• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

معزوفة بالوتر الأسود

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • معزوفة بالوتر الأسود

    معزوفة بالوتر الأسود
    شادي حلاق

    سَكبَ الوقتُ العتْمةَ في كأسِ الآفاقِ
    فأغرَقَنا في وحلِ الليلْ
    نَسَلَ النورَ الأبيضَ منْ عينينا
    و رمى نوراً أسودَ في العينينْ .
    و ليالي شَعركِ تمتصُّ الليلَ
    لتَنْقُلَني
    مع هذا الليلِ فأغرقُ في ليلينْ .
    تتوترُ أعصابُ الليلْ
    تتشعَّبُ في جسدِ العَتْمَةِ أمواساً
    تزحَفُ ... تَزْحَفُ فيهْ
    تَجْرَحُ جلدَ الليلِ فَتَقْطُرُ زخاتٌ
    منْ دَمِهِ
    المصنوعِ منَ التاريخِ و تهطلُ فوقَ
    شراشِفِ روحي
    توخِزُ أحزاني توقِظُها
    تَسري في ذاكرتي برقاً
    حتى تقسمَها وجهينْ
    يَلبسُني وجهُ التاريخِ و ألبسُ وجهَ
    المستقبلِ
    أمشي نهراً ضوئياً بينَ الوجهينِ
    فَيَشْطُرُني سيفُ الليلِ
    و تَعبُرُني قافلةٌ منْ رائحَةِ الدمعِ
    و قافلةٌ منْ رائحةِ الدمْ
    ((تَرْسُمُني مخلوقاً (( دَمـْدَمْعِيّاً
    أمسكُ بالوترِ الليليِّ و أعزفُ أغنيتي
    فَتسيلُ الموسيقى زخاتٍ زخاتْ ،
    أمواجاً أمواجاً ،
    أنهارَ دموعٍ سوداءْ
    أطرقُ بابَ الليلِ و أطرقُ ، أطرقُ ،
    أطرقُ ،
    لا أحدٌ يسمعني
    فألملمُ منْ أذنِ الليلِ ، ألملمُ جثَثَ
    الطَّرْقاتِ
    و أدفُنُها في مقبرةِ الشهداءْ
    أصطادُ منَ الآفاقِ رنينَ الطَّرْقاتِ
    و أسكُبُها في كأسٍ منْ حزنٍ
    أشرَبُها حتى السكْرِ فألمحُ وجهَكِ في
    قعرِ الكأسِ كئيباً و يُناديني بالصمتِ
    و يَبكي دونَ دموعٍ فأُغني :
    ضُميني يا عاصمةَ الأحزانِ و يا قلبَ
    الجسدِ الكرويّْ
    يا منْ ضخَّتْ دَمَها حُبّا حتى آخرِ
    أطرافِ شعيراتٍ بشريَّة ْ
    ضخَّتْ دَمَها أسراباً أسرابْ
    يا منْ تَرضعُ منْ ثديِ الأيامِ حليبَ
    الموتِ
    و تُرضِعُ أبناءَ الأرضِ حليبَ حياةْ
    تعصرُ منْ عينيها وطناً ليَعودَ
    الغُيَّابْ
    يا منْ تَدخلُ كالآتي ، المسنونِ ،
    بخاصرةِ التاريخِ
    و تبني مستقبلََها بيديها
    ليصيرَ المستقبلُ بيتاً مفتوحَ
    الأبوابْ
    يا منْ لبستْ كلَّ الليلِ
    و ما خلَّتْ للحزنِ ثيابْ
    * * *
    نرسم وجه الأيام علينا باللون الليليِّ
    عساها تغدو ـ يوما ـ صبحاْ
    نغمس بالأسودِ أوجاعَ الأرضِ
    لكي تتبخرَ ، تصبح غيماتٍ
    تهطل فوقَ التربةِ قمحاْ
    نَفْرُشُ فوقَ الليلِ عباءتنا السوداءَ
    ، نغطيهِ .
    نحن الليل ، وهذا الليل الـ نعرفه
    يُوحَى
    و أنا أنتِ ، و أنتِ أنا
    من دمعاتك ـ تلك ـ تَكوّنَ جسمي
    و من العينين أخذت الرّوحاْ .
    صبّي حزنك بين الناس ِ
    يَنبت من عينيهم عيدُ
    دوري من عزف الكاس ِ
    كي نُنْشدَ :
    دو ري مي فا صول لا سي

    * * *
    ما زلنا نحنُ الاثنان وحيدين
    نسيرُ على حبلِ وريدٍ ـ منّا ـ منفردٍ
    عينانا وَسعتْ كلَّ الدنيا ,
    و الدنيا نهرٌ عذبٌ يُسكبُ في تابوتْ
    ضمّيني أكثر، أكثر، أكثرَ
    فالأرضُ اهتزّتْ
    و الجوُّ بداخلنا رعدٌ و رصاصٌ
    صرنا الآن غشاءَ الصمتِ الـ يخرُقُهُ
    سيفُ الصوتْ .
    تعدو الأفراحُ على أرصفةِ و هامشِ
    شارعنا
    وبقينا في منتصفِ الشارعِ حزناً
    مجروحاً ،
    يتّكئُ ـ الآن ـ على صبرِهْ
    و يُضمِّدُ جرحَهُ ـ هذا ـ بلفافةِ صمتْ
    ، ـ
    يغمرنا بالوحلِ الأسودِ ، يشعرنا
    بالموتِ الضاحكِ ,
    نضحكُ ، نضحكُ ، نضحكُ ...
    حتى اهتزَّتْ خاصرةُ الموتْ
    فارتعشتْ كلُّ زوايا الآفاقْ .
    أجملُ منْ كلِّ الأشياءِ و أصعبْ
    وجهٌ رُسمتْ فيه البسمةَُ و هو يموتْ .

    أحتاجكِ يا وطناً من أنثى
    يا امرأةً كاملةً تحضنني بينَ ذراعيها
    تغرسُ في صدري خنجرَ نهديها
    تقتلني ، تقتلني
    ثمَّ تثورُ و تبكي ، تحملني بالدّمعِ
    و تقبرني في العينينْ
    أحتاجكِ يا امرأةً
    لا تَصنَعُ بينَ القلبين إشاراتِ مرورٍ
    أو قانونْ
    أحتاجكِ يا امرأةً
    تَدْخُلُ روحاً فيَّ و أَدخلُ روحاً
    فيها
    أصبِحُها ، تُصبِحُني ,
    نغدو ماءً مصبوبا في ماءٍ ، لا نَعرفُ
    منْ منا الآخرَ ؛
    أحتاجُ ، و أحتاجُ ، و أحتاجْ ...
    من مالِ الله يا محسنُ
    يا ناسُ أعينوا هذا المجنونْ .
    تَعِبَتْ روحي , تعبتْ أجزائي و بقايا
    عمري
    تعبتْ ، تعبتْ ، تعبتْ
    من شدَّةِ هذا الصّدق ِ ،
    فإن الصدقَ كما الوقت إذا يكثُرُ قلَّ
    العمرُ ،
    فيا كلماتِ الصّدقِ لقد حرَّضتِ على
    ألمي ، ألمي .
    كلماتُ الصّدق تعرّشُ أشجارَ سيوفٍ
    في عينيَّ و في قلبي و فميْ
    فتسيلُ الكلماتُ ، من الثغر، مضمَّخةً
    بالدَّمِّ
    فرفقاً بي يا صدقُ
    فإنكَ تسحبُ منْ جسدي كلَّ دميْ .
    * * *
    هل ، لبحارِ الدمع ِ، لدينا ساحلْ ..؟‍‍
    هل لطريقِ المنفى ، منزلْ ؟
    هل ، لمدادِ الحزن ِ، لدينا سُورْ ؟
    كانت أسئلةٌ تعبُرُني
    تُلْصَقُ في وجهي منها بصماتُ بقايا
    أجوبةٍ
    و ذهولٌ
    فأدورُ ... أدورُ ... أدورْ
    أسقطُ في منفايَ وحيداً مع ذاكرتي
    أصرخُ ، تصرخُ روحي
    صرخت كلُّ عروقي و عظامي ، لحمي و دمي
    صرخت سائلةً ريحَ الأفراح
    بأنْ تأتي و تمشِّطَ فيَّ ضفائرَ حزني
    راحتْ تجري ريحُ الأفراح و تركضُ ،
    تلهَثُ ،
    تمشي و تُهروِلُ ، تزحفُ
    حتى عبَرتْ ـ منْ بعض ضفائر أحزاني تلك ـ
    ضفيرةْ .
    قالتْ مُرهقة ً:
    إنكَ تطلبُ مني أنْ أحيا وأموتَ وأحيا و
    أموتَ وأحيا وأموت ...
    لا أقدرُ أنْ أنهي تمشيطَ ضفائرِ حزنِكَ
    في هذا العمرِ
    فإنَّ ضفائرَ حزنِكَ أطولُ ، أطولُ ،
    أطولُ
    منْ عُمْري بعصورْ .

  • #2
    رد: معزوفة بالوتر الأسود



    ارى في عينيها بحرا ... و شفاهها طوق نجاتي ..

    ...

    Comment


    • #3
      رد: معزوفة بالوتر الأسود

      Originally posted by rafee View Post

      Comment


      • #4
        رد: معزوفة بالوتر الأسود


        انا هو القيامة و الحياة من امن بي وان مات فسيحيا

        Comment


        • #5
          رد: معزوفة بالوتر الأسود

          Originally posted by mahjoop666 View Post

          Comment

          Working...
          X