دلمون هى البحرين القديمة. ودلمون أرض لها وجودها فى التاريخ القديم، وكثيراً ما وردت هذه التسمية فى قصص وأساطير دونت على ألواح وآثار العراقيين القدماء. كانت دلمون أرضاً ينقصها الماء العذب اللازم لحياة الحيوان والنبات ولذلك نجد اله الماء السومرى العظيم "انكي" يأمر "اوتو" اله الشمس ان يملأها بالمياه العذبة النابعة من الارض حيث جاء فى النص السومري(1) الاتي:
مدينتها تشرب الماء الوفير
"دلمون" تشرب ماء الرخاء
آبارها ذات الماء المر، انظر تراها وقد أصبحت مياهها عذبة
حقولها ومزارعها أنتجت القمح
مدينتها، انظر تراها وقد اصبحت داراً للشواطئ ومراسى الأرض .
وهكذا تحولت دلمون إلى حقيقة إلهيه خضراء ملأى بالأثمار والمروج والرياض وفى هذا الفردوس الالهى يهبط الاله "انكي" ويخصب "الآلهة - ألام" العظمى عند السومريين وهى "ننخرساك" وهذه الأخيرة تحصل فى دلمون ثمانية انواع من النباتات تنمو وتزدهر كما وجد فى اللوح السومري(2):
"ننخرساك" هى التى جعلت "ماء القلب" يجري
لقد حصلت على "ماء القلب" ماء "انكي"
يوم واحد صار شهرها الأول
يومان مضيا كشهرين
وثلاثة أيام مضت كثلاثة اشهر
وأربعة أيام كانت أربعة اشهر
وخمسة أيام كأنها خمسة اشهر
وستة أيام بمثابة ستة أشهر
وسبعة أيام مضت وكأنها سبعة أشهر
وثمانية أيام كانت اشهرها التسعة، شهور الأمومة
مثل الـ....السمن مثل الـ ..... السمن كالزبد الجديد
جعل ننسارتلد
و"ننسار؛ بدورها تحمل من أبيها "انكي" وبعد تسعة أيام تلد الآلهة "ننكور"، وهذه هى الأخرى تحمل من "انكي" وتلد "اتو" الهة الزرع. ثم تظهر "ننخرساك" ام جدة "اتو" فتحمل من "انكي" وتلد ثمانية أنواع من النباتات يلتهمها "انكي" وهكذا نجد(3):
"انكي" فى الأهوار، فى الأهوار كان يتنزه.
يقول لرسوله "أيسمد"
ما هذا النبات، ما هذا النبات؟
فيجيبه رسوله "أيسمد"
يا ملكي، هذا نبات الشجر
يقطعه له فيأكله "انكي"
انكى - ما هذا ؟ ما هذا ؟
أيسمد - يا ملكى هذا نبات العسل.
يأكله ويأكله .
ثم يأكل "انكي" النباتات الثمانى فتلعنه "ننخرساك" بلعنة مخيفة قائلة له "انكي" ان انظر إليك بعين الحياة حتى تموت ، وتغادر "ننخرساك؛ تلك البلاد (دلمون) فتصاب الالهة بالفزع واليأس كما يصاب "انكي" بمرض فى ثمانية اجزاء مختلفة من جسمه، وتستخدم حيلة "الثعلب" لإغراء "ننخرساك" على العودة فتعود وتعمل على شفاء "انكي" من مرضه وتخلق ثمانية آلهة بالتعاقب على أنها اله واحد لكل جزء من أجزاء جسم "انكي" الذى أصيب بالمرض، وقد لوحظ وجود علاقة لغوية بين كل اله وكل جزء من أجزاء جسم "انكي" المصابة بالمرض كما وردت بالقصيدة(4).
دلمون (5) هى أرض الخلود كما أشارت الى ذلك قصة الملك السومرى بطل الطوفان "زيوسدار"، ففى البدء نجد أحد الآلهة يظهر عزمه على إنقاذ الجنس البشرى من الهلاك الذى قرر الآلهة الحاقه بهم و"انكي" هو الإله الذى يبدأ بإنقاذ الجنس البشرى من الهلاك، ويظهر انه قد أوعز الى "زيوسدار" ملك "سيبار" ان يستند إلى حائط وعندئذ سيبوح "انكي" له بما تضمره الآلهة من نوايا مفجعة ويخيره بما ينبغى عمله للنجاة من الطوفان الذى سيحل..... فيقوم "زيوسدار؛ ببناء السفينة، والمقطع التالى فيها يشير لذلك(6):
جميع العواصف القوية جدا، هاجت مجتمعة
وفى الوقت ذاته جرف الفيضان "مراكز العبادة"
وبعد سبعة أيام وسبع وليال
السفينة العظيمة .... تقاذفتها العواصف فى لجة المياه
وجاء "ان" الذى أشرق بنوره على السماء والأرض
وفتح "زيوسدار" نافذة فى السفينة العظيمة
وسلط "ان" البطل أشعته على السفينة الجبارة
"زيوسدار" الملك
سجد أمام "ان"
وقتل الملك ثورا وذبح شاة .
ويسجد "زيوسدار" للإله "ان" والآلهة "انليل"، ويصبح إلها، ثم تزوده الآلهة "انليل" بالنفس الخالدة وينقل "زيوسدار" إلى دلمون "مطلع الشمس " كما يبين ذلك المقطع الآتي(7):
فأه "ان"، و"انليل" بـ"نفس السماء"، و"نفس الأرض"
فانتشر بـ.......
وظهر النبات والزرع وارتفع
الملك "زيوسدار"
سجد أمام "ان" و"انليل"
ووهباه الحياة مثل اله
لقد أدخلاه منه النفس الخالدة مثل اله
"زيوسدار"
الملك الذى حافظ على الزرع والذى صان ذرية البشر
وبدافع البحث عن الخلود قام جلجامش(8) برحلته إلى أرض العبور "أرض دلمون" للحصول على نبتة الخلود "اللؤلؤ" حيث ان اوتونابشتم يؤكد لكلكامش بأنه لن يستطيع مقاومة النوم فكيف يقاوم ضجعة الموت الأبدية ؟ وحينما يتهيأ كلكامش للعودة إلى اورك(9) وقد أصيب بالخيبة يخبره "اوتونابشتم" بان ثمة نباتا يعيد الشباب إلى الشيوخ وينبغى له، اذا أراد الحصول عليه، ان يغطس إلى أعماق البحر، فيعمل كلكامش بنصيحته ويتمكن من الحصول على هذا النبات العجيب وحينما يعود كلكامش إلى اورك يقف عند حافة أحد الأحواض للاستحمام وتبديل ملابسه، وفى هذه الأثناء يأتى ثعبان فيشم رائحة النبات فيأكله ويتبدل جلده، وهكذا يفشل كلكامش فى تحقيق غايته وتختتم تلك الرحلة بندب جلجامش سوء حظه
مدينتها تشرب الماء الوفير
"دلمون" تشرب ماء الرخاء
آبارها ذات الماء المر، انظر تراها وقد أصبحت مياهها عذبة
حقولها ومزارعها أنتجت القمح
مدينتها، انظر تراها وقد اصبحت داراً للشواطئ ومراسى الأرض .
وهكذا تحولت دلمون إلى حقيقة إلهيه خضراء ملأى بالأثمار والمروج والرياض وفى هذا الفردوس الالهى يهبط الاله "انكي" ويخصب "الآلهة - ألام" العظمى عند السومريين وهى "ننخرساك" وهذه الأخيرة تحصل فى دلمون ثمانية انواع من النباتات تنمو وتزدهر كما وجد فى اللوح السومري(2):
"ننخرساك" هى التى جعلت "ماء القلب" يجري
لقد حصلت على "ماء القلب" ماء "انكي"
يوم واحد صار شهرها الأول
يومان مضيا كشهرين
وثلاثة أيام مضت كثلاثة اشهر
وأربعة أيام كانت أربعة اشهر
وخمسة أيام كأنها خمسة اشهر
وستة أيام بمثابة ستة أشهر
وسبعة أيام مضت وكأنها سبعة أشهر
وثمانية أيام كانت اشهرها التسعة، شهور الأمومة
مثل الـ....السمن مثل الـ ..... السمن كالزبد الجديد
جعل ننسارتلد
و"ننسار؛ بدورها تحمل من أبيها "انكي" وبعد تسعة أيام تلد الآلهة "ننكور"، وهذه هى الأخرى تحمل من "انكي" وتلد "اتو" الهة الزرع. ثم تظهر "ننخرساك" ام جدة "اتو" فتحمل من "انكي" وتلد ثمانية أنواع من النباتات يلتهمها "انكي" وهكذا نجد(3):
"انكي" فى الأهوار، فى الأهوار كان يتنزه.
يقول لرسوله "أيسمد"
ما هذا النبات، ما هذا النبات؟
فيجيبه رسوله "أيسمد"
يا ملكي، هذا نبات الشجر
يقطعه له فيأكله "انكي"
انكى - ما هذا ؟ ما هذا ؟
أيسمد - يا ملكى هذا نبات العسل.
يأكله ويأكله .
ثم يأكل "انكي" النباتات الثمانى فتلعنه "ننخرساك" بلعنة مخيفة قائلة له "انكي" ان انظر إليك بعين الحياة حتى تموت ، وتغادر "ننخرساك؛ تلك البلاد (دلمون) فتصاب الالهة بالفزع واليأس كما يصاب "انكي" بمرض فى ثمانية اجزاء مختلفة من جسمه، وتستخدم حيلة "الثعلب" لإغراء "ننخرساك" على العودة فتعود وتعمل على شفاء "انكي" من مرضه وتخلق ثمانية آلهة بالتعاقب على أنها اله واحد لكل جزء من أجزاء جسم "انكي" الذى أصيب بالمرض، وقد لوحظ وجود علاقة لغوية بين كل اله وكل جزء من أجزاء جسم "انكي" المصابة بالمرض كما وردت بالقصيدة(4).
دلمون (5) هى أرض الخلود كما أشارت الى ذلك قصة الملك السومرى بطل الطوفان "زيوسدار"، ففى البدء نجد أحد الآلهة يظهر عزمه على إنقاذ الجنس البشرى من الهلاك الذى قرر الآلهة الحاقه بهم و"انكي" هو الإله الذى يبدأ بإنقاذ الجنس البشرى من الهلاك، ويظهر انه قد أوعز الى "زيوسدار" ملك "سيبار" ان يستند إلى حائط وعندئذ سيبوح "انكي" له بما تضمره الآلهة من نوايا مفجعة ويخيره بما ينبغى عمله للنجاة من الطوفان الذى سيحل..... فيقوم "زيوسدار؛ ببناء السفينة، والمقطع التالى فيها يشير لذلك(6):
جميع العواصف القوية جدا، هاجت مجتمعة
وفى الوقت ذاته جرف الفيضان "مراكز العبادة"
وبعد سبعة أيام وسبع وليال
السفينة العظيمة .... تقاذفتها العواصف فى لجة المياه
وجاء "ان" الذى أشرق بنوره على السماء والأرض
وفتح "زيوسدار" نافذة فى السفينة العظيمة
وسلط "ان" البطل أشعته على السفينة الجبارة
"زيوسدار" الملك
سجد أمام "ان"
وقتل الملك ثورا وذبح شاة .
ويسجد "زيوسدار" للإله "ان" والآلهة "انليل"، ويصبح إلها، ثم تزوده الآلهة "انليل" بالنفس الخالدة وينقل "زيوسدار" إلى دلمون "مطلع الشمس " كما يبين ذلك المقطع الآتي(7):
فأه "ان"، و"انليل" بـ"نفس السماء"، و"نفس الأرض"
فانتشر بـ.......
وظهر النبات والزرع وارتفع
الملك "زيوسدار"
سجد أمام "ان" و"انليل"
ووهباه الحياة مثل اله
لقد أدخلاه منه النفس الخالدة مثل اله
"زيوسدار"
الملك الذى حافظ على الزرع والذى صان ذرية البشر
وبدافع البحث عن الخلود قام جلجامش(8) برحلته إلى أرض العبور "أرض دلمون" للحصول على نبتة الخلود "اللؤلؤ" حيث ان اوتونابشتم يؤكد لكلكامش بأنه لن يستطيع مقاومة النوم فكيف يقاوم ضجعة الموت الأبدية ؟ وحينما يتهيأ كلكامش للعودة إلى اورك(9) وقد أصيب بالخيبة يخبره "اوتونابشتم" بان ثمة نباتا يعيد الشباب إلى الشيوخ وينبغى له، اذا أراد الحصول عليه، ان يغطس إلى أعماق البحر، فيعمل كلكامش بنصيحته ويتمكن من الحصول على هذا النبات العجيب وحينما يعود كلكامش إلى اورك يقف عند حافة أحد الأحواض للاستحمام وتبديل ملابسه، وفى هذه الأثناء يأتى ثعبان فيشم رائحة النبات فيأكله ويتبدل جلده، وهكذا يفشل كلكامش فى تحقيق غايته وتختتم تلك الرحلة بندب جلجامش سوء حظه
Comment