قصّة رقم -1
في الغابة المكّتظةِ بالخُضرة.. انتشرَ الأولاد الَّذين جاؤوا برحلةٍ.. اكتنفَهم فرحٌ غامر، أوَّل مرة تحضنُهم الطبيعةُ بسحرِها.. وأخذَ كلٌّ منهم يتسلَّقُ شجرةً.. ويأكل ثمرة.. ويقطف زهرة.. استلقوا على الأعشابِ الخضراء.. وقبّلوا شقائقَ النعمانِ الحمراء.. أخرجوا صرَرَ طعامِهم وأكلوا، ثم اشتروا (الكولا) وشربوا.. استنشقوا الهواءَ المعطَّر بالأريجِ.
ولدٌ واحدٌ فقط.. كان يجلس تحت شجرة الزيتون.. ويبكي.
قصّة رقم –2
تربّعَ الشيخُ الجليل فوق منصَّتِه.. بلباسهِ المهيب.. ولحيته السوداء.. ووجهه الذي يطفح بالنُّور وسُبحته ذات الحبات اللؤلئيِّة.. في الأسفل.. كان الرجالُ يجلسون فوقَ السجَّادة الشرقيّة ذات النقوش البديعة.. والألوان الزاهية.. صامتين تماماً. يُصغون لما يُسديه إليهم من نصائح. فجأة.. انقطع خيط السبحة.. وانتثرت حباتها اللؤلئِّية، فوق السجادة المزهّرة.. فانفرط انتباه الرجال..
وراح كلُّ واحدٍ منهم.. يبحث عن حبَّةِ لؤلؤ.
قصّة رقم –3
عيناه حجران مستديران، بلون أبيض تشوبه الحُمرة.. وحين يتكلّم بنزق يقدح منهما شرر يتطاير فيصيب محدِّثه.. حين رأته هكذا.. وهي الرقيقة الوديعة.. شحنَتْ نفسَها بالقوَّة والمجابهة.. وتقدَّمت منه.. اقترَبَتْ أكثر، وفي عينيها نظرةٌ فيها من التَّحدي الشيءُ الكثيرُ.
تدَحرَجَ الحجران أمامَ قدميَها.. التقطَتْهما، احترَقَتْ يدُها، ألقتْ بها إلى حوضِ ماء، انطفأ الشررُ، حينئذٍ .
رأت العينينِ على طبيعتهما.. جدولاً منَ العذوبَةِ والعَاطِفةَ.
قصّة رقم –4
جلسَتْ أمامَ مكتبها، فتطاولَ وأصبح مركباً بحريَّاً.. بحثتْ عن القلمين الأسود والأحمر.. فألفَتهما مجدافين خشبيَّين.. نظرتْ إلى تاريخ اليوم، فعثرتْ على تاريخ ميلادها، ألقتْ بنظرها إلى السماء.. فوجدتها لوحاً رصاصيّاً داكناً.. استغربت، فتحوَّل استغرابُها إلى متعة.. صبّ لها النادلُ فجنانَ قهوتها، فزادتِ القهوةُ، واندلقتْ فوقَ أرضِ الغرفة، أخرجت لُفافة وألهبتها، فاشتعلَ الحريقُ.. حينئذٍ ألقت بنفسِها في الزورق.
أبحرتْ بالقلمين المجدافِين.. ورحلَت إلى عالم آخر.
قصّة رقم –5
قطعَ من الشجرة غصناً بنيَّ اللونِ.. وحملَه في يده كعصاً يُخيفُ بها من يَشاء.. أحياناً كان يُخفيها تحتَ ثيابهِ، وإذا اقتضى الأمر، يسحبها ويضربُ بها، هذا الذي يزعجه، أو يعذِّبه، أحسّ بارتياح نفسيٍّ عميق.. وبقوَّةٍ لا مثيلَ لها.. وراحَ يتمادى في استعمالها.. ولأنَّه ينزعج كثيراً "من زوجته، أولاده، رئيسه في العمل، زميله، زميلته" لم يعدْ يخفيها.. بل حزمَها بنطاقٍ لفَّها حولَ خصرِه..
حاصره الناسُ بالتنكّرِ، والتجاهل.. والبغضاء.. أحسَّ بالعزلة والألم والذلِّ، ثم بالمرض.
وحين استلْقَى على سريرِه.. وطلبَ المعونةَ والشَّفقة..
لم يجدْ غيرَ عصاه معلّقة أمامَ عينيه.. تهدِّده.
قصّة رقم –6
سرقَ الطفلُ مسدَّسَ رفيقه (اللُّعبي) وركضَ في الأزِّقة والشوارع.. ركضَ رفيقُه خلفَه بسرعة يريدُ أنْ يعثرَ عليه ويستردَّ مسدسه (اللُّعبي).. كان الأوَّلُ يضحك بفرحٍ شديد.. ويختفي في حارة.. ثم يظهر من جديد، فيركض خلفه ثانية.. وبدا سارق المسدّس يضحك.. ورفيقه يبكي.. والاثنان معاً يركضان.
السارق سعيدٌ بما حصلَ عليه.. والمسروق حزينٌ بما فَقَد.
قصّة رقم –7
حين مدَّتْ يدَها إلى جيب زوجها، لتأخذَ ما تحتاجُ إليه!.. دخل الزوجُ وشاهدَها متلبسّة بجريمتها، أمسكها من يدها بعنفٍ، خجلت، جداً، وهي العفيفة، ذات الكرامة والكبرياء..
قال بيأسٍ مريرٍ:
-ولكنْ لماذا.. لماذا..؟ ؟!!
قالت بخجل شديد:
-كنتُ أريدُ أن أكتشفَ ما تُخفيه عنّي.
هدأَ تماماً..
وأخرجَ لها وَرَقة، فرحتْ لَهَا كثيراً.. ثم أخرجَ لها ورقة أخرى حزنَتْ لها أكثَر.
قصّة رقم –8
كان الموقف صعباً تماماً.. مشَت على غير هدى في الطرقات الوعرة، ما كانت تريد حقاً أن تدعَ هذا النمر، على الرُّغم من أنَّه نمرٌ حقيقيٌّ، مرعبٌ بقسوته، عنيفٌ بجبروته..
لكنَّها لشيءٍ ما في نفسها، تحبُّ النمور وتحب ترويضها، ربَّما لتُثبتَ لنفسها أنَّ الحب يصنع معجزة، وأنَّ لديها القدرة على أن تكون لاعبة ممتازة في سيرك الحياة والحب.
لكنَّها فشِلَتْ في ترويضِ هذا النمر، لسببٍ قويٍّ جداً ألا وهو كرامتها. ..؟
قصّة رقم –9
كان الموقفُ صعباً تماماً.. ما كانَ يريدُ أنْ يدعَ هذه اللَّبؤةَ الجميلة، كان يمتحنُ قُدرته في التأثير عليها، ووقوعِها في حبائلِ محبَّته.. ومنْ قوّةِ حبِّها له يجعلُ منها عجيناً سلساً.. يكوّنُه كما يشاءُ.
ولقد أحبَّته.. لكنَّها بقيتْ متماسكةً صلبَةً، فلمْ تتلاشَ شخصيتُها القويّةُ.. ولم يضعَفْ جبروتُها، ولم يكن هو بفنّان صبور ينحَتُ الصخورَ، ويحوّلُها إلى تماثيلَ فنيّةٍ
ولقد فشِل في ترويض هذه اللَّبؤة، لسببْ بسيط جداً هو:
اعتقاده أنَّ المرأةَ اليومَ.. مثلُها، مثلُ المرأةِ قبلَ مائةِ عامٍ.!
قصّة رقم –10
كانتْ امرأة شرّيرة بكلِّ ما في الشرِّ من سيِّئات.. بعد أن تنظّف نساء البناية شرفاتهنَّ.. ويغسلنَ نوافذهن تهيئةً لقدومِ عيدِ الفطر السعيد.. تَبْقى لآخرِ يومٍ.. وتبدأ هيَ بالتَّنظيف، فتفسد لهنَّ كلّ ما فعلنه.. وتعبنَ في تهيئته، ثم تُصْغِي لصوتِ الجاراتِ، وهنَّ يصرخنَ بها، لتردَّ عليهن بكلمة تردّدها كلّ مرَّة..
-إذا لم يعجبكُنَّ.. اسكنَّ في فيلاّ.
لكنهّنَّ في الليل.. يفرحنَ كثيراً حينَ يسمعنَ صراخَ زوجها الوحشيّ.. مع كلمات بذيئة يقذفُها بها..
وهي صامتة لا تنطِقُ بحرفٍ واحد.
------------------------------------------------------------
------------
كل كم يوم رح ضيف 10 قصص جداد أنا رح شوف رأي مشرفتنا ....
في الغابة المكّتظةِ بالخُضرة.. انتشرَ الأولاد الَّذين جاؤوا برحلةٍ.. اكتنفَهم فرحٌ غامر، أوَّل مرة تحضنُهم الطبيعةُ بسحرِها.. وأخذَ كلٌّ منهم يتسلَّقُ شجرةً.. ويأكل ثمرة.. ويقطف زهرة.. استلقوا على الأعشابِ الخضراء.. وقبّلوا شقائقَ النعمانِ الحمراء.. أخرجوا صرَرَ طعامِهم وأكلوا، ثم اشتروا (الكولا) وشربوا.. استنشقوا الهواءَ المعطَّر بالأريجِ.
ولدٌ واحدٌ فقط.. كان يجلس تحت شجرة الزيتون.. ويبكي.
قصّة رقم –2
تربّعَ الشيخُ الجليل فوق منصَّتِه.. بلباسهِ المهيب.. ولحيته السوداء.. ووجهه الذي يطفح بالنُّور وسُبحته ذات الحبات اللؤلئيِّة.. في الأسفل.. كان الرجالُ يجلسون فوقَ السجَّادة الشرقيّة ذات النقوش البديعة.. والألوان الزاهية.. صامتين تماماً. يُصغون لما يُسديه إليهم من نصائح. فجأة.. انقطع خيط السبحة.. وانتثرت حباتها اللؤلئِّية، فوق السجادة المزهّرة.. فانفرط انتباه الرجال..
وراح كلُّ واحدٍ منهم.. يبحث عن حبَّةِ لؤلؤ.
قصّة رقم –3
عيناه حجران مستديران، بلون أبيض تشوبه الحُمرة.. وحين يتكلّم بنزق يقدح منهما شرر يتطاير فيصيب محدِّثه.. حين رأته هكذا.. وهي الرقيقة الوديعة.. شحنَتْ نفسَها بالقوَّة والمجابهة.. وتقدَّمت منه.. اقترَبَتْ أكثر، وفي عينيها نظرةٌ فيها من التَّحدي الشيءُ الكثيرُ.
تدَحرَجَ الحجران أمامَ قدميَها.. التقطَتْهما، احترَقَتْ يدُها، ألقتْ بها إلى حوضِ ماء، انطفأ الشررُ، حينئذٍ .
رأت العينينِ على طبيعتهما.. جدولاً منَ العذوبَةِ والعَاطِفةَ.
قصّة رقم –4
جلسَتْ أمامَ مكتبها، فتطاولَ وأصبح مركباً بحريَّاً.. بحثتْ عن القلمين الأسود والأحمر.. فألفَتهما مجدافين خشبيَّين.. نظرتْ إلى تاريخ اليوم، فعثرتْ على تاريخ ميلادها، ألقتْ بنظرها إلى السماء.. فوجدتها لوحاً رصاصيّاً داكناً.. استغربت، فتحوَّل استغرابُها إلى متعة.. صبّ لها النادلُ فجنانَ قهوتها، فزادتِ القهوةُ، واندلقتْ فوقَ أرضِ الغرفة، أخرجت لُفافة وألهبتها، فاشتعلَ الحريقُ.. حينئذٍ ألقت بنفسِها في الزورق.
أبحرتْ بالقلمين المجدافِين.. ورحلَت إلى عالم آخر.
قصّة رقم –5
قطعَ من الشجرة غصناً بنيَّ اللونِ.. وحملَه في يده كعصاً يُخيفُ بها من يَشاء.. أحياناً كان يُخفيها تحتَ ثيابهِ، وإذا اقتضى الأمر، يسحبها ويضربُ بها، هذا الذي يزعجه، أو يعذِّبه، أحسّ بارتياح نفسيٍّ عميق.. وبقوَّةٍ لا مثيلَ لها.. وراحَ يتمادى في استعمالها.. ولأنَّه ينزعج كثيراً "من زوجته، أولاده، رئيسه في العمل، زميله، زميلته" لم يعدْ يخفيها.. بل حزمَها بنطاقٍ لفَّها حولَ خصرِه..
حاصره الناسُ بالتنكّرِ، والتجاهل.. والبغضاء.. أحسَّ بالعزلة والألم والذلِّ، ثم بالمرض.
وحين استلْقَى على سريرِه.. وطلبَ المعونةَ والشَّفقة..
لم يجدْ غيرَ عصاه معلّقة أمامَ عينيه.. تهدِّده.
قصّة رقم –6
سرقَ الطفلُ مسدَّسَ رفيقه (اللُّعبي) وركضَ في الأزِّقة والشوارع.. ركضَ رفيقُه خلفَه بسرعة يريدُ أنْ يعثرَ عليه ويستردَّ مسدسه (اللُّعبي).. كان الأوَّلُ يضحك بفرحٍ شديد.. ويختفي في حارة.. ثم يظهر من جديد، فيركض خلفه ثانية.. وبدا سارق المسدّس يضحك.. ورفيقه يبكي.. والاثنان معاً يركضان.
السارق سعيدٌ بما حصلَ عليه.. والمسروق حزينٌ بما فَقَد.
قصّة رقم –7
حين مدَّتْ يدَها إلى جيب زوجها، لتأخذَ ما تحتاجُ إليه!.. دخل الزوجُ وشاهدَها متلبسّة بجريمتها، أمسكها من يدها بعنفٍ، خجلت، جداً، وهي العفيفة، ذات الكرامة والكبرياء..
قال بيأسٍ مريرٍ:
-ولكنْ لماذا.. لماذا..؟ ؟!!
قالت بخجل شديد:
-كنتُ أريدُ أن أكتشفَ ما تُخفيه عنّي.
هدأَ تماماً..
وأخرجَ لها وَرَقة، فرحتْ لَهَا كثيراً.. ثم أخرجَ لها ورقة أخرى حزنَتْ لها أكثَر.
قصّة رقم –8
كان الموقف صعباً تماماً.. مشَت على غير هدى في الطرقات الوعرة، ما كانت تريد حقاً أن تدعَ هذا النمر، على الرُّغم من أنَّه نمرٌ حقيقيٌّ، مرعبٌ بقسوته، عنيفٌ بجبروته..
لكنَّها لشيءٍ ما في نفسها، تحبُّ النمور وتحب ترويضها، ربَّما لتُثبتَ لنفسها أنَّ الحب يصنع معجزة، وأنَّ لديها القدرة على أن تكون لاعبة ممتازة في سيرك الحياة والحب.
لكنَّها فشِلَتْ في ترويضِ هذا النمر، لسببٍ قويٍّ جداً ألا وهو كرامتها. ..؟
قصّة رقم –9
كان الموقفُ صعباً تماماً.. ما كانَ يريدُ أنْ يدعَ هذه اللَّبؤةَ الجميلة، كان يمتحنُ قُدرته في التأثير عليها، ووقوعِها في حبائلِ محبَّته.. ومنْ قوّةِ حبِّها له يجعلُ منها عجيناً سلساً.. يكوّنُه كما يشاءُ.
ولقد أحبَّته.. لكنَّها بقيتْ متماسكةً صلبَةً، فلمْ تتلاشَ شخصيتُها القويّةُ.. ولم يضعَفْ جبروتُها، ولم يكن هو بفنّان صبور ينحَتُ الصخورَ، ويحوّلُها إلى تماثيلَ فنيّةٍ
ولقد فشِل في ترويض هذه اللَّبؤة، لسببْ بسيط جداً هو:
اعتقاده أنَّ المرأةَ اليومَ.. مثلُها، مثلُ المرأةِ قبلَ مائةِ عامٍ.!
قصّة رقم –10
كانتْ امرأة شرّيرة بكلِّ ما في الشرِّ من سيِّئات.. بعد أن تنظّف نساء البناية شرفاتهنَّ.. ويغسلنَ نوافذهن تهيئةً لقدومِ عيدِ الفطر السعيد.. تَبْقى لآخرِ يومٍ.. وتبدأ هيَ بالتَّنظيف، فتفسد لهنَّ كلّ ما فعلنه.. وتعبنَ في تهيئته، ثم تُصْغِي لصوتِ الجاراتِ، وهنَّ يصرخنَ بها، لتردَّ عليهن بكلمة تردّدها كلّ مرَّة..
-إذا لم يعجبكُنَّ.. اسكنَّ في فيلاّ.
لكنهّنَّ في الليل.. يفرحنَ كثيراً حينَ يسمعنَ صراخَ زوجها الوحشيّ.. مع كلمات بذيئة يقذفُها بها..
وهي صامتة لا تنطِقُ بحرفٍ واحد.
------------------------------------------------------------
------------
كل كم يوم رح ضيف 10 قصص جداد أنا رح شوف رأي مشرفتنا ....
Comment