جوليا دومنا... سورية تبوأت عرش روما
لعب أبناء المشرق العربي دوراً مهماً في تاريخ الرومان وحضارتهم وقد شمل ذلك معظم الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
النشأة
جوليا دومنا أميرة رومانية من أصل سوري. ولدت في حمص حوالي سنة 158، وهي ابنة كاهن الشمس في حمص، ويدعى باسيانوس، وتزوجها الإمبراطور الروماني سبتيموس سفيروس فكانت الزوجة الثانية له، وساعدته في تصريف شؤون الدولة، وكان كبير مستشاري الإمبراطور قريبا لها، وهو الفقيه (بابينيان).
وصفت بأنها كانت على جانب عظيم من الجمال والعقل والمقدرة السياسية والأدبية فسيطرت على زوجها، وكانت محاطة بعدد من الفلاسفة والمفكرين.
حياتها الخاصة
تزوجت في العام 187 م من القائد سيبتيموس سيفيروس، قائد الفرقة (المعسكر) الرابعة في الجيش الروماني، المعسكرة في الولاية الرومانية السورية.
في الرابع من نيسان 188 م أنجبت جوليا دومنا أبنها الأول كاراكلا، في ليون حيث أقامت الأسرة لعمل سبتيموس سيفيروس كحاكم لإقليم (Lugdunensis)،ثم انتقلت بعدها الأسرة إلى روما حيث ولد الابن الثاني غيتا في السابع من آذار 189 م بين 191- 193 م انتقلت الأسرة إلى كارنوتوم (Carnuntum) في النمسا شرق فينا .
في 9 أبريل 193 م نادى به الجنود ليكون القيصر، وفي التاسع من حزيران دخل روما، ونالت جوليا دومنا لقب المعظمة (Augusta) .
رعايتها للمفكرين والعلماء السوريين
ولأنها الزوجة السورية لإمبراطور "روما"، فقد فتحت أبواب قصرها للسوريين الذين وفدوا إليها كعلماء ومفكرين وفلاسفة ورجال دين واستعانت "جوليا" بعدد منهم، أمثال قريبها الفقيه "بابيان" ثم "أولبيان" و"ديوجين" كاتب التراجم و"ديو كاشيوس" المؤرخ و"فيلو سترات" السفسطائي. وباستقدام "جوليا دومنا" لهؤلاء العلماء السوريين أخذت الأفكار الشرقية تظهر في "روما"، وشيئاً فشيئاً امتد النفوذ السوري إلى السياسة، فاحتل الكثير من السوريين المناصب الهامة في "روما"، وكانت البداية في مجلس الشيوخ ثم منصب رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الحكام والوزراء، ومناصب الجيش.
أما بالنسبة للمجلس الاستشاري الذي أحدثته "جوليا" لمساعدة الإمبراطور، فقد ضم العلماء والفلاسفة والأدباء من سائر المناطق الشرقية والعربية، استدعتهم الأميرة لتعيينهم بمناصب الدولة التي أصبحت وقفاً على السوريين في الإمبراطورية، وهكذا أصبح القصر ملتقى للمناظرات والمحاضرات يضم كل المشاهير، ومن كل علم وفن.
القيصرة
رافقت جوليا دومنا زوجها في المعارك التي خاضها في الشرق من 195 م حتى 211 م وكانت منذ بدايات هذه الحروب قد نالت لقب الشرف أم المعسكر (mater castrorum)، وأن كان القائد بلاوتيان (Gaius Fulvius Plautianus) قد حاول الوقوف في وجهها ومنعها من تحقيق نفوذ كبير لها في الحكم، إلا أنها بعد موته (205 م) على يد كركلا استطاعت أن تمارس دورها كحاكمة إلى جانب زوجها، ألا أن السنتين اللاحقتين كانتا مشحونتان بالخلافات بين ولديها كاراكلا وغيتا، الذين توجب أن يحكما معاً وفق إرادة والديهما .
صراع الأخوة
بعد موت سيبتيموس سيفيروس في الرابع من شباط 211 م خلال معارك في بريطانيا، تولى الحكم -حسب رغبته- كاراكلا وغيتا معاً، وإن كانت لكركلا الكلمة الفصل كونه الأكبر سناً (البكر)، وبسبب العداء المستحكم بينهما، اقتربت الأمور من الحرب الأهلية في الإمبراطورية الرومانية.
حتى أن المؤرخ هيروديان يكتب عن انشقاق متوقع في الإمبراطورية، بحيث يحكم غيتا الجزء الشرقي، لكنه يبدو أن جوليا دومنا كانت قد عارضت هذا الفعل، وحالت دون وقوعه.
القيصرة أم القيصر
تركت حادثة قتل غيتا جرحاً عميقاً في وجدان جوليا دومنا، كما عبر عن ذلك المؤرخ كاسيوس ديو (Lucius Claudius Cassius Dio Cocceianus)، ولم تعد علاقتها بكركلا كما كانت، ومع ذلك ظلت تعامل بفائق الاحترام، حتى أنها كانت المسؤولة عن شؤون الإمبراطورية الرومانية من الناحية الإدارية، حيث ركز كركلا جهوده في الحروب و المعارك.
وقد تابعت جوليا دومنا اهتمامها بالآداب والفلسفة والفنون، من خلال عقد حلقات للأدباء والفلاسفة في قصرها، منهم الكاتب فيلوستراتوس (Flavius Philostratos) الذي ألف كتاب -بناء على طلب جوليا دومنا- عن حياة الفيلسوف الفيثاغوري أبوللونيوس (Apollonius of Tyana) والذي أنهاه بعد مماتها .
في العام 214 م كانت جوليا دمنا في سوريا مع ولدها كركلا الذي بدأ سلسة معاركه مع الفرس، وفي الثامن من نيسان عام 217 م وأثناء تواجده في الرها في شرق سوريا قتله أحد الحراس بتحريض من القائد الروماني مكاريوس (Macrinus) الذي أصبح قيصراً من بعده.
بداية رحلة المعاناة
كما ذكرنا سابقاً أنجبت "جوليا" ولدين هما "أنطونيوس" و"جيتا" وقد شاركا أباهما الحكم كأباطرة، وبعد وفاة زوجها دفعت الغيرة الابن "أنطونيوس" إلى قتل أخيه غدراً.
كان الابن المغدور في حضرة والدته التي حاولت الدفاع عنه فأخفقت وتقطعت أصابعها من سيوف الجند الذين أحضرهم "أنطونيوس" لاغتيال أخيه.
وبدأت حقيقة مأساة هذه السيدة المفجوعة بموت زوجها وابنها ، لكن لم تستطع إلا أن تساعد ابنها "أنطونيوس" والذي لقب "بكركلا"، في حكمه الموروث غدراً..
سرعان ما بدأت اللعنة والكراهية تنصبان على "كركلا"، ليس فقط لأنه قاتل أخيه كما سماه الشعب، بل أيضاً بسبب تماديه في الحقد وارتكاب حوادث القتل ولاسيما ضد أنصار أخيه.
وحاولت "جوليا دومنا" التدخل لتحد من تصرفات ابنها الطائشة وخاصة عندما قرر غزو الشرق تشبهاً بـ "الاسكندر المقدوني" فانتقل إلى "أنطاكية" وعهد لوالدته تصريف أمور الحكم، واعتبرها أمينة سره تستلم الرسائل وتجيب عليها، وكذلك تستقبل رجال الدولة.
أخيرا قتل "كركلا" بخطة مدبرة، وتم نفي "جوليا" إلى "أنطاكية".
لم يكن "لجوليا" أن تحتمل موت زوجها وابنيها، إضافة إلى إصابتها بسرطان الصدر، ما أضاف آلاما إلى آلامها، ورغم ذلك حاولت النسيان متوعدة بالانتقام من قاتل ولدها الذي أدرك ما تريد وهو بسبب خشيته وضعفه أمام ما قد تدبر له، وعندما فشل بأساليبه المهذبة في التعامل معها، أرسل شرذمة من جنوده لإلقاء القبض عليها وإرجاعها إلى "حمص"، مدينتها الأصلية.
وفاتها
رفضت "جوليا" الذهاب، فحاصرها الضابط المبعوث دون أن يتجاسر على اقتحام غرفتها، ولأنها رفضت كل ما قدم إليها من طعام أو شراب، اعتراها النحول وخيبة الأمل، فماتت وكانت في الخامسة والأربعين من عمرها..
دفنت بادئ الأمر في "أنطاكية" بعد أن حرقت جثتها، لكن شقيقتها التي تدربت على يدها "جوليا ماسيا" وبعد أن استلمت السلطة، أمرت بنبش القبر ونقلت قارورة الرماد التي تحمل جثتها، وكذلك قارورة تحمل رماد جسم ولدها المغدور "جيتا" لتدفنهما في المقبرة الإمبراطورية للانطوائيين..
هكذا كانت "جوليا دومنا" السيدة الحمصية ذات الجلالة الإمبراطورية، البارعة الجمال، العبقرية المتوقدة الذكاء، كانت مثال الأم والزوجة.. مثال القائدة والصابرة... بحق، كانت مثال الملكة السورية.
سلالتها من أولادها لا تزال موجودة حتى يومنا هذا وهي موجودة في مدينة حمص ويقال أن هذه السلالة تسمى آل (سفور)نسبة إلى سبتيموس سيفيروس وتوجد وثائق مسجلة في كنيسة أم الزنار المشهورة تثبت نسبهم إلى هذه السلالة الإمبراطورية.
ذكر بعض المؤرخين أن (جوليا دومنه) كانت نادرة الوجود عند السيدات الرومانيات الحقيقيات، بينما ذكر آخرون أن أخلاقها كانت موضع الريبة، رغم أن المؤرخ ديو، لا يذكرها بأي سوء، ويذكرون أن (جوليا) تعود إلى أصل وضيع، وكان اسم أبيها (باسيانس) يعني (الوضيع) بينما اسمها (دومنه) يعني (سيدة).
*************
لعب أبناء المشرق العربي دوراً مهماً في تاريخ الرومان وحضارتهم وقد شمل ذلك معظم الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
النشأة
جوليا دومنا أميرة رومانية من أصل سوري. ولدت في حمص حوالي سنة 158، وهي ابنة كاهن الشمس في حمص، ويدعى باسيانوس، وتزوجها الإمبراطور الروماني سبتيموس سفيروس فكانت الزوجة الثانية له، وساعدته في تصريف شؤون الدولة، وكان كبير مستشاري الإمبراطور قريبا لها، وهو الفقيه (بابينيان).
وصفت بأنها كانت على جانب عظيم من الجمال والعقل والمقدرة السياسية والأدبية فسيطرت على زوجها، وكانت محاطة بعدد من الفلاسفة والمفكرين.
حياتها الخاصة
تزوجت في العام 187 م من القائد سيبتيموس سيفيروس، قائد الفرقة (المعسكر) الرابعة في الجيش الروماني، المعسكرة في الولاية الرومانية السورية.
في الرابع من نيسان 188 م أنجبت جوليا دومنا أبنها الأول كاراكلا، في ليون حيث أقامت الأسرة لعمل سبتيموس سيفيروس كحاكم لإقليم (Lugdunensis)،ثم انتقلت بعدها الأسرة إلى روما حيث ولد الابن الثاني غيتا في السابع من آذار 189 م بين 191- 193 م انتقلت الأسرة إلى كارنوتوم (Carnuntum) في النمسا شرق فينا .
في 9 أبريل 193 م نادى به الجنود ليكون القيصر، وفي التاسع من حزيران دخل روما، ونالت جوليا دومنا لقب المعظمة (Augusta) .
عائلة سيفروس - جوليا دومنا - كاراكالا - غيتا و لكنه ممحي
رعايتها للمفكرين والعلماء السوريين
ولأنها الزوجة السورية لإمبراطور "روما"، فقد فتحت أبواب قصرها للسوريين الذين وفدوا إليها كعلماء ومفكرين وفلاسفة ورجال دين واستعانت "جوليا" بعدد منهم، أمثال قريبها الفقيه "بابيان" ثم "أولبيان" و"ديوجين" كاتب التراجم و"ديو كاشيوس" المؤرخ و"فيلو سترات" السفسطائي. وباستقدام "جوليا دومنا" لهؤلاء العلماء السوريين أخذت الأفكار الشرقية تظهر في "روما"، وشيئاً فشيئاً امتد النفوذ السوري إلى السياسة، فاحتل الكثير من السوريين المناصب الهامة في "روما"، وكانت البداية في مجلس الشيوخ ثم منصب رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الحكام والوزراء، ومناصب الجيش.
أما بالنسبة للمجلس الاستشاري الذي أحدثته "جوليا" لمساعدة الإمبراطور، فقد ضم العلماء والفلاسفة والأدباء من سائر المناطق الشرقية والعربية، استدعتهم الأميرة لتعيينهم بمناصب الدولة التي أصبحت وقفاً على السوريين في الإمبراطورية، وهكذا أصبح القصر ملتقى للمناظرات والمحاضرات يضم كل المشاهير، ومن كل علم وفن.
القيصرة
رافقت جوليا دومنا زوجها في المعارك التي خاضها في الشرق من 195 م حتى 211 م وكانت منذ بدايات هذه الحروب قد نالت لقب الشرف أم المعسكر (mater castrorum)، وأن كان القائد بلاوتيان (Gaius Fulvius Plautianus) قد حاول الوقوف في وجهها ومنعها من تحقيق نفوذ كبير لها في الحكم، إلا أنها بعد موته (205 م) على يد كركلا استطاعت أن تمارس دورها كحاكمة إلى جانب زوجها، ألا أن السنتين اللاحقتين كانتا مشحونتان بالخلافات بين ولديها كاراكلا وغيتا، الذين توجب أن يحكما معاً وفق إرادة والديهما .
صراع الأخوة
بعد موت سيبتيموس سيفيروس في الرابع من شباط 211 م خلال معارك في بريطانيا، تولى الحكم -حسب رغبته- كاراكلا وغيتا معاً، وإن كانت لكركلا الكلمة الفصل كونه الأكبر سناً (البكر)، وبسبب العداء المستحكم بينهما، اقتربت الأمور من الحرب الأهلية في الإمبراطورية الرومانية.
حتى أن المؤرخ هيروديان يكتب عن انشقاق متوقع في الإمبراطورية، بحيث يحكم غيتا الجزء الشرقي، لكنه يبدو أن جوليا دومنا كانت قد عارضت هذا الفعل، وحالت دون وقوعه.
القيصرة أم القيصر
تركت حادثة قتل غيتا جرحاً عميقاً في وجدان جوليا دومنا، كما عبر عن ذلك المؤرخ كاسيوس ديو (Lucius Claudius Cassius Dio Cocceianus)، ولم تعد علاقتها بكركلا كما كانت، ومع ذلك ظلت تعامل بفائق الاحترام، حتى أنها كانت المسؤولة عن شؤون الإمبراطورية الرومانية من الناحية الإدارية، حيث ركز كركلا جهوده في الحروب و المعارك.
وقد تابعت جوليا دومنا اهتمامها بالآداب والفلسفة والفنون، من خلال عقد حلقات للأدباء والفلاسفة في قصرها، منهم الكاتب فيلوستراتوس (Flavius Philostratos) الذي ألف كتاب -بناء على طلب جوليا دومنا- عن حياة الفيلسوف الفيثاغوري أبوللونيوس (Apollonius of Tyana) والذي أنهاه بعد مماتها .
في العام 214 م كانت جوليا دمنا في سوريا مع ولدها كركلا الذي بدأ سلسة معاركه مع الفرس، وفي الثامن من نيسان عام 217 م وأثناء تواجده في الرها في شرق سوريا قتله أحد الحراس بتحريض من القائد الروماني مكاريوس (Macrinus) الذي أصبح قيصراً من بعده.
بداية رحلة المعاناة
كما ذكرنا سابقاً أنجبت "جوليا" ولدين هما "أنطونيوس" و"جيتا" وقد شاركا أباهما الحكم كأباطرة، وبعد وفاة زوجها دفعت الغيرة الابن "أنطونيوس" إلى قتل أخيه غدراً.
كان الابن المغدور في حضرة والدته التي حاولت الدفاع عنه فأخفقت وتقطعت أصابعها من سيوف الجند الذين أحضرهم "أنطونيوس" لاغتيال أخيه.
وبدأت حقيقة مأساة هذه السيدة المفجوعة بموت زوجها وابنها ، لكن لم تستطع إلا أن تساعد ابنها "أنطونيوس" والذي لقب "بكركلا"، في حكمه الموروث غدراً..
سرعان ما بدأت اللعنة والكراهية تنصبان على "كركلا"، ليس فقط لأنه قاتل أخيه كما سماه الشعب، بل أيضاً بسبب تماديه في الحقد وارتكاب حوادث القتل ولاسيما ضد أنصار أخيه.
وحاولت "جوليا دومنا" التدخل لتحد من تصرفات ابنها الطائشة وخاصة عندما قرر غزو الشرق تشبهاً بـ "الاسكندر المقدوني" فانتقل إلى "أنطاكية" وعهد لوالدته تصريف أمور الحكم، واعتبرها أمينة سره تستلم الرسائل وتجيب عليها، وكذلك تستقبل رجال الدولة.
أخيرا قتل "كركلا" بخطة مدبرة، وتم نفي "جوليا" إلى "أنطاكية".
لم يكن "لجوليا" أن تحتمل موت زوجها وابنيها، إضافة إلى إصابتها بسرطان الصدر، ما أضاف آلاما إلى آلامها، ورغم ذلك حاولت النسيان متوعدة بالانتقام من قاتل ولدها الذي أدرك ما تريد وهو بسبب خشيته وضعفه أمام ما قد تدبر له، وعندما فشل بأساليبه المهذبة في التعامل معها، أرسل شرذمة من جنوده لإلقاء القبض عليها وإرجاعها إلى "حمص"، مدينتها الأصلية.
وفاتها
رفضت "جوليا" الذهاب، فحاصرها الضابط المبعوث دون أن يتجاسر على اقتحام غرفتها، ولأنها رفضت كل ما قدم إليها من طعام أو شراب، اعتراها النحول وخيبة الأمل، فماتت وكانت في الخامسة والأربعين من عمرها..
دفنت بادئ الأمر في "أنطاكية" بعد أن حرقت جثتها، لكن شقيقتها التي تدربت على يدها "جوليا ماسيا" وبعد أن استلمت السلطة، أمرت بنبش القبر ونقلت قارورة الرماد التي تحمل جثتها، وكذلك قارورة تحمل رماد جسم ولدها المغدور "جيتا" لتدفنهما في المقبرة الإمبراطورية للانطوائيين..
هكذا كانت "جوليا دومنا" السيدة الحمصية ذات الجلالة الإمبراطورية، البارعة الجمال، العبقرية المتوقدة الذكاء، كانت مثال الأم والزوجة.. مثال القائدة والصابرة... بحق، كانت مثال الملكة السورية.
سلالتها من أولادها لا تزال موجودة حتى يومنا هذا وهي موجودة في مدينة حمص ويقال أن هذه السلالة تسمى آل (سفور)نسبة إلى سبتيموس سيفيروس وتوجد وثائق مسجلة في كنيسة أم الزنار المشهورة تثبت نسبهم إلى هذه السلالة الإمبراطورية.
ذكر بعض المؤرخين أن (جوليا دومنه) كانت نادرة الوجود عند السيدات الرومانيات الحقيقيات، بينما ذكر آخرون أن أخلاقها كانت موضع الريبة، رغم أن المؤرخ ديو، لا يذكرها بأي سوء، ويذكرون أن (جوليا) تعود إلى أصل وضيع، وكان اسم أبيها (باسيانس) يعني (الوضيع) بينما اسمها (دومنه) يعني (سيدة).
*************
Comment