• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

مختارات من أشعار محمد الماغوط

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مختارات من أشعار محمد الماغوط

    محمد الماغوط


    Click image for larger version

Name:	354.jpg
Views:	1
Size:	8.5 KB
ID:	1359714

    نبذة عن الشاعر

    - ولد عام 1934 في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية . يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي.

    - زوجته الشاعرة الراحلة سنية صالح، ولهما بنتان (شام) وتعمل طبيبة، و(سلافة) متخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق.

    - الأديب الكبير محمد الماغوط واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه صحيفة «تشرين» السورية في نشأتها وصدورها وتطورها، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية ، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 ومابعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب «أليس في بلاد العجائب» في مجلة«المستقبل» الأسبوعية،وكانت بشهادة المرحوم نبيل خوري (رئيس التحرير) جواز مرور ،ممهوراً بكل البيانات الصادقة والأختام الى القارئ العربي، ولاسيما السوري، لما كان لها من دور كبير في انتشار «المستقبل» على نحو
    بارز وشائع في سورية. ‏


    من مؤلفاته :
    1- حزن في ضوء القمر - شعر
    (دار مجلة شعر - بيروت 1959 )

    2- غرفة بملايين الجدران - شعر
    (دار مجلة شعر - بيروت 1960)

    3- العصفور الأحدب - مسرحية 1960
    (لم تمثل على المسرح)

    4- المهرج - مسرحية
    ( مُثلت على المسرح 1960 ، طُبعت عام 1998 من
    قبل دار المدى - دمشق )

    5- الفرح ليس مهنتي - شعر
    (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970)

    6- ضيعة تشرين - مسرحية ( لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)

    7- شقائق النعمان - مسرحية

    8- الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 -
    1991 عن دار رياض الريس للنشر)

    9- غربة - مسرحية
    (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976 )

    10- كاسك يا وطن - مسرحية
    (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)

    11- خارج السرب - مسرحية
    ( دار المدى - دمشق 1999 ، مُثلت على المسرح بإخراج
    الفنان جهاد سعد)

    12- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
    ( من إنتاج التلفزيون السوري )

    13- وين الغلط - مسلسل تلفزيوني
    (إنتاج التلفزيون السوري )

    14- وادي المسك - مسلسل تلفزيوني

    15- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني

    16- الحدود - فيلم سينمائي
    ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام )

    17- التقرير - فيلم سينمائي
    ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)

    18- سأخون وطني - مجموعة مقالات
    ( 1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001 )

    19- سياف الزهور - نصوص ( دار المدى بدمشق 2001)





    من له يسوع , له الحياة.
    الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.



  • #2
    رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

    خريف درع

    اشتقت لحقدي النهم القديم
    وزفيري الذي يخرج من سويداء القلب
    لشهيقي الذي يعود مع غبار الشارع وأطفاله ومشرّديه

    **

    في الشتاء لا أشرب أيّة زهور أو أعشاب برية في
    درجة الغليان
    بل أنفثها بعيداً إلى ربيع القلب

    **

    واشتقت لذلك الحنين الفتيّ المشرّد وقد ضاقت به
    السبل
    فيبكي كسيف عجز ولم يشهره أحد ولو للتنظيف
    منذ آخر معركة
    أو استعراض

    **


    ولتلك الأيام التي كانت الموجة فيها تقترب من البحارة
    الأغراب
    ملثمة كالبدوية المهدور دمها.

    **

    ولو كان الأمر بيدي لقدمت وسام الأسرة
    للصخور، والمشانق، والمقاصل، وساحات الرجم
    وسياط التعذيب
    لاعتقادي بأنها من عائلة
    واحدة فرّقتها الأيام


    **

    والدموع الغريبة لا أصدّها
    بل أفتح لها عينيّ على اتساعهما
    لتأخذ المكان الذي تريد حتى الصباح
    وبعد ذلك تمضي في حال سبيلها
    فربما كانت لشاعر آخر!.




    من له يسوع , له الحياة.
    الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


    Comment


    • #3
      رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط



      ارى في عينيها بحرا ... و شفاهها طوق نجاتي ..

      ...

      Comment


      • #4
        رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

        Originally posted by rafee View Post


        أهلا رافي منور

        من له يسوع , له الحياة.
        الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


        Comment


        • #5
          رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

          تحت الاحتلال

          إنني في رعاية دائمة لا بأس بها
          الشمس تحميني من المطر
          والمطر من التجول
          والتجول من اللصوص
          واللصوص من التبذير

          **
          أزمة المواصلات تحميني من المسرح
          والمسرح من الشعر
          والشعر من الصحافة
          والصحافة من الإهمال
          والإهمال من الوحدة
          والوحدة من القراء
          والقراء من الحب
          المرض الوحيد الذي أريد أن أقع فيه دون إسعاف
          لأنه يحميني من الوحدة والجوع والعطش والسجون والسياط
          والدبابات وكل جيوش العالم.. بعد تسريحها طبعاً!


          من له يسوع , له الحياة.
          الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


          Comment


          • #6
            رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

            أطلال دارسة

            وأنا طريح الفراش بين السيوف والرماح المبعثرة
            فلسطين أريد شهدائي
            إسرائيل أريد حطامي
            أيتها الشواطئ أريد مرساتي
            أيتها الصحراء أريد سرابي
            أيتها الغابات أريد طيوري
            أيها الصقيع أريد جدراني
            أيها الشتاء أريد سعالي
            أيتها العتبات أريد جدتي
            أيتها العواصف أريد أشرعتي
            أيها المطربون أريد تصفيقي
            أيتها المراجيح أريد أعيادي
            يا ملكات الجمال أريد تنهداتي وشهقاتي
            أيتها المقابر الجماعية أريد رفاقي
            أيها الصحفيون أريد خصوصياتي
            أيها الغجر أريد مقتنياتي
            أيتها الرياح أريد مذكراتي
            أيتها القارات الخمس أريد أبنائي وأحفادي
            أيها الله أريد صلواتي
            أيها الجيران .. أيتها الذاكرة الإلكترونية:
            أريد أوصافي.



            من له يسوع , له الحياة.
            الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


            Comment


            • #7
              رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

              آخر تانغو في الصعيد

              إعصار جديد في أميركا
              حوت جديد في اليابان
              أرز جديد في الصين
              زهور جديدة في هولندة
              سجاد جديد في إيران
              قريدس جديد في الإمارات
              قات جديد في اليمن
              طائفة جديدة في لبنان
              لغة جديدة في الجزائر
              كنيسة جديدة في فلسطين
              جامع جديد في السودان
              هرم جديد في مصر
              مصيبة جديدة في العراق
              شعار جديد في دمشق

              * *
              أيتها الأغصان الباردة كأطراف الموتى
              أيتها المواهب الذابلة في ربيعها الأول
              أيتها السجون المزدحمة بالأحرار
              أيتها القطارات الغاصة بالمهاجرين
              أيتها الخطب المرتجلة من الشرفات
              أيتها المسيرات المعطلة في كل مكان
              أيها المتثائبون والمتثائبات:
              في المطابخ
              في المقاهي
              في الحقول
              في المدارس
              في المعابد
              في الفنادق
              في المسابح
              في المباغي
              في المعسكرات...
              أما من عبد الناصر جديد ولو برتبة عريف؟



              من له يسوع , له الحياة.
              الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


              Comment


              • #8
                رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

                حوار الأمواج

                لا أريد أن أكون قذراً ولا معقماً
                فلكل من الحالتين تبعاتها.

                *
                *
                في القرى يدعو الأهل على الولد المشاكس أو قليل الهمة:
                لتركض ورغيفك يركض
                ولم أكن أعرف أن رغيفي
                قد يدخل في سباق "دربي" الشهير

                *
                *
                أحياناً الصمت أجمل موسيقا في العالم

                *
                *
                أية أغنية تريدين؟
                وعلى أي إيقاع؟
                وليس عندي سوى نقرات أصابعي
                على قفا الصحون الفارغة
                وخوذ الشهداء المجهولين

                * *
                أية رقصة تريدين؟
                تانغو؟
                قد أعديك بسعالي وزكامي
                فأنا مدخن عتيق
                وفمي فوهة بركان

                *
                *
                رقصة الغجر؟
                قد أكشف سوء طالعك
                بقذف الودع بين الأفاعي والعقارب
                ومسروقات العائلة اليومية

                *
                *
                رقصة البحر؟
                نحن وحيدان في زورق نجاة
                فلماذا نلفت أنظار البحر إلينا.

                *
                *
                رقصة الطاووس؟
                وهل أبقى شاه إيران أثراً لها
                بعد أن قدم لضيوفه في إحدى حفلاته الإمبراطورية
                ألف قلب طاووس كمقبلات!

                * *
                رقصة الفالس؟
                سنقترب ونبتعد عن بعضنا
                ونحن نلوح بالمناديل
                كأن كلا منا مسافر في قطار!
                وهذا يحتاج إلى تنهدات ونفقات.

                *
                *

                سامبا.. رامبا؟
                إن جسدي لين ومطواع كجسد جين كيلي
                في رقصته الشهيرة تحت المطر
                ولكن ماذا أفعل بهذا العرج المفاجئ
                ولست بايرون لأخوض حرباً أهلية لإخفائه.

                * *
                رقصة الحرب؟
                كل شيء إلا هذا...
                فاكسسواراتها ولوازمها مكلفة
                سيوف، تروس، أوسمة، شعراء، مطربون
                كيف أتحمل أعباءها؟
                وأنا أحمل سبع هزائم متوالية على ظهري
                ونفقات أيتامها وأراملها؟
                تكفيني أجرة المقرئين!

                * *
                إذاً لنرقص!
                لنجن!
                لنقم بأي شيء غير معقول.
                :حتى بيكيت صار متخلفاً وكلاسيكياً في هذه الأيام.
                - :إذاً لننتحر!
                - :الانتحار حرام!
                - :وهل الشقاء حلال؟



                من له يسوع , له الحياة.
                الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                Comment


                • #9
                  رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط


                  الوشم

                  الآن

                  في الساعة الثالثة من القرن العشرين
                  حيث لا شيء
                  يفصل جثثَ الموتى عن أحذيةِ الماره
                  سوى الاسفلت

                  سأتكئ في عرضِ الشارع كشيوخ البدو
                  ولن أنهض
                  حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين
                  في العالم
                  وتوضع أمامي
                  لألوكها كالجمل على قارعة الطريق..
                  حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين
                  من قبضات أصحابها
                  وتعود أغصاناً مزهرة (مرةً أخرى)
                  في غاباتها
                  أضحك في الظلام
                  أبكي في الظلام
                  أكتبُ في الظلام
                  حتى لم أعدْ أميّز قلمي من أصابعي
                  كلما قُرعَ بابٌ أو تحرَّكتْ ستاره
                  سترتُ أوراقي بيدي
                  كبغيٍّ ساعةَ المداهمه
                  من أورثني هذا الهلع
                  هذا الدم المذعور كالفهد الجبليّ
                  ما ان أرى ورقةً رسميةً على عتبه
                  أو قبعةً من فرجة باب
                  حتى تصطكّ عظامي ودموعي ببعضها
                  ويفرّ دمي مذعوراً في كل اتجاه
                  كأن مفرزةً أبديةً من شرطة السلالات
                  تطارده من شريان إلى شريان
                  آه يا حبيبتي
                  عبثاً أستردُّ شجاعتي وبأسي
                  المأساة ليست هنا
                  في السوط أو المكتب أو صفارات الإنذار
                  إنها هناك
                  في المهد.. في الرَّحم
                  فأنا قطعاً
                  ما كنت مربوطاً إلى رحمي بحبل سرّه
                  بل بحبل مشنقة .

                  من له يسوع , له الحياة.
                  الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                  Comment


                  • #10
                    رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

                    وطني ..


                    أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
                    ولكنني أحب الرصيف أكثر
                    .....

                    أحب النظافة والاستحمام
                    والعتبات الصقيلة وورق الجدران
                    ولكني أحب الوحول أكثر.
                    .....

                    فأنا أسهر كثيراً يا أبي‏
                    أنا لا أنام‏
                    حياتي سواد وعبوديّة وانتظار‏
                    فأعطني طفولتي‏
                    وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز‏
                    وصندلي المعلّق في عريشة العنب‏
                    لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري
                    .....

                    المرأة هناك
                    شعرها يطول كالعشب
                    يزهر و يتجعّد
                    يذوي و يصفرّ
                    و يرخي بذوره على الكتفين
                    و يسقط بين يديك كالدمع
                    .....

                    وطني

                    على هذه الأرصفة الحنونة كأمي
                    أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويلة
                    سأنتزع علم بلادي عن ساريته
                    وأخيط له أكماماً وأزراراً
                    وأرتديه كالقميص
                    إذا لم أعرف
                    في أي خريف تسقط أسمالي
                    وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن
                    سأصعد أحد التلال
                    القريبة من التاريخ
                    وأقذف سيفي إلى قبضة طارق
                    ورأسي إلى صدر الخنساء
                    وقلمي إلى أصابع المتنبي
                    وأجلس عارياً كالشجرة في الشتاء
                    حتى أعرف متى تنبت لنا
                    أهداب جديدة، ودموع جديدة
                    في الربيع؟
                    وطني أيها الذئب الملوي كالشجرة إلى الوراء
                    إليك هذه "الصور الفوتوغرافية"
                    .....

                    لماذا تنكيس الأعلام العربية فوق الدوائر الرسمية ،
                    و السفارات ، و القنصليات في الخارج ، عند كل مصاب ؟
                    إنها دائما منكسة !
                    .....

                    اتفقوا على توحيد الله و تقسيم الأوطان
                    .....

                    ((مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير
                    أناشدك الله يا أبي:
                    دع جمع الحطب والمعلومات عني
                    وتعال لملم حطامي من الشوارع
                    قبل أن تطمرني الريح
                    أو يبعثرني الكنّاسون
                    هذا القلم سيقودني إلى حتفي
                    لم يترك سجناً إلا وقادني إليه
                    ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه))

                    من له يسوع , له الحياة.
                    الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                    Comment


                    • #11
                      رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

                      مختارات

                      عكازك الذي تتكئ عليه‏
                      يوجع الإسفلت‏
                      فـ«الآن في الساعة الثالثة من هذا القرن‏
                      لم يعد ثمة مايفصل جثث الموتى‏
                      عن أحذية المارة»
                      ***
                      ياعتبتي السمراء المشوهة،
                      لقد ماتوا جميعا أهلي وأحبابي
                      ماتوا على مداخل القرى
                      وأصابعهم مفروشة
                      كالشوك في الريح
                      لكني سأعود ذات ليلة
                      ومن غلاصيمي
                      يفور دم النرجس والياسمين..
                      ***
                      مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير
                      أناشدك الله يا أبي:
                      دع جمع الحطب والمعلومات عني
                      وتعال لملم حطامي من الشوارع
                      قبل أن تطمرني الريح
                      أو يبعثرني الكنّاسون
                      هذا القلم سيقودني إلى حتفي
                      لم يترك سجناً إلا وقادني إليه
                      ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه
                      ***
                      نحن الجائعون أمام حقولنا..
                      المرتبكين أمام أطفالنا...
                      المطأطئين أمام اعلامنا..
                      الوافدين أمام سفاارتنا..
                      نحن.. الذي لا وزن لهم إلا في الطائرات
                      نحن وبر السجادة البشرية التي تفرش أمام الغادي والرائح في هذه المنطقه
                      ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج ؟
                      لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن ،،
                      أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات ،،
                      أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ،،
                      أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب ،،
                      أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد،،
                      أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة ،،
                      أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع ،،
                      أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان ،،
                      أعطونا الحراس والأاقفال وأخذوا الأمان ،،
                      أعطونا الثوار وأخذوا الثورة ،،
                      ***
                      إن تسكنَ وجهكَ موجةٌ
                      لا تعترف بذنوبها.
                      أن تدخلَ ثوبَ التشرد،
                      فيكون تيفالاً لسهرةٍ لكَ في أعالي
                      البوستر.
                      أن تستمعَ للوردّ ناطقاً رسمياً
                      باسم الحرائقِ.
                      أن تحتسيّ حياتكَ كأساً مع العواصم
                      والمقاماتِ والقرابين.
                      أن تجتهدَ
                      فتصبح حرفاً يمشي
                      بقوائم المثنى الثلاث الرباع
                      لتوبيخ التاريخ.
                      فذاك ما يفسد الأصواتَ في الأجراس.
                      ***
                      [[ما يؤنسكَ حقاً.. إشاراتُ المرور. فكن على درّاجتك. هناك في الأبد.]]
                      ***
                      لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن ،،
                      أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات ،،
                      أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ،،
                      أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب ،،
                      أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد،،
                      أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة ،،
                      أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع ،،
                      أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان ،،
                      أعطونا الحراس والأاقفال وأخذوا الأمان ،،
                      أعطونا الثوار وأخذوا الثورة ،،




                      من له يسوع , له الحياة.
                      الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                      Comment


                      • #12
                        رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط


                        أغنية لباب توما

                        حلوه عيونُ النساءِ في باب توما
                        حلوه حلوه
                        وهي ترنو حزينةً إلى الليل والخبز والسكارى
                        وجميلةٌ تلك الأكتافُ الغجريةُ على الاسّره ..
                        لتمنحني البكاء والشهوة يا أمي
                        ليتني حصاةٌ ملونةٌ على الرصيف
                        أو أغنيةٌ طويلةٌ في الزقاق
                        هناك في تجويفٍ من الوحلِ الأملس
                        يذكرني بالجوع والشفاه المشرده ،
                        حيث الأطفالُ الصغار
                        يتدفقون كالملاريا
                        أمام الله والشوارع الدامسه
                        ليتني وردةٌ جوريةٌ في حديقة ما
                        يقطفني شاعرٌ كئيب في أواخر النهار
                        أو حانةٌ من الخشب الأحمر
                        يرتادها المطرُ والغرباء
                        ومن شبابيكي الملطَّخة بالخمر والذباب
                        تخرج الضوضاءُ الكسوله
                        إلى زقاقنا الذي ينتجُ الكآبةَ والعيون الخضر
                        حيث الأقدامُ الهزيله
                        ترتعُ دونما غاية في الظلام ...
                        أشتهي أن أكون صفصافةً خضراء قرب الكنيسه
                        أو صليباً من الذهب على صدر عذراء ،
                        تقلي السمك لحبيبها العائد من المقهى
                        وفي عينيها الجميلتين
                        ترفرفُ حمامتان من بنفسج
                        أشتهي أن أقبِّل طفلاً صغيراً في باب توما
                        ومن شفتيه الورديتين ،
                        تنبعثُ رائحةُ الثدي الذي أرضَعَه ،
                        فأنا ما زلتُ وحيداً وقاسياً
                        أنا غريبٌ يا أمي .


                        من له يسوع , له الحياة.
                        الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                        Comment


                        • #13
                          رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

                          الليل و الأزهار

                          كان بيتنا غاية في الاصفرار
                          يموتُ فيه المساء
                          ينام على أنين القطارات البعيده
                          وفي وسطه
                          تنوح أشجارُ الرمَّان المظلمةُ العاريه
                          تتكسَّر ولا تنتج أزهاراً في الربيع
                          حتى العصافير الحنونه
                          لا تغرد على شبابيكنا
                          ولا تقفز في باحة الدار .
                          وكنت أحبكِ يا ليلى
                          أكثر من الله والشوارع الطويله
                          وأتمنى أن أغمسَ شفتيك بالنبيذ
                          وألتهمك كتفاحةٍ حمراء على منضده .
                          . . .
                          ولكنني لا أستطيع أن أتنهَّدَ بحريه
                          أن أرفرفَ بك فوق الظلام والحرير
                          إنهم يكرهونني يا حبيبه
                          ويتسربون إلى قلبي كالأظافر
                          عندما أريد أن أسهرَ مع قصائدي في الحانه
                          يريدونني أن أشهر الكلمه
                          أمام الليل والجباه السوداء
                          أن أجلد حروفي بالقملِ والغبار والجرحى
                          إنني لا أستطيعُ يا حبيبه
                          وفؤادي ينبضُ بالعيون الشهل
                          وبالسهرات الطويلة قرب البحر
                          أن أبني لهم إمبراطورية ترشحُ بالسعالِ والمشانق
                          أنا طائرٌ من الريف
                          الكلمة عندي أوزةٌ بيضاء
                          والأغنيةٌ بستانٌ من الفستق الأخضر


                          من له يسوع , له الحياة.
                          الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                          Comment


                          • #14
                            رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

                            المسافر

                            بلا أمل ..

                            وبقلبي الذي يخفقُ كوردةٍ حمراءَ صغيره
                            سأودِّع أشيائي الحزينةَ في ليلةٍ ما ..
                            بقع الحبر
                            وآثار الخمرة الباردة على المشمّع اللزج
                            وصمت الشهور الطويله
                            والناموس الذي يمصُّ دمي
                            هي أشيائي الحزينه
                            سأرحلُ عنها بعيداً .. بعيداً
                            وراء المدينة الغارقةِ في مجاري السلّ والدخان
                            بعيداً عن المرأة العاهره
                            التي تغسل ثيابي بماء النهر
                            وآلاف العيون في الظلمه
                            تحدق في ساقيها الهزيلين ،
                            وسعالها البارد ، يأتي ذليلاً يائساً
                            عبر النافذةِ المحطَّمه
                            والزقاقُ المتلوي كحبلٍ من جثث العبيد
                            سأرحلُ عنهم جميعاً بلا رأفه
                            وفي أعماقي أحمل لك ثورةً طاغيةً يا أبي
                            فيها شعبٌ يناضل بالتراب ، والحجارة والظمأ
                            وعدة مرايا كئيبه
                            تعكس ليلاً طويلاً ، وشفاهاً قارسةً عمياء
                            تأكل الحصى والتبن والموت
                            منذ مدة طويلة لم أرَ نجمةً تضيء
                            ولا يمامةً تصدحُ شقراء في الوادي
                            لم أعدْ أشربُ الشاي قرب المعصره
                            وعصافيرُ الجبال العذراء ،
                            ترنو إلى حبيبتي ليلى
                            وتشتهي ثغرها العميقَ كالبحر
                            لم أعد أجلس القرفصاء في الأزقه
                            حيث التسكع
                            والغرامُ اليائس أمام العتبات .
                            فأرسل لي قرميدةً حمراء من سطوحنا
                            وخصلةَ شعرٍ من أمي
                            التي تطبخ لك الحساء في ضوء القمر
                            حيث الصهيلُ الحزين
                            وأعراسُ الفجر في ليالي الحصاد
                            بعْ أقراط أختي الصغيره
                            وأرسل لي نقوداً يا أبي
                            لأشتري محبره
                            وفتاه ألهث في حضنها كالطفل
                            لأحدثك عن الهجير والتثاؤب وأفخاذ النساء
                            عن المياهِ الراكدةِ كالبول وراء الجدران
                            والنهود التي يؤكل شهدُها في الظلام
                            فأنا أسهرُ كثيراً يا أبي
                            أنا لا أنام ..
                            حياتي ، سوادٌ وعبوديةٌ وانتظار .
                            فأعطني طفولتي ..
                            وضحكاتي القديمة على شجرةِ الكرز
                            وصندلي المعلَّقَ في عريشة العنب ،
                            لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري
                            لأسافرَ يا أبي .



                            من له يسوع , له الحياة.
                            الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                            Comment


                            • #15
                              رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط


                              الخطوات الذهبية

                              قابلةٌ للموتِ تلك الجباه السكَريه
                              قابلة لأن تنشد وتبتسم
                              تلك الشفاه الأكثر ليونه من العنبِ الخمري .
                              من رغوة النبيذ المتأججِ على خاصرة عذراء
                              قصتُها تبدأ الليله
                              أو صباحَ غد
                              حيث الغيومُ الشتائيةُ الحزينه
                              تحمل لي رائحة أهلي وسريري
                              والسهرات المضيئه بين أشجار الصنوبر .
                              . . .
                              آه كم أود أن أكون عبداً حقيقياً
                              بلا حبٍّ ولا وطن
                              لي ضفيرةٌ في مؤخرة الرأس
                              وأقراطٌ لامعةٌ في أذنيّ
                              أعدو وراءَ القوافل
                              وأسرج الجياد في الليالي الممطره
                              وعلى جلدي الأسود العاري
                              يقطرُ دهنُ الاوز الأحمر
                              وتنثني ركب الجواري الصغيرات
                              إنني أسمعُ نواحَ أشجارٍ بعيده
                              أرى جيوشا صفراء
                              تجري فوق ضلوعي .
                              . . .
                              يقولون ، إن شعركَ ذهبيٌّ ولامعٌ أيها الحزن
                              وكتفيك قويان ، كالأرصفه المستديره
                              لفّني يا حبيبي
                              لفني أيها الفارسُ الوثني الهزيل
                              إنني أكثر حركه
                              من زهرة الخوخ العاليه
                              من زورقين أخضرين في عيني طفله .
                              أمام المرآة أقفُ حافياً وخجولاً
                              أتأملُ وجهي وأصابعي
                              كنسرٍ رمادي تَعِس
                              أحلم بأهلي واخوتي
                              بلون عيونهم وثيابهم وجواربهم .
                              . . .
                              من رأى ياسمينةً فارعةً خلف أقدامي ؟
                              من رأى شريطةً حمراء بين دفاتري ؟
                              إنني هنا فناءٌ عميق
                              وذراعٌ حديديةٌ خضراء
                              تخبطُ أمام الدكانين
                              والساحات الممتلئة بالنحيب واللذّه
                              إنني أكثر من نجمةٍ صغيرة في الأفق
                              أسير بقدمين جريحتين
                              والفرحُ ينبضُ في مفاصلي
                              إنني أسيرُ على قلب أُمّه .

                              من له يسوع , له الحياة.
                              الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                              Comment


                              • #16
                                رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

                                الغرباء

                                قبورنا معتمةٌ على الرابيه
                                والليل يتساقطُ في الوادي
                                يسيرُ بين الثلوج والخنادق
                                وأبي يعود قتيلاً على جواده الذهبي
                                ومن صدره الهزيل
                                ينتفض سعالُ الغابات
                                وحفيفُ العجلات المحطّمه
                                والأنين التائهُ بين الصخور
                                ينشدُ أغنيةً جديدةً للرجل الضائع
                                للأطفال الشقر والقطيع الميت على الضفة الحجريه .
                                . . .
                                أيتها الجبالُ المكسوةُ بالثلوج والحجاره
                                أيها النهرُ الذي يرافق أبي في غربته
                                دعوني انطفىء كشمعةٍ أمام الريح
                                أتألّم كالماء حول السفينه
                                فالألم يبسط جناحه الخائن
                                والموتُ المعلقُ في خاصرة الجواد
                                يلج صدري كنظرةِ الفتاة المراهقه
                                كأنين الهواءِ القارس .


                                من له يسوع , له الحياة.
                                الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                                Comment


                                • #17
                                  رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

                                  تبغ و شوارع

                                  شعركِ الذي كان ينبضُ على وسادتي
                                  كشلالٍ من العصافير
                                  يلهو على وساداتٍ غريبه
                                  يخونني يا ليلى
                                  فلن أشتري له الأمشاط المذهبّه بعد الآن
                                  سامحيني أنا فقيرٌ يا جميله
                                  حياتي حبرٌ ومغلفاتٌ وليل بلا نجوم
                                  شبابي باردٌ كالوحل
                                  عتيقٌ كالطفوله
                                  طفولتي يا ليلى .. ألا تذكرينها
                                  كنت مهرجاً ..
                                  أبيع البطالة والتثاؤبَ أمام الدكاكين
                                  ألعبُ الدّحل
                                  وآكل الخبز في الطريق
                                  وكان أبي ، لا يحبني كثيراً ، يضربني على قفاي كالجارية
                                  ويشتمني في السوق
                                  وبين المنازل المتسلخةِ كأيدي الفقراء
                                  ككل طفولتي
                                  ضائعاً .. ضائعاً
                                  أشتهي منضدةً وسفينة .. لأستريح
                                  لأبعثر قلبي طعاماً على الورق
                                  . . .
                                  في البساتين الموحله .. كنت أنظمُ الشعر يا ليلى
                                  وبعد الغروب
                                  أهجر بيتي في عيون الصنوبر
                                  يموت .. يشهق بالحبر
                                  وأجلسُ وحيداً مع الليل والسعال الخافت داخل الأكواخ
                                  مع سحابة من النرجس البرّي
                                  تنفض دموعها في سلال العشبِ المتهادية
                                  على النهر
                                  هدية لباعة الكستناء
                                  والعاطلين عن العمل على جسر فكتوريا .
                                  . . .
                                  هذا الجسرُ لم أره من شهورٍ يا ليلى
                                  ولا أنت تنتظرينني كوردةٍ في الهجير
                                  سامحيني .. أنا فقيرٌ وظمآن
                                  أنا إنسانُ تبغٍ وشوارع وأسمال .


                                  من له يسوع , له الحياة.
                                  الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                                  Comment


                                  • #18
                                    رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط


                                    جفاف النهر

                                    صاخبٌ أنا أيها الرجلُ الحريري
                                    أسير بلا نجومٍ ولا زوارق
                                    وحيد وذو عينين بليدتين
                                    ولكنني حزين لأن قصائدي غدت متشابهة
                                    وذات لحن جريح لا يتبدَّل
                                    أريد أن أرفرفَ ، أن أتسامى
                                    كأميرٍ أشقر الحاجبين
                                    يطأ الحقول والبشريه ..
                                    . . .
                                    وطني .. أيها الجرسُ المعلَّقُ في فمي
                                    أيها البدويُّ المُشْعثُ الشعر
                                    هذا الفمُ الذي يصنع الشعر واللذه
                                    يجب أن يأكلَ يا وطني
                                    هذه الأصابعُ النحيلة البيضاء
                                    يجب أن ترتعش
                                    أن تنسج حبالاً من الخبز والمطر .
                                    . . .
                                    لا نجومَ أمامي
                                    الكلمةُ الحمراء الشريدة هي مخدعي وحقولي .
                                    كنتُ أودُّ أن أكتب شيئاً
                                    عن الاستعمارِ والتسكع
                                    عن بلادي التي تسير كالريح نحو الوراء
                                    ومن عيونها الزرق
                                    تتساقط الذكرياتُ والثيابُ المهلهه
                                    ولكنني لا أستطيع
                                    قلبي باردٌ كنسمةٍ شماليه أمام المقهى
                                    إن شبحَ تولستوي القميء ،
                                    ينتصبُ أمامي كأنشوطةٍ مدلاة
                                    ذلك العجوز المطوي كورقةِ النقد
                                    في أعماق الروسيا .
                                    لا أستطيع الكتابةَ ، ودمشقُ الشهيه
                                    تضطجعُ في دفتري كفخذين عاريين .
                                    . . .
                                    يا صحراءَ الأغنية التي تجمع لهيب المدن
                                    ونواحَ البواخر
                                    لقد أقبلَ والليلُ طويلاً كسفينة من الحبر
                                    وأنا أرتطمُ في قاع المدينه
                                    كأنني من وطنٍ آخر
                                    وفي غرفتي الممتلئة بصور الممثلين وأعقابِ السجائر
                                    أحلمُ بالبطولة ، والدم ، وهتاف الجماهير
                                    وأبكي بحرارة كما لم تبكِ امرأة من قبل
                                    فاهبطْ يا قلبي
                                    على سطح سفينةٍ تتأهب للرحيل
                                    إن يدي تتلمس قبضة الخنجر
                                    وعيناي تحلقان كطائرٍ جميلٍ فوق البحر .


                                    من له يسوع , له الحياة.
                                    الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                                    Comment


                                    • #19
                                      رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط

                                      جناح الكآبة

                                      مخذولٌ أنا لا أهل ولا حبيبه
                                      أتسكعُ كالضباب المتلاشي
                                      كمدينةٍ تحترقُ في الليل
                                      والحنين يلسع منكبيّ الهزيلين
                                      كالرياح الجميله ، والغبار الأعمى
                                      فالطريقُ طويله
                                      والغابةُ تبتعدُ كالرمح .
                                      . . .
                                      مدّي ذراعيك يا أمي
                                      أيتها العجوزُ البعيدةُ ذات القميص الرمادي
                                      دعيني ألمس حزامك المصدَّف
                                      وأنشج بين الثديين العجوزين
                                      لألمس طفولتي وكآبتي .
                                      الدمعُ يتساقط
                                      وفؤادي يختنق كأجراسٍ من الدم .
                                      فالطفولة تتبعني كالشبح
                                      كالساقطة المحلولة الغدائر .


                                      من له يسوع , له الحياة.
                                      الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                                      Comment


                                      • #20
                                        رد: مختارات من أشعار محمد الماغوط


                                        جنازة النسر


                                        أظنُّها من الوطن
                                        هذه السحابةُ المقبلةُ كعينين مسيحيتين ،
                                        أظنُّها من دمشق
                                        هذه الطفلةُ المقرونةُ الحواجب
                                        هذه العيونُ الأكثر صفاءً
                                        من نيرانٍ زرقاءَ بين السفن .
                                        أيها الحزن .. يا سيفيَ الطويل المجعَّد
                                        الرصيفُ الحاملُ طفله الأشقر
                                        يسأل عن وردةٍ أو أسير ،
                                        عن سفينةٍ وغيمة من الوطن ...
                                        والكلمات الحرّة تكتسحني كالطاعون
                                        لا امرأةَ لي ولا عقيده
                                        لا مقهى ولا شتاء
                                        ضمني بقوة يا لبنان
                                        أحبُّكَ أكثر من التبغِ والحدائق
                                        أكثر من جنديٍّ عاري الفخذين
                                        يشعلُ لفافته بين الأنقاض
                                        ان ملايين السنين الدمويه
                                        تقف ذليلةً أمام الحانات
                                        كجيوشٍ حزينةٍ تجلس القرفصاء
                                        ثمانية شهور
                                        وأنا ألمسُ تجاعيد الأرضِ والليل
                                        أسمع رنينَ المركبة الذليله
                                        والثلجَ يتراكمُ على معطفي وحواجبي
                                        فالترابُ حزين ، والألمُ يومضُ كالنسر
                                        لا نجومَ فوق التلال
                                        التثاؤب هو مركبتي المطهمةُ ، وترسي الصغيره
                                        والأحلام ، كنيستي وشارعي
                                        بها استلقي على الملكاتِ والجواري
                                        وأسيرُ حزيناً في أواخر الليل .



                                        من له يسوع , له الحياة.
                                        الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                                        Comment

                                        Working...
                                        X