الزلزال يضرب إمبراطورية رفيق الحريري
أمس، صدر حكم الإعدام على نحو 300 موظف في تلفزيون «المستقبل». المحطة التي خرجت إلى الجمهور في 15 شباط (فبراير) 1993،
حملت منذ انطلاقها مشروع رفيق الحريري.
وهو المشروع الذي حاول الترويج للبنان ما بعد الحرب الأهلية، فتمكّن في سنوات قليلة من دخول ساحة المنافسة،
قبل أن يتراجع نجم المحطة بعد اغتيال الحريري عام 2005، بسبب الدور التحريضي الذي أدته بالتنسيق مع شقيقتها الصغرى «أخبار المستقبل».
إذاً، مطلع العام الجديد ستسدل الستار عن مسيرة طويلة من العمل، عاشت فيه قناة «المستقبل» نجاحات وإخفاقات متعددة.
وحتى لحظة كتابة هذه السطور، كانت الاجتماعات مستمرّة في السعودية بحضور سعد الحريري، والمسؤولين في القناة
(باسم السبع، وهاني حمود، ورمزي جبيلي، ورفيق النقيب من صحيفة «المستقبل») لبحث مصير التلفزيون والصحيفة.
ويبدو أن اتجاه الاجتماع شبه واضح. تكشف مصادر مقرّبة من إدارة المحطة أن القرار اتّخذ بإقفال «المستقبل» (القناة الزرقاء)
وصرف نحو 300 موظّف مع دفع التعويضات اللازمة لهم (يرجّح البعض أن تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار).
وأبلغت مصادر إدارية الموظّفين أن «أخبار المستقبل» (القناة الحمراء) ستواصل بثّها على نحو طبيعي، على أن تظهر المحطة في شهر نيسان (أبريل) المقبل بحلة ولوغو جديدَين، إلى جانب دورة برامجية جديدة تتضمّن بعض برامج المحطة الزرقاء، وإن كان طابعها الأساسي سيكون إخبارياً.
وتحمل القناة الجديدة اسم «المستقبل». أما الموظفون الذين سيصرفون، فلم يُكشَف عن أسمائهم بعد، وإن كان البعض يتوقّع أن يكون موظفو المحطة الزرقاء هم ضحايا هذا الدمج المقنّع.
في الوقت نفسه، بدأ يتردّد في أروقة القناة أنّ زافين قيومجيان وريما كركي سيأخذان استراحة قسريّة، ثم يعودان لتقديم برنامجيهما «سيرة وانفتحت»، و«بدون زعل». لكن ما مصير بقيّة الإعلاميين؟ يبقى الجواب معلقاً، وإن كانت المصادر تؤكّد أن برامج الشاشة الحمراء ستشهد بدورها إعادة هيكلة، فيوقَف برنامج سحر الخطيب «الحد الفاصل»، فيما ترتسم علامات استفهام حول مصير «الاستحقاق» مع علي حمادة. أما هيكلية المحطة الجديدة، فستكون على النحو الآتي: هاني حمود رئيس مجلس إدارة، ورمزي جبيلي مدير تنفيذي، وباسم السبع مشرف عام.
ورغم أن كل الإعلاميين والكوادر في القناة على علم بهذه التغييرات، فإن إدارة المحطة رفضت تأكيده. وفي ظل صعوبة الحصول على المعلومات، تمكّنت «الأخبار» من الوصول إلى رمزي جبيلي الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة «المستقبل» بالإنابة. هذا الأخير أعلن أنّ قرارات عدّة صدرت، رافضاً استعمال عبارة «صرف موظفين» ومفضّلاً استبدالها بـ «إعادة هيكلة»
ولعلّ السبب الرئيسي لهذا التغيير الذي يصفه البعض بـ«الخطوة القاضية على مشروع رفيق الحريري»، هو الهدر الكبير الذي شهدته المؤسسات الإعلامية لـ«تيار المستقبل» منذ عام 2005، أي منذ تسلم سعد الحريري لزمام الأمور. كذلك، ترفض عائلة رفيق الحريري، ولا سيما نازك وبهاء الدين، الاستمرار في هدر الأموال من خلال محطة «المستقبل» (وهي المؤسسة العائلية، فيما يملك سعد وحده المحطة الحمراء).
وسط كل هذه التغييرات، يعيش الموظفون في المحطتَين توتراً كبيراً، ارتفعت وتيرته في الأيام الأخيرة. حتى إنّ بعض العاملين يصرّون على تجاهل هذه الأخبار. ويقول أحدهم: «هل ستقفل «المستقبل» حقاً؟ لم يتوقف الكلام على دمج المحطتين منذ أشهر، ولا شيء حصل حتى الآن. هل علينا أن نصدق أن الإقفال سيحصل بهذه السرعة؟». هكذا، ستكون الشاشة الأم وموظفوها الضحيّة بدلاً من «الإخباريّة»؛ «لأنّ السياسة هي الأهم في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها العالم العربي، ويمكن تأجيل البرامج الاجتماعيّة والترفيهيّة والثقافيّة لغاية عودة «المستقبل» في حلتها الجديدة» كما يقول مصدر مطلع لـ«الأخبار».
إذاً، سقطت المحطة الزرقاء، وبدأت تعلو الأصوات المطالبة بالديون المستحقة لها في ذمة القناة، ومن بينها شركات إنتاجيّة، كانت المحطة قد توقّفت عن الدفع لها منذ أشهر مثل شركة Rooftop التي يملكها المخرج ناصر فقيه. يكشف هذا الأخير أنّ رمزي جبيلي، اتصل به ليبلغه بأنّ مستحقاته ستخضع للجدولة اعتباراً من الشهر الأول أو الشهر الثاني من العام الجديد، وستدفع بالتقسيط. وهناك مستحقات لبرامج أخرى، لعل أكبرها، تلك التي تعود إلى شركة «رؤى للإنتاج» (المعلقة منذ عامين) عن مسلسلات أنتجتها الشركة للقناة. هذا إضافة إلى مبالغ للمخرج غابي سعد وشركته «لاك بروداكشن» عن مسلسل «إنها تحتل ذاكرتي».
تنهي «المستقبل» مسيرة عمرها 18 عاماً. لكن السؤال الأبرز يبقى: هل فعلاً ستعود «المستقبل» بحلة جديدة في نيسان (أبريل) المقبل؟ أم أن هذا الكلام مجرّد تأجيل للأزمة التي ستنفجر عاجلاً أو آجلاً في وجه سعد الحريري؟
أمس، صدر حكم الإعدام على نحو 300 موظف في تلفزيون «المستقبل». المحطة التي خرجت إلى الجمهور في 15 شباط (فبراير) 1993،
حملت منذ انطلاقها مشروع رفيق الحريري.
وهو المشروع الذي حاول الترويج للبنان ما بعد الحرب الأهلية، فتمكّن في سنوات قليلة من دخول ساحة المنافسة،
قبل أن يتراجع نجم المحطة بعد اغتيال الحريري عام 2005، بسبب الدور التحريضي الذي أدته بالتنسيق مع شقيقتها الصغرى «أخبار المستقبل».
إذاً، مطلع العام الجديد ستسدل الستار عن مسيرة طويلة من العمل، عاشت فيه قناة «المستقبل» نجاحات وإخفاقات متعددة.
وحتى لحظة كتابة هذه السطور، كانت الاجتماعات مستمرّة في السعودية بحضور سعد الحريري، والمسؤولين في القناة
(باسم السبع، وهاني حمود، ورمزي جبيلي، ورفيق النقيب من صحيفة «المستقبل») لبحث مصير التلفزيون والصحيفة.
ويبدو أن اتجاه الاجتماع شبه واضح. تكشف مصادر مقرّبة من إدارة المحطة أن القرار اتّخذ بإقفال «المستقبل» (القناة الزرقاء)
وصرف نحو 300 موظّف مع دفع التعويضات اللازمة لهم (يرجّح البعض أن تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار).
وأبلغت مصادر إدارية الموظّفين أن «أخبار المستقبل» (القناة الحمراء) ستواصل بثّها على نحو طبيعي، على أن تظهر المحطة في شهر نيسان (أبريل) المقبل بحلة ولوغو جديدَين، إلى جانب دورة برامجية جديدة تتضمّن بعض برامج المحطة الزرقاء، وإن كان طابعها الأساسي سيكون إخبارياً.
وتحمل القناة الجديدة اسم «المستقبل». أما الموظفون الذين سيصرفون، فلم يُكشَف عن أسمائهم بعد، وإن كان البعض يتوقّع أن يكون موظفو المحطة الزرقاء هم ضحايا هذا الدمج المقنّع.
في الوقت نفسه، بدأ يتردّد في أروقة القناة أنّ زافين قيومجيان وريما كركي سيأخذان استراحة قسريّة، ثم يعودان لتقديم برنامجيهما «سيرة وانفتحت»، و«بدون زعل». لكن ما مصير بقيّة الإعلاميين؟ يبقى الجواب معلقاً، وإن كانت المصادر تؤكّد أن برامج الشاشة الحمراء ستشهد بدورها إعادة هيكلة، فيوقَف برنامج سحر الخطيب «الحد الفاصل»، فيما ترتسم علامات استفهام حول مصير «الاستحقاق» مع علي حمادة. أما هيكلية المحطة الجديدة، فستكون على النحو الآتي: هاني حمود رئيس مجلس إدارة، ورمزي جبيلي مدير تنفيذي، وباسم السبع مشرف عام.
ورغم أن كل الإعلاميين والكوادر في القناة على علم بهذه التغييرات، فإن إدارة المحطة رفضت تأكيده. وفي ظل صعوبة الحصول على المعلومات، تمكّنت «الأخبار» من الوصول إلى رمزي جبيلي الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة «المستقبل» بالإنابة. هذا الأخير أعلن أنّ قرارات عدّة صدرت، رافضاً استعمال عبارة «صرف موظفين» ومفضّلاً استبدالها بـ «إعادة هيكلة»
ولعلّ السبب الرئيسي لهذا التغيير الذي يصفه البعض بـ«الخطوة القاضية على مشروع رفيق الحريري»، هو الهدر الكبير الذي شهدته المؤسسات الإعلامية لـ«تيار المستقبل» منذ عام 2005، أي منذ تسلم سعد الحريري لزمام الأمور. كذلك، ترفض عائلة رفيق الحريري، ولا سيما نازك وبهاء الدين، الاستمرار في هدر الأموال من خلال محطة «المستقبل» (وهي المؤسسة العائلية، فيما يملك سعد وحده المحطة الحمراء).
وسط كل هذه التغييرات، يعيش الموظفون في المحطتَين توتراً كبيراً، ارتفعت وتيرته في الأيام الأخيرة. حتى إنّ بعض العاملين يصرّون على تجاهل هذه الأخبار. ويقول أحدهم: «هل ستقفل «المستقبل» حقاً؟ لم يتوقف الكلام على دمج المحطتين منذ أشهر، ولا شيء حصل حتى الآن. هل علينا أن نصدق أن الإقفال سيحصل بهذه السرعة؟». هكذا، ستكون الشاشة الأم وموظفوها الضحيّة بدلاً من «الإخباريّة»؛ «لأنّ السياسة هي الأهم في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها العالم العربي، ويمكن تأجيل البرامج الاجتماعيّة والترفيهيّة والثقافيّة لغاية عودة «المستقبل» في حلتها الجديدة» كما يقول مصدر مطلع لـ«الأخبار».
إذاً، سقطت المحطة الزرقاء، وبدأت تعلو الأصوات المطالبة بالديون المستحقة لها في ذمة القناة، ومن بينها شركات إنتاجيّة، كانت المحطة قد توقّفت عن الدفع لها منذ أشهر مثل شركة Rooftop التي يملكها المخرج ناصر فقيه. يكشف هذا الأخير أنّ رمزي جبيلي، اتصل به ليبلغه بأنّ مستحقاته ستخضع للجدولة اعتباراً من الشهر الأول أو الشهر الثاني من العام الجديد، وستدفع بالتقسيط. وهناك مستحقات لبرامج أخرى، لعل أكبرها، تلك التي تعود إلى شركة «رؤى للإنتاج» (المعلقة منذ عامين) عن مسلسلات أنتجتها الشركة للقناة. هذا إضافة إلى مبالغ للمخرج غابي سعد وشركته «لاك بروداكشن» عن مسلسل «إنها تحتل ذاكرتي».
تنهي «المستقبل» مسيرة عمرها 18 عاماً. لكن السؤال الأبرز يبقى: هل فعلاً ستعود «المستقبل» بحلة جديدة في نيسان (أبريل) المقبل؟ أم أن هذا الكلام مجرّد تأجيل للأزمة التي ستنفجر عاجلاً أو آجلاً في وجه سعد الحريري؟
Comment