الإبادة الجماعية للأرمن في تركيا وسياسة الاتراك الشباب ازاء الارمن
تعد مسألة إبادة الارمن الجماعية في الامبراطورية العثمانية مسألة مؤلمة في العلاقات التركية الارمنية.
ويعتبر 24 ابريل/نيسان يوما يتذكر فيه الارمن مجازر هلك فيها 1.5 مليون ارمني كانوا يقطنون اراضي الامبراطورية العثمانية .
سياسة السلطة العثمانية ازاء السكان الارمن في اواخر القرن التاسع عشر
بحسب تقييمات بعض المؤرخين فان الابادة المنتظمة لللارمن بدأت في نهاية القرن التاسع عشر. ويدور الحديث عن القتل الجماعي للارمن الذي وضع اساسه في اعوام 1894-1895 .
واسفر في تلك الفترة اضطهاد تعرض له السكان غير المسلمين في الامبراطورية العثمانية عن اضطرابات شعبية.
وكانت السلطات التركية تتبع سياسة تهجير المسلمين الاكراد الى مناطق يقيم فيها الارمن وغيرهم من الشعوب المسيحية، الامر الذي أدى الى ان تفرض ضرائب على السكان الارمن من جانبين، هما الحكومة التركية و زعماء القبائل الكردية.
وقامت السلطات التركية بادخال قواتها الى المنطقة ، وذلك ردا على رفض الارمن دفع ضرائب باهظة فرضت عليهم.
وباتت القوات التركية جنبا الى جنب مع القبائل الكردية تقتل الارمن بدون التمييز بين النساء والاطفال والشيوخ.
وفي الوقت ذاته اقام الاتراك مجزرة للارمن في مدينة طرابزون حيث قتل ومات حرقا حوالي 2 الف شخص.
وكانت السلطت تقترح على المسلمين الذود عن الاسلام من الكفار، وهي تشجع نهب الارمن موضحة ان القرآن لا يعارض مصادرة ممتلكاتهم .
وثمة تكتيك آخر كان يمارسه السلطان عبد الحميد الذي حكم البلاد حينذاك، وهو إدخال الارمن المسيحيين الى الدين الاسلامي قهرا. وكان شاكر باشا يقوم بممارسات من هذا النوع. وكان يخطط للقتل الجماعي بغية تقليص عدد الارمن في تركيا والقضاء عليهم قضاء تاما في المستقبل..
وشهدت مدينة عرفة التركية التي شكل الارمن فيها ثلث سكانها مجزرة ضارية اتصفت بقساوة بربرية. وبلغ عدد القتلى بين الارمن في هذه المدينة ما يزيد عن 7 آلاف قتيل، ضمنهم 1500 ارمني طالبوا الحماية الرسمية من جانب السلطة التركية، فتم حرقهم احياءً في الكتدرائية. وابيدت عائلات بكاملها.
واجرى الارمن مظاهرة في اسطنبول كان هدفها تسليم عريضة الى الحكومة التركية. وأمرت الحكومة قوات الشرطة بتفريق المظاهرة. وفي أعقاب ذلك شهدت اسطنبول والمدن التركية الاخرى عشرة ايام من الارهاب الذي أسفر عن هلاك 50-100 الف ارمني.
سياسة الاتراك الشباب ازاء الارمن
في عام 1908 تولى الاتراك الشباب زمام الحكم في الدولة التركية، وبدأو باتخاذ خطوات رامية الى جعل سياستهم اكثر ليبيرالية وتسامحا.
وقد اعلنت المساواة في الحقوق بين الارمن والسكان المسلمين، الامر الذي أثار أصداء ايجابية في اوساط المجتمع الدولي والارمن على حد سواء.
لكن الاحداث التي اعقبت ذلك خيبت آمالهم حين قتل نتيجة مجزرة كيليكية وقعت بولايتي حلب وأدنة ما يقارب 30 الف شخص. وتم تدمير وحرق عشرات من القرى والبلدات الارمنية.
وبات السكان ينظمون مجموعات الدفاع الذاتي التي تمكنت من صد هجمات المدمرين الاتراك، الامر الذي حال دون وقوع مجزرة شاملة. وقد اجرت السلطات تحقيقا اتصف بالشكلية .
ولم يتم اكتشاف المنظمين ولا المذنبين في هذه المجزرة.
الابادة الجماعية أعوام 1915 – 1923
يعتبر يوم 24 ابريل/نيسان عام 1915 رسميا بداية لابادة الارمن الجماعية، حين أمر الحكام الاتراك الشباب، وبينهم الزعماء الثلاثة طلعت باشا وانور باشا وجمال باشا أمروا بجمع المثقفين الارمن كلهم في اسطنبول وتهجيرهم الى خارج البلاد. وقتل الكثير منهم في اليوم نفسه، وأدت تلك الخطوات الى القضاء على جيل كامل من أبرز ممثلي الثقافة الارمنية.
ولقى 1.5 مليون ارمني خلال الايام الثلاثة التالية مصرعهم. وتم تهجير الباقي من الارمن الاتراك الى بلاد الرافدين ولبنان وسوريا، وذلك عبر مناطق صحراوية حيث هلك اغلبهم جراء المجاعة والامراض. وتم الفصل بين النساء والاطفال من جهة والرجال من جهة اخرى. وابيد الاخيرون ابادة تامة.
اما النساء الارمنيات فواجهن في بعض الاحيان حالات المتاجرة كونهن سلعة حية. وتم تشتيت ما يزيد عن مليون واحد من اللاجئين الارمن في العالم كله.
وفي بداية الاحداث المذكورة اعلاه عام 1915 أمر القيصر الروسي نيقولاي الثاني بالفتح الجزئي للحدود التركية الروسية لتتمكن حشود هائلة من اللاجئين الارمن من عبورها والانتقال الى الاراضي الروسية.
واستمرالقتل الجماعي للارمن في فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك، وذلك لغاية عام 1922حيث دخلت القوات التركية مدينة ازمير في سبتمبر/أيلول عام 1922 .
ورافقت عملية الاستيلاء على المدينة مجزرة السكان من الارمن والاغريق، فحرقت الاحياء الاوروبية للمدينة تماما . استمرت المجزرة 7 أيام، وتسببت في هلاك نحو 100 الف شخص.
رفض ابادة الارمن الجماعية
لا تعترف الجمهورية التركية وعلم التاريخ التركي الرسمي بان السكان الارمن في الامبراطورية العثمانية تم قتلهم قصدا.
ويبرر الاتراك اعمالهم بان إجلاء الارمن كان إجراء دفاعيا اضطراريا قضت به ظروف الحرب العالمية الاولى، التي دخلت تركيا فيها عام 1914 وكانت تجابه حينذاك روسيا.
اما الارمن فكان من المعتقد انهم بمثابة رتل خامس للامبراطورية الروسية، اي يدعى انهم كانوا يعدون انتفاضة في مؤخرة القوات التركية. ومن الممكن ان يقوموا بمساندة الجيش الروسي عند تقدمه في الاراضي التركية.
ويعد عدد الضحايا ايضا نقطة للجدل. ويرى أصحاب هذا الرأي ان عدد الضحايا كان أقل بكثير، مما يشير اليه معظم المؤرخين.
فتطرح حجج تفيد بان ممثلي الجاليات الارمنية الكثيرة السكان في اسطنبول وحلب وازمير لم يتعرضوا للقتل خلال تهجيرهم، وبقي الكثير من المهجرين على قيد الحياة.
وصدرت في بعض الدول قوانين تحظر رفض واقع الابادة الجماعية.
واتخذ البعض الاخر من الدول قوانين يحاسب بموجبهم كل من يرفض الابادة الجماعية للارمن..
وقد اقرت الجمعية الوطنية الفرنسية في اكتوبر/تشرين الاول عام 2006 قانونا يصف رفض واقع الابادة الجماعية للارمن بانه جريمة جنائية.
وقد سن الاتحاد الاروبي قانونا يحظر التحريض على رفض واقع الابادة الجماعية، سواء كانت محرقة لليهود او ابادة جماعية للارمن.
تعد مسألة إبادة الارمن الجماعية في الامبراطورية العثمانية مسألة مؤلمة في العلاقات التركية الارمنية.
ويعتبر 24 ابريل/نيسان يوما يتذكر فيه الارمن مجازر هلك فيها 1.5 مليون ارمني كانوا يقطنون اراضي الامبراطورية العثمانية .
سياسة السلطة العثمانية ازاء السكان الارمن في اواخر القرن التاسع عشر
بحسب تقييمات بعض المؤرخين فان الابادة المنتظمة لللارمن بدأت في نهاية القرن التاسع عشر. ويدور الحديث عن القتل الجماعي للارمن الذي وضع اساسه في اعوام 1894-1895 .
واسفر في تلك الفترة اضطهاد تعرض له السكان غير المسلمين في الامبراطورية العثمانية عن اضطرابات شعبية.
وكانت السلطات التركية تتبع سياسة تهجير المسلمين الاكراد الى مناطق يقيم فيها الارمن وغيرهم من الشعوب المسيحية، الامر الذي أدى الى ان تفرض ضرائب على السكان الارمن من جانبين، هما الحكومة التركية و زعماء القبائل الكردية.
وقامت السلطات التركية بادخال قواتها الى المنطقة ، وذلك ردا على رفض الارمن دفع ضرائب باهظة فرضت عليهم.
وباتت القوات التركية جنبا الى جنب مع القبائل الكردية تقتل الارمن بدون التمييز بين النساء والاطفال والشيوخ.
وفي الوقت ذاته اقام الاتراك مجزرة للارمن في مدينة طرابزون حيث قتل ومات حرقا حوالي 2 الف شخص.
وكانت السلطت تقترح على المسلمين الذود عن الاسلام من الكفار، وهي تشجع نهب الارمن موضحة ان القرآن لا يعارض مصادرة ممتلكاتهم .
وثمة تكتيك آخر كان يمارسه السلطان عبد الحميد الذي حكم البلاد حينذاك، وهو إدخال الارمن المسيحيين الى الدين الاسلامي قهرا. وكان شاكر باشا يقوم بممارسات من هذا النوع. وكان يخطط للقتل الجماعي بغية تقليص عدد الارمن في تركيا والقضاء عليهم قضاء تاما في المستقبل..
وشهدت مدينة عرفة التركية التي شكل الارمن فيها ثلث سكانها مجزرة ضارية اتصفت بقساوة بربرية. وبلغ عدد القتلى بين الارمن في هذه المدينة ما يزيد عن 7 آلاف قتيل، ضمنهم 1500 ارمني طالبوا الحماية الرسمية من جانب السلطة التركية، فتم حرقهم احياءً في الكتدرائية. وابيدت عائلات بكاملها.
واجرى الارمن مظاهرة في اسطنبول كان هدفها تسليم عريضة الى الحكومة التركية. وأمرت الحكومة قوات الشرطة بتفريق المظاهرة. وفي أعقاب ذلك شهدت اسطنبول والمدن التركية الاخرى عشرة ايام من الارهاب الذي أسفر عن هلاك 50-100 الف ارمني.
سياسة الاتراك الشباب ازاء الارمن
في عام 1908 تولى الاتراك الشباب زمام الحكم في الدولة التركية، وبدأو باتخاذ خطوات رامية الى جعل سياستهم اكثر ليبيرالية وتسامحا.
وقد اعلنت المساواة في الحقوق بين الارمن والسكان المسلمين، الامر الذي أثار أصداء ايجابية في اوساط المجتمع الدولي والارمن على حد سواء.
لكن الاحداث التي اعقبت ذلك خيبت آمالهم حين قتل نتيجة مجزرة كيليكية وقعت بولايتي حلب وأدنة ما يقارب 30 الف شخص. وتم تدمير وحرق عشرات من القرى والبلدات الارمنية.
وبات السكان ينظمون مجموعات الدفاع الذاتي التي تمكنت من صد هجمات المدمرين الاتراك، الامر الذي حال دون وقوع مجزرة شاملة. وقد اجرت السلطات تحقيقا اتصف بالشكلية .
ولم يتم اكتشاف المنظمين ولا المذنبين في هذه المجزرة.
الابادة الجماعية أعوام 1915 – 1923
يعتبر يوم 24 ابريل/نيسان عام 1915 رسميا بداية لابادة الارمن الجماعية، حين أمر الحكام الاتراك الشباب، وبينهم الزعماء الثلاثة طلعت باشا وانور باشا وجمال باشا أمروا بجمع المثقفين الارمن كلهم في اسطنبول وتهجيرهم الى خارج البلاد. وقتل الكثير منهم في اليوم نفسه، وأدت تلك الخطوات الى القضاء على جيل كامل من أبرز ممثلي الثقافة الارمنية.
ولقى 1.5 مليون ارمني خلال الايام الثلاثة التالية مصرعهم. وتم تهجير الباقي من الارمن الاتراك الى بلاد الرافدين ولبنان وسوريا، وذلك عبر مناطق صحراوية حيث هلك اغلبهم جراء المجاعة والامراض. وتم الفصل بين النساء والاطفال من جهة والرجال من جهة اخرى. وابيد الاخيرون ابادة تامة.
اما النساء الارمنيات فواجهن في بعض الاحيان حالات المتاجرة كونهن سلعة حية. وتم تشتيت ما يزيد عن مليون واحد من اللاجئين الارمن في العالم كله.
وفي بداية الاحداث المذكورة اعلاه عام 1915 أمر القيصر الروسي نيقولاي الثاني بالفتح الجزئي للحدود التركية الروسية لتتمكن حشود هائلة من اللاجئين الارمن من عبورها والانتقال الى الاراضي الروسية.
واستمرالقتل الجماعي للارمن في فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك، وذلك لغاية عام 1922حيث دخلت القوات التركية مدينة ازمير في سبتمبر/أيلول عام 1922 .
ورافقت عملية الاستيلاء على المدينة مجزرة السكان من الارمن والاغريق، فحرقت الاحياء الاوروبية للمدينة تماما . استمرت المجزرة 7 أيام، وتسببت في هلاك نحو 100 الف شخص.
رفض ابادة الارمن الجماعية
لا تعترف الجمهورية التركية وعلم التاريخ التركي الرسمي بان السكان الارمن في الامبراطورية العثمانية تم قتلهم قصدا.
ويبرر الاتراك اعمالهم بان إجلاء الارمن كان إجراء دفاعيا اضطراريا قضت به ظروف الحرب العالمية الاولى، التي دخلت تركيا فيها عام 1914 وكانت تجابه حينذاك روسيا.
اما الارمن فكان من المعتقد انهم بمثابة رتل خامس للامبراطورية الروسية، اي يدعى انهم كانوا يعدون انتفاضة في مؤخرة القوات التركية. ومن الممكن ان يقوموا بمساندة الجيش الروسي عند تقدمه في الاراضي التركية.
ويعد عدد الضحايا ايضا نقطة للجدل. ويرى أصحاب هذا الرأي ان عدد الضحايا كان أقل بكثير، مما يشير اليه معظم المؤرخين.
فتطرح حجج تفيد بان ممثلي الجاليات الارمنية الكثيرة السكان في اسطنبول وحلب وازمير لم يتعرضوا للقتل خلال تهجيرهم، وبقي الكثير من المهجرين على قيد الحياة.
وصدرت في بعض الدول قوانين تحظر رفض واقع الابادة الجماعية.
واتخذ البعض الاخر من الدول قوانين يحاسب بموجبهم كل من يرفض الابادة الجماعية للارمن..
وقد اقرت الجمعية الوطنية الفرنسية في اكتوبر/تشرين الاول عام 2006 قانونا يصف رفض واقع الابادة الجماعية للارمن بانه جريمة جنائية.
وقد سن الاتحاد الاروبي قانونا يحظر التحريض على رفض واقع الابادة الجماعية، سواء كانت محرقة لليهود او ابادة جماعية للارمن.