مذابح التطهير العرقي 1915
مذابح السيفو بحق أبناء شعبنا المسيحي الكلداني السرياني الآشوري و الأرمني
عندما نشبت الحرب العالمية الأولى في الأول من أوغسطس 1914، تركيا تحالفت مع ألمانيا وإستغلت إنشغال الدُوَل الأوروبية في لتنفيذ خطتها لإبادة المسيحيين في تركيا.
وهكذا بدأت المذابح ضد المسيحيين في مدن
أرزروم ،
دياربكر (ئوميد) ،
بيطليس،
خاربِرد (هاربوط)
وسِبَسْتيا (سيفاس)
وفان.
إبادة المسيحيين حول مدينة دياربكر أشرف على تنفيذها والي المنطقة ـ رشيد بيك ـ في مدن ماردين، ميديات و جزيرة.
أما في ولاية فان (قُرى مدينة هكاري) فأن إبادة المسيحيين نفَّذها والي ولاية وان ـ جودت بيك ـ
تركيا تستغل إنشغال العالم بالحرب العالمية الأولى لإبادة المسيحيين
:
الآشوريين قبل الحرب العالمية الاولى كانوا يعيشون في الدولةالعثمانية
(العراق, سوريا, لبنان, تركيا) وفي إيران
وكانوا يتمركزون في ولايات الموصل وهكاري وأرضروم و وان و أورمية والجزيرة السورية
وقد أطلقت عليهم تسمية آشوريو هكاري أو آشوريو الجبال
(هكاري ولاية تقع اليوم في جنوب شرق تركيا وكانت ضمن شمال بلاد ما بين النهرين سابقاً قبل تخطيط الحدود في العقد الثاني من القرن المنصرم)
في حين يمثل آشوريو السهول كافة الآشوريين الذين عاشوا في المناطق الواقعة في أورمية وعينكاوة والموصل وأطرافها المعروفين طائفياً باسم الكلدان والسريان وشمال الموصل(دهوك حالياً) في زاخو وبرواري بالا والعمادية وعقرة
مجزرة سيفو
ܣܝܦܐ
بحق المسيحين من الارمن والاشوريين والسريان والكلدان
في نهاية الحرب العالمية الأولى على يد تركيا الفتاة.
اصبح الشعب الاشوري الساكن في بلاد الرافدين، والسريان في طور عبدين والمناطق التي تقع جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران كان هدفاً للقوات العثمانية
التركية والعشائر الكردية التي أرتكبت مجازر بحقه في المناطق المذكورة سابقاً خلال الأعوام 1924-1920 تحت قيادة تركيا الفتاة
.
أوضح الدارسون أن الضحايا السريان والاشوريين كانوا ما بين 500,000 إلى 750,000 ضحية لقد كانت المذابح ذات أهمية توازي أهمية مذابح الأرمن ومذابح اليونانيين البونتيك.
لكن على عكسهما، لم يكن هناك أي رد فعلي وطني أو عالمي بشأنها، وتم تصنيف المذبحة السريانية الاشورية كجزء من مذابح الأرمن.
المسطلحات التي اطلقت على مجزرة سيفو
تدعى هذه المذبحة بالمصطلح الأنجليزي (Sayfo أو Seyfo)
وتعّرف بالأرامية (سايپا أو سيفو)
(اشورية:ܣܝܦܐ)
أو السيف بالعربية
(وهي العائدة إلى المصطلح الإنجليزي)
وتعرف بالاشورية ب (شيتة د سيبا ) اي سنة السيف
او (praman et semeleh ) برمان سيميل
(السريانية) "شاتو دو سايفو" أو "سنة السيف"
وهي نفس العائدة على مصطلح الهولوكوست بالعبرية ها-شواه
بعض المصادر تقوم بجمع جميع المذابح التي أقيمت على يد الدولة العثمانية بحق الأقليات المسيحية فيها على أنها حدث واحد، جامعة بذلك جميع الضحايا مع بعضهم
الإسم (الأرامية:ܩܛܠܐ ܕܥܡܐ ܣܘܪܝܐ) والتي تعني (قتل الشعب السرياني)، توصف لدى بعض الجماعات للتذكير بالحادثة. ويوصف هذا الحدث في وسائل
الإعلام السيريانية بإسم (ܩܛܠܥܡܐ) والتي تعني مذبحة أو مذابح.
أما في الوسائل الإعلامية التركية فهي تعرف بـ
(Süryani Soykırımı).
اسباب المجازر ؟؟؟
السبب الرئيسي هو الإضطهاد الديني الممتد من التوسع المسيحي في الاناضول.
ففي الحرب العالمية الأولى تطوع الآشوريون في الجيش الروسي ضد العثمانيين بعد ذلك تعرض المسيحيون في شرق الأمبراطورية العثمانية
(الاشوريون والسريان ومعهم الأرمن)
الى الأضطهاد الديني على يد العثمانيين وكان آشوريو الجبال لا يخضعون لكامل القوانين العثمانية وطوروا لأنفسهم نظاماً خاصاً لإدارة شؤونهم الخاصة .
عانى الآشوريون الكثير من حملات الإبادة والتطهير العرقي والديني وكانوا من أوائل ضحايا الارهاب المنظم وارهاب الجماعات ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى دخل الآشوريون غمار الحرب ضد الدولة العثمانية الى جانب الحلفاء كخيار لا بد منه أملاً في الحرية والكرامة.
في هكاري/ تركيا، تَمَرُّد مغرور و خسارة هكاري
:
في أواخر عام 1914 وبداية 1915 أعلن قيادة تركيا الفَتات جهاداً مقدساً ضد أعداء الأسلام من المسيحيين في داخل الأمبراطورية العثمانية وضد "الدول المسيحية" روسيا وبريطانيا.
هنا اللعب على الوتر الديني من قبل العثمانيين وأصبح الأكراد بسبب الدين الأسلامي في صف واحد مع العثمانييين ضد المسيحيين. وهكذا بدات المذابح ضد المسيحيين في جبال هكاري التي إرتكبها الأكراد والعثمانيين
في أكتوبر من عام 1914تم قتل العشرات من المسيحيين من قرية گاوارى ومئات من قرية تل موزيت وكان ضمن هؤلاء الضحايا الكاهن كابرييل اللذي كان يُلَقّب
بـ ذو اللحية الحمراء.
في نيسان 1915 الجماعات الاشورية وتحت قيادات العشائر
(باز، جيلو، تيارى، تخوما و دِز)
حملوا السلاح بتحريك من روسيا للتصدي لهجمات الجيش العثماني.
كان ألجيش الاشوري بقيادة جنرال داوود أخو البطريرك قادهم إلى خارج الطوق المفروض عليهم من قبل الجيش العثماني عبر حدود إيران الى المنطقة السهلية في أورمى (ئورمية). وفي نيسان 1915 قام الجيش التركي بهجوم على قرية گاوارى (تابعة إلى هكاري) وتم إبادة المدنيين فيها.
بطريرك الاشوررين مار شمعون التاسع عشر بنيامين من جهته أعلن الحرب! على الدولة العثمانية ،
هكذا تفاقمت الحرب بين المسلحين المسيحيين وأكراد تركيا يدعمهم الجيش العثماني.
تأسيس الجمعيات الارمنية المسلحة
أنشأ الأرمن في الدولة العثمانية جمعيات عديدة؛ منها اجتماعية وخيرية، ومنها مسلحة، وأهم هذه الجمعيات جمعيتا هنتشاك وداشناقسوتيون.
وتكونت جمعية هنتشاك في أغسطس 1887 في جنيف قوامها طلاب أرمن من أبناء الأثرياء يدرسون في فرنسا ولم تطأ أقدامهم الدولة العثمانية وترعرعوا بقراءة قصص معاناة الأرمن في الأناضول. وقد اعتنق هؤلاء الطلاب بالماركسية ولذا لم تحظ آراؤهم الاقتصادية والاجتماعية بالقبول بين الطبقتي الوسطى والعليا من الأرمن، ولكنها حظيت بالقبول في أوساط الشباب.
وكان من أهداف جمعية هنتشاك استقلال الأرمن عن طريق الدعاية والتحريض والتخويف والعصيان.
ونظمت الجمعية مظاهرة قمقابي وعصيان صاصون ومظاهرة الباب العالي وعصيان زيتون.
وقد نشرت لجنة جريدة هنتشاك في لندن سنة 1889 رسالة جاء فيها:
"من الواضح قبل كل شيء أننا فوضويون، ولنا رغبة وطيدة منصوص عليها في لوائحنا ألا وهي نشر مبادئ الفوضى في الأناضول بإحداث الاضطرابات."
وأما جمعية داشناقسوتيون فهي في الحقيقة اتحاد مجموعات أرمنية معظمها من روسيا تحت اسم الاتحاد الثوري الأرمني
(The Armenian Revolutionary Federation).
وتكونت الجمعية في صيف 1889 في روسيا وكان هدفها إنشاء جمهورية أرمنية اشتراكية مستقلة تشمل بصفة مبدئية الولايات الست في شرقي الأناضول
.
الصفحة السوداء في تاريخ تركية
العثمانيون المتعصبون قوميا ودينياً ضمنوا سيطرتهم الفعلية على البقاع الواسعة للدولة العثمانية بشكل كامل
قبل الحرب الكونية الأولى، ولم يكن بإمكان العثمانيون أن يفرطوا في وحدة كيان دولتهم تجاه أي فئة تطالب بحكم ذاتي على أساس قومي أو ديني
(اشوريين سريان كلدان وأرمن )
وبعدما رأت الدولة العثمانية الاشوررين والسريان والارمن كخطر، قرروا تهجيرهم ألى بادية الشام، معظمهم هناك ماتوا من "حملات الهلاك" والتجويع ونقص السوائل في الجسم
.
في الحرب، العثمانيون قرروا الأنضمام الى دول المحور (ألمانيا واليابان) ضد دول التحالف (بريطانيا، فرنسا وروسيا) وكانت غايتهم قطع الطريق بين المستعمرات البريطانية والفرنسية في المنطقة. عندما أيقن العثمانيون بأن الحرب قادمة، طلبوا الشباب لأداء الخدمة العسكرية وبدأت تركيا دورها الحربي عندما قصفت الموانيء الروسية على البحر الأسود في أكتوبر 1914.
الإبادة الأرمنية مجزرة جسدت من بابها العريض إنتهاكات لحقوق الإنسان بأبشع الطرق والأساليب.
بتاريخ 24 نيسان 1915 اعتقلت السلطات العثمانية ستمئة زعيم أرمني في اسطنبول،وقامت بتصفيتهم جسدياً وتسريح كل الأرمن المتواجدين في الجيش السلطاني واقتادتهم إلى الأعمال الشاقة.
تجاوز عدد شهداﺀ المجزرة المليون ونصف
أكثر من خمس وعشرين دولةاعترفت بالمجزرة ، .
، بدأت أول وأكبر مجزرة في القرن العشرين لمحاولة إبادة أمة بكاملها، فاعتباراً من 24 نيسان من العام 1915 ولعامين كاملين بعدها أثناء الحرب العالمية الأولى سجلت أسوأ فصول التاريخ التركي الحديث بعملية التصفية الوحشية للأرمن والسريان والاشوررين والكلدان في تركيا لاسباب قومية وطائفية.
أعطى طلعت باشا وزير الداخلية حينذاك الأوامر ببدء المجزرة ، بناء على قرار من حكومة الاتحاد والترقي التي أصدرت إنذاراً لجميع أفراد الشعب الأرمني بلا استثناء، المقيمين بغالبيتهم في الأناضول الشرقية، والبالغين ما لا يقل عن المليونين بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة وإلا تعرضوا لعقوبة الإعدام، فقد أدين "جميع" الأرمن في بيان للحكومة التركية بأنهم أعداء داخليين خالفوا القوانين وقاموا بالتسلح بقصد الثورة ومساعدة الجيوش الروسية التي تخوض حرباً ضد تركيا، فالحكومة قررت معاقبتهم ً وسوقهم إلى ولايات الموصل ودير الزور وحلب لإسكانهم فيها حتى تضع الحرب أوزارها.
البيان عملياً شرع للإبادة الجماعية، فعند خروج العائلات المسيحية من منازلها في طريقها للمنفى تم قتل جميع الرجال الأصحاء وسبي النساء وترك الباقي للجوع والعطش أثناء الطريق لمئات الكيلومترات في مناطق صحراوية كانت النساء تضطر للتخلي عن الاطفال الصغار الرضع لمساعدة ابنائهم ممن يستطيعون السير فكانو يتركون اطفالهم تحت الجسور وعلى الطرقات ونظرات الحزن لاتفارق اوجه تلك الاطفال التي تركت لمصيرها المحتم ،
شاركت في الإبادة إلى جانب القوات النظامية عشائر تركمانية وكردية بتأثير التحريض العنصري الطائفي،
مما أدى إلى قتل أو موت مليون ونصف أرمني أي ثلاثة أرباع الشعب الأرمني المقيم في تركيا منذ آلاف السنين، أما النصف مليون الناجين من الكارثة فقد توزعوا في الشتات في الدول القريبة والبعيدة، ليبلغ تعداد المنحدرين منهم حالياً أربعة ملايين، فضلاً عن ثلاثة ملايين أرمني مواطني أرمينيا السوفييتية التي استقلت حديثاً.
أن الادعاءات الرسمية التركية عن انضمام المسيحيين في الحرب إلى روسيا ينفيها أن الإبادة الجماعية كانت خطة مبيتة منذ زمن، بدأت عملياً في عهد السلطان عبد الحميد مما اضطر الأرمن لقبول الحماية الروسية التي تلت مجازر سابقة ولم تكن سبباً لها، فبين عامي 1894 و1896 اندلعت مجازر ضد الأرمن بحجة سعيهم للاستقلال الذي سبقهم إليه اليونانيون والبلغار في البلقان، وكان يمكن لعدد القتلى في هذه المجازر أن يتجاوز ما وصل إليه - المئتي ألف- لولا تدخل الدول الكبرى الأوروبية لمنع استمرارها.ومن الجدير بالذكر أن الأكراد كانوا الأداة واليد التي نفذت العملية ،وهم من قتل الأرمن بأيديهم،كون أقطاعييهم كانوا أصحاب مصلحة لأن يحلوا محلهم،كما حدث خلال القرن العشرين للقرى الآشورية والسريانية في العراق ،حينما كردت وشرد أهلها.
لم يتغير شيء بعد خلع السلطان عبد الحميد عام 1909 ومجيء سلطة الاتحاد والترقي التي اتبعت سياسة تتريك متطرفة تجاه جميع المكونات القومية والدينية للإمبراطورية، والتي رأت أن الأرمن أكبر عقبة أمام قيام تركيا "نقية"، وأن التطهير العرقي أفضل طريقة للوصول لذلك. ونال الأرمن في أول أعوام حكم الاتحاديين حصتهم في مجزرة أضنة، ثلاثين ألف قتيل، مما أدى لتدخل الدول الأوروبية لوقف الإبادة الجماعية، ألا أن جهودها تعطلت بعد اندلاع الحرب عام 1914.
أنكرت الحكومات التركية المتعاقبة حتى الآن وقوع المجازر وقللت من عدد الضحايا إذ لم تعترف بأكثر من 300 ألف قتيل كنتيجة "لانتشار الأوبئة!" خلال فترة الحرب، وأن الترحيل القسري كان من ضروراتها، خلافاً لشهادات العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين التي تدين السلطات التركية بتدبير العملية عن نية مبيتة، وخاصة أن المجزرة الأرمنية ترافقت مع مجازر وترحيل قسري للآشوريين من سريان وكلدان، ولليونانيين القاطنين للأناضول، كما أن الصحف المحلية التركية حينها كانت تتباهى بقتل "الكفار".
أما بعد هزيمة العثمانيين ونزول قوات الحلفاء في الأناضول، فقد أنشأ السلطان مضطراً محكمة لمجرمي الحرب المسؤولين عن إبادة الأرمن ونفذ عدد من الإعدامات، توقفت نهائياً بعد اندلاع الحركة الوطنية التركية للتخلص من القوات الأجنبية.
المجزرة الدموية بحق شعبنا الارمني والاشوري والسرياني والكلداني جرح جائر ودائم يلاحق الحكومة التركية خلال قرن بعد فشل جهودها لطمسها، وتزايد الدول والمؤسسات الإنسانية العالمية التي تعترف بها وتطالب بتصفية آثارها. وقد أثبتت هذه الشعوب إصراراً عنيداً بعدم التخلي عن حقوقه، فقد حول "المجزرة المنسية" لعنوان أنساني عالمي لا يمكن تجاهله،
إنتباه الرأي العام
لم تعر أي حكومة أي إنتباه لمذابح السريان والاشوررين. وهو نقيض ماحصل أثناء وقوع مذابح الأرمن، التي أعارتها الدول الكبرى والمنظمات العالمية أهمية كبيرة.ونقل عن المؤرخين السريان أن مثل هذه الحادثة لم تتم بسبب حرمان آشور من أن تكون إحدى القوى الدولية في القرن العشرين. وفي تلك الحالة، فإن المذابح التي حدثت للمسيحيين في الأناضول تم ربطها بالمذابح المسيحية
( ويربط بذلك مذابح اليونان في بونتيوس)
. في ديسمبر 2007، قامت المؤتمر الدولي لدارسي المذابح، وهي المنظمة الأولى في شؤون المذابح، قامت بالمقارنة بين مذابح السريان والاشوررين مذابح اليونانيين البونتيك وكانت فضلاً النتيجة 83%. وفي عام 2008، قرر البرلمان السويدي الإعتراف بالمجزرة، والذي صوتوا ضده، كانوا 37 من 245 فرداً.
النصوب التذكارية
الدول الوحيدة التي كانت لها دور في تمييز المذبحة كانت فرنسا، السويد، الولايات المتحدة.
وبالنسبة للسويد فقد كان المجتمع السرياني هناك هو الضاغط الأساسي على الحكومة لعمل نصب تذكاري
وفي استراليا تمكنت الجالية الاشورية مع الاتفاق مع الحكومة على انشاء نصب تذكاري لشهداء المجزرة
ويوجد في الولايات المتحدة نصبان، في شيكاغو وكالفورنيا.
وفي ارمينا تم بناء نصب تذكار للمجزرة في zizernagapert
كما يحتفل الشعب الارمني والاشوري والسرياني والكلداني في جميع انحاء العالم بتاريخ 24 نيسان من كل سنة بذكرى هذه المجازر
شكر للصديقة تامار على مساعدتها في انشاء هذا الموضوع
مذابح السيفو بحق أبناء شعبنا المسيحي الكلداني السرياني الآشوري و الأرمني
عندما نشبت الحرب العالمية الأولى في الأول من أوغسطس 1914، تركيا تحالفت مع ألمانيا وإستغلت إنشغال الدُوَل الأوروبية في لتنفيذ خطتها لإبادة المسيحيين في تركيا.
وهكذا بدأت المذابح ضد المسيحيين في مدن
أرزروم ،
دياربكر (ئوميد) ،
بيطليس،
خاربِرد (هاربوط)
وسِبَسْتيا (سيفاس)
وفان.
إبادة المسيحيين حول مدينة دياربكر أشرف على تنفيذها والي المنطقة ـ رشيد بيك ـ في مدن ماردين، ميديات و جزيرة.
أما في ولاية فان (قُرى مدينة هكاري) فأن إبادة المسيحيين نفَّذها والي ولاية وان ـ جودت بيك ـ
تركيا تستغل إنشغال العالم بالحرب العالمية الأولى لإبادة المسيحيين
:
الآشوريين قبل الحرب العالمية الاولى كانوا يعيشون في الدولةالعثمانية
(العراق, سوريا, لبنان, تركيا) وفي إيران
وكانوا يتمركزون في ولايات الموصل وهكاري وأرضروم و وان و أورمية والجزيرة السورية
وقد أطلقت عليهم تسمية آشوريو هكاري أو آشوريو الجبال
(هكاري ولاية تقع اليوم في جنوب شرق تركيا وكانت ضمن شمال بلاد ما بين النهرين سابقاً قبل تخطيط الحدود في العقد الثاني من القرن المنصرم)
في حين يمثل آشوريو السهول كافة الآشوريين الذين عاشوا في المناطق الواقعة في أورمية وعينكاوة والموصل وأطرافها المعروفين طائفياً باسم الكلدان والسريان وشمال الموصل(دهوك حالياً) في زاخو وبرواري بالا والعمادية وعقرة
مجزرة سيفو
ܣܝܦܐ
بحق المسيحين من الارمن والاشوريين والسريان والكلدان
في نهاية الحرب العالمية الأولى على يد تركيا الفتاة.
اصبح الشعب الاشوري الساكن في بلاد الرافدين، والسريان في طور عبدين والمناطق التي تقع جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران كان هدفاً للقوات العثمانية
التركية والعشائر الكردية التي أرتكبت مجازر بحقه في المناطق المذكورة سابقاً خلال الأعوام 1924-1920 تحت قيادة تركيا الفتاة
.
أوضح الدارسون أن الضحايا السريان والاشوريين كانوا ما بين 500,000 إلى 750,000 ضحية لقد كانت المذابح ذات أهمية توازي أهمية مذابح الأرمن ومذابح اليونانيين البونتيك.
لكن على عكسهما، لم يكن هناك أي رد فعلي وطني أو عالمي بشأنها، وتم تصنيف المذبحة السريانية الاشورية كجزء من مذابح الأرمن.
المسطلحات التي اطلقت على مجزرة سيفو
تدعى هذه المذبحة بالمصطلح الأنجليزي (Sayfo أو Seyfo)
وتعّرف بالأرامية (سايپا أو سيفو)
(اشورية:ܣܝܦܐ)
أو السيف بالعربية
(وهي العائدة إلى المصطلح الإنجليزي)
وتعرف بالاشورية ب (شيتة د سيبا ) اي سنة السيف
او (praman et semeleh ) برمان سيميل
(السريانية) "شاتو دو سايفو" أو "سنة السيف"
وهي نفس العائدة على مصطلح الهولوكوست بالعبرية ها-شواه
بعض المصادر تقوم بجمع جميع المذابح التي أقيمت على يد الدولة العثمانية بحق الأقليات المسيحية فيها على أنها حدث واحد، جامعة بذلك جميع الضحايا مع بعضهم
الإسم (الأرامية:ܩܛܠܐ ܕܥܡܐ ܣܘܪܝܐ) والتي تعني (قتل الشعب السرياني)، توصف لدى بعض الجماعات للتذكير بالحادثة. ويوصف هذا الحدث في وسائل
الإعلام السيريانية بإسم (ܩܛܠܥܡܐ) والتي تعني مذبحة أو مذابح.
أما في الوسائل الإعلامية التركية فهي تعرف بـ
(Süryani Soykırımı).
اسباب المجازر ؟؟؟
السبب الرئيسي هو الإضطهاد الديني الممتد من التوسع المسيحي في الاناضول.
ففي الحرب العالمية الأولى تطوع الآشوريون في الجيش الروسي ضد العثمانيين بعد ذلك تعرض المسيحيون في شرق الأمبراطورية العثمانية
(الاشوريون والسريان ومعهم الأرمن)
الى الأضطهاد الديني على يد العثمانيين وكان آشوريو الجبال لا يخضعون لكامل القوانين العثمانية وطوروا لأنفسهم نظاماً خاصاً لإدارة شؤونهم الخاصة .
عانى الآشوريون الكثير من حملات الإبادة والتطهير العرقي والديني وكانوا من أوائل ضحايا الارهاب المنظم وارهاب الجماعات ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى دخل الآشوريون غمار الحرب ضد الدولة العثمانية الى جانب الحلفاء كخيار لا بد منه أملاً في الحرية والكرامة.
في هكاري/ تركيا، تَمَرُّد مغرور و خسارة هكاري
:
في أواخر عام 1914 وبداية 1915 أعلن قيادة تركيا الفَتات جهاداً مقدساً ضد أعداء الأسلام من المسيحيين في داخل الأمبراطورية العثمانية وضد "الدول المسيحية" روسيا وبريطانيا.
هنا اللعب على الوتر الديني من قبل العثمانيين وأصبح الأكراد بسبب الدين الأسلامي في صف واحد مع العثمانييين ضد المسيحيين. وهكذا بدات المذابح ضد المسيحيين في جبال هكاري التي إرتكبها الأكراد والعثمانيين
في أكتوبر من عام 1914تم قتل العشرات من المسيحيين من قرية گاوارى ومئات من قرية تل موزيت وكان ضمن هؤلاء الضحايا الكاهن كابرييل اللذي كان يُلَقّب
بـ ذو اللحية الحمراء.
في نيسان 1915 الجماعات الاشورية وتحت قيادات العشائر
(باز، جيلو، تيارى، تخوما و دِز)
حملوا السلاح بتحريك من روسيا للتصدي لهجمات الجيش العثماني.
كان ألجيش الاشوري بقيادة جنرال داوود أخو البطريرك قادهم إلى خارج الطوق المفروض عليهم من قبل الجيش العثماني عبر حدود إيران الى المنطقة السهلية في أورمى (ئورمية). وفي نيسان 1915 قام الجيش التركي بهجوم على قرية گاوارى (تابعة إلى هكاري) وتم إبادة المدنيين فيها.
بطريرك الاشوررين مار شمعون التاسع عشر بنيامين من جهته أعلن الحرب! على الدولة العثمانية ،
هكذا تفاقمت الحرب بين المسلحين المسيحيين وأكراد تركيا يدعمهم الجيش العثماني.
تأسيس الجمعيات الارمنية المسلحة
أنشأ الأرمن في الدولة العثمانية جمعيات عديدة؛ منها اجتماعية وخيرية، ومنها مسلحة، وأهم هذه الجمعيات جمعيتا هنتشاك وداشناقسوتيون.
وتكونت جمعية هنتشاك في أغسطس 1887 في جنيف قوامها طلاب أرمن من أبناء الأثرياء يدرسون في فرنسا ولم تطأ أقدامهم الدولة العثمانية وترعرعوا بقراءة قصص معاناة الأرمن في الأناضول. وقد اعتنق هؤلاء الطلاب بالماركسية ولذا لم تحظ آراؤهم الاقتصادية والاجتماعية بالقبول بين الطبقتي الوسطى والعليا من الأرمن، ولكنها حظيت بالقبول في أوساط الشباب.
وكان من أهداف جمعية هنتشاك استقلال الأرمن عن طريق الدعاية والتحريض والتخويف والعصيان.
ونظمت الجمعية مظاهرة قمقابي وعصيان صاصون ومظاهرة الباب العالي وعصيان زيتون.
وقد نشرت لجنة جريدة هنتشاك في لندن سنة 1889 رسالة جاء فيها:
"من الواضح قبل كل شيء أننا فوضويون، ولنا رغبة وطيدة منصوص عليها في لوائحنا ألا وهي نشر مبادئ الفوضى في الأناضول بإحداث الاضطرابات."
وأما جمعية داشناقسوتيون فهي في الحقيقة اتحاد مجموعات أرمنية معظمها من روسيا تحت اسم الاتحاد الثوري الأرمني
(The Armenian Revolutionary Federation).
وتكونت الجمعية في صيف 1889 في روسيا وكان هدفها إنشاء جمهورية أرمنية اشتراكية مستقلة تشمل بصفة مبدئية الولايات الست في شرقي الأناضول
.
الصفحة السوداء في تاريخ تركية
العثمانيون المتعصبون قوميا ودينياً ضمنوا سيطرتهم الفعلية على البقاع الواسعة للدولة العثمانية بشكل كامل
قبل الحرب الكونية الأولى، ولم يكن بإمكان العثمانيون أن يفرطوا في وحدة كيان دولتهم تجاه أي فئة تطالب بحكم ذاتي على أساس قومي أو ديني
(اشوريين سريان كلدان وأرمن )
وبعدما رأت الدولة العثمانية الاشوررين والسريان والارمن كخطر، قرروا تهجيرهم ألى بادية الشام، معظمهم هناك ماتوا من "حملات الهلاك" والتجويع ونقص السوائل في الجسم
.
في الحرب، العثمانيون قرروا الأنضمام الى دول المحور (ألمانيا واليابان) ضد دول التحالف (بريطانيا، فرنسا وروسيا) وكانت غايتهم قطع الطريق بين المستعمرات البريطانية والفرنسية في المنطقة. عندما أيقن العثمانيون بأن الحرب قادمة، طلبوا الشباب لأداء الخدمة العسكرية وبدأت تركيا دورها الحربي عندما قصفت الموانيء الروسية على البحر الأسود في أكتوبر 1914.
الإبادة الأرمنية مجزرة جسدت من بابها العريض إنتهاكات لحقوق الإنسان بأبشع الطرق والأساليب.
بتاريخ 24 نيسان 1915 اعتقلت السلطات العثمانية ستمئة زعيم أرمني في اسطنبول،وقامت بتصفيتهم جسدياً وتسريح كل الأرمن المتواجدين في الجيش السلطاني واقتادتهم إلى الأعمال الشاقة.
تجاوز عدد شهداﺀ المجزرة المليون ونصف
أكثر من خمس وعشرين دولةاعترفت بالمجزرة ، .
، بدأت أول وأكبر مجزرة في القرن العشرين لمحاولة إبادة أمة بكاملها، فاعتباراً من 24 نيسان من العام 1915 ولعامين كاملين بعدها أثناء الحرب العالمية الأولى سجلت أسوأ فصول التاريخ التركي الحديث بعملية التصفية الوحشية للأرمن والسريان والاشوررين والكلدان في تركيا لاسباب قومية وطائفية.
أعطى طلعت باشا وزير الداخلية حينذاك الأوامر ببدء المجزرة ، بناء على قرار من حكومة الاتحاد والترقي التي أصدرت إنذاراً لجميع أفراد الشعب الأرمني بلا استثناء، المقيمين بغالبيتهم في الأناضول الشرقية، والبالغين ما لا يقل عن المليونين بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة وإلا تعرضوا لعقوبة الإعدام، فقد أدين "جميع" الأرمن في بيان للحكومة التركية بأنهم أعداء داخليين خالفوا القوانين وقاموا بالتسلح بقصد الثورة ومساعدة الجيوش الروسية التي تخوض حرباً ضد تركيا، فالحكومة قررت معاقبتهم ً وسوقهم إلى ولايات الموصل ودير الزور وحلب لإسكانهم فيها حتى تضع الحرب أوزارها.
البيان عملياً شرع للإبادة الجماعية، فعند خروج العائلات المسيحية من منازلها في طريقها للمنفى تم قتل جميع الرجال الأصحاء وسبي النساء وترك الباقي للجوع والعطش أثناء الطريق لمئات الكيلومترات في مناطق صحراوية كانت النساء تضطر للتخلي عن الاطفال الصغار الرضع لمساعدة ابنائهم ممن يستطيعون السير فكانو يتركون اطفالهم تحت الجسور وعلى الطرقات ونظرات الحزن لاتفارق اوجه تلك الاطفال التي تركت لمصيرها المحتم ،
شاركت في الإبادة إلى جانب القوات النظامية عشائر تركمانية وكردية بتأثير التحريض العنصري الطائفي،
مما أدى إلى قتل أو موت مليون ونصف أرمني أي ثلاثة أرباع الشعب الأرمني المقيم في تركيا منذ آلاف السنين، أما النصف مليون الناجين من الكارثة فقد توزعوا في الشتات في الدول القريبة والبعيدة، ليبلغ تعداد المنحدرين منهم حالياً أربعة ملايين، فضلاً عن ثلاثة ملايين أرمني مواطني أرمينيا السوفييتية التي استقلت حديثاً.
أن الادعاءات الرسمية التركية عن انضمام المسيحيين في الحرب إلى روسيا ينفيها أن الإبادة الجماعية كانت خطة مبيتة منذ زمن، بدأت عملياً في عهد السلطان عبد الحميد مما اضطر الأرمن لقبول الحماية الروسية التي تلت مجازر سابقة ولم تكن سبباً لها، فبين عامي 1894 و1896 اندلعت مجازر ضد الأرمن بحجة سعيهم للاستقلال الذي سبقهم إليه اليونانيون والبلغار في البلقان، وكان يمكن لعدد القتلى في هذه المجازر أن يتجاوز ما وصل إليه - المئتي ألف- لولا تدخل الدول الكبرى الأوروبية لمنع استمرارها.ومن الجدير بالذكر أن الأكراد كانوا الأداة واليد التي نفذت العملية ،وهم من قتل الأرمن بأيديهم،كون أقطاعييهم كانوا أصحاب مصلحة لأن يحلوا محلهم،كما حدث خلال القرن العشرين للقرى الآشورية والسريانية في العراق ،حينما كردت وشرد أهلها.
لم يتغير شيء بعد خلع السلطان عبد الحميد عام 1909 ومجيء سلطة الاتحاد والترقي التي اتبعت سياسة تتريك متطرفة تجاه جميع المكونات القومية والدينية للإمبراطورية، والتي رأت أن الأرمن أكبر عقبة أمام قيام تركيا "نقية"، وأن التطهير العرقي أفضل طريقة للوصول لذلك. ونال الأرمن في أول أعوام حكم الاتحاديين حصتهم في مجزرة أضنة، ثلاثين ألف قتيل، مما أدى لتدخل الدول الأوروبية لوقف الإبادة الجماعية، ألا أن جهودها تعطلت بعد اندلاع الحرب عام 1914.
أنكرت الحكومات التركية المتعاقبة حتى الآن وقوع المجازر وقللت من عدد الضحايا إذ لم تعترف بأكثر من 300 ألف قتيل كنتيجة "لانتشار الأوبئة!" خلال فترة الحرب، وأن الترحيل القسري كان من ضروراتها، خلافاً لشهادات العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين التي تدين السلطات التركية بتدبير العملية عن نية مبيتة، وخاصة أن المجزرة الأرمنية ترافقت مع مجازر وترحيل قسري للآشوريين من سريان وكلدان، ولليونانيين القاطنين للأناضول، كما أن الصحف المحلية التركية حينها كانت تتباهى بقتل "الكفار".
أما بعد هزيمة العثمانيين ونزول قوات الحلفاء في الأناضول، فقد أنشأ السلطان مضطراً محكمة لمجرمي الحرب المسؤولين عن إبادة الأرمن ونفذ عدد من الإعدامات، توقفت نهائياً بعد اندلاع الحركة الوطنية التركية للتخلص من القوات الأجنبية.
المجزرة الدموية بحق شعبنا الارمني والاشوري والسرياني والكلداني جرح جائر ودائم يلاحق الحكومة التركية خلال قرن بعد فشل جهودها لطمسها، وتزايد الدول والمؤسسات الإنسانية العالمية التي تعترف بها وتطالب بتصفية آثارها. وقد أثبتت هذه الشعوب إصراراً عنيداً بعدم التخلي عن حقوقه، فقد حول "المجزرة المنسية" لعنوان أنساني عالمي لا يمكن تجاهله،
إنتباه الرأي العام
لم تعر أي حكومة أي إنتباه لمذابح السريان والاشوررين. وهو نقيض ماحصل أثناء وقوع مذابح الأرمن، التي أعارتها الدول الكبرى والمنظمات العالمية أهمية كبيرة.ونقل عن المؤرخين السريان أن مثل هذه الحادثة لم تتم بسبب حرمان آشور من أن تكون إحدى القوى الدولية في القرن العشرين. وفي تلك الحالة، فإن المذابح التي حدثت للمسيحيين في الأناضول تم ربطها بالمذابح المسيحية
( ويربط بذلك مذابح اليونان في بونتيوس)
. في ديسمبر 2007، قامت المؤتمر الدولي لدارسي المذابح، وهي المنظمة الأولى في شؤون المذابح، قامت بالمقارنة بين مذابح السريان والاشوررين مذابح اليونانيين البونتيك وكانت فضلاً النتيجة 83%. وفي عام 2008، قرر البرلمان السويدي الإعتراف بالمجزرة، والذي صوتوا ضده، كانوا 37 من 245 فرداً.
النصوب التذكارية
الدول الوحيدة التي كانت لها دور في تمييز المذبحة كانت فرنسا، السويد، الولايات المتحدة.
وبالنسبة للسويد فقد كان المجتمع السرياني هناك هو الضاغط الأساسي على الحكومة لعمل نصب تذكاري
وفي استراليا تمكنت الجالية الاشورية مع الاتفاق مع الحكومة على انشاء نصب تذكاري لشهداء المجزرة
ويوجد في الولايات المتحدة نصبان، في شيكاغو وكالفورنيا.
وفي ارمينا تم بناء نصب تذكار للمجزرة في zizernagapert
كما يحتفل الشعب الارمني والاشوري والسرياني والكلداني في جميع انحاء العالم بتاريخ 24 نيسان من كل سنة بذكرى هذه المجازر
شكر للصديقة تامار على مساعدتها في انشاء هذا الموضوع
Comment