• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

طريق دمشق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • طريق دمشق

    طريق دمشق



    من الأزرق ابتدأ البحر
    هذا النهار يعود من الأبيض السابق
    الآن جئت من الأحمر اللاحق..
    اغتسلي
    يا دمشق
    بلوني
    ليلد في الزمن العربي نهار
    أحاصركم: قاتلا أو قتيل
    و أسألكم .شاهدا أو شهيد
    متى تفرجون عن النهر. حتى أعود إلى الماء أزرق
    أخضر
    أحمر
    أصفر أو أي لون يحدده النهر
    إنّي خرجت من الصيف و السيف
    إّني خرجت من المهد و اللحد
    نامت خيولي على شجر الذكريات
    و نمت على وتر المعجزات
    ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل، كان سورة
    ينتصرون ..
    دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك

    كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر
    نادى و حركني
    ثم نادى ..و فجرني
    ثم نادى.. و قطرّني كالرخام المذاب
    و نادى
    كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها. فانفجرت
    دفاعا عن السر و الصخر
    كوني دمشق

    فلا يعبرون !
    من البرتقالي يبتدئ البرتقال
    و من صمتها يبدأ الأمس
    أو يولد القبر
    يا أيّها المستحيل يسمونك الشام

    أفتح جرحي لتبتدئ الشمس. ما اسمي؟ دمشق
    و كنت وحيدا
    و مثلي كان وحيدا هو المستحيل.
    أنا ساعة الصفر دقّت
    فشقت
    خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان
    المحاصر بين المياه
    و بين المياه
    أنا ساعة الصفر
    جئت أقول :
    أحاصرهم قاتلا أو قتيل
    أعد لهم استطعت.. و ينشق في جثتي قمر المرحلة
    و أمتشق المقصله
    أحاصرهم قاتلا أو قتيل
    و أنسى الخلافه في السفر العربي الطويل
    إلى القمح و القدس و المستحيل
    يؤخرني خنجران :
    العدو
    و عورة طفل صغير تسمونه
    بردى

    و سمّيته مبتدا
    و أخبرته أنني قاتل أو قتيل
    من الأسود ابتدأ الأحمر. ابتدأ الدم
    هذا أنا هذه جثتي
    أي مرحلة تعبر الآن بيني و بيني
    أنا الفرق بينهما
    همزة الوصل بينهما
    قبلة السيف بينهما
    طعنه الورد بينهما
    آه ما أصغر الأرض !
    ما أكبر الجرح
    مروا
    لتتسع النقطة، النطفة ،الفارق ،
    الشارع ،الساحل، الأرض ،
    ما أكبر الأرض !
    ما أصغر الجرح
    هذا طريق الشام.. و هذا هديل الحمام
    و هذا أنا.. هذه جثتي
    و التحمنا
    فمروا ..
    خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني و بيني
    خذوها.. أحرقوها بأعدائها
    أنزلوها على جبل غيمة أو كتابا
    و مروا
    ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي
    طريق دمشق
    دمشق الطريق

    و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي
    إني أغادر أحجاركم_ ليس مايو جدارا
    أغادر أحجاركم و أسير
    وراء دمي في طريق دمشق
    أحارب نفسي.. و أعداءها
    و يسألني المتعبون، أو المارة الحائرون عن اسمي
    فأجهله..
    اسألوا عشبة في طريق دمشق !
    و أمشي غريبا
    و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي
    فأقول: أفتش فوق طريق دمشق
    و أمشي غريبا
    و يسألني الحكماء المملون عن زمني
    فأشير حجر أخضر في طريق دمشق
    و أمشي غريبا
    و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي
    فأعد ضلوعي و أخطئ
    إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟
    دال.ميم. شين. قاف

    فقالوا: عرفنا_
    دمشق
    !
    ابتسمت. شكوت دمشق إلى الشام
    كيف محوت ألوف الوجوه
    و ما زال وجهك واحد !
    لماذا انحنيت لدفن الضحايا
    و ما زال صدرك صاعد
    و أمشي وراء دمي و أطيع دليلي
    و أمشي وراء دمي نحو مشنقتي
    هذه مهنتي يا دمشق
    من الموت تبتدئين. و كنت تنامين في قاع صمتي و لا
    تسمعين..
    و أعددت لي لغة من رخام و برق .
    و أمشي إلى بردى. آه مستغرقا فيه أو خائفا منه
    إن المسافة بين الشجاعة و الخوف
    حلم
    تجسد في مشنقه
    آه ،ما أوسع القبلة الضيقة!
    وأرخني خنجران:
    العدو
    و نهر يعيش على معمل
    هذه جثتي، و أنا
    أفقّ ينحني فوقكم
    أو حذاء على الباب يسرقه النهر
    أقصد
    عورة طفل صغير يسمّونه
    بردى
    و سميته مبتدا
    و أخبرته أنني قاتل أو قتيل.
    تقّلدني العائدات من الندم الأبيض
    الذاهبات إلى الأخضر الغامض
    الواقفات على لحظة
    الياسمين

    دمشق! انتظرناك كي تخرجي منك
    كي نلتقي مرة خارج المعجزات
    انتظرناك..
    و الوقت نام على الوقت
    و الحب جاء، فجئنا إلى الحرب
    نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة
    يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين.
    دمشق الندى و الدماء
    دمشق الندى
    دمشق الزمان.
    دمشق العرب !
    تقلّدني العائدات من النّدم الأبيض
    الذاهبات إلى الأخضر الغامض
    الواقفات على ذبذبات الغضب
    و يحملك الجند فوق سواعدهم
    يسقطون على قدميك كواكب
    كوني دمشق التي يحلمون بها
    فيكون العرب
    قلت شيئا، و أكمله يوم موتي و عيدي
    من الأزرق ابتدأ البحر
    و الشام تبدأ مني_ أموت
    و يبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي
    و ما أبعد الشام، ما أبعد الشام عني
    و سيف المسافة حز خطاياي.. حز وريدي
    فقربني خنجران
    العدو و موتي
    وصرت أرى الشام.. ما أقرب الشام مني
    و يشنقني في الوصول وريدي..
    وقد قلت شيئا.. و أكمله
    كاهن الاعترافات ساومني يا دمشق
    و قال: دمشق بعيده
    فكسّرت كرسيه و صنعت من الخشب الجبلي صليبي
    أراك على بعد قلبين في جسد واحد
    و كنت أطل عليك خلال المسامير
    كنت العقيدة
    و كنت شهيد العقيدة
    و كنت تنامين داخل جرحي
    و في ساعة الصفر_ تم اللقاء
    و بين اللقاء و بين الوداع
    أودع موتي.. و أرحل
    ما أجمل الشام، لولا الشام،و في الشام

    يبتدئ الزمن العربي و ينطفئ الزمن الهمجي ّ
    أنا ساعة الصفر دقّت
    و شقت
    خلايا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير الكبير
    الحصان المحاصر بين المياه
    و بين المياه
    أعد لهم ما استطعت ..
    و ينشقّ في جثتي قمر.. ساعة الصفر دقّت،
    و في جثتي حبّة أنبتت للسنابل
    سبع سنابل، في كل سنبلة ألف سنبلة ..
    هذه جثتي.. أفرغوها من القمح ثم خذوها إلى الحرب
    كي أنهي الحرب بيني و بيني
    خذوها أحرقوها بأعدائها
    خذوها ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي
    و أمشي أمامي
    و يولد في الزمن العربي..
    نهار

    للشاعر الرائع محمود درويش
    Last edited by بنزين طيارات; 17-10-2011, 08:59 PM. Reason: الخط غير واضح
Working...
X