• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

مزحة غريبة .. أجاثا كريستي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مزحة غريبة .. أجاثا كريستي

    مزحة غريبة .. أجاثا كريستي

    1

    قالت جين هيلر وهي تكمل تعريف ضيوفها ببعضهم البعض: وهذه هي الآنسة ماربل
    !

    وكونها ممثلة
    فقد كانت تستطيع أن تعطي كلامها المعنى الذي تريد وكان واضحا أن عبارتها تلك كانت قمة التشويق أو الخاتمة الرائعة! كانت نبرة صوتها مزيجا من الرهبة والاحترام والزهو في آن واحد.

    كان الغريب في الأمر أن من تم تقديمها للضيوف بكل هذا الفخر لم
    تكن الا عجوزا رقيقة يبدو عليها الميل للقيل والقال ولذلك ظهر عدم التصديق وشئ من خيبة الأمل في عيون الشاب والفتاة اللذين سعت جين لتعريفهما بها. كانا شابين جميلين: الفتاة (وتدعى تشارميان ستراود) نحيلة سمراء, والرجل (ويدعى ادوارد روسيتر) أشقر الشعر لطيف وعملاق.

    قالت تشارميان وهي تلهث قليلا: آه! اننا مسروران
    جدا بلقائك.

    ولكن الشك كان باديا في عينيها. نظرت الى جين هيلر نظرة تساؤل
    سريعة فقالت جين ردا على نظرتها: "انها رائعة تماما يا عزيزتي... اتركي كل شئ لها. لقد أخبرتك أنني سأحضرها الى هنا وقد فعلت". ثم أضافت تخاطب الآنسة ماربل: ستحلين المشكلة لهما أعرف ذلك. سيكون ذلك سهلا عليك.

    نقلت الآنسة ماربل عينيها
    الهادئتين عميقتي الزرقة صوب السيد روسيتر وقالت: ألن تخبرني عن طبيعة الأمر كله؟

    تدخلت تشارميان بنفاد صبر قائلة: ان جين صديقة لنا. أنا وادوارد وقعنا في
    ورطة. وقد طلبت جين منا أن نحضر حفلتها حتى تقدمنا لشخص يمكن... من شأنه...

    أسرع ادوارد لنجدتها: أخبرتنا جين بأنك صاحبة القول الفصل في أمور التحري
    يا آنسة ماربل!

    طرفت عينا السيدة العجوز ولكنها عارضت بتواضع: آه, لا, لا
    ! لست كذلك. كل ما في الأمر أن من يعيش في قرية مثلي يعرف الكثير عن الطبيعة البشرية. ولكنكما زدتما فضولي حقا. أرجو أن تحدثاني عن مشكلتكما.

    قال ادوارد: أخشى
    أن يكون تعبيري مكرورا مبتذلا... انها مجرد كنز مدفون.

    - أحقا؟ ولكن هذا
    يبدو مثيرا جدا!

    - أعرف, مثل حكاية "جزيرة الكنز". ولكن مشكلتنا تفتقر الى
    اللماسات الرومنسية المعتادة؛ فلا توجد علامة على خريطة ولا رموز الجمجمة والعظمتين المتقاطعتين ولا تعليمات كتلك التي تقول: "أربع خطوات الى اليسار ثم الشمال الغربي..." انها قضية عادية لا اثارة فيها وملخصها هو أين يجب أن نحفر

    - هل
    حاولتم الحفر؟

    - لقد حفرنا مساحة تقدر بنحو فدانين مربعين كاملين حتى لقد
    أصبحت الأرض جاهزة لتكون حديقة انتاجية... غير أننا نناقش فقط هل نزرعها بالكوسا أم بالبطاطا!

    قالت تشارميان فجأة: أيمكننا أن نخبرك كل شئ عن هذا الأمر؟


    - بالطبع يا عزيزتي
    .

    - اذن, هيا نبحث عن مكان هادئ. هيا يا ادوارد
    .

    تقدمت خارجة من الغرفة الصغيرة المكتظة العابقة بروائح الدخان وصعدوا جميعا
    الدرج الى الطابق العلوي ثم دخلوا غرفة جلوس صغيرة هناك.
    مزحة غريبة
    .

    تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

    درع الأسد لبيك يا أسدنا
    من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
    ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

  • #2
    رد: مزحة غريبة .. أجاثا كريستي

    2

    وعندما جلسوابدأت تشارميان حديثها على الفور: حسنا, هاك الحكاية! الحكاية تبدأ بالعم ماثيو... أو بالأحرى العم البعيد, البعيد... لنا نحن الاثنين. كان عجوزا بلغ من العمر أرذلهوكنت أنا وادوارد قريبيه الوحيدين. وكان يحبنا كثيرا وقد أخبرنا دائما أنه سيتركعند موته كل ثروته لنا نحن الاثنين مناصفة. وقد مات في شهر آذار الماضي وترك كل شئكان يملكه لنقتسمه أنا وادوارد مناصفة. ان ما قلته توا قد يبدو كلاما قاسيا ولكننيلا أقصد هنا أن موته كان أمرا مفيدا؛ فقد كنا نحبه كثيرا في الواقع. ولكنه كانمريضا منذ فترة طويلة. المهم أن "كل شئ" الذي تركه لنا ظهر أنه لا شئ أبدا وكانتهذه -بصراحة- صدمة موجعة لنا نحن الاثنين, أليس كذلك يا ادوارد؟

    وافقهاادوارد الودود قائلا: لقد اعتمدنا قليلا على هذا الأمر. أقصد أن المرء عندما يعلمأن ثروة كبيرة في طريقها اليه فانه لا يبذل مجهودا كبيرا لجمع ثروة بنفسه. أنا فيالجيش ولا أملك شيئا يذكر سوى راتبي كما أن تشارميان نفسها لا تملك شيئا انها تعملكمديرة مسرح وهو عمل ممتع تماما وهي مستمتعة به ولكنه لا يحقق عوائد تذكر. كنا نعقدآمالا على موضوع زواجنا لكننا لم نقلق بخصوص المال لأننا كنا نعرف أننا سنصبحأغنياء تماما يوما ما.

    قالت تشارميان: وكما ترين فنحن لسنا كذلك! والأنكىمن هذا أن "أنستيز" (وهو بيت العالة الذي أحببناه أنا وادوارد) ربما تعين عرضهللبيع ونحن نشعر أننا لا يمكن أن نطيق هذا الأمر ولكن اذا لم نجد أموال العم ماثيوفسوف نضطر الى بيعه.

    قال ادوارد: ما زلنا بعيدين عن النقطة الحيوية ياتشارميان.

    -
    حسنا, تكلم أنت اذن.

    التفت ادوارد الى الآنسة ماربلوقال: الأمر هكذا. فمع تقدم العم ماثيو بالعمر أخذ يزداد ارتيابا ولم يعد يثق بأحد.

    قالت الآنسة ماربل: انه سلوك حكيم جدا من جانبه؛ فالطبيعة البشرية فاسدةالى حد لا يمكن تصديقه.

    -
    ربما تكونين على حق. على أية حال كان العم ماثيويعتقد بذلك. كان له صديق فقد أمواله في أحد البنوك وصديق آخر دمر حياته محام فار منوجه العدالة كما أنه هو نفسه قد خسر أموالا في شركة وهمية. وقد بلغ به هذا الأمرحدا جعله يقول دائما ان التصرف الوحيد الآمن والمعقول هو أن يحول المرء أمواله الىسبائك ذهبية ويدفنها.

    قالت الآنسة ماربل: آه, بدأت أفهم.

    -
    نعم. لقد ناقشه أصدقاء له في هذا مشيرين الى أنه لن يحصل على فوائد بهذه الطريقة ولكنهكان يرى أن هذا الأمر غير مهم. وقد قال ان ثروة المرء "يجب أن تحفظ في صندوق تحتالسرير أو تدفن في الحديقة". كانت هذه كلماته.

    أكملت تشارميان الحديثقائلة: وعندما توفي لم يترك أي سندات مالية أبدا رغم أنه كان غنيا جدا. ولذلك نعتقدأن ذلك هو ما فعله دون شك.

    أوضح ادوارد: لقد كشفنا أنه باع سندات ماليةوسحب مبالغ ضخمة من وقت لآخر دون أن يدري أحد ماذا فعل بها. ولكن يبدو ممكنا أنهطبق خطته فاشترى ذهبا ودفنه.

    -
    ألم يقل شيئا قبل أن يموت؟ ألم يترك ورقة أورسالة؟

    -
    هذا هو الأمر الذي يثير الجنون... لم يترك شيئا! لقد فقد وعيهبضعة أيام لكنه أفاق قبل أن يموت وقد نظر الينا نحن الاثنين وضحك... ضحكة ضعيفةباهتة, ثم قال: "ستكونان على ما يرام أيها الغزالان الجميلان". ثم أغمض عينيه (بلعينه اليمنى, وغمزنا) ثم مات. مسكين العم ماثيو.

    قالت الآنسة ماربل متأملة: أغمض عينه.

    قال ادوارد متلهفا: هل يدلك هذا على شئ؟ لقد جعلني هذا أفكر فيقصة أرسين لوبين حيث كان شئ مخبأ في عين زجاجية لأحد الرجال. لكن العم ماثيو لم تكنله عين زجاجية.

    هزت الآنسة ماربل رأسها حيرة وقالت: لا, لا أستطيع التفكيربأي شئ في هذه اللحظة.

    قالت تشارميان بشئ من خيبة الأمل: أخبرتنا جين أنكستخبريننا فورا عن المكان الذي ينبغي علينا أن نحفر فيه!

    ابتسمت الآنسةماربل وقالت: أنا لست بالساحرة, ولم أعرف عمك أو أي نوع من الرجال كان كما أنني لاأعرف البيت أو الأراضي المحيطة به.

    قالت تشارميان: واذا عرفتهما؟

    -
    حسنا, لا بد أن الأمر سيكون بسيطا للغاية, أليس كذلك؟

    -
    بسيطا! تعالي الىالبيت وانظري ان كان بسيطا!

    ربما لم تكن تشارميان تقصد بعبارتها تلك دعوةالآنسة ماربل جديا, الا أن الأخيرة سارعت على القول: حسنا, هذا كرم كبير حقا منطرفك يا عزيزتي. لقد أحببت دائما أن تتاح لي فرصة للبحث عن كنز مدفون.

    ثمأضافت وهي تنظر اليهما مبتسمة: وباهتمام دافعه الحب أيضا!

    * * *

    قالت تشارميان وهي تشير بيدها بطريقة درامية: أترين!

    كانوا قداختتموا جولة كبيرة في البيت وما حوله فقد تمشوا في حديقة المطبخ التي حفرت في كلجزء منها كما ساروا خلال الغابات الصغيرة حيث حفر حول كل شجرة ونظروا بحزن الىالسطح الملئ بالحفر للمرجة العشبية التي كانت يوما مستوية رائعة. ثم صعدوا الىالعلية حيث بعثرت محتويات الصناديق والخزائن الموجودة فيها وأفرغت من محتوياتهاونزلوا الى السراديب حيث تم اقتلاع الأحجار من مكانها وقاموا بقياس الجدران والضربعليها وشاهدت الآنسة ماربل كل قطعة أثاث أثرية احتوت أو يشك في أنها تحتوي على درجسري.

    كان على طاولة في غرفة الطعام كومة من الأوراق... جميع الأوراق التيتركها الراحل ماثيو ستراود. لم يتم اتلاف أي ورقة منها, وقد اعتادت تشارميانوادوارد الرجوع اليها مرة تلو الأخرى يمعنان النظر في الفواتير والدعوات ومراسلاتالعمل على أمل أن يعثروا على دليل لم يلحظاه حتى اليوم.

    سألتها تشارميانبشئ من الأمل: هل يمكنك التفكير في أي مكان لم نبحث نحن فيه؟

    هزت الآنسةماربل رأسها بالنفي وقالت: يبدو أنكما تعمقتما تماما في البحث... بل ربما كانتعمقكما هذا أكثر قليلا من المطلوب. أنا أرى دوما أن على المرء أن يضع خطة وهذايشبه ما حدث مع صديقتي السيدة ايلدريتش فقد كانت لديها خادمة صغيرة لطيفة تلمعأرضية البيت بكل حرص ولكنها كانت من الحرص بحيث بالغت في تلميع أرضية الحمام وبينماكانت السيدة ايلدريتش تخرج من الحمام انزلقت الممسحة من تحت قدميها فوقعت على الأرضوقعة شديدة وكسرت ساقها! وكانت تلك مشكلة فظيعة للغاية لأن باب الحمام كان مقفلاوقد توجب على البستاني أن يحضر سلما ويدخل من خلال النافذة لانقاذها.

    تململادوارد فسارعت الآنسة ماربل للقول: أرجو أن تسامحني. أعرف أنني أنحرف دوما عن موضوعالحديث ولكن الشئ بالشئ يذكر وهذا ما يكون مفيدا أحيانا. كل ما أحاول قوله أننا لوحاولنا أن نشحذ عقولنا ونفكر في مكان محتمل...

    قال ادوارد غاضبا: أنت فكريلنا في مكان يا آنسة ماربل؛ فعقلي وعقل تشارميان أصبحا الآن فارغين!

    -
    أيهاالمسكينان. انه أمر متعب جدا لكما بالطبع. اذا لم تمانعا فانني أود القاء نظرة علىهذه...

    وأشارت الى الأوراق على الطاولة وقالت: هذا ان لم يكن فيها أوراقخاصة؛ فلا أريد الظهور بمظهر المتطفلة.

    -
    آه, لا بأس. لكن أخشى ألا تجديشيئا.

    جلست قرب الطاولة وبدأت تعمل في كومة الأوراق وعندما كانت تنتهي منكل واحدة كانت تفرزها -آليا- في مجموعات صغيرة مرتبة. وعندما انتهت من عملها جلستتحدق أمامها بضع دقائق.

    سألها ادوارد بنبرة لا تخلو من خبث: حسنا يا آنسةماربل؟

    فوجئت الآنسة ماربل (وكأنها كانت شاردة بعيدا) وقالت: أرجو المعذرة, لم أسمع ما قلته.

    -
    هل وجدت شيئا ذا صلة بالأمر؟

    -
    آه لا, لا شئ منهذا. ولكنني أعتقد -حقا- أنني أعرف أي نوع من الرجال كان عمك. انه مثل عمي هنري؛كان مولعا بالمزاح. واضح أنه كان أعزب... لا أدري سبب ذلك ربما كان بسبب خيبة أملمبكرة؟ وهو منهجي الى حد معين ولكنه لا يحب الارتباط. ان كثيرا من العزاب على هذاالشكل!

    قامت تشارميان باشارة لادوارد من وراء ظهر الآنسة ماربل مفادها أنهذه المرأة معتوهة.

    كانت الآنسة ماربل مستمرة في الحديث عن عمها الراحلهنري بسعادة: كان مولعا جدا بالغمزفي كلامه وهذا الغمز مزعج جدا لبعض الناس... انمن شأن التلاعب بالألفاظ أن يثير الغضب الشديد. كما كان رجلا شكاكا أيضا وكانمقتنعا دائما بأن الخدم كانوا يسرقونه. صحيح أنهم كانوا يسرقونه أحيانا ولكن ليسدائما. وقد تفاقم ذلك عند الرجل المسكين حتى بات -في النهاية- يرتاب في عبثهمبطعامه فأخذ يرفض أكل شئ سوى البيض المسلوقة (بحجة أن أحدا لا يمكنه العبث بداخلالبيضة المسلوقة)! لقد كان العم العزيز هنري ذا روح مرحة في وقت من الأوقات وكانيحب تناول القهوة بعد العشاء ويطلب المزيد منها دائما.

    أحس ادوارد بأنهسيصاب بالجنون لو سمع المزيد عن العم هنري, ولكن الآنسة ماربل تابعت قائلة: كما أنهكان مولعا بالشباب والصغار ولكنه كان يميل الى اغاظتهم قليلا فكان يضع علب الحلوىفي مكان لا يمكن للطفل أن يصله.

    ألقت تشارميان بالأدب جانبا وقالت: أظنهيبدو فظيعا!

    -
    آه, لا ياعزيزتي؛ كان مجرد أعزب عجوز ولم يكن معتادا علىالأطفال. ولم يكن بالغبي أبدا في الواقع. كان يحتفظ بمبلغ كبير من المال وقد ركبخزانة حديدية في البيت وظل يردد -طوال الوقت- مزاياها وما توفره من أمان. ونتيجةلحديثه الكثير عنها اقتحم اللصوص بيته ذات ليلة وفتحوا ثغرة في الخزنة باستخدامأداة كيميائية.

    قال ادوارد: ووقع في جزاء عمله.

    قالت الآنسة ماربل: آه, ولكن لم يكن في الخزنة شئ. كان يحتفظ بنقوده في مكان آخر... وراء بعض مجلداتالمواعظ في المكتبة وكان يقول ان الناس لا يأخذون كتابا من هذا النوع من مكانه!

    قاطعها ادوارد بانفعال: هذه فكرة جديدة. ماذا عن المكتبة؟

    تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

    درع الأسد لبيك يا أسدنا
    من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
    ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

    Comment


    • #3
      رد: مزحة غريبة .. أجاثا كريستي

      3

      لكن تشارميان هزت رأسها بازدراء وقالت: أتظننيلم أفكر بهذا؟ لقد فتشت جميع الكتب يوم الثلاثاء الماضي عندما ذهبت أنت الىبورتسماوث. أخرجت جميع الكتب ونفضتها ولم أعثر على شئ.

      تنهد ادوارد, ثم نهضوحاول -بلباقة- تخليص نفسه من ضيفتهما المخيبة للآمال قائلا: جميل منك أن تأتي الىهنا وتحاولي مساعدتنا. نحن نأسف لاخفاقنا. أشعر أننا بددنا الكثير من وقتك... سأخرجالسيارة لايصالك بحيث تلحقين بقطار الثالثة والنصف.

      -
      آه, ولكن يجب أن نعثرعلى النقود أليس كذلك؟ يجب ألا تستسلم لليأس يا سيد روسيتر. اذ لم تنجح من أول مرةفحاول, ثم حاول, ثم حاول.

      -
      هل تقصدين أنك ستواصلين... ستواصلين المحاولة؟

      -
      بالضبط. أنا لم أبدأ بعد, وكما تقول السيدة بيتون في كتابها عن الطهي: "أمسك أولا أرنبك...", وهو كتاب رائع ولكنه باهظ الثمن وتبدأ معظم وصفات الطعامبعبارة: "خذي ربع غالون من القشدة وعشر بيضات". ماذا كنت أقول؟ آه, نعم؛ علينا أننمسك بأرنبنا. وقد أمسكنا أرنبنا اذا صح التعبير والأرنب هنا عمك ماثيو بالطبع وماعلينا الا أن نقرر الآن أين كان من شأنه أن يخبئ الأموال. يجب أن يكون هذا بسيطاجدا.

      سألتها تشارميان: بسيطا؟

      -
      نعم يا عزيزتي. أنا واثقة أن منشأنه أن يفعل الشئ الواضح... أظنه وضع المال في درج سري.

      قال ادوارد بجفاء: لا يمكنك أن تضعي سبائك ذهبية في درج سري.

      -
      نعم, بالطبع. ولكن لا يوجد سببللاعتقاد بأن المال يأخذ شكل سبائك ذهبية.

      -
      لقد كان دائما يقول...

      -
      وهذا ما كان يقوله عمي هنري عن خزنته! ولذلك أشك كثيرا في أن كلامه لميكن سوى ستار للتضليل. ان أحجار الألماس يمكن وضعها في درج سري بسهولة تامة.

      -
      ولكننا فتشنا كل الأدراج السرية. لقد أحضرنا نجارا لفحص الأثاث.

      -
      أحقا يا عزيزتي؟ هذا ذكاء منك. أرى أن طاولة المكتب الخاصة التي كان عمكيستخدمها هي المكان الأرجح. أكان مكتبه ذلك المكتب المقابل للحائط هناك؟

      -
      نعم, وسوف أريك.

      ذهبت تشارميان الى المكتب وفتحت مصراع المنضدة. كان فيالداخل رفوف صغيرة مربعة وأدراج صغيرة وفتحت بابا صغيرا في الوسط ولمست لولبا داخلالدرج الأيسر. أصدر الدرج الأوسط صوتا وانزلق الى الأمام فأخرجته تشارميان كاشفة عنحجيرة صغيرة تحته وكانت فارغة.

      صاحت الآنسة ماربل: أليست هذه مصادفة غريبة؟كان للعم هنري مكتب مثله الا أنه كان من خشب الجوز أما هذا فمن خشب الماهوغانيالأحمر.

      قالت تشارميان: على أية حال ليس فيه شئ كما ترين.

      -
      أظن أنالنجار الذي أحضرتماه كان شابا ولم يكن يعرف كل شئ. كان الناس بارعين جدا عندمايصنعون مخابئ سرية في تلك الأيام وكان ما يسمى السر داخل السر.

      أخرجت دبوسامن كومة شعرها الرمادي المرتب فأدخلته في مكان بدا ثقبا صغيرا لحشرة في أحد جوانبالدرج السري وببعض الصعوبة أخرجت منه درجا صغيرا. وكان بداخله حزمة من الرسائلباهتة اللون وورقة مطوية.

      انقض ادوارد وتشارميان على هذا الاكتشاف معا. ففتح ادوارد الورقة بأصابع مرتجفة ثم رماها وهو يصيح مغتاظا: تبا! انها وصفة لتحضيروجبة طعام... لحم مشوي!

      حلت تشارميان الخيط الذي كان يربط الرسائل وأخرجتواحدة منها فنظرت اليها قائلة: انها رسائل غرامية!

      هتفت الآنسة ماربلبحماسة فكتورية: هذا مثير جدا! ربما كان هذا هو سبب عدم زواج عمك أبدا.

      قرأت تشارميان بصوت مرتفع:

      عزيزي الغالي ماثيو,
      لابد أن أعترفبأن الوقت قد طال على استلام آخر رسالة منك. انني أحاول أن أشغل نفسي بالمهامالعديدة الموكلة الي وغالبا ما أقول لنفسي انني محظوظة جدا لمشاهدتي كثيرا من بلادالعالم رغم أنني لم أحسب عندما ذهبت الى أمريكا أنني سأسافر الى هذه الجزيرةالبعيدة!

      سكتت تشارميان ثم قالت: من أين هذه الرسالة؟ آه! من هاواي! ثمأكملت:

      للأسف, فان السكان المحليين أبعد ما يكونون عن المدنية. انهمبدائيون ويقضون معظمهم وقتهم في السباحة والرقص ويزينون أنفسهم بأكاليل الزهور. وقدنجح السيد غراي في تنصير بعض السكان ولكنه عمل شاق وقد ثبطت عزيمته وعزيمة زوجته. انني أحاول بذل جهدي لتشجيعه وادخال السرور الى نفسه لكنني -أنا الأخرى- حزينة لسببتعرفه يا عزيزي ماثيو. للأسف فان الغياب محنة قاسية على القلب المحب. ان قسمك الذيتجدده كل مرة وتأكيداتك على حبك لي تفرحني كثيرا. أنت تملك الآن والى الأبد قلبيالمحب والمخلص يا عزيزي ماثيو. وسأبقى دائما... حبك الحقيقي, بيتي مارتن.

      ملاحظة: أرسل رسائلي لك على عنوان صديقتنا المشتركة ماتيلدا غريفس كالعادة. أرجو أن يسامحني الله على حيلتي الصغيرة هذه.

      صفر ادوارد قائلا: امرأة تعملفي البعثات التبشيرية! كانت تلك -اذن- هي قصة حب العم ماثيو. ترى لماذا لم يتزوجا؟

      قالت تشارميان وهي تتفحص الرسائل: يبدو أنها سافرت الى جميع أنحاءالعالم... جزر موريشيوس... جمع الأماكن. ربما ماتت من الحمى الصفراء أو مرض مثله.

      جفل الاثنان بسبب ضحكة خفيفة أطلقتها الآنسة ماربل وقد بدا عليها الفرح. قالت:حسنا, حسنا,هذاغريب!

      كانت تقرأ وصفة تحضير اللحم المشوي, وعندما رأتنظراتهما المتسائلة قرأت بصوت مرتفع:

      لحم مشوي مع السبانخ. تؤخذ قطعة منلحم الفخذ تفرك بالثوم وتغطى بالسكر الأحمر ثم توضع على نار خفيفة في الفرن. ثمتقدم محاطة بالسبانخ المهروس.

      ماذا تريان في هذه؟

      قال ادوارد: أراها أكلة مقززة.

      -
      لا, من شأنها أن تكون أكلة رائعة. ولكن ما رأيكمابالأمر كله؟

      أضاء وجه ادوارد فجأة وقال: أتظنينها شفيرة ما... أو رسالةسرية؟

      أمسك بها وقال: انظري يا تشارميان قد تكون كذلك بالفعل! والا لما كانمن داع لوضع وصفة طعام في درج سري.

      قالت الآنسة ماربل: بالضبط؛ هذه نقطةمهمة جدا.

      قالت تشارميان: أعرف ما يمكن أن تكون... حبرا سريا! دعنا نسخنها, أشعل المدفأة الكهربائية.

      فعل ادوارد ما قالته, ولكن لم تظهر أية اشاراتعلى وجود كتابة سرية.

      تنحنحت الآنسة ماربل وقالت: أظن أنكما تصعبان الأمرقليلا. ان وصفة الطعام مجرد مؤشر فقط. أعتقد أن الرسائل هي الأمر المهم.

      -
      الرسائل؟

      -
      وخصوصا التوقيع.

      لكن ادوارد لم يكد يسمعها, اذ صاحدهشا: تشارميان, تعالي هنا! انها على حق. انظري... المغلفات قديمة بالفعل ولكنالرسائل نفسها كتبت حديثا.

      قالت الآنسة ماربل: بالضبط.

      -
      لقد زيفتبحيث تبدو قديمة. أراهن أن العم ماثيو هو الذي زورها بنفسه...

      قالت الآنسةماربل: بالضبط.

      -
      الأمر كله خدعة. لم تكن هناك امرأة تعمل في التبشير. لابد أنها شفيرة.

      -
      يا ولدي العزيزين... لاحاجة لجعل الأمر صعبا للغاية. كانعمكما رجلا بسيطا تماما وكان يريد أن يمزح كعادته وهذا كل ما في الأمر.

      لأول مرة اصغيا اليها اصغاء كاملا. سألتها تشارميان: ماذا تقصدين بالضبط ياآنسة ماربل؟

      -
      أقصد أنك تمسكين بالمال بيدك في هذه اللحظة بالفعل.

      حدقت تشارميان الى الرسالة.

      -
      التوقيع يا عزيزتي... انه يكشف كلشئ. وصفة الطعام مجرد مؤشر. اذا جردنا كلماتها من الثوم والسكر الأحمر وبقية هذهالأشياء فماذا تكون عمليا؟ سيبقى فخذ اللحم والسبانخ بالتأكيد. فخذ اللحم والسبانخ. والمعنى: هراء! ولذلك فالواضح أن الرسائل هي المهمة. ثم فكرا بما فعله عمكما قبلموته بوقت قصير. لقد غمز بعينه كما قلتما. حسنا, هذا يعطيكما المفتاح.

      قالتتشارميان: هل أنت مجنونة أم نحن المجانين؟

      -
      لابد أنك سمعت -يا عزيزتي- العبارة التي تقول: "ليس كل ما يلمع ذهبا". لقد كان القدماء يقولون اذا ما رأوافتاة جميلة: "عيني على بيتي مارتن".

      شهق ادوارد وعيناه تنظران الى الرسالةالتي يمسك بها بيده وقال: بيتي مارتن...

      -
      بالطبع يا سيد روسيتر. كما قلتلتوك: لم توجد أبدا واحدة بهذا الاسم. عمك هو الذي كتب الرسائل كما أظن أنه استمتعكثيرا بكتابتها! وكما قلت فان الكتابة على المغلفات تبدو مكتوبة قبل الرسائل نفسهابوقت طويل... وفي الواقع هذه المغلفات لا تخص الرسائل التي فيها لأن خاتم البريدعلى المغلف الذي بيدك يحمل تاريخ ألف وثمانمئة وواحد وخمسين.

      سكتت, ثم شددتعلى كلماتها: عام ألف وثمانمئة وواحد وخمسين. وهذا يوضح كل شئ, أليس كذلك؟

      قال ادوارد: ليس بالنسبة لي.

      -
      بالطبع, أظن أنه ما كان سيتضح ليأيضا لولا ليونيل, ابن بنت اختي. كان ولدا صغيرا يهوى جمع الطوابع ويعرف كل شئ عنطوابع البريد. وهو الذي أخبرني عن الطوابع النادرة والثمينة وأن طابعا اكتشف حديثاسيعرض في المزاد. وأذكر أنه ذكر لي طابعا معينا... صدر عام ألف وثمانمئة وواحدوخمسين... طابع أزرق من فئة سنتين. وقد بيع بمبلغ يصل الى نحو خمسة وعشرين ألفدولار حسب ظني. تخيل! وأظن أن الطوابع الأخرى نادرة وثمينة. لا شك أن عمكما قداشترى هذه الطوابع من أناس يتعاملون بها وكان حريصا على "تغطية خدعه" كما يقال.

      زأر ادوارد وجلس واضعا وجهه بين يديه, فسألته تشارميان: ماذا في الأمر؟

      -
      لا شئ. لقد راودتني فقط الفكرة بأننا -لولا الآنسة ماربل- كنا سنحرق هذهالرسائل بكل أدب وفاء لذكرى العجوز!

      قالت الآنسة ماربل: هذا ما لا يدركههؤلاء المسنون الذين يحبون المزاح. أذكر أن العم هنري أرسل ورقة نقدية بمبلغ خمسةجنيهات لابنة أخ له يحبها هدية في عيد الميلاد. وقد وضعها بين ورقتي بطاقة المعايدةوألصق الورقتين وكتب عليها: "مع حبي وأطيب أمنياتي. أخشى أن يكون هذا كل ما يمكننيعمله لك هذا العام". وقد تضايقت الفتاة المسكينة مما ظنته بخلا منه فألقت البطاقةمباشرة في النار. ثم كان عليه أن يعطيها غيرها بالطبع.

      تغيرت مشاعر ادواردنحو العم هنري تغيرا تماما وقال: آنسة ماربل, سأقيم لك مأدبة عامرة على شرف عمكالراحل هنري

      النهايـة
      تعذبت كثيرا عندما لم يفهموني ,تعذبت أكثر عندما فهموني

      درع الأسد لبيك يا أسدنا
      من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد
      ونبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض,نعيش عليها,ونقدس ترابها,ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل

      Comment

      Working...
      X