مسيحيو العراق.. استأصلهم صدام وشردهم الزرقاوي
مسيحيون عراقيون من أتباع الكنيسة البروتيستانتية (أرشيف)
بغداد - رويترز
استأصل صدام حسين المسيحيين الأشوريين من موطن أجدادهم في شمال العراق.. والآن يقولون ان المتشددين يجبرونهم على الفرار مرة أخرى. وقال واحد من عشرات يعتزمون مغادرة بغداد والعودة لقرى الأجداد في الشمال في أسرع وقت ممكن "بعض المسلمين يعتبروننا كفرة.. اننا مستهدفون. سيأكلوننا أحياء".
الهجمات على الكنائس نبهت كثيرا من المسيحيين الى أنهم صاروا مستهدفين
مسؤول الاعلام في الحركة الديمقراطية الآشورية
ونقل صدام المسيحيين الآشوريين من مواقعهم كما فعل مع الشيعة والأكراد للقضاء على أي معارضة لحكمه، وكان القتال بين الاكراد والحكومة العراقية في الشمال من بين العوامل التي ساهمت في نزوح أبناء الطائفة.
ومرة أخرى وجد المسيحيون الاشوريون انفسهم في وضع الدفاع حيث استهدفتهم موجة عنف من بعض الاسلاميين المتشددين في ظل الفراغ الأمني الذي أعقب سقوط صدام.
وفي الشهر الماضي استهدفت تفجيرات متزامنة كنائس في بغداد والموصل. وقال مسؤولون ان المتشدد الأردني المولد أبو مصعب الزرقاوي الذي تتهمه الولايات المتحدة بأنه حليف لتنظيم القاعدة وراء هذه التفجيرات. وانفجرت سيارة ملغومة اخرى عند كنيسة ببغداد امس الاول. وغادر مسيحيون مثلهم مثل عراقيين من مختلف الطوائف الى سوريا والاردن هربا من العنف. ويريد آخرون العودة الى أرض الأجداد في الشمال حيث توجد منازل وقرى يريدون إعادة بنائها.
وقال مسيحي رفض ذكر اسمه "أود أن أمارس شعائر الدين، منذ فجروا الكنائس لا أستطيع حتى المرور أمام كنيسة ناهيك عن الصلاة بها".وهو يريد أن يأخذ عائلته الى شرانش وهي واحدة من بين ما يزيد على 120 قرية مسيحية تحتاج الى الاعمار في شمال العراق. وتابع "ليس ثمة مسلم واحد يعيش هناك". وتقع القرية في منطقة كانت مركزا للحضارة الآشورية القديمة.
ويقول مسيحيو العراق الاشوريون انهم من نسل الآشوريين القدماء الذين كانت عاصمتهم نينوى قرب الموصل. ويشكل الأشوريون أغلبية المسيحيين العراقيين وهم يتحدثون السريانية ويعتبرون أنفسهم جماعة عرقية مميزة عن العرب والأكراد.
وقال مسيحي آخر أجبرت عائلته على مغادرة قرية شرانش الى بغداد في 1986 "عندما أعود الى القرية لن يكون حولي سوى أقاربي.. هذا أفضل من العيش بين غرباء". وقد عرض مصنعه للبيع واستعد للسفر. وقال "لدينا أراض سنزرعها".
وقال وليام وردة مسؤول الاعلام في الحركة الديمقراطية الآشورية ان الهجمات على الكنائس نبهت كثيرا من المسيحيين الى أنهم صاروا مستهدفين. وتابع "الموقف أصبح واضحا.. من قبل كان مسيحي يقتل هنا واثنان هناك. سلطت انفجارات الكنائس قدرا كبيرا من الضوء على ما يجري". وقبل تفجيرات الكنائس التي أوقعت احد عشر قتيلا كان العنف ضد المسيحيين في أغلبه عبارة عن هجمات على متاجر بيع الخمور وصالونات الحلاقة.
وقال وردة "يفضل كثيرون الذهاب الى مناطق امنة كي يمكنهم ممارسة شعائر دينم بحرية أكبر". ولا تعرف وزارة المغتربين والمهجارين عدد الذين غادروا العراق لكنها تقول ان العدد غير كبير.
وخوفا من الهجمات على المسيحيين اضطر موظف في تلفزيون بغداد لنقل عائلته بالكامل الى سوريا في يونيو/ حزيران. وقال "الحكومة لم ترسخ أقدامها بعد. انها ليست قوية بما يكفي لحماية الاقليات". ومازال الرجل يعمل في بغداد لتدبير لقمة العيش لأسرته المؤلفة من زوجة وولدين وبنت.
وتابع "نادرا ما أزور عائلتي.. ربما مرة كل شهر أو شهرين. الظروف تجبرك على حماية عائلتك". وسيقرر في يونيو/حزيران القادم ما اذا كان سيجلب أسرته الى بغداد. ويقول زعماء مسيحيون ان أغلب المسيحيين الذين غادروا العراق في الأشهر الأخيرة سافروا فقط لتجنب حرارة الصيف وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر في بغداد وان أغلبهم سيعود بعد الصيف.
وقال يونادام كنا رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية "ربما يكون البعض قد سافر.. لكن ليس كثيرين. ليس أكثر من 100 أسرة". وأضاف "تدور شائعات كثيرة عن هروب الناس.. ربما هذا ما يتمناه اعداؤنا". ومضى قائلا "نحاول تشجيعهم على العودة لقراهم.. انها أرضهم.. يمكنهم الاستثمار في أراضيهم وإقامة حياة طيبة هناك". وأضاف: ان الاموال مطلوبة لاعادة تعمير المناطق.
نقلا عن العربية دوت نت
مسيحيون عراقيون من أتباع الكنيسة البروتيستانتية (أرشيف)
بغداد - رويترز
استأصل صدام حسين المسيحيين الأشوريين من موطن أجدادهم في شمال العراق.. والآن يقولون ان المتشددين يجبرونهم على الفرار مرة أخرى. وقال واحد من عشرات يعتزمون مغادرة بغداد والعودة لقرى الأجداد في الشمال في أسرع وقت ممكن "بعض المسلمين يعتبروننا كفرة.. اننا مستهدفون. سيأكلوننا أحياء".
الهجمات على الكنائس نبهت كثيرا من المسيحيين الى أنهم صاروا مستهدفين
مسؤول الاعلام في الحركة الديمقراطية الآشورية
ونقل صدام المسيحيين الآشوريين من مواقعهم كما فعل مع الشيعة والأكراد للقضاء على أي معارضة لحكمه، وكان القتال بين الاكراد والحكومة العراقية في الشمال من بين العوامل التي ساهمت في نزوح أبناء الطائفة.
ومرة أخرى وجد المسيحيون الاشوريون انفسهم في وضع الدفاع حيث استهدفتهم موجة عنف من بعض الاسلاميين المتشددين في ظل الفراغ الأمني الذي أعقب سقوط صدام.
وفي الشهر الماضي استهدفت تفجيرات متزامنة كنائس في بغداد والموصل. وقال مسؤولون ان المتشدد الأردني المولد أبو مصعب الزرقاوي الذي تتهمه الولايات المتحدة بأنه حليف لتنظيم القاعدة وراء هذه التفجيرات. وانفجرت سيارة ملغومة اخرى عند كنيسة ببغداد امس الاول. وغادر مسيحيون مثلهم مثل عراقيين من مختلف الطوائف الى سوريا والاردن هربا من العنف. ويريد آخرون العودة الى أرض الأجداد في الشمال حيث توجد منازل وقرى يريدون إعادة بنائها.
وقال مسيحي رفض ذكر اسمه "أود أن أمارس شعائر الدين، منذ فجروا الكنائس لا أستطيع حتى المرور أمام كنيسة ناهيك عن الصلاة بها".وهو يريد أن يأخذ عائلته الى شرانش وهي واحدة من بين ما يزيد على 120 قرية مسيحية تحتاج الى الاعمار في شمال العراق. وتابع "ليس ثمة مسلم واحد يعيش هناك". وتقع القرية في منطقة كانت مركزا للحضارة الآشورية القديمة.
ويقول مسيحيو العراق الاشوريون انهم من نسل الآشوريين القدماء الذين كانت عاصمتهم نينوى قرب الموصل. ويشكل الأشوريون أغلبية المسيحيين العراقيين وهم يتحدثون السريانية ويعتبرون أنفسهم جماعة عرقية مميزة عن العرب والأكراد.
وقال مسيحي آخر أجبرت عائلته على مغادرة قرية شرانش الى بغداد في 1986 "عندما أعود الى القرية لن يكون حولي سوى أقاربي.. هذا أفضل من العيش بين غرباء". وقد عرض مصنعه للبيع واستعد للسفر. وقال "لدينا أراض سنزرعها".
وقال وليام وردة مسؤول الاعلام في الحركة الديمقراطية الآشورية ان الهجمات على الكنائس نبهت كثيرا من المسيحيين الى أنهم صاروا مستهدفين. وتابع "الموقف أصبح واضحا.. من قبل كان مسيحي يقتل هنا واثنان هناك. سلطت انفجارات الكنائس قدرا كبيرا من الضوء على ما يجري". وقبل تفجيرات الكنائس التي أوقعت احد عشر قتيلا كان العنف ضد المسيحيين في أغلبه عبارة عن هجمات على متاجر بيع الخمور وصالونات الحلاقة.
وقال وردة "يفضل كثيرون الذهاب الى مناطق امنة كي يمكنهم ممارسة شعائر دينم بحرية أكبر". ولا تعرف وزارة المغتربين والمهجارين عدد الذين غادروا العراق لكنها تقول ان العدد غير كبير.
وخوفا من الهجمات على المسيحيين اضطر موظف في تلفزيون بغداد لنقل عائلته بالكامل الى سوريا في يونيو/ حزيران. وقال "الحكومة لم ترسخ أقدامها بعد. انها ليست قوية بما يكفي لحماية الاقليات". ومازال الرجل يعمل في بغداد لتدبير لقمة العيش لأسرته المؤلفة من زوجة وولدين وبنت.
وتابع "نادرا ما أزور عائلتي.. ربما مرة كل شهر أو شهرين. الظروف تجبرك على حماية عائلتك". وسيقرر في يونيو/حزيران القادم ما اذا كان سيجلب أسرته الى بغداد. ويقول زعماء مسيحيون ان أغلب المسيحيين الذين غادروا العراق في الأشهر الأخيرة سافروا فقط لتجنب حرارة الصيف وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر في بغداد وان أغلبهم سيعود بعد الصيف.
وقال يونادام كنا رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية "ربما يكون البعض قد سافر.. لكن ليس كثيرين. ليس أكثر من 100 أسرة". وأضاف "تدور شائعات كثيرة عن هروب الناس.. ربما هذا ما يتمناه اعداؤنا". ومضى قائلا "نحاول تشجيعهم على العودة لقراهم.. انها أرضهم.. يمكنهم الاستثمار في أراضيهم وإقامة حياة طيبة هناك". وأضاف: ان الاموال مطلوبة لاعادة تعمير المناطق.
نقلا عن العربية دوت نت
Comment