جرائم بحيرة واكو
عُثر على 3 مراهقين وهم صبي وبنتان مطعونين حتى الموت في حديقة سبيغفيل بالقرب من ضفاف بحيرة واكو في ولاية تكساس الأمريكية . حدث هذا في 13 يوليو من عام 1982 ، وعلى الرغم من أن تلك السنة كانت حافلة بالأحداث العنيفة إلا أن تلك الحادثة كانت فريدة من نوعها فلم تكن ناجمة عن صفقة مخدرات أو نزاع محلي بل أقرب لحادثة قتل أسطورية راح ضحيتها أطفال كانوا في المكان الخطأ وفي الزمن الخطأ، وقد تدخل عدد من المحققين النفسانيين (الوسطاء) فأعطوا قصصاً متضاربة اشتركت في أنها أعطت بعضاً من صفات المشتبه بهم.
وجد الطبيب الشرعي آثار 48 طعنة على الضحايا الثلاثة نال منها (كينيث فرانكس) لوحده 20 طعنة منها 10 في القلب ، لكن من المؤكد أنها سببت له آلاماً عظيمة قبل وفاته . فيما تلقت (جيل مونتغمري)17 جرحاً تركز معظمها في صدرها وقطعت كذلك حنجرتها كما كان يوجد علامات لكدمات على كتفها الأيمن وصدرها حيث جردت من ملابسها واغتصبت. كما طعنت (رايلين رايس) 9 مرات مع أدلة على إصابة أعضائها التناسلية، واعتقد المحققون أنه جرى قتل الضحايا في مكان آخر ثم ألقي بهم في هذا المكان حيث كان من السهل العثور على جثة الصبي.
يصف (كارلتون نيفيز) تلك الحادثة والتحقيقات في كتابه الذي حمل عنوان " همسات لا مبالية : جرائم بحيرة واكو " بما في ذلك قصته عن الوسطاء الروحانيين الذين زعموا رؤيتهم النفسانية للقتلة في مشاهد شنيعة من غير أن يحكم على دقة رؤاهم حيث اكتفى فقط بتسجيل ما قالوه لضباط الشرطة الذين كانوا يجرون مقابلات معهم وأرانا أيضاً كيف استطاع الوسطاء التأثير على سير التحقيقات.
رؤى كارين هفستيتلر
في وقت حدوث الجريمة كان لـ (كارين هفستيتلر ) التي تعيش بالقرب من مدينة دالاس في ولاية تكساس رؤية عن رجلين قاموا بقتل 3 من المراهقين بشكل وحشي ونقلوا جثثهم وذلك بينما كانت تغط بالنوم أمام التلفزيون بعد عودتها من عملها ، وعندما صحت من نومها بدأت ترى صورة واضحة لسيارة ممتلئة بغرباء يتحركون فيها ببطء في أحراج غير مألوفة لها ثم أصبحت ترى 3 من الذكور و2 من الإناث ، كان من الواضح أن اثنين منهم أكبر عمراً من الثلاثة الآخرين الذين كانوا مراهقين وهما سائق ملتحي وآخر يبدو من شكله أنه هندي وكانا يشربون الجعة (البيرة) ويضحكان فيما كان الفتية الثلاثة مذعورين.
رؤية سابقة في جرائم أطفال أتلانتا
لم تكن تلك الرؤى جديدة على (كارين) إذ سبق لها حدوث رؤى كهذه منذ نعومة أظفارها ، وكانت أكثر الرؤى التي لم تستطع نسيانها تلك التي حدثت لها في عام 1979 وكانت بشكل سلسلة رؤى عن أطفال سود تعرضوا للقتل في مدينة أتلانتا ، والتي عرفت أنذاك بـ " جرائم أطفال أتلانتا " ، حيث كانت على علم بأعمار الضحايا ومتى وأين يمكن العثور عليهم كما كانت لديها أفكار واضحة عن القاتل ، وعندما كان (واين ويليامز) يحاول إلقاء شيء من أعلى الجسر في نفس المكان الذي وجدت فيه إحدى الجثث في تلك الليلة جرى إعتقاله وأدين وحوكم ، لكن (كارين) كانت تعتقد أنه ليس الرجل المقصود لأغلب الجرائم رغم أنه وصف آنذاك بـ " قاتل أطفال أتلانتا " وفي السنوات اللاحقة كان هناك سبب للشك في تورطه بأعمال القتل الاخيرة على الرغم من توقف موجة جرائم القتل وكانت (كارين) تعتقد أن هذا التوقف لم يكن بسبب أمور أخرى لا تتصل بسجن (ويليامز).
- حينما واصلت (كارين) رؤيتها رأت للحظة أن المراهقين الثلاثة كانوا في وقت سابق معاً مجتمعين معاً أمام طاولة نزهات وكان يبدو لـ (كارين) أن فتاة ذات شعر داكن تحب الصبي كما راودها إحساس أيضاً أن أحد الخواتم الثلاث التي كانت تلبسها الفتاة على أصابعها كان قد أهداه الصبي لها، ثم رأت (كارين) رجلان يقودان سيارة حيث قدم الصبي الرجل الملتحي إلى الفتيات ليتعرفا إليه ومن ثم ركب الجميع السيارة ، وللحظة ما اقترب الرجل الهندي من الفتاة الشقراء التي كانت تجلس في المقعد الخلفي ثم طعن الصبي بسكينه وواصلت السيارة تقدمها ثم جنحت إلى جانب الطريق ، خرج السائق ونقل جثمان الصبي ثم تركه على جانب الطريق. ثم خرجت الفتاة ذات الشعر الأسود وركضت هاربة لكن السائق أمسك بها وأجبرها على مشاهدة صديقها الذي وضع الرجل الآخر السكين على رقبته ، ثم أفلتت الفتاة وهربت مرة ثانية ، لكن تم الإمساك بها وتلقت ضربات عنيفة قبل أن يقتلاها في النهاية ، أخذ أحد الرجلين الخاتم من إصبع الفتاة ليضعه في جيبه ثم حملها ووضعها إلى جانب جثة الطفلين الآخرين ومن ثم طعنها مرة أخرى لعدة مرات وأخذ محبس شعرها ، وغادرا مكان المذبحة ، ثم قاد سيارته مع الرجل الآخر إلى حيث وجد الفتية في البداية ورمى السائق بشيء ما إلى البحيرة وأصدر صوتاً كما لو كان جسماً معدنياً.
لم تكن (كارين) تعلم من هؤلاء الناس ولم تعثر كذلك على أي خبر عنهما في الصحف المحلية لمدينة دالاس في اليوم التالي. لذلك لم يكن لديها أصلاً أي فكرة عن ما يمكن أن تفعله بتلك الصور المروعة التي أتتها.
رؤى غليندا توماس
في نفس تلك الليلة كان لـ (غليندا توماس ) تجربة مشابهة جديدة لها تماماً ، روتها فيما بعد لمحقق في القضية ، فحينما كانت تأخذ قسطاً من الراحة بعد مذاكرتها للتحضير لإمتحان التمريض أتتها رؤية مفاجئة وصفت فيها رجلان مطابقان في أوصافهما لما قالتها (كارين هفستيتلر ) مع أنها تعتقد بأن يكون لرجل ثالث يد في الجرائم.
بحسب الرؤية أخذ الرجلان المراهقين بسيارة حمراء كبيرة (فان) ثم قتلوهم على طرف الطريق . وكان يظهر على ذراع قائدهم وشم بشكل نسر ، بعدها حاولت (غليندا) الإتصال بالضحايا من خلال الكتابة التلقائية وقالت بأنها سمعت (رايلين: إحدى الضحايا) حيث أكدت بأن حمالة صدرها كانت حول ساقها وهو خبر مفصل ودقيق لم يرد ذكره في الصحف التي نشرت أخبار الجريمة بعد ذلك . وتقول (غليندا) بأن (رايلين) أخبرتها بأنه لم يسبق لها معرفة القتلة و راود (غليندا) أيضاً إحساس نحو الخاتم لكنها لم تتمكن من معرفة ما يعنيه هذا الإحساس.
تحريات الشرطة
في هذه الأثناء كانت الشرطة تجري تحرياتها على الأرض ومضت أيام بدون وجود أي أدلة واضحة ، وجرت مراسم جنازة الفتية الثلاثة مع عائلاتهم الذين توسلوا للحصول على إجابات ، لكن المحققين لم يأتوا بشيء فحاولوا تحويل الإنظار إلى والد (كينيث) مشتبهين في ضلوعه في الجرائم لكن ذلك أيضاً ذهب سدى من غير نتيجة. وبعد 52 يوماً على إكتشاف الجرائم المروعة علقت السلطات تلك القضية لأجل غير محدد ، لكن السرجنت (ترومان سايمون) الذي استدعي إلى مكان الجريمة في تلك الليلة أصبح الرجل ذو المهمة للعثور على القتلة مخاطراً بحياة عائلته في البحث عن أدلة.
ثم قرروا إستدعاء وسيط روحاني هو (جون كاتشينغز) الذي سبق له التعامل مع قضايا أخرى ونجح في حوالي 60% كما يزعم ، فأخبرهم أنه ليس بوسع الوسيط أن يأتي بـ 100% من الوقائع وأن عليهم أن يستخدموا ما يبدو أنه يأتي بنتائج مثمرة في سير التحقيقات.
ذهب ( كاتشينغز ) إلى موقع الجريمة نفسها وبعد أن أمضى بعض الوقت هناك قال أنه كان هناك 3 رجال متورطين وأن أحدهم قتل الفتية في قارب مسطح القاع وأعرب عن اعتقاده أن امرأة ذات شعر داكن في العشرينات من عمرها يمكن أن يكون لها دور فعال في مساعدتهم على التعرف إلى هوية القاتل.
في الواقع ، كان المحققون يضعون عينهم على امرأة اسمها (كريستي جول) ذات شعر داكن بعمر 19 سنة وهي معروفة بكذبها حيث أنكرت أنها تعلم أي شيء عن الموضوع ، ولكن المحيطين بها يظنون أنها تعلم الكثير، فصديقها هو رجل ملقب باسم (تشيلي) أو الفلفل الحار واسمه الحقيقي هو (ديفيد سبنس) وكان في السجن بسبب جريمة أخرى وكان كذلك على معرفة بشخص اسمه (منير ديب ) الذي كان قد اعترف لأحد أصدقاء الضحايا بأنه هو من قتلهم ثم تراجع عن ما قاله فخضع لجهاز كشف الكذب وسُمح له بالمغادرة ثم بعد ذلك أخبر أحدهم بأنه أخرج بوليصة تأمين لفتاة اسمها (غايل كيلي ) كانت شبيهة جداً بإحدى الضحايا وهي (جيل مونتغمري ).
وفي نهاية المطاف لم يكن أياً مما قاله الوسيط مفيداً لحل هذه القضية. بل ما كان مفيداً هو عملية التحقيق المستمرة التي قام بها المحقق (ترومان سيمونز ) الذي أبرز تصريحات أدلى بها العديد من الناس بمن فيهم القاتل الرئيسي من أن (ديب) استأجر (ديفيد سبنس) لقتل (غايل كيلي) بهدف قبض قيمة بوليطة التأمين لكن (سبنس ) قتل الفتاة التي تشبهها وهي (جيل مونتغمري ) وقتل معها الفتاة والصبي لئلا يكونان شهوداً على الجريمة ، ونفذ (سبنس) جريمته بمعونة شخصين ساعداه .
كان متوقعاً أن يقوم (ديب ) بقبض مبلغ بوليصة التأمين (20,000 دولار) التي كان قد خدع فيها (غايل كيلي) لتوقع عليها لكن خطته تلك باءت بالفشل لأن (غايل) ما زالت حية وقتلت (جيل) بدلاً عنها بالخطأ .
وبعدها بوقت قصير من ارتكاب الجرائم القتل جرى اعتقال (ديفيد سبنس) بجريمة الإعتداء الجنسي الشنيع وكونه السجين الذي أطلق سراحه جرى حجزه في السجن إلى أن تحين جلسة الاستماع. وهناك اعترف وتحدث أكثر مما ينبغي وكان يتكلم عن الجرائم وكأنها قطع من ممتلكاته ، وفي نهاية المطاف أدين وحوكم جنباً إلى جنب مع 2 من شركائه المتورطين (الظاهرين في الصور). كما أدين (ديب) وجرى تنفيذ حكم الإعدام فيه وفي (ديفيد سبنس).
وكانت (غليندا) قد أصابت في رؤيتها عندما قالت أن هناك شخص ثالث متورط وبأن هناك وشم على ذراع (سبنس)، لكنها هي و(كارين)على حدا سواء (كلاهما زارا مسرح الجريمة أخيراً و صرحا خطأ أن الضحايا قتلوا في نفس المكان الذي عثر عليهم فيه ) رأتا الخاتم الذي كان قد أخذه (سبنس) من (جيل مونتغمري) كتذكار ولكن على عكس ما كان يقوله (كاتشينغز) رفضت (كريستي جول) أن تساعد في التحقيق لم تعطيهم أية معلومات وهي" المرأة ذات الشعر الداكن " بحسب الرؤية.
وبقي الجانب الوحيد من شهادة النفسانيين (الوسطاء) والذي كان له دور فعال في تحريك القضية هو شيء تكلمت عنه (غليندا ) في رؤيتها واستخدمه المحقق (ترومان سيمونز) للحصول على اعتراف من أحد المشاركين. فبالعودة إلى ماقالته (غليندا) عن وصف الرجل وما كان يرتديه في تلك الليلة في مكان الجريمة دفع بالرجل للإعتقاد بأن الشرطة تعلم أكثر مما تعلمه حقاً ولذلك قرر أن يتعرف بشكل سهولة رغم أنه كان يكذب في أماكن عدة ، وكانت شهادة شقيقه الضربة التي حلت تلك القضية على أية حال.
وفي النهاية كان كل من الوسطاء مخطئاً بخصوص عدد من أمور الجريمة وبالتحديد أين وقعت تلك الجرائم، وأخطأ اثنين منهم في تحديد عربة النقل ، ولكن إذا كانت القصة دقيقة فإن كلا الوسيطتين كان لهما رؤية ما فوق حسية واضحة في ليلة إرتكاب الجرائم على شكل ومضات غنية بالتفاصيل عن حقيقة الجرائم التي كانت تحدث مما يؤيد وجود ظاهرة نفسانية من نوع ما.
- ومؤخراً بذلت جهود من قبل الدفاع بهدف التبرئة من خلال فحص DNA على رباط الحذاء الذي استخدم لربط الضحايا. فإذا أظهر الفحص أنه هناك من أدين بالخطأ في إرتكاب الجرائم في عام 1982 عندئذ فإن القضية ستتشعب ولم تصبح مقتصرة فقط على إطلاق سراح أحدهم من السجن المؤبد. ولكن قد تسجل أول دليل على إعدام خاطئ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في العصر الحديث.
هل كان القتلة اثنان ؟ أم ثلاثة ؟ رؤى غليندا تشير إلى رجل ثالث في الخفاء وهو (ديب) الذي استأجر (سبنس) للقتل، فهل كان (سبنس) برفقة معاون واحد حين حدوث الجريمة ولم يكن للآخر المسجون حالياً صلة علاقة بارتكابها ؟ ويبدو بالفعل أن مظهر (جيلبرت ملندز)أحد المدانين بالقتل مع وشم على كتفه ويشبه إلى حد ما شكل الهندي الأحمر ، فهل صدقت رؤى (غليندا) عن صفات القتلة ؟
عُثر على 3 مراهقين وهم صبي وبنتان مطعونين حتى الموت في حديقة سبيغفيل بالقرب من ضفاف بحيرة واكو في ولاية تكساس الأمريكية . حدث هذا في 13 يوليو من عام 1982 ، وعلى الرغم من أن تلك السنة كانت حافلة بالأحداث العنيفة إلا أن تلك الحادثة كانت فريدة من نوعها فلم تكن ناجمة عن صفقة مخدرات أو نزاع محلي بل أقرب لحادثة قتل أسطورية راح ضحيتها أطفال كانوا في المكان الخطأ وفي الزمن الخطأ، وقد تدخل عدد من المحققين النفسانيين (الوسطاء) فأعطوا قصصاً متضاربة اشتركت في أنها أعطت بعضاً من صفات المشتبه بهم.
وجد الطبيب الشرعي آثار 48 طعنة على الضحايا الثلاثة نال منها (كينيث فرانكس) لوحده 20 طعنة منها 10 في القلب ، لكن من المؤكد أنها سببت له آلاماً عظيمة قبل وفاته . فيما تلقت (جيل مونتغمري)17 جرحاً تركز معظمها في صدرها وقطعت كذلك حنجرتها كما كان يوجد علامات لكدمات على كتفها الأيمن وصدرها حيث جردت من ملابسها واغتصبت. كما طعنت (رايلين رايس) 9 مرات مع أدلة على إصابة أعضائها التناسلية، واعتقد المحققون أنه جرى قتل الضحايا في مكان آخر ثم ألقي بهم في هذا المكان حيث كان من السهل العثور على جثة الصبي.
يصف (كارلتون نيفيز) تلك الحادثة والتحقيقات في كتابه الذي حمل عنوان " همسات لا مبالية : جرائم بحيرة واكو " بما في ذلك قصته عن الوسطاء الروحانيين الذين زعموا رؤيتهم النفسانية للقتلة في مشاهد شنيعة من غير أن يحكم على دقة رؤاهم حيث اكتفى فقط بتسجيل ما قالوه لضباط الشرطة الذين كانوا يجرون مقابلات معهم وأرانا أيضاً كيف استطاع الوسطاء التأثير على سير التحقيقات.
رؤى كارين هفستيتلر
في وقت حدوث الجريمة كان لـ (كارين هفستيتلر ) التي تعيش بالقرب من مدينة دالاس في ولاية تكساس رؤية عن رجلين قاموا بقتل 3 من المراهقين بشكل وحشي ونقلوا جثثهم وذلك بينما كانت تغط بالنوم أمام التلفزيون بعد عودتها من عملها ، وعندما صحت من نومها بدأت ترى صورة واضحة لسيارة ممتلئة بغرباء يتحركون فيها ببطء في أحراج غير مألوفة لها ثم أصبحت ترى 3 من الذكور و2 من الإناث ، كان من الواضح أن اثنين منهم أكبر عمراً من الثلاثة الآخرين الذين كانوا مراهقين وهما سائق ملتحي وآخر يبدو من شكله أنه هندي وكانا يشربون الجعة (البيرة) ويضحكان فيما كان الفتية الثلاثة مذعورين.
رؤية سابقة في جرائم أطفال أتلانتا
لم تكن تلك الرؤى جديدة على (كارين) إذ سبق لها حدوث رؤى كهذه منذ نعومة أظفارها ، وكانت أكثر الرؤى التي لم تستطع نسيانها تلك التي حدثت لها في عام 1979 وكانت بشكل سلسلة رؤى عن أطفال سود تعرضوا للقتل في مدينة أتلانتا ، والتي عرفت أنذاك بـ " جرائم أطفال أتلانتا " ، حيث كانت على علم بأعمار الضحايا ومتى وأين يمكن العثور عليهم كما كانت لديها أفكار واضحة عن القاتل ، وعندما كان (واين ويليامز) يحاول إلقاء شيء من أعلى الجسر في نفس المكان الذي وجدت فيه إحدى الجثث في تلك الليلة جرى إعتقاله وأدين وحوكم ، لكن (كارين) كانت تعتقد أنه ليس الرجل المقصود لأغلب الجرائم رغم أنه وصف آنذاك بـ " قاتل أطفال أتلانتا " وفي السنوات اللاحقة كان هناك سبب للشك في تورطه بأعمال القتل الاخيرة على الرغم من توقف موجة جرائم القتل وكانت (كارين) تعتقد أن هذا التوقف لم يكن بسبب أمور أخرى لا تتصل بسجن (ويليامز).
- حينما واصلت (كارين) رؤيتها رأت للحظة أن المراهقين الثلاثة كانوا في وقت سابق معاً مجتمعين معاً أمام طاولة نزهات وكان يبدو لـ (كارين) أن فتاة ذات شعر داكن تحب الصبي كما راودها إحساس أيضاً أن أحد الخواتم الثلاث التي كانت تلبسها الفتاة على أصابعها كان قد أهداه الصبي لها، ثم رأت (كارين) رجلان يقودان سيارة حيث قدم الصبي الرجل الملتحي إلى الفتيات ليتعرفا إليه ومن ثم ركب الجميع السيارة ، وللحظة ما اقترب الرجل الهندي من الفتاة الشقراء التي كانت تجلس في المقعد الخلفي ثم طعن الصبي بسكينه وواصلت السيارة تقدمها ثم جنحت إلى جانب الطريق ، خرج السائق ونقل جثمان الصبي ثم تركه على جانب الطريق. ثم خرجت الفتاة ذات الشعر الأسود وركضت هاربة لكن السائق أمسك بها وأجبرها على مشاهدة صديقها الذي وضع الرجل الآخر السكين على رقبته ، ثم أفلتت الفتاة وهربت مرة ثانية ، لكن تم الإمساك بها وتلقت ضربات عنيفة قبل أن يقتلاها في النهاية ، أخذ أحد الرجلين الخاتم من إصبع الفتاة ليضعه في جيبه ثم حملها ووضعها إلى جانب جثة الطفلين الآخرين ومن ثم طعنها مرة أخرى لعدة مرات وأخذ محبس شعرها ، وغادرا مكان المذبحة ، ثم قاد سيارته مع الرجل الآخر إلى حيث وجد الفتية في البداية ورمى السائق بشيء ما إلى البحيرة وأصدر صوتاً كما لو كان جسماً معدنياً.
لم تكن (كارين) تعلم من هؤلاء الناس ولم تعثر كذلك على أي خبر عنهما في الصحف المحلية لمدينة دالاس في اليوم التالي. لذلك لم يكن لديها أصلاً أي فكرة عن ما يمكن أن تفعله بتلك الصور المروعة التي أتتها.
رؤى غليندا توماس
في نفس تلك الليلة كان لـ (غليندا توماس ) تجربة مشابهة جديدة لها تماماً ، روتها فيما بعد لمحقق في القضية ، فحينما كانت تأخذ قسطاً من الراحة بعد مذاكرتها للتحضير لإمتحان التمريض أتتها رؤية مفاجئة وصفت فيها رجلان مطابقان في أوصافهما لما قالتها (كارين هفستيتلر ) مع أنها تعتقد بأن يكون لرجل ثالث يد في الجرائم.
بحسب الرؤية أخذ الرجلان المراهقين بسيارة حمراء كبيرة (فان) ثم قتلوهم على طرف الطريق . وكان يظهر على ذراع قائدهم وشم بشكل نسر ، بعدها حاولت (غليندا) الإتصال بالضحايا من خلال الكتابة التلقائية وقالت بأنها سمعت (رايلين: إحدى الضحايا) حيث أكدت بأن حمالة صدرها كانت حول ساقها وهو خبر مفصل ودقيق لم يرد ذكره في الصحف التي نشرت أخبار الجريمة بعد ذلك . وتقول (غليندا) بأن (رايلين) أخبرتها بأنه لم يسبق لها معرفة القتلة و راود (غليندا) أيضاً إحساس نحو الخاتم لكنها لم تتمكن من معرفة ما يعنيه هذا الإحساس.
تحريات الشرطة
في هذه الأثناء كانت الشرطة تجري تحرياتها على الأرض ومضت أيام بدون وجود أي أدلة واضحة ، وجرت مراسم جنازة الفتية الثلاثة مع عائلاتهم الذين توسلوا للحصول على إجابات ، لكن المحققين لم يأتوا بشيء فحاولوا تحويل الإنظار إلى والد (كينيث) مشتبهين في ضلوعه في الجرائم لكن ذلك أيضاً ذهب سدى من غير نتيجة. وبعد 52 يوماً على إكتشاف الجرائم المروعة علقت السلطات تلك القضية لأجل غير محدد ، لكن السرجنت (ترومان سايمون) الذي استدعي إلى مكان الجريمة في تلك الليلة أصبح الرجل ذو المهمة للعثور على القتلة مخاطراً بحياة عائلته في البحث عن أدلة.
ثم قرروا إستدعاء وسيط روحاني هو (جون كاتشينغز) الذي سبق له التعامل مع قضايا أخرى ونجح في حوالي 60% كما يزعم ، فأخبرهم أنه ليس بوسع الوسيط أن يأتي بـ 100% من الوقائع وأن عليهم أن يستخدموا ما يبدو أنه يأتي بنتائج مثمرة في سير التحقيقات.
ذهب ( كاتشينغز ) إلى موقع الجريمة نفسها وبعد أن أمضى بعض الوقت هناك قال أنه كان هناك 3 رجال متورطين وأن أحدهم قتل الفتية في قارب مسطح القاع وأعرب عن اعتقاده أن امرأة ذات شعر داكن في العشرينات من عمرها يمكن أن يكون لها دور فعال في مساعدتهم على التعرف إلى هوية القاتل.
في الواقع ، كان المحققون يضعون عينهم على امرأة اسمها (كريستي جول) ذات شعر داكن بعمر 19 سنة وهي معروفة بكذبها حيث أنكرت أنها تعلم أي شيء عن الموضوع ، ولكن المحيطين بها يظنون أنها تعلم الكثير، فصديقها هو رجل ملقب باسم (تشيلي) أو الفلفل الحار واسمه الحقيقي هو (ديفيد سبنس) وكان في السجن بسبب جريمة أخرى وكان كذلك على معرفة بشخص اسمه (منير ديب ) الذي كان قد اعترف لأحد أصدقاء الضحايا بأنه هو من قتلهم ثم تراجع عن ما قاله فخضع لجهاز كشف الكذب وسُمح له بالمغادرة ثم بعد ذلك أخبر أحدهم بأنه أخرج بوليصة تأمين لفتاة اسمها (غايل كيلي ) كانت شبيهة جداً بإحدى الضحايا وهي (جيل مونتغمري ).
وفي نهاية المطاف لم يكن أياً مما قاله الوسيط مفيداً لحل هذه القضية. بل ما كان مفيداً هو عملية التحقيق المستمرة التي قام بها المحقق (ترومان سيمونز ) الذي أبرز تصريحات أدلى بها العديد من الناس بمن فيهم القاتل الرئيسي من أن (ديب) استأجر (ديفيد سبنس) لقتل (غايل كيلي) بهدف قبض قيمة بوليطة التأمين لكن (سبنس ) قتل الفتاة التي تشبهها وهي (جيل مونتغمري ) وقتل معها الفتاة والصبي لئلا يكونان شهوداً على الجريمة ، ونفذ (سبنس) جريمته بمعونة شخصين ساعداه .
كان متوقعاً أن يقوم (ديب ) بقبض مبلغ بوليصة التأمين (20,000 دولار) التي كان قد خدع فيها (غايل كيلي) لتوقع عليها لكن خطته تلك باءت بالفشل لأن (غايل) ما زالت حية وقتلت (جيل) بدلاً عنها بالخطأ .
وبعدها بوقت قصير من ارتكاب الجرائم القتل جرى اعتقال (ديفيد سبنس) بجريمة الإعتداء الجنسي الشنيع وكونه السجين الذي أطلق سراحه جرى حجزه في السجن إلى أن تحين جلسة الاستماع. وهناك اعترف وتحدث أكثر مما ينبغي وكان يتكلم عن الجرائم وكأنها قطع من ممتلكاته ، وفي نهاية المطاف أدين وحوكم جنباً إلى جنب مع 2 من شركائه المتورطين (الظاهرين في الصور). كما أدين (ديب) وجرى تنفيذ حكم الإعدام فيه وفي (ديفيد سبنس).
وكانت (غليندا) قد أصابت في رؤيتها عندما قالت أن هناك شخص ثالث متورط وبأن هناك وشم على ذراع (سبنس)، لكنها هي و(كارين)على حدا سواء (كلاهما زارا مسرح الجريمة أخيراً و صرحا خطأ أن الضحايا قتلوا في نفس المكان الذي عثر عليهم فيه ) رأتا الخاتم الذي كان قد أخذه (سبنس) من (جيل مونتغمري) كتذكار ولكن على عكس ما كان يقوله (كاتشينغز) رفضت (كريستي جول) أن تساعد في التحقيق لم تعطيهم أية معلومات وهي" المرأة ذات الشعر الداكن " بحسب الرؤية.
وبقي الجانب الوحيد من شهادة النفسانيين (الوسطاء) والذي كان له دور فعال في تحريك القضية هو شيء تكلمت عنه (غليندا ) في رؤيتها واستخدمه المحقق (ترومان سيمونز) للحصول على اعتراف من أحد المشاركين. فبالعودة إلى ماقالته (غليندا) عن وصف الرجل وما كان يرتديه في تلك الليلة في مكان الجريمة دفع بالرجل للإعتقاد بأن الشرطة تعلم أكثر مما تعلمه حقاً ولذلك قرر أن يتعرف بشكل سهولة رغم أنه كان يكذب في أماكن عدة ، وكانت شهادة شقيقه الضربة التي حلت تلك القضية على أية حال.
وفي النهاية كان كل من الوسطاء مخطئاً بخصوص عدد من أمور الجريمة وبالتحديد أين وقعت تلك الجرائم، وأخطأ اثنين منهم في تحديد عربة النقل ، ولكن إذا كانت القصة دقيقة فإن كلا الوسيطتين كان لهما رؤية ما فوق حسية واضحة في ليلة إرتكاب الجرائم على شكل ومضات غنية بالتفاصيل عن حقيقة الجرائم التي كانت تحدث مما يؤيد وجود ظاهرة نفسانية من نوع ما.
- ومؤخراً بذلت جهود من قبل الدفاع بهدف التبرئة من خلال فحص DNA على رباط الحذاء الذي استخدم لربط الضحايا. فإذا أظهر الفحص أنه هناك من أدين بالخطأ في إرتكاب الجرائم في عام 1982 عندئذ فإن القضية ستتشعب ولم تصبح مقتصرة فقط على إطلاق سراح أحدهم من السجن المؤبد. ولكن قد تسجل أول دليل على إعدام خاطئ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في العصر الحديث.
هل كان القتلة اثنان ؟ أم ثلاثة ؟ رؤى غليندا تشير إلى رجل ثالث في الخفاء وهو (ديب) الذي استأجر (سبنس) للقتل، فهل كان (سبنس) برفقة معاون واحد حين حدوث الجريمة ولم يكن للآخر المسجون حالياً صلة علاقة بارتكابها ؟ ويبدو بالفعل أن مظهر (جيلبرت ملندز)أحد المدانين بالقتل مع وشم على كتفه ويشبه إلى حد ما شكل الهندي الأحمر ، فهل صدقت رؤى (غليندا) عن صفات القتلة ؟
Comment