• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

أمين معلوف

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أمين معلوف

    في منتصف التسعينيات كتبت الصحف الفرنسية تقول: إن الأدب الفرنسي كان في طريقه للموت لولا اثنان: "فرنسوا ميتران" و"أمين معلوف"! ورغم أن المبالغة واضحة فإن المقولة تكشف عن قيمة أدب أمين معلوف أحد أهم وأشهر الكتاب الفرانكفونيين، هذا هو الاسم الذي تطلقه الأوساط الأدبية والثقافية الفرنسية على مجموعة الكتاب ذوي الأصول العربية الذين يكتبون بالفرنسية. ومن هؤلاء المغربي "الطاهر بن جلون" والجزائريان "محمد ديب" و"مالك حداد" والموريتاني "محمد عبيد هوندو" والمصريون "أندريه شديد" و"ألبير قصير" و"أحمد راسم" و"جورج حنين".
    من الصحافة إلى الأدب

    ولد أمين معلوف في بيروت عام 1949، ودرس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بمدرسة الآداب العليا بالجامعة اليسوعية في بيروت، وامتهن الصحافة بعد تخرجه فعمل في الملحق الاقتصادي لجريدة "النهار" البيروتية الشهيرة التي تعتبر من أهم الصحف اللبنانية. عمل أيضا إلى جانب عمله كمحرر اقتصادي محررا للشئون الدولية بالجريدة، وهو ما أتاح له الاطلاع على الكثير من التطورات السياسية والدبلوماسية في العالم خاصة أن "غسان تويني" صاحب الجريدة ورئيس تحريرها كان من أهم رجال الدولة في لبنان في فترة الستينيات وأوائل السبعينيات إبان حكم الرئيسين "شارل حلو" و"سليمان فرنجية".

    وفي عام 1976 ومع بداية الحرب الأهلية اللبنانية ترك معلوف لبنان وانتقل إلى فرنسا حيث عمل في مجلة "إيكونوميا" الاقتصادية، واستمر في عمله الصحفي فرأس تحرير مجلة "إفريقيا الشابة" أو"جين أفريك"، وكذلك استمر في العمل مع جريدة "النهار" اللبنانية وفي ربيبتها المسماة "النهار العربي والدولي".

    ومنذ الثمانينيات تفرغ للأدب وأصدر أول رواياته "الحروب الصليبية كما رآها العرب" عام 1983 عن دار النشر "لاتيس" التي صارت دار النشر المتخصصة في أعماله. ترجمت أعماله إلى لغات عديدة ونال عدة جوائز أدبية فرنسية منها جائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1986 عن روايته "ليون الإفريقي"، ورشح لجائزة "الجونكور" أكبر الجوائز الأدبية الفرنسية. ومن أهم أعماله بالإضافة لما ذكرنا "سمرقند" و"القرن الأول بعد بياتريس" و"حدائق النور" و"موانئ المشرق" "وصخرة طانيوس".

    لا يكفي أن نقول: إن أمين معلوف روائي كبير، أو أن نقول: إنه مرشح لنيل جائزة نوبل أو غير ذلك، فكل هذا مجرد أوصاف لا تضيف شيئا للرجل أو لأدبه، ما نريده حقا هو تحليل السمات العامة المميزة لأدب معلوف سواء أكانت تلك السمات تمثل أسلوبه في السرد، أو الخصائص الروائية المضمونية في هذا الأدب.

    التسامح
    أول سمات أدب معلوف والتي تمثل خاصية واضحة في كل أعماله وخيطا رابطا بين هذه الأعمال هي التسامح.
    التسامح الذي هو علاقة إيجابية بين الأنا بكل دوائرها والآخر بكل ألوان طيفه، وهذه السمة جزء من تكوين معلوف ذاته المسيحي العربي اللبناني، التسامح هنا صفة شخصية ولكنه يتحول إلى سمة أدبية في أعماله المختلفة، ففي أول أعماله: "الحروب الصليبية كما يراها العرب" يتحدث معلوف إلى المجتمعات الأوربية مناقشا المفاهيم الأساسية للحضارة ذاتها، فالحروب الصليبية في الذهنية الأوربية تعني فعلا إيجابيا، ولعلنا نتذكر كيف استخدم "بوش" هذا المفهوم في كلامه عن حملة أفغانستان وكيف أثار هذا الاستخدام ثائرة العرب والمسلمين، وربما كان ما يريده معلوف تحديدا هو تجنب مثل هذا الاستخدام وكأنه يقول للغرب: في الوقت الذي تتكلمون فيه عن إلغاء المركزية الأوربية لا بد من إعادة النظر في المفاهيم التي تعتبرونها بديهية وإعادة النظر هي بداية الطريق للتسامح.

    يقدم معلوف في روايته تلك الرؤية العربية للحروب الصليبية، ويوضح بأسلوب بسيط وسلس كيف أن العرب لا يرونها حروبا دينية من أجل الصليب وإنما حملات استعمارية، مشددا على المجازر التي ارتكبتها تلك الحملات في حق جميع الأديان بما فيها المسيحية.

    وفي رواية "ليون الإفريقي" يحكي لنا قصة الرحالة والعالم والدبلوماسي "الحسن بن محمد الوزان" النبيل الأندلسي الذي عاش الأعوام الأخيرة للمسلمين في الأندلس ثم هاجر مع أسرته إلى المغرب وقام برحلات إلى شمال إفريقيا ومصر ثم اختطفه القراصنة الإيطاليون وعاش في البلاط البابوي حيث تغير اسمه إلى "ليون دي مويتشي" وتزوج فتاة متنصرة من يهود الأندلس وأنجب منها ابنه "يوسف" أو "جوزيف" أو "جيوسبي" الذي يروي لنا قصة حياته. و"ليون" عند معلوف ليس عربيا مسلما متنصرا ثم عائدا إلى دينه الذي أقام عليه طوال فترة أَسره ولكنه شخصية أسطورية مثالية حالمة، شخصية تحلم بعالم فاضل بلا حرب تتدفق فيه المعرفة ويتبادل فيه البشر الخبرات، إنه تجسيد للتسامح.

    في "سمرقند" يقص علينا معلوف قصة "عمر الخيام" الشاعر العالم الأديب الفقيه، وعلاقته بالسلطة (ممثلة في نظام الملك) والمعارضة (ممثلة في الحسن بن الصباح)، الخيام مثل ليون الإفريقي، كان يصوره معلوف شخصية لا زمانية، متجردة تبحث عن عالم مثالي، ولا تحاول الاقتراب من الواقع المؤلم ولكنها تصنع لنفسها واقعها الخاص من خلال المراصد والبحث في عالم الفلك الرحيب، إنه -مرة أخرى- التسامح الفردي الإنساني الذي يتطلع إلى تسامح كوني.

    في "حدائق النور" يتكلم معلوف عن "ماني"، هذا الفارس الحالم بالمساواة بين البشر والطامح إلى عالم خال من الحقد والحرب والبغضاء، عالم يدعو إلى نبذ السلطة بكل أشكالها والانغماس في عالم الفن، الرسام الذي يكتب بريشته لوحات تدعو إلى الحب ويدعو أتباعه إلى التسامح بآلات الموسيقى بدلا من الحرب، يحاول التوفيق بين الإمبراطورية الساسانية الفارسية والإمبراطورية الرومانية فيكون مصيره الموت في النهاية.

    وفي "موانئ الشرق" يقدم البطل "عصيان كتبدار" المسلم العثماني ذو الجد الأرميني الذي ولد في تركيا وترعرع في لبنان ودرس بفرنسا، إنه المواطن العالمي الذي يجسد فكرة التسامح في أجمل وأكمل معانيها فيكون مصيره الجنون ومستشفى الأمراض العقلية الذي لا يخرج منه إلا مع الحرب في سخرية مرة ومؤلمة.

    وفي "القرن الأول بعد بياترس" يحكي لنا قصة عالِم الحشرات الذي يقع في غرام الصحفية ويواجهان معا نوعا من التعقيم الإجباري للشعوب؛ إنه الدواء العجيب الذي يتيح للمرأة إنجاب الذكور فقط، التسامح هنا ليس التسامح بين الشعوب ولكنه التسامح داخل النوع البشري، التسامح مع الذات عن طريق رفض أي أعراف أو تقاليد إذا كانت مدمرة للجنس البشري. المرأة رمز الخصوبة والنماء في مواجهة الرجل رمز الحرب والقوة. ومرة أخرى يطرح معلوف سؤالا: هل الحقد هو البنية الأساسية للجنس البشري؟

    ويبدو التسامح عند معلوف مثل السعادة عند "ميترلنك" طائرا خرافيا، نظن أننا أمسكناه بين أصابعنا فلا يلبث أن يفر ضاحكا أو نكشف عن زيفه. هل العيب في طريقنا أم أن العيب فينا؟ هذا هو تساؤل معلوف المتكرر والذي يظل حائرا بلا إجابة يلح على الكاتب فيطرحه على القارئ دائما وأبدا.

    ثنائية الشرق والغرب
    السمة الثانية هي تلك العلاقة المراوغة بين الشرق والغرب، هل سيظل "الشرق شرقا والغرب غربا ولا يتلقيان" كما قال "كبلينج" الشاعر الإنجليزي الشهير.
    معلوف يحاول ردم هذا البرزخ وإقامة جسر حقيقي للتواصل بين الحضارات، إنه يرى العالم من خلال الأفراد وليس من خلال الكليات الفكرية.

    في "الحروب الصليبية" يكلمنا ويكلم الغرب بالأساس عن رموز المسلمين وسلوكياتهم، عن ابن منقذ الطبيب والشاعر والفقيه وعالم اللغة، وعن معين الدين أنر السياسي والدبلوماسي، وعن صلاح الدين القائد السياسي والمحارب والمفاوض والعالم.. إنه يقول لهم: لقد أقام الأجداد علاقات رغم الأحقاد فلماذا لا نفعل مثلهم؟

    وفي "ليون الإفريقي" يحكي لنا عبر شخصيات مختلفة كيف يمكن لفرد أن يتنقل بين عالمين مختلفين تماما في الظاهر، ولكنه يظل هو ذاته بكل خصائصه يلعب نفس الدور المسالم الحالم في إطار الدسائس والحروب والمؤامرات والقتل والاغتصاب والاستباحة؛ استباحة القاهرة على أيدي جنود سليم خان المسلمين، واستباحة روما المسيحية على أيدي المرتزقة الألمان المسيحيين، وفي الحالتين يتأمل الحسن بن محمد الواقع من خلال موقع المشاهد الخارجي وينتهي به الحال إلى الخروج والهرب.
    الفرار من الواقع إلى العلم والكتب هو سبيل اللقاء بين هذين العالمين المختلفين المتشابهين.

    هنا يعيد معلوف في روايته التاريخية النظر في فكرة العولمة ويطرحها من خلال رؤية عالم بلا حدود به مواطن عالمي لا يتقيد ببلد ولا يستقر في وطن: "الخيّام" العالم الرحالة أو سميه الأمريكي "عمر" الذي ينتقل من أمريكا لفرنسا لتركيا لإيران بحثا عن المخطوط الحلم والحب الأسطورة.
    "ليون" الرحالة العالم الذي تأخذه الأقدار من الأندلس للمغرب لإفريقيا يتاجر ويحمل رسائل الملوك ثم مصر ثم إيطاليا، لا يستقر به المقام إلا عند الموت.

    "عصيان" المولود في إستانبول وأبوه الذي يريد له أن يكون ثوريا متمردا وأخوه المهرب الوزير وزوجته "كلارا" اليهودية الشيوعية الألمانية الفرنسية، شخصيات رحالة غير مستقرة ترفض الواقع المادي وتطلب المستحيل ولكنها عبر هذا الطلب تعيش وتترك لنا ثروة من الخبرات والتجارب الصغيرة والكبيرة ولا تكف عن الحلم. إنه المواطن العالمي غير المتكيف ولكن الباقي والمستمر الذي يحمل أملا بلا حدود في غد أفضل ربما لا يأتي أبدا.

    عادي ومألوف.. ومتمرد أيضا!
    شخصيات معلوف كلها قد تبدو شخصيات خارقة للعادة ولكنها عند التدقيق شخصيات عادية جدا؛ عمر الخيام يأكل ويحب ويبحث وينظم الشعر ويكتب الكتب ويصادق الفقهاء والأمراء والوزراء والعصاة ويحلم أبدا بعالم مثالي ويرفض كل سلطة ولكنه يعتمد على تلك السلطة كي يعيش، عصيان المجنون الذي يحتمل أن يكون جنونه وراثيا، الذي يذهب لفرنسا لدراسة الطب متمردا على رغبة والده في أن يكون قائدا ثوريا فلا يستطيع إلا أن يحقق تلك الرغبة بانخراطه في المقاومة الشعبية في النازي ليحقق في عصيانه رغبة والده.

    "ماني" المتمرد على أوامر الأسينيين أصحاب الملابس البيضاء الذكوريين التطهريين، الذي يدعو للحب والفن ويحاول تحقيق حلمه عبر السلطة فيكون مصيره الموت على يد تلك السلطة ذاتها.
    إنها شخصيات عادية مألوفة ولكنها من زاوية أخري خارقة وغير مألوفة ومتمردة تماما يتحقق تمردها عبر حياتها العادية التي تدهشنا كما تدهش الراوي، وما إن ندقق النظر فيها حتى نجد أنها كانت تحيا مثلنا.
    في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

    في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

    في البدء كان الكلمة .....

    للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

  • #2
    مزيج من الأدب والتاريخ
    هذا كله يطرحه معلوف على قارئه من خلال عدة سمات أسلوبية مميزة؛ أولها هو البحث التاريخي الدقيق. كل رواية من روايات معلوف تتضمن العديد من المعلومات الموثقة من مصادر أولية وأساسية، ففي الحروب الصليبية يعتمد معلوف على المؤرخين العرب المسلمين في عصر الحروب الصليبية كمصدر أساسي للمعلومات، ويضمن كتابه فقرات كبيرة من كتابات المؤرخين، في "سمرقند" يعتمد على الترجمات العديدة لرباعيات الخيام وعلى ترجمة حياته وعلى كتابات المؤرخين في عصره، بل ويقدم معلومات جديدة فيغير -مثلا- المعنى المتواتر لفرقة الحسن بن الصباح الحشاشين، تلك الفرقة الباطنية المجهولة في التراث الإسلامي والتي تتناثر حولها الأقاويل والأساطير الغامضة، فهو يخبرنا أن اسم Assassin الإنجليزي أو الإفرنجي بشكل عام لا يعود إطلاقًا للحشيش. فالحسن بن الصباح لم يكن يقدم لأتباعه ومريديه عقارًا مخدرا ليقتلوا أعداءهم وإنما كان يعبئهم بالإيمان الصلب والأساسي وأن الاسم الذي أطلقه عليه زعيمهم هو "الأساسيون" أي الذين يحافظون على الأساس، وأن هذا الاسم هو الذي وصل للغرب ومنه تحور وحمل الأسطورة التي عادت إلينا.

    في "ليون الإفريقي" يعتمد على كتابات الرجل وخاصة رحلته "وصف إفريقيا" لكنه يعتمد كذلك على كتب المؤرخين حول الأخوين "بارباروسا" و"طومانباي" و"جيوفاني دي موتشي" وغيرهم، وفي "موانئ الشرق" يعتمد على كتابات المؤرخين المعاصرين حول المقاومة السرية في فرنسا وكذلك على تطور الهجرة اليهودية لفلسطين بعد الحرب العالمية الثانية.

    البحث يحول الرواية الخيالية إلى عالم من الواقع عن طريق التناص الواقعي والتاريخي، إنه يضفي المصداقية على الرواية ويحولها إلى تاريخ، وربما لهذا نجد التنوع في أسلوبية السرد عند معلوف في مختلف الروايات. في "الحروب الصليبية" هناك صوت الراوي المحايد البعيد، المؤرخ الذي يحاول تقديم المعلومة بحياد ولكنه يعلن منذ البداية أنه متحيز.

    وفي "سمرقند" يتأرجح السرد ويلف حول المخطوط المفقود الموجود حتى ينتهي الأمر إلى فقدانه التام مع تعيين موضعه بدقة في "صندوق" في قاع المحيط في حطام "التيتانيك".

    لذا نجد أن صوت الراوي يتراوح بين الـ(أنا) المتداخلة في الحدث مثلما يحدث عندما يسرد البطل تاريخ ومغامرات الحصول على المخطوط وقصة حبه لشيرين الأميرة الإيرانية وتلميذة السيد جمال الدين الأفغاني، وبين الـ(هو) المبتعدة عن الحدث عندما يقص علينا قصة عمر الخيام وقصة الحشاشين وقصة صعود وانهيار إمبراطورية السلاجقة.

    إنه يقدم في هذه الرواية نصًا متداخلا يتأرجح بين الكتابة التاريخية والتسجيل اليومي في محاولة منه لرفع درجة مصداقية النص، فالراوي في كل الأحوال ليس راوية، إنه بطل الحدث الأساسي، ألا وهو البحث عن المخطوط.

    في "ليون الإفريقي" يعتمد معلوف على المؤلف البطل كراوٍ ويصبح السرد بمثابة تسجيل لحوليات؛ كل حولية هي رؤية لمكان عبر الزمان والشخصية التي يحدثنا عنها الراوي المؤرخ الرحالة (ليون الإفريقي).
    "عام سلمى" هو عام ولادته وسلمى هي أمه ومن خلالها يقص علينا قصة الصراع بين المسلمين في غرناطة وأيامهم الأخيرة وسقوط الأندلس.
    "عام طومان باي" هو عام آخر المماليك السلطان الشجاع الذي اعتمد على المصريين ليرد الزحف العثماني.

    الرحالة المؤرخ يقوم بدوره ويتركه معلوف ليقدم لقارئه يوميات أو حوليات، قصد الرحالة أن يتركها لابنه وقصد معلوف أن يقدمها للعالم.
    في "موانئ الشرق" تدور الرواية بين الراوي المعجب بالشخصية الرئيسية والذي عرفها من صورتها المنشورة في كتبه المدرسية كأنه يحكي عن نفسه أي عن معلوف كراوٍ وبين البطل رغم أنفه "عصيان كتبدار" الذي يحكي لمعلوف الراوي ليزجي وقته ويرفع عن نفسه عناء الانتظار المؤلم للأمل الأخير في حياته.

    في الأمسيات الأربعة التي يقضيانها معًا يقص علينا معلوف على لسان "عصيان كتبدار" تاريخ الرجل منذ ولادته في الآستانة إلى رحيله للبنان إلى أفراد أسرته، جدته المجنونة وأبوه المتمرد الأبدي وأخوه المتمرد الآني وأخته المحبة التي ستقوم بدور الأم وعائلة أمه الأرمينية ورحلته إلى فرنسا ودوره في المقاومة ولقاؤه بحبيبته اليهودية التي يتزوجها بعد انتهاء الحرب وبالذات بسبب هجرتها مع خالها إلى فلسطين، وإيداعه مستشفى الأمراض العقلية لنعرف في النهاية قصة هروبه إلى فرنسا بعد الحرب الأهلية اللبنانية وأنه ينتظر لقاء زوجته بعد أن طلب منها في رسالة أن يلتقيا في نفس المكان الذي جمعهما بعد الحرب لأول مرة على جسر على نهر "السين" في باريس.

    في أربعة أيام، ومن خلال (أنا) قلقة حائرة و(أنا) مسائلة متطلعة تحاورها لا نسمع صوتها إلا في خفوت وفي مواضع قليلة، يقص علينا معلوف رؤية خاصة جدًا، لتاريخ خاص جدًا لمنطقة عامة جدًا هي الشرق الأدنى أو الأوسط كما يسميه الغربيون.

    تنوع أسلوبية السرد والانتقال من الـ(أنا) إلى الـ(هو) والاعتماد على فكرة التسجيل أو اليوميات أو الحوليات أو التاريخ نجده كذلك في روايته المستقبلية "القرن الأول بعد بياتريس"، وكأنه يقول لنا: "حتى المستقبل أنا أراه كتاريخ".
    وهكذا يصنع معلوف المرشح لنوبل عالمه الروائي من التاريخ الشخصي والعام لمنطقته ويقدمه للقارئ الفرنسي ثم يترجم لنا كعرب.

    د. أسامة القفاش
    في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

    في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

    في البدء كان الكلمة .....

    للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

    Comment


    • #3
      شكرا كتيير ع المعلومات....
      أمين معلوف كاتب يستحق الاحترام فعلا و لو انو جزء كبير من ادبو عم يروح بالترجمة...الروايات اللي قرياتنلو ياها...او اجزاء الرويات كانت باللغة العربية طبعا....و اسلوب السرد الفظيع اللي كان بالترجمة قتل الرواية و مللني.....بس طبعا الحق ع المترجم....لانو هيك روائي لازم ما يروح ولا اي جزء من فكرو.....
      و شكرا مرة تانية ع الموضوع الحلو
      ربوعُ الشّـآمِ بـروجُ العَـلا ... تُحاكي السّـماءَ بعـالي السَّـنا
      jesus loves me

      Comment


      • #4
        وصدقيني يا أختي ان لا متعة لدي بتعادل متعتي لما اقرأ احدى رواياته ...
        و شكرا على مرورك سارة ...
        في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

        في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

        في البدء كان الكلمة .....

        للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

        Comment


        • #5
          شكرا الك ع المعلومات المهمة...
          واذا عندك شي رواية لامين معلوف تحطلنا ياها هون بيكون كتيير منيح
          ربوعُ الشّـآمِ بـروجُ العَـلا ... تُحاكي السّـماءَ بعـالي السَّـنا
          jesus loves me

          Comment


          • #6
            رح حاول حط رواياتو لكن بدها موضوع منفصل....
            بس هلا رح حط نبذة عنها ...
            أو عن الروايات ياللي قريتها وهي :
            1- الحروب الصليبية كما رآها العرب ....
            2- ليون الافريقي...
            3- سمرقند...
            4- حدائق النور ...
            5- القرن الأول بعد بياتريس ...
            6- صخرة طانيوس ...

            7- سلالم الشرق ...
            8- الهويات القاتلة ...
            9- الحب عن بعد ...
            10- رحلة بالداسار ...
            11- بدايات ...

            Last edited by tiger; 16-09-2006, 08:32 PM.
            في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

            في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

            في البدء كان الكلمة .....

            للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

            Comment


            • #7
              بتمنى تنزلنا أعماله لهالأديب الذي العالم العربي بسبب تخلفه (معظمه)
              بات لا يعرفه سوى بالأسم
              إن الحجر الذي رفضه البناؤون أصبح رأساً الزاوية
              حزب الحماصنة التقدميين الديموقراطيين الأحرار

              القيادة الإدارية العليا

              إذا كنت حراً وتحب الحرية ادخل هنا

              أخــــــــــــوكم بالـــــــــرب
              غــــــــــــــ بو ــــــــــــــــــا

              Comment


              • #8
                رحلة بالداسار

                يا صديقي، لن نفهم كيف يسير العالم إذا تخيَّلنا أن الناس يتصرفون دائما بتعقُّل. الخَرْق هو المبدأ الذكوري للتاريخ.
                هكذا يؤكد اليهودي المتحرر ميمون لصديقه بالداسار، بينما الأحداث تمور باضطراب مريع بسبب ذلك الذي ادَّعى أنه مسيح اليهود المنتظر شبتاي.

                "رحلة بالداسار": هكذا يسمي أمين معلوف تلك الحياة الغنية بالمفاجآت والانكسارات والدهشات والأساطير والترحال الدائم – بحثاً عن ماذا؟

                عن حلٍّ لذلك القلق الوجودي المستمر في رحلة الإنسان من الحياة المعيشة إلى تلك الحياة الأبدية التي تنتظره، والتي ستكون حساباً – عقابا أو ثواباً –، والتي يتناولها الإنسان أبداً بوَجَلٍ عارم، كونه دائماً متهماً ومُداناً سلفاً، إلى أن تتلقَّفه يدُ العناية الإلهية برحمة أو مغفرة منها – تلك الصيرورة المنتظرة التي لم تقدِّم لها الفلسفات (بما فيها الأديان) سوى الفرضيات التي يمكن دوماً ثقبها والارتياب فيها، مادام لم يعد أحدٌ أبداً من عباب الموت ليخبرنا بما ألْفاه حقاً، وبما ينتظرنا جميعاً.

                يوزِّع أمين معلوف عمله بين أسطورة الكتاب، ورحلة عظيمة الشأن، وبين المرأة التي تُشاطِر أخطر الأحداث وجوداً، كما في سمرقند وفي موانئ المشرق وغيرهما – تلك المرأة التي تبحث عن وثيقة موت زوجها سياف، ذلك الأفَّاق الهارب الذي ما يزال، رغم موته، يربطها إليه كما يرتبط المَتاع بمالكه.

                إذاً هي الرحلة العاتية التي يتوزع فيها بالداسار بين بحثٍ عن الكتاب، الذي يضع حداً لقلق النهاية التي تنتظر العالم، وبين البحث عن ورقة واحدة، وثيقة تمنح الأرملة الخلاص من ذلك الرباط الذي يحتجز حريتها، ويُبقيها ملكاً لذلك الغائب في مَهْماه الأيام.

                تكتنز الرواية، كما هو شأن معظم أعمال المعلوف، بالحكمة التي تصدر عن ذلك الشخص الذي عَرَكَتْه الأيام، فجمع، إلى تشكُّكه وارتيابه المستمر، ضرباً من الإيمان الهادئ الذي يطل برأسه خجلاً كأنه سؤال أكثر منه تقريراً. تلك الحكمة نجدها هنا وهناك، ترصِّع بعض الصفحات؛ فتراه يسوق على لسان أبطاله مقولات هي أشبه بتلك اليواقيت التي تزيِّن مقابض سيوفهم.

                لا يوجد شيء لا نقدر سماعه في قرارة أنفسنا وسط سكون الليل.
                هكذا يؤكد بالداسار في لحظة صفاء مع روحه الهائمة القلقة التي يتنازعُها السعيُ وراء الكتاب، والسعي إلى إنجاز مطلب مارتا، تلك المحبوبة الأسيرة التي تنشد خلاصها. ويقدم لنا المعلوف رحلة بالداسار من خلال كراريس أربعة، يخطُّها بالداسار بعناد وصبر عظيم، كل ليلة تقريباً، على شكلٍ سردي يشبه المذكرات اليومية، كأنها تقرير يومي لمراسل صحفي ينقل لنا يومياً ما استجدَّ في بؤرة الأحداث. فهو يُعَنْوِن فصوله: "في جنوى، السبت 23 تشرين الأول 1666" أو "في الأسر، 29 حزيران"، وكأن الخبرة الصحفية للمعلوف تطل برأسها بين سطور رواياته؛ هذا علاوة على التوثيقية العالية المستوى التي يتحلَّى بها عمله. فهو، إذ يتحدث عن العام 1665 وما يليه، يسوق لك أحداثاً دقيقة حصلت فعلاً وأسماء يمكنك الرجوع إليها في مطاوي التاريخ، وبذا تخال نفسك إنما تطالع مذكرات حقيقية لكاتب محترف يستطيع، رغم أعتى الظروف وأحلك الأحداث، أن يوقِّع يومياته بأناة عالية، دون أن يوقعك بالانقطاع الذي يضيِّع الأحداث ويُخرِجُها عن اتساقها التاريخي.

                الكتاب المهمل
                يمضي بالداسار في تتبُّع أثر الكتاب الذي اشتراه منه الفارس مارمونتيل، موفَد البلاط الفرنسي، عنوة ونتيجة سوء تقديره؛ إذ ظن أن المبلغ الذي طلبه كفيل بصرف المشتري الذي خيَّب أمله فنقَده ثمنه دون تردد. وبذا فرَّ الكتاب من بين يديه دون أن تتاح له فرصة تصفُّحه. وسوف يُمضي بالداسار رحلته من جبيل، إلى القسطنطينية، إلى إزمير، إلى أرض الأجداد في جنوى؛ ومنها إلى إنكلترا، مروراً بعشرات النكبات والانكسارات، من احتيال رجال السلطان العثماني وابتزاز عملائهم، إلى المطاردة والاعتقال والنفي ملفوفاً بقطعة من الكتان، كما يفعل بالأموات على ظهر سفينة مبحرة إلى جنوى؛ ومنها إلى لندن، حيث يلتقي كتابه الضائع الذي تتلقَّفه العديد من الأيدي المهتمة به والمُلِمَّة بما ينطوي عليه من خطير الأسرار.

                لقد آل الكتاب أخيراً إلى كاهن مقيم في نزل فقير بعد أن احترق بيتُه على يد الغوغاء ذات يوم؛ فيستطيع أن يتفق معه على أن يحصل على الكتاب، شريطة أن يترجمه له إلى اللاتينية قبل ذلك. ويوافق بالداسار عن طيب خاطر، دون أن يدري أنه لن يستطيع أبداً أن يترجم الكتاب، أو حتى أن يقرأه! فكلما حاول ذلك غلبتُه غشاوةٌ وظلمةٌ تجلِّل عينيه وتصرفُه عن القراءة، حتى يئس من إمكانية استجلاء محتوياته، وكأن طلسماً يحول دون ذلك – هذا الكتاب الذي كان وراء شتاته وغربته.
                وعندما تبدأ الأحداث بالتتابع السريع، وتمر الليلة المشؤومة التي تشكل مفصل النهاية بسنة الوحش، والتي تحسم بمرورها احتمالَ بقاء العالم أو زواله – تلك الليلة التي تتعرض فيها لندن إلى حريق عظيم يوشك أن يأتي على معظم المدينة، وكأن ما كان بالحسبان قد وقع، وأن سنة الوحش قد اختارت لتحقيق وعيدها الساعات الأخيرة من تلك الليلة.

                إنها ليلة 12 أيلول من العام 1666؛ وهي ليلة النهاية في السنة الروسية.
                مع كل هذه الأحداث، ما يزال بالداسار مصراً على تسطير كرَّاسه الرابع، مع علمه بضياع كراريسه الثلاثة السابقة. فكأنه، بهذا الفعل، يعاند فعل الأيام التي تأتي بطوفان النسيان، فلا ينجو من فعلها إلا ما حصَّنته قلاعُ المذكرات وأضاميم الصحائف.

                عند هذا الحد، وبعد أن يصبح الكتاب ملكاً له، يقرِّر بالداسار عدم جدوى قراءته، ويرمي به على أحد الرفوف، وكأنه يعلن لنا أنه لا حقيقة كامنة نحن مضطرون للجري خلفها. إنها هنا حيث نعيش، وحيث نمضي، وهي، كالسعادة، تقبع في أعماقنا وفي ثنايا حياتنا، وأن السعي للبحث عنها ما هو إلا ضرب من ضروب السراب الذي لا نجني منه غير الشقاء.

                محمد برو
                في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                في البدء كان الكلمة .....

                للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                Comment

                Working...
                X