فيثاغورس
( الحقيقة – العقل – معرفة الله )
الله هو الحي و هو الحقيقة المطلقة مدثراً بالنور .
الحقيقة كاملة و عظيمة إلى حدٍ بعيد إذ الله سيصور نفسه مرئياً للناس .
لذلك سيختار نوراً لجسده و حقيقة لروحه .
الشيئان الأفضلان اللذان أعطيا للناس من العُلى هما حب الحقيقة و حب فعل الخير .
الله يتكلم بصوت الحقيقة فقط إنها صوته الوحيد . لا يمكن الباطل و الخداع لا في صوته و لا في أعماله الله لا يحتاج لإنسان كي يعلن إرادته أعلنها هو ذاته في الكون بوصفه نظاماً متناغماً منذ بدء الأزل .
الله يكشف معناه إلى العاقل بواسطة أعماله و بدون أي صوت .
إن الكون بوصفه نظاماً كاملاً متناغماً يعلن حقيقته و يُسمع بيانه . إن أفعاله تنبئ عنه .
كما في أعلى هكذا في اسفل , كما في أسفل هكذا في أعلى لا يوجد شيء مخبأ لا يمكن كشفه.
الحقيقة مفتاح الأسرار كلها
.
إن روح الإنسان ذات أصل إلهي و من ثم يمكن أن توجد قوة نبوية حقيقية فيها لكن النبوة الحقيقية يجب أن تأتي من الروح ترشدها النفس الحقة .
التأكيد الحقيقي فيما يخص الله هو تأكيد لله لكن التأكيد الباطل لا يمكن أن يكون.
يمكن وجود الألوهية الحقة لكنها تأتي من الحكمة المؤسسة على قواعد علم الحساب . و لا تأتي من الإرشادات و الرموزات و الكهانة .
ليس من الضروري أبداً أن يُخدع الإنسان فلديه داخل نفسه معاني أكيدة لكشف المغالطة و لإقامة الدليل على الحقيقة و برهنتها .
أليس الدليل العقل ؟ يمكننا الوثوق بالعقل إذن ؟ العقل خالد يفنى كل ما عداه لأنه إذا نشد أي إنسان الحقيقة بجد و عناية في ضوء العقل سيعرف عن العقيدة سواء إذا كان مصدرها العقل أو الإنسان .
كل شيء باطلاً أو خطأ لا يمكن أن يصدر من الله الحقيقة تظهر نفسها بوضوح .
بما أن الله يتكلم الحقيقة بشكل أزلي هكذا أبناء الآلهة ينبغي عليهم أن يتكلموا الحقيقة على الدوام تكلم الحقيقة أو لا تقل شيئاً على الإطلاق لا تخدع أي إنسان كي تهلكه لا تخدع نفسك .
لا تخبئ نور الحقيقة تحت مكيال الحبوب . من يخبئ الحقيقة يدفن الذهب . إخفاء الحقيقة يشبه دفن الذهب .
العطيتان الأنبل التي وهبتها السماء للإنسان هما لتتكلم الحقيقة و تفعل الخير . هذان الشيئان الإثنان يشبهان أعمال الألوهية . إن قول الحقيقة يعظم الإنسان حتى العبادة .
يُبحث عن الحقيقة بعقلٍ طاهرٍ من الأهواء الجسدية .
ستختبر اتحاذ الله الخالد مع الإنسان الفاني عند انتصارك على الأشياء الشريرة .
يكون الإنسان في وضعه الأفضل عندما يتجه نحو الله كلا و ليس الله أبداً ببعيد . إذا كان عملك خارجاً عن الاتصال بالله و عن عنايته فأنت الذي فضلت نفسك عن الله و ليس الله هو من حوّل نفسه عنك . اعتبر أن الوقت الذي لا تفكر فيه بالله كله خسارة لك . لهذا السبب فكّر بالله غالباً و أكثر مما تتنفس علاوة على ذلك إتبع الله .
الله أحد . توجد حقيقة واحدة . وحدة واحدة تشمل السماء و الأرض . الحياة واحدة كلها و الله أحد . الحياة و الدين هما واحد لا إنفصال بينهما . عبادة الله واحدة و لن تكون شراً , توجد طريقة واحدة فقط أن تتبع الله ! نهاية الحياة هي أن تحيا بإنسجام مع الله .
الحياة السعيدة الحقيقية هي حياة الاعتدال التي تُنظم فيها إرضاء الرغبة بالاعتبار للعدل و الاعتدال . إن مستلزم الحياة المعتدلة الأول هو تبجيل الله . مكتوب أن أعرف الله ! أعرف نفسك !
دعنا نتأمل الله روحياً ! إننا نحيا فيه و بواسطته حقاً . نحن نحيا بواسطة الله حقاً كما يحيا الجنين في أمه .
يستطيع الإنسان تحسين روحه بطرائق ثلاث بالمحادثة مع الله , بادئ ذي بدء لأن لا أحد يقدر على الاقتراب منه ما لم يمتنع عن فعل الشرور كلها مقلداً الألوهية حتى بالاستيعاب . ثانياً : بفعل الخير الذي هو صفة مميزة للألوهية . ثالثاً : بالموت .
من يعرف الله سيعرف كيف يعبده . من لا يعرف الله لا يعرف كيف يعبده . إذا عرفت من أوجدك ستعرف نفسك . تذكر أن النفس المنتشرة ككل التي تعطي النور إلى الكون كله تماثلك في النوع و الشيء عينه كما أنت و لو أنها مختلفة من حيث الدرجة بشكل غير محدود .
مدركاً أنت من هو الله و مدركاً ما الذي يوجد فيك يدرك الله . الروح الملهمة بالألوهية توحدنا مع الله . إنه شيء ضروري وجوب أن يقترب الشبيه من شبيهه . مباركاً الإنسان الذي قد رأى العبادة .
المبدأ الأول للوجود يسمو فوق الحس و الهوى و هو غير مرئي و غير قابل للفساد و يُدرك بالعقل المجرد فقط . كل وسائل الاتصال بالله مستحيلة ما عدا وسيلة الاتصال بالعمل الطاهر للعاقل .
يقطن الله في فكر الإنسان الحكيم . فكر الإنسان الحكيم مع الله على الدوام . الإنسان الحكيم يشارك في ما يختص بالله بشكل دائم .
الإنسان الحكيم يتبع الله و الله يتبع روح الإنسان الحكيم , الإنسان الحكيم و مزدري الغنى يشبهان الله .
أساس التقوى كبح النفس عن الشهوة و الهوى , لكن قمة التقوى محبة الله , لا يستطيع أحد محبة الله بشكل حقيقي بدون أن يحب مخلوقاته كلها في الوقت عينه . أي شيء تكرّم فوق الأشياء كلها سيسيطر عليك . لكن إذا سلمت نفسك لسيطرة الله سيكون لك سلطان فوق الأشياء كلها . كرّم الله فوق الأشياء كلها كي يمكن أن يحكمك . التكريم الأعظم الذي يُستطاع تقديمه لله هو أن تعرفه و تتشبه به . إن معرفة الله و التشبه به كافيان وحدهما كي يغبطا الإنسان .
المعرفة العلمية لله توجب الإنسان أن يستخدم كلمات قليلة . الرجل الثرثار و الجاهل يفسدان الطبيعة الإلهية في صلاتهما و تضحياتهما لهذا السبب فإن الإنسان الحكيم هو الكاهن وحده و هو صديق الله و يعرف كيف يصلي . مجّد الله لعظمته الكبيرة و لجمال الكون بوصفه نظاماً كاملاً متناغماً و قدم له الشكر المخلص لهبته الحياة و الروح لك . و لعنايته الكلية و لحكمته التي تشفي كل شيء .
صل يا إلهي المقدس امنحني الجمال في الداخل
صلِّ على الدوام لأن الإنسان لديه مشاركة مع الله في الصلاة لكن عندما تصلي صلِّ من أجل لا شيء بشكل خاص لأن الإنسان لا يمتلك عقلاً كافياً كي يعرف لماذا يصلي ؟ أنشد الحكمة و الفهم كي تجد الخير الذي في متناول يديك الذي منعك عنه جهلك و إتباع طريقتك . من المستحيل أن يقدر إنسان على الاعتقاد بالله حقاً ويشك في عنايته المطلقة .
صل قائلاً يا إلهي المقدس إمنحنا الخير سواء إذا صلينا لأجله أو لم ننشده لكن ذلك الذي ننشده بطريقة خاطئة جنبنا إياه .
إن إرادة الله ترسخت للأزل و هي لا تتغير و نظمه الأساسية هي نظم حكمية يجب عليك أن تعرف من الله الحقيقة عن إرادته و أن تقيم في ذلك المكان .
ضع نفسك في حالة رضا و أمانة عقلية عندما تؤدي صلاتك و أنشد بحق كي تعرف الجيد و الخيّر لك بدل أن تنشد تحقيق رغباتك الخاصة فصلاتك سوف تُستجاب بكل تأكيد .
استشهد بالله كشاهد على كل ما تقوم به من أعمال . عوّد نفسك الاعتماد على الله بشكل دائم .
فكر بالله ذلك كي يمكن لنوره أن يسبق قدراتك قبل أن تفعل أي شيء . ضع الله نصب عينيك في كل أعمالك . العفو الإلهي تم توفيره مسبقاً و هو في متناول اليد على الدوام . هكذا فإن الضمير و السلام الفكري يمكن إعادته إلى الإنسجام و الإتزان
(علاقة الإنسان بالإله و الطبيعة و القوانين الكونية )
يتحدث الحكيم عن الإنسان و علاقته بالله ثلاثية , طبيعة الإنسان , صلته بالطبيعة كلها , الإنسان كعالم صغير, تطور الإنسان , اكتسابه للعقل و الإرادة الحرة , الإنسان كابن لله , طبيعة الخير و الشر , نسبية الأشياء كلها , القيم , القوانين الكونية و الإنسانية و العدل :
إن الإنسان ثلاثي كونه مركباً من روح – عقل – و جسد . الروح إلهية جزء من الله , الجسم مادي و فان و العقل يرتبط و يشترك مع الجسم و الروح كليهما .
يتماثل الإنسان مع الطبيعة كلها على نحو مضاعف من خلال و بواسطة جسده و روحه كليهما و يشترك في الألوهية بواسطة روحه التي يستمدها من الله مباشرة و لديه صلة بالله بالروح كلها و بالناس جميعاً ذوي الروح . و لديه صلة بواسطة جسده الفاني مع كل مخلوق قد كان , يكون , على وشك أن يكون . فجسمه مؤلف من العناصر عينها التي يتألف الكون منها بوصفه نظاماً متناغماً كاملاً .
هذا الكون الذي صاغ و أبقى على أجسام المخلوقات الحية الأخرى لأزمنة خلت هذه المخلوقات التي عندما حُللت أجسادها عادت إلى حالتها الأولية .
الإنسان عالم صغير بسبب أنه خلاصة وافية للعالم ليس بسبب أنه مثل الحيوانات الأخرى ( حتى الأقل منها ) يتألف بواسطة العناصر الخمسة بل بسبب أنه يحتوي كل قوى العالم .
يشمل العالم الله , العناصر الخمسة , الحيوان و النبات , التي انبثقت من الله . تحتوي هذه القوى كلها في الإنسان .
بما أن الإنسان يتركب من قوى مختلفة فلديه حياة صعبة كي يحياها . العناصر كلها تعمل بشكل غير منقطع .لا يوجد تقطع مع الله أو فترة استراحة .
يُجذب الإنسان بكل القوى المختلفة التي يحتويها .
و عندما يهذب الإنسان العنصر الإلهي داخل نفسه و سيكون قادراً على أن ينتفع بالقوى الأخرى بواسطة مزج العناصر بقدر ما يكون ذلك ضرورياً .
يستطيع الإنسان أن يكتشف قواه بواسطة معرفة الله و معرفة النفس و معرفة ماهية روحه أي متى أتت و متى تذهب .
يحقق الإنسان السيادة على القوى الإلهية على قوة العدد و على الفن الإلهي بنسبة الدرجة التي يحقق هو فيها السيادة على نفسه بواسطة الحكمة و التي يقدر فيها على التحادث مع الله و على تلقي المعرفة الكاملة للحقيقة كلها .
الإنسان الفاني هو إحداث للتطور انبثق خلال الدهور الفسيحة بشكل صغير جداً إلى الصور الأسمى إنه لا يزال يخضع للتطور و التغيير مثل كل الأشياء الأخرى و سيستمر كي يفعل ذلك حتى نهاية الزمن .
كان الإنسان بدون عقل عند بدء وجوده و لديه غريزة كهاديه الوحيد . لكن عندما حرّر الإنسان نفسه من السجن المائي اكتسب العقل بشكل تدريجي هكذا انبثق الإنسان من الماء بعقل مظلم جاهل إلى عالم النور .
الظلام بطيء كي يفهم النور لأن كل شيء يظهر مظلماً للعقل الغير المنوّر بالعلم و المعرفة . العقل هو النافذة التي يرشح نور المعرفة من خلالها .
العقل الخالد للإنسان هو أكثر امتيازاً من طبيعته الحسية غير العاقلة . تماماً مثلما تكون الشمس أكثر امتيازاً من النجوم .
الله وهب الإنسان العقل كي يمكنه استعماله ليفتح الفكر إلى عالم النور . و ليأخذ موقعه الرفيع بشكل يليق به كابن لله . يا أيها الناس ذوي الروح أنتم أطفال النور . لكن الله يكشف حكمته بشكل بطيء و بدرجات . كما يجهز الإنسان نفسه كي يتلقاها لأنه لا يُستطاع قبل الوقت أن يُعرف الكل .
الأساس للحياة هو على مقربة من القلب لكن الأساس للعقل و الرشد في الرأس . يكمن الخطأ في الانحراف عن الرشد الصحيح أو في مناقضته . إن سبب الخطأ هو الجهل .
إن فقد الغاية ( خطيئة ) لهذا السبب هي جهلٌ بطبيعة الكون بوصفه نظاماً كاملاً متناغماً في نور العدل , التي بها يخفق الإنسان كي يدرك المبادئ الصحيحة و القيم الحقيقية التي تحكمه و لذلك لا نفهم القياس و لا حدّ القياس .
يأمل الإنسان في الأشياء التي لا يجب أن يأمل فيها لهذا السبب و ينشد الأشياء التي لا ينبغي عليه إيجادها , و يتوقع كي يتلقى الأشياء التي لن يتلقاها . هكذا يرمي حياته خارج التوازن يضلل و يحبط نفسه و يفوض ثقته بالله إنه يدين نفسه بجهله لمبادئ الحياة . تذكر: الله لا يدين أي إنسان الإنسان يدين نفسه .
الله ليس السبب لأي شر . الرجال يقتنون بلايا مختارة بأنفسهم برغم أن الخير بالقرب منهم لا يرونه و لا يسمعونه .
قلة هم الذين يعرفون كيف يتخلصون من الشرور هكذا يكون القدر الذي يعمي فهم الفانين .
تنشأ الشرور من الذنب وحده في حين أن الله هو سبب الخير و سبب أية منفعة و مع ذلك نتجاهل إحسانه و نحيط أنفسنا بشرور متعمدة في الوقت نفسه . و هكذا يلوم الفانون الآلهة كما إذا كانوا الأسباب لشرورهم كما يقول الشعراء برغم هذا فإن الفانين لا يقاسون البلية من القضاء و القدر بل بسبب جرائمهم كوّن العالم يُحكم برشد و عناية إلهية .
إن الكون بوصفه نظاماً متناغماً يُحكم بقوانين ثابتة غير متغيرة و لا تخطئ قط من البداية و إلى الأبدية كلها , و التي بها و بواسطتها يُحضر الوجود كله إلى التناغم و التناسب إلى النظام و التوازن .الحكم الخالد للكون بوصفه نظاماً كاملاً متناغماً هو التطور , النظام , و التناسب .
القوانين الإلهية المتحركة ذاتياً إلى الأبد أُوجدت كي تحضر الأشياء كلها إلى القياس و لتعيدها إلى التوازن .
إن الكون بوصفه نظاماً متناغماً و مبادؤه التي تحكمه هي كلها هندسية متناسقة و متناسبة .
لأن الله هو الاختصاصي الكامل بعلم الهندسة و هو الذي يعبّر بأشكالٍ هندسية بشكل متواصل .
إن ما يفيض إلى الداخل يتدفق إلى الخارج و ما يتفرع يمتلئ و ما يُستبدل يعاد . كل الأشياء لديها المتمم لها و هو الذي يعدل و يعيد الأشياء إلى التوازن . و لا يوجد شيء صحيح أو خطأ الذي لم يُحضر إلى التوازن الدقيق بواسطة العدل الجزائي .
بما أن الله كمالٌ فالكمال مقياس الأشياء و يجب أن يكون هدف الرجال . إن الكمال بسبب نوع شكله الفريد الخاص هو المقياس لكل شيء . الكمال في أية صورة يعني المساواة و التوازن و الحرية من الإفراط و النقص . تأخذ الأجسام الطبيعية كلها الشكل الدائري بسبب أن تناسب المساواة هو في الحركة الطبيعية لأن كل شيء يتحرك في تناسب . و عندما يحدث التناسب للمساواة هذه ينتج دوائر و أجساماً كروية و هو الوحيد الذي يفعل ذلك بسبب أنه يدور على نفسه .
لهذا السبب فإن كل شيء داخل كل صورة هو نسبي و هو في درجة متناسبٌ و ملائم . بشكل مماثل فإن كل شيء في الكون نفسه بوصفه نظاماً متناغماً هو نسبي و هو في درجة متناسب و ملائم لكل شيء أخر .
الكون بوصفه نظاماً كاملاً متناغماً هو وحدة . إنه تشكيل من كل الصور في داخله . و هكذا فكل صورة تكون واحداً لكثرة و جزءاً من وحدة و هي متصلة بكل المقومات الأخرى للوحدة .
كذلك فكل صورة لديها قيمتها المحددة و المميزة الخاصة النسبية داخل نفسها . و هي متصلة بالقيم لكل صورة أخرى . كل صورة في درجة في نسبة و في ملائمة و القيم نسبية لكل الصور بشكل مماثل كما هي بين أنفسها و هي كذلك في درجة و نسبة .
لا شيء يكون طاهراً بقدر ما يشترك التراب بالنار , النار بالهواء , و الهواء بالماء و الماء بالنفس . بشكل مماثل يشترك الجميل في المشوه , العادل في الظالم , هكذا يمكن للدوافع الإنسانية من هذا المبدأ أن تحول في كلا الاتجاهين بواسطة الاتجاه المناسب .
كون كل شيء نسبي و كل نوع لديه قيمته الخاصة , كل في درجة , يمكن لأي شيء أن يكون صالحاً في وقت واحد أو فصل واحد أو أن يكون سيئاً إذا كان في وقتٍ أو فصل آخر و كلٌ في نسبة .
إن الذي يكون سيئاً تحت حالات معينة يمكن أن يكون جيداً تحت حالات أخرى كلٌ في درجة .
تُشبّه الأشياء الوضيعة بالأشياء السامية . توحدهما قواهما التي لا تقهر كي ينتجا شيئاً واحداً منفرداً الشيء الأكثر إدهاشاً من كل الأشياء الأخرى . و كما أن الأشياء الأخرى تنبعث بإرادة الله الواحد المنفرد هكذا فإن الأشياء كلها مهما كانت يجب أن تُنشأ بواسطة هذا الشيء المنفرد بواسطة سلطة ذات طبيعة عالمية .
لا يوجد شيء ذو طبيعة طالحة أو شراً في نفسه . الخطأ في أسلوب الاستخدام . يكمن الذنب في الخطأ أو في الاستخدام غير المألوف .
إن أشياء كثيرة هي جيدة جداً في أنفسها , تصبح سيئة عندما تفعل في غير وقتها الملذات غير المألوفة تنشئ الآلام .
بشكل مماثل فإن الأشياء الجيدة في أنفسها سيئة بواسطة الإفراط و النقص لاستخدامها .
تصبح الأشياء الأكثر مسرة و المقياس المتجاوز حده الواجب الأداء , تصبح الأشياء الأقل بهجة . قيل أنه يوجد وسط بين الخير و الشر الذي لا يكون خيراً و لا شراً . و من هنا فإن المسلك الوسط بين المتطرفات و اعتدال الأهواء هو الشيء المثالي للخير و يجلب السعادة للجميع , أُنشد القيمة الحقيقية للأشياء كلها و تنعّم بكل هبات الله طبقاً للاعتدال .
العالم و أعمال الطبيعة كلها جيدة و صالحة كذلك تناسب النظام , الجمال و التناغم إن العيوب الأخطاء و الشرور التي وُجدت أبداً كلها في العالم إنما أُدخلت إليه بالإنسان فقط .
إنها خِدَع العقل الناقص الفاني في انبثاقه من الظلام إلى النور , و هي أعمال الجهد الفردية التي تكون الشيء عينه , خرافة , لا يوجد شيء تابع للعالم الذي يكون شراً أو سيئاً أو خطأ في نفسه بشكل طبيعي إن كل سر متحد بذلك أحدثه اعتقاد الإنسان الخاطئ عن طبيعة الأشياء أو استخدامه الجاهل للقوى و الأشياء الصالحة النافعة في نفسها .
أن الأشياء كلها التي تكون طاهرة بشكل طبيعي تبقى طاهرة برغم إساءة الإنسان استعماله لها . و هكذا فكل شيء ملازم للشر يكون نتيجة عقل الإنسان .
كل شيء يكون خيراً للطاهر في العقل و الكل شراً لمن يفكر شراً .
عن الأشياء كلها التي لا تشكل نظام العالم الطبيعي هي إبداع و إنتاج عقل الإنسان انبثقت من مصدرٍ غير كامل على الإطلاق إنها أشياء اصطناعية و غير طبيعية و ناقصة في نفسها .
يوجد بعض هذه الأشياء الاصطناعية جيدة بشكل نسبي و أخرى جيدة كذلك بسبب أنه يفكر أنها هكذا . و يوجد بعضها سيئة في أنفسها بشكل أكيد و بعضها الآخر سيئة بسبب أن يُفتكر أنها سيئة فقط . إن الأشياء الخيّرة و الشريرة في هذا الحقل هي حالات العقل بشكل واسع لهذا السبب و هي نسبية و أمورٌ ذات درجة على الدوام .
لذلك افحص كل القضايا في نور الحقيقة الصافي و احتفظ بحكمك عليها إلى أن تتحقق من الخواص كلها . و هكذا اعتقد العزم إذا افتكرت أن الذي يكون صالحاً و خيراً هو كذلك بشكل حقيقي و أن الذي افتكرته سيئاً و شراً هو كذلك بشكل حقيقي و قرر في اية درجة نسبية تكون الأشياء هذه .
تأمل ملياً التمييز بين القانون الإلهي و القانون المصاغ بالإنسان . إن القانون الكوني أو الطبيعي هو القانون الحقيقي فقط و بالتالي فهو القانون الإلهي الوحيد . كل مبادئه هي مبادئ صحيحة و شرعية بشكل رئيسي التي لا يمكن أن تكون مبادئ حقيقية فيما يخص القانون الإنساني .
يغرس القانون الإلهي نفسه في العالم و يعلن نفسه للخلق جميعاً . إن أولئك الذين يفهمون و يهتمون بوصاياه يكلمون أنفسهم و يصلون إلى الحياة الوافرة . أما أولئك الذين يتجاهلونه أو يهدمونه إنما يفعلون ذلك على عاتقهم و يدعون على أنفسهم القصاص الملائم . الجهل بالقانون الإلهي خطأ جوهري بل إنه الإثم الحقيقي الوحيد . في حين أن الخطأ المتصل بخرق و مخالفة القوانين الإنسانية بشكل دقيق في العقل فقط , القوانين الإلهية هي مبادئ العالم الحية و هي التي تُثبت الحياة عينها , و تقتني قوة متأصلة كي تقوم بالتغيير في الصورة و المادة و لتعزز نفسها بواسطتها يتكامل الكون كله و ينسجم معها بشكل طبيعي كل ما يتضمنه العالم أُبدع العالم كله كي يتناغم و يتآلف مع نفسه .
القانون الكوني قانون كامل عالمي المدى و يتصل بالأشياء كلها المحتواة داخل النظام الطبيعي للأشياء إنه يتصل بالحي و الميت بالخالد و الفاني بالروحي و المادي لكن ليس لديه معرفة بالحالات الاصطناعية ما عدا نطاق الحالات التي تشمل المبادئ الطبيعية .
و هكذا فإن القانون الإلهي يدرك أعمال و سلوك الرجال بقدر ما تشمل المبادئ الطبيعية للعدل . لكنه لا يُقلق نفسه بالتنظيمات الاعتباطية الاصطناعية التي تخص الرجال على نحو صرف .
إن كل قانون طبيعي أو إلهي يكون قانوناً روحياً و مادياً حالاً و ذلك في الطبيعة الفعلية للأشياء . و هكذا فإن كل قانون طبيعي مادي يكون قانوناً مناقبياً و كل قانون طبيعي مناقبي يكون قانوناً طبيعيا .
القانون الكوني فاحص حاكم قاضٍ و منفذ في الحال كونه قانون كلي السلطة يعوّض العدل الإلهي بشكل دقيق و هو ليس تبريري على الإطلاق .
يعوّض بسبب أنه يكافئ على الإخلاص و الالتزام كما أنه يقاصص على الخرق و المخالفة .
العدل الإلهي ليس تبريراً بسبب نزاهته و بسبب غياب العناصر الشديدة الغضب و الثأرية منه .
إنه لا يحترم الأشخاص أو التبريرات الكل متساوون داخل محيطه .
كل خرق للقانون الإلهي يُلاحظ و يُفتش بشكل محتوم بصرف النظر عن المعرفة أو الجهل الدافع أو القصد الطرقة أو الأسلوب .
المبدأ الخالد للعدل الإلهي هو أن يلازم البدء بعمل أو معرفة النتيجة المتعادلة في كل حالة و الحالة يعوض عنها بشكل ناجح على نحوٍ خاصٍ مناسب و في درجة متناهية و ذلك أثناء الوجود الحالي . إن الحكم الأولي للعالم يكون التناسب و التناغم ,النظام, المساواة , و التوازن التي يحفظها و يقيها القانون الكوني للأبد .
يتوجب على من سيمتلك الحياة الوافرة إذن , أن يوجه نفسه إلى معرفة طبيعة الأشياء و أن يفهم الخير الموجود بقربه أكثر من ذلك , يلزمه أن يعرف و يفهم الأشياء هذه كلها طبقاً للعدل و الحقيقة هكذا كي يميز القيم الحقيقية من القيم الباطلة و السبب الصحيح من السبب المزيف و أن يصل إلى توازن و قياسٍ واجب الأداء .
ينبغي عليه أن يعرف المبادئ الإلهية التي تنشط الأشياء كلها ذلك كي يمكنه أن يعمل وفقاً لها و أن لا يعمل عكسها . و هكذا فهو لن يختط المستحيلات أو يضلل أو يخيّب نفسه و يخيّب الآخرين بعد اليوم , كلا و لا يذّل نفسه بمحنه و بلاياه بل يمكنه أن ينقذ نفسه من الشر . نحن اخترنا قسمتنا و نحن نُكون خطنا السعيد أو السيئ نحن نُكون أطفالنا
Comment