يقوم مجموعة من الأشخاص بتوزيع مطبوعات ( بروشورات ) في الأماكن العامة بحلب تحتوي على قوائم بأعشاب ومستحضرات " طبية " لعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض العضوية والنفسية .
ومن بين الأمراض التي أعلن صاحب " البروشور " أنه يقدر على علاجها " مرض الإيدز مقابل مبلغ 2500 ليرة سورية ، والسرطان و الوسواس القهري ( مرض نفسي ) مقابل مبلغ 350 ليرة سورية ، و القلق الليلي والاكتئاب النفسي مقابل مبلغ 500 ليرة ".
ويبدأ " البروشور " بعنوان " أعشاب شيخ الجبل " ، متبوعاً بمقدمة طويلة تتحدث عن فوائد الأعشاب ، وأضرار المواد الطبية الكيماوية وجاء في المقدمة " إن الإنسان على مر الزمان وفي كل مكان قد تعتريه وعكة الأبدان فيصاب بالداء ، فلا يهنأ بعيش ولا أمان ، فنرى الآن مستحضرات من النباتات والأعشاب أصبحت تستخدم من الوقاية والعلاج ، في كثير من الأمراض ".
ويتابع " لذلك علينا قدر الامكان أن نستعمل الأعشاب النباتية لأنها ذات فائدة و أكثر فعالية وأمنا على أجسامنا والتجربة أكبر برهان ".
ويسرد " البروشور " أسماء مجموعة من علماء الطب القدامى و أشهر خبراء الأعشاب الذين اعتبرهم مرجع لأعشابه ، منهم " ابن سينا ، و الشيخ داود الانطاكي ".
الغرغرينا بـ 1000 و تشمع الكبد بـ 500
ويحتوي " البروشور " الذي يقوم مجهولون بتوزيعه على جدولين ، يحتوي الأول على أسماء عدد كبير من الأمراض ادعى صاحب " البروشور" أنه يستطيع معالجته ، وإلى جانب اسم كل مرض وضع التسعيرة .
وتضمن الجدول أسماء لـ 123 مرضاً معظمهم من الأمراض المستعصية ، والوبائية ، وبعضها يحتاج لعمل جراحي ، كما أن بعضها لم يتمكن العلماء من إيجاد علاج له حتى الآن .
فعلا سبيل المثال ، تضمنت اللائحة علاج مرض " التهاب الكبد الوبائي بكل انواعه مقابل مبلغ 600 ليرة سورية " .
والتهاب الكبد الوبائي هو احد انواع الالتهابات التي قد تصيب الكبد حيث يسبب هذا النوع من الالتهاب فيروس معين يرمز له باحد الاحرف E – D – C – B – A حسب نوع الفيروس المسبب للمرض الا ان التهاب الكبد الوبائي المتسبب من فيروس B هو اكثر هذه الانواع التي تنتشر بين الناس حيث يقدر عدد المصابين بالفيروس مالا يقل عن 300 مليون مصاب حول العالم ، ويحتاج علاجه إلى مواد كيماوية معقدة ، وجلسات طويلة ، وفي بعض الأحيان يفشل العلاج ، وذلك بحسب مراجع طبية متقاطعة .
كما قال " صاحب البروشور " أنه يستطيع علاج مرض " تشمع الكبد مقابل مبلغ 500 ليرة سورية ، ومرض الغرغرينا مقابل مبلغ 1000 ليرة سورية ".
و تشمع الكبد مرض ينشأ عن سلسلة من أمراض الكبد المزمنة ويتميز باستبدال انسجه الكبد بتليفات تحصر بينها عقيدات متجددة من الخلايا الكبدية مما يؤدي إلى الفقدان التدريجي لوظيفة الكبد .
أما الغرغرينا فهى تعبير طبي يستخدم لوصف موت جزء من الجسم, و تنشأ الغرغرينا عندما ينقطع الإمداد الدموي عن الجزء المتأثر أو المصاب بالغرغرينا ، وتنتهي معظم حالات الإصابة بالغرغرينا باستئصال العضو المصاب ، وذلك بحسب مراجع طبية متقاطعة .
زرع شعر و معالجة فيزيائية و أدوية ومستحضرات جنسية
كما تضمن " البروشور " جدولاً آخر يحتوي على أسماء مستحضرات لعلاج الأمراض الجنسية ، إضافة إلى أسماء مستحضرات جنسية مختلفة منها " ألبسة نسائية جلاتين بتتاكل " و " كريم لحس جسم بنكهات مختلفة " .
وطمأن صاحب " البروشور " المقبلين على الزواج بانه يقدم لهم " خلطة العريس " مقابل مبلغ 1300 ليرة سورية فقط ، على حد تعبير البروشور .
وفي لائحة الكريمات ، وضع مجموعة من الكريمات باسعار " زهيدة " لمعالجة الأمراض الجنسية ، إضافة إلى وجود كريمات " للتكبير " أو " للتصغير " ، وكريمات " تؤخر " و أخرى " تعجل " .
وختم " البروشور " بمجموعة من النصائح الطبية ، إضافة إلى الإعلان عن وجود " مركز متخصص لزرع الشعر والمعالجة الفيزيائية على أيدي أشخاص متخصصين " ، بحسب ما ورد في البروشور .
ولم يذكر " البروشور" أي عنوان أو مركز يستطيع المواطن أن يقصده للحصول على المنتج ، إنما اكتفى بوضع رقم تليفون لشخص يدعى " أنور ن " قال بأنه مندوب الشركة في سوريا ، وبأن التوصيل مجاني للمنازل .
لقاء مع " أنور ن " ... و الدفع سلف
ومتابعة للموضوع ، اتصل عكس السير بمندوب " الشركة " الذي وضع رقمه على البروشور " أنور ن " وطلبنا منه موعداً ، وكي نتمكن من لقائه طلبنا شراء بعض المستحضرات ، فسألنا عن نوع المرض الذي نعاني منه كي " يجهز الخلطة لنا " ، عند ذلك طلبنا مستحضرات جاهزة " للتجريب " فأخبرنا أن المستحضرات الجاهزة حالياً هي فقط المستحضرات " الجنسية بسبب كثرة الطلب عليها ".
وبالفعل وبحسب الموعد حضر " أنور" وهو شاب في العقد الثالث من العمر يحمل في يده حقيبة ، وفي إحدى الطرق المظلمة كان اللقاء ، حيث أعطانا ما طلبناه بعد ان دفعنا له ثمن " البضاعة " سلفاً .
وأبدى " أنور " استغرابه من قلة الكمية التي طلبناها وقال " هذا النوع من المستحضرات منبيعو بالطرد مو بالقطعة بس مع هيك جربها حالياً ".
وأكد " أنور " خلال اللقاء أن معظم البضائع التي يقوم بتسويقها " مهربة من خارج سوريا " ، فيما قال " الأعشاب منركبها ومنجهزها على أيدنا هون ".
ونفى ان يكون قد درس في اية جامعة أو كلية ، و اكتفى بالصمت أمام إصرارنا على السؤال حول كيفية تعلم كل هذه " العلوم " .
وخلال لقائنا به عرض علينا مجموعة من الكريمات التي قال بأنها " تمنع تساقط الشعر " ، ولم تظهر على العبوة أية علامة تشير إلى مصدر الكريم أو تاريخ صلاحيته ، أو حتى المواد الداخلة في تركيبه ، كما عرض علينا عبوات شامبو قال بانها مصنوعة من مواد طبيعية كحبة البركة وغيرها ، وجميع العبوات كانت خالية من أية مطبوعة تشير إلى تاريخ الصلاحية أو مصدر العبوة أو تركيب مضمونها .
نقيب صيادلة حلب : بائعو الأعشاب أنهكونا بدجلهم .. ولا يوجد قانون ناظم
وبدوره ، قال رئيس نقابة صيادلة حلب الدكتور مصطفى سواس نقيب الصيادلة بحلب لـ عكس السير : " عانينا في نقابة الصيادلة كثيراً من دجل هؤلاء الأشخاص ".
وتابع " لا يوجد قانون ينظم عملهم ، على الرغم من تشديد وزارة الصحة ، لأنهم يمارسون عملهم في الظل ، ويستغلون حاجة بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض وبائية ، إضافة إلى الإغراءات التي يقدمونها عن طريق بعض الأدوية التي يدعون أنها تعالج الأمراض الجنسية ".
وحذر نقيب الصيادلة المواطنين من التعامل مع هؤلاء الأشخاص الذين وصفهم بالـ " دجالين " ، وطالب الإعلام بمزيد من العمل لتعريتهم ، وكشف كذبهم ، كما طالب وزارة الصحة باتخاذ إجراءات صارمة بحقهم كونهم يتلاعبون بصحة المواطنين ويستغلون حاجتهم .
رئيس الرقابة الدوائية : وزارة الصحة أصدرت تعميماً بقمع المتاجرين بالأعشاب دون رخصة
ومن جهته ، قال رئيس الرقابة الدوائية بمديرية صحة حلب الدكتور جميل حاتوت في اتصال هاتفي لـ عكس السير : " أصدرت وزارة الصحة قبل يومين قراراً بتشكل لجان في مختلف المحافظات لقمع ظاهرة بائعي الأعشاب الطبية دون ترخيص ".
وتابع " وجاء في قرار الوزارة أن تشكل لجنة ثلاثية تضم ممثلاً عن مديرية التجارة الداخلية ( التموين ) ، وممثلاً عن نقابة الصيادلة وممثلاً عن مديرية الرقابة الدوائية بالصحة لمراقبة وقمع المتاجرين في الأعشاب ".
وأضاف " ضبطنا خلال اليومين الماضيين عدة أشخاص يتاجرون بالأعشاب الطبية دون ترخيص من وزارة الصحة ، ولكن الطريق ما يزال في بدايته ، لذلك نطلب من المواطنين الحذر ، وعدم تناول هذه المستحضرات لأنها مجهولة الهوية والمصدر والتركيب ".
حماية المستهلك : نعمل على متابعة انتشار هذه المواد .. وعلى المواطن توخي الحذر
وقال مدير دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية بحلب ( التموين ) وضاح نيرباني لـ عكس السير : " إن مسؤولية قمع هذه الظاهرة تقع على عاتق وزارة الصحة كون المواد طبية ، ومع ذلك نعمل في مديرية التجارة الداخلية على الحد من انتشارها ".
وتابع " تنحصر مسؤوليتنا في مصادرة جميع المواد غير المرخصة ، وتحليل المواد المشتبه بها ، وتقديم المخالفين للقضاء ، وقد تبين من خلال تحليل نسبة كبيرة من المواد أنها مكونة من مواد رخيصة وغير فعالة وفي بعض الأحيان ضارة ".
وأضاف " مع ذلك يصعب مراقبة هذه المواد عندما تباع دون تغليف ، كما يحصل في سوق العطارين ، لذلك نطلب من المواطنين تجنب استعمالها ، والحذر منها ، خصوصاً عندما تكون مجهولة المصدر ".
وختم بالقول " كما نطلب من المواطنين أن يتعاونوا معنا للكشف عن مثل هذه الحالات ، عن طريق تبليغنا ، لنمكن من قمع الدجالين وتحويلهم للقضاء المختص ".
يذكر ان وزارة الصحة أغلقت خلال عام 2009 عدة محلات لبيع الأعشاب تعتبر من أشهر الماركات العربية بسبب عدم وجود ترخيص لها في وزارة الصحة .
سياق متصل ..
أثناء بحثنا في هذا التحقيق فوجئنا بإقبال عدد كبير من المواطنين ( بعضهم من المثقفين ) على المستحضرات الجنسية مجهولة المصدر التي يتم تداولها ، كما فوجئنا بقصص لمسؤولين تعرضوا لمساءلات قانونية أثناء قمعهم هذه الظاهرة .
وعلم عكس السير أن أحد تجار الأعشاب رفع دعوى قضائية على نقيب الصيادلة ورئيس الرقابة الدوائية بعد أن قاما بمصادرة الأعشاب التي كان يتاجر بها .
كما لاحظ عكس السير من خلال استقصاء آراء بعض المواطنين أن عددا منهم " مقتنع بجدوى هذه الأعشاب " ، بغض النظر عن جدوى هذه الأعشاب أو عن مصدرها .
عدد كبير من تجار الأعشاب يقومون بالإعلان عن مستحضراتهم في وسائل الإعلام المحلية ( المقروءة والمسموعة و المرئية ) ، دون وجود أية ضوابط تحد من عملهم .
معظم الأعشاب تروج على اساس أنها تعالج الأمراض المستعصية كالسرطانات ، إضافة إلى الأمراض الجنسية والتناسلية كعدم الإنجاب وغيرها من الأمراض الجنسية .
البروشور
بعض ماورد في البروشور
أحد المنتجات التي يبيعها .. مهرب من خارج سوريا
كريم .. مجهول المصدر و التركيب
ومن بين الأمراض التي أعلن صاحب " البروشور " أنه يقدر على علاجها " مرض الإيدز مقابل مبلغ 2500 ليرة سورية ، والسرطان و الوسواس القهري ( مرض نفسي ) مقابل مبلغ 350 ليرة سورية ، و القلق الليلي والاكتئاب النفسي مقابل مبلغ 500 ليرة ".
ويبدأ " البروشور " بعنوان " أعشاب شيخ الجبل " ، متبوعاً بمقدمة طويلة تتحدث عن فوائد الأعشاب ، وأضرار المواد الطبية الكيماوية وجاء في المقدمة " إن الإنسان على مر الزمان وفي كل مكان قد تعتريه وعكة الأبدان فيصاب بالداء ، فلا يهنأ بعيش ولا أمان ، فنرى الآن مستحضرات من النباتات والأعشاب أصبحت تستخدم من الوقاية والعلاج ، في كثير من الأمراض ".
ويتابع " لذلك علينا قدر الامكان أن نستعمل الأعشاب النباتية لأنها ذات فائدة و أكثر فعالية وأمنا على أجسامنا والتجربة أكبر برهان ".
ويسرد " البروشور " أسماء مجموعة من علماء الطب القدامى و أشهر خبراء الأعشاب الذين اعتبرهم مرجع لأعشابه ، منهم " ابن سينا ، و الشيخ داود الانطاكي ".
الغرغرينا بـ 1000 و تشمع الكبد بـ 500
ويحتوي " البروشور " الذي يقوم مجهولون بتوزيعه على جدولين ، يحتوي الأول على أسماء عدد كبير من الأمراض ادعى صاحب " البروشور" أنه يستطيع معالجته ، وإلى جانب اسم كل مرض وضع التسعيرة .
وتضمن الجدول أسماء لـ 123 مرضاً معظمهم من الأمراض المستعصية ، والوبائية ، وبعضها يحتاج لعمل جراحي ، كما أن بعضها لم يتمكن العلماء من إيجاد علاج له حتى الآن .
فعلا سبيل المثال ، تضمنت اللائحة علاج مرض " التهاب الكبد الوبائي بكل انواعه مقابل مبلغ 600 ليرة سورية " .
والتهاب الكبد الوبائي هو احد انواع الالتهابات التي قد تصيب الكبد حيث يسبب هذا النوع من الالتهاب فيروس معين يرمز له باحد الاحرف E – D – C – B – A حسب نوع الفيروس المسبب للمرض الا ان التهاب الكبد الوبائي المتسبب من فيروس B هو اكثر هذه الانواع التي تنتشر بين الناس حيث يقدر عدد المصابين بالفيروس مالا يقل عن 300 مليون مصاب حول العالم ، ويحتاج علاجه إلى مواد كيماوية معقدة ، وجلسات طويلة ، وفي بعض الأحيان يفشل العلاج ، وذلك بحسب مراجع طبية متقاطعة .
كما قال " صاحب البروشور " أنه يستطيع علاج مرض " تشمع الكبد مقابل مبلغ 500 ليرة سورية ، ومرض الغرغرينا مقابل مبلغ 1000 ليرة سورية ".
و تشمع الكبد مرض ينشأ عن سلسلة من أمراض الكبد المزمنة ويتميز باستبدال انسجه الكبد بتليفات تحصر بينها عقيدات متجددة من الخلايا الكبدية مما يؤدي إلى الفقدان التدريجي لوظيفة الكبد .
أما الغرغرينا فهى تعبير طبي يستخدم لوصف موت جزء من الجسم, و تنشأ الغرغرينا عندما ينقطع الإمداد الدموي عن الجزء المتأثر أو المصاب بالغرغرينا ، وتنتهي معظم حالات الإصابة بالغرغرينا باستئصال العضو المصاب ، وذلك بحسب مراجع طبية متقاطعة .
زرع شعر و معالجة فيزيائية و أدوية ومستحضرات جنسية
كما تضمن " البروشور " جدولاً آخر يحتوي على أسماء مستحضرات لعلاج الأمراض الجنسية ، إضافة إلى أسماء مستحضرات جنسية مختلفة منها " ألبسة نسائية جلاتين بتتاكل " و " كريم لحس جسم بنكهات مختلفة " .
وطمأن صاحب " البروشور " المقبلين على الزواج بانه يقدم لهم " خلطة العريس " مقابل مبلغ 1300 ليرة سورية فقط ، على حد تعبير البروشور .
وفي لائحة الكريمات ، وضع مجموعة من الكريمات باسعار " زهيدة " لمعالجة الأمراض الجنسية ، إضافة إلى وجود كريمات " للتكبير " أو " للتصغير " ، وكريمات " تؤخر " و أخرى " تعجل " .
وختم " البروشور " بمجموعة من النصائح الطبية ، إضافة إلى الإعلان عن وجود " مركز متخصص لزرع الشعر والمعالجة الفيزيائية على أيدي أشخاص متخصصين " ، بحسب ما ورد في البروشور .
ولم يذكر " البروشور" أي عنوان أو مركز يستطيع المواطن أن يقصده للحصول على المنتج ، إنما اكتفى بوضع رقم تليفون لشخص يدعى " أنور ن " قال بأنه مندوب الشركة في سوريا ، وبأن التوصيل مجاني للمنازل .
لقاء مع " أنور ن " ... و الدفع سلف
ومتابعة للموضوع ، اتصل عكس السير بمندوب " الشركة " الذي وضع رقمه على البروشور " أنور ن " وطلبنا منه موعداً ، وكي نتمكن من لقائه طلبنا شراء بعض المستحضرات ، فسألنا عن نوع المرض الذي نعاني منه كي " يجهز الخلطة لنا " ، عند ذلك طلبنا مستحضرات جاهزة " للتجريب " فأخبرنا أن المستحضرات الجاهزة حالياً هي فقط المستحضرات " الجنسية بسبب كثرة الطلب عليها ".
وبالفعل وبحسب الموعد حضر " أنور" وهو شاب في العقد الثالث من العمر يحمل في يده حقيبة ، وفي إحدى الطرق المظلمة كان اللقاء ، حيث أعطانا ما طلبناه بعد ان دفعنا له ثمن " البضاعة " سلفاً .
وأبدى " أنور " استغرابه من قلة الكمية التي طلبناها وقال " هذا النوع من المستحضرات منبيعو بالطرد مو بالقطعة بس مع هيك جربها حالياً ".
وأكد " أنور " خلال اللقاء أن معظم البضائع التي يقوم بتسويقها " مهربة من خارج سوريا " ، فيما قال " الأعشاب منركبها ومنجهزها على أيدنا هون ".
ونفى ان يكون قد درس في اية جامعة أو كلية ، و اكتفى بالصمت أمام إصرارنا على السؤال حول كيفية تعلم كل هذه " العلوم " .
وخلال لقائنا به عرض علينا مجموعة من الكريمات التي قال بأنها " تمنع تساقط الشعر " ، ولم تظهر على العبوة أية علامة تشير إلى مصدر الكريم أو تاريخ صلاحيته ، أو حتى المواد الداخلة في تركيبه ، كما عرض علينا عبوات شامبو قال بانها مصنوعة من مواد طبيعية كحبة البركة وغيرها ، وجميع العبوات كانت خالية من أية مطبوعة تشير إلى تاريخ الصلاحية أو مصدر العبوة أو تركيب مضمونها .
نقيب صيادلة حلب : بائعو الأعشاب أنهكونا بدجلهم .. ولا يوجد قانون ناظم
وبدوره ، قال رئيس نقابة صيادلة حلب الدكتور مصطفى سواس نقيب الصيادلة بحلب لـ عكس السير : " عانينا في نقابة الصيادلة كثيراً من دجل هؤلاء الأشخاص ".
وتابع " لا يوجد قانون ينظم عملهم ، على الرغم من تشديد وزارة الصحة ، لأنهم يمارسون عملهم في الظل ، ويستغلون حاجة بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض وبائية ، إضافة إلى الإغراءات التي يقدمونها عن طريق بعض الأدوية التي يدعون أنها تعالج الأمراض الجنسية ".
وحذر نقيب الصيادلة المواطنين من التعامل مع هؤلاء الأشخاص الذين وصفهم بالـ " دجالين " ، وطالب الإعلام بمزيد من العمل لتعريتهم ، وكشف كذبهم ، كما طالب وزارة الصحة باتخاذ إجراءات صارمة بحقهم كونهم يتلاعبون بصحة المواطنين ويستغلون حاجتهم .
رئيس الرقابة الدوائية : وزارة الصحة أصدرت تعميماً بقمع المتاجرين بالأعشاب دون رخصة
ومن جهته ، قال رئيس الرقابة الدوائية بمديرية صحة حلب الدكتور جميل حاتوت في اتصال هاتفي لـ عكس السير : " أصدرت وزارة الصحة قبل يومين قراراً بتشكل لجان في مختلف المحافظات لقمع ظاهرة بائعي الأعشاب الطبية دون ترخيص ".
وتابع " وجاء في قرار الوزارة أن تشكل لجنة ثلاثية تضم ممثلاً عن مديرية التجارة الداخلية ( التموين ) ، وممثلاً عن نقابة الصيادلة وممثلاً عن مديرية الرقابة الدوائية بالصحة لمراقبة وقمع المتاجرين في الأعشاب ".
وأضاف " ضبطنا خلال اليومين الماضيين عدة أشخاص يتاجرون بالأعشاب الطبية دون ترخيص من وزارة الصحة ، ولكن الطريق ما يزال في بدايته ، لذلك نطلب من المواطنين الحذر ، وعدم تناول هذه المستحضرات لأنها مجهولة الهوية والمصدر والتركيب ".
حماية المستهلك : نعمل على متابعة انتشار هذه المواد .. وعلى المواطن توخي الحذر
وقال مدير دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية بحلب ( التموين ) وضاح نيرباني لـ عكس السير : " إن مسؤولية قمع هذه الظاهرة تقع على عاتق وزارة الصحة كون المواد طبية ، ومع ذلك نعمل في مديرية التجارة الداخلية على الحد من انتشارها ".
وتابع " تنحصر مسؤوليتنا في مصادرة جميع المواد غير المرخصة ، وتحليل المواد المشتبه بها ، وتقديم المخالفين للقضاء ، وقد تبين من خلال تحليل نسبة كبيرة من المواد أنها مكونة من مواد رخيصة وغير فعالة وفي بعض الأحيان ضارة ".
وأضاف " مع ذلك يصعب مراقبة هذه المواد عندما تباع دون تغليف ، كما يحصل في سوق العطارين ، لذلك نطلب من المواطنين تجنب استعمالها ، والحذر منها ، خصوصاً عندما تكون مجهولة المصدر ".
وختم بالقول " كما نطلب من المواطنين أن يتعاونوا معنا للكشف عن مثل هذه الحالات ، عن طريق تبليغنا ، لنمكن من قمع الدجالين وتحويلهم للقضاء المختص ".
يذكر ان وزارة الصحة أغلقت خلال عام 2009 عدة محلات لبيع الأعشاب تعتبر من أشهر الماركات العربية بسبب عدم وجود ترخيص لها في وزارة الصحة .
سياق متصل ..
أثناء بحثنا في هذا التحقيق فوجئنا بإقبال عدد كبير من المواطنين ( بعضهم من المثقفين ) على المستحضرات الجنسية مجهولة المصدر التي يتم تداولها ، كما فوجئنا بقصص لمسؤولين تعرضوا لمساءلات قانونية أثناء قمعهم هذه الظاهرة .
وعلم عكس السير أن أحد تجار الأعشاب رفع دعوى قضائية على نقيب الصيادلة ورئيس الرقابة الدوائية بعد أن قاما بمصادرة الأعشاب التي كان يتاجر بها .
كما لاحظ عكس السير من خلال استقصاء آراء بعض المواطنين أن عددا منهم " مقتنع بجدوى هذه الأعشاب " ، بغض النظر عن جدوى هذه الأعشاب أو عن مصدرها .
عدد كبير من تجار الأعشاب يقومون بالإعلان عن مستحضراتهم في وسائل الإعلام المحلية ( المقروءة والمسموعة و المرئية ) ، دون وجود أية ضوابط تحد من عملهم .
معظم الأعشاب تروج على اساس أنها تعالج الأمراض المستعصية كالسرطانات ، إضافة إلى الأمراض الجنسية والتناسلية كعدم الإنجاب وغيرها من الأمراض الجنسية .
علاء حلبي – عكس السير
البروشور
بعض ماورد في البروشور
أحد المنتجات التي يبيعها .. مهرب من خارج سوريا
كريم .. مجهول المصدر و التركيب
Comment