مذكرات الجندي المجهول

[متيلدا جرجس]

لقد كنت أمقت الحياة...بمجرد رؤيتي لأبي الذي عذبني منذ الصغر ولقد كنت أتعس انسان في تلك الفترات...لم يتسنى لي يوما ان أبتسم مع الآخرين فكان أبي ...يأخذني معه للحقل ...بينما أصدقائي
يلعبون ..وهذه التعاسة استمرت ترافقني طوال سنوات عمري.,,وعندما اصبحت بسن 18 سنة قررت ان اتابع حياتي كما أريد....ولكن لم أكن أعلم بأنه ينتظرني شيئا مرعبا أكثر ماوجدته عند أبي البائس.,
لقد أعلنت بتلك الفترة الدولة الالمانية التجيند الاجباري .,,فحاولت الهروب من المانيا الشرقية للغربية ولكن هتلر كان قد أعلن التجيند

بكلتا الدولتين....لقد شعرت بالاسى على نفسي ....لقد بكيت وبكيت ولكن بينما أبكي صادفني رجلا عجوزا طيبا ...حاول ان يواسيني..

فسألني :
لماذا ياأبني تشعر بالحزن .,,لم أستطع ان أتمالك نفسي فقد بكيت وصرخت لاول مرة بحياتي بوجه أنسان أنا بائس فمنذ ولدت

وارى البؤس يرافقني وكأنه صديق لي ...فأبتسم العجوز الطيب لبرهة وثم همس لي بكل رقة ولاول مرة أسمع كلام جميل ورقيق....ياأبني هذه الحياة مدرسة كبيرة واذ أستطعت ان تتعلم منها فأنت أجدر ان تستمر وتعيش فيها أكثر من الآخرين فأبتسمت للنصيحة الجميلة التي اشعرتني لاول مرة ...بقيمة لم اشعر بها من قبل...فقررت

الدخول للجيش الالماني ولقد تعلمت اشياءا كثيرة ....القوة والثبات وتحمل الحياة واتخاذ القرار ... ....وفي يوم من الأيام بينما كنا نائمين


سمعنا انذار بالحرب........فخرجنا من الثكنة والبعض خائف والآخرون صامدون وانا كنت حائر بين الخوف والصمود

ولكن شعرت بتلك اللحظات بضعف شديد لانها كانت حربا خطيرة...

وبينما انا وصديقي دخلنا الدبابة والسائق كان موجودا ولكن كانت طائرات العدو تملىء السماء وكأنها بركان من الدخان الكثيف


وكنا نراقب كل حركة للعدو بخوف......وفجأة سمعت أصوات قذائف الطائرات وأصبحنا نصرخ من الخوف وبتلك اللحظة تذكرت قول العجوز فقلت لنفسي يجب ان اكون أقوى من أصدقائي واشعرهم بالقوة ............وقررت ان أصرخ وأقول ياأصدقائي سنكسب الحرب لاننا الاقوى .......وشعرت بقوة وفرح لاول مرة بحياتي لانني فعلت شيئا مفيدا وهو الفرح برغم الموت الذي كنا نواجهه اثناء المعركة وبعد بضعة دقائق توقف كل شيء ....وسمعت اصواتا تصرخ:
لقد ربحنا الحرب ياألمان اهتفو لهتلر تحيا هتلر .......ومن شدة فرحي بكيت وهتفت لقد ربحت حياتي ...............وحضنني الاصدقاء انت الذي اعطيتنا الحماس والتشجيع فشكرا لك................فأبتسمت

وقولت لنفسي:
لقد خسرت الكثير ولكن أكتسبت اشياءا مقابلها

العجوز والاصدقاء والابتسامة

مذكرات الجندي المجهول