• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

علبة الحلوى أجاثا كرستي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • علبة الحلوى أجاثا كرستي


    علبةالحلوى
    كانت ليلة هائجة فقد كانت الريحتزأر بعنف والمطر يضرب النوافذ بموجات هائلة.

    جلسنا -بوارو وأنا- مقابلالموقد وقد سرحنا سيقاننا باتجاه ألسنة اللهب البهيجة كانت بيننا طاولة صغيرةوعليها -أمامي- كوب ضخم من الشاي الحار وأمام بوارو كوب من الشراب الكاكاو الكثيفالذي ماكنت لأشربه لو دفعوا لي مائة جنيه!

    ارتشف بوارو ذلك المزيج الثخينالبني من كوبه الصيني الأحمر وتنهد باطمئنان ورضا قائلا: يا للحياةالجميلة!

    -
    نعم انه عالم جيد فها أنا لدي عمل وعمل جيد أيضا! وها أنتمشهور...

    قاطعني بوارو محتجا: آه ياصديقي!

    -
    ولكنك مشهور بالفعل وعنجدارة أيضا! عندما أستعيد في تفكيري سلسلة نجاحاتك الطويلة فانني أدهش لها لا أعتقدأنك تعرف ما هو الفشل!

    -
    إن من يستطيع ادعاء ذلك يكون مهرجا غريبالأطوار!

    -
    كلا ولكن قل لي بجد: هل أن سبق أن فشلت أبدا؟

    -
    مرات لاحصر لها ياصديقي ماذا بوسعك أن تفعل؟ ان المصادفة السعيدة لا يمكن أن تكون دائماالى جانبك كثيرا ماتم استدعائي في وقت متأخر جدا وكثيرا ما وصل قبلي شخص آخر كانيعمل باتجاه الهدف نفسه مرتين صرعني المرض تماما عندما كنت على حافة النجاح علىالمرء أن يأخذ بالاعتبار حالات النجاح وحالات الفشل معا ياصديقي.

    -
    ليس هذاماقصدته بالضبط ما عنيته هو: هل فشلت من قبل تماما في قضية بسبب خطأ ارتكبتهأنت؟

    -
    آه فهمت! انك تسأل ان كان قد سبق أن جعلت من نفسي حمارا كما تقولونفي بلادكم هما؟ مرة واحدة يا صديقي...

    وتبدت على وجهه ابتسامة بطيئة متأملةوأضاف: نعم مرة واحدة جعلت من نفسي أضحوكة!

    ثم اعتدل فجأة في كرسيه وقال: اسمعني يا صديقي أعرف أنك احتفظت بسجل لنجاحاتي الصغيرة وعليك أن تضيف قصة أخرى الىمجموعتك قصة فشل!

    انحنى الى الأمام ووضع حطبة في الموقد وبعد أم مسح يديهبعناية بمنشفة معلقة بمسمار قرب الغرض لهذا الغرض عاد ليسترخي على كرسيه وبدأقصته:

    هذا الذي أرويه لك حدث في بلجيكا منذ سنوات عديدة كان ذلك في زمنالصراع الرهيب في فرنسا بين الكنيسة والدولة كان السيد بول ديرولار نائبا فرنسيانابها ولم يكن سرا أن حقيبة وزارية تنتظره كان واحدا من أكثر المعادين للكنيسة وكانمن المؤكد أنه سيضطر لمواجهة عداء عنيف لدى توليه السلطة وقد كان رجلا متميزا منعدة جوانب ومع أنه لم يكن يشرب ولا يدخن الا أنه لم يكن متزمتا كثيرا في جوانب أخرىهل تفهمني يا هيستنغر أعني في النساء... انهن دوما في الصورة!

    كان تزوج قبلبضع سنوات امرأة شابة من بروكسل أعطته مهرا لا بأس به ولا شك أن المال كان مفيدا لهفي حياته المهنية اذ لم تكن عائلته غنية مع أنه كان -من جهة أخرى- مخولا بتسميةنفسه بارونا لو أراد لم يسفر الزواج عن أطفال وماتت زوجته بعد عامين نتيجة سقطة منالدرج ومن ضمن الممتلكات التي ورثها عنها بيت في شارع لويس في بروسكل.

    فيذلك البيت حدثت وفاته المفاجئة تصادفت وفاته مع استقالة الوزير الذي كان مقدرا لهأن يخلفه وقد نشرت كل الصحف مقالات مطولة عن حياته السياسية وعزت موته -الذي حدثبشكل مفاجئ تماما بعد طعام العشاء- الى حدوث أزمة قلبية.

    في ذلك الوقت كنتياصديقي -كما تعلم- عضوا في جهاز التحري البلجيكي ولم تكن وفاة السيد بول ديرولارمثيرة بشكل خاص بالنسبة لي فأنا -كما تعلم- متدين أيضا وقد بدت لي وفاته أمرامفرحا.

    بعد ثلاثة أيام من وفاته وكانت اجازتي على وشك أن تبدأ جاءتني زائرةالى بيتي كانت امرأة تضع خمارا سابغا ولكنها بدت شابة تماما وأدركت علىالفور أنهاكانت فتاة كأجمل ما يمكن للفتاة أن تكون. سألتني بصوت عذب منخفض: أنت السيد هيركيولبوار؟ فانحنيت لها. قالت:من جهاز التحري؟. انحنيت ثانية وقلت: تفضلي بالجلوس أرجوكيا آنستي.

    أخذت كرسيا ورفعت خمارها كان وجهها ساحرا رغم الدموع التي شوهتهوكانت ذاهلة كأنها مسكونة بقلق حاد. قالت: سيدي إنني اعرف أنك ستأخذ إجازتك الآنولذلك ستكون حرا للنظر في قضية خاصة. أنت تدرك بأنني لا أريد استدعاءالشرطة.

    هززت رأسي يالنفي وقلت: أخشى أن لا يكون ما تطلبينه ممكنا يا آنستيفأنا أظل واحدا من رجال الشرطة ولو كنت في إجازة.

    اتكأت الى الأمام وقالت: اسمع ياسيدي... إن كل ما أطلبه منك هو أن تتحرى وفيما يخص نتيجة تحرياتك فأنت حرتماما في تقديمها للشرطة إن كل ما أظنه صحيحا بالفعل فإننا سنحتاج الى كل "ماكينة" للقانون.

    أضفى ذلك طابعا مختلفا بعض الشئ على القضية ووضعت نفسي في خدمتهادون مزيد من اللغو صبغ لون خفيف وجنتيها وقالت: أشكرك ياسيدي ان وفاة السيد بولديرولار هي ما أطلب منك أن تتحرى عنه.

    هتف مدهوشا: ماذا؟

    قالت: سيديليس لدي من شئ أنطلق منه في هذه القضية... لاشئ سوى غريزة المرأة ولكنني مقتنعة -يقينا- بأن السيد ديرولار لم يمت ميتة طبيعية!

    قلت: ولكن من المؤكد أنالأطباء...

    قاطعتني قائلة: قد يخطئ الأطباء لقد كان مفعما بالحيوية قويا جداآه ياسيد بوارو انني أتوسا إليك أن تساعدني...

    كانت الطفلة المسكينة في غايةالهم والقلق وكانت مستعدة لأن تركع أمامي فهدأتها بأفضل ما استطعت وقلت: سأساعدك ياآنسة انني أكاد أكون واثقا من أن مخاوفك لا أساس لها من الصحة ولكننا سنرى. سأطلبمنك -أولا- أن تصفي لي ساكني البيت.

    قالت: يوجد الخدم بالطبع: جانيت وفيليسودينيس الطباخة وقد عملت الطباخة في البيت من سنين عديدة أما الخادمتان فهما فتاتانريفيتان بسيطتان يوجد أيضا فرانسو ولكنه هو الآخر خادم قديم وأيضا والدة السيدديرولار التي تعيش معه وأنا. اسمي فيرجيني منسار وأنا ابنة عم فقيرة للراحلة زوجةالسيد ديرولار ولقد أصبحت عضوة في أسرة ساكني المنزل منذ أكثر من ثلاث سنوات. لقدوصفت لك الآن ساكني المنزل ولكن لدينا أيضا ضيفان يقيمان في المنزل.

    -
    وهما؟

    -
    السيد دوسان آلار وهوجار للسيد ديرولار في فرنسا وصديق انكليزي هوالسيد جون ويلسن.

    -
    ألا يزالان معكم؟

    -
    بالنسبة للسيد ويلسن فانهموجود ولكن السيد دوسان آلار غادر بالأمس.

    -
    وما هي خطتك يا آنسةمنسار؟

    -
    إن أمكنك المجئ الى البيت خلال نصف الساعة القادمة فسأكون قد رتبتقصة لتبرير وجودك من الأفضل أن أقدمك على أنك مرتبط بالصحافة بشكل أو بآخر سأقولانك جئت من باريس وانك أحضرت بطاقة تعريف وتوصية من السيد دوسان آلار ان صحة مدامديرولار عليلة تماما ولن تلتفت كثيرا للتفصيلات.

    وبناء على التبرير العبقريللآنسة دخلت المنزل وبعد مقابلة قصيرة مع والدة النائب المتوفى -التي كانت ذاتشخصية جليلة أرستقراطية رغم وضوح تداعي صحتها- تحررت من المقدمات وبسطالأعذار.

    انني لأتساءل -يا صديقي- ان كان بوسعك تصور الصعوبات التي تكتنفمهمتي؟ فأنا أمام رجل حدثت وفاته لعبة قذرة بالفعل فان احتمالا واحدا فقط كان يمكنقبوله: السم ولم تكن لدي فرصة رؤية الجثة ولم أملك أي امكانية لفحص أو تحليل الوسطأو الطعام الذي تم فيه دس السم. لم أجد أية دلائل أو مؤشرات يمكن تقييمها سواءأكانت مزيفة أم حقيقية. هل تم تسميم الرجل؟ هل مات موتا طبيعيا؟ كان علي أنا -هيركيول بوارو- ودون أية مساعدة أن أقرر.

    في البداية قابلت الخدموبمساعدتهم أعدت تلخيص أحداث تلك الليلة وقد أوليت انتباها خاصا لطعام العشاءوطريقة تقديمه فقد قام السيد ديرولار نفسه بتقديم الحساء ثم تقديم طبق شرائح اللحممع عظامها ثم الدجاج وأخيرا طبق فواكه مطبوخة بالسكر وكل ذلك وضع على الطاولة وقدمهالسيد ديرولار بنفسه وقد جئ بالقهوة في ابريق كبير الى طاولة العشاء لم أجد شيئا ياصديقي يستحيل تسميم شخص دون تسميم الجميع!

    بعد العشاء عادت مدام ديرولار الىجناحها ورافقتها الآنسة فيرجيني وقد انتقل الرجال الثلاثة الى مكتب السيد ديرولارحيث تبادلوا الأحاديث بشكل ودي لبعض الوقت ثم فجأة ودون سابق انذار سقط النائب بقوةعلى الأرض اندفع السيد دوسان آلار الى الخارج وطلب من الخادم فرانسوا احضار طبيبقائلا انها سكتة قلبية بلا شك كما شرح الخادم ولكن عندما وصل الطبيب كان الوقت قدفات لمساعدة المريض.

    كان السيد جون ويلسن -الذي قدمتني له الآنسة فيرجيني- رجلا انكليزيا نموذجيا في تمثيله لأبناء جلدته في أواسط عمره ضخم البنية وقد كانتروايته للحادثة التي سردها بفرنسية تغلب عليها اللكنة الانكليزية شبيهة مع ما سردتهعليك الى حد كبير.
    قال: "احمر وجه ديرولار كثيرا ثم سقط ارضا".

    لم يكن منشئ اضافي يمكن العثور عليه هناك بعد ذلك ذهبت الى مسرح وقوع المأساة في المكتبوتركت هناك بناء على طلبي حتى الآن لم أجد ما يؤيد نظرية الآنسة منسار ولم استطعمنع نفسي من الاعتقاد بأن الأمر كان مجرد وهم من طرفها وكان من الواضح أنها كانتتحتفظ للفقيد بعاطفة رومانسية لم تسمح لها بأن تنظر نظرة طبيعية للقضية ومع ذلك فقدفتشت المكتب بعناية تفصيلية دقيقة كان ممكنا أن توضع ابرة حقن في كرسي النائببطريقة تسمح بتمرير حقنة قاتلة الى جسده وكان يحتمل أن تمر اللسعة الخفيفة التيتسببها البرة دون أن ينتبه لها. ولكنني لم أستطع اكتشاف أية اشارة تدعم هذه النظريةورميت نفسي على الكرسي بحركة يأس.

    قلت لنفسي بصوت عال: وماذا بعد؟ سأتركالقضية! ليس من مؤشر في أي مكان! كل شئ طبيعي تماما.

    يتبـــــــع

    تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

    درع الأسد لبيك يا أسدنا
    من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
    ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

  • #2
    رد: علبة الحلوى أجاثا كرستي

    "الفقدآن " يعلمنـآ آلكثيير !
    يعلمنـآ گيف نقف " دون مسآعده " ؛
    گيف "ندووس" على مشآعرنـآ . .
    گيف " نستوعـب " أن آلدنيـآ
    ... ( "ليست آمنـه") !
    يعلمنـآ گيف نوزع [ "الإبتسآمآت آلگآذبـه"]
    گيف نگرر گلمة (" أنـآ بخير ") عند سؤآلهم آلمعتـآد " گيف حـآلكـ ؟؟!
    يعلمنـآ گيف نتقن ( حبس أنفآسنآ عن آلبگآء ) !

    Comment


    • #3
      رد: علبة الحلوى أجاثا كرستي

      Originally posted by samar View Post

      منورة ام السوس
      تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

      درع الأسد لبيك يا أسدنا
      من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
      ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

      Comment


      • #4
        رد: علبة الحلوى أجاثا كرستي

        علبةالحلوى2

        وفيما كنت أقول هذه الكلمات وعت عيناي على علبة حلوى كبيرة تنتصب على طاولةقريبة وقفز قلبي من مكانه ربما لم يكن هذا مؤشرا يقود الى تفسير وفاة السيد ديرولارولكن ها قد وجدت -على الأقل- شيئا ليس طبيعيا رفعت غطاء العلبة كانت مليئة لم تمسولم تفقد ولا قطعة واحدة ولكن لم يكن من شأن ذلك الا أن يجعل الغرابة التي جذبتانتباهي أقوى وأشد تأثيرا أتدري لماذا يا هيستنغز؟ لأنه بينما كانت العلبة نفسهاوردية اللون كان غطاؤها أزرق يمكن للمرء أن يرى دوما شريط زينة أزرق على علبة ورديةوالعكس ولكن أن يجد علبة من لون وغطاءها من لون آخر فلا. بالتأكيد هذا ما لم أرهمطلقا!

        ومع ذلك فلم أكن أعتقد بأن هذا الحديث البسيط يحمل أي فائدة ليولكنني صممت على تحري الأمر باعتباره خارجا عن المألوف قرعت الجرس طلبا للخادمفرانسوا وسألته ان كان سيده الفقيد مغرما في ما مضى بالحلويات ارتسمت على شفتيهابتسامة كآبة باهتة وقال: كان مغرما بها جدا يا سيدي كان يحتفظ دوما بعلبة حلوى فيالمنزل انه لم يكن يشرب الخمر أبدا كما تعلم.

        رفعت غطاء العلبة أمامه وقلت: ومع ذلك فان هذه العلبة لم تمس أبدا؟

        -
        عفوا يا سيدي ولكن هذه العلبة جديدةوقد اشتريت يوم وفاته باعتبار أن الحلوى هي الأخرى أوشكت على النفاد.

        قلت لهببطء: اذن فان العلبة الأخرى فرغت يوم وفاته.

        -
        نعم يا سيدي وجدتها فارغةعند الصباح ورميتها.

        -
        أكان السيد ديرولار يأكل الحلويات في كل ساعاتالنهار؟

        -
        بعد العشاء عادة يا سيدي.

        بدأت أرى بصيص نور. قلت: فرانسوا.. أتستطيع حفظ السر؟

        -
        بالطبع يا سيدي.

        -
        حسنا! فاعلم اذنأنني من الشرطة هل تستطيع أن تجد لي تلك العلبة الأخرى؟

        -
        دون شك يا سيديستمون في سلة المهملات.

        غادر ثم عاد بعد دقائق بعلبة يعلوها الغبار كانتنسخة طبق الأصل عن العلبة التي لدي باستثناء أن العلبةكانت زرقاء هذه المرة وكانغطاؤها ورديا.

        شكرت فرانسوا ونصحته مرة أخرى بالتكتم وغادرت المنزل في شارعلويسدون مزيد من اللغط.

        بعدها زرت الطبيب الذي عاين السيد ديرولار وكانتمهمتي معه صعبة فقد تخندق بعناد خلف جدار من الكلمات والمفردات المتخصصة ولكننيتخيلت بأنه لم يكن واثقا تمام بخصوص القضية كما كان يجب أن يكون.

        قال بعد أنتمكنت من انتزاع أسلحته الى حد ما: لقد ةقعت حوادث غريبة كثيرة من هذا النوع نوبةغضب مفاجئة عاطفة هوجاء بعد عشاء ثقيل هذا أمر يحدث ثم بموجة من الغضب يصعد الدمالى الرأس ثم "بست"! ينتهي كل شئ!

        -
        ولكن لم تكن لدى السيد ديرولار عاطفئةهوجاء.

        -
        لم تكن لديه؟ انني واثق أنه كان يخوض مشاحنة كلامية عاصفة مع السيددوسان آلار.

        -
        ولماذا؟

        رفع الطبيب كتفيه دهشة وقال: أمر واضح! ألميكن السيد دوسان آلا كاثوليكيا متعصبا؟ لقد دمرت صداقتهما بسبب هذه المشكلة بينالكنيسة والدولة ولم يكن يمر يوم دون نقاشات كان ديرولار يبدو للسيد دوسان آلارمعاديا للقيم الدينية.

        كان هذا الأمر غير متوقع وقد أعطاني ذخيرة للتفكيرقلت: سؤال يا آخر يا دكتور: هل من الممكن دس جرعة قاتلة من السم في قطعةحلوى؟

        -
        أحسب أن ذلك ممكن ان حامض البروسيك الصافي يمكن أن يناسب هذاالاحتمال بغياب فرصة لتبخره ويمكن ابتلاع كرة صغيرة من أي مادة دون الانتباه لهاولكنه لا يبدو احتمالا مرجح الحدوث ان قطعة حلوى مليئة بالمورفين أوالاستريكنين...

        ثم أبدى وجها متمعجا وأردف قائلا: أنت تدرير يا سيد بوارو انلقمة واحدة تكفي! والغافل لن يدقق في الشكليات والتفصيلات.

        -
        شكرا لك ياسيديالدكتور.

        غادرته وقمت بعدها بتحريات لدى الصيادلة وخاصة أولئك القريبين منشارع لويس إنه لأمر جيد أن تمون في سلك الشرطة فقد حصلت على ما أردته من معلوماتبدون مصاعب ولم أعثر -الا في حالة واحدة- على أية مناسبة تم فيها تزويد ساكني البيتبأي نوع من السموم وكان الأمر -في تلك الحالة- على شكل قطرات عين من سولفاتالأتروبين للسيدة ديرولار والأتروبين سم فعال ولقد فرحت للحظة ولكن أعراض الأتروبينقريبة من أعراض التسمم الغذائي وليس فيها أي شبه بالحالة التي كنت أحقق فيهاوبالاضافة الى ذلك فقد كانت الوصفة قديمة فقد كانت المدام ديرولار تعاني منذ سنواتطويلة من اعتام العدسة في عينيها.

        وكنت أهم بالخروج خائبا عندما أعادني صوتالصيدلي: دقيقة يا سيد بوارو أتذكر أن الفتاة التي أحضرت لي هذه الوصفة قالت شيئايفيد بأنها مضطرة للذهاي الى الصيدلي الانكليزي بوسعك أن تجرب هناك.

        وقدجربت بالفعل فارضا مرة أخرى مكانتي الرسمية وحصلت على المعلومات التي أريدها فياليوم الذي سبق وفاة السيد ديرولار حضر العاملون في الصيدلية وصفة للسيد جون ويلسنوهذا لا يعني أنها كانت بحاجة الى تحضير فلم تكن سوى حبوب من الترينيترين سألت انكان بوسعي أن أرى نموذجا لها فأروني اياها فأخذ قلبي يدق أسرع فأسرع ذلك أن الحبوبالصغيرة كانت مصنوعة من الحلوى.

        سألت: هل هي سم؟

        قال الصيدلي: كلاسيدي.

        -
        هل تستطيع أن تصف لي تأثيرها؟

        -
        انها تخفض ضغط الدم وهي توصفلبعض أنواع أمراض القلب كالخناق الصدري مثلا انها تخف التوتر في العضلة القلبية وفيحال تصلب الشرايين...

        قاطعته قائلا: يا عزيزي! هذه المفردات المختصة لا تعنيشيئا بالنسبة لي هل تجعل هذه الحبوب الوجه يتورد؟

        -
        نعم بالتأكيد

        -
        ولنفترض انني ابتعلت عشرا أو عشرين من حباتك الصغيرة هذه فما الذييحدث؟

        أجاب الصيدلي بجفاء: انني لا أنصحك بمحاولة ذلك.

        -
        ومع ذلكفانك تقول انه ليس سما؟

        أجاب بجفاء أيضا: يوجد الكثير من الأشياء التي لاتمسى سما وتستطيع قتل الانسان.

        تركت الصيدلية مبتهجا فقد بدأت الأمور تنجليأخيرا!

        يتبـــع
        تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

        درع الأسد لبيك يا أسدنا
        من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
        ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

        Comment


        • #5
          رد: علبة الحلوى أجاثا كرستي

          علبةالحلوى3


          لقد عرفت الآن بأن جون ويلسن كان يملك أداة الجريمة... ولكن ماذا عن الدوافع؟ كان قد جاء الى بلجيكا في عمل وطلب من السيد ديرولار -الذي كان على معرفة سطحية به- أن يستضيفه. كان واضحا أنه ما من طريقة يمكن أن يكون بها موت السيد ديرولار مفيدا له وفوق ذلك فقد أدركت من خلال تحريات في انكلترا بأنه كان يعاني منذ سنوات عديدة من ذلك النوع من مرض القلب الذي يدعى الخناق الصدري ولذلك فقد كان له حق مطلق في الاحتفاظ بتلك الحبوب في متناول يده ومع ذلك كنت مقتنعا بأن شخصا ما ذهب الى علبة الحوى وفتح العلبة الملأى في البداية عن طريق الخطأ ثم نزع لب أو محتويات آخر قطعة في العلبة القديمة ثم حشاها بدل ذلك بكل ما يمكن أن تستوعبه من حبات الترينترين لقد كانت قطعة الحلوى كبيرة وكنت واثقا أنه كان بالامكان ادخال ما بين عشرين الى ثلاثين حبة في القطعة ولكن من الذي فعل ذلك؟

          كان في المنزل ضيفان وكانت لدى جون
          ويلسن أداة الجريمة ولدى سان آلار الدافع لها تذكر أنه كان متعصبا وليس من متعصب كالمتعصب لدينه أيمكن أن يكون قد حصل -بطريقة أو بأخرى- على حبوب جون ويلسن؟

          خطرت لي فكرة صغيرة أخرى آه انك تبتسم لأفكاري الصغيرة! لماذا استنفذ
          جون ويلسن حبوبه؟ من المؤكد أن يكون قد أحضر معه ذخيرة تكفيه من انكلترا عدت مرة أخرى لزيارة البيت في شارع لويس كان ويلسن خارجا ولكنني رأيت فيليس الفتاة التي تنظف غرفته وسألتها فورا ان كان صحيحا أن السيد ويلسن قد فقد زجاجة دواء من فوق مغسلته قبل بعض الوقت أجابت الفتاة بلهفة بأن ذلك كان صحيحا تماما وأنها قد تعرضت للوم بسبب ذلك وقد ظن السيد الانكليزي بأنها كسرتها ولم ترغب بالاعتراف بذلك بينما هي لم تلمسها أبدا وقالت: انها بلا شك جانيت التي تدس أنفها دوما في أمور لا علاقة لها بها...

          هدأت من سخطها واستأذنت بالانصراف لقد عرفت الآن كل ما احتجت
          لمعرفته بقي علي أن أثبت قضيتي وشعرت بأن ذلك لن يكون سهلا قد أكون أنا واثقا من أن سان آلار قد أخذ زجاجة الترينيترين عن مغسلة جون ويلسن ولكن حتى أقنع الآخرين لا بد لي من ابراز دليل ولم يكن لدي لأبرزه!

          ولكن لا يهم... انني أعرف الحقيقة كان
          ذلك هو الأمر العظيم انك تتذكر الصعوبة التي واجهتنا في قضية ستايلز يا هيستنغز؟ هناك أيضا كنت أعرف ولكنني استغرقت وقتا طويلا حتى أجد الصلة الأخيرة المفقودة التي جعلت من سلسلة دلائلي ضد القاتل سلسلة كاملة.

          طلبت مقابلة مع الآنسة منسار
          وجاءت على الفور طلبت منها عنوان السيد دوسان آلار اعترت وجهها مسحة قلق وقالت: لماذا تريده يا سيد بوارو؟

          - انه ضروري يا آنستي
          .

          بدت مرتابة قلقة
          قالت: انه لايستطيع أن يخبرك بشئ فهو رجل يعيش خارج هذا العالم ولا يكاد يلاحظ مايدور حوله!

          - هذا ممكن يا آنسة ولكن مع ذلك فقد كان صديقا قديما للسيد
          ديرولار وربما كان يعرف أشياء يستطيع أن يخبرني عنها أشياء من الماضي... عداوات قديمة... علاقات حب قديمة.

          توردت وجنتا الفتاة وعضت شفتها ثم قالت: كما ترغب
          ولكني... ولكني أشعر الآن بأنني على ثقة من أنني كنت مخطئة لقد كان لطفا منك أن توافق على طلبي ولكنني كنت منزعجة... بل كنت شديدة الاضطراب في ذلك الوقت انني أدرك الآن بأنه لم يكن في الأمر لغز يتطلب حلا اترك الأمر أرجوك يا سيدي.

          تأملتها
          بامعان ثم قلت: يا آنستي من الصعب أحيانا على كلب الصيد أن يعثر على الأثر الذي يقوده الى طريدته ولكن -اذا وجده فعلا- فما من قوة تجعله يتركه! ذلك اذا كان كلب صيد جيدا... وأنا يا آنستي هيركيول بوارو كلب صيد جيدا جدا!

          دارت دون أن
          تنبس بشفة وبعد بضع دقائق عادت بالعنوان مكتوبا على ورقة صغيرة غادرت المنزل وكان الخادم فرانسوا ينتظرني في الخارج نظر الي بلهفة وقال: أما من أخبار يا سيدي؟

          - حتى الآن كلا يا صديقي
          .

          تنهد وقال: آه! السيد ديرولار
          المسكين! أنا أيضا كانت لي نفس طريقة تفكيره ولكن هذا لا يعني أنني استطيع التصريح بذلك في البيت فالنساء هناك ورعات كلهن وربما كان ذلك أمرا جيدا ان السيدة تقية جدا والآنسة فيرجيني كذلك أيضا.

          تساءلت: الآنسة فيرجيني؟ أهي تقية
          جدا؟

          تعجبت من ذلك وأنا أفكر بوجهها العاطفي الذي أهزلته الدموع الذي رأيته
          في ذلك اليوم الأول.

          وعندما حصلت على عنوان السيد سان آلار لم أضيع أي وقت
          وصلت الى جوار بيته الريفي في مقاطعة آردين ولكن أعياني العثور على عذر لدخول المنزل لبضعة أيام وفي النهاية وجدت ذلك العذر كيف تظنني دخلت؟ كسمكري ياصديقي! استغرقت مسألة ترتيب تسرب صغير في الغاز في غرفة نومه دقيقة واحدة تركت المنزل لاحضار أدواتي وحرصت على العودة بأدواتي في ساعة عرفت فيها أنني سأكون في الساحة وحدي لم أكد أعرف ما الذي أبحث عنه ولم أستطع اقناع نفسي بوجود أية فرصة للعثور على الأمر الوحيد المفيد بالنسبة للقضية فلم يكن يجازف للاحتفاظ به.

          ومع ذلك
          فعندما وجدت الخزانة الصغيرة فوق المغسلة مقفلة لم أستطع مقاومة اغراء رؤية ما بداخلها كان القفل من النوع الذي يسهل تماما فتحه انفتح باب الخزانة وكانت مليئة بالزجاجات القديمة أخرجتها واحدة واحدة بيد ترتعش وفجأة ندت عني صرخة تصور يا صديقي لقد أمسكت بيدي قارورة صغيرة عليها ملصق الصيدلي النكليزي وقد كتب عليه: "حبوب ترينيترين تؤخذ حبة واحدة عند اللزوم. السيد جون ويلسن".

          سيطرت على انفعالي
          وأغلقت الخزانة ودسست القارورة في جيبي وتابعت تصليح تسرب الغاز... اذ أن الانسان ينبغي أن يكون منظما! بعدها غادرت البيت الريفي وركبت القطار عائدا الى بلدي بأسرع ما يمكن وصلت الى بروكسل في وقت متأخر من تلك الليلة وفي الصباح كنت أكتب تقريرا لرئيس جهاز التحري عندما جاءتني ملاحظة وكانت الملاحظة من مدام ديرولار تطلبني فيها الى المنزل في شارع لويس دون تأخير.

          فتح فرانسوا الباب لي وقال: السيدة
          البارونة في انتظارك.

          قادني الى جناحها كانت تجلس على كرسيها بكل جلالها ولم
          أر أثرا للآنسة فيرجيني قالت السيدة العجوز: سيد بوارو لقد سمعت لتوي بأنك ليس كما ادعيت وأنك ضابط شرطة.

          - هذا صحيح يا سيدتي
          .

          - وجئت هنا لتحقق في
          ظروف وفاة ابني؟

          أجبت ثانية: هذا صحيح يا سيدتي
          .

          - سأكون سعيدة ان
          تكرمت باخباري بالتقدم الذي أحرزته.

          ترددت ثم قلت: خبريني كيف عرفت كل ذلك
          يا سيدتي؟

          - من شخص لم يعد من هذا العالم
          .

          كلماتها والطريقة التي
          نطقت بها جعلت قشعريرة رعب تسري في صدري وعجزت عن الكلام قالت: ولذلك يا سيدي أتوسل اليك بكل الحاح أن تخبرني بالضبط بالتقدم الذي أحرزته في تحرياتك.

          - سيدتي
          لقد انتهت تحرياتي.

          - وابني؟

          - قتل عمدا
          .

          - هل تعرف
          القاتل؟

          - نعم يا سيدتي
          .

          - فمن هو اذن؟

          - السيد دوسان
          آلار.

          - أنت مخطئ فهو غير قادر على ارتكاب مثل هذه الجريمة
          .

          - الأدلة
          في يدي.

          - أتوسل اليك ثانية أن تخبرني بكل شئ
          .

          أطعتها هذه المرة
          مستعرضا كل خطوة قادتني الى كشف الحقيقة أصغت الي بانتباه وفي النهاية هزت رأسها وقالت: نعم، نعم كل شئ كما قلت كل شئ باستثناء أمر واحد فليس السيد دوسان آلار هو من قتل ابني بل أنا الذي قتلته... أمه!


          يتبـــع
          تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

          درع الأسد لبيك يا أسدنا
          من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
          ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

          Comment


          • #6
            رد: علبة الحلوى أجاثا كرستي

            علبةالحلوى4


            حدقت اليها واستمرت هي تهز رأسها بهدوء ثم قالت: كان خيراأنني أرسلت في طلبك ان من عناية الله الرحيم أن فيرجيني أخبرتني -قبل أن ترحلللالتحاق بدير- بما فعلته. اسمع يا سيد بوارو: لقد كان ابني رجلا شريرا فقد آذىالكنيسة وعاش حياة من الخطايا المهلكة وقد أغوى نفوسا أخرى مع نفسه ولكنه فعل ما هوأسوأ من ذلك ففي صبيحة أحد الأيام بينما كنت أخرج من غرفتي في هذا البيت رأيت زوجةابني واقفة عند رأس الدرج كانت تقرأ رسالة ورأيت ابني يتسلل من خلفها وبدفعة سريعةواحدة وقعت وارتطم رأسها بالدرجات الرخامية وعندما انتشلوها كانت قد ماتت لقد كانابني قاتلا وأنا فقط أمه كنت أعرف ذلك.

            أغمضت عينيها لحظة ثم تابعت: لاتستطيع -يا سيدي- تخيل ألمي ويأسي ماذا كان علي أن أفعل؟ أدينه أمام الشرطة؟ لمأستطع حمل نفسي على ذلك كان ذلك واجبا علي ولكن جسمي كان ضعيفا وفوق ذلك: هل كانواسيصدقونني؟ كان نظري يضعف منذ مدة وكانوا سيقولون بأنني كنت مخطئة لزمت الصمت ولكنضميري لم يسمح لي بالراحة فبلزومي للصمت كنت أنا أيضا قاتلة وقد ورث ابني أموالزوجته وازدهر كشجرة اللبلاب وأصبح الآن على وشك استلام حقيبة وزارية وسيكون أذاهللكنيسة مضاعفا ورأيت فيرجيني تلك الطفلة المسكينة الجميلة التقية بطبيعتها تتعلقبه بشغف كانت له سلطة غريبة فظيعة على النساء ورأيت المصيبة قادمة رأي العين وكنتعاجزة عم منعها لم يكن ينوي الزواج بها وجاء الوقت الذي أصبحت فيه جاهزة لتسليمه كلشئ.

            عندها رأيت طريقي واضحا لقد كان ولدي فأنا التي أعطيته الحياة وكنتمسؤولة عنه وقد قتل جسد امرأة ويوشك الآن على قتل روح امرأة أخرى! ذهبت الى غرفةالسيد ويلسن وأخذت قارورة الحبوب كان قال مرة مازحا بأنه كان في تلك القارورة مايكفي لقتل رجل! ذهبت الى المكتب وفتحت علبة الحلوى الكبيرة التي كانت دائما علىالطاولة فتحت علبة جديدة بالخطأ وكانت الأخرى على الطاولة أيضا وفيها قطعة واحدةباقية فقط وقد سهل ذلك الأمور علي فلا أحد يأكل الحلوى سوى ابني وفيرجيني وكنتسأبقيها معي تلك الليلة وقد حدث كل شئ كما خططت...

            توقفت وقد أغمضت عينيهالبرهة ثم فتحتها ثانية وقالت: سيد بوارو انني بين يديك لقد قالوا لي بأن أياميمعدودة في هذه الحياة وأنا مستعدة لتحمل مسؤولية عملي أمام الله فهل علي أن أتحملهاعلى الأرض أيضا؟

            ترددت ثم قلت لكسب بعض الوقت: ولكن ماذا عن الزجاجة الفارغةيا سيدتي كيف جاءت تلك الى حوزة السيد دوسان آلار؟

            قالت: عندما جاء ليودعنييا سيدي دسستها في جيبه لم أكن أعرف كيف أتخلص منها انني عاجزة الى الحد الذي لاأستطيع معه التحرك كثيرا دون أي مساعدة وكان العثور عليها فارغة في جناحي مسألة قدتثير الشكوك هل فهمتني يا سيدي؟

            ثم عدلت جلستها لتبلغ كامل طولها وقالت: كانذلك دون أن أقصد القاء الشبهة على السيد دوسان آلار! لم أحلم أبدا بشئ كهذا فكرتبأن خادمه سيجد قارورة فارغة ويرميها دونما سؤال.

            انحنيت لها وقلت: لقد فهمتيا سيدتي.

            -
            وقرارك أيها السيد؟

            كان صوتها عازما غير متعلثم ورأسهامرفوعا أكثر من أي وقت مضى نهضت على قدمي وقلت: سيدتي يشرفني أن أتمنى لك يوماسعيدا لقد قمت بتحرياتي... وفشلت! انتهت القضية.

            صمت بوارو لحظة ثم قالبهدوء: ولقد ماتت بعد أسبوع فقط تلك يا صديقي هي القصة علي أن أعترف بأنني لم أوفقالى تخمين صحيح فيها.

            -
            ولكن ذلك لا يكاد يكون فشلا فما الذي بوسعك أن تخمنهغير ذلك في مثل تبك الظروف؟

            صاح بوارو وقد دبت فيه الحماسة فجأة: آه ياصديقي هل علتك أنك لا ترى؟ لقد كنت مغفلا ستا وثلاثين مرة! خلاياي الرمادية لم تعملعلى الاطلاق فقد كان الدليل معي طوال الوقت.

            -
            أي دليل؟

            -
            علبةالحلوى! ألم تفهم؟ هل كان لأحد يمتلك كامل قوة بصره أن يرتكب خطأ كهذا؟ كنت أعرف أنالمدام ديرولار تعاني من اعتام عدسة العين علمت ذلك من قطرات الأتروبين التيتستعملها كان في المنزل شخص واحد فقط ذو بصر ضعيف بحيث لا يستطيع أن يرى أيالغطاءين ينبغي وضعه على العلبة كانت علبة الحلوى هي التي وضعتني على طريق البدايةفي ذلك المسار ومع ذلك فقد فلت حتى النهاية -وباصرار- في ادراك مغزاهاالكبير!

            وكذلك فان تحليلي النفسي كان خاطئا فلو كان دوسان آلار هو المجرملما احتفظ أبدا بقارورة تدينه ان عثوري عليها لديه كان دليلا على براءته كنت قدعرفت آنفا من الآنسة فيرجيني بأنه كان شارد الذهن لقد كانت هذه القضية التي رويتهالك بمجملها قضية تعسة! لم أرو هذه القصة الا لك أنت هل تفهمني؟ لم أقم بتخمين جيدفيها! امرأة عجوز ترتكب جريمة بكل تلك البساطة والذكاء بحيث أغدو أنا -هيركيولبوارو- مخدوعا تماما تبا! لا أتحمل التفكير فيها! عليك أن تنساها. أو... كلا، بلتذكرها وان اعتقدت في أي وقت بأنني أصبحت مغرورا وهو أمر غير محتمل ولكنه قديقع...

            أخفيت ابتسامة فيما تابع بوارو: حسنا يا صديقي ان رأيتني أصبحتمغرورا فما عليك الا أن تقول: "علبة الحلوى" اتفقنا؟

            -
            اتفقنا.

            قالبوارو متأملا: لقد كانت تجربة مفيدة في نهاية المطاف! أنا الذي أملك دون شك أبرعدماغ في أوروبا في الوقت الحاضر أستطيع أن أكون متساهلا واسع الصدر.

            تمتمتبهدوء: علبة الحلوى...

            -
            عفوا ماذا قلت يا صديقي؟

            نظرت الى وجه بواروالبرئ وهو ينحني متسائلا فشعرت بتأنيب الضمير لطالما عانيت على يدي بوارو ولكننيأيضا -رغم عدم امتلاكي أبرع دماغ في أوروبا- أستطيع أن أكون متساهلا واسعالصدر!

            أجبته كاذبا: لا شئ.

            وأشعل غليونا آخر وأنا أبتسم معنفسي..


            النهايــــــــــــــــــة


            تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

            درع الأسد لبيك يا أسدنا
            من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
            ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

            Comment


            • #7
              رد: علبة الحلوى أجاثا كرستي

              لسا في خمسه مو
              "الفقدآن " يعلمنـآ آلكثيير !
              يعلمنـآ گيف نقف " دون مسآعده " ؛
              گيف "ندووس" على مشآعرنـآ . .
              گيف " نستوعـب " أن آلدنيـآ
              ... ( "ليست آمنـه") !
              يعلمنـآ گيف نوزع [ "الإبتسآمآت آلگآذبـه"]
              گيف نگرر گلمة (" أنـآ بخير ") عند سؤآلهم آلمعتـآد " گيف حـآلكـ ؟؟!
              يعلمنـآ گيف نتقن ( حبس أنفآسنآ عن آلبگآء ) !

              Comment


              • #8
                رد: علبة الحلوى أجاثا كرستي

                تنشيط
                تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

                درع الأسد لبيك يا أسدنا
                من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
                ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

                Comment

                Working...
                X