أشهر السفاحين
جمال المصري :
ـ ارتكبت جريمتي ثأراً لشرفي المهدور
ـ ضميري مرتاح ... والإعدام لايخيفني
**أشهر سفاحي القرن
" نعم أنا قاتل !!.. ولكن من أجل الشرف قتلت .... كيف للإنسان أن يعيش وشرفه مهدراً ؟.. هل هناك أغلى من الشرف في الدنيا ؟ ... قبل أن تحاكموني ... استمعوا إلى مأساتي " .. هكذا كانت كلمات (( جمال المصري )) قاتل بنات شقيقته .... والذي سوابق اتهام في قضيتي قتل أخرى .
ملفه الإجرامي مدون به (( 4 )) جرائم قتل ويعتبره البعض سفاح الألفية الثالثة المتهم بقتل ابنتا شقيقته خرج من السجن من شهور لم تتعدى 6 شهور وأمام رفض أشقائه بالعيش معه.. أصبحت شقيقته فاطمة هي المركز الرئيسي لاقامتة.. الأمر الذي جعله يتعرف على كل خبايا منزل أخته.. الخال اكتشف الغراميات لابنة أخته مع ابن زوج الأم ... وعرف أن شقيقته كانت نجمة جلسات النميمة في القرية عقب وفاة زوجها لارتباطها بعلاقة حب مع زوجها الحالي الذي تزوجها بعد أن ضغط عليه..
ولكن بعد شهور قليلة من الاقامة والتردد على منزل شقيقته اكتشف أن فضائح ابنة أخته سوف تكبر بعد أن أصبحت رمزا للإنحراف وسوء الأخلاق في نظر جميع سكان القرية ... الأمر الذي جعله يعد خطة الانتقام ويصدر قرار الإعدام على شقيقته وابنتيها (( إيمان )) و (( هدى )) و زوج الأخت وابنه .... وحان وقت التنفيذ بعد أن سيطر الشيطان على مركز اتخاذ القرار في عقل (( جمال المصري )) ... وكانت الجريمة ...
مع صباح يوم جديد تحول منزل شقيقة جمال الى ميدان كثير الحركة ... هي ترغب في أن تلحق بعملها ، زوجها خرج مع أول ضوء للنهار ، إيمان وهدى دقائق و يستيقظن من النوم استعداداً للذهاب الى المدرسة .... أما الصغيرة التي لم يتعدى عمرها 10 سنوات فمدرستها قريبة الأمر الذي يجعلها تنعم بدقائق أكثر في النوم.
هكذا كان عقل (( جمال المصري )) يرسم الصورة المتوقعة لاجتماع العائلة لينفذ جريمته.
ولكن خرجت شقيقته مسرعة لعملها .... وزوجها غادر دون أن يشاهده .... وابن الزوج لم يأتي للمنزل ... ولكن هناك اثنين من المطلوب تنفيذ حكم الإعدام عليهما .
سار نحو حجرة نوم إيمان وهدى أيقظ الأولى وذبحها .... ثم الثانية و ماتت في صمت .... ولم يشهد على الجريمة إلا الابنة الصغيرة التي شاهدت خالها يقتل شقيقتيها .... ولزمت الصمت خوفاً على حياتها ولكن مع خروجه من المنزل .. " الحقوني " ..
وروت الصغيرة (( بسمة )) تفاصيل الجريمة وتلقت مباحث الجيزة بلاغا بالواقعة وكانت تعليمات اللواء (( عبدالجواد أحمد )) مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة القبض على المتهم .... وتحقق ذلك حيث سقط (( جمال المصري )) في لحظات وجيزة من وصول البلاغ الى الشرطة.
الأم لم تستطع أن تخفي أحزانها أو تتماسك .... كان الضعف والأحزان هما عنوان وجهها .... أما زوج الأم فسيطر عليه الخوف خاصة أنه علم أن السفاح كان يرغب بقتله لأنه يرى أن الزوج هو بوابة الفساد الذي ساد منزل شقيقته ..
وتذكرت الأم وصايا بناتها بأن يحترما خالهما .... و كانت تشعر في قرارة نفسها أنه يضمر لها شراً .... ولكنها لم تتوقع أن يكون القتل هو هذا الشر .
وكانت هذه هى اعترافات السفاح
يتحدث عن جريمته فيقول :
أنا كنت أخطط للجريمة منذ حوالي ثلاث أشهر .... في ذلك الوقت كنت في بداية أيام الحرية التي عادت لي بعد الافراج عني وخروجي من السجن بانقضاء زمن العقوبة المقررة علي ....
و عندما خرجت الى الدنيا خذلني شقيقي ..... ونقلت اقامتي إلى منزل شقيقتي .... وبدأت أشعر بتصرفات غريبة في منزلها ..... فكنت أرى الرجال يترددون على المنزل وهذا لا يليق بأرملة مثلها لن يرحمها كلام الناس .... وصدقت توقعاتي .... فانتشرت الأقاويل عن علاقة شقيقتي بأحد شبان القرية الأمر الذي جعلني أذهب اليه لأعرف ماذا يخطط .... ولكنه طلب شقيقتي للزواج .... وتم الزفاف في منزلها وعاش معهم.
لم تتبدد ظنوني وشكوكي .... كنت أرى إبن زوج شقيقتي متواجد في المنزل مع بنات أختي وكنت أرى الاضطراب في عيون بنات شقيقتي الأمر الذي جعلني أجزم أن هناك علاقة بين الشاب وبنات أختي ...
ولم يكن أمامي سوى تقديم النصح لهما و قررت وضع مراقبة خفية على الفتاتين .... لم يشعر أحد بما كنت افعله .... واكتشفت أن ابنة أختي (( ايمان )) تذهب الى منزل ابن زوج أمها سراً .... دون أن تخبر أحد بذلك ...ولأن القرية صغيرة فانتشر الكلام عن سوء خلق ابنة شقيقتي وعلاقتها بـ (( تامر )) ابن زوج أمها.
وتحركت أهدد وأدافع عن شرفي وهددت روميو بالقتل إذا لم يبتعد عن ابنتي شقيقتي وخاصة (( ايمان )) .... ولكن لم يهتم بكلامي واعتبرني أستعرض عضلاتي أمامه ... ومن يومها قررت الانتقام ليس من روميو ولكن من أختي وبناتها والشيطان زوج أختي العريس الذي وضعنا في بورصة الشائعات وكلام الناس .... وفتح الطريق أمام ابنه حتى يعربد في منزل شقيقتي مع بناتها اللاتي تأثرن بسينما الرومانسية وأفلام الحب التي تعرض في التلفاز ...
ودون أن أدري وجدت شعور الانتقام يتزايد بداخلي.. خاصة بعد أن رفض زوج شقيقتي الموافقة على زواج (( ايمان )) بالرغم من علمه أنني وعدت العريس .... ولكنه أحرجني دون أن أعرف السبب.
وحاولت أن أعرف موقف شقيقتي فألقت قرار الموافقة في ملعب ابنتها المغرمة بابن زوج أمها ... الأمر الذي جعلني أشعر بأنني في طريقي للجنون .... فليس هناك عروس ترفض عريس ميسور الحال .... ويوافق على الارتباط بفتاة يتحاكى بسلوكها وغرامياتها أهل القرية..
وعندما علم العريس بالرفض فاجأني بالمعلومات التي وصلت اليه عن سلوك العروس قال لي إن أهل القرية اخبروه عن غرامياتها مع ابن زوج أمها .... هنا شعرت بالهزيمة القوية .. و أصدرت قراري الأخير بالإعدام لهم جميعا بعد فشلي في إصلاح حال منزل شقيقتي .
رسمت الخطة لقتل شقيقتي سبب شقائي الأول .... وابنتها ايمان مصدر الشائعات وشقيقتها هدى التي اكتشفت أيضا أنها (( ناضورجي الغرام )) .... وأن كل طقوس الغرام تتم بمساعدتها ... بخلاف أنها فصلت من المدرسة لسوء السلوك .... بالإضافة الى زوج شقيقتي وابنه .
أكثر من شهر وأنا أراقب تحركات الخمسة .... كنت أترقب لحظة الصفر لتنفيذ الجريمة .... و لم أخطط للهرب بعد اكتشاف أمري لأن ذلك لم يكن في خلايا تفكيري .... كنت أفكر فقط في غسل عاري .
ولم يحقق القدر أمنيتي فلم يتجمع الأفراد الخمسة المطلوب اعدامهم بقراري .. فقررت أن أقتل على مراحل .... و تخلصت من ايمان وهدى في لحظة واحدة كل منهما كانت نائمة أيقظت الأولى وذبحتها دون أن يصدر منها صوت .... ثم الأخرى .... والغريب أنني لم أشعر بالخوف بل كنت مثل القائد العسكري المنتصر .... وكنت سعيدا بنجاح خطتي في الثأر لشرفي وغسل عاري حتى لو كان السجن هو مصيري لأنني عرفت حياة السجن من قبل.
وبصوت يغلب عليه الشجن .. كانت أحزان سفاح الألفية الثالثة هي إنه فشل في قتل شقيقته وزوجها وابن الزوج حتى يكون عقابه النهائي معروف له .
أشهر السفاحين
عرفت مصر حكايات عديدة عن عالم السفاحين الذين أصبحوا نجوما لعالم الجريمة.. وإن كان البعض منهم من نسج خيال البسطاء..
كان أشهرهم (( محمود أمين سليمان )) الذي بسببه تم تأميم الصحافة المصرية لكي تكون مملوكة للدولة.
ويأتي في المرتبة الثانية سفاح (( روض الفرج )) الذي تخصص في قتل النساء .... ثم سفاح (( كرموز )) الذي يعد أخطر مجرم في القرن الماضي.
ويعد (( محمود أمين سليمان )) الأشهر في دنيا السفاحين .... حيث ظهر في الستينيات .... وأغرت وقائع حياته وسيرتها أديب نوبل (( نجيب محفوظ )) ليخصص له رواية كاملة ... "اللص والكلاب" التي أنتجتها السينما لتكون من روائع السينما العربية ... ويوم مصرعه كان قرار تأميم الصحافة ... عندما نشرت الصحف خبر وفاته قبل نشر خبر زيارة جمال عبدالناصر لباكستان و يتردد أن العامل نسى وضع خط بين عنوان السفاح وعنوان عبدالناصر .... فظن الناس أن الخبر عن عبدالناصر .... وهناك رواية أخرى تقول أن المقربون من عبدالناصر أخبروه بأن أنباء السفاح أصبحت أهم من رئيس الدولة.
ويوم سقوط (( محمود أمين )) لم يكن قتله أمرا سهلاُ فقد تم حصاره لمدة 75 دقيقة ومات بعد أن اخترق جسده 17 طلقة .... ولم يستطع أي فرد الحصول على تصريحات منه سوى كلمات قليلة قالها قبل أن يلفظ أنفاسه.
سفاح الأطفال
وسقط سفاح الأطفال المعروف باسم المهندس (( صلاح )) الذي كان كل ضحاياه من الأطفال الذين كان يقتلهم بعد أن يقوم بتعذيبهم.. سقط في يد العدالة عندما نجح طفل في الهروب وارشاد البوليس عنه.. ويتردد أن عدد ضحاياه تجاوز 200 طفل.
أما (( سعد اسكندر عبدالمسيح )) نجم الساحة في عام 1948 حتى عام 1953 م والشهير بـ (( سفاح كرموز )) .. كان هو الشيطان الذي يخشاه أي إنسان يرغب في الأمان .. قدم للمحاكمة 4 مرات أصدرت المحكمة أول حكم لها بالأشغال الشاقة المؤبدة مرتين ثم صدر حكمين بالاعدام .... بنهاية سفاح كرموز أغلف ملف أخطر مجرم ظهر في مصر خلال منتصف القرن الماضي.
سفاح بني مزار
(( عيد بكر عبدالرحيم دياب )) .... حجز لنفسه مكانا في بورصة السفاحين .... وهو سفاح بني مزار ... تحول من لص ماشية الى مجرم خطير تتسابق الوكالات العالمية للفوز بخبر عنه ...
عيد بكر متهم بقتل 56 مواطن .... بالاضافة الى رقم كبير في الاعتداء على الفتيات وممارسة البلطجة على العديد من سكان المنيا.
كان في بداية حياته لص ماشية .... يسرق على مستوى القرية .... لم يكن له اسم في دنيا الجريمة.. فقرر الاحتراف فانضم الى المطاريد في الجبل بهدف أن يكون له اسم في دنيا الجريمة وبالفعل تعلم كل دهاء وقسوة المطاريد .... وتحول قلبه الى قطعة سوداء مثل الصحراء التي أصبحت مأوى له ....
أول جريمة في سجل (( عيد )) كانت قتله لشقيقين معا وألقى بالجثتين في بحر يوسف .... ثم قتل صديق له .... وعندما انتشر خبر أن عائلة صديقه تنوي الثأر .... استدرجهم بالحيلة وتربص لهم في يوم جمعة .... وأطلق رصاصه الذي أصاب وقتل 25 مواطن منهم من ليس له ذنب سوى أنه كان متواجد في مسرح الجريمة..
وبعد الحادث بأيام قليلة قتل سبعة آخرين وأصاب مثلهم عندما أطلق الرصاص على المواطنين فوق أحد الكباري .... كما نزع كبد أحد ضحاياه وقدمها لابنه حتى يكون قوي القلب مثله فهو يرغب في أن يكون مثله سفاح لا يخشى شئ في الدنيا.
وكان يوم سقوط عيد "عيدا" لكل البسطاء والحالمين بالأمن في صعيد مصر.. حيث قتل برصاص الشرطة بعد الحصار .... و رحل سفاح بني مزار الذي كان نجما للجريمة في نهاية القرن العشرين وترك في سيرته مآسي .... وضحايا لشيطانه.
سفاح النساء
روض الفرج أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة ظهر فيها سفاح عرف باسم (( مصطفى خضر )) ..... خلال الثمانينيات من القرن الماضي و ظل لأكثر من 15 سنة بعيدا عن يد العدالة .... كانت أول جريمة له قتل صديقه .... ثم جارته الحسناء التي اصطحبها الى منطقة مهجورة و حاول الاعتداء عليها ... فقاومت الأمر الذي جعله يقرر الانتقام منها فقدم لها الطعام مدسوسا بسم الفئران .... و فارقت الحياة سريعا لكنه اغتصبها قبل أن تلفظ أنفاسها ... ونفذ جريمة ضد ابنة عمه بنفس الطريقة.. وتم القاء القبض عليه قبل أن يقضي على حياة الضحية التاسعة في عام 1996 وكان حبل المشنقة هو نهاية سفاح روض الفرج.
وتردد أن هناك سفاح ظهر في المطرية كان سجل جرائمه يتجاوز 12 جريمة قتل .... في عام 1996م سقط (( أحمد حلمي )) السفاح الذي أصاب الجميع بالحسرة ... فهو شاب لم يتجاوز عمره 30 عاما .... نشأ في كنف أسرة ميسورة الحال .... ولا أحد يعرف كيف كانت دنيا الجريمة هي نهايته.
كانت أول جريمة له هي قتل 3 أشخاص دفعة واحدة .... الشغالة .... وصاحبا الفيلا وظل لفترة مطاردا من قبل البوليس .... ولكنه في النهاية سقط.
حاول دفاعه أن يثبت أن المتهم مجنون ولكن فشلت حيلة الدفاع وتمت محاكمته وأصدرت المحكمة حكم الاعدام على السفاح الذي عرف بأنه ابن الذوات.
جمال المصري :
ـ ارتكبت جريمتي ثأراً لشرفي المهدور
ـ ضميري مرتاح ... والإعدام لايخيفني
**أشهر سفاحي القرن
" نعم أنا قاتل !!.. ولكن من أجل الشرف قتلت .... كيف للإنسان أن يعيش وشرفه مهدراً ؟.. هل هناك أغلى من الشرف في الدنيا ؟ ... قبل أن تحاكموني ... استمعوا إلى مأساتي " .. هكذا كانت كلمات (( جمال المصري )) قاتل بنات شقيقته .... والذي سوابق اتهام في قضيتي قتل أخرى .
ملفه الإجرامي مدون به (( 4 )) جرائم قتل ويعتبره البعض سفاح الألفية الثالثة المتهم بقتل ابنتا شقيقته خرج من السجن من شهور لم تتعدى 6 شهور وأمام رفض أشقائه بالعيش معه.. أصبحت شقيقته فاطمة هي المركز الرئيسي لاقامتة.. الأمر الذي جعله يتعرف على كل خبايا منزل أخته.. الخال اكتشف الغراميات لابنة أخته مع ابن زوج الأم ... وعرف أن شقيقته كانت نجمة جلسات النميمة في القرية عقب وفاة زوجها لارتباطها بعلاقة حب مع زوجها الحالي الذي تزوجها بعد أن ضغط عليه..
ولكن بعد شهور قليلة من الاقامة والتردد على منزل شقيقته اكتشف أن فضائح ابنة أخته سوف تكبر بعد أن أصبحت رمزا للإنحراف وسوء الأخلاق في نظر جميع سكان القرية ... الأمر الذي جعله يعد خطة الانتقام ويصدر قرار الإعدام على شقيقته وابنتيها (( إيمان )) و (( هدى )) و زوج الأخت وابنه .... وحان وقت التنفيذ بعد أن سيطر الشيطان على مركز اتخاذ القرار في عقل (( جمال المصري )) ... وكانت الجريمة ...
مع صباح يوم جديد تحول منزل شقيقة جمال الى ميدان كثير الحركة ... هي ترغب في أن تلحق بعملها ، زوجها خرج مع أول ضوء للنهار ، إيمان وهدى دقائق و يستيقظن من النوم استعداداً للذهاب الى المدرسة .... أما الصغيرة التي لم يتعدى عمرها 10 سنوات فمدرستها قريبة الأمر الذي يجعلها تنعم بدقائق أكثر في النوم.
هكذا كان عقل (( جمال المصري )) يرسم الصورة المتوقعة لاجتماع العائلة لينفذ جريمته.
ولكن خرجت شقيقته مسرعة لعملها .... وزوجها غادر دون أن يشاهده .... وابن الزوج لم يأتي للمنزل ... ولكن هناك اثنين من المطلوب تنفيذ حكم الإعدام عليهما .
سار نحو حجرة نوم إيمان وهدى أيقظ الأولى وذبحها .... ثم الثانية و ماتت في صمت .... ولم يشهد على الجريمة إلا الابنة الصغيرة التي شاهدت خالها يقتل شقيقتيها .... ولزمت الصمت خوفاً على حياتها ولكن مع خروجه من المنزل .. " الحقوني " ..
وروت الصغيرة (( بسمة )) تفاصيل الجريمة وتلقت مباحث الجيزة بلاغا بالواقعة وكانت تعليمات اللواء (( عبدالجواد أحمد )) مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة القبض على المتهم .... وتحقق ذلك حيث سقط (( جمال المصري )) في لحظات وجيزة من وصول البلاغ الى الشرطة.
الأم لم تستطع أن تخفي أحزانها أو تتماسك .... كان الضعف والأحزان هما عنوان وجهها .... أما زوج الأم فسيطر عليه الخوف خاصة أنه علم أن السفاح كان يرغب بقتله لأنه يرى أن الزوج هو بوابة الفساد الذي ساد منزل شقيقته ..
وتذكرت الأم وصايا بناتها بأن يحترما خالهما .... و كانت تشعر في قرارة نفسها أنه يضمر لها شراً .... ولكنها لم تتوقع أن يكون القتل هو هذا الشر .
وكانت هذه هى اعترافات السفاح
يتحدث عن جريمته فيقول :
أنا كنت أخطط للجريمة منذ حوالي ثلاث أشهر .... في ذلك الوقت كنت في بداية أيام الحرية التي عادت لي بعد الافراج عني وخروجي من السجن بانقضاء زمن العقوبة المقررة علي ....
و عندما خرجت الى الدنيا خذلني شقيقي ..... ونقلت اقامتي إلى منزل شقيقتي .... وبدأت أشعر بتصرفات غريبة في منزلها ..... فكنت أرى الرجال يترددون على المنزل وهذا لا يليق بأرملة مثلها لن يرحمها كلام الناس .... وصدقت توقعاتي .... فانتشرت الأقاويل عن علاقة شقيقتي بأحد شبان القرية الأمر الذي جعلني أذهب اليه لأعرف ماذا يخطط .... ولكنه طلب شقيقتي للزواج .... وتم الزفاف في منزلها وعاش معهم.
لم تتبدد ظنوني وشكوكي .... كنت أرى إبن زوج شقيقتي متواجد في المنزل مع بنات أختي وكنت أرى الاضطراب في عيون بنات شقيقتي الأمر الذي جعلني أجزم أن هناك علاقة بين الشاب وبنات أختي ...
ولم يكن أمامي سوى تقديم النصح لهما و قررت وضع مراقبة خفية على الفتاتين .... لم يشعر أحد بما كنت افعله .... واكتشفت أن ابنة أختي (( ايمان )) تذهب الى منزل ابن زوج أمها سراً .... دون أن تخبر أحد بذلك ...ولأن القرية صغيرة فانتشر الكلام عن سوء خلق ابنة شقيقتي وعلاقتها بـ (( تامر )) ابن زوج أمها.
وتحركت أهدد وأدافع عن شرفي وهددت روميو بالقتل إذا لم يبتعد عن ابنتي شقيقتي وخاصة (( ايمان )) .... ولكن لم يهتم بكلامي واعتبرني أستعرض عضلاتي أمامه ... ومن يومها قررت الانتقام ليس من روميو ولكن من أختي وبناتها والشيطان زوج أختي العريس الذي وضعنا في بورصة الشائعات وكلام الناس .... وفتح الطريق أمام ابنه حتى يعربد في منزل شقيقتي مع بناتها اللاتي تأثرن بسينما الرومانسية وأفلام الحب التي تعرض في التلفاز ...
ودون أن أدري وجدت شعور الانتقام يتزايد بداخلي.. خاصة بعد أن رفض زوج شقيقتي الموافقة على زواج (( ايمان )) بالرغم من علمه أنني وعدت العريس .... ولكنه أحرجني دون أن أعرف السبب.
وحاولت أن أعرف موقف شقيقتي فألقت قرار الموافقة في ملعب ابنتها المغرمة بابن زوج أمها ... الأمر الذي جعلني أشعر بأنني في طريقي للجنون .... فليس هناك عروس ترفض عريس ميسور الحال .... ويوافق على الارتباط بفتاة يتحاكى بسلوكها وغرامياتها أهل القرية..
وعندما علم العريس بالرفض فاجأني بالمعلومات التي وصلت اليه عن سلوك العروس قال لي إن أهل القرية اخبروه عن غرامياتها مع ابن زوج أمها .... هنا شعرت بالهزيمة القوية .. و أصدرت قراري الأخير بالإعدام لهم جميعا بعد فشلي في إصلاح حال منزل شقيقتي .
رسمت الخطة لقتل شقيقتي سبب شقائي الأول .... وابنتها ايمان مصدر الشائعات وشقيقتها هدى التي اكتشفت أيضا أنها (( ناضورجي الغرام )) .... وأن كل طقوس الغرام تتم بمساعدتها ... بخلاف أنها فصلت من المدرسة لسوء السلوك .... بالإضافة الى زوج شقيقتي وابنه .
أكثر من شهر وأنا أراقب تحركات الخمسة .... كنت أترقب لحظة الصفر لتنفيذ الجريمة .... و لم أخطط للهرب بعد اكتشاف أمري لأن ذلك لم يكن في خلايا تفكيري .... كنت أفكر فقط في غسل عاري .
ولم يحقق القدر أمنيتي فلم يتجمع الأفراد الخمسة المطلوب اعدامهم بقراري .. فقررت أن أقتل على مراحل .... و تخلصت من ايمان وهدى في لحظة واحدة كل منهما كانت نائمة أيقظت الأولى وذبحتها دون أن يصدر منها صوت .... ثم الأخرى .... والغريب أنني لم أشعر بالخوف بل كنت مثل القائد العسكري المنتصر .... وكنت سعيدا بنجاح خطتي في الثأر لشرفي وغسل عاري حتى لو كان السجن هو مصيري لأنني عرفت حياة السجن من قبل.
وبصوت يغلب عليه الشجن .. كانت أحزان سفاح الألفية الثالثة هي إنه فشل في قتل شقيقته وزوجها وابن الزوج حتى يكون عقابه النهائي معروف له .
أشهر السفاحين
عرفت مصر حكايات عديدة عن عالم السفاحين الذين أصبحوا نجوما لعالم الجريمة.. وإن كان البعض منهم من نسج خيال البسطاء..
كان أشهرهم (( محمود أمين سليمان )) الذي بسببه تم تأميم الصحافة المصرية لكي تكون مملوكة للدولة.
ويأتي في المرتبة الثانية سفاح (( روض الفرج )) الذي تخصص في قتل النساء .... ثم سفاح (( كرموز )) الذي يعد أخطر مجرم في القرن الماضي.
ويعد (( محمود أمين سليمان )) الأشهر في دنيا السفاحين .... حيث ظهر في الستينيات .... وأغرت وقائع حياته وسيرتها أديب نوبل (( نجيب محفوظ )) ليخصص له رواية كاملة ... "اللص والكلاب" التي أنتجتها السينما لتكون من روائع السينما العربية ... ويوم مصرعه كان قرار تأميم الصحافة ... عندما نشرت الصحف خبر وفاته قبل نشر خبر زيارة جمال عبدالناصر لباكستان و يتردد أن العامل نسى وضع خط بين عنوان السفاح وعنوان عبدالناصر .... فظن الناس أن الخبر عن عبدالناصر .... وهناك رواية أخرى تقول أن المقربون من عبدالناصر أخبروه بأن أنباء السفاح أصبحت أهم من رئيس الدولة.
ويوم سقوط (( محمود أمين )) لم يكن قتله أمرا سهلاُ فقد تم حصاره لمدة 75 دقيقة ومات بعد أن اخترق جسده 17 طلقة .... ولم يستطع أي فرد الحصول على تصريحات منه سوى كلمات قليلة قالها قبل أن يلفظ أنفاسه.
سفاح الأطفال
وسقط سفاح الأطفال المعروف باسم المهندس (( صلاح )) الذي كان كل ضحاياه من الأطفال الذين كان يقتلهم بعد أن يقوم بتعذيبهم.. سقط في يد العدالة عندما نجح طفل في الهروب وارشاد البوليس عنه.. ويتردد أن عدد ضحاياه تجاوز 200 طفل.
أما (( سعد اسكندر عبدالمسيح )) نجم الساحة في عام 1948 حتى عام 1953 م والشهير بـ (( سفاح كرموز )) .. كان هو الشيطان الذي يخشاه أي إنسان يرغب في الأمان .. قدم للمحاكمة 4 مرات أصدرت المحكمة أول حكم لها بالأشغال الشاقة المؤبدة مرتين ثم صدر حكمين بالاعدام .... بنهاية سفاح كرموز أغلف ملف أخطر مجرم ظهر في مصر خلال منتصف القرن الماضي.
سفاح بني مزار
(( عيد بكر عبدالرحيم دياب )) .... حجز لنفسه مكانا في بورصة السفاحين .... وهو سفاح بني مزار ... تحول من لص ماشية الى مجرم خطير تتسابق الوكالات العالمية للفوز بخبر عنه ...
عيد بكر متهم بقتل 56 مواطن .... بالاضافة الى رقم كبير في الاعتداء على الفتيات وممارسة البلطجة على العديد من سكان المنيا.
كان في بداية حياته لص ماشية .... يسرق على مستوى القرية .... لم يكن له اسم في دنيا الجريمة.. فقرر الاحتراف فانضم الى المطاريد في الجبل بهدف أن يكون له اسم في دنيا الجريمة وبالفعل تعلم كل دهاء وقسوة المطاريد .... وتحول قلبه الى قطعة سوداء مثل الصحراء التي أصبحت مأوى له ....
أول جريمة في سجل (( عيد )) كانت قتله لشقيقين معا وألقى بالجثتين في بحر يوسف .... ثم قتل صديق له .... وعندما انتشر خبر أن عائلة صديقه تنوي الثأر .... استدرجهم بالحيلة وتربص لهم في يوم جمعة .... وأطلق رصاصه الذي أصاب وقتل 25 مواطن منهم من ليس له ذنب سوى أنه كان متواجد في مسرح الجريمة..
وبعد الحادث بأيام قليلة قتل سبعة آخرين وأصاب مثلهم عندما أطلق الرصاص على المواطنين فوق أحد الكباري .... كما نزع كبد أحد ضحاياه وقدمها لابنه حتى يكون قوي القلب مثله فهو يرغب في أن يكون مثله سفاح لا يخشى شئ في الدنيا.
وكان يوم سقوط عيد "عيدا" لكل البسطاء والحالمين بالأمن في صعيد مصر.. حيث قتل برصاص الشرطة بعد الحصار .... و رحل سفاح بني مزار الذي كان نجما للجريمة في نهاية القرن العشرين وترك في سيرته مآسي .... وضحايا لشيطانه.
سفاح النساء
روض الفرج أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة ظهر فيها سفاح عرف باسم (( مصطفى خضر )) ..... خلال الثمانينيات من القرن الماضي و ظل لأكثر من 15 سنة بعيدا عن يد العدالة .... كانت أول جريمة له قتل صديقه .... ثم جارته الحسناء التي اصطحبها الى منطقة مهجورة و حاول الاعتداء عليها ... فقاومت الأمر الذي جعله يقرر الانتقام منها فقدم لها الطعام مدسوسا بسم الفئران .... و فارقت الحياة سريعا لكنه اغتصبها قبل أن تلفظ أنفاسها ... ونفذ جريمة ضد ابنة عمه بنفس الطريقة.. وتم القاء القبض عليه قبل أن يقضي على حياة الضحية التاسعة في عام 1996 وكان حبل المشنقة هو نهاية سفاح روض الفرج.
وتردد أن هناك سفاح ظهر في المطرية كان سجل جرائمه يتجاوز 12 جريمة قتل .... في عام 1996م سقط (( أحمد حلمي )) السفاح الذي أصاب الجميع بالحسرة ... فهو شاب لم يتجاوز عمره 30 عاما .... نشأ في كنف أسرة ميسورة الحال .... ولا أحد يعرف كيف كانت دنيا الجريمة هي نهايته.
كانت أول جريمة له هي قتل 3 أشخاص دفعة واحدة .... الشغالة .... وصاحبا الفيلا وظل لفترة مطاردا من قبل البوليس .... ولكنه في النهاية سقط.
حاول دفاعه أن يثبت أن المتهم مجنون ولكن فشلت حيلة الدفاع وتمت محاكمته وأصدرت المحكمة حكم الاعدام على السفاح الذي عرف بأنه ابن الذوات.
Comment