مبنى تشعر معه بروعة الماضى العظيم وتاريخ جميل وعريق لمنطقة من اجمل مناطق القاهرة (وسط البلد) وايدى فنانين عباقرة تركت بصمتها على المعمار فى القاهرة لتضيف اليها لمسة جمالية وحضارية اوروبية الى جوار ما تحتضنه هذه المدينة العظيمة عبر التاريخ و هذا المبنى هو محلات عمر افندى (أروزديباك سابقاً)
تعود قصة هذا المبنى الى اول القرن العشرين وتحديدا عام 1909 ويعود الى مالكه اودلف اوروزدى الذى كان ضابطا فى الجيش المجرى ويعد ثانى فرع انشأ لمحلاته بعد اول فرع الذى كان فى العاصمة النمساوية فيينا والذى لم يعد له وجود الان ويوجد فرع فى العاصمة الفرنسية باريس واسطنبول وبعض البلاد العربية مثل تونس وسوريا والعراق وفروع داخل مصر فى الاسكندرية وبورسعيد ومدينة الخرطوم السودانية منذ وقت الوحدة بين البلدين وكانت تعرف هذه المحلات فى عصرها بأنها محلات هذا القرن
محلات تيرنج
وعلى الرغم من الواقع السئ الذى يظهر داخل وخارج مبنى تيرنج والذى يعكس إهمال المناطق الحضرية التي ميزت اوائل القرن الماضى ؛ فمبنى تيرنج في هندسته المعمارية ينافس في ذروة ايام امجاده التحفة الباريسية المعاصرة 'منتدى ومعرض لافاييت' والذي لا يزال قائما بكل فخر على شارع بوليفارد هاوسمان
(صور 'منتدى ومعرض لافاييت' فى باريس وانا اضع هذه الصور لا لنحزن على حالنا لان التغير قادم فى مراحل تطوير القاهرة الخديوية التى بدأت تظهر بعض نتأجها الرائعة فى وسط البلد ولكن لنعرف الى اين وصل المنافس والصورة التى يجب ان يكون عليها المبنى بعد التطوير)
، يعتبر مزار المشاريع الرأسمالية هناك. وكان المهندس لمبنى تيرنج فى القاهرة أوسكار هورويتز واحد من الذين بنوا العديد من التحف المعمارية التجارية في أوروبا.
وكان المالك الأصلي لمبنى تيرنج هو فيكتور تيرنج من مواليد مدينة القسطنطينية وقد اراد ان يحاكى متاجر سيزار ريتز فى اوروبا. وقف عند الساحة الشهيرة لميدان العتبة ، في عام 1910 ، وقال انه اختار موقع العتبة فى القاهرة لبناء مركزا تجاريا له ، فى هذا الموقع الرابط بين القاهرة القديمة والقاهرة الجديد. ففى شرق المبنى حي الموسكى المزدحم ، و المكتظ بالسكان والمليئ بالشوارع والحوارى بعطوره الشرقية واصواته الغريبة. وإلى الغرب منه أفخم الحدائق الفرنسية فى القاهرة حديقة الازبكية المبانى المزينة الأوروبية الفخمة التى انشأها الخديوى اسماعيل مع ميادينها الجميلة ، والفنادق الفخمة وأوبرا القاهرة , الكثير من المشاهد للقاهرة البرجوازية المتنامية ، مبنى تيرنج غلب على هذا المشهد بأكمله ، بواسطة الكرة الارضية اعلى قبته التى كانت تظهر لامعة براقة فى الليل.
وقد تم الانتهاء من بناء مبنى التيرنج في 1912-1913 مما جعله من اكبر متاجر البيع متعددة الطوابق في القاهرة. وما تبقى من صور فى الذهن عن افتتاحه الانيق جميلة جدا ولكنها كانت اقل من منافسه -- فروع ريفئيل شتاين الشرقية -- التي تقع على الجانب الاخر من ميدان العتبة الخضراء . يتكون مبنى تيرنج من أربعة طوابق فخمة تقدم كل شيء من حيث الأزياء والعطور الباريسية ، قماش الإنجليزي ، والمنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية.
وكان فيكتور تيرنج واخوته غوستاف وكونراد ، وانضموا لقادة تجارتهم في عام 1882 عندما افتتح مكتبهم الرئيسى في Praterstrasse 11 في الحى الثانى فى مدينة فيينا. وبعد فترة وجيزة ، اصبحت منتجات شركة فيكتور تيرنج وإخوانه لخياطة الملابس في كل أنحاء المدينة ثم عبر الامبراطورية النمساوية الهنغارية كلها. ، كما أنها حددت لفتح فروع لها في الخارج ، ولكن لسوء حظهم الحرب العالمية الأولى أوقفت أنشطتهم في التوسع. كان لديهم رغبة فى نقل امبراطوريتهم للتسوق الى لندن بدلا من فيينا ، وكان يمكن أن يكون هناك محلات تيرنج في شارع أكسفورد اليوم.
في عام 1915 ،تيرنج القاهرة ، كان تحت إدارة كارلو ميناسس ، وادرج -- مؤقتا – تحت مسمى ممتلكات العدو. وكان الجيش البريطاني الذي حكم مصر في ذلك الوقت فرض الاحكام العرفية على جميع ممتلكات التى تعود للأجانب من بلد العدو وقد تم عزلها. وفي نهاية المطاف تم منح مبنى التيرنج ترخيص مشروط للتجارة في مصر مع الامبراطورية البريطانية ومع الحلفاء من بريطانيا العظمى". ولكن نظرا لفقدانها لمصادر الامداد لمخزنها بسبب العزل عن الامبرطورية النمساوية الهانغارية تم تصفية نشاطها في عام 1920.
(صور قديمة للمبنى )
وتم تجريد مبنى التيرنج من أصحابها الأصليين ، في وقت كانت تجاوز منافسيها بكثير فى أحدث المعروضات مثل شيكوريل وصيدناوي وعمرأفندي(أرورزديباك). وبعد ذلك تنقل ملكية المكان بين عدد من المالكين وظل على قيد الحياة بمحبة من قبل أصحابه المتعاقبين عليه. وظل محتفظ بعملائه القدامى واستمر التسوق به حيث كان لا يزال شكلا من أشكال الترفيه.
اخوانى واخواتى بعد قيام الثورة استولى مجموعة من واضعى اليد عليه وتحول الى ورش ومحلات صغيرة مهملة لا تجذب احدا الى الان ولكن ما يمنح الامل هو انضمام هذا المبنى الى حملة تطوير القاهرة الخديوية واعادتها الى سابق عهدها ورفع عنه كل اشكال التعديات وتحويله الى مكان تجارى يصلح زيارته هذه الحملة التى بدأت تظهر معالمها على الكثير من العمران فى مصر يعتبر هذا المبنى من طراز النيوباروك ايضا بنقوشه وقبته الجميلة واكثر ما يميزه هو الاربع ملائكة الذين يحملون الكرة الارضية واما بنسبة للمهندس المعمارى أوسكار هورويتز فهو معماري يهودي نمساوي ولد فى 3اكتوبر 1881 فى مدينة جاجندورف فى النمسا والتى هى الان (كرانوف فى جمهورية التشيك )، درس العمارة في النمسا، وجاء إلي القاهرة في الفترة 1913-1915م بني خلالها المبني التجاري «تيرنج» Taring بميدان العتبة الخضراءوكان المقاول للمشروع هو ليون رولين فيلز ومن اعمال هذا المهندس فى القاهرة ايضا
3- فيلا على ابراهيم باشا
هى الفيلا رقم 2 شارع خليل أغا جاردن سيتى . فيلا من تصميم اوسكار هورويتز لحساب السيد على إبراهيم باشا (1880-1947) وزير الصحة العامة (1940-1941) ، وكان المصري الأول الذى اصبح رئيس كلية الطب جامعة فؤاد الأول (القاهرة) ثم رئيس الثانى للجامعة (خلفا لطفي السيد).
الفيلا اشتراها الثرى السورى الحاج اكرم ثم باعها 1970 الى الشيخ مبارك الصباح من الكويت واستخدمها كمكتب وللتذكير فقد استخدمت هذه الفيلا فى تصوير فيلم علاء ولى الدين (الناظر) كانت المدرسة
4- الإيموبيليا أضخم عمارات زمن القاهرةالجميل
لو نطقت جدرانها لحكت العشرات من القصص والحكايات التي وقعت بها وكان أبطالها من مشاهير الطرب والتمثيل والأدب وعالم المال. وتظل رغم مرور السنوات ورحيل النجوم عنها، شاهدة على عصر من الجمال. إنها عمارة «الإيموبيليا» التي تميزت بين البنايات العتيقة في وسط القاهرة، والتي شيدت عام 1940 عند نقطة التقاء شارعي شريف وقصر النيل
صورة قديمة للعمارة
- قصر الامير كمال الدين حسين
ان كنت من رواد فندق سميراميس انتركونتنتال او فندق شيبرد ونزلت وسألت العاملين بالفندق او حتى المارين فى الطريق امام الفندق عن قصر الامير كمال الدين فلن تجد احد يعرفه ولو سألت عن وزارة الخارجية القديمة ربما لا تجد من يعرفها ايضا او سيشيرون لك على المبنى العملاق المجاور لمبنى التليفزيون الشهيرمع الاسف وهو على بعد خطوات منك امام الجامعة العربية ولكن ما قصة هذا القصر وماذا حدث به دعونا نعرف
قصة قصر الامير كمال الدين الحزين من بدايتها
كان الوالي إبراهيم باشا (1789-1848) أول فرد من سلالة محمد علي انتقل للمعيشة إلى ضفاف النيل. أولا في جزيرة منيل (الروضة حاليا) ثم فى وقت لاحق انتقل ، عندما بنى القصر آلعالي على ما تم ردمه من المستنقعات بالرمال ، بالقرب من تل العقربة
(صورة ابراهيم باشا)
(صورة ابراهيم باشا)
(كنيسة سانت روكو فى مسقط رأسه غوريزيا)
،وبدأ يبنى المبانى ذات التكلفة العالية. ومنذ عام 1898 انتقل وجميع أفراد الأسرة الى القاهرة ، في تلك السنوات لاشياك واصل العمل دون كلل على عدد من المشاريع ، ومن بين الذي يجب علينا أن نذكره نافورة ضخمة من ميدان سان روكو ، الذي افتتح 25 أبريل 1909. لقد كان حدثا أساسية ومصيرية بالنسبة للقرية ومدينة غوريزيا ، وجرى بعد ذلك مباركة هذا النصب من قبل كاهن كنيسة الرعية دي سانت روكو دون كارلو ، واللقوا العديد من خطب الشكر الموجهة إلى مهندس لاشياك وجميع الذين تعاونوا في بناء العمل وفي عام 1907 عين رئيس قسم هندسة المباني الخديوية المصرية وفاز باللقب الفخري (البيك). في عام 1899 ، تحسبا لعودته النهائية إلى غوريزيا بنى فيلا خيالية على النمط المغاربي ، على تلة Rafut (لا تزال مرئية الى الان)
(صورتان للفيلا الخاصة به على الطراز المغربى فى غوريزيا )
مبنى ( Assicurazioni Generali Trieste)
كان هذا المبنى لشركة ذى أنديسريان ليمتد لتوفيق كحيل وحضرة نجيب بك شاكور كانوا يمتلكون هذا المبنى حتى 30 مايو سنة 1908 حيث أصبح ملك شركة السكرتاه العمومية الايطالية وهى شركة تأمين والآن شركة التأمين العمومية بريستا بمصر وهو من تصميم أنتنيو لاشياك واسمه المتداول الان عمارة الشوربجى وهو مبنى على الطراز الاسلامى الحديث وعنوانه شارع قصر النيل بجوار البنك المركزى المصرى.
يتبع
Comment