حكمت المحكمة
كنت أجلس حامل مطرقة قوية
على مكان مرتفع وأمامي دكاترة الكلية
ووراءهم جلس طلاب الهندسة الهمكية(كلية الهندسةالكهربائية والميكانيكية)
وآخرون منهم وقفوا خلف قضبان حديدية
وأحسست أني قاضي القضاة في قصر العدلية
هيبة وحشود وهيئة المحلفين وأمامي القضية
وبدأت ببسم الله فتحنا القضية
يا سادة يا سيدات بين يدي قضية عجيبة
يدعي فيها الطلاب على دكاترتنا الأفاضل
بأنهم صعبوا المواد وقصوا العلامات العملية
ودائما يصعبون ويعقدون الأسئلة النظرية
فرفع الدكاترة دعوى على طلابنا الأعزاء
واتهموهم بتضييع الوقت والاستهتار وأنهم لم يدرسوا بجدية
وقفت حائر وناديت أحد الطلاب ليشرح لي بصدق وعفوية
فقال:
يا قاضي القضاة ,يا حامل لواء العدل أنصفنا سألناك برب البرية
نحن طلاب الهندسة الكهربائية ثلاثة اختصاصات
الكترون ..تحكم وطاقة كهربائية
لكل منا نصيبه من المواد النظرية الحشوية وما أكثرها يا سيد
العدلية
إننا يا حضرة القاضي نداوم قبل كل الكليات وننتهي بعد كل الكليات
يبدأ دوامنا من الثامنة صباحا وينتهي في الرابعة إن كان اسمي يبدأ بحرف في أول الأبجدية
وإن كنت ياسرا أو يسرى ذهبت معي للسادسة عشيا
ونرجع للبيت للراحة والنوم ولا يبق للدراسة في الوقت بقية
يبدأ كل دكتور محترم بالشرح ويظهر لنا مواهبه الفنية
وتبدأ المعلومات أولا كرذاذ المطر ثم تنهال عليك سيلا قويا
ساعة ..ساعة وربع ..ساعة ونصف ..ساعتان إلا ربع
لا ترف فيها عين المحاضر ولا يسعل ولا يجري حتى مكالمة هاتفية
وكأنه ضغط زر التشغيل وتحركت شفاهه حركة لا إرادية
وأخذ يشرح ويتكلم ويلقي علينا النظريات نظرية.. نظرية
وقد يمسك القلم بيده أو لايمسكه إن كان يستخدم في شرحه تلك التقنية ..
ونحن الطلاب المساكين رأيتنا جالسين أفواهنا فاتحين وأعيننا مفنجرين
في أول ربع ساعة كانت المادة أرضية وفي آخر ربع ساعة أصبحت مريخية
معلومات من هنا وهناك تعددت الصيغ والمادة حتما منسية
على مكان مرتفع وأمامي دكاترة الكلية
ووراءهم جلس طلاب الهندسة الهمكية(كلية الهندسةالكهربائية والميكانيكية)
وآخرون منهم وقفوا خلف قضبان حديدية
وأحسست أني قاضي القضاة في قصر العدلية
هيبة وحشود وهيئة المحلفين وأمامي القضية
وبدأت ببسم الله فتحنا القضية
يا سادة يا سيدات بين يدي قضية عجيبة
يدعي فيها الطلاب على دكاترتنا الأفاضل
بأنهم صعبوا المواد وقصوا العلامات العملية
ودائما يصعبون ويعقدون الأسئلة النظرية
فرفع الدكاترة دعوى على طلابنا الأعزاء
واتهموهم بتضييع الوقت والاستهتار وأنهم لم يدرسوا بجدية
وقفت حائر وناديت أحد الطلاب ليشرح لي بصدق وعفوية
فقال:
يا قاضي القضاة ,يا حامل لواء العدل أنصفنا سألناك برب البرية
نحن طلاب الهندسة الكهربائية ثلاثة اختصاصات
الكترون ..تحكم وطاقة كهربائية
لكل منا نصيبه من المواد النظرية الحشوية وما أكثرها يا سيد
العدلية
إننا يا حضرة القاضي نداوم قبل كل الكليات وننتهي بعد كل الكليات
يبدأ دوامنا من الثامنة صباحا وينتهي في الرابعة إن كان اسمي يبدأ بحرف في أول الأبجدية
وإن كنت ياسرا أو يسرى ذهبت معي للسادسة عشيا
ونرجع للبيت للراحة والنوم ولا يبق للدراسة في الوقت بقية
يبدأ كل دكتور محترم بالشرح ويظهر لنا مواهبه الفنية
وتبدأ المعلومات أولا كرذاذ المطر ثم تنهال عليك سيلا قويا
ساعة ..ساعة وربع ..ساعة ونصف ..ساعتان إلا ربع
لا ترف فيها عين المحاضر ولا يسعل ولا يجري حتى مكالمة هاتفية
وكأنه ضغط زر التشغيل وتحركت شفاهه حركة لا إرادية
وأخذ يشرح ويتكلم ويلقي علينا النظريات نظرية.. نظرية
وقد يمسك القلم بيده أو لايمسكه إن كان يستخدم في شرحه تلك التقنية ..
ونحن الطلاب المساكين رأيتنا جالسين أفواهنا فاتحين وأعيننا مفنجرين
في أول ربع ساعة كانت المادة أرضية وفي آخر ربع ساعة أصبحت مريخية
معلومات من هنا وهناك تعددت الصيغ والمادة حتما منسية
نذهب إلى المخابر وما أدراك ما المخابر ؟؟إنها للأجهزة المتهرئة مقابر
لو ترا يا سيدي مخبر ال.. وقد تكدست فيه الشاشات بصورة فوضوية
أما مخبر ال ...فلا أدري هل أجهزته من الحرب العالمية أم من العصور الحجرية ؟؟
ويأتيك مخبر متطور وأجهزة حديثة ولكن أساتذة المخبر جدا ذكية
وتمضي الجلسات العملية وكأن ما فيها تبرأ من المحاضرات النظرية
وأحيانا نأخذ مادة في السنة الأولى نفهمها في السنة الثالثة وبأريحية
ومواد نأخذها فيها شرح مفصل ومصطلحات برأي دكاترتنا بديهية
وهذه المصطلحات مشروحة ولكن في مادة سنأخذها العام القادم
فقدموا لنا مادة على أخرى وكل الأوضاع *الحمد لله* طبيعية
فيأتي دكتور المادة الأولى "يا طلابي لن تفهموا بعض العبارات لأنكم ستأخذونها العام القادم في المادة الفلانية"
ويأتي دكتور العام القادم للمادة الثانية "يا طلابي بعض العبارات لن أشرحها لكم لأن المفروض أنها مشروحة من السنة الماضية"
ونذهل من هول ما نسمع ومن كثرة المعلومات تتضخم عقولنا وجماجمنا تتصدع
وما لنا إلا الراية البيضاء نرفع
ونحلم أن المعيد أشفق علينا وعلامات العملي بدأ يرفع
ونحلم أيضا أن دكتورنا ينظر لنا بعين المشفق الراحم
ويأتي إلى قاعة الامتحان باسم ويقول لنا :
طلابي لا تخافوا ولا تقلقوا الأسئلة من المنهاج والكل ناجح إن كان فاهم
يا قاضي القضاة إنا نحب الدكاترة ونحترمهم ونقدر تضحيتهم
ولكن ...
نريدهم أن يعطونا من المعلومات الشيء النافع
وكل معلومة نسخرها على أرض الواقع
كل مادة تعطى حقها من الساعات وكل مادة نظرية يتبعها دروس تطبيقية
نريد أن نتعلم كيف نصبح مهندسين بحق
كلنا يستطيع أن يحفظ ويحشو ذهنه بالقوانين والمبرهنات
ويطلب في المسألة صمم منظومة تحكمي ومشاريع إنارة وكل هذا يبقى على دفتر الهاشمية
ألا يحق لنا أن ننقل ما صممنا على أرض الواقع
ألا يحق لنا أن نستخدم الحاسب في التحكم كما قرأنا في المراجع
لماذا تذهب 5 سنوات من حياة كل واحد منا ليحفظ ونحن بحاجة للعمل
لماذا يبقى الطالب أسير كابوس الرسوب ويبقى همه الستين فقط
نصف موادنا لا تلزم وإن لزمت فالمراجع كثيرة وعلى كل الأحوال المادة البصمية ستنسى عندما تدق الساعة معلنة انتهاء الامتحان
يا قاضي القضاة لو تحققت لنا مطالبنا سيصبح لنا للعلم دافع
سنبني ونصمم ونعيد مجدنا وما لنا من رادع
أنصفينا يا سيدتي والكل لك سامع
تفضل أخي الطالب
*ضجت القاعة وعلت الاصوات وبكى الطلاب واحمرت أعين الدكاترة*
طرقت بمطرقتي طرقتين وقلت
بما أنني قاضي القضاة وعلي أن أكون عادل وأحكم بينكم بالعدل
علي أن أستمع لأحد الدكاترة الأجلاء
ولكن الحق بيّن ولن أسمع دفاع الدكاترة عن أنفسهم
أعطوا الطلاب حقوقهم حتى يقوموا بواجباتهم
فالطالب في كليتنا مظلوم ..مظلوم ..مظلوم
من قطرة الماء محروم ..من العلم محروم ..من الخبرة محروم ..محروم
أفرجوا عن جميع الطلاب
وأمهل دكاترتنا أسبوعا ليجدوا لنا حلا وإلا ........
وطرقت بمطرقتي طرقتين وقلت : رفعت القضية
وإذا بيد ابن أختي الصغير يدق على يدي دقتين وإذا بي غفوت غفوة سحرية وكم تمنيت لو كانت حقيقية
لو ترا يا سيدي مخبر ال.. وقد تكدست فيه الشاشات بصورة فوضوية
أما مخبر ال ...فلا أدري هل أجهزته من الحرب العالمية أم من العصور الحجرية ؟؟
ويأتيك مخبر متطور وأجهزة حديثة ولكن أساتذة المخبر جدا ذكية
وتمضي الجلسات العملية وكأن ما فيها تبرأ من المحاضرات النظرية
وأحيانا نأخذ مادة في السنة الأولى نفهمها في السنة الثالثة وبأريحية
ومواد نأخذها فيها شرح مفصل ومصطلحات برأي دكاترتنا بديهية
وهذه المصطلحات مشروحة ولكن في مادة سنأخذها العام القادم
فقدموا لنا مادة على أخرى وكل الأوضاع *الحمد لله* طبيعية
فيأتي دكتور المادة الأولى "يا طلابي لن تفهموا بعض العبارات لأنكم ستأخذونها العام القادم في المادة الفلانية"
ويأتي دكتور العام القادم للمادة الثانية "يا طلابي بعض العبارات لن أشرحها لكم لأن المفروض أنها مشروحة من السنة الماضية"
ونذهل من هول ما نسمع ومن كثرة المعلومات تتضخم عقولنا وجماجمنا تتصدع
وما لنا إلا الراية البيضاء نرفع
ونحلم أن المعيد أشفق علينا وعلامات العملي بدأ يرفع
ونحلم أيضا أن دكتورنا ينظر لنا بعين المشفق الراحم
ويأتي إلى قاعة الامتحان باسم ويقول لنا :
طلابي لا تخافوا ولا تقلقوا الأسئلة من المنهاج والكل ناجح إن كان فاهم
يا قاضي القضاة إنا نحب الدكاترة ونحترمهم ونقدر تضحيتهم
ولكن ...
نريدهم أن يعطونا من المعلومات الشيء النافع
وكل معلومة نسخرها على أرض الواقع
كل مادة تعطى حقها من الساعات وكل مادة نظرية يتبعها دروس تطبيقية
نريد أن نتعلم كيف نصبح مهندسين بحق
كلنا يستطيع أن يحفظ ويحشو ذهنه بالقوانين والمبرهنات
ويطلب في المسألة صمم منظومة تحكمي ومشاريع إنارة وكل هذا يبقى على دفتر الهاشمية
ألا يحق لنا أن ننقل ما صممنا على أرض الواقع
ألا يحق لنا أن نستخدم الحاسب في التحكم كما قرأنا في المراجع
لماذا تذهب 5 سنوات من حياة كل واحد منا ليحفظ ونحن بحاجة للعمل
لماذا يبقى الطالب أسير كابوس الرسوب ويبقى همه الستين فقط
نصف موادنا لا تلزم وإن لزمت فالمراجع كثيرة وعلى كل الأحوال المادة البصمية ستنسى عندما تدق الساعة معلنة انتهاء الامتحان
يا قاضي القضاة لو تحققت لنا مطالبنا سيصبح لنا للعلم دافع
سنبني ونصمم ونعيد مجدنا وما لنا من رادع
أنصفينا يا سيدتي والكل لك سامع
تفضل أخي الطالب
*ضجت القاعة وعلت الاصوات وبكى الطلاب واحمرت أعين الدكاترة*
طرقت بمطرقتي طرقتين وقلت
بما أنني قاضي القضاة وعلي أن أكون عادل وأحكم بينكم بالعدل
علي أن أستمع لأحد الدكاترة الأجلاء
ولكن الحق بيّن ولن أسمع دفاع الدكاترة عن أنفسهم
أعطوا الطلاب حقوقهم حتى يقوموا بواجباتهم
فالطالب في كليتنا مظلوم ..مظلوم ..مظلوم
من قطرة الماء محروم ..من العلم محروم ..من الخبرة محروم ..محروم
أفرجوا عن جميع الطلاب
وأمهل دكاترتنا أسبوعا ليجدوا لنا حلا وإلا ........
وطرقت بمطرقتي طرقتين وقلت : رفعت القضية
وإذا بيد ابن أختي الصغير يدق على يدي دقتين وإذا بي غفوت غفوة سحرية وكم تمنيت لو كانت حقيقية
Comment