قال نزار قباني
هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح إني أحب... وبعـض الحـب ذباح
أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح
و لو فتحـتم شراييني بمديتكـم سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـت- جـراح
مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذن.. كالأشجار.. أرواح
للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا.. وقطة البيت تغفو حيث ترتـاح
طاحونة البن جزءٌ من طفولتنـا فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح
هذا مكان "أبي المعتز".. منتظرٌ ووجه "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاح
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورها حتى أغازلها... والشعـر مفتـاح
أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً فهل تسامح هيفاءٌ ..ووضـاح؟
خمسون عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ.. فوق المحيط.. وما في الأفق مصباح
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـاف لها.. وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاح
أقاتل القبح في شعري وفي أدبي حتى يفتـح نوارٌ... وقـداح
ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟ أليس في كتب التاريخ أفراح؟
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟ إذا تولاه نصـابٌ ... ومـداح؟
وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟ وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاح؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟
_______________________________________
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا
فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ
أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي
وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها
وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً
وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا
فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها
ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً
وكـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي
لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ
إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ
وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ
وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ
زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ
فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ
ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟
فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
**************
ما يمنع الدمع إن ما شامنا ذكرت *** ما يوقف الآه من شوق للقياها
ما يملأ القلب والأســــــفار تبعدنا *** عساي قبل انقضاء العمر ألقاها
************
ترصيع بالذهب على سيف ٍ دمشقي
أتراها تُحبني مَيسونُ ؟
أم توهَّمتُ والنساءُ ظنـونُ ؟
كـم رسـول ٍ أرسـلته ُ لأبيها
ذبحته تحت النقاب ِ العيـونُ
يا ابنة َ العم ِ والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أُبينُ ؟
كم قُتلنا في عشقنا وبُعثنا
بعد موت ٍ وما علينا يمينُ
ما وقوفي في الديار وقلبي
كجبيني قد طرزته الغصونُ
لا ظباء الحمى رَدَدْنَ سلامي
والخلاخيلُ ما لهنَّ رنين ُ
هل مرايا دمشق تعرفُ وجهي
من جديد أم غيرتني السنينُ ؟
يا زماناً في الصالحية سمْحاً
أين منّي الغوى وأينَ الفتونُ ؟
يا سريري ويا شراشف أمّي
يا عصافيرُ .. يا شذا .. يا غصونُ
يا زواريب حارتي خبئيني
بين جفنيك فالزمان ضنينُ
واعذريني إذا بدوتُ حزيناً
إن وجه المحبّ وجهٌ حزينُ
هاهي الشام بعد فرقة دهر
أنهرٌ سبعةٌ ٌ .. وحورٌ عينُ
النوافير في البيوت كلامٌ
والعناقيد سكرٌ مطحونُ
والسماءُ الزرقاءُ دفترُ شعر
والحروف التي عليه .. سنونو
هل دمشق كما يقولونَ كانتْ
حين في الليل فكر الياسمين ُ ؟
آه يا شام كيف أشرح ما بي ؟
وأنا فيك دائما ً مســكـون ُ
سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق
فأحلى ما في الهـوى التضـمين ُ
نحن أسرى معاً وفي قفص الحب
يعاني السجانُ والمسجونُ
يا دمشقُ التي تقمصتُ فيها
هل أنا السروُ .. أم أنا الشربينُ ؟
أم أنا الفلُّ قي أباريق أمّي
أم أنا العشبُ والسحابُ الهَتونُ
يا دمشق التي تفشّى شذاها
تحت جلدي .. كأنه الزيزفونُ
سامحيني إذا اضطربت فإني
لا مقفّىً ..حبي .. ولا موزونُ
وازرعيني تحت الضفائر مشطاً
فأُريك ِ الغرام كيفَ يكونُ
قادمٌ من مدائن الريح وحدي
فاحتَضنّي كالطفل يا قاسيونُ
احتَضنّي .. ولا تناقش جنوني
ذروة العقل يا حبيبـي الجنـونُ
احتَضنّي .. خمسين ألفاً وألفا ً
فمع الضــم ِ لا يجوزُ الســكـونُ
أهي مجنونةٌ بشوقي إليها
هذه الشــامُ أم أنا المجنـونُ ؟
حاملُ حبها ثلاثين قرناً
فوق ظهري وما هناكَ معينُ
كلمّا جئتُها أردّ دُيُوني
للجميلات حاصَرَتني الديونُ
يا إلهي جعلتَ عشقيَ بَحراً
أحرامٌ على البحار الســكونُ ؟
يا إلهي هل الكتابة جرحٌ
ليس يُشفى أم ماردٌ ملعونُ ؟
كم أعاني في الشعر موتاً جميلاً
وتُعاني من الرياح السفينُ
جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن الوقت للهوى تشرينُ
ولنا موعدٌ على ( جبل الشيخ )
كم الثلج دافئٌ .. وحنونُ
لم أعانقك من زمان طويل
لم أحدّثك ... وللحديث ِ شجونُ
لم أغازلك والتغزلُ بعضي
للهوى دينُهُ .. وللسيف دينُ
سنواتٌ سبعٌ من الحزن مرت ْ
ماتَ فيها الصفصافُ والزيتونُ
سنواتٌ فيها استقلتُ من الحب
وجفت على شفاهي اللحونُ
سنواتٌ سبعُ بها اغتالَنا اليأسُ
وعلْمُ الكلام .. واليانسونُ
فانقسمنا قبائلاً .. وشعوباً
واستبيحَ الحمى وضاع العرينُ
كيف أهواك حينَ حول سريري
يتمشّى اليهودُ والطاعونُ ؟
كيف أهواك والحِمى مُستباحٌ
هل من السهل أن يحبَّ السجينُ؟
لا تقولي : نسيتَ .. لم أنس شيئاً
كيف تنسى أهدابهنَّ الجفونُ ؟
غير أن الهوى يصيرُ ذليلاً
كلما ذلَّ للرجال جَبينُ ..
شـام.. يا شام.. يا أميرة حبي
كيف ينسى غرامـه المجنون؟
أوقدي النارَ فالحديث طويلُ
وطـويـل ٌ لمن نحب الحنيـن ُ
شمس غرناطةَ أطلت علينا
بعد يأس ٍ وزغردت ميسـلون ُ
جاء تشرين ُ.. إن وجهك ِ أحلى
بكثير ٍ... ما سـره تشــرينُ ؟
كيف صارت سنابلُ القمح أعلى
كيف صارت عيناك ِ بيت السنونو ؟
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
كلُّ جرح فيها .. حديقة ورد
وربيعٌ .. ولؤلؤ ٌ مكنونُ
يا دمشق البسي دموعي سواراً
وتمنّي .. فكلُّ شيء ٍ يهونُ
وضعي طَرحَةَ العروس لأجلي
إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُ
رضيَ اللهُ والرسولُ عن الشام
فنصرٌ آت ٍ وفـتـح ٌ مبينُ
مزقي يا دمشــق خارطة الذل
وقولي للـدهر كُن فيـكونُ
استردت أيامها بكِ بدرٌ
واستعادت شبابها حطينُ
ذاك عُمْرُ السيوف .. لا سيفَ إلا
دائنٌ يا حبيبتي أو مَدينُ
هُزِمَ الروم بعد سبع ٍ عجاف ٍ
وتعافى وجداننا المـطعـونُ
وقتلنا العنقاءَ في ( جَبَل الشيخ )
وألقى أضراسَهُ التنّينُ
صَدَقَ السيفُ وعدَهُ .. يا بلادي
فالسياساتُ كلُّها أَفيُونُ
صدق السيفُ حاكماً وحكيماً
وحدَه السيفُ يا دمشقُ اليقينُ
اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجد
وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
سبَقتْ ظلَّها خيولُ هشام
وأفاقت من نومها السكينُ
علمينا فقه العروبـة يا شام
فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
علمينا الأفعالَ قد ذَبَحَتْنا
أحرفُ الجرّ والكلام العجينُ
علمينا قراءة البرق والرعد
فنصفُ اللغات وحلٌ وطينُ
وطني ، يا قصيدة النار ِ والورد
تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
إن نهرَ التاريخ ينبع في الشام
أَيُلغي التاريخَ طرحٌ هجينُ ؟
نحن أصلُ الأشياء ... لا فوردُ باق
فوق إيوانه ولا رابينُ
نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا
وجبال الجليل .. واللطرونُ
كل ليمونة ستنجب طفلاً
ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ
إركبي الشمس يا دمشق حصانا ً
ولك الله ُ ... حـافظ ٌ و أميـنُ
*********
أحبُ دمشـقَ
هوايا الأرَق َ
أحبُ جوار َ بلادي
ثرى ً من صِبا ً و وداد ِ
رعته ُ العيون ُ جميله و قامة كحيله
أحب ُ دمشق َ
دمشـق ُ بغوطتك الوادعه
حنين ٌ إلى الحب ِ لا ينتهي
كأنك حلمي الذي أشتهي
هوى ً ملء ُ قصتك ِ الدامعه
تمايل ُ سكرى به
دمشق ُ كشمس ِ الضحى الطالعه
هنا و البطولات ُ لا تنضب ُ
تطلع ُ شعب ٍ حبيب ِ الـعُـلى
إلى المجد ِ بالمشتهى كُلل َ
دمشق ُ و أنت ِ الثرى الطيب ُ
غضبت ِ
و ما أجمل َ
فكنت ِ الســلام َ إذا يغضب ُ
أحب ُ دمشــق َ
.
وهنــاك العشرات من القصائد ولكن اخترت اجملهم واعمقهم بنظري
فـــــلــــيبــــاركــــــ الـــــرب فــــــي شـــــامـــــنـــــا وبــــلدنــــا
**************
هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح إني أحب... وبعـض الحـب ذباح
أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح
و لو فتحـتم شراييني بمديتكـم سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـت- جـراح
مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذن.. كالأشجار.. أرواح
للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا.. وقطة البيت تغفو حيث ترتـاح
طاحونة البن جزءٌ من طفولتنـا فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح
هذا مكان "أبي المعتز".. منتظرٌ ووجه "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاح
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورها حتى أغازلها... والشعـر مفتـاح
أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً فهل تسامح هيفاءٌ ..ووضـاح؟
خمسون عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ.. فوق المحيط.. وما في الأفق مصباح
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـاف لها.. وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاح
أقاتل القبح في شعري وفي أدبي حتى يفتـح نوارٌ... وقـداح
ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟ أليس في كتب التاريخ أفراح؟
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟ إذا تولاه نصـابٌ ... ومـداح؟
وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟ وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاح؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟
_______________________________________
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا
فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ
أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي
وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها
وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً
وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا
فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها
ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً
وكـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي
لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ
إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ
وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ
وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ
زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ
فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ
ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟
فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
**************
ما يمنع الدمع إن ما شامنا ذكرت *** ما يوقف الآه من شوق للقياها
ما يملأ القلب والأســــــفار تبعدنا *** عساي قبل انقضاء العمر ألقاها
************
ترصيع بالذهب على سيف ٍ دمشقي
أتراها تُحبني مَيسونُ ؟
أم توهَّمتُ والنساءُ ظنـونُ ؟
كـم رسـول ٍ أرسـلته ُ لأبيها
ذبحته تحت النقاب ِ العيـونُ
يا ابنة َ العم ِ والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أُبينُ ؟
كم قُتلنا في عشقنا وبُعثنا
بعد موت ٍ وما علينا يمينُ
ما وقوفي في الديار وقلبي
كجبيني قد طرزته الغصونُ
لا ظباء الحمى رَدَدْنَ سلامي
والخلاخيلُ ما لهنَّ رنين ُ
هل مرايا دمشق تعرفُ وجهي
من جديد أم غيرتني السنينُ ؟
يا زماناً في الصالحية سمْحاً
أين منّي الغوى وأينَ الفتونُ ؟
يا سريري ويا شراشف أمّي
يا عصافيرُ .. يا شذا .. يا غصونُ
يا زواريب حارتي خبئيني
بين جفنيك فالزمان ضنينُ
واعذريني إذا بدوتُ حزيناً
إن وجه المحبّ وجهٌ حزينُ
هاهي الشام بعد فرقة دهر
أنهرٌ سبعةٌ ٌ .. وحورٌ عينُ
النوافير في البيوت كلامٌ
والعناقيد سكرٌ مطحونُ
والسماءُ الزرقاءُ دفترُ شعر
والحروف التي عليه .. سنونو
هل دمشق كما يقولونَ كانتْ
حين في الليل فكر الياسمين ُ ؟
آه يا شام كيف أشرح ما بي ؟
وأنا فيك دائما ً مســكـون ُ
سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق
فأحلى ما في الهـوى التضـمين ُ
نحن أسرى معاً وفي قفص الحب
يعاني السجانُ والمسجونُ
يا دمشقُ التي تقمصتُ فيها
هل أنا السروُ .. أم أنا الشربينُ ؟
أم أنا الفلُّ قي أباريق أمّي
أم أنا العشبُ والسحابُ الهَتونُ
يا دمشق التي تفشّى شذاها
تحت جلدي .. كأنه الزيزفونُ
سامحيني إذا اضطربت فإني
لا مقفّىً ..حبي .. ولا موزونُ
وازرعيني تحت الضفائر مشطاً
فأُريك ِ الغرام كيفَ يكونُ
قادمٌ من مدائن الريح وحدي
فاحتَضنّي كالطفل يا قاسيونُ
احتَضنّي .. ولا تناقش جنوني
ذروة العقل يا حبيبـي الجنـونُ
احتَضنّي .. خمسين ألفاً وألفا ً
فمع الضــم ِ لا يجوزُ الســكـونُ
أهي مجنونةٌ بشوقي إليها
هذه الشــامُ أم أنا المجنـونُ ؟
حاملُ حبها ثلاثين قرناً
فوق ظهري وما هناكَ معينُ
كلمّا جئتُها أردّ دُيُوني
للجميلات حاصَرَتني الديونُ
يا إلهي جعلتَ عشقيَ بَحراً
أحرامٌ على البحار الســكونُ ؟
يا إلهي هل الكتابة جرحٌ
ليس يُشفى أم ماردٌ ملعونُ ؟
كم أعاني في الشعر موتاً جميلاً
وتُعاني من الرياح السفينُ
جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن الوقت للهوى تشرينُ
ولنا موعدٌ على ( جبل الشيخ )
كم الثلج دافئٌ .. وحنونُ
لم أعانقك من زمان طويل
لم أحدّثك ... وللحديث ِ شجونُ
لم أغازلك والتغزلُ بعضي
للهوى دينُهُ .. وللسيف دينُ
سنواتٌ سبعٌ من الحزن مرت ْ
ماتَ فيها الصفصافُ والزيتونُ
سنواتٌ فيها استقلتُ من الحب
وجفت على شفاهي اللحونُ
سنواتٌ سبعُ بها اغتالَنا اليأسُ
وعلْمُ الكلام .. واليانسونُ
فانقسمنا قبائلاً .. وشعوباً
واستبيحَ الحمى وضاع العرينُ
كيف أهواك حينَ حول سريري
يتمشّى اليهودُ والطاعونُ ؟
كيف أهواك والحِمى مُستباحٌ
هل من السهل أن يحبَّ السجينُ؟
لا تقولي : نسيتَ .. لم أنس شيئاً
كيف تنسى أهدابهنَّ الجفونُ ؟
غير أن الهوى يصيرُ ذليلاً
كلما ذلَّ للرجال جَبينُ ..
شـام.. يا شام.. يا أميرة حبي
كيف ينسى غرامـه المجنون؟
أوقدي النارَ فالحديث طويلُ
وطـويـل ٌ لمن نحب الحنيـن ُ
شمس غرناطةَ أطلت علينا
بعد يأس ٍ وزغردت ميسـلون ُ
جاء تشرين ُ.. إن وجهك ِ أحلى
بكثير ٍ... ما سـره تشــرينُ ؟
كيف صارت سنابلُ القمح أعلى
كيف صارت عيناك ِ بيت السنونو ؟
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
كلُّ جرح فيها .. حديقة ورد
وربيعٌ .. ولؤلؤ ٌ مكنونُ
يا دمشق البسي دموعي سواراً
وتمنّي .. فكلُّ شيء ٍ يهونُ
وضعي طَرحَةَ العروس لأجلي
إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُ
رضيَ اللهُ والرسولُ عن الشام
فنصرٌ آت ٍ وفـتـح ٌ مبينُ
مزقي يا دمشــق خارطة الذل
وقولي للـدهر كُن فيـكونُ
استردت أيامها بكِ بدرٌ
واستعادت شبابها حطينُ
ذاك عُمْرُ السيوف .. لا سيفَ إلا
دائنٌ يا حبيبتي أو مَدينُ
هُزِمَ الروم بعد سبع ٍ عجاف ٍ
وتعافى وجداننا المـطعـونُ
وقتلنا العنقاءَ في ( جَبَل الشيخ )
وألقى أضراسَهُ التنّينُ
صَدَقَ السيفُ وعدَهُ .. يا بلادي
فالسياساتُ كلُّها أَفيُونُ
صدق السيفُ حاكماً وحكيماً
وحدَه السيفُ يا دمشقُ اليقينُ
اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجد
وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
سبَقتْ ظلَّها خيولُ هشام
وأفاقت من نومها السكينُ
علمينا فقه العروبـة يا شام
فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
علمينا الأفعالَ قد ذَبَحَتْنا
أحرفُ الجرّ والكلام العجينُ
علمينا قراءة البرق والرعد
فنصفُ اللغات وحلٌ وطينُ
وطني ، يا قصيدة النار ِ والورد
تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
إن نهرَ التاريخ ينبع في الشام
أَيُلغي التاريخَ طرحٌ هجينُ ؟
نحن أصلُ الأشياء ... لا فوردُ باق
فوق إيوانه ولا رابينُ
نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا
وجبال الجليل .. واللطرونُ
كل ليمونة ستنجب طفلاً
ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ
إركبي الشمس يا دمشق حصانا ً
ولك الله ُ ... حـافظ ٌ و أميـنُ
*********
أحبُ دمشـقَ
هوايا الأرَق َ
أحبُ جوار َ بلادي
ثرى ً من صِبا ً و وداد ِ
رعته ُ العيون ُ جميله و قامة كحيله
أحب ُ دمشق َ
دمشـق ُ بغوطتك الوادعه
حنين ٌ إلى الحب ِ لا ينتهي
كأنك حلمي الذي أشتهي
هوى ً ملء ُ قصتك ِ الدامعه
تمايل ُ سكرى به
دمشق ُ كشمس ِ الضحى الطالعه
هنا و البطولات ُ لا تنضب ُ
تطلع ُ شعب ٍ حبيب ِ الـعُـلى
إلى المجد ِ بالمشتهى كُلل َ
دمشق ُ و أنت ِ الثرى الطيب ُ
غضبت ِ
و ما أجمل َ
فكنت ِ الســلام َ إذا يغضب ُ
أحب ُ دمشــق َ
.
وهنــاك العشرات من القصائد ولكن اخترت اجملهم واعمقهم بنظري
فـــــلــــيبــــاركــــــ الـــــرب فــــــي شـــــامـــــنـــــا وبــــلدنــــا
**************
Comment