما وضعت (آن) يد الصغيرة على فمها وحنجرتها لتشعربحركة الشفاه ودائرة الأسنان عند النطق..... وبدأت (هيلين) مرحلة أخرى وبصعوبةشديدة كان من حولها يفهموا هذه الأصوات التي تصدرها ولكن (هيلين) و(آن) انطلقتا فيطريق هزيمة المستحيل ولم يكن شيء ليوقف هذا التقدم ..وبدأت(هيلين) تمرينات صعبةلتحسين النطق ...هل يتصور أحد ذلك شابة صغيرة تحاول تحسين ما لا تسمع أو تدرك أوتعرف حتى كيف هو ..... ولكنها نجحت وانهالت عليها الطلبات لإلقاء المحاضراتوفيأوقات فراغها كانت (هيلين) تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وأمكنها أن تتعلم السباحةوالغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين. ثم دخلت في كلية (رد كليف) لدراسة العلومالعليا فدرست النحو وآداب اللغة الانجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسيةواللاتينية واليونانية. ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراه في العلوموالدكتوراه في الفلسفة. في الثلاثينات من القرن قامت (هيلين) بجولات متكررة فيمختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموالاللازمة لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم، وراحتالدرجات الفخرية والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان. ألفت هيلين كتابين، وكانتوفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً.
- انظر إلي طفلتنا كم هي جميلة - وذكية ؟؟هذا ظاهر في بريقعينيها- نعم إنها ذكية جداً وتتابع كل شئ حولها في الغرفة بشغف شديد- أعتقد أنهاستبدأ في التحدث إلينا قبل أن تستكمل عامها الثاني - ها ها ها بل قولي عامهاالأوللم يكن مستر ومسز كيلر يتصوران ما تخبئه الأقدار من مفاجآت حين دار بينهما هذاالحوار ...فبعده بثلاث أيام ارتفعت حرارة الصغيرة وبدأت أمها في إعطائها العلاج مثلكل الأطفال حتى بدأت الحمى تزول بالتدريج وتحسنت أحوالها- لقد أصبحت كثيرة النوم ياعزيزي- إنها محمومة ومنهكة لا تتعجلي حركتها- أشتاق لخطواتها المتعثرة ونغمات صوتهاالصغير- صبراً .... صبراًدوت صرخة السيدة( كيلر )في حجرة صغيرتها فشقت جدران المنزلوجاء زوجها مسرعاً- مالك يا عزيزتي ماذا حدث ؟- إنها لا تراني .... أن ابنتنا لاترى - ربما ...ربما هي نائمة .... وأنت .... إنها ...... هيلين ...ردى على حبيبتي ..استيقظي بابا يريد أن يلعب معك- هيلين- هيلينعلا صوت الأبوين حتى أصبح صراخاًولكن (هيلين) لم تلتفت ولم يبدر منها أى رد فعل .. لقد شفيت من الحمى ولكنها تركتفي جسدها الصغير ذكرى لا تُنْسَى .. لقد أصبحت صمَّاء ..عمياء وبالتالي بكماءبعدأيام من الصدمة الأولى التفت الأم إلي ما تبقى من ابنتها ا لملقى إلي جوارها علىالأريكة وصممت بينها وبين نفسها أن تهز هذا الذكاء حتى تستخرج منه كل ما يمكن أنيعطيه .. لم تكن تدرى أين البداية حتى واتتها فكرة يوماً وهى تستعد لتطعم صغيرتها ..لقد بدأت الصغيرة تشير إلي كف يدها بأحد أصابعها راسمة شكل الفطيرة الصغيرة .. فاستغلت الأم الفرصة أعادت رسمها على الكف الصغيرة وكأنَّها تسأل ... فهزت الصغيرةرأسها بالموافقة ...... وكانت البداية ....بدأت (هيلين) تتحدث مع العالم ببعضالإشارات البسيطة ... .بدأت الأم تبحث عن مدرسة للصغيرة ورشحت لهامديرة أحد مراكزالمكفوفين السيدة( آن سوليفان) وهى سيدة أصابها العمى لفترة طويلة ثم عاد إليها جزءبسيط من الإبصار .... وكانت السيدة(سوليفان) قريبة من المكفوفين ولكنَّها تتعايش معالمبصرين بهذا البصيص الذي أضاء أحد أركان عينيهاحين بدأت علاقة المعلمة بتلميذتهاكان عمر الصغيرة 6 سنوات .... وقد شعرت (آن) بذكاء(هيلين) المتقد وأملت خيراً فيهولكن الزهرة الصغيرة كانت قد اعتادت التدليل واللعب ... وكلما كانت تشرد وتتعمدألاَّ تطيع معلمتها كلما تأكدت السيدة (سوليفان) أنها تفهم وتعرف ما يراد منهابالضبط... وفكرت (آن) أن تُحَوِل المسألة إلي لعبة فبدأت بعمل ماكيتات لحروف بارزةولخرائط على أرض الحديقة في تكسميا بولاية الاباما .. وبدأ اهتمام الصغيرة ينجذبتجاه هذه الملامسات الجديدة وفى عام واحد حفظت تسعمائة كلمة وأصبحت قادرة على تكوينجمل بالكتابة على كف يدها..... . وظهر التحدي الأكبر(لآن) حين قررت أن تساعد(هيلين) في النطق ...إن(هيلين) كانت فعلاً تنطق بعض مقاطع وليس لديها أي مشكلة مع الكلامسوى أنَّها لا تسمعه ..... وبمساعدة (سارة فولر) وهى مدرسة متخصصة في تعليم الصمبدأت رحلة البحث الأم :هذا يكفى يا ميس (آن).. الأب : نحن سعداء جداً بهذهالنتيجةالأم: لقد أصبحت (هيلين) طفلة رائعة ..ما تصورت ذلك أبداًآن : ولكنى أطمع فيأكثر من ذلك ..إنَّها تستطيع ... وخرحت (آن) مسرعة إلي حيث تجلس (هيلين) صامتة ..كانت أحياناً تُصْدِرُ أصواتِ همهماتٍ ..وهذه الهمهمات كانت تُشَجِّع (آن) علىمحاولة استخراج كلمات من فم الصغيرة .... هزت (هيلين) رأسها ورسمت علامة الشراب علىيديها ..ولكن (آن) كانت منهمكة في التفكير فلم تلحظ الإشارة ..واشتدت عصبية (هيلين) وهى ترسم الإشارة وبدأت تمد يدها الصغيرة باحثة عمن حولها حتى اصطدمت (بآن) ... فبدأت تشدها بعصبية .. والتفت (آن) إليها - اوه يا (هيلين) أنا متعبة ولا أستطيعالعودة للمنزل لإحضار كوب ماء - ألا يوجد صنبور ماء في هذه الحديقة ؟- هذا هو هناكتعالى يا (هيلين) أوقفت (آن) هيلين بعد أن تأكدت أنَّها قريبة من الصنبور لدرجةتجعلها قادرة على الوصول للماء- انتظرى يا صغيرتى حتى أفتحه.. - واوا .... واوا.. - انتظرى يا (هيلين) .. - واوا.. - ماذا ؟؟ ماذا قلت ؟؟ واوا ..نعم واوا ...ماء .... انتظرىأخذت (آن) تُكَرر كلمة (واوا) وهى تضع يد (هيلين) على حنجرتها وشفتيها ..ثمعلى فم الصغيرة ورقبتها وأخذت تُكَرر ذلك أكثر مِنْ مرة .... حتى التقطت (هيلين) ماتريده المدرسة ..... لقد كان صوت خرير الماء هو ما حَرَّك ذاكرة الطفلة .... لهذاالمقطع الذي استعملته رضيعة للتعبير عن الماء ... - سيدة سوليفان ... إنك رائعة ... - كانت (هيلين) إذا شعرت بالماء على وجهها تقول (واوا) أي ماء- ماذا كانت تقول أيضا؟ومن واوا ...بابا ....دادا ...ماما وضعت (آن) يد الصغيرة على فمها وحنجرتها لتشعربحركة الشفاه ودائرة الأسنان عند النطق..... وبدأت (هيلين) مرحلة أخرى وبصعوبةشديدة كان من حولها يفهموا هذه الأصوات التي تصدرها ولكن (هيلين) و(آن) انطلقتا فيطريق هزيمة المستحيل ولم يكن شيء ليوقف هذا التقدم ..وبدأت(هيلين) تمرينات صعبةلتحسين النطق ...هل يتصور أحد ذلك شابة صغيرة تحاول تحسين ما لا تسمع أو تدرك أوتعرف حتى كيف هو ..... ولكنها نجحت وانهالت عليها الطلبات لإلقاء المحاضراتوفيأوقات فراغها كانت (هيلين) تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وأمكنها أن تتعلم السباحةوالغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين. ثم دخلت في كلية (رد كليف) لدراسة العلومالعليا فدرست النحو وآداب اللغة الانجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسيةواللاتينية واليونانية. ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراه في العلوموالدكتوراه في الفلسفة. في الثلاثينات من القرن قامت (هيلين) بجولات متكررة فيمختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموالاللازمة لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم، وراحتالدرجات الفخرية والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان. ألفت هيلين كتابين، وكانتوفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً.
بتمنى تعجبكن انا دائما بقرأ هالقصة
Comment