ما زلت أذكر قولك ذات يوم :
"الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هوكل ما لم يحدث".
يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :
هنيئا للأدبعلى فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
وهنيئا للحب أيضا ...
فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لميحدث... ما أجمل الذي لن يحدث .
قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتبعن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دونأن نتألم مرة أخرى .
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودونحقد أيضا.
أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحننكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا
كلمات فقط, أجتاز بها الصمت إلى الكلام, والذاكرة إلى النسيان, ولكن ..
تركت السكر جانبا, وارتشفت قهوتي مره كما عودنيحبك
وها هي الكلمات التي حرمت منها , عارية كما أردتها , موجعه كما أردتها , فَلِمَ رعشة الخوف تشلّ يدي , وتمنعني من الكتابة؟
تراني أعي في هذه اللحظة فقط، أنني استبدلت بفرشاتي سكيناً. وأن الكتابة إليك قاتله.. كحبك
تتزاحم الجمل في ذهني . كل تلك التي لم تتوقعيها .
وتمطر الذاكرة فجأة ..
كيف أنا؟
أنا مافعلته بي سيدتي.. فكيف أنتِ ؟
يا امرأة كساها حنيني جنوناً، وإذا بها تأخذملامح مدينه وتضاريس وطن .
عندما ابحث في حياتي اليوم, أجد أن لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارقللعادة حقاً. الشيء الوحيد الذي لم أكن لأتنبأ به، أو أتوقع عواقبه عليّ. لأنَّنيكنت اجهل وقتها أن الأشياء غير العادية, قد تجر معها أيضا كثيرا من الأشياء العادية .
ورغم ذلك ....
ما زلت أتساءل, أين أضع حبك اليوم؟
أفي خانة الأشياء العادية التي قد تحدث لنا يوم كأية وعكه صحية أو زلة قدم.. أو نوبة جنون؟
أم .. أضعه حيث بدأ يوماً؟
كشيء خارق للعادة, كهدية منكوكب, لم يتوقع وجوده الفلكيون. أو زلزال لم تتنبأ به أية أجهزة للهزات الأرضية .
أكنتِ زلة قدم .. أم زلة قدر ؟.
كيف عدت.. بعدما كاد الجرح أنيلتئم. وكاد القلب المؤثث بذكراك أن يفرغ منك شيئاً فشيئاً وأنت تجمعين حقائبالحبّ، وتمضين فجأة لتسكني قلباً آخر.
أتوقف طويلاً عند عينيك. أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولىأمامك.
ذات يوم.. لم يكن أجمل من عينيك سوى عينيك. فما أشقاني وما أسعدنيبهما!
إلتقيناإذن..
قالت:
- مرحباً.. آسفة، أتيت متأخرة عن موعدنايوم..
قلت:
- لا تأسفي.. قد جئت متأخرة عن العمربعمر.
قالت:
- كم يلزمني إذن لتغفر لي؟
قلت:
- مايعادل ذلك العمر من عمر!
وجلس الياسمين مقابلاً لي.
يا ياسمينة تفتحتعلى عجل.. عطراً أقلّ حبيبتي.. عطراً أقل!
لم أكن أعرف أنّ للذاكرة عطراًأيضاً.. هو عطر الوطن.
التقينا إذن..
وحدثت الهزةالأرضية التي لم تك متوقّعة، فقد كان أحدنا بركاناً، وكنت أنا الضحية.
ياامرأة تحترف الحرائق. ويا جبلاً بركانياً جرف كلّ شيء في طريقه،
من أين أتيت بكل تلك الأمواج المحرقة من النار؟ وكيف لم أحذرتربتك المحمومة
يشهد الدمار حولي اليوم، أنني أحببتك حتى الهلاك؛ وأشتهيك.. حتىالاحتراق الأخير..
يا بركاناً جرف من حولي كلّ شيء.. ألم يكن جنوناً أن أزايدعلى جنون السواح والعشاق، وكلّ من أحبوك قبلي.. فأنقل بيتي عند سفحك، وأضع ذاكرتيعند أقدام براكينك، وأجلس بعدها وسط الحرائق.. لأرسمك
التقت الجبال إذن.. والتقينا.
كان الزمن يركض بنا من موعد إلى آخر، والحبّ ينقلنا من شهقةإلى أخرى، وكنت أستسلم لحبك دون جدل.
كان حبك قدري.. وربما كان حتفي، فهل من قوةتقف في وجه القدر؟
كان حبك يجرفني بشبابه وعنفوانه،وينحدر بي إلى أبعد نقطة في اللامنطق.. تلك التي يكاد يلامس فيها العشق، في آخرالمطاف، الجنون أو الموت..
أعذب الكذب كان كذبك، وأكثره ألماً كذلك. قررت يوما ألا أنقّب في ذاكرتك. أنت لن تبوحي لي بشيء. ربما لأنك أنثى تحترف المراوغة. وربما لأنه ليسهناك من شي يستحقّ الاعتراف
متى بدأ جنوني بك؟
ترى أفي ذلك اليوم الذي رأيتك فيه لأول مرة؟
أم في ذلك اليوم الذي قرأتك فيه لأولمرة؟
. ترى يوم ضحكتِ أم يوم بكيت.
أعندما تحدَّثتِ.. أم عندماصمتِّ.
كان لرحيلك مذاق الفجيعة الأولى. والوحدة التي أحالتني في أيام إلى مرتبةلوحة يتيمة على جدار
ستعودين..
مع الحزنالغامض.. مع المطر
ستعودين..
مع بدايات الشتاء.. مع نهايات الجنون
و..
عشقنا جولة أخرىخسرناها في زمن المعارك الفاشلة، فأيّ الهزائم أكثر إيلاماً إذن؟
مقدراً كان كلّالذي حصل.
.
كل شيء كان معدّاً للألم. (هل يسعنا العالم معاً؟).
ها نحننتقاسم كبرياءنا رغيفاً عربياً مستديراً كجرحنا. رصاصة مستديرة الرأس.. أطلقوها علىمربع أحمر، يتدرب فيه القدر على إطلاق الرصاص على دوائر سوداء تصغر تدريجياًكالدوّار.. حتى تصل مركز الموت..
حيث الرصاصة لا تخطئ.
حيث الرصاصة لاترحم.
وحيث سيكون قلب أحدنا
مقدراً كان كلّالذي حصل.
كنت أحقد على ذلك القدرأحياناً، ولكن كنت كثيراً ما أستسلم له دون مقاومة. بلذّة غامضة وبفضول رجل يريد أنيعرف كلّ مرة، إلى أي حد يمكن لها القدر أن يكون أحمق
وعندها كنت أجد سعادتي النادرة في مقارنةنفسي بتفاهة هذا القدر
يا ابنة الزلازل والشروخالأرضية! لقد كان خرابك الأجمل سيدتي، لقد كان خرابك الأفظع..
قتلت وطناًبأكمله داخلي، تسللت حتى دهاليز ذاكرتي، نسفت كل شيء بعود ثقاب واحدفقط..
من علّمكِ اللعب بشظايا الذاكرة؟ أجيبي!
من أين أتيت هذه المرة _أيضاً_ بكل هذه الأمواج المحرقة من النار. من أين أتيت بكل ما تلا ذلك اليوم مندمار؟
افترقنا إذن..
لم تكوني كاذبة معي.. ولا كنتِ صادقة حقاً. لاكنتِ عاشقة.. ولا كنتِ خائنة حقاً. لا كنتِ ابنتي.. ولا كنتِ أمي حقاً.
كنتفقط كهذا الوطن.. يحمل مع كل شيء ضده
لامساحة للنساء خارج الجسد. والذاكرة ليست الطريق الذي يؤدي إليهن. في الواقع هنالكطريق واحد لا أكثر.. يمكنني أن أجزم اليوم بهذا!
اكتشفت شيئاًً لا بد أنأقوله لك اليوم..
الرغبة محض قضية ذهنية. ممارسة خيالية لا أكثر. وهم نخلقهلحظة جنون نقع فيها عبيداً لشخص واحد، ونحكم عليه بالروعة المطلقة لسبب غامض لاعلاقة له بالمنطق.
عزائي اليوم،أنك من بين كل الخيبات.. كنت خيبتي الأجمل
افترقنا إذن..
الذين قالوا الحب وحده لا يموت، أخطأوا..
والذينكتبوا لنا قصص حب بنهايات جميلة، ليوهمونا أن مجنون ليلى محض استثناء عاطفي.. لايفهمون شيئاً في قوانين القلب.
إنهم لم يكتبوا حباً، كتبوا لنا أدباًفقط
العشق لا يولد إلا في وسط حقول الألغام، وفي المناطق المحظورة. ولذا ليسانتصاره دائماً في النهايات الرصينة الجميلة..
إنه يموت كما يولد.. فيالخراب الجميل فقط!
افترقنا إذن..
فيا خرابي الجميل سلاماً. يا وردةالبراكين، ويا ياسمينة نبتت على حرائقي سلاماً.
يا ابنة الزلازل والشروخالأرضية! لقد كان خرابك الأجمل سيدتي، لقد كان خرابك الأفظع..
قتلت وطناًبأكمله داخلي، تسللت حتى دهاليز ذاكرتي، نسفت كل شيء بعود ثقاب واحدفقط..
لم يعد أمامنا متّسع للكذب. لاشيء أمامنا سوى هذا المنعطف الأخير. لا شيء تحتنا غير هاوية الدمار.
لستِ حبيبتي..
أنتِ مشروع حبي للزمن القادم. أنتمشروع قصّتي القادمة وفرحي القادم.. أنتِ مشروع عمري الآخر.
في انتظار ذلك.. أحبّي من شئتِ من الرجال،
وحدي أعرف طريقتك الشاذة في الحب، طريقتك الفريدة في قتل من تحبين
أنا الذي قتلتني لعدة أسباب غامضة، وأحببتك لأسباب غامضةأخرى
أنا الرجل الذي حوّلك من امرأة إلى مدينة، وحولته من حجارة كريمة إلىحصى.
لا تتطاولي على حطامي كثيراً.
لم ينته زمن الزلازل، وما زال فيعمق هذا الوطن حجارة لم تقذفها البراكين بعد.
دعينا نتوقف لحظة عن اللعب. كفاك كل ما قلته من كذب..
أعرف اليوم أنك لن تكوني لي
دعيني إذن،أنحشر معك يوم الحشر حيث تكونين، لأكون نصفك الآخر.
دعيني أحجز مسبقاًمكاناً لي إلى جوارك، ما دامت كل الأماكن محجوزة حولك هنا، وما دامت مفكّرتك ملأىبالمواعيد حتى آخر أيامك..
يا امرأة على شاكلة وطن..
أيهمّ بعد اليومأن نبقى معاً؟
وحدها الذاكرة أصبحت أثقل حملاً، ولكن من سيحاسبنا على ذاكرة نحملهابمفردنا؟
فمن يوقف نزيف الذاكرةالآن؟
فليكن.. غداً تبدأ طقوسأفراحك.. وينتهي ذلك الزمن الذي سرقناه من الزمن.
أجمل الأحلام إذن سيدتي فيانتظار غدك.
ولتصبح على خير.. أيها الحزن!
"الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هوكل ما لم يحدث".
يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :
هنيئا للأدبعلى فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
وهنيئا للحب أيضا ...
فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لميحدث... ما أجمل الذي لن يحدث .
قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتبعن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دونأن نتألم مرة أخرى .
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودونحقد أيضا.
أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحننكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا
كلمات فقط, أجتاز بها الصمت إلى الكلام, والذاكرة إلى النسيان, ولكن ..
تركت السكر جانبا, وارتشفت قهوتي مره كما عودنيحبك
وها هي الكلمات التي حرمت منها , عارية كما أردتها , موجعه كما أردتها , فَلِمَ رعشة الخوف تشلّ يدي , وتمنعني من الكتابة؟
تراني أعي في هذه اللحظة فقط، أنني استبدلت بفرشاتي سكيناً. وأن الكتابة إليك قاتله.. كحبك
تتزاحم الجمل في ذهني . كل تلك التي لم تتوقعيها .
وتمطر الذاكرة فجأة ..
كيف أنا؟
أنا مافعلته بي سيدتي.. فكيف أنتِ ؟
يا امرأة كساها حنيني جنوناً، وإذا بها تأخذملامح مدينه وتضاريس وطن .
عندما ابحث في حياتي اليوم, أجد أن لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارقللعادة حقاً. الشيء الوحيد الذي لم أكن لأتنبأ به، أو أتوقع عواقبه عليّ. لأنَّنيكنت اجهل وقتها أن الأشياء غير العادية, قد تجر معها أيضا كثيرا من الأشياء العادية .
ورغم ذلك ....
ما زلت أتساءل, أين أضع حبك اليوم؟
أفي خانة الأشياء العادية التي قد تحدث لنا يوم كأية وعكه صحية أو زلة قدم.. أو نوبة جنون؟
أم .. أضعه حيث بدأ يوماً؟
كشيء خارق للعادة, كهدية منكوكب, لم يتوقع وجوده الفلكيون. أو زلزال لم تتنبأ به أية أجهزة للهزات الأرضية .
أكنتِ زلة قدم .. أم زلة قدر ؟.
كيف عدت.. بعدما كاد الجرح أنيلتئم. وكاد القلب المؤثث بذكراك أن يفرغ منك شيئاً فشيئاً وأنت تجمعين حقائبالحبّ، وتمضين فجأة لتسكني قلباً آخر.
أتوقف طويلاً عند عينيك. أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولىأمامك.
ذات يوم.. لم يكن أجمل من عينيك سوى عينيك. فما أشقاني وما أسعدنيبهما!
إلتقيناإذن..
قالت:
- مرحباً.. آسفة، أتيت متأخرة عن موعدنايوم..
قلت:
- لا تأسفي.. قد جئت متأخرة عن العمربعمر.
قالت:
- كم يلزمني إذن لتغفر لي؟
قلت:
- مايعادل ذلك العمر من عمر!
وجلس الياسمين مقابلاً لي.
يا ياسمينة تفتحتعلى عجل.. عطراً أقلّ حبيبتي.. عطراً أقل!
لم أكن أعرف أنّ للذاكرة عطراًأيضاً.. هو عطر الوطن.
التقينا إذن..
وحدثت الهزةالأرضية التي لم تك متوقّعة، فقد كان أحدنا بركاناً، وكنت أنا الضحية.
ياامرأة تحترف الحرائق. ويا جبلاً بركانياً جرف كلّ شيء في طريقه،
من أين أتيت بكل تلك الأمواج المحرقة من النار؟ وكيف لم أحذرتربتك المحمومة
يشهد الدمار حولي اليوم، أنني أحببتك حتى الهلاك؛ وأشتهيك.. حتىالاحتراق الأخير..
يا بركاناً جرف من حولي كلّ شيء.. ألم يكن جنوناً أن أزايدعلى جنون السواح والعشاق، وكلّ من أحبوك قبلي.. فأنقل بيتي عند سفحك، وأضع ذاكرتيعند أقدام براكينك، وأجلس بعدها وسط الحرائق.. لأرسمك
التقت الجبال إذن.. والتقينا.
كان الزمن يركض بنا من موعد إلى آخر، والحبّ ينقلنا من شهقةإلى أخرى، وكنت أستسلم لحبك دون جدل.
كان حبك قدري.. وربما كان حتفي، فهل من قوةتقف في وجه القدر؟
كان حبك يجرفني بشبابه وعنفوانه،وينحدر بي إلى أبعد نقطة في اللامنطق.. تلك التي يكاد يلامس فيها العشق، في آخرالمطاف، الجنون أو الموت..
أعذب الكذب كان كذبك، وأكثره ألماً كذلك. قررت يوما ألا أنقّب في ذاكرتك. أنت لن تبوحي لي بشيء. ربما لأنك أنثى تحترف المراوغة. وربما لأنه ليسهناك من شي يستحقّ الاعتراف
متى بدأ جنوني بك؟
ترى أفي ذلك اليوم الذي رأيتك فيه لأول مرة؟
أم في ذلك اليوم الذي قرأتك فيه لأولمرة؟
. ترى يوم ضحكتِ أم يوم بكيت.
أعندما تحدَّثتِ.. أم عندماصمتِّ.
كان لرحيلك مذاق الفجيعة الأولى. والوحدة التي أحالتني في أيام إلى مرتبةلوحة يتيمة على جدار
ستعودين..
مع الحزنالغامض.. مع المطر
ستعودين..
مع بدايات الشتاء.. مع نهايات الجنون
و..
عشقنا جولة أخرىخسرناها في زمن المعارك الفاشلة، فأيّ الهزائم أكثر إيلاماً إذن؟
مقدراً كان كلّالذي حصل.
.
كل شيء كان معدّاً للألم. (هل يسعنا العالم معاً؟).
ها نحننتقاسم كبرياءنا رغيفاً عربياً مستديراً كجرحنا. رصاصة مستديرة الرأس.. أطلقوها علىمربع أحمر، يتدرب فيه القدر على إطلاق الرصاص على دوائر سوداء تصغر تدريجياًكالدوّار.. حتى تصل مركز الموت..
حيث الرصاصة لا تخطئ.
حيث الرصاصة لاترحم.
وحيث سيكون قلب أحدنا
مقدراً كان كلّالذي حصل.
كنت أحقد على ذلك القدرأحياناً، ولكن كنت كثيراً ما أستسلم له دون مقاومة. بلذّة غامضة وبفضول رجل يريد أنيعرف كلّ مرة، إلى أي حد يمكن لها القدر أن يكون أحمق
وعندها كنت أجد سعادتي النادرة في مقارنةنفسي بتفاهة هذا القدر
يا ابنة الزلازل والشروخالأرضية! لقد كان خرابك الأجمل سيدتي، لقد كان خرابك الأفظع..
قتلت وطناًبأكمله داخلي، تسللت حتى دهاليز ذاكرتي، نسفت كل شيء بعود ثقاب واحدفقط..
من علّمكِ اللعب بشظايا الذاكرة؟ أجيبي!
من أين أتيت هذه المرة _أيضاً_ بكل هذه الأمواج المحرقة من النار. من أين أتيت بكل ما تلا ذلك اليوم مندمار؟
افترقنا إذن..
لم تكوني كاذبة معي.. ولا كنتِ صادقة حقاً. لاكنتِ عاشقة.. ولا كنتِ خائنة حقاً. لا كنتِ ابنتي.. ولا كنتِ أمي حقاً.
كنتفقط كهذا الوطن.. يحمل مع كل شيء ضده
لامساحة للنساء خارج الجسد. والذاكرة ليست الطريق الذي يؤدي إليهن. في الواقع هنالكطريق واحد لا أكثر.. يمكنني أن أجزم اليوم بهذا!
اكتشفت شيئاًً لا بد أنأقوله لك اليوم..
الرغبة محض قضية ذهنية. ممارسة خيالية لا أكثر. وهم نخلقهلحظة جنون نقع فيها عبيداً لشخص واحد، ونحكم عليه بالروعة المطلقة لسبب غامض لاعلاقة له بالمنطق.
عزائي اليوم،أنك من بين كل الخيبات.. كنت خيبتي الأجمل
افترقنا إذن..
الذين قالوا الحب وحده لا يموت، أخطأوا..
والذينكتبوا لنا قصص حب بنهايات جميلة، ليوهمونا أن مجنون ليلى محض استثناء عاطفي.. لايفهمون شيئاً في قوانين القلب.
إنهم لم يكتبوا حباً، كتبوا لنا أدباًفقط
العشق لا يولد إلا في وسط حقول الألغام، وفي المناطق المحظورة. ولذا ليسانتصاره دائماً في النهايات الرصينة الجميلة..
إنه يموت كما يولد.. فيالخراب الجميل فقط!
افترقنا إذن..
فيا خرابي الجميل سلاماً. يا وردةالبراكين، ويا ياسمينة نبتت على حرائقي سلاماً.
يا ابنة الزلازل والشروخالأرضية! لقد كان خرابك الأجمل سيدتي، لقد كان خرابك الأفظع..
قتلت وطناًبأكمله داخلي، تسللت حتى دهاليز ذاكرتي، نسفت كل شيء بعود ثقاب واحدفقط..
لم يعد أمامنا متّسع للكذب. لاشيء أمامنا سوى هذا المنعطف الأخير. لا شيء تحتنا غير هاوية الدمار.
لستِ حبيبتي..
أنتِ مشروع حبي للزمن القادم. أنتمشروع قصّتي القادمة وفرحي القادم.. أنتِ مشروع عمري الآخر.
في انتظار ذلك.. أحبّي من شئتِ من الرجال،
وحدي أعرف طريقتك الشاذة في الحب، طريقتك الفريدة في قتل من تحبين
أنا الذي قتلتني لعدة أسباب غامضة، وأحببتك لأسباب غامضةأخرى
أنا الرجل الذي حوّلك من امرأة إلى مدينة، وحولته من حجارة كريمة إلىحصى.
لا تتطاولي على حطامي كثيراً.
لم ينته زمن الزلازل، وما زال فيعمق هذا الوطن حجارة لم تقذفها البراكين بعد.
دعينا نتوقف لحظة عن اللعب. كفاك كل ما قلته من كذب..
أعرف اليوم أنك لن تكوني لي
دعيني إذن،أنحشر معك يوم الحشر حيث تكونين، لأكون نصفك الآخر.
دعيني أحجز مسبقاًمكاناً لي إلى جوارك، ما دامت كل الأماكن محجوزة حولك هنا، وما دامت مفكّرتك ملأىبالمواعيد حتى آخر أيامك..
يا امرأة على شاكلة وطن..
أيهمّ بعد اليومأن نبقى معاً؟
وحدها الذاكرة أصبحت أثقل حملاً، ولكن من سيحاسبنا على ذاكرة نحملهابمفردنا؟
فمن يوقف نزيف الذاكرةالآن؟
فليكن.. غداً تبدأ طقوسأفراحك.. وينتهي ذلك الزمن الذي سرقناه من الزمن.
أجمل الأحلام إذن سيدتي فيانتظار غدك.
ولتصبح على خير.. أيها الحزن!