• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

مقتطفات من شعر محمود درويش

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • #21
    رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

    (حالة حصار)


    هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
    قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
    نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
    وما يفعل العاطلون عن العمل:
    نُرَبِّي الأملْ.

    بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
    لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
    لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
    أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
    في حلكة الأَقبية.

    هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...
    سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
    نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.
    أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضحى
    بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
    فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.

    هنا، لا أَنا
    هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...
    يقولُ علي حافَّة الموت:
    لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
    حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
    سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
    وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
    وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

    في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
    بين تذكُّرِ أَوَّلها.
    ونسيانِ آخرِها.

    هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، علي دَرَج البيت،
    لا وَقْتَ للوقت.
    نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلي الله:
    ننسي الأَلمْ.

    الألمْ
    هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
    صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.
    لا صديً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
    فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
    لا صديً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
    يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
    تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

    يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
    بمنظار دبّابةٍ...
    نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.
    أَيُّها الواقفون علي العَتَبات ادخُلُوا،
    واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
    فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
    أَيها الواقفون علي عتبات البيوت!
    اُخرجوا من صباحاتنا،
    نطمئنَّ إلي أَننا
    بَشَرٌ مثلكُمْ!

    نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
    نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
    في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
    ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
    أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا
    لمواليد بُرْجِ الحصار.

    كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
    ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
    وتعالَ غداً !

    أُفكِّر، من دون جدوى:
    بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
    علي قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
    وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
    فتوجعنُي الخاطرةْ
    وتنتعشُ الذاكرةْ

    عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
    بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
    بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
    الجوِّ واللَهْو. أَعلي وأَعلي تطيرُ
    الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
    حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

    الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
    قَيْدَ التَشَابُهِ...
    عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
    هو الوحيُ...
    أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
    مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها

    إليّ ناقدٍ: ف لا تُفسِّر كلامي
    بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
    يحاصرني في المنام كلامي
    كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
    ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

    شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
    السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
    جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
    والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
    شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

    نحبُّ الحياةَ غداً
    عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
    كما هي، عاديّةً ماكرةْ
    رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
    وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
    فليكن
    خفيفاً علي القلب والخاصرةْ
    فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
    من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

    قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
    لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
    لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

    إلى قاتلٍ:ف لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
    وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
    الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
    وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ


    إلى قاتلٍ آخر:ف لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
    إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
    قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
    فيكبر طفلاً معافى،
    ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
    تارِيخَ آسيا القديمَ.
    وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
    وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
    ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
    صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
    والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
    فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
    وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟
    لم تكن هذه القافيةْ
    ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
    ولا لاقتصاد الأَلمْ
    إنها زائدةْ
    كذبابٍ على المائدةْ
    الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
    تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.
    الحصارُ هُوَ الانتظار
    هُوَ الانتظارُ علي سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ
    وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
    لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ
    لنا إخوة خلف هذا المدى.
    إخوة طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
    ثم يقولون في سرِّهم:
    ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
    لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا .

    خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
    وعَشْرَةُ جرحي.
    وعشرون بيتاً.
    وخمسون زيتونةً...
    بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
    سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

    في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
    أَري خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
    الجنوبُ عَصِيٌّ علي الريح،
    والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
    والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
    وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد
    فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
    إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

    قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
    فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

    إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
    فكُنْ شجراً
    مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
    وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
    فكُنْ حجراً
    مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
    وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
    فكن قمراً
    في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
    غ هكذا قالت امرأةٌ
    لابنها في جنازته ف

    أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
    من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
    ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
    أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

    واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
    ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
    ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ علي كُلِّ شيء:
    علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
    ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
    ومختلفون علي واجبات النساء
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
    مختلفون علي النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
    مختلفون علي كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
    ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

    قال لي في الطريق إلي سجنه:
    عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
    كهجاء الوطنْ
    مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

    قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
    يكفي
    لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
    وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

    علي الروح أَن تترجَّلْ
    وتمشي علي قَدَمَيْها الحريريّتينِ
    إلي جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
    قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
    وكأسَ النبيذِ القديم
    لنقطع هذا الطريق معاً
    ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
    أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
    فتختار أَن تجلس القرفصاء علي صخرة عاليةْ

    إلى شاعرٍ: ف كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
    تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
    فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
    و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

    يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
    هاتفي لا يرنُّ
    ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
    فكيف تيقَّنتِ من أَنني
    لم أكن ههنا !

    يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
    في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
    لا أَستطيعُ قراءةَ دوستوي÷سكي
    ولا الاستماعَ إلي أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما.
    في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
    إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
    في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.

    يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
    فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
    يقول: إلي أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
    تقول: إلي بُؤرة الضوءِ في داخلي
    وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

    سيمتدُّ هذا الحصار إلي أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
    أَن الضَجَرْ
    صِفَةٌ من صفات البشرْ.

    لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
    قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
    بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
    قلبي بريء مضيء مليء،
    ولا وقت في القلب للامتحان. بلي،
    لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّي أُحبَّك؟
    هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
    وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
    لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
    هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
    عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
    ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !

    جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
    تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل،
    أَو في المداخن، أو في الخيام التي
    نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

    علي طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ،
    والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
    ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
    بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

    الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
    رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
    ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
    غيرِ مأهولةٍ،
    فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
    ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
    كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
    عدَّلَتْهُ بجرَّافة.
    فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ،
    بيضاءُ من غير سوء ...

    إلي شبه مستشرق: ف ليكُنْ ما تَظُنُّ.
    لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ.
    ولا أَلعبُ الجولف.
    لا أَفهمُ التكنولوجيا،
    ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
    أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
    لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
    لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
    أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة
    قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

    في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
    تحجَّرَ في أَبَدِهْ
    في الحصار، يصير المكانُ زماناً
    تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

    هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
    أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
    لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
    فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
    جغْرافيةْ !

    أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
    ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
    وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدي

    الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.
    الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدي
    عن عذاري الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
    علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
    لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
    عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.
    الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
    إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
    من أَحَدْ.

    الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
    وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
    كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
    أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

    الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوي موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
    وَضَعْتُ غزالاً علي مخدعي،
    وهلالاً علي إصبعي،
    كي أُخفِّف من وَجَعي !

    سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

    أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
    القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
    داءِ الأملْ.



    أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
    للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
    وشاهدةً من رخام الزمن
    فأسبقهم دائماً في الجنازة:
    مَنْ مات.. مَنْ ؟

    الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الي . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!
    الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ
    وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد
    وجارةُ عمِّ الشهيد غالخ ... الخ ..ف
    ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،
    فالزَمَنُ البربريُّ انتهي.
    والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،
    والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ و غ الخ ... الخ ف

    هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون
    في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
    التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة
    البُنّ في دمهم، طازجة.

    هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟
    قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
    فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.
    عندئذٍ نتباري علي حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.
    فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس
    يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟
    فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

    الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
    الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..
    فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ
    الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط
    نحو آخرَ مثل الغزالة.
    والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا
    من سماء. وأشياءُ أخري مؤجَّلَةُ الذكريات
    تدلُّ علي أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
    وأَنَّا ضيوف علي الأبديّةْ.


    ************
    يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
    كي لايزعجني!!!!

    Comment


    • #22
      رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

      (إلى أمي)


      أحن إلى خبز أمي
      وقهوة أمي
      ولمسة أمي
      وتكبر فيّ الطفولة
      يوماً على صدر يوم
      واعشق عمري لأني إذا متّ
      اخجل من دمعأمي
      خذيني إذا عدت يوماً
      وشاحاً لهدبك
      وغطي عظاميبعشب
      تعمّد من طهر كعبك
      وشدي وثاقي
      بخصلة شعر
      بخيط يلوّح في ذيلثوبك
      عساني أصير إلها
      إلهاً أصير
      إذا ما لمست قرارةقلبك
      ضعيني ، إذا مارجعت
      وقوداً بتنور نارك
      وحبل الغسيل على سطح دارك
      لأني فقدت الوقوف
      بدون صلاة نهارك
      هرمت ، فردّي نجومالطفولة
      حتى أشارك
      صغار العصافير
      درب الرجوع
      لعش انتظارك

      ***************
      يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
      كي لايزعجني!!!!

      Comment


      • #23
        رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

        (أربعة عناوين شخصية)




        1 - متر مربع في السجن



        هو البابُ، ما خلفه جنَّةُ القلب. أشياؤنا

        - كُلُّ شيء لنا - تتماهى. وبابٌ هو الباب،

        بابُ الكنايةِ، باب الحكاية. بابٌ يُهذِّب أيلولَ.

        بابٌ يعيد الحقولَ إلى أوَّل القمحِ.

        لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الدخول إلى خارجي

        عاشقًا ما أراهُ وما لا أراهُ

        أفي الأرض هذا الدلالُ وهذا الجمالُ ولا بابَ للبابِ؟

        زنزانتي لا تضيء سوى داخلي..

        وسلامٌ عليَّ، سلامٌ على حائط الصوتِ

        ألَّفْتُ عشرَ قصائدَ في مدْح حريتي ههنا أو هناك

        أُحبُّ فُتاتَ السماءِ التي تتسلل من كُوَّة السجن مترًا من الضوء تسبح فيه الخيول،

        وأشياءَ أمِّي الصغيرة..

        رائحةَ البُنِّ في ثوبها حين تفتح باب النهار لسرب الدجاجِ

        أُحبُّ الطبيعةَ بين الخريفِ وبين الشتاءِ

        وأبناءَ سجَّانِنا، والمجلاَّت فوق الرصيف البعيدِ

        وألَّفْتُ عشرين أُغنيةً في هجاء المكان الذي لا مكان لنا فيهِ

        حُرّيتي: أن أكونَ كما لا يريدون لي أن أكونَ

        وحريتي: أنْ أوسِّع زنزانتي: أن أُواصل أغنيةَ البابِ

        بابٌ هو البابُ: لا بابَ للبابِ

        لكنني أستطيع الخروج إلى داخلي، إلخ.. إلخ..



        2- مقعدٌ في قطار



        مناديلُ ليست لنا

        عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ

        ضوءُ المحطة

        وردٌ يُضَلِّل قلبًا يُفَتِّش عن معطفٍ للحنانِ

        دموعٌ تخونُ الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا

        من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول؟

        زنابقُ ليست لنا كي نُقَبِّل خط الحديد

        نسافر بحثًا عن الصِّفْر

        لكننا لا نحبُّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا

        مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبَّنا واقفًا في انتظار الدخانِ

        قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ

        في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ

        كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ

        نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش

        نوافذُ ليستْ لنا، والسلامُ علينا بكُلِّ اللغات

        تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمةَ؟

        أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا؟

        بعيدٌ أنا عن بعيديَ

        ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائعِ

        ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ

        نحن الذين نحبُّ لعشر دقائقَ لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه

        لا نستطيع عبور الصدى مرتين



        3 - حجرة العناية الفائقة



        تدورُ بيَ الريحُ حين تضيقُ بيَ الأرضُ

        لا بُدَّ لي أن أطيرَ وأن ألجُمَ الريحَ

        لكنني آدميٌّ.. شعرتُ بمليون نايٍ يُمَزِّقُ صدري

        تصبَّبْتُ ثلجًا وشاهدتُ قبري على راحتيَّ

        تبعثرتُ فوق السرير

        تقيَّأت

        غبتُ قليلاً عن الوعي

        متُّ

        :وصحتُ قبيل الوفاة القصيرةِ

        إني أحبُّكِ، هل أدخل الموت من قدميكِ؟

        ومتُّ.. ومتُّ تمامًا

        فما أهدأ الموت لولا بكاؤك

        ما أهدأ الموتَ لولا يداكِ اللتان تدقّان صدري لأرجع من حيث متُّ

        أحبك قبل الوفاةِ، وبعد الوفاةِ

        وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي

        :هو القلب ضلَّ قليلاً وعادَ، سألتُ الحبيبة

        في أيِّ قلبٍ أُصبتُ? فمالتْ عليه وغطَّتْ سؤإلى بدمعتها

        أيها القلب.. يا أيها القلبُ كيف كذبت عليَّ وأوقعتني عن صهيلي؟

        لدينا كثير من الوقت، يا قلب، فاصمُدْ

        ليأتيك من أرض بلقيس هدهدْ

        بعثنا الرسائل

        قطعنا ثلاثين بحرًا وستين ساحلْ

        وما زال في العمر وقتٌ لنشرُد

        ويا أيها القلب، كيف كذبتَ على فرسٍ لا تملُّ الرياحَ

        تمهَّل لنكملَ هذا العناقَ الأخيرَ ونسجُدْ

        :تمهَّل.. تمهَّلْ لأعرفَ إن كنتَ قلبي أم صوتَها وهي تصرخ

        خُذني



        4 - غرفة في فندق



        سلامٌ على الحب يوم يجيءُ

        ويوم يموتُ، ويومَ يُغَيِّرُ أصحابَهُ في الفنادِقِ

        هل يخسرُ الحبُّ شيئًا? سنشربُ قهوتنا في مساءِ الحديقةِ

        نروي أحاديثَ غربتنا في العشاءِ

        ونمضي إلى حجْرةٍ كي نتابع بحث الغريبين عن ليلةٍ من حنانٍ، إلخ.. إلخ..

        سننسى بقايا كلام على مقعدين


        سننسى سجائرنا، ثم يأتي سوانا ليكمل سهرتنا والدخان

        سننسى قليلاً من النوم فوق الوسادة

        يأتي سوانا ويرقد في نومنا، إلخ.. إلخ

        كيف كُنَّا نُصَدِّقُ أجسادَنا في الفنادقِ؟

        كيف نُصَدِّقُ أَسرارنَا في الفنادق؟

        يأتي سوانا، يُتابع صرختنا في الظلام الذي وَحَّدَ الجسدينْ

        ولسنا سوى رَقمين ينامان فوقَ السرير .. إلخ.. إلخ..

        المشاع المشاع، يقولان ما قاله عابرانِ على الحبِّ قبل قليلٍ

        ويأتي الوداعُ سريعًا سريعًا

        أما كان هذا اللقاء سريعًا لننسى الذين يحبوننا في فنادق أخرى؟
        أما قلتِ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيري؟

        أما قلتُ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيرك في فندقٍ آخر أو هنا فوق هذا السريرِ؟

        سنمشي الخطى ذاتها كي يجيءَ سوانا ويمشي الخطى ذاتها.. إلخ.. إلخ

        **************
        يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
        كي لايزعجني!!!!

        Comment


        • #24
          رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

          (قصيدة الأرض)






          -1-


          في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات. العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.


          أنا الأرض
          والأرض أنت
          خديجةُ! لا تغلقي الباب
          لا تدخلي في الغياب
          سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
          سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
          سنطردهم من هواء الجليل.
          وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.

          -2-

          أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
          أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح
          أُسمّي الحصى أجنحة
          أسمّي العصافير لوزاً وتين
          وأستلّ من تينة الصدر غصناً
          وأقذفهُ كالحجرْ
          وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين.

          -3-

          وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،
          وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
          أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،
          غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...
          وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض
          في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا
          مواعيد غامضةً
          واحتفالاً بسيطاً
          ونكتشف البحر تحت النوافذ
          والقمر الليلكي على السرو
          في شهر آذار ندخلٌُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ
          وتنهمرُ الذكريات على قرية في السياج
          وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل
          كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
          في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ
          وندخلُ أوّل سجنٍ
          وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية:
          قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ!
          تر النهر يمشي إليك.
          وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.

          -4-

          بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي!
          بلادي القريبة مني.. كسجني!
          لماذا أغنّي
          مكاناً، ووجهي مكانْ؟
          لماذا أغنّي
          لطفل ينامُ على الزعفران؟
          وفي طرف النوم خنجر
          وأُمي تناولني صدرها
          وتموتُ أمامي
          بنسمةِ عنبر؟



          -5-


          وفي شهر آذار تستيقظ الخيل
          سيّدتي الأرض!
          أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟
          وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور
          كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل
          هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة-
          هذا نشيدي
          وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
          أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي
          وهذا نشيدي
          وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.
          في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
          سيّدتي الأرض!
          والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
          بين الرماح وبين دمي.
          نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
          ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
          وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل
          حصانٍ على وترِ الجنس
          في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربي
          وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن
          يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
          أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني صهيلك
          أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية
          أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
          وهذا ربيعي الطليعي
          وهذا ربيعي النهائيّ
          في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.


          -6-

          كأنّي أعود إلى ما مضى
          كأنّي أسيرُ أمامي
          وبين البلاط وبين الرضا
          أعيدُ انسجامي
          أنا ولد الكلمات البسيطة
          وشهيدُ الخريطة
          أنا زهرةُ المشمش العائلية.
          فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
          من البدء حتّى الجليل
          أعيدوا إليّ يديّ
          أعيدوا إليّ الهويّة!

          -7-

          وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال
          وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات
          وواضحة كالحقول
          العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات.
          خديجة!
          - أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبّهن الجديد؟
          - ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-
          قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.
          وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:
          تحيا بلادي
          من الصفر حتّى الجليل
          ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
          خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
          لا تذهبي في السحاب
          ستمطر هذا النهار
          ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
          ستمطرُ هذا النهار!
          وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
          البناتُ مرايا البلاد على القلب..
          في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.

          -8-

          أنا شاهدُ المذبحة
          وشهيد الخريطة
          أنا ولد الكلماتُ البسيطة
          رأيتُ الحصى أجنحة
          رأيت الندى أسلحة
          عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
          وأقاموا الحواجز فيّا
          ومنع التجوّل
          صار قلبي حارةْ
          وضلوعي حجارةْ
          وأطلّ القرنفل
          وأطلّ القرنفل



          -9-


          وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر. "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّرُ ! هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.
          فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي
          سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.
          وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدةً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتْ في التداعي. رأيتُ شهيدين يستمعان إلى البحر: عكّا تجئ مع الموج.
          عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.
          ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!
          إن الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.
          فيا وطن الأنبياء...تكامل!
          ويا وطن الزارعين .. تكاملْ!
          ويا وطن الشهداء.. . تكامل!
          ويا وطن الضائعين .. تكامل!
          فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.
          وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.

          -10-

          مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة
          وعيناك نائمتان
          أعودُ ثلاثين عاماً
          وخمس حروبٍ
          وأشهدُ أنّ الزمانْ
          يخبّئ لي سنبلة
          يغنّي المغنّي
          عن النار والغرباء
          وكان المساءُ مساء
          وكان المغنّي يغنّي
          ويستجوبونه:
          لماذا تغنّي؟
          يردّ عليهم:
          لأنّي أغنّي
          .....
          وقد فتّشوا صدرهُ
          فلم يجدوا غير قلبه
          وقد فتّشوا قلبه
          فلم يجدوا غير شعبه
          وقد فتشوا صوته
          فلم يجدوا غير حزنه
          وقد فتّشوا حزنه
          فلم يجدوا غير سجنه
          وقد فتّشوا سجنه
          فلم يجدوا غيرهم في القيود
          وراء التّلال
          ينامُ المغنّي وحيداً
          وفي شهر آذار
          تصعدُ منه الظلال



          -11-


          أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيّة في الفجر
          هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني
          يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجة
          يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.
          يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا
          أنا الأرضُ منذ عرفت خديجة
          لم يعرفوني لكي يقتلوني
          بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة
          هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض
          هذا الترابُ ترابي
          وهذا السحابُ سحابي
          وهذا جبين خديجة
          أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ
          رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..
          قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر
          هذا احتمال الذهابِ الجديد إلى العمر،
          لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
          يسألون عن الأرض: هل نهضت
          طفلتي الأرض!
          هل عرفوك لكي يذبحوك؟
          وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟
          وهل عرفوك لكي يذبحوك
          وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟
          أنا الأرض..
          يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
          احرثوا جسدي!
          أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
          مرّوا على جسدي
          أيّها العابرون على جسدي
          لن تمرّوا
          أنا الأرضُ في جسدٍ
          لن تمرّوا
          أنا الأرض في صحوها
          لن تمرّوا
          أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
          لن تمرّوا
          لن تمرّوا

          لن تمرّوا!

          **************
          يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
          كي لايزعجني!!!!

          Comment


          • #25
            رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

            طباق( عن ادوارد سعيد)






            نيويورك/ نوفمبر/ الشارعُ الخامسُ/


            الشمسُ صَحنٌ من المعدن المُتَطَايرِ/


            قُلت لنفسي الغريبةِ في الظلِّ:


            هل هذه بابلٌ أَم سَدُومْ؟


            هناك, على باب هاويةٍ كهربائيَّةٍ


            بعُلُوِّ السماء, التقيتُ بإدوارد


            قبل ثلاثين عاماً,


            وكان الزمان أقلَّ جموحاً من الآن...


            قال كلانا:


            إذا كان ماضيكَ تجربةً


            فاجعل الغَدَ معنى ورؤيا!


            لنذهبْ,


            لنذهبْ الى غدنا واثقين


            بِصدْق الخيال, ومُعْجزةِ العُشْبِ/


            لا أتذكَّرُ أنّا ذهبنا الى السينما


            في المساء. ولكنْ سمعتُ هنوداً


            قدامى ينادونني: لا تثِقْ


            بالحصان, ولا بالحداثةِ/


            لا. لا ضحيَّةَ تسأل جلاّدَها:


            هل أنا أنتَ؟ لو كان سيفيَ


            أكبرَ من وردتي... هل ستسألُ


            إنْ كنتُ أفعل مثلَكْ؟


            سؤالٌ كهذا يثير فضول الرُوَائيِّ


            في مكتبٍ من زجاج يُطلَّ على


            زَنْبَقٍ في الحديقة... حيث تكون


            يَدُ الفرضيَّة بيضاءَ مثل ضمير


            الروائيِّ حين يُصَفِّي الحساب مَعَ


            النَزْعة البشريّةِ... لا غَدَ في


            الأمس, فلنتقدَّم إذاً!/


            قد يكون التقدُّمُ جسرَ الرجوع


            الى البربرية.../


            نيويورك. إدوارد يصحو على


            كسَل الفجر. يعزف لحناً لموتسارت.


            يركض في ملعب التِنِس الجامعيِّ.


            يفكِّر في رحلة الفكر عبر الحدود


            وفوق الحواجز. يقرأ نيويورك تايمز.


            يكتب تعليقَهُ المتوتِّر. يلعن مستشرقاً


            يُرْشِدُ الجنرالَ الى نقطة الضعف


            في قلب شرقيّةٍ. يستحمُّ. ويختارُ


            بَدْلَتَهُ بأناقةِ دِيكٍ. ويشربُ


            قهوتَهُ بالحليب. ويصرخ بالفجر:


            لا تتلكَّأ!


            على الريح يمشي. وفي الريح


            يعرف مَنْ هُوَ. لا سقف للريح.


            لا بيت للريح. والريحُ بوصلةٌ


            لشمال الغريب.


            يقول: أنا من هناك. أنا من هنا


            ولستُ هناك, ولستُ هنا.


            لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان...


            ولي لُغَتان, نسيتُ بأيِّهما


            كنتَ أحلَمُ,


            لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ


            طيِّعةُ المفردات,


            ولي لُغَةٌ من حوار السماء


            مع القدس, فضيَّةُ النَبْرِ


            لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي


            والهويَّةُ؟ قُلْتُ


            فقال: دفاعٌ عن الذات...


            إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها


            في النهاية إبداعُ صاحبها, لا


            وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في


            داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني


            أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن


            من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن


            يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ...


            فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ


            نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/


            - منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ


            ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ


            فمن أنت بينهما؟


            < لا أعرِّفُ نفسي


            لئلاّ أضيِّعها. وأنا ماأنا.


            وأنا آخَري في ثنائيّةٍ


            تتناغم بين الكلام وبين الإشارة


            ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ:


            أنا اثنان في واحدٍ


            كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ


            إن تأخّر فصلُ الربيع


            اكتفيتُ بنقل البشارة!


            يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها.


            ]هل المستحيل بعيدٌ؟[


            يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء


            ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات


            قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ


            مقاعد كافيةً للجميع...


            هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ


            يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً


            ولا الغربُ غربٌ تماماً,


            فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ


            لا قلعة أو خنادق/


            كان المجازُ ينام على ضفَّة النهرِ,


            لولا التلوُّثُ,


            لاحْتَضَنَ الضفة الثانية


            - هل كتبتَ الروايةَ؟


            < حاولتُ... حاولت أن أستعيد


            بها صورتي في مرايا النساء البعيدات.


            لكنهن توغَّلْنَ في ليلهنّ الحصين.


            وقلن: لنا عاَلَمٌ مستقلٌ عن النصّ.


            لن يكتب الرجلُ المرأةَ اللغزَ والحُلْمَ.


            لن تكتب المرأةُ الرجلَ الرمْزَ والنجمَ.


            لا حُبّ يشبهُ حباً. ولا ليل


            يشبه ليلاً. فدعنا نُعدِّدْ صفاتِ


            الرجال ونضحكْ!


            - وماذا فعلتَ؟


            < ضحكت على عَبثي


            ورميت الروايةَ


            في سلة المهملات/


            المفكِّر يكبحُ سَرْدَ الروائيِّ


            والفيلسوفُ يَشرحُ وردَ المغنِّي/


            يحبَّ بلاداً ويرحل عنها:


            أنا ما أكونُ وما سأكونُ


            سأضع نفسي بنفسي


            وأختارٌ منفايَ. منفايَ خلفيَّةُ


            المشهد الملحمي, أدافعُ عن


            حاجة الشعراء الى الغد والذكريات معاً


            وأدافع عن شَجَرٍ ترتديه الطيورُ


            بلاداً ومنفى,


            وعن قمر لم يزل صالحاً


            لقصيدة حبٍ,


            أدافع عن فكرة كَسَرَتْها هشاشةُ أصحابها


            وأدافع عن بلد خَطَفتْهُ الأساطيرُ/


            - هل تستطيع الرجوع الى أيِّ شيء؟


            < أمامي يجرُّ ورائي ويسرعُ...


            لا وقت في ساعتي لأخُطَّ سطوراً


            على الرمل. لكنني أستطيع زيارة أمس,


            كما يفعل الغرباءُ إذا استمعوا


            في المساء الحزين الى الشاعر الرعويّ:


            "فتاةٌ على النبع تملأ جرَّتها


            بدموع السحابْ


            وتبكي وتضحك من نحْلَةٍ


            لَسَعَتْ قَلْبَها في مهبِّ الغيابْ


            هل الحبُّ ما يُوجِعُ الماءَ


            أم مَرَضٌ في الضباب..."


            ]الى آخر الأغنية[


            - إذن, قد يصيبكَ داءُ الحنين؟


            < حنينٌ الى الغد, أبعد أعلى


            وأبعد. حُلْمي يقودُ خُطَايَ.


            ورؤيايَ تُجْلِسُ حُلْميعلى ركبتيَّ


            كقطٍّ أليفٍ, هو الواقعيّ الخيالي


            وابن الإرادةِ: في وسعنا


            أن نُغَيِّر حتميّةَ الهاوية!


            - والحنين الى أمس؟


            < عاطفةً لا تخصُّ المفكّر إلاّ


            ليفهم تَوْقَ الغريب الى أدوات الغياب.


            وأمَّا أنا, فحنيني صراعٌ على


            حاضرٍ يُمْسِكُ الغَدَ من خِصْيَتَيْه


            - ألم تتسلَّلْ الى أمس, حين


            ذهبتَ الى البيت, بيتك في


            القدس في حارة الطالبيّة؟


            < هَيَّأْتُ نفسي لأن أتمدَّد


            في تَخْت أمي, كما يفعل الطفل


            حين يخاف أباهُ. وحاولت أن


            أستعيد ولادةَ نفسي, وأن


            أتتبَّعُ درب الحليب على سطح بيتي


            القديم, وحاولت أن أتحسَّسَ جِلْدَ


            الغياب, ورائحةَ الصيف من


            ياسمين الحديقة. لكن ضَبْعَ الحقيقة


            أبعدني عن حنينٍ تلفَّتَ كاللص


            خلفي.


            - وهل خِفْتَ؟ ماذا أخافك؟


            < لا أستطيع لقاءُ الخسارة وجهاً


            لوجهٍ. وقفتُ على الباب كالمتسوِّل.


            هل أطلب الإذن من غرباء ينامون


            فوق سريري أنا... بزيارة نفسي


            لخمس دقائق؟ هل أنحني باحترامٍ


            لسُكَّان حُلْمي الطفوليّ؟ هل يسألون:


            مَن الزائرُ الأجنبيُّ الفضوليُّ؟ هل


            أستطيع الكلام عن السلم والحرب


            بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا, بلا


            كلماتٍ اضافيةٍ, وبلا جملةٍ اعتراضيِّةٍ؟


            هل يقولون لي: لا مكان لحلمين


            في مَخْدَعٍ واحدٍ؟


            لا أنا, أو هُوَ


            ولكنه قارئ يتساءل عمَّا


            يقول لنا الشعرُ في زمن الكارثة؟


            دمٌ,


            ودمٌ,


            ودَمٌ


            في بلادكَ,


            في اسمي وفي اسمك, في


            زهرة اللوز, في قشرة الموز,


            في لَبَن الطفل, في الضوء والظلّ,


            في حبَّة القمح, في عُلْبة الملح/


            قَنَّاصةٌ بارعون يصيبون أهدافهم


            بامتيازٍ


            دماً,


            ودماً,


            ودماً,


            هذه الأرض أصغر من دم أبنائها


            الواقفين على عتبات القيامة مثل


            القرابين. هل هذه الأرض حقاً


            مباركةٌ أم مُعَمَّدةٌ


            بدمٍ,


            ودمٍ,


            ودمٍ,


            لا تجفِّفُهُ الصلواتُ ولا الرملُ.


            لا عَدْلُ في صفحات الكتاب المقدَّس


            يكفي لكي يفرح الشهداءُ بحريَّة


            المشي فوق الغمام. دَمٌ في النهار.


            دَمٌ في الظلام. دَمٌ في الكلام!


            يقول: القصيدةُ قد تستضيفُ


            الخسارةَ خيطاً من الضوء يلمع


            في قلب جيتارةٍ, أو مسيحاً على


            فَرَسٍ مثخناً بالمجاز الجميل, فليس


            الجماليُ إلاَّ حضور الحقيقيّ في


            الشكلِ/


            في عالمٍ لا سماء له, تصبحُ


            الأرضُ هاويةً. والقصيدةُ إحدى


            هِباتِ العَزَاء, وإحدى صفات


            الرياح, جنوبيّةً أو شماليةً.


            لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا من


            جروحك. واصرخْ لتسمع نفسك,


            وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,


            وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض


            ممكنةٌ. فاخترعْ أملاً للكلام,


            أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.


            وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة/


            أقولُ: الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّ


            بضدٍّ هو الموت... ليست حياة!


            يقول: سنحيا, ولو تركتنا الحياةُ


            الى شأننا. فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التي


            سوف تجعل قُرّاءها خالدين - على حدّ


            تعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس...


            وقال: إذا متّ قبلَكَ,


            أوصيكَ بالمستحيْل!


            سألتُ: هل المستحيل بعيد؟


            فقال: على بُعْد جيلْ


            سألت: وإن متُّ قبلك؟


            قال: أُعزِّي جبال الجليلْ


            وأكتبُ: "ليس الجماليُّ إلاّ


            بلوغ الملائم". والآن, لا تَنْسَ:


            إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ!


            عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,


            في عام ألفين واثنين, كان يُقاوم


            حربَ سدومَ على أهل بابلَ...


            والسرطانَ معاً. كان كالبطل الملحميِّ


            الأخير يدافع عن حقِّ طروادةٍ


            في اقتسام الروايةِ/


            نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً


            عالياً,


            فالإقامةُ فوق الأولمب


            وفوق القِمَمْ


            تثير السأمْ


            وداعاً,


            وداعاً لشعر الألَمْ!



            *****************
            يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
            كي لايزعجني!!!!

            Comment


            • #26
              رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

              (الآن ... في المنفى)







              الآن... في المنفي.. نَعَمْ في البيتِ،

              في السٌِتينَ من عمْر سريع
              يوقدون الشَّمْعَ لَكْ

              فافرَحْ، بأقصي ما استطعتَ من الهدوء،
              لأنَّ موتا طائشا ضَلَّ الطريقَ إليك
              من فرط الزحام... وأَجَّلكْ

              قَمَر فضوليّ علي الأطلال،
              يضحك كالغبيٌ
              فلا تصدٌِقْ أنه يدنو لكي يستقبلَكْ
              هوَ، في وظيفته القديمةِ، مثل آذارَ
              الجديدِ... أَعادَ للأشجار أَسماءَ الحنينِ
              وأَهمَلكْ.

              فلتحتفلْ مع أَصدقائكَ بانكسار الكأس.
              في الستين لن تَجِدَ الغَدَ الباقي
              لتحملَه علي كَتِفِ النشيد... ويحملَكْ

              قلْ للحياةِ، كما يليق بشاعر متمرٌِسِ:
              سِيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
              وكيدهنَّ. لكلٌِ واحدةِ نداء ما خفيّ
              هَيْتَ لَكْ/ ما أَجملَكْ!

              سيري ببطء، يا حياة، لكي أَراك
              بِكامل النقْصَان حولي. كم نسيتكِ في
              خضمٌِكِ باحثا عنٌِي وعنكِ. وكلَّما أدركت
              سرٌا منك قلت بقسوة: ما أَجهلَكْ!

              قل للغياب: نَقَصْتَني

              وأَنا حضرت... لأكملكْ !


              *****************
              يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
              كي لايزعجني!!!!

              Comment


              • #27
                رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                (في بيت أمي)





                في بيت أُمِّي صورتي ترنو إليّ
                ولا تكفُّ عن السؤالِ:
                أأنت، يا ضيفي، أنا؟
                هل كنتَ في العشرين من عُمري،
                بلا نظَّارةٍ طبيةٍ،
                وبلا حقائب؟
                كان ثُقبٌ في جدار السور يكفي
                كي تعلِّمك النجومُ هواية التحديق
                في الأبديِّ...
                (ما الأبديُّ؟ قُلتُ مخاطباً نفسي)
                ويا ضيفي... أأنتَ أنا كما كنا؟
                فمَن منا تنصَّل من ملامحِهِ؟
                أتذكُرُ حافرَ الفَرَس الحرونِ على جبينكَ
                أم مسحت الجُرحَ بالمكياج كي تبدو
                وسيمَ الشكل في الكاميرا؟
                أأنت أنا؟ أتذكُرُ قلبَكَ المثقوبَ
                بالناي القديم وريشة العنقاء؟
                أم غيّرتَ قلبك عندما غيّرتَ دَربَكَ؟
                قلت: يا هذا، أنا هو أنت
                لكني قفزتُ عن الجدار لكي أرى
                ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطِفُ
                من حدائقِهِ المُعلَّقة البنفسجَ باحترامً...
                ربّما ألقى السلام، وقال لي:
                عُدْ سالماً...
                وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى
                ما لا يُرى
                وأقيسَ عُمْقَ الهاويةْ


                ******************
                يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                كي لايزعجني!!!!

                Comment


                • #28
                  رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                  (سوناتا)





                  إذا كنت آخر ما قاله الله لي، فليكن

                  نزولك نون ال "أنا" في المثنى. وطوبى لنا
                  لقد نور اللوز بعد خطى العابرين، هنا
                  على ضفتيك، ورف عليك القطا و اليمام

                  بقرن الغزال طعنت السماء، فسال الكلام
                  ندى في عروق الطبيعة. ما اسم القصيدة
                  أمام ثنائية الخلق و الحق، بين السماء البعيدة
                  وأرز سريرك، حين يحن دم لدم، ويئن الرخام؟

                  ستحتج أسطورة للتشمس حولك. هذا الرخام
                  الهات مصر وسومر تحت النخيل يغيرن أثوابهن
                  و أسماء أيامهن، ويكملن رحلاتهن إلى آخر القافية

                  وتحتاج أنشودتي للتنفس : لا الشعر شعر
                  ولا النثر نثر . حلمت بأنك آخر ما قاله

                  لي الله حين رأيتكما في المنام، فكان الكلام


                  **************
                  يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                  كي لايزعجني!!!!

                  Comment


                  • #29
                    رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                    (الجميلات هن الجميلات)

                    الجميلات هنَّ الجميلاتُ
                    "نقش الكمنجات في الخاصرة"
                    الجميلات هنَّ الضعيفاتُ

                    "عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة"
                    الجميلات هنَّ القوياتُ
                    "يأسٌ يضيء ولا يحترق"
                    الجميلات هنَّ الأميرات ُ
                    "ربَّاتُ وحيٍِ قلق
                    "
                    الجميلات هنَّ القريباتُ

                    "جاراتُ قوس قزح
                    "
                    الجميلات هنَّ البعيداتُ

                    "مثل أغاني الفرح"
                    الجميلات هنَّ الفقيراتُ

                    "مثل الوصيفات في حضرة الملكة"
                    الجميلات هنَّ الطويلاتُ

                    "خالات نخل السماء"
                    الجميلات هنَّ القصيراتُ

                    "يُشرَبْنَ في كأس ماء"
                    الجميلات هنَّ الكبيراتُ

                    "مانجو مقشرةٌ ونبيذٌ معتق"
                    الجميلات هنَّ الصغيراتُ

                    "وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق"
                    الجميلات، كلّْ الجميلات، أنت ِ
                    إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبلَ القاتلات
                    *************
                    يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                    كي لايزعجني!!!!

                    Comment


                    • #30
                      رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                      (مقهى وأنت مع الجريدة)




                      مقهى، وأنت مع الجريدة جالس
                      لا، لست وحدك. نصف كأسك فارغ
                      والشمس تملأ نصفها الثاني ...

                      ومن خلف الزجاج تري المشاة المسرعين
                      ولا تُرى [إحدى صفات الغيب تلك:
                      ترى ولكن لا تُرى]
                      كم أنت حر أيها المنسي في المقهى!
                      فلا أحدٌ يرى أثر الكمنجة فيك،
                      لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك،
                      أو يدقق في ضبابك إن نظرت
                      إلى فتاة وانكسرت أمامها..
                      كم أنت حر في إدارة شأنك الشخصي
                      في هذا الزحام بلا رقيب منك أو
                      من قارئ!
                      فاصنع بنفسك ما تشاء، اخلع
                      قميصك أو حذاءك إن أردت، فأنت
                      منسي وحر في خيالك، ليس لاسمك
                      أو لوجهك ههنا عمل ضروريٌ. تكون
                      كما تكون ... فلا صديق ولا عدو
                      يراقب هنا ذكرياتك /
                      فالتمس عذرا لمن تركتك في المقهى
                      لأنك لم تلاحظ قَصَّة الشَّعر الجديدة
                      والفراشات التي رقصت علي غمازتيها /
                      والتمس عذراً لمن طلب اغتيالك،
                      ذات يوم، لا لشيء... بل لأنك لم
                      تمت يوم ارتطمت بنجمة.. وكتبت
                      أولى الأغنيات بحبرها...
                      مقهى، وأنت مع الجريدة جالسٌ
                      في الركن منسيّا، فلا أحد يهين
                      مزاجك الصافي،
                      ولا أحدٌ يفكر باغتيالك
                      كم أنت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك!


                      *****************
                      يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                      كي لايزعجني!!!!

                      Comment


                      • #31
                        رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                        (أجمل حب)




                        كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة


                        وجدنا غريبين يوما


                        و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما
                        و كنت أؤلف فقرة حب..
                        لعينيك.. غنيتها!
                        أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
                        كما انتظر الصيف طائر
                        و نمت.. كنوم المهاجر
                        فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
                        و تبكي على أختها ،
                        حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
                        و نعلم أن العناق، و أن القبل
                        طعام ليالي الغزل
                        و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
                        على الدرب يوما جديداً !
                        صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
                        معا نصنع الخبر و الأغنيات
                        لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
                        يسير بنا ؟
                        و من أين لملم أقدامنا ؟
                        فحسبي، و حسبك أنا نسير...
                        معا، للأبد
                        لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
                        بديوان شعر قديم ؟
                        و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
                        أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
                        و حب الفقير الرغيف !
                        كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
                        وجدنا غريبين يوما
                        و نبقى رفيقين دوما


                        **************
                        يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                        كي لايزعجني!!!!

                        Comment


                        • #32
                          رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                          (لحن غجري)


                          شارعٌ واضحٌ
                          وبنت
                          خرجت تشعل القمر
                          وبلادٌ بعيدةٌ
                          وبلادٌ بلا أثر ...
                          حلمٌ مالحٌ
                          وصوت
                          يحفر الخصر في الحجر
                          اذهبي يا حبيبتي
                          فوق رمشي ... أو الوتر
                          قمرٌ جارحٌ
                          وصمت
                          يكسر الريح والمطر
                          يجعل النهر إبرةً
                          في يدٍ تنسج الشجر
                          حائطٌ سابحٌ
                          وبيت
                          يختفي كلّما ظهر
                          ربّما يقتلوننا
                          أو ينامون في الممرّ ...
                          زمنٌ فاضحٌ
                          وموت
                          يشتهينا إذا عبر
                          انتهى الآن كلًّ شيء
                          واقتربنا من النهر
                          انتهت رحلة الغجر
                          وتعبنا من السفر
                          شارعٌ واضحٌ
                          وبنت
                          خرجت تلصق الصور
                          فوق جدران جثّتي ...
                          وخيامي بعيدة
                          وخيامٌ بلا أثر ..

                          ***************
                          يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                          كي لايزعجني!!!!

                          Comment


                          • #33
                            رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                            رائع محمود درويش ورائعة كتاباتو
                            شكرا للموضوع المميز
                            ياا نجمة الصبح شعي في معابدناااا ونوري عقلنا والسمع والبصراا

                            Comment


                            • #34
                              رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                              رامي ولورين نورتوا الموضوع

                              يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                              كي لايزعجني!!!!

                              Comment


                              • #35
                                رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                                (أجمل حب)

                                كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة


                                وجدنا غريبين يوما


                                و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما

                                و كنت أؤلف فقرة حب..

                                لعينيك.. غنيتها!
                                أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
                                كما انتظر الصيف طائر
                                و نمت.. كنوم المهاجر
                                فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
                                و تبكي على أختها ،
                                حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
                                و نعلم أن العناق، و أن القبل
                                طعام ليالي الغزل
                                و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
                                على الدرب يوما جديداً !
                                صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
                                معا نصنع الخبر و الأغنيات
                                لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
                                يسير بنا ؟
                                و من أين لملم أقدامنا ؟
                                فحسبي، و حسبك أنا نسير...
                                معا، للأبد
                                لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
                                بديوان شعر قديم ؟
                                و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
                                أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
                                و حب الفقير الرغيف !
                                كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
                                وجدنا غريبين يوما
                                و نبقى رفيقين دوما






                                **************
                                يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                                كي لايزعجني!!!!

                                Comment


                                • #36
                                  رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                                  (بـطـاقـة هـويـة)




                                  سجِّل

                                  أنا عربي
                                  ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
                                  وأطفالي ثمانيةٌ
                                  وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
                                  فهلْ تغضبْ؟



                                  سجِّلْ




                                  أنا عربي

                                  وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
                                  وأطفالي ثمانيةٌ
                                  أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
                                  والأثوابَ والدفترْ
                                  من الصخرِ
                                  ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
                                  ولا أصغرْ
                                  أمامَ بلاطِ أعتابكْ
                                  فهل تغضب؟



                                  سجل
                                  أنا عربي
                                  أنا اسم بلا لقبِ
                                  صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
                                  يعيشُ بفورةِ الغضبِ
                                  جذوري
                                  قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
                                  وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
                                  وقبلَ السّروِ والزيتونِ
                                  .. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
                                  أبي.. من أسرةِ المحراثِ
                                  لا من سادةٍ نجبِ
                                  وجدّي كانَ فلاحاً
                                  بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
                                  يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
                                  وبيتي كوخُ ناطورٍ
                                  منَ الأعوادِ والقصبِ
                                  فهل ترضيكَ منزلتي؟
                                  أنا اسم بلا لقبِ



                                  سجلْ
                                  أنا عربي
                                  ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
                                  ولونُ العينِ.. بنيٌّ
                                  وميزاتي:
                                  على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
                                  وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
                                  تخمشُ من يلامسَها
                                  وعنواني:
                                  أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
                                  شوارعُها بلا أسماء
                                  وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
                                  فهل تغضبْ؟



                                  سجِّل!
                                  أنا عربي
                                  سلبتَ كرومَ أجدادي
                                  وأرضاً كنتُ أفلحُها
                                  أنا وجميعُ أولادي
                                  ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
                                  سوى هذي الصخورِ
                                  فهل ستأخذُها
                                  حكومتكمْ.. كما قيلا؟
                                  إذنْ
                                  سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
                                  أنا لا أكرهُ الناسَ
                                  ولا أسطو على أحدٍ
                                  ولكنّي.. إذا ما جعتُ
                                  آكلُ لحمَ مغتصبي
                                  حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
                                  ومن غضبي!!





                                  ***********
                                  يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                                  كي لايزعجني!!!!

                                  Comment


                                  • #37
                                    رد: مقتطفات من شعر محمود درويش



                                    ((



                                    في يدي غيمة

                                    أسرجوا الخيل،

                                    لا يعرفون لماذا،

                                    ولكنّهم أسرجوا الخيل في السهل
                                    ... كان المكان معدًّا لمولده: تلّةً
                                    من رياحين أجداده تتلفّت شرقًا وغربًا. وزيتونةً
                                    قرب زيتونةٍ في المصاحف تعلي سطوح اللغة...
                                    ودخانًا من اللازورد يؤثّث هذا النهار لمسألةٍ
                                    لا تخصّ سوى الله. آذار طفل
                                    الشهور المدلّل. آذار يندف قطنًا على شجر
                                    اللوز. آذار يؤلم خبّيزةً لفناء الكنيسة.
                                    آذار أرضٌ لليل السّنونو، ولامرأةٍ
                                    تستعدّ لصرختها في البراري... وتمتدّ في
                                    شجر السنديان.
                                    يولد الآن طفلٌ،
                                    وصرخته،
                                    في شقوق المكان
                                    افترقنا على درج البيت. كانوا يقولون:
                                    في صرختي حذرٌ لا يلائم طيش النباتات،
                                    في صرختي مطرٌ; هل أسأت إلى إخوتي
                                    عندما قلت إني رأيت ملائكةً يلعبون مع الذئب
                                    في باحة الدار؟ لا أتذكّر
                                    أسماءهم. ولا أتذكّر أيضًاً طريقتهم في
                                    الكلام... وفي خفّة الطيران
                                    أصدقائي يرفّون ليلاً، ولا يتركون
                                    خلفهم أثرًا. هل أقول لأمّي الحقيقة:
                                    لي إخوةٌ آخرون
                                    إخوةٌ يضعون على شرفتي قمرًاً
                                    إخوةٌ ينسجون بإبرتهم معطف الأقحوان
                                    أسرجوا الخيل،
                                    لا يعرفون لماذا،
                                    ولكنهم أسرجوا الخيل في آخر الليل
                                    ... سبع سنابل تكفي لمائدة الصيف.
                                    سبع سنابل بين يديّ. وفي كل سنبلةٍ
                                    ينبت الحقل حقلاً من القمح. كان
                                    أبي يسحب الماء من بئره ويقول
                                    له: لا تجفّ. ويأخذني من يدي
                                    لأرى كيف أكبر كالفرفحينة...
                                    أمشي على حافّة البئر: لي قمران
                                    واحدٌ في الأعالي
                                    وآخر في الماء يسبح... لي قمران
                                    واثقين، كأسلافهم، من صواب
                                    الشرائع... سكّوا حديد السيوف
                                    محاريث. لن يصلح السيف ما
                                    أفسد الصّيف - قالوا. وصلّوا
                                    طويلاً. وغنّوا مدائحهم للطبيعة...
                                    لكنهم أسرجوا الخيل،
                                    كي يرقصوا رقصة الخيل،
                                    في فضّة الليل...
                                    تجرحني غيمةٌ في يدي: لا
                                    أريد من الأرض أكثر من
                                    هذه الأرض: رائحة الهال والقشّ
                                    بين أبي والحصان.
                                    في يدي غيمةٌ جرحتني. ولكنني
                                    لا أريد من الشمس أكثر
                                    من حبّة البرتقال وأكثر من
                                    ذهبٍ سال من كلمات الأذان
                                    أسرجوا الخيل،
                                    لا يعرفون لماذا،
                                    ولكنهم أسرجوا الخيل
                                    في آخر الليل، وانتظروا
                                    شبحًا طالعًا من شقوق المكان...








                                    ***********
                                    يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                                    كي لايزعجني!!!!

                                    Comment


                                    • #38
                                      رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                                      (برتقالية)




                                      برتقالية، تدخل الشمس في البحر /

                                      والبرتقالة قنديل ماء على شجر بارد

                                      برتقالية، تلد الشمس طفل الغروب الإلهيَّ /
                                      والبرتقالة خائفة من فم جائع

                                      برتقالية، تدخل الشمس في دورة الأبدية /
                                      والبرتقالة تحظى بتمجيد قاتلها:
                                      تلك الفاكهة مثل حبة الشمس
                                      تقَشرُ
                                      باليد والفم، مبحوحة الطعم
                                      ثرثارة العطر سكرى بسائلها...
                                      لونها لا شبيه له غيرها،
                                      لونها صفة الشمس في نومها
                                      لونها طعمها: حامض سكري،
                                      غني بعافية الضوء والفيتامين ..

                                      وليس على الشعر من حرج إن
                                      تلعثم في سرده، وانتبه

                                      إلى خلل رائع في الشبه
                                      ************
                                      يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                                      كي لايزعجني!!!!

                                      Comment


                                      • #39
                                        رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                                        (لوصف زهر اللوز)






                                        لوصف زهر اللوز، لا موسوعة الأزهار

                                        تسعفني، ولا القاموس يسعفني...

                                        سيخطفني الكلام إلى أحابيل البلاغة
                                        والبلاغة تجرح المعنى وتمدح جرحه،
                                        كمذكر يملي على الأنثى مشاعرها
                                        فكيف يشع زهر اللوز في لغتي أنا
                                        وأنا الصدى؟
                                        وهو الشفيف كضحكة مائية نبتت
                                        على الأغصان منخفر الندى...
                                        وهو الخفيف كجملة بيضاء موسيقية...
                                        وهو الضعيف كلمح خاطرة
                                        تطل على أصابعنا
                                        ونكتبها سدى
                                        وهو الكثيف كبيت شعر لا يدون
                                        بالحروف
                                        لوصف زهر اللوز تلمزني زيارات إلى
                                        اللاوعي ترشدني إلى أسماء عاطفة
                                        معلقة على الأشجار. ما اسمه؟
                                        ما اسم هذا الشيء في شعرية اللاشيء؟
                                        يلزمني اختراق الجاذبية والكلام،
                                        لكي أحس بخفة الكلمات حين تصير
                                        طيفا هامسا فأكونها وتكونني
                                        شفافة بيضاء
                                        لا وطن ولا منفى هي الكلمات،
                                        بل ولع البياض بوصف زهر اللوز
                                        لا ثلج ولا قطن فما هو في
                                        تعاليه على الأشياء والأسماء
                                        لو نجح المؤلف في كتابة مقطعٍ
                                        في وصف زهر اللوز، لانحسر الضباب
                                        عن التلال، وقال شعب كامل:
                                        هذا هوَ
                                        هذا كلام نشيدنا الوطني!







                                        *****************
                                        يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                                        كي لايزعجني!!!!

                                        Comment


                                        • #40
                                          رد: مقتطفات من شعر محمود درويش

                                          لماذا تركت الحصان وحيداً..؟




                                          إلى أين تأخذني يا أبي؟


                                          إلى جهة الريح يا ولدي …

                                          … وهما يخرجان من السهل ، حيث

                                          أقام جنود بونابرت تلاً لرصد
                                          الظلال على سور عكا القديم ـ
                                          يقول أبٌ لابنه: لا تخف. لا
                                          تخفْ من أزيز الرصاص ! التصقْ
                                          بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على
                                          جبل في الشمال ، ونرجع حينَ

                                          يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ

                                          ـ ومن يسكن البيت من بعدنا

                                          يا أبي ؟
                                          ـ سيبقى على حاله مثلما كان

                                          يا ولدي !

                                          تحسس مفتاحه مثلما يتحسس

                                          أعضاءه ، واطمئن. وقال لهُ
                                          وهما يعبران سياجاً من الشوك :
                                          يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الإنجليزُ
                                          أباك على شوك صبارة ليلتين،
                                          ولم يعترف أبداً. سوف تكبر يا
                                          ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم

                                          سيرة الدم فوق الحديدِ …

                                          ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟

                                          ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ،

                                          فالبيوت تموت إذا غاب سكانها …

                                          تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ ،

                                          لسيارة الليل. تعوي ذئاب
                                          البراري على قمر خائف. ويقول
                                          أب لابنه: كن قوياً كجدّك!
                                          واصعد معي تلة السنديان الأخيرة
                                          يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ
                                          عن بغلة الحرب ، فاصمد معي

                                          لنعودَ

                                          ـ متى يا أبي ؟


                                          ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني!

                                          وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح

                                          خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة
                                          وكان جنود يهوشع بن نون يبنون
                                          قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما
                                          يلهثان على درب (قانا): هنا
                                          مر سيدنا ذات يوم. هنا
                                          جعل الماء خمراً. وقال كلاماً
                                          كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّر
                                          غداً. وتذكر قلاعاً صليبية
                                          قضمتها حشائش نيسان بعد

                                          رحيل الجنود …


                                          ******************
                                          يوماً ما...سأجرب احساس أولئك الراحلين...الراحلين بصمت...تاركين قلوب الآخرين في منتصف الطريق...لكن قبل ذلك... سأجبر ضميري أن يخلد للنوم
                                          كي لايزعجني!!!!

                                          Comment

                                          Working...
                                          X