قد كانت على متن قاربه، الشمس ساطعة، الرياح خفيفة، والأمواج تتلاطم برفق.
امتدت يدها البيضاء خارج القارب لتشعر برطوبة الماء على بشرتها.
لقد كانت سعيدةً حد السعادة.
لا يعرف هو بما كانت تفكر وقتها، لكنه اعتاد التسلل إلى عقلها من وقت إلى آخر
ليجد كل شيء مشوشاً وغير منتظم .
لم يكن يسترق دخوله لعقلها لأنه أخبرها ذات مرة بأنه سيفعل ذلك
ولكنها ابتسمت وقتها ، وهو يعرف بأنها لم ولن تصدقه.
لقد كان لعنتها بقدر ما كانت هي لعنته.
إن التدفق الفوضوي للأفكار والتدفق الفوضوي للمشاعر، وغرابة المنطق
أو ربما غيابه ، جعلوا من تلك السنة سنةً مجنونة ، رائعة، و قصيرة.
قصيرة لأنها كانت رائعة.
قليل من دخان السجائر ، بضع فناجين من القهوة ، نظرات عيونها، رقبتها البيضاء
وأنفاسها تقابل وجهه . هو كل ما لزم لبناء مملكة جديدة لن يُكتب لها الازدهار طويلاً.
لا وجود للصدف في حياته فهو لا يؤمن بالمصادفات .
لا وجود للمسة أنوثة في حياته ، فهو من تخلى عن أنثاه منذ زمن بعد حرب
دامت طويلاً مع الشيطان . فزاد حزنه وتعاظمت وحدته وخفت وهج قلبه.
إن جعل من يُحب يذهب من عالمه كان إجراءاً قاسياً لابد منه.
إن تهيئه ظروف رحيلها أشبه باقتلاع عين في وجه من جسد بواسطة يد يمنى لنفس الجسد.
كان يجب أن تذهب وكان يجب عليه أن يدفع ثمن ذهابها من قلبه.
يعرف بأنها أحبته لكن بطريقة لن يستطيع فهمها ولا يريد.
قد كانت تتلهف لكل شيء ، كانت تريد كل شيء.
سمحت لنفسها بالانطلاق بحرية لوقت قصير ، وسرعان ما كبتتها من جديد.
قد كانت خائفة ، غير واثقة بالغد ، غير آبهة لليوم لكن آبهة للغد.
أحست بالسعادة بين يديه ، أحست بالضياع.
تمنت لو أنها تظل نائمة تهدس به ، تحلم طوال عمرها.
لكنها لا تريده أن يتخطى مخيلتها ، تريده حبيس نفسها
لا تريد إخراجه للعالم. ولا أحد يسأل لماذا.
لأنها هي نفسها لا تعرف وهنا تكمن الحلقة الضائعة في دهاليز وعيها.
قد تمنى أن تمتلك الشجاعة للبوح بما يراودها في عقلها الباطن، وأن تسمح
لتلك المشاعر بالطفو على سطح الماء، لكنه في الوقت نفسه لا يريد ذلك.
قد كان كل شيء مبهماً له و لها، كل شيء يسير بحروف لم تخطها يد المنطق
ولا مكان للسكينة الهدوء والطمأنينة.
إنه يعرف ما يريد، لكن معرفة ما يريد سلاح ذو حدين والنتيجة دائماً
دماء تسيل.
كل إنسان يستحق فرصة ثانية واحدة فقط، إلا أنه أعطى نفسه وأعطاها الكثير
أنه خطأ مقصود لكنه قاتل.
مع كل صباح جديد هنالك نظرة جديدة وصوت يصدح مجدداً بأرق الكلمات أو ربما أقساها
وخطوة جديدة للأمام باتجاه النهاية . التي يعرفها منذ البدء.
إنها علة يتشارك بها البشر جميعاً ، سواء كانوا عقلاء أم مختلين، أسياداً أم عبيداً.
قد كانت على متن قارب في رحلة ربما كانت الأسعد في حياتها ذاك الوقت.
وهو كان القارب و البحر والسماء و الشمس، وكان يستعد لذهابها.
كان يتحضر كل يوم لفراقها وليمزق قلبه من جديد.
هي كانت تريد البقاء تارة والرحيل تارة أخرى.
تريد النزول من القارب وامتطاء حصانها والرحيل ، وتريد البقاء و السفر معه.
إن لكل رحلة نهاية فهذا شيء حتمي و صوت الحتمية لابد سوف يُسمع.
لقد كانت بروعة سابقتها ، قد كانت أم لبنات ستبقين للأبد .
قد كانت من أروع ما كتب و من أروع ما رأى وشعر وحلم.
إن الله لم يخلق على الأرض شيئاً كاملاً ، لقد احتفظ بالكمال لنفسه فقط.
وقد أجبرنا بنهاية حتمية هي الموت " إن الله ليس بقاس أو غير عادل"
فعل ذلك لأننا لا نستطيع احتمال البقاء للأبد مع أنفسنا ولأننا نتغير.
يالحكمة الله ويالبعد نظره ويالسخفنا.
حتى سليمان في عز مجده لم يلبس مثل زنبقة حقل في الربيع.
لقد قدم لها كل الورود حتى تسأم الورود وترحل.
قدم لها كل الحب حتى تمل الحب وترحل.
لقد قدم لها كل شيء لا تريده حتى تمله وترحل ، لأنها يجب أن ترحل
لكن يجب أن ترحل مبتسمة.
وعندما تريده تستطيع اللجوء لأحلامها فقد أبقى شيئاً منه هناك لتراه عندما تفتقده.
في نهاية أسطره التي يكتب..... رحلتْ .
رحلتْ والدمع مغرورق عي عينيه، الحزن أطبق على قلبه
لكن عزاءه الوحيد هو أنه يريدها أن ترحل.
فالكاتب يعرف نهاية نصوصه مسبقا لأنه هو من يكتبها.
قد كانت رحلة سعيدة بنهاية كُتبت وبكل ثقة بيد يمنى صادقة، قلب منفطر وعقل متزن.
عندما رأته أخته بهذه الحالة خافت عليه ، خافت على قلبه وقد عم الأسى أرجاءه قاطبة.
قال لأخته: إن القلب مع مرور الوقت ينفطر أما العقل فــ يرتقي ليملك العالم.
لقد أخذت ســعاد معطفها وأغلقت الباب وراءها وذهبت.
تلك هي نهاية روايته التي يريد.
و الآن ســعاد حسناء من حسناوات الماضي ، شمعة تشع في حنايا الماضي.
وأيقونة ثانية معلقة على صدر الماضي.
والماضي رائع للتذكر ولـــشرب فنجان قهوة أخر وسيجارة تحترق على نخب الماضي.
امتدت يدها البيضاء خارج القارب لتشعر برطوبة الماء على بشرتها.
لقد كانت سعيدةً حد السعادة.
لا يعرف هو بما كانت تفكر وقتها، لكنه اعتاد التسلل إلى عقلها من وقت إلى آخر
ليجد كل شيء مشوشاً وغير منتظم .
لم يكن يسترق دخوله لعقلها لأنه أخبرها ذات مرة بأنه سيفعل ذلك
ولكنها ابتسمت وقتها ، وهو يعرف بأنها لم ولن تصدقه.
لقد كان لعنتها بقدر ما كانت هي لعنته.
إن التدفق الفوضوي للأفكار والتدفق الفوضوي للمشاعر، وغرابة المنطق
أو ربما غيابه ، جعلوا من تلك السنة سنةً مجنونة ، رائعة، و قصيرة.
قصيرة لأنها كانت رائعة.
قليل من دخان السجائر ، بضع فناجين من القهوة ، نظرات عيونها، رقبتها البيضاء
وأنفاسها تقابل وجهه . هو كل ما لزم لبناء مملكة جديدة لن يُكتب لها الازدهار طويلاً.
لا وجود للصدف في حياته فهو لا يؤمن بالمصادفات .
لا وجود للمسة أنوثة في حياته ، فهو من تخلى عن أنثاه منذ زمن بعد حرب
دامت طويلاً مع الشيطان . فزاد حزنه وتعاظمت وحدته وخفت وهج قلبه.
إن جعل من يُحب يذهب من عالمه كان إجراءاً قاسياً لابد منه.
إن تهيئه ظروف رحيلها أشبه باقتلاع عين في وجه من جسد بواسطة يد يمنى لنفس الجسد.
كان يجب أن تذهب وكان يجب عليه أن يدفع ثمن ذهابها من قلبه.
يعرف بأنها أحبته لكن بطريقة لن يستطيع فهمها ولا يريد.
قد كانت تتلهف لكل شيء ، كانت تريد كل شيء.
سمحت لنفسها بالانطلاق بحرية لوقت قصير ، وسرعان ما كبتتها من جديد.
قد كانت خائفة ، غير واثقة بالغد ، غير آبهة لليوم لكن آبهة للغد.
أحست بالسعادة بين يديه ، أحست بالضياع.
تمنت لو أنها تظل نائمة تهدس به ، تحلم طوال عمرها.
لكنها لا تريده أن يتخطى مخيلتها ، تريده حبيس نفسها
لا تريد إخراجه للعالم. ولا أحد يسأل لماذا.
لأنها هي نفسها لا تعرف وهنا تكمن الحلقة الضائعة في دهاليز وعيها.
قد تمنى أن تمتلك الشجاعة للبوح بما يراودها في عقلها الباطن، وأن تسمح
لتلك المشاعر بالطفو على سطح الماء، لكنه في الوقت نفسه لا يريد ذلك.
قد كان كل شيء مبهماً له و لها، كل شيء يسير بحروف لم تخطها يد المنطق
ولا مكان للسكينة الهدوء والطمأنينة.
إنه يعرف ما يريد، لكن معرفة ما يريد سلاح ذو حدين والنتيجة دائماً
دماء تسيل.
كل إنسان يستحق فرصة ثانية واحدة فقط، إلا أنه أعطى نفسه وأعطاها الكثير
أنه خطأ مقصود لكنه قاتل.
مع كل صباح جديد هنالك نظرة جديدة وصوت يصدح مجدداً بأرق الكلمات أو ربما أقساها
وخطوة جديدة للأمام باتجاه النهاية . التي يعرفها منذ البدء.
إنها علة يتشارك بها البشر جميعاً ، سواء كانوا عقلاء أم مختلين، أسياداً أم عبيداً.
قد كانت على متن قارب في رحلة ربما كانت الأسعد في حياتها ذاك الوقت.
وهو كان القارب و البحر والسماء و الشمس، وكان يستعد لذهابها.
كان يتحضر كل يوم لفراقها وليمزق قلبه من جديد.
هي كانت تريد البقاء تارة والرحيل تارة أخرى.
تريد النزول من القارب وامتطاء حصانها والرحيل ، وتريد البقاء و السفر معه.
إن لكل رحلة نهاية فهذا شيء حتمي و صوت الحتمية لابد سوف يُسمع.
لقد كانت بروعة سابقتها ، قد كانت أم لبنات ستبقين للأبد .
قد كانت من أروع ما كتب و من أروع ما رأى وشعر وحلم.
إن الله لم يخلق على الأرض شيئاً كاملاً ، لقد احتفظ بالكمال لنفسه فقط.
وقد أجبرنا بنهاية حتمية هي الموت " إن الله ليس بقاس أو غير عادل"
فعل ذلك لأننا لا نستطيع احتمال البقاء للأبد مع أنفسنا ولأننا نتغير.
يالحكمة الله ويالبعد نظره ويالسخفنا.
حتى سليمان في عز مجده لم يلبس مثل زنبقة حقل في الربيع.
لقد قدم لها كل الورود حتى تسأم الورود وترحل.
قدم لها كل الحب حتى تمل الحب وترحل.
لقد قدم لها كل شيء لا تريده حتى تمله وترحل ، لأنها يجب أن ترحل
لكن يجب أن ترحل مبتسمة.
وعندما تريده تستطيع اللجوء لأحلامها فقد أبقى شيئاً منه هناك لتراه عندما تفتقده.
في نهاية أسطره التي يكتب..... رحلتْ .
رحلتْ والدمع مغرورق عي عينيه، الحزن أطبق على قلبه
لكن عزاءه الوحيد هو أنه يريدها أن ترحل.
فالكاتب يعرف نهاية نصوصه مسبقا لأنه هو من يكتبها.
قد كانت رحلة سعيدة بنهاية كُتبت وبكل ثقة بيد يمنى صادقة، قلب منفطر وعقل متزن.
عندما رأته أخته بهذه الحالة خافت عليه ، خافت على قلبه وقد عم الأسى أرجاءه قاطبة.
قال لأخته: إن القلب مع مرور الوقت ينفطر أما العقل فــ يرتقي ليملك العالم.
لقد أخذت ســعاد معطفها وأغلقت الباب وراءها وذهبت.
تلك هي نهاية روايته التي يريد.
و الآن ســعاد حسناء من حسناوات الماضي ، شمعة تشع في حنايا الماضي.
وأيقونة ثانية معلقة على صدر الماضي.
والماضي رائع للتذكر ولـــشرب فنجان قهوة أخر وسيجارة تحترق على نخب الماضي.
Comment