خرجتِ الحيواناتُ في نزهةٍ إلى الرِّيف، الدُّبُّ يصحبُ ابنهُ على الدَّرَّاجةِ، ,والنمر يقودُ السَّيَّارةَ، وَصغيرهُ يطلُّ منْ نافذةَِ السَّقفِ، يحملُ منطاداً صغيراً، وَالكلبُ الجريحُ يحملُ على ظهرهِ سرطاناتِ البحرِ، وَالقطُّ يتناولُ كعكةً لذيذةً وَهوَ يرافقُهمْ على دراجتِهِ الصَّغيرةِ، بينما الضِّفدعُ يداعبُ الفراشةَ، والذِّئابُ تمتطي حصاناً ذهبيَّ الشَّعرِ، والأَرانبُ ركبتْ حافلةً حمراءَ.
رافقتِ العصافيرُ الحيواناتً وهي تزقزقُ بسرورٍ.
2
وعندما وصلتِ الحيواناتُ إلى الرِّيفِ،ظهرَ فجأةً صرصورٌ أشقرُ ذو شاربين طويلين، صرخَ الصُّرصورُ وهو يلعبُ بشاربيه الممتدين: كيفَ تجرؤونَ على دخولِ مملكتي؟ سأبتلعكمْ جميعاً.
لمْ تكنِ الحيواناتُ قدْ شاهدتْ صرصوراً منْ قبلُ، فارتعبتْ منْ شكلهِ ، ففرَّ الكلبُ، والتِّمساحُ غصَّ بالضِّفدعةِ، والفيلُ سقطَ على القنفذِ، والذئابُ عضَّتْ بعضها بعضاً منَ الخوفِ، والحصانُ هربَ بعيداً والليثُ نزلَ منَ السَّيَّارةِ، بينما تقدمتْ سرطاناتُ البحرِ منَ الصُّرصورُ وهي تطلبُ الرحمةَ منهُ، لأن السَّرطاناتُ تملكُ شواربَ شبيهةً بشواربِ الصُّرصورِ، وهذا يعني أَنْ بينها صلةُ قربى.
3
انزوتِ الحيواناتُ حزينةً خائفةً، قالَ فرسُ النَّهرِ: إنَّهُ يبدو شريراً جداً، منْ لا يخافهُ؟! إنَّ نظراتِ عينيهِ مخيفةٌ جدّاً، سأُقدِّمُ لهُ بعضَ الضَّفادعِ هديَّةً.
قالَ التِّمساحُ موافقاً نعمْ إنَّهُ مرعبٌ جدّاً، إنَّ أَسناني تصطكُ خوفاً منهُ، سأُقدِّمُ لهُ بعضَ السَّمكِ لعلَّهُ يرضى عني.
البقرةُ قررتْ أَنْ تقدِّمَ لهُ الحليبَ، وعندما وجدَ الكركدَّنُ أَنَّهُ لا يملكُ ما يقدِّمهُ، قالَ: وأنا سأَتمنَّى لهُ السَّعادةَ وطولَ العمرِ، وأَعملُ على خِدمتِهِ.
قالتْ البطَّةُ البرِّيَّةُ: أَنتمْ متوهمونَ، إنَّهُ لا يستطيعُ أَنْ يبتلعَكمْ جميعاً، فهوَ صغيرُ الحجمِ.
فردَّ فرسُ النَّهرِ يالكِ منْ غبيةٍ، لمْ نقلْ إنَّهُ سيبتلعنا، هوَ منْ قالَ هذا ، نعمْ هوَ منْ قالَ، وَكانتْ نظراتُهُ جادَّةً وَمخيفةً، إنَّهُ لا يمزحُ!
4
اجتمعَ الحمارُ معَ ابنِ عمِّهِ الحمارَ الوحشي، وَبعدَ نقاشٍ طويلٍ قالا: يجبْ أَنْ نعدَّ خطَّةً للهربِ منْ هذا المتوحِّشِ.
خالفتهمْ المعزاةُ وقالتْ: يجبُ أَنْ نكونَ أَكثرَ شجاعةً وأَنْ نواجهَ العدوَّ الشِّريرَ، بكلِّ قوانا.
القرودُ تقافزتْ حاملةً حقائبَها وَقالتْ: وَمنْ ستواجهينَ أَيَّتُها الهوجاءُ، إنَّهُ لنْ ينتظرَكِ حتَّى تنطحيهِ بقرونكِ الملتويةِ، سيبتلعنا جميعاً قبلَ أَنْ تتقدَّمي منهُ بخطوةٍ.
همهمَ النَّمرُ وقالَ: إنَّها حياةٌ ذليلةٌ، يجبُ أَنْ نواجههُ، فالموتُ أَهونُ منَ الذُّلِّ.
تحمَّسَ الذِّئبُ لرأيِ النَّمرِ ووافقَ عليه، تشجَّعتِ الحيواناتُ وانضمَّتْ إلى النَّمرِ مقرِّرةً المواجهةَ.
وتقدمتْ نحوَ المرجِ حيثُ يقفُ الصُّرصورُ مختالاً، وَعندما رفعَ الصُّرصورُ شاربيهِ وصرخَ بأَعلى صوتِهِ، هربَ الجميعُ واختبؤوا خلفَ التِّلالِ.
قالَ الصُّرصورُ أَيُّها الأوغادُ، تتجرَّؤونَ على مواجهتي، سأَبتلعكمْ دفعةً واحدةً إذن.
5
قالَ الفيلُ: أَرجوكَ يا سيِّدي أنْ تُسامحنا، كانتْ هفوةٌ ولنْ نكرِّرها، وَأَرجو أَنْ تقبلَ أََنْ تكونَ ملكاً علينا، وسنكونُ لكَ رعيةً مخلصةً تسهرُ على راحتكَ.
وذرفَ دموعاً غزيرةً، وانحنى للصُّرصورِ، وهوَ يمدُّ خرطومَهُ الطويلَ على الأَرضِ، بينما أغمضَ النَّمرُ عينيهِ، وَهوَ لا يكادُ يصدِّقُ الرُّعبَ الَّذي يسبِّبهُ هذا العدوُّ الصغيرُ.
وافقَ الصُّرصورُ وَقالَ: ليكنْ، سأسامحكمْ هذهِ المرَّةَ، ولكنْ لا تثيروا غضبي مرَّةً أُخرى، لأنِّي سأبتلعكم دفعةً واحدةً!
وَعرضَ كلٌّ منَ البقرةِ والكركدَّنِ على الصرصورِ استعدادهما لخدمتِهِ، وكذلكَ فعلَ اللَّيثُ والغزالةُ. أمَّا القنغرُ فقدْ بدأَ يجمعُ بعضَ الثِّمارِِ ليقدِّمها للصُّرصورِ.
6
مرَّ عصفورٌ فوقَ مجموعةِ الحيواناتِ ، فاستغربَ الحزنَ الشَّديدَ الَّذي تشعرُ بِهِ الحيواناتُ، وَفي المرجِ لمحَ الصُّرصورَ، فقالَ: هاهيَ وجبتي المفضلةُ، وأَنا جائعٌ جدّاً، انقضَّ على الصُّرصورُِ وابتلعهُ دفعةً واحدةً. كانتْ الحيواناتُ منذهلةً وهي تشهدُ مصرعَ هذا الكائنِ الجبارِ وَالمخيفِ على منقارِ العصفورِ الصَّغيرِ.
نعمْ لمْ يعدْ هناكَ لا صرصورٌ ولا شواربٌ شقراءَ طويلةٌ،
أقامتِ الحيواناتُ احتفالاً بهيجاً، وأدَّت معزاتانِ رقصةً جميلةً، وزيَّنَ قردٌ خرطومَ الفيلِ بالوردِ، وَطلبتِ الحيواناتُ منَ العصفورِ أَنْ يصبحَ ملكَهمْ، فقالَ لهمْ العصفورُ: لا أُريدُ أَنْ تصبحوا أسراي وَأصبحَ أسيركمْ، أُفضلُ حرِّيَّتي على المُلكِ، تمتَّعوا برحلتِكمْ وعودوا إلى ديارِكمْ، ولكنْ حاذروا منْ سيطرةِ الوهمِ عليكمْ.
إن شاء الله عجبتكم ..
م م م م ملحوظه :القصه مش من مخلوقات أفكاري
رافقتِ العصافيرُ الحيواناتً وهي تزقزقُ بسرورٍ.
2
وعندما وصلتِ الحيواناتُ إلى الرِّيفِ،ظهرَ فجأةً صرصورٌ أشقرُ ذو شاربين طويلين، صرخَ الصُّرصورُ وهو يلعبُ بشاربيه الممتدين: كيفَ تجرؤونَ على دخولِ مملكتي؟ سأبتلعكمْ جميعاً.
لمْ تكنِ الحيواناتُ قدْ شاهدتْ صرصوراً منْ قبلُ، فارتعبتْ منْ شكلهِ ، ففرَّ الكلبُ، والتِّمساحُ غصَّ بالضِّفدعةِ، والفيلُ سقطَ على القنفذِ، والذئابُ عضَّتْ بعضها بعضاً منَ الخوفِ، والحصانُ هربَ بعيداً والليثُ نزلَ منَ السَّيَّارةِ، بينما تقدمتْ سرطاناتُ البحرِ منَ الصُّرصورُ وهي تطلبُ الرحمةَ منهُ، لأن السَّرطاناتُ تملكُ شواربَ شبيهةً بشواربِ الصُّرصورِ، وهذا يعني أَنْ بينها صلةُ قربى.
3
انزوتِ الحيواناتُ حزينةً خائفةً، قالَ فرسُ النَّهرِ: إنَّهُ يبدو شريراً جداً، منْ لا يخافهُ؟! إنَّ نظراتِ عينيهِ مخيفةٌ جدّاً، سأُقدِّمُ لهُ بعضَ الضَّفادعِ هديَّةً.
قالَ التِّمساحُ موافقاً نعمْ إنَّهُ مرعبٌ جدّاً، إنَّ أَسناني تصطكُ خوفاً منهُ، سأُقدِّمُ لهُ بعضَ السَّمكِ لعلَّهُ يرضى عني.
البقرةُ قررتْ أَنْ تقدِّمَ لهُ الحليبَ، وعندما وجدَ الكركدَّنُ أَنَّهُ لا يملكُ ما يقدِّمهُ، قالَ: وأنا سأَتمنَّى لهُ السَّعادةَ وطولَ العمرِ، وأَعملُ على خِدمتِهِ.
قالتْ البطَّةُ البرِّيَّةُ: أَنتمْ متوهمونَ، إنَّهُ لا يستطيعُ أَنْ يبتلعَكمْ جميعاً، فهوَ صغيرُ الحجمِ.
فردَّ فرسُ النَّهرِ يالكِ منْ غبيةٍ، لمْ نقلْ إنَّهُ سيبتلعنا، هوَ منْ قالَ هذا ، نعمْ هوَ منْ قالَ، وَكانتْ نظراتُهُ جادَّةً وَمخيفةً، إنَّهُ لا يمزحُ!
4
اجتمعَ الحمارُ معَ ابنِ عمِّهِ الحمارَ الوحشي، وَبعدَ نقاشٍ طويلٍ قالا: يجبْ أَنْ نعدَّ خطَّةً للهربِ منْ هذا المتوحِّشِ.
خالفتهمْ المعزاةُ وقالتْ: يجبُ أَنْ نكونَ أَكثرَ شجاعةً وأَنْ نواجهَ العدوَّ الشِّريرَ، بكلِّ قوانا.
القرودُ تقافزتْ حاملةً حقائبَها وَقالتْ: وَمنْ ستواجهينَ أَيَّتُها الهوجاءُ، إنَّهُ لنْ ينتظرَكِ حتَّى تنطحيهِ بقرونكِ الملتويةِ، سيبتلعنا جميعاً قبلَ أَنْ تتقدَّمي منهُ بخطوةٍ.
همهمَ النَّمرُ وقالَ: إنَّها حياةٌ ذليلةٌ، يجبُ أَنْ نواجههُ، فالموتُ أَهونُ منَ الذُّلِّ.
تحمَّسَ الذِّئبُ لرأيِ النَّمرِ ووافقَ عليه، تشجَّعتِ الحيواناتُ وانضمَّتْ إلى النَّمرِ مقرِّرةً المواجهةَ.
وتقدمتْ نحوَ المرجِ حيثُ يقفُ الصُّرصورُ مختالاً، وَعندما رفعَ الصُّرصورُ شاربيهِ وصرخَ بأَعلى صوتِهِ، هربَ الجميعُ واختبؤوا خلفَ التِّلالِ.
قالَ الصُّرصورُ أَيُّها الأوغادُ، تتجرَّؤونَ على مواجهتي، سأَبتلعكمْ دفعةً واحدةً إذن.
5
قالَ الفيلُ: أَرجوكَ يا سيِّدي أنْ تُسامحنا، كانتْ هفوةٌ ولنْ نكرِّرها، وَأَرجو أَنْ تقبلَ أََنْ تكونَ ملكاً علينا، وسنكونُ لكَ رعيةً مخلصةً تسهرُ على راحتكَ.
وذرفَ دموعاً غزيرةً، وانحنى للصُّرصورِ، وهوَ يمدُّ خرطومَهُ الطويلَ على الأَرضِ، بينما أغمضَ النَّمرُ عينيهِ، وَهوَ لا يكادُ يصدِّقُ الرُّعبَ الَّذي يسبِّبهُ هذا العدوُّ الصغيرُ.
وافقَ الصُّرصورُ وَقالَ: ليكنْ، سأسامحكمْ هذهِ المرَّةَ، ولكنْ لا تثيروا غضبي مرَّةً أُخرى، لأنِّي سأبتلعكم دفعةً واحدةً!
وَعرضَ كلٌّ منَ البقرةِ والكركدَّنِ على الصرصورِ استعدادهما لخدمتِهِ، وكذلكَ فعلَ اللَّيثُ والغزالةُ. أمَّا القنغرُ فقدْ بدأَ يجمعُ بعضَ الثِّمارِِ ليقدِّمها للصُّرصورِ.
6
مرَّ عصفورٌ فوقَ مجموعةِ الحيواناتِ ، فاستغربَ الحزنَ الشَّديدَ الَّذي تشعرُ بِهِ الحيواناتُ، وَفي المرجِ لمحَ الصُّرصورَ، فقالَ: هاهيَ وجبتي المفضلةُ، وأَنا جائعٌ جدّاً، انقضَّ على الصُّرصورُِ وابتلعهُ دفعةً واحدةً. كانتْ الحيواناتُ منذهلةً وهي تشهدُ مصرعَ هذا الكائنِ الجبارِ وَالمخيفِ على منقارِ العصفورِ الصَّغيرِ.
نعمْ لمْ يعدْ هناكَ لا صرصورٌ ولا شواربٌ شقراءَ طويلةٌ،
أقامتِ الحيواناتُ احتفالاً بهيجاً، وأدَّت معزاتانِ رقصةً جميلةً، وزيَّنَ قردٌ خرطومَ الفيلِ بالوردِ، وَطلبتِ الحيواناتُ منَ العصفورِ أَنْ يصبحَ ملكَهمْ، فقالَ لهمْ العصفورُ: لا أُريدُ أَنْ تصبحوا أسراي وَأصبحَ أسيركمْ، أُفضلُ حرِّيَّتي على المُلكِ، تمتَّعوا برحلتِكمْ وعودوا إلى ديارِكمْ، ولكنْ حاذروا منْ سيطرةِ الوهمِ عليكمْ.
إن شاء الله عجبتكم ..
م م م م ملحوظه :القصه مش من مخلوقات أفكاري
Comment