رؤية علمية جديدة يقدمها الباحث حول الحب وعلاقته بالدماغ...
ظلت محاولة رسم خريطة للدماغ مهمة محفوفة بالأخطاء، اذ أن معظم أجزاء الجسم الأخرى تكشف عن
أسلوب عملها وطريقته بمجرد إلقاء نظرة عاجلة عليها .فالقلب ما هو الا مجرد مضخة، والرئتان منفاخان أو
كير للنفخ. بيد أن الدماغ الذي يقوم بدور أكبر من أي عضو آخر لا يكشف الكثير. فتلك الكتلة التي تزن 1.4
كيلو غرام من الأنسجة المجعدة والأجزاء غير المتحركة لا تقوم فقط بالدور الذي تلعبه اللوحة الرئيسية أو
اللوحة الأم 'Motherboard' في الكمبيوتر بالنسبة لبقية نظم الجسم الأخرى فحسب، بل انه يعد موقع
الذهن والتفكير بل والإحساس بوجودنا، وبأن لدينا كبدا وأطرافا .... فالدماغ هو نحن.
ونضال الذهن للدخول عميقا في الدماغ الذي يعد مقرا له يعتبر نضالا مضنيا ومعقدا، غير أن ذلك لم يثبط
عزيمة الانسان من المحاولة.
ففي القرن التاسع عشر ادعى الطبيب فرانز جوزيف غال بأنه قد حل المشكلة عن طريق نظامه الخاص
بفراسة الدماغ أو دراسة شكل الجمجمة بوصفه مظهرا دالا على الشخصية. وهو نظام يقسم الدماغ إلى
عشرات النظم الشخصية التي تتوافق الجمجمة معها. وان تعلم قراءة تلك المناطق في الجمجمة يمكننا من
معرفة الوظيفة الذهنية التي تضمها بداخلها. وقد جاء مجال علم الجماجم الذي يبحث في أحجام الجماجم
وأشكالها وخصائصها، وهو مجال عنصري بادعاءات مماثلة تعتمد على حجم الجمجمة وشكلها في محاولة
تحديد الذكاء والسمات الأخلاقية.
وقد تمكن العلماء المحدثون من بذل جهد أفضل في دراسة هذا الأمر حيث تم تقسيم الدماغ الى مناطق
متعددة محددة أعطيت أسماء علمية كما حددت وظائف معينة لكل منطقة من المناطق المذكورة، أي تلك
التي تضم التفكير التجريدي، وموقع (الخلق) والابتكار ومكان العواطف والأحاسيس وموضع الكلام.
ولكن ماذا عن الوظائف التي لا تحصى والأسلوب الذي يعمل به الدماغ؟ وهو أمر مازال يشكل مصدر
حيرة.....غير أن الأمر بدأ تدريجيا في التغير.
فقد بدأت علوم وتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين تفتح الدماغ أمام أعيننا بطريقة لم نعهدها من قبل. وبدأنا
نجد أن الحقائق المقبولة باتت أقل صدقا. فالدماغ كما ظهر لنا هو في الواقع عضو مقسم الى مناطق
ووظائف. بيد أن الخيط الذي يفصل بين تلك المناطق والوظائف خط واه أكثر مما كان متصورا.
فعلى سبيل المثال فان الشخص اذا ما فقد البصر فان الفص الذي يحلل الضوء في الدماغ يغير وظيفته
لتشغيل حواس أخرى.
واذا ما أصابته سكتة دماغية في المنطقة المسؤولة عن تحريك الذراع الأيمن، فان منطقة أخرى قد تتولى
أمر بعض تلك الوظيفة على الأقل.
فقد تم اكتشاف العصبونات (Neurons) المتخصصة التي تتيح لنا عمل السلوك الذي يبدر عن الناس حولنا
مما يساعدنا على تعلم بعض المهارات الحديثة الاساسية مثل المشي والكلام بالاضافة الى كيفية التصرف
الاجتماعي والأخلاقي المطلوب.
الحب داخل الدماغ
إن الحب هو هدية روحية وهبها الله لنا حيث تبدأ في الدماغ وتشق طريقها حتى تصل إلى التعبير الجسدي
عنها. ولكن المشاعر العاطفية التي نسميها الحب لها علاقة ضئيلة بالحب الحقيقي. لأن الحب طاقة يمكن
استخدامها بطريقة إيجابية وسليمة أو طريقة سلبية وغير سليمة.
فهناك الحب غير المشروط وهو المتعلق بالقبول، الدعم والصفح. وهناك الحب العنيف، الذي يعتمد على
الصرامة، التسلط، والامتثال.
فإذا كان أحد أولادك مدمنا على المخدرات، يمكنك أن تحبه دون شروط وتقبل سلوكه المدمر آملا أن لا
يتناول جرعة زائدة قد تؤدي إلى وفاته أو يمكنك استخدام الحب القاسي وتضعه في مستشفى لإعادة
التأهيل في محاولة لإنقاذ حياته.
ويمكن للحب القاسي جدا أن يكون شيئا غير سليم، تماما كما أن الإفراط في الحب غير المشروط يمكن أن
يكون غير سليم.
ويتألف الحب من ثلاثة أنواع هي:
1. الروحي غير المشروط
2. الأخوي
3. الرومانسي المتعلق بالعاطفة.
وهناك طريقة أخرى لفحص هذه الأنواع الثلاثة وبدورنا نميز هذه الأنواع المختلفة من الحب بمقادير مختلفة
ومراحل مختلفة من علاقاتنا. وفي كثير من الأحيان وخاصة عند بدء العلاقات، نشعر بالانجذاب نحو شركائنا
بكثير من الحب العاطفي ومع مرور الزمن يتطور الحب إلى شكل أعمق مشكلا الحب الأخوي ومن ثم
الروحاني.
إن الحب ليس مرحلة افتتان أو ممارسة جنسية. ففي كثير من الأحيان نشعر بكثير من المشاعر العاطفية
القوية والإيجابية أثناء التعارف. وتسمى هذه المرحلة مرحلة العشق حيث تخبو ببطء مع مرور الوقت على
العلاقة الجديدة. وتعتبر هذه المرحلة بمثابة دعوة إلى تطوير علاقة أعمق مع ذلك الشخص وزيادة القابلية
للنوعين الآخرين من الحب....
والآن تعالوا لنتعرف على الفسير العلمى لهذه العلاقة
أثبت بعض العلماء مؤخراً أن هناك خارطة للحب موجودة في دماغ الإنسان. هذه الخريطة هي التي تساعد
الإنسان على معرفة ما إذا كان الشخص المقابل له مناسب للارتباط به أم لا. ويفيد العلماء أن خريطة الحب
الموجودة في دماغ الإنسان هي عبارة عن مجموعة من الصفات التي يرغب الإنسان بوجودها عند الشخص
المثالي الذي يطمح للارتباط به.
بحيث أنه حالما تقابل شخصا تتوفر فيه الصفات الموجودة في دماغك فانك تشعر بالانجذاب نحوه والعكس
صحيح. هذه الصفات تخزن في الدماغ خلال جميع مراحل الحياة مثل ابتسامة أمك و روح الدعابة عند أبيك،
أي أنها صفات تتجمع على مدى مشوار الحياة على شكل خريطة موجودة في عقلك الباطن. وعندما تقابل
إنسانا تنطبق عليه معظم الشروط فان الدماغ يفرز مادة كيماوية تبعث على الشعور بالفرح. كذلك يفرز
الجسم هرمونات أخرى مثل phenyl ethylamine وهي مادة تؤثر على المزاج بحيث يشعر الإنسان بالنشوة.
إضافة إلى ذلك فان الجسم يفرز كميات إضافية من الأدرينالين و النورأدرينالين مما يسبب احمرار الوجه،
تعرق اليدين، سرعة التنفس، و تسارع في ضربات القلب.
بعد ذهاب الشخص فان مفعول هذه المواد الكيماوية ينخفض من الدم و يصاب الإنسان بأعراض مشابهة
للأعراض التي يصاب بها الإنسان بعد تعاطي المخدرات مثل الإرهاق و الاكتئاب. هذا الأمر يفسر لماذا يصاب
الإنسان بالحزن عندما يكون بعيدا عن الشخص الذي يحبه. ويفسر أيضا لماذا يصاب الإنسان بالإدمان على
الحب.
المخ و المشاعر
أوضحت دراسة أجريت فى كلية الطب فى جامعة Yale باستخدام الرنين المغناطيسى magnetic resonance
أن الرجال يستخدمون الجانب الأيسر من المخ فقط للتعامل مع المشاكل اللغوية المعقدة ، أما النساء
فيستخدمن كلا الجانبين، وهذا قد يفسر سر تفوق النساء على الرجال ليس فقط فى القدرات اللغوية ولكن
أيضا فى الناحية العاطفية.
فعلى الرغم من أن النصف الأيسر من المخ يتحكم فى الكلام فان النصف الأيمن يساهم فى محتواه
العاطفى، فقد أوضحت الاختبارات التى أجريت على أفراد يعانون من تلف فى الجانب الأيمن أنهم يتكلمون
بدون عاطفة. ومقدرة المرأة على استعمال كلا الجانبين من المخ فى نفس الوقت عند التخاطب تمكنها من
أن تتعامل مع مراكز العاطفة فى نفس الوقت الذى تتحدث فيه. أما الرجل فلا يمتلك هذه المقدرة، وبالتالى
لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره بسهولة. وهناك فيض من الدراسات السيكولوجية التى تعضد هذه
النظريات، مما يؤكد أن المرأة غالبا ما تستطيع التعبير عن مشاعرها- الحب، الحزن مثلا- بسهولة ووضوح أكثر
من الرجل.
هذا الفرق فى طريقة استعمال الرجال والنساء لأمخاخهم يخلق سوء فهم فى العلاقات . لأنه يؤدى إلي
عدم التوازن فى طريقة تعبير كل منهما عن شعوره نحو الآخر وأيضا فى الطريقة التى تجرى بها المحادثات،
فالمرأة يجب أن تفحص الموضوع من كافة جوانبه أما الرجل فيتجه مباشرة نحو الهدف وغالبا ما يضيق صدره
بكثرة حديث المرأة.
ويعتقد أحد الأخصائيين النفسانيين (Kostus Kafetsios) أن عدم قدرة الرجل على التعبير عن مشاعره هى
السبب فى حدوث الكثير من المشاكل فى العلاقات بين الرجال والنساء،
ويضيف أنه من الصعب اكتشاف عواطف أو مشاعر الرجل، مما يشكل عقبة أخرى فى العلاقات خاصة مع
العلاقات التقليدية حيث يكون الرجل شديد التحفظ بينما المرأة أكثر وضوحا وأحيانا فضولية.
ويعتقد ايان بانكس Ian Banks وآخرون ممن هم فى طليعة الباحثين فى صحة الرجال أنه لا يوجد سبب
فى أن المجتمع لا يعمل على التغلب على بعض الضغوط pressures التى تقود الى تحطيم الذات self destruction
عند الرجال. فكلا الجنسين لديهم قدر متساو من الضغوط، ولكن بينما تتحدث المرأة إلى زميلاتها أو أطبائها
نجد أن الرجل يتجرع كل شيء مما يؤدى فى النهاية إلي الانفجار.
والحقيقة أن دراسة موضوع السيطرة العصبية في الدماغ قد فتح آفاقا واسعة وشائقة لفهم وتطوير النظريات
حول عديد من الظواهر العصبية النفسية في الحالات الطبيعية والمرضية. ويعتقد بعض العلماء على سبيل
المثال أن مرض الفصام يمكن تفسير أسبابه وتفسير أعراضه من خلال اضطراب السيطرة العصبية في الدماغ
وعدم التوازن بين نصفي الكرة المخية. كما يعتقد البعض الآخر أن التأثير الإيحائي في الأشخاص الآخرين في
مختلف المجالات التربوية والاقتصادية التجارية والعلاجية يرتبط بتوجيه الإثارة أساسا إلى نصف الكرة المخية
غير المسيطر والذي يتميز بالانفعالية والحدس والتصورات العامة غير التفصيلية، وبالتالي فهو يتأثر بالعبارات
الرنانة والاستعارات والمبالغات.
ومن الملاحظ أن جميع المجتمعات تعتمد في بعض تقاليدها على تنظيم الحياة اليومية وفقا لفكرة الأيمن
والأيسر، مثل اتجاه فتحة الأبواب في المنازل والأدوات المتنوعة كالأدوات الكهربائية.
ان فكرة السيطرة العصبية فكرة مثيرة ومفيدة ولا يزال الغموض يكتنف الكثير من الأمور المرتبطة بها وبآليتها
وتجرى الكثير من الدراسات العلمية لبحث أسرار الدماغ البشري الذي لا نزال لا نعرف عنه إلا القليل.
ظلت محاولة رسم خريطة للدماغ مهمة محفوفة بالأخطاء، اذ أن معظم أجزاء الجسم الأخرى تكشف عن
أسلوب عملها وطريقته بمجرد إلقاء نظرة عاجلة عليها .فالقلب ما هو الا مجرد مضخة، والرئتان منفاخان أو
كير للنفخ. بيد أن الدماغ الذي يقوم بدور أكبر من أي عضو آخر لا يكشف الكثير. فتلك الكتلة التي تزن 1.4
كيلو غرام من الأنسجة المجعدة والأجزاء غير المتحركة لا تقوم فقط بالدور الذي تلعبه اللوحة الرئيسية أو
اللوحة الأم 'Motherboard' في الكمبيوتر بالنسبة لبقية نظم الجسم الأخرى فحسب، بل انه يعد موقع
الذهن والتفكير بل والإحساس بوجودنا، وبأن لدينا كبدا وأطرافا .... فالدماغ هو نحن.
ونضال الذهن للدخول عميقا في الدماغ الذي يعد مقرا له يعتبر نضالا مضنيا ومعقدا، غير أن ذلك لم يثبط
عزيمة الانسان من المحاولة.
ففي القرن التاسع عشر ادعى الطبيب فرانز جوزيف غال بأنه قد حل المشكلة عن طريق نظامه الخاص
بفراسة الدماغ أو دراسة شكل الجمجمة بوصفه مظهرا دالا على الشخصية. وهو نظام يقسم الدماغ إلى
عشرات النظم الشخصية التي تتوافق الجمجمة معها. وان تعلم قراءة تلك المناطق في الجمجمة يمكننا من
معرفة الوظيفة الذهنية التي تضمها بداخلها. وقد جاء مجال علم الجماجم الذي يبحث في أحجام الجماجم
وأشكالها وخصائصها، وهو مجال عنصري بادعاءات مماثلة تعتمد على حجم الجمجمة وشكلها في محاولة
تحديد الذكاء والسمات الأخلاقية.
وقد تمكن العلماء المحدثون من بذل جهد أفضل في دراسة هذا الأمر حيث تم تقسيم الدماغ الى مناطق
متعددة محددة أعطيت أسماء علمية كما حددت وظائف معينة لكل منطقة من المناطق المذكورة، أي تلك
التي تضم التفكير التجريدي، وموقع (الخلق) والابتكار ومكان العواطف والأحاسيس وموضع الكلام.
ولكن ماذا عن الوظائف التي لا تحصى والأسلوب الذي يعمل به الدماغ؟ وهو أمر مازال يشكل مصدر
حيرة.....غير أن الأمر بدأ تدريجيا في التغير.
فقد بدأت علوم وتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين تفتح الدماغ أمام أعيننا بطريقة لم نعهدها من قبل. وبدأنا
نجد أن الحقائق المقبولة باتت أقل صدقا. فالدماغ كما ظهر لنا هو في الواقع عضو مقسم الى مناطق
ووظائف. بيد أن الخيط الذي يفصل بين تلك المناطق والوظائف خط واه أكثر مما كان متصورا.
فعلى سبيل المثال فان الشخص اذا ما فقد البصر فان الفص الذي يحلل الضوء في الدماغ يغير وظيفته
لتشغيل حواس أخرى.
واذا ما أصابته سكتة دماغية في المنطقة المسؤولة عن تحريك الذراع الأيمن، فان منطقة أخرى قد تتولى
أمر بعض تلك الوظيفة على الأقل.
فقد تم اكتشاف العصبونات (Neurons) المتخصصة التي تتيح لنا عمل السلوك الذي يبدر عن الناس حولنا
مما يساعدنا على تعلم بعض المهارات الحديثة الاساسية مثل المشي والكلام بالاضافة الى كيفية التصرف
الاجتماعي والأخلاقي المطلوب.
الحب داخل الدماغ
إن الحب هو هدية روحية وهبها الله لنا حيث تبدأ في الدماغ وتشق طريقها حتى تصل إلى التعبير الجسدي
عنها. ولكن المشاعر العاطفية التي نسميها الحب لها علاقة ضئيلة بالحب الحقيقي. لأن الحب طاقة يمكن
استخدامها بطريقة إيجابية وسليمة أو طريقة سلبية وغير سليمة.
فهناك الحب غير المشروط وهو المتعلق بالقبول، الدعم والصفح. وهناك الحب العنيف، الذي يعتمد على
الصرامة، التسلط، والامتثال.
فإذا كان أحد أولادك مدمنا على المخدرات، يمكنك أن تحبه دون شروط وتقبل سلوكه المدمر آملا أن لا
يتناول جرعة زائدة قد تؤدي إلى وفاته أو يمكنك استخدام الحب القاسي وتضعه في مستشفى لإعادة
التأهيل في محاولة لإنقاذ حياته.
ويمكن للحب القاسي جدا أن يكون شيئا غير سليم، تماما كما أن الإفراط في الحب غير المشروط يمكن أن
يكون غير سليم.
ويتألف الحب من ثلاثة أنواع هي:
1. الروحي غير المشروط
2. الأخوي
3. الرومانسي المتعلق بالعاطفة.
وهناك طريقة أخرى لفحص هذه الأنواع الثلاثة وبدورنا نميز هذه الأنواع المختلفة من الحب بمقادير مختلفة
ومراحل مختلفة من علاقاتنا. وفي كثير من الأحيان وخاصة عند بدء العلاقات، نشعر بالانجذاب نحو شركائنا
بكثير من الحب العاطفي ومع مرور الزمن يتطور الحب إلى شكل أعمق مشكلا الحب الأخوي ومن ثم
الروحاني.
إن الحب ليس مرحلة افتتان أو ممارسة جنسية. ففي كثير من الأحيان نشعر بكثير من المشاعر العاطفية
القوية والإيجابية أثناء التعارف. وتسمى هذه المرحلة مرحلة العشق حيث تخبو ببطء مع مرور الوقت على
العلاقة الجديدة. وتعتبر هذه المرحلة بمثابة دعوة إلى تطوير علاقة أعمق مع ذلك الشخص وزيادة القابلية
للنوعين الآخرين من الحب....
والآن تعالوا لنتعرف على الفسير العلمى لهذه العلاقة
أثبت بعض العلماء مؤخراً أن هناك خارطة للحب موجودة في دماغ الإنسان. هذه الخريطة هي التي تساعد
الإنسان على معرفة ما إذا كان الشخص المقابل له مناسب للارتباط به أم لا. ويفيد العلماء أن خريطة الحب
الموجودة في دماغ الإنسان هي عبارة عن مجموعة من الصفات التي يرغب الإنسان بوجودها عند الشخص
المثالي الذي يطمح للارتباط به.
بحيث أنه حالما تقابل شخصا تتوفر فيه الصفات الموجودة في دماغك فانك تشعر بالانجذاب نحوه والعكس
صحيح. هذه الصفات تخزن في الدماغ خلال جميع مراحل الحياة مثل ابتسامة أمك و روح الدعابة عند أبيك،
أي أنها صفات تتجمع على مدى مشوار الحياة على شكل خريطة موجودة في عقلك الباطن. وعندما تقابل
إنسانا تنطبق عليه معظم الشروط فان الدماغ يفرز مادة كيماوية تبعث على الشعور بالفرح. كذلك يفرز
الجسم هرمونات أخرى مثل phenyl ethylamine وهي مادة تؤثر على المزاج بحيث يشعر الإنسان بالنشوة.
إضافة إلى ذلك فان الجسم يفرز كميات إضافية من الأدرينالين و النورأدرينالين مما يسبب احمرار الوجه،
تعرق اليدين، سرعة التنفس، و تسارع في ضربات القلب.
بعد ذهاب الشخص فان مفعول هذه المواد الكيماوية ينخفض من الدم و يصاب الإنسان بأعراض مشابهة
للأعراض التي يصاب بها الإنسان بعد تعاطي المخدرات مثل الإرهاق و الاكتئاب. هذا الأمر يفسر لماذا يصاب
الإنسان بالحزن عندما يكون بعيدا عن الشخص الذي يحبه. ويفسر أيضا لماذا يصاب الإنسان بالإدمان على
الحب.
المخ و المشاعر
أوضحت دراسة أجريت فى كلية الطب فى جامعة Yale باستخدام الرنين المغناطيسى magnetic resonance
أن الرجال يستخدمون الجانب الأيسر من المخ فقط للتعامل مع المشاكل اللغوية المعقدة ، أما النساء
فيستخدمن كلا الجانبين، وهذا قد يفسر سر تفوق النساء على الرجال ليس فقط فى القدرات اللغوية ولكن
أيضا فى الناحية العاطفية.
فعلى الرغم من أن النصف الأيسر من المخ يتحكم فى الكلام فان النصف الأيمن يساهم فى محتواه
العاطفى، فقد أوضحت الاختبارات التى أجريت على أفراد يعانون من تلف فى الجانب الأيمن أنهم يتكلمون
بدون عاطفة. ومقدرة المرأة على استعمال كلا الجانبين من المخ فى نفس الوقت عند التخاطب تمكنها من
أن تتعامل مع مراكز العاطفة فى نفس الوقت الذى تتحدث فيه. أما الرجل فلا يمتلك هذه المقدرة، وبالتالى
لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره بسهولة. وهناك فيض من الدراسات السيكولوجية التى تعضد هذه
النظريات، مما يؤكد أن المرأة غالبا ما تستطيع التعبير عن مشاعرها- الحب، الحزن مثلا- بسهولة ووضوح أكثر
من الرجل.
هذا الفرق فى طريقة استعمال الرجال والنساء لأمخاخهم يخلق سوء فهم فى العلاقات . لأنه يؤدى إلي
عدم التوازن فى طريقة تعبير كل منهما عن شعوره نحو الآخر وأيضا فى الطريقة التى تجرى بها المحادثات،
فالمرأة يجب أن تفحص الموضوع من كافة جوانبه أما الرجل فيتجه مباشرة نحو الهدف وغالبا ما يضيق صدره
بكثرة حديث المرأة.
ويعتقد أحد الأخصائيين النفسانيين (Kostus Kafetsios) أن عدم قدرة الرجل على التعبير عن مشاعره هى
السبب فى حدوث الكثير من المشاكل فى العلاقات بين الرجال والنساء،
ويضيف أنه من الصعب اكتشاف عواطف أو مشاعر الرجل، مما يشكل عقبة أخرى فى العلاقات خاصة مع
العلاقات التقليدية حيث يكون الرجل شديد التحفظ بينما المرأة أكثر وضوحا وأحيانا فضولية.
ويعتقد ايان بانكس Ian Banks وآخرون ممن هم فى طليعة الباحثين فى صحة الرجال أنه لا يوجد سبب
فى أن المجتمع لا يعمل على التغلب على بعض الضغوط pressures التى تقود الى تحطيم الذات self destruction
عند الرجال. فكلا الجنسين لديهم قدر متساو من الضغوط، ولكن بينما تتحدث المرأة إلى زميلاتها أو أطبائها
نجد أن الرجل يتجرع كل شيء مما يؤدى فى النهاية إلي الانفجار.
والحقيقة أن دراسة موضوع السيطرة العصبية في الدماغ قد فتح آفاقا واسعة وشائقة لفهم وتطوير النظريات
حول عديد من الظواهر العصبية النفسية في الحالات الطبيعية والمرضية. ويعتقد بعض العلماء على سبيل
المثال أن مرض الفصام يمكن تفسير أسبابه وتفسير أعراضه من خلال اضطراب السيطرة العصبية في الدماغ
وعدم التوازن بين نصفي الكرة المخية. كما يعتقد البعض الآخر أن التأثير الإيحائي في الأشخاص الآخرين في
مختلف المجالات التربوية والاقتصادية التجارية والعلاجية يرتبط بتوجيه الإثارة أساسا إلى نصف الكرة المخية
غير المسيطر والذي يتميز بالانفعالية والحدس والتصورات العامة غير التفصيلية، وبالتالي فهو يتأثر بالعبارات
الرنانة والاستعارات والمبالغات.
ومن الملاحظ أن جميع المجتمعات تعتمد في بعض تقاليدها على تنظيم الحياة اليومية وفقا لفكرة الأيمن
والأيسر، مثل اتجاه فتحة الأبواب في المنازل والأدوات المتنوعة كالأدوات الكهربائية.
ان فكرة السيطرة العصبية فكرة مثيرة ومفيدة ولا يزال الغموض يكتنف الكثير من الأمور المرتبطة بها وبآليتها
وتجرى الكثير من الدراسات العلمية لبحث أسرار الدماغ البشري الذي لا نزال لا نعرف عنه إلا القليل.
Comment