محمود درويش وداعاً ياشاعر الوطن والإنسان
حاملاً قضية الوطن والإنسان مضيت ، رافعاً راية الفقراء والأحرار والمضطهدين رحلت ، في عينيك
قضية شعبك وسائر شعوب الأرض الباحثين عن إنسانية الإنسان في زمن ضاع فيه الإنسان تحت وطأة جبروت رأس المال المتوحش والطغيان المفترس ، وفي حروفك ثورة الحرية على العبودية ، ونضال الفقراء من أجل الحياة ، وتطلعات الأوطان إلى الاستقلال ، وعذابات أشجار البرتقال وحقول الزيتون تحت وطأة دبابات قتلت الأزهار والعصافير والأنهار ، وقتلت النور 00 مضيت ياشاعر الحروف الخضراء وبقيت الحروف نوراً ، وبقيت في الضمائر كوكباً درياً ومحركاً قلب الحياة لينبض فيطلع من جديد شاعراً مثلك يسير على الدرب الذي سرت يحمل القضايا التي حملت ، ويشعل الآمال التي أضأت وزرعت 000 « محمود درويش » يا « غيفارا » الشعراء ويا « برو مثيوس » الزمان ، ويابن الأرض العطشى إلى أغنية حروفها من دم الأنوار ، وفواصلها وإيقاعاتها من نبض القلوب الظمأى إلى زمن جديد لا استعباد فيه ولا سجون ولا سجانين ، ولا جائعين ولا متخمين 00 لا عجب أن تصاب بداء القلب ، وأن تودّع الدنيا بهذا الداء 000 فالشعراء الحقيقيون - وهم القلة - يصابون حتماً بهذا الداء ، فقلوبهم لشدة حساسيتهم وصدق مشاعرهم واصطدام أحلامهم الجميلة الإنسانية بهذا الواقع الأسوأ المرير في زمن الوحشية العالمية لابد أن تتعب وتمرض وتتوقف أخيراً عن النبض بأشكال شتى 000 لاسيما إن كان هؤلاء الشعراء يعيشون في الوطن العربي في هذا الزمن الرديء الذي يكاد اسم العربي يضيع في متاهات جبروت رأس المال ووحشية الرغبة في الكرسي وشهوة الطغيان وغياب صورة الإنسان 00 لقد ضحيت بقلبك في سبيل كلمة صادقة تتلقفها وجدانات العرب الذين مازالوا رغم أخطبوط القهر والحرمان والسجن والسجان والكرسي والسلطان يتمسكون باسم العربي وبأخلاقيته 000 ويشعلون نور الأمل في القلوب التي غمرها اليأس فماتت أحاسيسها ، وفي النفوس التي حملت المشعل في زمن الحلكة والظلام 000 ضحيت بقلبك االسقيم الرحيم المحب 000 ولم تطرد الكلمات منه ولم تسكتها فظلت الكلمات خضراً تنطلق من فمك ، وظل قلبك يتهاوى سقماً وسقماً 00 فأنت حملت رسالة الشاعر ، والشاعر رائد والرائد لا يكذب أهله 00 وعرفت نهايتك ومع ذلك فلم تسكت وبقيت أنشودة خضراء تزرع الأمل وتطرد اليأس وترسم الطريق وتعلم الشعراء قبل غيرهم كيف يكون الشعر 00 غنيت قهوة أمك ، وغنيت أرض وطنك ، وغنيت عذابات شعبك وآماله ونضاله ، غنيت الحب وغنيت البندقية غنيت « ريتا والسلام » وغنيت غيفارا 00 والبرتقال 00 وغنيت النهار والأنهار 00 والموت والميلاد والعدل والإنسان 00 الخ » وكنت في كل ماكتبت ولفظت صادقاً وعظيماً ، ارتقت بك القصيدة سلم السمو حتى جاوزت الجوزاء ، وعظم بك الشعر حتى جاوز العظماء 00 وقلت للشعراء جميعاً : لكي تكونوا شعراء أحبوا الإنسان والأوطان والعصافير والأشجار والعدل والسلام والحرية 00 كونوا صادقين 00 لا تعبؤوا بالمال أو بالشهرة ولا تخافوا من سجن أو سجان ولا من طاغية أو سلطان ، كونوا مع الوطن 00 كونوا مع الشعب 00 كونوا مع الكرامة 00 يفتح لكم الخلد أبوابه 00 قولوا ما تؤمنون به ، وما تأملون دافعوا عن الحق والخير والجمال 00 لا تكونوا أصداء أصوات بل كونوا أصواتاً ترددها الكواكب والجبال والأنهار والأشجار والأطفال والرجال 00 لقد كنت يامحمود درويش 00 ياعظيم شعراء العصر هذا مسلحاً بكل مايلزم المبدع 00 رؤيتك رؤية شمولية ، تمتد من آخر فقير في الدنيا إلى أول فقير ،ومن ثائر في أمريكا الجنوبية إلى شهيد في فلسطين إلى مناضل في بوليفيا 00 إلى ثائر في الأرض العربية 00 لم تكن قصائدك غمغمات مبهمة ولا رموزاً سرّية ، ولا ألا عيب تصويرية أو لفظية كانت قصائدك ضمير الحق 00 فوصلت إلى كل قلب 00 وارتفعت بها وارتفعت هي بك 000 « محمود درويش » نحن عشاق الكلمة المجنّحة المضيئة نرى فيك المتنبي وعظمته والشابي ورقته وصدقه وجبران وأهليته وبابلو نيرودا وإنسانيته ومكسيم غوركي وإخلاصه الصوفي لقضيته والحلّاج وثورته وابن الفارض وتواجده وذوبانه في الحق 000 ونرى فيك محباً ذاب في المحبوب حتى اشتعل ، وأرضاً أنجبت وتنجب وستنجب أبطالاً عظماء مادام في الدنيا برتقال وزيتون 00 ونرى فيك ذرية صالحة ، ومادامت الأمهات العربيات مثل أمك ينجبن عظماء وعظيمات ويرضعن الأطفال جمال نطق اللغة العربية وإبداعات مبدعيها 00 محمود درويش 00 ياشمعة أضاءت وأضاءت حتى انتهت إلى الذوبان ويانخلة كبرت في صحاراته العربية ، ويا أنشودة خضراء في رمالنا الذهبية 00 مرضك مرض القلب مرض الشعراء الصادقين في زمن قل فيه الصدق 00 مرض الشعراء الأوفياء للحق وللإنسان وللأوطان 00 يذوبون حتى ينتهوا 00 مامت أيها العظيم فكلماتك وأغانيك و سيرتك نبراس يضيء نوراً للمبدعين 00 والثائرين وللباحثين عن العدل والحق 00 في رحمة الله يامحمود درويش
٭ العروبة:
محمد ديب الزهر
قضية شعبك وسائر شعوب الأرض الباحثين عن إنسانية الإنسان في زمن ضاع فيه الإنسان تحت وطأة جبروت رأس المال المتوحش والطغيان المفترس ، وفي حروفك ثورة الحرية على العبودية ، ونضال الفقراء من أجل الحياة ، وتطلعات الأوطان إلى الاستقلال ، وعذابات أشجار البرتقال وحقول الزيتون تحت وطأة دبابات قتلت الأزهار والعصافير والأنهار ، وقتلت النور 00 مضيت ياشاعر الحروف الخضراء وبقيت الحروف نوراً ، وبقيت في الضمائر كوكباً درياً ومحركاً قلب الحياة لينبض فيطلع من جديد شاعراً مثلك يسير على الدرب الذي سرت يحمل القضايا التي حملت ، ويشعل الآمال التي أضأت وزرعت 000 « محمود درويش » يا « غيفارا » الشعراء ويا « برو مثيوس » الزمان ، ويابن الأرض العطشى إلى أغنية حروفها من دم الأنوار ، وفواصلها وإيقاعاتها من نبض القلوب الظمأى إلى زمن جديد لا استعباد فيه ولا سجون ولا سجانين ، ولا جائعين ولا متخمين 00 لا عجب أن تصاب بداء القلب ، وأن تودّع الدنيا بهذا الداء 000 فالشعراء الحقيقيون - وهم القلة - يصابون حتماً بهذا الداء ، فقلوبهم لشدة حساسيتهم وصدق مشاعرهم واصطدام أحلامهم الجميلة الإنسانية بهذا الواقع الأسوأ المرير في زمن الوحشية العالمية لابد أن تتعب وتمرض وتتوقف أخيراً عن النبض بأشكال شتى 000 لاسيما إن كان هؤلاء الشعراء يعيشون في الوطن العربي في هذا الزمن الرديء الذي يكاد اسم العربي يضيع في متاهات جبروت رأس المال ووحشية الرغبة في الكرسي وشهوة الطغيان وغياب صورة الإنسان 00 لقد ضحيت بقلبك في سبيل كلمة صادقة تتلقفها وجدانات العرب الذين مازالوا رغم أخطبوط القهر والحرمان والسجن والسجان والكرسي والسلطان يتمسكون باسم العربي وبأخلاقيته 000 ويشعلون نور الأمل في القلوب التي غمرها اليأس فماتت أحاسيسها ، وفي النفوس التي حملت المشعل في زمن الحلكة والظلام 000 ضحيت بقلبك االسقيم الرحيم المحب 000 ولم تطرد الكلمات منه ولم تسكتها فظلت الكلمات خضراً تنطلق من فمك ، وظل قلبك يتهاوى سقماً وسقماً 00 فأنت حملت رسالة الشاعر ، والشاعر رائد والرائد لا يكذب أهله 00 وعرفت نهايتك ومع ذلك فلم تسكت وبقيت أنشودة خضراء تزرع الأمل وتطرد اليأس وترسم الطريق وتعلم الشعراء قبل غيرهم كيف يكون الشعر 00 غنيت قهوة أمك ، وغنيت أرض وطنك ، وغنيت عذابات شعبك وآماله ونضاله ، غنيت الحب وغنيت البندقية غنيت « ريتا والسلام » وغنيت غيفارا 00 والبرتقال 00 وغنيت النهار والأنهار 00 والموت والميلاد والعدل والإنسان 00 الخ » وكنت في كل ماكتبت ولفظت صادقاً وعظيماً ، ارتقت بك القصيدة سلم السمو حتى جاوزت الجوزاء ، وعظم بك الشعر حتى جاوز العظماء 00 وقلت للشعراء جميعاً : لكي تكونوا شعراء أحبوا الإنسان والأوطان والعصافير والأشجار والعدل والسلام والحرية 00 كونوا صادقين 00 لا تعبؤوا بالمال أو بالشهرة ولا تخافوا من سجن أو سجان ولا من طاغية أو سلطان ، كونوا مع الوطن 00 كونوا مع الشعب 00 كونوا مع الكرامة 00 يفتح لكم الخلد أبوابه 00 قولوا ما تؤمنون به ، وما تأملون دافعوا عن الحق والخير والجمال 00 لا تكونوا أصداء أصوات بل كونوا أصواتاً ترددها الكواكب والجبال والأنهار والأشجار والأطفال والرجال 00 لقد كنت يامحمود درويش 00 ياعظيم شعراء العصر هذا مسلحاً بكل مايلزم المبدع 00 رؤيتك رؤية شمولية ، تمتد من آخر فقير في الدنيا إلى أول فقير ،ومن ثائر في أمريكا الجنوبية إلى شهيد في فلسطين إلى مناضل في بوليفيا 00 إلى ثائر في الأرض العربية 00 لم تكن قصائدك غمغمات مبهمة ولا رموزاً سرّية ، ولا ألا عيب تصويرية أو لفظية كانت قصائدك ضمير الحق 00 فوصلت إلى كل قلب 00 وارتفعت بها وارتفعت هي بك 000 « محمود درويش » نحن عشاق الكلمة المجنّحة المضيئة نرى فيك المتنبي وعظمته والشابي ورقته وصدقه وجبران وأهليته وبابلو نيرودا وإنسانيته ومكسيم غوركي وإخلاصه الصوفي لقضيته والحلّاج وثورته وابن الفارض وتواجده وذوبانه في الحق 000 ونرى فيك محباً ذاب في المحبوب حتى اشتعل ، وأرضاً أنجبت وتنجب وستنجب أبطالاً عظماء مادام في الدنيا برتقال وزيتون 00 ونرى فيك ذرية صالحة ، ومادامت الأمهات العربيات مثل أمك ينجبن عظماء وعظيمات ويرضعن الأطفال جمال نطق اللغة العربية وإبداعات مبدعيها 00 محمود درويش 00 ياشمعة أضاءت وأضاءت حتى انتهت إلى الذوبان ويانخلة كبرت في صحاراته العربية ، ويا أنشودة خضراء في رمالنا الذهبية 00 مرضك مرض القلب مرض الشعراء الصادقين في زمن قل فيه الصدق 00 مرض الشعراء الأوفياء للحق وللإنسان وللأوطان 00 يذوبون حتى ينتهوا 00 مامت أيها العظيم فكلماتك وأغانيك و سيرتك نبراس يضيء نوراً للمبدعين 00 والثائرين وللباحثين عن العدل والحق 00 في رحمة الله يامحمود درويش
٭ العروبة:
محمد ديب الزهر
Comment