أرشيف الجيش الاسرائيلي يكشف الملفات السرية للعملية "قادش"
"ما ترون هو نسخة - الاصل كان على علبة سجائر" هذا هو ما قاله نائب رئيس الوزراء شيمون بيريز هذا الاسبوع تعليقاً على اصدار أرشيف الجيش الاسرائيلي لوثيقة متعلقة بعملية سيناء.
والوثيقة عبارة عن كروكي (رسم تصوري) رسمه موشي ديان رئيس اركان الجيش أنذاك لشبه جزيرة سيناء حيث تظهر ثلاثة اسهم لتوضيح محاور تقدم القوات الاسرائيلية. وسيتم نشر الوثيقة على موقع الأرشيف إحياءاً للذكرى الخمسين لما يعرف بعملية سيناء عام 1956.
"الخريطة، والتي تمت وفقاً لها مناقشة التخطيط للعملية في الدقائق الاخيرة. رسمها موشي ديان". هذا هو التعليق الذي حملته الوثيقة. وقد قام بيريز باقناع ديفيد بن جوريون رئيس وزراء ووزير دفاع اسرائيل أنذاك بتوقيع الخطة ثم قام بيريز بتوقيعها بدوره. وتحمل الوثيقة تاريخ 24 اكتوبر 1956، اي قبل الحرب بستة ايام. وقد بدأت الحرب بعملية اسقاط للقوات الاسرائيلية على ممر متلا على بعد 60 كم من قناة السويس.
وكان الكروكي قد رسم في اليوم الثالث والاخير مما عرف فيما بعد بمؤتمر "سيفرس" نسبة الى اسم الفيلا التي تم فيها الاجتماع في احدى ضواحي باريس، حيث اجتمع ممثلون من فرنسا وانجلترا واسرائيل للتخطيط سراً للحرب.
يقول بيريز والذي كان يحتل وقتها منصب مدير عام لوزارة الدفاع، "في اليوم السابق للإجتماع قام بن جوريون بإعطائنا 10 اسئلة. لم يكن يريدنا ان نظهر في شكل مرتزقة. كان على استعداد للتعاون مع الفرنسين والانجليز من ناحية توقيت العملية الا انه لم يرد لنا ان نظهر في صورة شركائهم (مما يتيح لهم فرصة التحكم في اتخاذ القرار). لذا فقد كان متردداً واراد منا اجوبة على أسئلته".
ووفقاً لبيريز فقد قام هو وديان بمغادرة الفيلا الى الفندق حيث عملا طوال الليل لإعداد الاجابات.
يشرح بيريز قصة الوثيقة قائلاً: " عندما رجعنا الى الفيلا اردنا ان نري بن جوريون خريطة لسيناء الا اننا لم نجد واحدة لذا اخرجت انا (بيريز) علبة الكنت (سجائر) التي كنت ادخنها وقمت بخلع ورقة الفويل الفضية منها وقام ديان برسم الخريطة عليها والاسهم على الوجه الاخر ... يمتد السهم الاوسط ليمثل ممر متلا. وكانت الخطة هي انزال القوات بالباراشوت على متلا والتحرك من هناك الى الخلف بإتجاه الحدود".
ويقول بيريز انه قام بإعطاء الوثيقة الاصلية الى متحف الجيش الاسرائيلي الا انه لا يعرف ماذا حدث لها بعد ذلك وهو نفس ما يؤكده حافظ الارشيف ميكال تسور. الا ان تسور يعتقد ان الوثيقة الاصلية خرجت من مكتب وزير الدفاع عام 1982.
وتعتبر الوثيقة ضمن عدد من الوثائق التي تم رفع السرية عنها وكانت تحمل اسم "لقاءات الضباط بوزير الدفاع".
وتصف وثيقة اخرى لقاءاً عقد عشية الخامس من نوفمبر عام 1956 بين دايان والعقيد ارييل شارون قائد القوات الخاصة واللواء حاييم لاسكوف ونائب وزير الخارجية ياكوف هيرزوج والذي وصل بمفرده الى شقة بن جوريون المطلة على شارع كيرين كايميث (المعروف الان بشارع بن جوريون) في تل أبيب.
خلال هذا الاجتماع لخص الحاضرون نجاح الحرب لبن جوريون الذي كان مريضاً. وكانت الأمم المتحدة تناقش وقفاً لاطلاق النار فيما كان الاسرائليون يحاولون التوصل الى طريقة لتعطيل ذلك مما يسمح للانجليز والفرنسيين بالسيطرة على قناة السويس وفقا لما اتفق عليه في مؤتمر "سيفريس" بباريس.
من ضمن الحاضرين كان سكرتير بن جوريون العسكري نحيمة ارجوف وسكرتيره الشخصى ايزاك نافون كما حضر شارون برفقة زوجته الاولى مارجاليت.
قام ديان بتزويد بن جوريون بأخبار الحرب قائلاً: "في التاسعة والنصف صباحاً دخلت جميع الوحدات الى شرم الشيخ متممةً بذلك اخضاع سيناء ... من ضمن الأسرى ضابط مصري اثار حيرة الجميع حيث سبق له ان حارب في الفالوجا. قال الضابط ان الامر ليس هاماً حيث اننا استعنا بالانجليز والفرنسيين هذه المرة. كان الضابط على علم بالحرب وكان يعرف ان ايريك (شارون) قام بإنزال قواته بالباراشوت".
يضيف دايان ان بن جوريون كان مهتماً بأسماء الاماكن وكيفية نطقها بالعبرية بشكل خاص. قال بن جوريون "سنستكمل هذه الاسماء العربية فيما بعد".
وكان بن جوريون متحمساً للغاية بالرغم من الحمى التي عانى منها حيث قال: "لو كان لدينا جيش مثل هذا عام 1948 لتمكنا من احتلال العالم العربي كلياً ... لقد تغيرت الاوضاع. سيناء بحوزتنا الان".
واضاف بن جوريون ان سيناء "يجب ان تقع تحت سيطرة اسرائيل. حتى البريد يجب ان يكون اسرائيلياً".
واقترح بن جوريون عمل ممر سياحي بحري بين ايلات وشرم الشيخ. "الكثير من الناس سيرغبون في السياحة وسيدفعون الثمن المطلوب".
وعن ذلك سأل بن جوريون لاسكوف والذي كان قد شارك في القتال على خط غزة-رفح-العريش قائلاً: "ألست راضياً؟" وهنا اجاب لاسكوف بالنفي قائلاً: "هناك العديد من اوجه المخاطر لهذا العمل. فهناك اعمال النهب وهي ليست بالجيدة".
وأجابه بن جوريون قائلاً: "ماذا نهبوا؟"
لاسكوف: "سجاد، علب سجائر بولاريس وبسكويت!!"
وقد تم مناقشة البترول في منطقة الطور بسيناء حيث قال بن جوريون: "بإمكاننا جلب سفن محملة بالبترول الى حيفا. بإمكاننا التحرر من الدول الاجنبية. أصبح لدينا بترول!!"
"ما ترون هو نسخة - الاصل كان على علبة سجائر" هذا هو ما قاله نائب رئيس الوزراء شيمون بيريز هذا الاسبوع تعليقاً على اصدار أرشيف الجيش الاسرائيلي لوثيقة متعلقة بعملية سيناء.
والوثيقة عبارة عن كروكي (رسم تصوري) رسمه موشي ديان رئيس اركان الجيش أنذاك لشبه جزيرة سيناء حيث تظهر ثلاثة اسهم لتوضيح محاور تقدم القوات الاسرائيلية. وسيتم نشر الوثيقة على موقع الأرشيف إحياءاً للذكرى الخمسين لما يعرف بعملية سيناء عام 1956.
"الخريطة، والتي تمت وفقاً لها مناقشة التخطيط للعملية في الدقائق الاخيرة. رسمها موشي ديان". هذا هو التعليق الذي حملته الوثيقة. وقد قام بيريز باقناع ديفيد بن جوريون رئيس وزراء ووزير دفاع اسرائيل أنذاك بتوقيع الخطة ثم قام بيريز بتوقيعها بدوره. وتحمل الوثيقة تاريخ 24 اكتوبر 1956، اي قبل الحرب بستة ايام. وقد بدأت الحرب بعملية اسقاط للقوات الاسرائيلية على ممر متلا على بعد 60 كم من قناة السويس.
وكان الكروكي قد رسم في اليوم الثالث والاخير مما عرف فيما بعد بمؤتمر "سيفرس" نسبة الى اسم الفيلا التي تم فيها الاجتماع في احدى ضواحي باريس، حيث اجتمع ممثلون من فرنسا وانجلترا واسرائيل للتخطيط سراً للحرب.
يقول بيريز والذي كان يحتل وقتها منصب مدير عام لوزارة الدفاع، "في اليوم السابق للإجتماع قام بن جوريون بإعطائنا 10 اسئلة. لم يكن يريدنا ان نظهر في شكل مرتزقة. كان على استعداد للتعاون مع الفرنسين والانجليز من ناحية توقيت العملية الا انه لم يرد لنا ان نظهر في صورة شركائهم (مما يتيح لهم فرصة التحكم في اتخاذ القرار). لذا فقد كان متردداً واراد منا اجوبة على أسئلته".
ووفقاً لبيريز فقد قام هو وديان بمغادرة الفيلا الى الفندق حيث عملا طوال الليل لإعداد الاجابات.
يشرح بيريز قصة الوثيقة قائلاً: " عندما رجعنا الى الفيلا اردنا ان نري بن جوريون خريطة لسيناء الا اننا لم نجد واحدة لذا اخرجت انا (بيريز) علبة الكنت (سجائر) التي كنت ادخنها وقمت بخلع ورقة الفويل الفضية منها وقام ديان برسم الخريطة عليها والاسهم على الوجه الاخر ... يمتد السهم الاوسط ليمثل ممر متلا. وكانت الخطة هي انزال القوات بالباراشوت على متلا والتحرك من هناك الى الخلف بإتجاه الحدود".
ويقول بيريز انه قام بإعطاء الوثيقة الاصلية الى متحف الجيش الاسرائيلي الا انه لا يعرف ماذا حدث لها بعد ذلك وهو نفس ما يؤكده حافظ الارشيف ميكال تسور. الا ان تسور يعتقد ان الوثيقة الاصلية خرجت من مكتب وزير الدفاع عام 1982.
وتعتبر الوثيقة ضمن عدد من الوثائق التي تم رفع السرية عنها وكانت تحمل اسم "لقاءات الضباط بوزير الدفاع".
وتصف وثيقة اخرى لقاءاً عقد عشية الخامس من نوفمبر عام 1956 بين دايان والعقيد ارييل شارون قائد القوات الخاصة واللواء حاييم لاسكوف ونائب وزير الخارجية ياكوف هيرزوج والذي وصل بمفرده الى شقة بن جوريون المطلة على شارع كيرين كايميث (المعروف الان بشارع بن جوريون) في تل أبيب.
خلال هذا الاجتماع لخص الحاضرون نجاح الحرب لبن جوريون الذي كان مريضاً. وكانت الأمم المتحدة تناقش وقفاً لاطلاق النار فيما كان الاسرائليون يحاولون التوصل الى طريقة لتعطيل ذلك مما يسمح للانجليز والفرنسيين بالسيطرة على قناة السويس وفقا لما اتفق عليه في مؤتمر "سيفريس" بباريس.
من ضمن الحاضرين كان سكرتير بن جوريون العسكري نحيمة ارجوف وسكرتيره الشخصى ايزاك نافون كما حضر شارون برفقة زوجته الاولى مارجاليت.
قام ديان بتزويد بن جوريون بأخبار الحرب قائلاً: "في التاسعة والنصف صباحاً دخلت جميع الوحدات الى شرم الشيخ متممةً بذلك اخضاع سيناء ... من ضمن الأسرى ضابط مصري اثار حيرة الجميع حيث سبق له ان حارب في الفالوجا. قال الضابط ان الامر ليس هاماً حيث اننا استعنا بالانجليز والفرنسيين هذه المرة. كان الضابط على علم بالحرب وكان يعرف ان ايريك (شارون) قام بإنزال قواته بالباراشوت".
يضيف دايان ان بن جوريون كان مهتماً بأسماء الاماكن وكيفية نطقها بالعبرية بشكل خاص. قال بن جوريون "سنستكمل هذه الاسماء العربية فيما بعد".
وكان بن جوريون متحمساً للغاية بالرغم من الحمى التي عانى منها حيث قال: "لو كان لدينا جيش مثل هذا عام 1948 لتمكنا من احتلال العالم العربي كلياً ... لقد تغيرت الاوضاع. سيناء بحوزتنا الان".
واضاف بن جوريون ان سيناء "يجب ان تقع تحت سيطرة اسرائيل. حتى البريد يجب ان يكون اسرائيلياً".
واقترح بن جوريون عمل ممر سياحي بحري بين ايلات وشرم الشيخ. "الكثير من الناس سيرغبون في السياحة وسيدفعون الثمن المطلوب".
وعن ذلك سأل بن جوريون لاسكوف والذي كان قد شارك في القتال على خط غزة-رفح-العريش قائلاً: "ألست راضياً؟" وهنا اجاب لاسكوف بالنفي قائلاً: "هناك العديد من اوجه المخاطر لهذا العمل. فهناك اعمال النهب وهي ليست بالجيدة".
وأجابه بن جوريون قائلاً: "ماذا نهبوا؟"
لاسكوف: "سجاد، علب سجائر بولاريس وبسكويت!!"
وقد تم مناقشة البترول في منطقة الطور بسيناء حيث قال بن جوريون: "بإمكاننا جلب سفن محملة بالبترول الى حيفا. بإمكاننا التحرر من الدول الاجنبية. أصبح لدينا بترول!!"
Comment