باب شرقي ..من يحرمها من أن تكون سوليدير الشام
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=107392
في كل عاصمة و في كل مدينة كبيرة منطقة تعد قلبها النابض ، يجتمع فيها القديم مع الجديد ، الحاضر بالماضي ، تمتزج فيها الثقافة المعاصرة مع الثقافة القديمة ، تتنشّق فيها عبق الماضي مع عطر الحاضر ، زخارف الماضي بعمارة اليوم.
و دمشق لؤلؤة الشرق المكتنزة بالآثار و المناطق الأثرية الرائعة التي يتقاطر إليها السياح شرقاً و غرباً لرؤيتها تفتقر بكل أسف لمنطقة تمثل قلبها النابض تجتمع فيها هذه الأضداد و يلتمع فيها بريق هذا ال ( الكونتراست ) كما العديد من العواصم
و رغم أن هناك عدة مناطق مؤهلة لتأخذ هذا اللقب لكن المنطقة المؤهلة بقوة و المظلومة جداً جداً منذ عقود و التي تركت بأسوأ حال لعقود طويلة هي منطقة باب شرقي أو شرقي باب شرقي كما هو الاسم الواردة بالمخططات التنظيمية ، حيث تم تحويلها لمنطقة تجمع فيها كل ما هو غير حضاري و غير لائق بسمعتها و كل ما هو مسيء للرقي و الحضارة و التاريخ .
منطقة اصطفتها محافظة دمشق مشكورة -بعد أن ضاقت المناطق- لتكون مجمع نفايات العاصمة و على بعد أمتار من أغنى منطقة بالتاريخ و الأوابد التاريخية و الدينية ، و بعد هذا المكب بعشرات الأمتار هناك - لمن لم يكتف من روائح الزبالة - أن يمتع ناظريه بمسلخ مرخص بالهواء الطلق من المحافظة للجزارين و رعيان الغنم ليربوا أغنامهم و مواشيهم و يذبحوها أمام زبائنهم مباشرة لتنتشر روائح الذبح و الدم و الجلود و معها حق محافظتنا في هذا ، فلحم البوفالو الأرجنتيني و البرازيلي غزا أسواقنا و هذا الإجراء بالذبح مباشرة و بوسط العاصمة و على بعد أقل من مئتي متر من بابين مشهورين من أبواب دمشق هما باب شرقي و باب توما سيؤكد للجميع انها تدعم الشفافية و تزيد ثقة المستهلك الذي فقد ثقته بالمسالخ النظامية.
كما أنه يؤكد للسياح المارين أن المحافظة تولي اهتمام كبير بالعناية بالحيوانات بحيث أنها تفرد لهم مكان بوسط العاصمة و أنها لن تتعرض لأي انتقاد من جماعات حقوق الحيوانات المتربصة بها ، لا من ب ب بريجيت باردو و لا من انجيلينا جولي التي قد تمر بجانبها في حال كررت زيارتها التاريخية لجرمانا ، و ما بين المزبلة و المسلخ التمع ذهن المخططين الاستراتيجيين في محافظة دمشق.
و لتكون هذه المنطقة امتداد و توسع لسوق الهال الذي ضاق بالمنتجات الزراعية فتتجمع فيها مئات الشاحنات الزراعية المملوؤة بالبندورة و البطيخ صيفاً و بالخس و الحمضيات شتاءً و على أطراف هذه البؤر المؤلمة بنى الحرفيون ورشاتهم لصناعة التريكو و الآجر و الفخار على مقربة من مجمع 8 آذار و على امتداد الطريق لعين ترما و كأن المناطق الصناعية ليست أولى باستضافتهم ليعملوا بوسط العاصمة بدل أن يتم نقلهم إليها ، هذا عدا عن معامل الدولة الممتدة على طول طريق المليحة من صناعة الكبريت و الألبان و الاجبان و الألبسة و التي لو نقلت لمدينة عدرا أو أقفلت لكان ذلك أنفع و أجدى اقتصادياً .
إن هذا المربع الكائن من جامع الشيخ رسلان في منطقة باب شرقي و خلفه المزارع و الحقول إلى أطراف عين ترما مع سوق الهال و حتى ملعب العباسيين المهترئ و الآيل للسقوط بأي لحظة و بكل ما تحتويه من مرافق حرفية و صناعية و حقول زراعية و مساكن هي أمثل مكان لبناء سوليدير الشام الجديدة و ينبغي تسويتها بالأرض و إعادة بنائها و هي مهيئة بشكل أفضل من منطقة الجمارك لو كان هناك نية صادقة للتغيير بعد تعويض الجميع بالتعويض المجزي المناسب .
ألم يحن الوقت لاتخاذ قرارات تاريخية تغير وجه العاصمة بدل ترك الخطأ يكبر و الكارثة البيئية و العمرانية تمتد و تتسع و تستفحل ، فهذه عاصمة ماليزيا كانت في الستينات مدينة للصفيح و البيوت الطينية و تحولت لعاصمة حضارية يضرب بها المثل ، و أخطاء التنظيم الكارثية متروكة و كل ما نسمعه من مشاريع يتم دراستها من المحافظة اتضح أنها للاستهلاك الاعلامي و بالإضافة إليها تخيلات دكاترة العمارة و المدني و محاضراتهم و مشاريع الماجستير و التخرج هي شطحات خيال للحصول على لقب جامعي لا اكثر و لا أقل و غير قابلة للتطبيق ..
فالأخطاء الكبيرة متواصلة فمن سمح بتحويل أخصب الأراضي في دمشق في الصبورة و يعفور لتكون بفرلي هيلز الشام بينما طريق حمص الشام كانت الأولى بهكذا مناطق مع خط مترو حديث لتخديمه باعتباره منطقة جبلية جردية واسعة
و من يا ترى ترك المخالفات تكبر كالسرطان لتستولي على مناطق كاملة مثل جبل المزة 86 بدل ان تكون بارك للعاصمة .
أسمع منذ سنين اتهامات غريبة تعبر عن فشلنا العمراني و التخطيطي و رمي عثراتنا و سقطاتنا الكبيرة التي لا يمكن أن تغتفر بأي اتجاه بدل العمل و التخطيط و إصلاح الاخطاء ، و هذه الاتهامات لكل الكوارث الاسكانية و التخطيطية تلقى على عاتق مهندس فرنسي مسكين اسمه " شارل " صار أشهر من نار على علم و اسمه على لسان أي مهندس فاشل بأي بلدية و هذا المسكين شارل يُقال أنه عمل أيام الانتداب الفرنسي على تنظيم الواقع العمراني في دمشق يعني منذ حوالي 80 عام و إلى اليوم توجه له الاتهامات بأنه السبب في خراب التوسعات و افتقاد التنظيمات الجديدة التي لم يمضي عليها عشرون عام لحدائق و بقع خضراء و شوارع عريضة ( هل روح هذا المسكين منعتكم يا ترى ؟!).
و لم يبق إلا ان يتهموا "شارل" هذا بانه سبب فساد بعض رؤساء البلديات و سبب وجود المناطق المخالفة و سبب الانفجار السكاني ، بل أن أطرف ما سمعته اتهام احد المهندسين للاستعمار الفرنسي بأنه سبب عرقلة اتمام المحلق الجنوبي الذي استغرق عقود لأنهم أي المهندسين الفرنسسن لم ينهوا الدراسات قبل جلائهم عن سوريا ..
و الغريب أن مخططات تنظيمية لعواصم كبرى جرت ليست قبل 50 او 60 عام بل قبل مئات السنين و منذ القرن السابع عشر و الثامن عشر و تعد ناجحة لحد اليوم ، حتى أنه لو أُعيدت الدراسات حالياً فلن يجدوا أفضل منها ، فيما فشل مهندسوا سوريا بكل الخبرات التي اكتسبوها في الخارج و الداخل فشلاً ذريعاً في إضفاء اي فن او طابع عمراني و عجزوا عن أيجاد أي حلول عصرية إلا بالكلام و التصريحات و ما دام الأمر كذلك ما المانع من الاستعانة بخبرات اجنبية بالكامل من دون تدخل لانجاز إعادة بناء منطقة "شرقي باب شرقي " بكل ما تحتويه و أتمنى ان نلقى تجاوب من المسؤولين و أن لا تكون التعليقات ..
أسمعت إذ ناديت حيّاً .. و لا حياة لمن تنادي
المصدر
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=107392
.
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=107392
في كل عاصمة و في كل مدينة كبيرة منطقة تعد قلبها النابض ، يجتمع فيها القديم مع الجديد ، الحاضر بالماضي ، تمتزج فيها الثقافة المعاصرة مع الثقافة القديمة ، تتنشّق فيها عبق الماضي مع عطر الحاضر ، زخارف الماضي بعمارة اليوم.
و دمشق لؤلؤة الشرق المكتنزة بالآثار و المناطق الأثرية الرائعة التي يتقاطر إليها السياح شرقاً و غرباً لرؤيتها تفتقر بكل أسف لمنطقة تمثل قلبها النابض تجتمع فيها هذه الأضداد و يلتمع فيها بريق هذا ال ( الكونتراست ) كما العديد من العواصم
و رغم أن هناك عدة مناطق مؤهلة لتأخذ هذا اللقب لكن المنطقة المؤهلة بقوة و المظلومة جداً جداً منذ عقود و التي تركت بأسوأ حال لعقود طويلة هي منطقة باب شرقي أو شرقي باب شرقي كما هو الاسم الواردة بالمخططات التنظيمية ، حيث تم تحويلها لمنطقة تجمع فيها كل ما هو غير حضاري و غير لائق بسمعتها و كل ما هو مسيء للرقي و الحضارة و التاريخ .
منطقة اصطفتها محافظة دمشق مشكورة -بعد أن ضاقت المناطق- لتكون مجمع نفايات العاصمة و على بعد أمتار من أغنى منطقة بالتاريخ و الأوابد التاريخية و الدينية ، و بعد هذا المكب بعشرات الأمتار هناك - لمن لم يكتف من روائح الزبالة - أن يمتع ناظريه بمسلخ مرخص بالهواء الطلق من المحافظة للجزارين و رعيان الغنم ليربوا أغنامهم و مواشيهم و يذبحوها أمام زبائنهم مباشرة لتنتشر روائح الذبح و الدم و الجلود و معها حق محافظتنا في هذا ، فلحم البوفالو الأرجنتيني و البرازيلي غزا أسواقنا و هذا الإجراء بالذبح مباشرة و بوسط العاصمة و على بعد أقل من مئتي متر من بابين مشهورين من أبواب دمشق هما باب شرقي و باب توما سيؤكد للجميع انها تدعم الشفافية و تزيد ثقة المستهلك الذي فقد ثقته بالمسالخ النظامية.
كما أنه يؤكد للسياح المارين أن المحافظة تولي اهتمام كبير بالعناية بالحيوانات بحيث أنها تفرد لهم مكان بوسط العاصمة و أنها لن تتعرض لأي انتقاد من جماعات حقوق الحيوانات المتربصة بها ، لا من ب ب بريجيت باردو و لا من انجيلينا جولي التي قد تمر بجانبها في حال كررت زيارتها التاريخية لجرمانا ، و ما بين المزبلة و المسلخ التمع ذهن المخططين الاستراتيجيين في محافظة دمشق.
و لتكون هذه المنطقة امتداد و توسع لسوق الهال الذي ضاق بالمنتجات الزراعية فتتجمع فيها مئات الشاحنات الزراعية المملوؤة بالبندورة و البطيخ صيفاً و بالخس و الحمضيات شتاءً و على أطراف هذه البؤر المؤلمة بنى الحرفيون ورشاتهم لصناعة التريكو و الآجر و الفخار على مقربة من مجمع 8 آذار و على امتداد الطريق لعين ترما و كأن المناطق الصناعية ليست أولى باستضافتهم ليعملوا بوسط العاصمة بدل أن يتم نقلهم إليها ، هذا عدا عن معامل الدولة الممتدة على طول طريق المليحة من صناعة الكبريت و الألبان و الاجبان و الألبسة و التي لو نقلت لمدينة عدرا أو أقفلت لكان ذلك أنفع و أجدى اقتصادياً .
إن هذا المربع الكائن من جامع الشيخ رسلان في منطقة باب شرقي و خلفه المزارع و الحقول إلى أطراف عين ترما مع سوق الهال و حتى ملعب العباسيين المهترئ و الآيل للسقوط بأي لحظة و بكل ما تحتويه من مرافق حرفية و صناعية و حقول زراعية و مساكن هي أمثل مكان لبناء سوليدير الشام الجديدة و ينبغي تسويتها بالأرض و إعادة بنائها و هي مهيئة بشكل أفضل من منطقة الجمارك لو كان هناك نية صادقة للتغيير بعد تعويض الجميع بالتعويض المجزي المناسب .
ألم يحن الوقت لاتخاذ قرارات تاريخية تغير وجه العاصمة بدل ترك الخطأ يكبر و الكارثة البيئية و العمرانية تمتد و تتسع و تستفحل ، فهذه عاصمة ماليزيا كانت في الستينات مدينة للصفيح و البيوت الطينية و تحولت لعاصمة حضارية يضرب بها المثل ، و أخطاء التنظيم الكارثية متروكة و كل ما نسمعه من مشاريع يتم دراستها من المحافظة اتضح أنها للاستهلاك الاعلامي و بالإضافة إليها تخيلات دكاترة العمارة و المدني و محاضراتهم و مشاريع الماجستير و التخرج هي شطحات خيال للحصول على لقب جامعي لا اكثر و لا أقل و غير قابلة للتطبيق ..
فالأخطاء الكبيرة متواصلة فمن سمح بتحويل أخصب الأراضي في دمشق في الصبورة و يعفور لتكون بفرلي هيلز الشام بينما طريق حمص الشام كانت الأولى بهكذا مناطق مع خط مترو حديث لتخديمه باعتباره منطقة جبلية جردية واسعة
و من يا ترى ترك المخالفات تكبر كالسرطان لتستولي على مناطق كاملة مثل جبل المزة 86 بدل ان تكون بارك للعاصمة .
أسمع منذ سنين اتهامات غريبة تعبر عن فشلنا العمراني و التخطيطي و رمي عثراتنا و سقطاتنا الكبيرة التي لا يمكن أن تغتفر بأي اتجاه بدل العمل و التخطيط و إصلاح الاخطاء ، و هذه الاتهامات لكل الكوارث الاسكانية و التخطيطية تلقى على عاتق مهندس فرنسي مسكين اسمه " شارل " صار أشهر من نار على علم و اسمه على لسان أي مهندس فاشل بأي بلدية و هذا المسكين شارل يُقال أنه عمل أيام الانتداب الفرنسي على تنظيم الواقع العمراني في دمشق يعني منذ حوالي 80 عام و إلى اليوم توجه له الاتهامات بأنه السبب في خراب التوسعات و افتقاد التنظيمات الجديدة التي لم يمضي عليها عشرون عام لحدائق و بقع خضراء و شوارع عريضة ( هل روح هذا المسكين منعتكم يا ترى ؟!).
و لم يبق إلا ان يتهموا "شارل" هذا بانه سبب فساد بعض رؤساء البلديات و سبب وجود المناطق المخالفة و سبب الانفجار السكاني ، بل أن أطرف ما سمعته اتهام احد المهندسين للاستعمار الفرنسي بأنه سبب عرقلة اتمام المحلق الجنوبي الذي استغرق عقود لأنهم أي المهندسين الفرنسسن لم ينهوا الدراسات قبل جلائهم عن سوريا ..
و الغريب أن مخططات تنظيمية لعواصم كبرى جرت ليست قبل 50 او 60 عام بل قبل مئات السنين و منذ القرن السابع عشر و الثامن عشر و تعد ناجحة لحد اليوم ، حتى أنه لو أُعيدت الدراسات حالياً فلن يجدوا أفضل منها ، فيما فشل مهندسوا سوريا بكل الخبرات التي اكتسبوها في الخارج و الداخل فشلاً ذريعاً في إضفاء اي فن او طابع عمراني و عجزوا عن أيجاد أي حلول عصرية إلا بالكلام و التصريحات و ما دام الأمر كذلك ما المانع من الاستعانة بخبرات اجنبية بالكامل من دون تدخل لانجاز إعادة بناء منطقة "شرقي باب شرقي " بكل ما تحتويه و أتمنى ان نلقى تجاوب من المسؤولين و أن لا تكون التعليقات ..
أسمعت إذ ناديت حيّاً .. و لا حياة لمن تنادي
المصدر
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=107392
.