التعريف
هي صبيانية المضمون وعبثية في شكلهاالفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم ،وهي افراز طبيعي لعزلالدين عن الدولة في المجتمع الاوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعلللمخدرات والجنس دورهما الكبير
التأسيس وأبرزالشخصيات
بدأ مذهب الحداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تقريا فيباريس على يد كثير من الأدباء السريالين والرمزيين والماركسيين والفوضويينوالعبثيين،ولقي استجابة لدى الأدباء الماديين والعلمانين والملحدين في الشرقوالغرب.حتى وصل إلى شرقننا الإسلامي والعربي .
ومن أبرز رموز مذهب الحداثة منالغربيين :
- شارل بودلير 1821-1867م وهو أديب فرنسي أيضا نادى بالفوضى الجنسيةوالفكرية والأخلاقية ،ووصفها بالسادية أي التلذذبتعذيب الآخرين .له ديوان شعر مترجمبالعربية من قبل الشاعرإبراهيم ناجي ،ويعد شارل بودلير مؤسس الحداثة في العالمالغربي.
-الاديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821-1880م.
- مالارامية 1842-1898موهو شاعر فرنسي ويعد أيضا من رموز المذهب الرمزي .
-الأديب الروسي مايكوفوسكي ،الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل
من أبرز رموزهم بالبلادالعربيه
ومن رموز مذهب الحداثة في البلادالعربية:
- يوسف الخال- الشاعر النصراني وهو سوري الاصل رئيس تحرير مجلةالحداثية .وقد مات منتحراً أثناء الحرب الاهلية اللبنانية .
- أدونيس( علي أحمدسعيد )نصيري سوري ويعد المروج الأول لمذهب الحداثة فيالبلاد العربية ،وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالتة الجامعيةالتيقدمها لنيل درجة الدكتوراة في جامعة ( القديس يوسف)في لبنان وهي بعنوان الثابتوالمتحول ،ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل .وسبب شهرتة فساد الإعلام بتسليطالأضوءعلى كل غريب .
-د.عبد العزيز المقالح - وهو كاتب وشاعر يماني،وهو الآنمدير لجامعة صنعاء وذو فكر ييساري.
- عبد الله العروي - ماركسي مغربي.
- محمدعابد الجابري مغربي.
-الشاعرالعراقي الماركسي عبد الوهاب البياتي.
-الشاعرالفلسطيني محمود درويش- عضو الحزب الشيوعي الاسرائيلي أثناء اقامته بفلسطين المحتله , وهو الآن يعيش خارج فلسطين .
-كاتب ياسين ماركسي جزائري .
- محمد أركونجزائري يعيش فى فرنسا .
- الشاعر المصري صلاح عبدالصبور – مؤلف مسرحيةالحلاج
الأفكار والمعتقدات
- نجمل أفكارومعتقدات مذهب الحداثة وذلك من خلال كتاباتهم وشعرهم فيمايلي :
- رفض مصادرالدين الكتاب والسنة والجماع ومصادر عنها من عقيدة أما صراحة أوضمان .
- رفضالشريعة وأحكامها كموجه للحياة البشرية .
- الدعوة إلى نقد النصوص الشرعيةوالمناداة بتأويل جديد لها يتناسب والأفكار الحداثية .
- الدعوة الى إنشاءفلسفات حديثة على أنقاض الدين .
- الثورة على الأنضمة السياسية الحاكمة لأنها فىمنظورها رجعية متخلفة أي غير حداثية , وربما استثنوا الحكم البعثي .
- تبنيأفكار ماركس المادية الملحدة , ونظريات فرويد في النفس الإنسانية وأ وهامه , ونظريات دارون فى أصل الأنواع وفكار نيتشة ،وهلوسته،والتي سموها فلسفة ،في الإنسانعلى( السوبر بان) .
- تحطيم الأطر التقليدية والشخصية الفردية،وتبني رغباتالانسان الفوضوية والغريزية.
- الثورة على جميع القيم الدينية والاجتماعيةوالأخلاقية والإنسانية،وحتى الاقتصادية والسياسية .
- رفض كل ما يمت الى المنطقوالعقل.
- -اللغة- في رأيهم - قوى ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكميالسلطوي،لذا يجب أن تموت،ولغة الحداثة هي اللغة النقيض لهذه اللغة الموروثة بعدأنأضحث اللغة والكلمات بضاعة عهد قديم يجب التخلص منها.
- -الغموض والابهاموالرمز- معالم بارزة في الأدب والشعر الحداثي.
- ولا يقف الهجوم على اللغة وحدهاولكنه يمتد إلى الأرحام والوشائح حتى تتحلل الأسرة وتزول روابطها،وتنتهي سلطة الأدبوتنتصر إرادة الانسان وجهده على الطبيعة والكون .
ومن الغريب أن كل حركة جديدةللحداثة تعارض سابقتهافي بعض نواحي شذوذها وتتابع في الوقت نفسه مسيرتها في الخصائصالرئيسية للحداثة.
إن الحداثة هي خلاصة سموم الفكر البشري كله ، من الفكرالماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية إلى هدم عمود الشعر، إلى شجبتاريخ أهل السنة كاملاً إلى إحياء الوثنيات والأساطير.
ويتخفىالحداثيون وراءمظاهر تقتصرعلى الشعر والتفعيلة والتحليل،بينما هي تقصد رأساً هدم اللغة العربيةومايتصل بها ممن يتصل بهامن مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم ،وهذاهو السر في الحملة علىالقديم وعلى التراث وعلى السلفية
تطور الحداثه بالغرب وفي البلاد العربيه
إن حركة الحداثةالأوروبية بدات قبل قرن من الزمن في باريس بظهور الحركة البوهيمية فيهابين الفنانينفي الأحياء الفقيرة.
ونتيجة للمؤثرات الفكرية، والصراع السياسي والمذهبيوالاجتماعي شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا اضمحلال العلاقات بينالطبقات ، ووجود فوضىحضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية.
وقد تبنت الحداثةكثير من الطبقات ،ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية .وبلغتالتفاعلات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية في أوروبا ذروتها في أعقاب الحربالعالمية الأولى .وبقيت باريس مركز تيار الحداثة الذي يمثل الفوضى الأدبية.
وقدتبنت الحداثةكثير من المعتقدات واملذاهب الفلسفية والأدبية والنفسيةأهمها:
1-الدادائية : وهي دعوةظهرت عام1916م،غالت في الشعور الفردي ومهاجمةالمعتقدات، وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الاجتماعية.
2-السريالية : واعتمادها على التنويم المغناطيسي والأحلام الفرويدية ، بحجة أن هذا هو الوعيالثوري للذات ،ولهذا ترفض التحليل المنطقي ، وتعتمد بدلاً عنه الهوسوالعاطفة.
3-الرمزية : وما تتضمنة من ابتعاد عن الواقع والسباحة في عالم الخيالوالأوهام ،فضلاً عن التحرر من الأوزان الشعرية ،واستخدام التعبيرات الغامضةوالألفاظ الموحية برأي روادها .وقد واجهت الحداثة معارضة شديدة في جميع أنحاءأوروبا،
ثم ظهرت مجلة شعر التي رأس تحريرها في لبنان يوسف الخال عام 1957م تمهيدلظهور حركة الحداثة بصفتها حركة فكرية ، لخدمة التغريب ، وصرف العرب عن عقيدتهمولغتهم الفصحى …لغة القرآن الكريم .
وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب ،فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال :بودليرورامبو ومالا رامية ، وبدأ رئيس تحريرها –أي مجلة شعر – بكشف ما تروج له الحداثةالغربية حين دعا إلى تطوير الايقاع الشعري ،وقال بأنه ليس لللأوزان التقليدية أيقداسة ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا علىالتتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلتة أن الحداثة موقف حديث فيالله والإنسان والوجود .
كان لعلي أحمد( أدونيس)دور مرسوم في حركة الحداثةوتمكينها على أساس :
ما دعاه من الثبات والتحول فقال ( لايمكن أن تنهض الحياةالعربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكرالعربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي ( الاتباع ) استخدم أدونيس مصطلح الحداثةالصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما :صدمة الحداثة عام 1978م وفيه لايعترفبالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية ،وكل مامن شأنه أن يكونتمرد على الدين والنظام تجاوز للشريعة.
لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعرالجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة ، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجنالحمصي ،كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلىالحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال :ثورة الزنجوالقرامطة .
ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حيث يقول في كتابه الثابتوالمتحول : ( لانقدر أن نفصل بين الحداثه العربيه والحداثه في العالم ) .
أهم خصائص الحداثه
- محاربة الدين بالفكروالنشاط .
- الحيرة والشك والاضطراب .
- تمجيد الرذيلة والفساد والإلحاد .الهروب من الواقع إلى الشهوات والمخدرات والخمور .
- ا لثورة على القديم كلهوتحطيم جميع أطر الماضي إلى الحركات الشعوبية والباطنية .
- الثورة على اللغةبصورها التقليدية المتعددة .
- امتدت الحداثة في الأدب إلى مختلف نواحي الفكرالإنساني ونشاطه .
- قلب موازين المجتمع والمطالبة بدفع المرأة إلى ميادينالحياة بكل فتنها ، والدعوة إلى تحريرها من أحكام الشريعة.
- عزل الدين ورجالهواستغلاله في حروب عدوانية .
- تبني المصادفة والحظ والهوس والخبال لمعالجةالحالات النفسية والفكرية بعد فشل العقل في مجابهة الواقع .
- امتداد الثورة علىالطبيعة والكون ونظامه وإظهار الإنسان بمظهر الذي يقهر الطبيعة .
- ولذا نلمس فيالحداثة قدحاً في التراث الإسلامي ،وإبراز لشخصيات عرفت بجنوحها العقدي كالحلاجوالأسود العنسي ومهيار الديلمي وميمون القداح وغيرهم .وهذا المنهج يعبر به الأدباءالمتحللون من قيم الدين والأمانة،عن خلجات نفوسهم وانتماءاتهم الفكرية
الخلاصه
أن الحداثة تصور إلحادي جديد – تماما - للكونوالإنسان والحياة ،وليست تجديد في فنيات الشعر والنثر وشكلياتها .وأقوال سدنةالحداثة تكشف عن انحرافهم بإعتبار أن مذهبهم يشكل حركة مضللة ساقطة لا يمكن أن تنموإلا لتصبح هشيما تذرة الرياح وصدق الله العظيم إذ يقول (ثم يهيج فتراه مصفراً ثميكون حطاماً ) .
حسبنا في التدليل على سعيهم لهدم الثوابت أن نسوق قول أدونيسوهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه فن الشعر ص76: ( إن فن القصيدة أوالمسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسلية أو تقدم لهمادة استهلاكية ،وليست تلك التي تسايره في حياتة الجادة ،وإنما هي التي تعارض هذهالحياة .أي تصدمه وتخرجه من سباته ،تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه , إنها التيتجابه السياسة ومؤسساتها،الدين ومؤسساته العائلة وموسساتها، التراث ومؤسساته ،وبنية المجتمع القائم ,كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها ،وذلك من أجل تهديمها كلها أيمن أجل خلق الإنسان العربي الجديد ،يلزمنا تحطيم الموروث الثابت ،فهنا يكمن العدوالأول للثروة والإنسان ) ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلاالتمرد على الإسلام وإباحة كل شئ باسم الحرية .
فالحداثة إذاً هي مذهب فكري عقدييسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والإنسياق وراءالأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل .وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة فيصراع وتحد كما تقول الكتابات لأهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسؤلية الكلمةعند الضرورة ويريدون وأد الشعر العربي ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسمالتجريد وتجاوز كل ما هو قديم وقطع صلتهم به .
- ونستطيع أن نقرر أن الحداثينفقدوا الإنتماء لماضيهم وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية .ويكفي هراء قول قائلهم حين عبرعن مكنونة نفسة بقوله :
لا الله أختار ولا الشيطان
كلاهما جدار
كلاهمايغلق لي عيني
هل أبدل الجدار بالجدار
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
Comment