عاد المسيح هذا العام، انبعث من رماد الأزمنة، وظهر طفلا صغيرا، في غزة، يزف أنشودة الحب، يتهيأ للهو بيد ممدودة لكل البشر، يحلم بغد مشرع على الأمل...، لكن قذائف الهمج أفرغت الجسد القدسي من أحلامه، وتجلى الذهول في عيني رضيع يحتمي من الطاغوت بمص ثدي أم متوفاة.
المسيح جاء، هذا العام، لمواساة شعب محاصر، مجوع، خانه الأشقاء الزعماء...، عاد المسيح فاغتيل عبر العشرات من المعتقلين حين حشرهم رجال آليون بين الجدران، ودمروا الصخر لطحن العظم.
المسيح، هذا العام، عاد، لرفع الوحشة عن عائلات معزولة وسط الردم وتحت النار...، لكن قاتليه الأولين، قصفوه فاستشهد مئات المرات، اختلط دمه وعائلات أبيدت بأكملها. اغتيل فترك دمه ينزف على أرض ثكلى تبكي أبناءها.
المسيح عاد، هذا العام، ليحكي عن سحر الألوهة وهي مكتوبة سلاما وأملا وكرامة على جبين الطفولة، فحاصره يهوذا بآليات الفتك. حاصرت الخيانة المسيح المسجى في أجساد تعلقت، لأيام، بجثث أمهات، تعلقت بالموت خوفا من الحياة، تعلقت برحمة الموت بعدما طأطأت الحياة رأسها للغزاة. أطفال استنجدوا بجثث ومن فوقهم القذائف تدوي، ومن تحتهم الدمار يعصف، وفي أجسادهم سقم الحصار، وأمام عيونهم احتضار الأقران.
يبكي المسيح، ينسكب دمعا من عيون سقطت من أحداقها وهي تشاهد، على الشاشات، مجازر الأطفال. تناثرت العيون، وعبرها تتردد مشاهد المجازر، تناثرت العيون على الأرض الثكلى لتشهد أن العالم الحر تحرر من إنسانيته، ولتقوم الشهادة على سقوط أكذوبة الحضارة. أكذوبة أسقطها رجال من فولاذ يحرقون الأطفال، يرمون الأرحام بالدمار، يعدمون الرجال...، لينتشي صانعهم برائحة محرقة ترضيه.
المسيح يبكي...، ومعه نجوم الكون تنوح، وهي ترى، خلف دخان مسموم، الأحشاء متناثرة والجثث متآكلة والأشلاء نازفة. المسيح يبكي...، ومعه تنتحب السماء وقد حول أبناء صهيون رحمتها إلى حديد ونار. الأرض تبكي بعدما حولها نازيو القرن الواحد والعشرين إلى جحيم تُجرّب فيه مواد الدمار الشامل على الأطفال. الأشجار تبكي وقد تغطت خضرة الحياة فيها بالدم والأشلاء. الأحجار تبكي وقد تفتت وصارت صلصالا ممزوجا بدم آلهة مذبوحة.
المسيح يبكي، يئن عبر قلوب الأحرار بعدما قنص رصاص الهمج الطفولة فيها، رصاص قادم من عالم حر، يخترق صدور الصغار ليمزقها، ويعدم معها النبل في الإنسان. المسيح ينزف عبر جوارح فتكت بها مشاهد صغار يحنون إلى المهد...، فساقهم جزارو البشرية إلى اللحد. الأموات يبكون وقد توافد عليهم الأطفال شظايا وأشلاء بلا أكفان. الملائكة يبكون أرواح أقرانهم الصغار وقد شنق أنفاسهم الفسفور الأبيض. الأرواح مخنوقة الأنفاس تلتف حول العرش العظيم، تشكي غدر عروش الدم وخيانة ملوك النفط. الكائنات الخفية والظاهرة تنعي بؤس حضارة تحول سماء شامخة إلى حديد ونار وأرض مقدسة إلى زلازل ودمار وأجواء نفيسة إلى دخان وسموم والمياه الطاهرة إلى سوائل موبوءة.
أيقظ الأنين الكوني أرباب المعابد. شموا رائحة اللحم البشري المشوي في محرقة أبناء صهيون. أنفاس بوذا الحكيم انقلبت إلى زفرات تحرق الصبر والسماح. دوموزي اختار عالم الأموات على القدوم حيث يسري حكم كائنات متوحشة تشعل جحيما عبثيا على أرض غزة. إيزيس تبكي وتلم الأشلاء إلى بعضها لتجد الطريق إلى شقيقها. زوس، من فوق الأولب، ينعي البطولة، يرثي زمنا يعبد فوز الجبن والنذالة خلف دبابة.
عظماء مصر يبكون، سادة النيل حيارى ينتحبون، يسألون: كيف لحكم يدعي المباركة أن يوسم جبين الحضارة باللعنة؟! كيف سرى الذل من العروش إلى النفوس ووسم الأرحام وأخصى الذكور؟! سادة النيل، من تحت الأهرامات، لموا عظامهم وصاحوا بحسرة الأسى: مصر يا مصر! مصر الحضارة، مصر الأم البهية، مصر يا مصر! كيف تتحولين إلى فرج منفتح لقضيب الدم؟! كيف تضطجعين وتستسلمين للهمج؟! كيف تتحولين إلى عاهرة بني صهيون بعدما كنت أم الصالحين؟! كيف تفتحين الباب للرعاة الغزاة، وتتركينهم يعودون، بعد آلاف السنين، ليقتلوا كل ذكر شرب الشموخ من النيل؟!
الأرباب يبكون والكون يرتدي الحداد إلى أن يتخلص الوجود من وحشية الجبن والفولاذ.
ارتعش القلم الأعظم وسأل اللوح القدسي: من أين أتى هذا التنين الذي غطى وجه المسيح بالدماء، وخرب جسده بالجراح؟! من أين جاءت هذه الوحوش الآلية؟! من أين خرج هؤلاء الهمج المرتدين لجلود بيضاء، الواضعين لشعور صفراء، من الذي قذف بهم إلى أرض سمراء؟!
أجاب اللوح المقدس: التنين ولده أب بلا أم ولا رحم. أبوه عاتي كالخراب. ربى ذريته على القسوة وعلّمها أن لا تتنفس إلا روائح المحارق. قتل منهم عددا إلى أن صارت جوارحهم صخرا. ذبح صغارهم، شرد شيوخهم وكشف لهم عن سر المحرقة البشرية, لقنهم طقوس الرقص المأتمي حول أقنعة بأسماء الحرية والديمقراطية، لكنها تخفي العنصرية والجبروت. نكّل بهم إلى أن أقروا بأن شريعة النازية طريقهم والعنصرية خلاصهم والقتل غايتهم، والارتواء بدماء الأطفال اختيارهم. فأدرك سادة الغرب بأن أبناء صهيون وحش يكبر بين جنباتهم ويهدد وجودهم، فقذفوا بهم إلى الأرض المقدسة. الغرب يسند الغزاة، من بعيد، إيذانا منه بغروب الحق.
ترنح القلم فوق اللوح وهو يسمع صراخ الأطفال المستغيث: من في قلبه رحمة فليرحم...، نحن تحت الردم والنار.... تفتت القلم وهو يرى المسيح على أرض حبلى بالجراح النازفة وبالجثث المتعفنة...، والقصف يعصف من الجو والبحر والأرض. هذه السنة، لم يتكلم المسيح في مهده، فتته صاروخ أبناء صهيون ونزف ورحل. لم يرضع المسيح حليب أمه المقدسة هذه السنة، قدم جسده فدية للكرامة وروى بدمه الأرض ورحل.
رحل المسيح مع أشلاء الأطفال وترك الكلمة الإلهية شظايا. شظايا كلمات أخرسها الحديد والنار. ولأن المسيح مات بسخاء وكرامة صار عنوانا للحياة! حياة تطهرها دماء أطفال غزة من هوان يبثه الحكام.
دماء الأطفال تصيح وتقول لحكام من ورق ولأرباب الحريم والنفط: عزة النفس في اللحد أغلى وأشرف وأكرم من ذل فوق العرش!
دماء الأطفال تعد الأحرار بالانبعاث فجرا للنصر، بالحلول، في أفئدة الشرفاء، أنشودة للحرية، وبالارتفاع شجرا للصمود وبالإنتشار ربيعا، متجددا، على أرض فلسطين.
المسيح جاء، هذا العام، لمواساة شعب محاصر، مجوع، خانه الأشقاء الزعماء...، عاد المسيح فاغتيل عبر العشرات من المعتقلين حين حشرهم رجال آليون بين الجدران، ودمروا الصخر لطحن العظم.
المسيح، هذا العام، عاد، لرفع الوحشة عن عائلات معزولة وسط الردم وتحت النار...، لكن قاتليه الأولين، قصفوه فاستشهد مئات المرات، اختلط دمه وعائلات أبيدت بأكملها. اغتيل فترك دمه ينزف على أرض ثكلى تبكي أبناءها.
المسيح عاد، هذا العام، ليحكي عن سحر الألوهة وهي مكتوبة سلاما وأملا وكرامة على جبين الطفولة، فحاصره يهوذا بآليات الفتك. حاصرت الخيانة المسيح المسجى في أجساد تعلقت، لأيام، بجثث أمهات، تعلقت بالموت خوفا من الحياة، تعلقت برحمة الموت بعدما طأطأت الحياة رأسها للغزاة. أطفال استنجدوا بجثث ومن فوقهم القذائف تدوي، ومن تحتهم الدمار يعصف، وفي أجسادهم سقم الحصار، وأمام عيونهم احتضار الأقران.
يبكي المسيح، ينسكب دمعا من عيون سقطت من أحداقها وهي تشاهد، على الشاشات، مجازر الأطفال. تناثرت العيون، وعبرها تتردد مشاهد المجازر، تناثرت العيون على الأرض الثكلى لتشهد أن العالم الحر تحرر من إنسانيته، ولتقوم الشهادة على سقوط أكذوبة الحضارة. أكذوبة أسقطها رجال من فولاذ يحرقون الأطفال، يرمون الأرحام بالدمار، يعدمون الرجال...، لينتشي صانعهم برائحة محرقة ترضيه.
المسيح يبكي...، ومعه نجوم الكون تنوح، وهي ترى، خلف دخان مسموم، الأحشاء متناثرة والجثث متآكلة والأشلاء نازفة. المسيح يبكي...، ومعه تنتحب السماء وقد حول أبناء صهيون رحمتها إلى حديد ونار. الأرض تبكي بعدما حولها نازيو القرن الواحد والعشرين إلى جحيم تُجرّب فيه مواد الدمار الشامل على الأطفال. الأشجار تبكي وقد تغطت خضرة الحياة فيها بالدم والأشلاء. الأحجار تبكي وقد تفتت وصارت صلصالا ممزوجا بدم آلهة مذبوحة.
المسيح يبكي، يئن عبر قلوب الأحرار بعدما قنص رصاص الهمج الطفولة فيها، رصاص قادم من عالم حر، يخترق صدور الصغار ليمزقها، ويعدم معها النبل في الإنسان. المسيح ينزف عبر جوارح فتكت بها مشاهد صغار يحنون إلى المهد...، فساقهم جزارو البشرية إلى اللحد. الأموات يبكون وقد توافد عليهم الأطفال شظايا وأشلاء بلا أكفان. الملائكة يبكون أرواح أقرانهم الصغار وقد شنق أنفاسهم الفسفور الأبيض. الأرواح مخنوقة الأنفاس تلتف حول العرش العظيم، تشكي غدر عروش الدم وخيانة ملوك النفط. الكائنات الخفية والظاهرة تنعي بؤس حضارة تحول سماء شامخة إلى حديد ونار وأرض مقدسة إلى زلازل ودمار وأجواء نفيسة إلى دخان وسموم والمياه الطاهرة إلى سوائل موبوءة.
أيقظ الأنين الكوني أرباب المعابد. شموا رائحة اللحم البشري المشوي في محرقة أبناء صهيون. أنفاس بوذا الحكيم انقلبت إلى زفرات تحرق الصبر والسماح. دوموزي اختار عالم الأموات على القدوم حيث يسري حكم كائنات متوحشة تشعل جحيما عبثيا على أرض غزة. إيزيس تبكي وتلم الأشلاء إلى بعضها لتجد الطريق إلى شقيقها. زوس، من فوق الأولب، ينعي البطولة، يرثي زمنا يعبد فوز الجبن والنذالة خلف دبابة.
عظماء مصر يبكون، سادة النيل حيارى ينتحبون، يسألون: كيف لحكم يدعي المباركة أن يوسم جبين الحضارة باللعنة؟! كيف سرى الذل من العروش إلى النفوس ووسم الأرحام وأخصى الذكور؟! سادة النيل، من تحت الأهرامات، لموا عظامهم وصاحوا بحسرة الأسى: مصر يا مصر! مصر الحضارة، مصر الأم البهية، مصر يا مصر! كيف تتحولين إلى فرج منفتح لقضيب الدم؟! كيف تضطجعين وتستسلمين للهمج؟! كيف تتحولين إلى عاهرة بني صهيون بعدما كنت أم الصالحين؟! كيف تفتحين الباب للرعاة الغزاة، وتتركينهم يعودون، بعد آلاف السنين، ليقتلوا كل ذكر شرب الشموخ من النيل؟!
الأرباب يبكون والكون يرتدي الحداد إلى أن يتخلص الوجود من وحشية الجبن والفولاذ.
ارتعش القلم الأعظم وسأل اللوح القدسي: من أين أتى هذا التنين الذي غطى وجه المسيح بالدماء، وخرب جسده بالجراح؟! من أين جاءت هذه الوحوش الآلية؟! من أين خرج هؤلاء الهمج المرتدين لجلود بيضاء، الواضعين لشعور صفراء، من الذي قذف بهم إلى أرض سمراء؟!
أجاب اللوح المقدس: التنين ولده أب بلا أم ولا رحم. أبوه عاتي كالخراب. ربى ذريته على القسوة وعلّمها أن لا تتنفس إلا روائح المحارق. قتل منهم عددا إلى أن صارت جوارحهم صخرا. ذبح صغارهم، شرد شيوخهم وكشف لهم عن سر المحرقة البشرية, لقنهم طقوس الرقص المأتمي حول أقنعة بأسماء الحرية والديمقراطية، لكنها تخفي العنصرية والجبروت. نكّل بهم إلى أن أقروا بأن شريعة النازية طريقهم والعنصرية خلاصهم والقتل غايتهم، والارتواء بدماء الأطفال اختيارهم. فأدرك سادة الغرب بأن أبناء صهيون وحش يكبر بين جنباتهم ويهدد وجودهم، فقذفوا بهم إلى الأرض المقدسة. الغرب يسند الغزاة، من بعيد، إيذانا منه بغروب الحق.
ترنح القلم فوق اللوح وهو يسمع صراخ الأطفال المستغيث: من في قلبه رحمة فليرحم...، نحن تحت الردم والنار.... تفتت القلم وهو يرى المسيح على أرض حبلى بالجراح النازفة وبالجثث المتعفنة...، والقصف يعصف من الجو والبحر والأرض. هذه السنة، لم يتكلم المسيح في مهده، فتته صاروخ أبناء صهيون ونزف ورحل. لم يرضع المسيح حليب أمه المقدسة هذه السنة، قدم جسده فدية للكرامة وروى بدمه الأرض ورحل.
رحل المسيح مع أشلاء الأطفال وترك الكلمة الإلهية شظايا. شظايا كلمات أخرسها الحديد والنار. ولأن المسيح مات بسخاء وكرامة صار عنوانا للحياة! حياة تطهرها دماء أطفال غزة من هوان يبثه الحكام.
دماء الأطفال تصيح وتقول لحكام من ورق ولأرباب الحريم والنفط: عزة النفس في اللحد أغلى وأشرف وأكرم من ذل فوق العرش!
دماء الأطفال تعد الأحرار بالانبعاث فجرا للنصر، بالحلول، في أفئدة الشرفاء، أنشودة للحرية، وبالارتفاع شجرا للصمود وبالإنتشار ربيعا، متجددا، على أرض فلسطين.