هل شاهدت بالية بحيرة البجع ؟!
إذا لم تكن قد شاهدته فمن المحتمل أن تكون قد شاهدت أى رقصة باليه أخرى ..
وإذا لم يكن .. فمن المؤكد أن نظرك قد وقع ذات مرة – وأنت تشاهد التليفزيون على رقصة باليه .. ورأيت كيف يتحرك أبطاله حركات رشيقة على أطراف أصابعهم .
وأن تحركاتهم آية فى التوازن والانسجام الحركى والمرونة .. ولعلك لاحظت القدرة الفائقة على التعبير الحركى .. غيراللفظى .. وعن المشاعر والأحاسيس . ولعلك أيضاً لاحظت أن خطوات الراقصين والراقصات تختلف اختلافا كبيراً عنها فى أى نوع آخر من أنواع الرقص .. فهى نبضات حية رقيقة .. وهمسات إنسيابية دقيقة .
إن مايحدث فى ذهنك هو شئ قريب الشبه تماما بالباليه !! فإذا تصورت أن ذهنك هو المسرح ..!
فإن أفكارك واعتقاداتك وتصوراتك هم الراقصون والراقصات ..! ومسرحك الذهنى هذا لايخلو من أفكار وتصورات تتراقص عليه طوال الوقت .. وفى كل لحظة .
وأنت تستطيع أن تلاحظ ذلك فوراً .. والآن .
فهذه فكرة عن موقف سخيف عشته اليوم .. أو عن أمر تود تدبيره غداً .. وذلك تصور عما يمكن أن يفعله معك رئيسك غداً .. وتلك فكرة عن موقف مهين أو خبرة سيئة مررت بها منذ فترة طويلة قفزت من الذاكرة إلى خشبة المسرح .. و هكذا .
عشرات الأفكار تتراقص على مسرحك الذهنى كل لحظة .. منها ماهو كريه .. ومشوه .. وهدام .. ومنها ما همو منطقى .. سليم .. وبناء ..
وتكرار ظهور الأفكار المشوهة ..الهدامة .. والغير منطقية على مسرحك الذهنى يؤدى إلى الانفعال والتوتر النفسى المستمر .. ومايصاحبه من أعراض نفسية وجسيمة .
ولقد إهتم فى الآونة الاخيرة عدد من المعالجين النفسيين بدور العوامل الفكرية والذهنية فى التسبب فى الإضطرابات النفسية .
ويفترض عالم النفس "ألبرت إليس" مؤسس مدرسة العلاج العقلانى أن التفكير هو المحرك الأول والمسبب للانفعال .. وأن أنماط التفكير المتعصبة والغير منطقية هى التى تسبب الإضطراب والمرض النفسى .
ويؤكد أنصار مدرسة العلاج العقلانى على قدرة الإنسان على فهم مايحدث له من اضطرابات .. وما يعانيه من مشكلات .. وأن الإضطراب النفسى الذى يعانى منه فرد ما هو نتيجة سوء تفسيره وتأويله للأمور ، وذلك بناء على الأفكار والمعتقدات الغير منطقية والسلبية الهدامة التى يتبناها .
و أن الإنسان قادر على التخلص من مشكلاته الانفعالية وإضطراباته النفسية إذا تعلم أن ينمى تفكيره المنطقى الى أقصى درجة ممكنة .. وأن يخفض من الأفكار الإنهزامية ، المشوهة ، والغير منطقية , والمبالغات الإنفعالية الى أدنى درجة ممكنة أيضاً .
إن كل إنسان يقول لنفسه طوال الوقت – شعورياإً أو لا شعورياً - أفكاراًً وجملاً باستمرار عن كل مايتذكره ومايواجهه .. أو مايتصوره من مواقف .. وبناء على هذه الجمل .. أو بناء على مايقوله لنفسه فى حواره الذاتى.. من أن "ذلك الشئ كريه وفظيع" أو "رائع وجميل" تتكون إنفعالاته وأوهامه وهواجسه بناء على تلك المفاهيم .
وبما أن التفكير يسبب ويحرك الإنفعال .. وأن مشاعر الإنسان هى نتائج عمليات معرفية تعتمد على الحكم الفكرى والتأملى .. وعلى الميل تجاه مايتم تقديره فكرياً على أنه شئ حسن او ممتع أو مفيد .. أو العكس .
بناء على ذلك .. فإن ضبط التفكير من خلال ضبط الأحاديث الداخلية ، ومايقوله الفرد لنفسه باستمرار، يؤدى إلى ضبط الإنفعال .
والعلاج النفسى تبعاً لذلك الأسلوب يعتمد على تعديل الأفكار والمعتقدات الهدامة والغير منطقية والتى تؤدى إلى التوتر والصراع النفسى .
ولقد استطاع "ألبرت إليس" من خلال ممارساته الإكلينيكية مع عدد كبير من المرضى تحديد وحصر الأفكار والمعتقدات الغير منطقية والشائعة فى أذهان الناس فى المجتمعات الغربية .
ولقد أثبتت العديد من التجارب المثيرة التى أجريت حديثاً ، إرتباط عملية التفكير بالانفعال ، وأيضا بالاستجابات الجسمية المختلفة . فقد وجد أنه عند التفكير السلبى تتأثر أجهزة الجسم .. فيتغير حجم حدقة العين .. ويتصبب العرق .. ويزداد النبض .. الخ .
وفى تجربة آخرى .. وجد أن التفكير يقترن بكلام باطن غير مسموع .. وبوجود حركات دقيقة فى عضلات أعضاء النطق (الحنجرة واللسان والشفتين) وقد أمكن تسجيلها بأجهزة دقيقة وحساسة .
وأنت إذا تذكرت بعض المواقف التى أثارت قلقك أو غضبك بشكل مبالغ فيه فستجد أن السبب الأول المسؤول عن قلقك وغضبك – فى أغلب الحالات – هو معتقداتك أو أفكارك الغير منطقية .. أو مخاوفك وتوقعاتك المتشائمة .. الهدامة.
فهى التى أشعرتك بالنقص أو بالتهديد وهى التى حركت فيك القلق والإنفعال ..!
وإستمرار الفرد فى اجترار مثل تلك الأفكار الهدامة والغير منطقية .. والخبرات الغير سارة .. وذكريات المواقف السيئة .. وجعلها كالإسطوانة المشروخة التى تكرر نغمة واحدة تؤدى إلى إثارة مراكز الإنفعال بصورة متواصلة و تراكم مشاعر الضيق والقلق والاكتئاب .. بحيث يجد الفرد نفسه ، فى نهاية اليوم .. أو حتى بعد فترة وجيزة من الوقت .. مكتئباً .. قلقاً .. حزيناً .. بائساً .. دون أن يدرى لذلك سبباً واضحاً . . ودون أن يعرف أن افكاره ومعتقداته عن نفسه وعن الأخرين هى السبب فيما يعانيه .
وأنت تستطيع بالتعلم .. وبالمران المستمر.. وأن تتحكم فى مسرحك الذهنى .. وأن تسمح للأفكار النباءة .. المنطقية .. الغير متشككة.. المتفائلة .. بالتواجد عليه.
وأن تطرد من فوق مسرحك تلك الأفكار السوداء والتصرفات المتشائمة .. وألا تسمح لها بالتراقص عليه .. أو حتى مجرد الظهور عليه ولو لدقيقة واحدة .
--------
إذاً ..فالعمليات المعرفية والعقلية ذات أهمية بالغة فى تغيير السلوك .كما أن الانفعال ليس إلا تفكيراً يحمل فى طياته حكماً عقلانياً تجاه موضوع ما بأنه حسن أو سيئ..ممتع أو كريه . كذلك فإن عمليات التفكير المختلفة والتصور الذهنى ، والتوقع والتنبؤ بما سيكون عليه الأشياء هى مصدر إثارة الإنفعال .وأن ذلك يتم – كما ذكرنا–عن طريق الحوار الداخلى..والعبارات والتصورات التى تدور فى عقل الفرد (مايقوله الشخص نفسه) سواء على المستوى الشعورى أو اللا شعورى.
وفى الحقيقة فإن أى إسلوب للعلاج النفسى – مهما اختلفت المدرسة التابع لها – لايمكن أن تؤدى إلى نتائج فعالة وإيجابية إلا من خلال تغيير وتعديل النواحى المعرفية ، والممثلة أساساً فى تعديل وتصحيح أفكار الفرد .. ومعتقداته .. وتوقعاته .. وكذلك تصوراته عن نفسه وعن الأخرين ..!
---------
ويلعب كل من الإيحاء .. والتخيل . والتصور الذهنى .. وكذلك الذاكرة .. والتعلم .. دوراً هاماً فيما يدور على مسرحك الذهنى . وفيما تعتنقه وتقوله لنفسك باستمرار من أفكار ومعتقدات تؤثر على حالتك النفسية .
لذلك اصدر أوامرك لعقلك الأن .. وفوراً .. بطرد كل الأفكار الانهزامية البائسة .. وكل التصورات المتشائمة العاجزة من ذهنك .. الآن .. وفوراً . وتشير بعض التجارب الطريفة التى أجريت فى هذا المجال , أن أحد علماء النفس قام بإعطاء مجموعة من المتطوعين شراب النبيذ .. ثم تظاهر بعد أن تناولوه بالأسف والاعتذار عن الخطأ الذى حدث .. وأنه سهواً , وبسبب تشابه الزجاجات قد أخطأ فأعطاهم مستحضراً يسبب القئ وهو ذو طعم مشابه للنبيذ .. وبالفعل لم تمض دقائق حتى أخذ أغلب الحاضرين فى التقيؤ ..! فالاعتقادات والتصورات التى يتبناها الفرد لها تأثير غريب على حالته النفسية .. وعلى قوته وطاقاته الحيوية وانجازه للعمل بحماس واقتدار .
ولقد أجريت تجربة أخرى عن العلاقة بين المعتقدات والأفكار التى تغرس فى ذهن الفرد .. وعلاقة ذلك بالقوة العضلية .. فتبين أن الأفراد الذين يوحى إليهم وهم تحت التنويم المغناطيسى بأنهم ضعفاء .. تقل قوة إنقباض عضلاتهم وتقل قدرتهم على رفع الأثقال بمعدل يصل الى الثلث تقريباً وأن بث أفكار بالقوة والمقدرة لنفس الأفراد عن طريق الإيحاء أيضاً .. أدى إلى زيادة قدرتهم على رفع أثقال تزيد عن أقصى معدل لهم قبل التجربة بمقدار ملحوظ .
منقول
إذا لم تكن قد شاهدته فمن المحتمل أن تكون قد شاهدت أى رقصة باليه أخرى ..
وإذا لم يكن .. فمن المؤكد أن نظرك قد وقع ذات مرة – وأنت تشاهد التليفزيون على رقصة باليه .. ورأيت كيف يتحرك أبطاله حركات رشيقة على أطراف أصابعهم .
وأن تحركاتهم آية فى التوازن والانسجام الحركى والمرونة .. ولعلك لاحظت القدرة الفائقة على التعبير الحركى .. غيراللفظى .. وعن المشاعر والأحاسيس . ولعلك أيضاً لاحظت أن خطوات الراقصين والراقصات تختلف اختلافا كبيراً عنها فى أى نوع آخر من أنواع الرقص .. فهى نبضات حية رقيقة .. وهمسات إنسيابية دقيقة .
إن مايحدث فى ذهنك هو شئ قريب الشبه تماما بالباليه !! فإذا تصورت أن ذهنك هو المسرح ..!
فإن أفكارك واعتقاداتك وتصوراتك هم الراقصون والراقصات ..! ومسرحك الذهنى هذا لايخلو من أفكار وتصورات تتراقص عليه طوال الوقت .. وفى كل لحظة .
وأنت تستطيع أن تلاحظ ذلك فوراً .. والآن .
فهذه فكرة عن موقف سخيف عشته اليوم .. أو عن أمر تود تدبيره غداً .. وذلك تصور عما يمكن أن يفعله معك رئيسك غداً .. وتلك فكرة عن موقف مهين أو خبرة سيئة مررت بها منذ فترة طويلة قفزت من الذاكرة إلى خشبة المسرح .. و هكذا .
عشرات الأفكار تتراقص على مسرحك الذهنى كل لحظة .. منها ماهو كريه .. ومشوه .. وهدام .. ومنها ما همو منطقى .. سليم .. وبناء ..
وتكرار ظهور الأفكار المشوهة ..الهدامة .. والغير منطقية على مسرحك الذهنى يؤدى إلى الانفعال والتوتر النفسى المستمر .. ومايصاحبه من أعراض نفسية وجسيمة .
ولقد إهتم فى الآونة الاخيرة عدد من المعالجين النفسيين بدور العوامل الفكرية والذهنية فى التسبب فى الإضطرابات النفسية .
ويفترض عالم النفس "ألبرت إليس" مؤسس مدرسة العلاج العقلانى أن التفكير هو المحرك الأول والمسبب للانفعال .. وأن أنماط التفكير المتعصبة والغير منطقية هى التى تسبب الإضطراب والمرض النفسى .
ويؤكد أنصار مدرسة العلاج العقلانى على قدرة الإنسان على فهم مايحدث له من اضطرابات .. وما يعانيه من مشكلات .. وأن الإضطراب النفسى الذى يعانى منه فرد ما هو نتيجة سوء تفسيره وتأويله للأمور ، وذلك بناء على الأفكار والمعتقدات الغير منطقية والسلبية الهدامة التى يتبناها .
و أن الإنسان قادر على التخلص من مشكلاته الانفعالية وإضطراباته النفسية إذا تعلم أن ينمى تفكيره المنطقى الى أقصى درجة ممكنة .. وأن يخفض من الأفكار الإنهزامية ، المشوهة ، والغير منطقية , والمبالغات الإنفعالية الى أدنى درجة ممكنة أيضاً .
إن كل إنسان يقول لنفسه طوال الوقت – شعورياإً أو لا شعورياً - أفكاراًً وجملاً باستمرار عن كل مايتذكره ومايواجهه .. أو مايتصوره من مواقف .. وبناء على هذه الجمل .. أو بناء على مايقوله لنفسه فى حواره الذاتى.. من أن "ذلك الشئ كريه وفظيع" أو "رائع وجميل" تتكون إنفعالاته وأوهامه وهواجسه بناء على تلك المفاهيم .
وبما أن التفكير يسبب ويحرك الإنفعال .. وأن مشاعر الإنسان هى نتائج عمليات معرفية تعتمد على الحكم الفكرى والتأملى .. وعلى الميل تجاه مايتم تقديره فكرياً على أنه شئ حسن او ممتع أو مفيد .. أو العكس .
بناء على ذلك .. فإن ضبط التفكير من خلال ضبط الأحاديث الداخلية ، ومايقوله الفرد لنفسه باستمرار، يؤدى إلى ضبط الإنفعال .
والعلاج النفسى تبعاً لذلك الأسلوب يعتمد على تعديل الأفكار والمعتقدات الهدامة والغير منطقية والتى تؤدى إلى التوتر والصراع النفسى .
ولقد استطاع "ألبرت إليس" من خلال ممارساته الإكلينيكية مع عدد كبير من المرضى تحديد وحصر الأفكار والمعتقدات الغير منطقية والشائعة فى أذهان الناس فى المجتمعات الغربية .
ولقد أثبتت العديد من التجارب المثيرة التى أجريت حديثاً ، إرتباط عملية التفكير بالانفعال ، وأيضا بالاستجابات الجسمية المختلفة . فقد وجد أنه عند التفكير السلبى تتأثر أجهزة الجسم .. فيتغير حجم حدقة العين .. ويتصبب العرق .. ويزداد النبض .. الخ .
وفى تجربة آخرى .. وجد أن التفكير يقترن بكلام باطن غير مسموع .. وبوجود حركات دقيقة فى عضلات أعضاء النطق (الحنجرة واللسان والشفتين) وقد أمكن تسجيلها بأجهزة دقيقة وحساسة .
وأنت إذا تذكرت بعض المواقف التى أثارت قلقك أو غضبك بشكل مبالغ فيه فستجد أن السبب الأول المسؤول عن قلقك وغضبك – فى أغلب الحالات – هو معتقداتك أو أفكارك الغير منطقية .. أو مخاوفك وتوقعاتك المتشائمة .. الهدامة.
فهى التى أشعرتك بالنقص أو بالتهديد وهى التى حركت فيك القلق والإنفعال ..!
وإستمرار الفرد فى اجترار مثل تلك الأفكار الهدامة والغير منطقية .. والخبرات الغير سارة .. وذكريات المواقف السيئة .. وجعلها كالإسطوانة المشروخة التى تكرر نغمة واحدة تؤدى إلى إثارة مراكز الإنفعال بصورة متواصلة و تراكم مشاعر الضيق والقلق والاكتئاب .. بحيث يجد الفرد نفسه ، فى نهاية اليوم .. أو حتى بعد فترة وجيزة من الوقت .. مكتئباً .. قلقاً .. حزيناً .. بائساً .. دون أن يدرى لذلك سبباً واضحاً . . ودون أن يعرف أن افكاره ومعتقداته عن نفسه وعن الأخرين هى السبب فيما يعانيه .
وأنت تستطيع بالتعلم .. وبالمران المستمر.. وأن تتحكم فى مسرحك الذهنى .. وأن تسمح للأفكار النباءة .. المنطقية .. الغير متشككة.. المتفائلة .. بالتواجد عليه.
وأن تطرد من فوق مسرحك تلك الأفكار السوداء والتصرفات المتشائمة .. وألا تسمح لها بالتراقص عليه .. أو حتى مجرد الظهور عليه ولو لدقيقة واحدة .
--------
إذاً ..فالعمليات المعرفية والعقلية ذات أهمية بالغة فى تغيير السلوك .كما أن الانفعال ليس إلا تفكيراً يحمل فى طياته حكماً عقلانياً تجاه موضوع ما بأنه حسن أو سيئ..ممتع أو كريه . كذلك فإن عمليات التفكير المختلفة والتصور الذهنى ، والتوقع والتنبؤ بما سيكون عليه الأشياء هى مصدر إثارة الإنفعال .وأن ذلك يتم – كما ذكرنا–عن طريق الحوار الداخلى..والعبارات والتصورات التى تدور فى عقل الفرد (مايقوله الشخص نفسه) سواء على المستوى الشعورى أو اللا شعورى.
وفى الحقيقة فإن أى إسلوب للعلاج النفسى – مهما اختلفت المدرسة التابع لها – لايمكن أن تؤدى إلى نتائج فعالة وإيجابية إلا من خلال تغيير وتعديل النواحى المعرفية ، والممثلة أساساً فى تعديل وتصحيح أفكار الفرد .. ومعتقداته .. وتوقعاته .. وكذلك تصوراته عن نفسه وعن الأخرين ..!
---------
ويلعب كل من الإيحاء .. والتخيل . والتصور الذهنى .. وكذلك الذاكرة .. والتعلم .. دوراً هاماً فيما يدور على مسرحك الذهنى . وفيما تعتنقه وتقوله لنفسك باستمرار من أفكار ومعتقدات تؤثر على حالتك النفسية .
لذلك اصدر أوامرك لعقلك الأن .. وفوراً .. بطرد كل الأفكار الانهزامية البائسة .. وكل التصورات المتشائمة العاجزة من ذهنك .. الآن .. وفوراً . وتشير بعض التجارب الطريفة التى أجريت فى هذا المجال , أن أحد علماء النفس قام بإعطاء مجموعة من المتطوعين شراب النبيذ .. ثم تظاهر بعد أن تناولوه بالأسف والاعتذار عن الخطأ الذى حدث .. وأنه سهواً , وبسبب تشابه الزجاجات قد أخطأ فأعطاهم مستحضراً يسبب القئ وهو ذو طعم مشابه للنبيذ .. وبالفعل لم تمض دقائق حتى أخذ أغلب الحاضرين فى التقيؤ ..! فالاعتقادات والتصورات التى يتبناها الفرد لها تأثير غريب على حالته النفسية .. وعلى قوته وطاقاته الحيوية وانجازه للعمل بحماس واقتدار .
ولقد أجريت تجربة أخرى عن العلاقة بين المعتقدات والأفكار التى تغرس فى ذهن الفرد .. وعلاقة ذلك بالقوة العضلية .. فتبين أن الأفراد الذين يوحى إليهم وهم تحت التنويم المغناطيسى بأنهم ضعفاء .. تقل قوة إنقباض عضلاتهم وتقل قدرتهم على رفع الأثقال بمعدل يصل الى الثلث تقريباً وأن بث أفكار بالقوة والمقدرة لنفس الأفراد عن طريق الإيحاء أيضاً .. أدى إلى زيادة قدرتهم على رفع أثقال تزيد عن أقصى معدل لهم قبل التجربة بمقدار ملحوظ .
منقول
Comment